المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المضاربون يعتمدون على التحليل الفني للأسهم والمستثمرون يركزون في قراراتهم على التحليل



مغروور قطر
07-12-2005, 07:43 AM
المضاربون يعتمدون على التحليل الفني للأسهم والمستثمرون يركزون في قراراتهم على التحليل الأساسي
كتب جمال رمضان:
أكد المتخصصان والمحللان الفنيان لأداء الأسواق الأمريكية والأوروبية يعقوب الباش ومحمد الهاجري أن التحليل الفني للأسهم قد ينسجم مع سوق الكويت للأوراق المالية لو وثق المتداولون والمستثمرون في أهمية التحليلات الفنية.
وقالا في ندوة نظمها مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة الكويت التي حظيت بإقبال جماهيري كبير وحملت اسم تطبيقات التحليل الفني في بورصة الكويت والاسواق الخليجية ان الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي يكمن في ان لكل تحليل مؤيديه ومستعمليه حيث ان التحليل الفني عادة ما يخدم المضاربين الذين يدخلون على السهم لفترة وجيزة لا تتعدى اسبوعاً على أقصى تقدير اما التحليل الأساسي فإنه يلقى إقبالاً كبيراً من المستثمرين طويلي الأجل.
وأكد كذلك أن التحليل الفني تأتي مهمته بعد وجود خبر ما عن سهم ما وهو يعمل على تحليل الصعود او النزول على حد سواء.
وأشار كل من الباش والهاجري الى ان اكثر الاسواق تعاملاً بالتحليل الفني واكثر الاسواق قابلية العمل به هو السوق السعودي حيث لا يتعامل السوق السعودي بنظام الوحدات الذي كثيرا ما يتناقض مع التحليل الفني.
في البداية قال يعقوب الباش: منذ فترة ليست بالطويلة كان القليل جدا من المضاربين يستخدمون التحليل الفني الذي كان يعتبره الكثيرون في سوق الكويت والاسواق الخليجية جنونا، ولصعوبة فهم هذا النوع من التحليل، كان مضاربي وول ستريت والموسسات المثالية والمهتمين باسواق المال يعتبرون التحليل الفني نوعا غامضا من انواع الشعوذة وحاليا نحن نواجه هذا النوع من الاتهام من قبل المتداولين سواء من المضاربين او المستثمرين.
اما الان فالوضع انعكس تماما حيث ان المضاربين الشباب ذوي الخبرة يستخدمون احد اشكال التحليل الفني لتحديد وتشكيل استراتيجيتهم للمضاربة عدا القليل منهم في المجتمع المالي الاكاديمي.
والسبب في هذا التحول الكبير في المفاهيم هو المشكلة في اتخاذ قرارات المضاربة باستخدام ادوات التحليل الاساسي هي عدم قدرة المضاربين على جني ارباح بشكل مستمر ومتسق.
وقد لا يعرف العديد منهم ماهية التحليل الاساسي وادواته حيث يجري المحلل الاساسي بعض العمليات الحسابية التي توضح العلاقة بين بعض الحقائق مثل «سعر الفائدة، الميزانية العمومية للشركة صاحبة السهم، نشاط الشركة، وعوامل اخرى» ليحدد سعر السهم المتوقع في وقت معين في المستقبل وقد يجد المحلل الاساسي ان تصورا ما عن السعر المستقبلي لسهم في وقت معين صحيح ولكن وفي الوقت ذاته قد يتحرك بشكل متذبذب مما يجعل الامر غاية في الصعوبة للاستمرار فيه.
ولهذا فالعديد من المضاربين خاصة هؤلاء في بورصة الكويت، الذين ليست لديهم القدرة على تحريك سعر السهم بشكل درامي، غالبا لا يكون لديهم اي معرفة بمفاهيم عناصر العرض والطلب الاساسية.
واسلوب التحليل الفني بدأ ينتشر بين المضاربين لقدرته الفائقة عل تنظيم الاسواق في شكل التداول لكن المضاربين لم يتقبلوا التحليل الفني كأداة متغيرة.
العديد من المضاربين يدخلون سوق المال في وقت معطى: يوم، شهر، عام، وهؤلاء المضاربون يقومون بنفس المحاولات مرارا وتكرارا من اجل تحقيق الارباح بمعنى اخر تقوم مجموعة من الافراد بتنمية اشكال سلوكياتهم ثم تتفاعل هذه المجموعة مع بعضها البعض بشكل متناغم ويصبح السلوك جماعيا هذا الشكل للسلوك يتكرر ويمكن ملاحظته وقياسه والاعتماد عليه.
أما أ. محمد الهاجري فيقول ان التحليل الفني يتميز عن التحليل الاساسي نظرا لان المحلل الاساسي لا يمكنه تجميع وتحليل كل العوامل التي تدخل في تحديد سعر السهم فسعر السوق لا يعكس فقط التباين في اراء خبراء الاوراق المالية المثمنين حول القيمة، وانما ايضا الامل والمخاوف والتخمينات وحالة السوق الى جانب المئات من المشترين والبائعين سواء بشكل منطقي او غير منطقي، وهذه العوامل الاخيرة لا يمكن جمعها وتحليلها ومن ناحية اخرى فالتحليل الفني يركز على السعر الحالي، لان السوق ذاته هو الذي وضعه ويشمل كل العوامل الاساسية حين العمل به في السوق.
ويتطلب التحليل الاساسي للاسهم من بين العديد من العوامل مراجعة وتحليل دقيق للقوائم المالية للشركة لتحديد قواتها المالية الحالية معدل النمو المستقبلي المتوقع والربحية المتوقعة الى جانب قدرة ومهارة الادارة الحالية للشركة لتقدير اذا ما كان سعر السهم مناسبا او ادنى من قيمته الحقيقية ويمكن الحصول على معلومات موثوق بها بشكل كبير عن سهم الشركة من خلال التقارير المالية السنوية وربع السنوية للارباح والمناخ الاقتصادي والسياسيي والتنافسي المحيط الذي تتأثر به الشركة بالاضافة الى اي انباء حالية او شائعات وعملياتها.
وقال محمد الهاجري: ان المشكلة الرئيسية في التحليل الاساسي هي ان مؤشراته تزال من السوق ذاته فيفترض المحلل الاساسي السببية بين الاحداث الخارجية وتحركات السوق الذي يعد مبدءا خاطئا كليا، هذا بالاضافة الى ان التحليل الاساسي يتطلب وضع توقعات البيانات الاساسية للسوق قبل النتائج وبذلك يضطر المحلل الاساسي لاتخاذ خطوة اخرى للتوصل الى نتيجة حول كيفية تأثير هذه الاحداث المتوقعة في الاسواق! بينما على المحلل الفني ان يتخذ خطوة واحدة فقط وليس عليه ان يتوقع المؤشرات.
لقد تم تطوير العديد والعديد من المؤشرات الفنية عبر السنوات القليلة الماضية مثل «مؤشرات الشراء المكثف/ البيع المكثف» الشائع استخدامها ومؤشر القوة النسبية وخطوة الاتجاه ومتوسطات التحرك.
وعلى الرغم من ان التحليل الفني يمكن ان يكون معاونا فعالا في المضاربة، الى انه ليس اي مؤشر فني مؤكد النجاح فأهمية التحليل الفني تنبع من قدرته على ترجمة الرسم البياني وحركة السهم واخيرا يجب على المضاربة التمعن في دراسة التحليل الفني واخذ وقت كاف للتدرب عليه وتفسير كافة اشكال وانواع الرسومات البيانية والمؤشرات الفنية.

تاريخ النشر: الاربعاء 07/12/2005