Gentleman
02-12-2008, 02:40 AM
رحلة العودة من تايلاند.... شكراً سعادة السفير عبدالله بن إبراهيم الحمر
أكتب لكم اليوم قصة خروجنا من تايلاند بعد أن احتلت حشود حزب المعارضة الديموقراطي مطاري بانكوك مما أدى إلى إغلاقهما واحتجاز مئات الآلاف من الأجانب داخل تايلاند.
لقد ذهبت إلى تايلاند بقصد زيارة أطباء المستشفى الأمريكي والمستشفى الملكي ومستشفى العيون التخصصي وخصصت ثلاثة أيام لهذا الغرض بالإضافة إلى يوم رابع لشراء الهدايا لأم سعود والأطفال والمقربين. السكن كان في فندق ديفيس المعروف بغرفه الفسيحة وسعره المناسب.
في اليوم الخامس (يوم 26 نوفمبر 2008) وبعد الانتهاء من إقفال الحقائب المليئة بالساعات والحقائب النسائية والهدايا والألعاب بصعوبة اتصلت باستقبال الفندق وطلبت سيارة ليموزين للذهاب إلى المطار. المطار مقفل يا سيدي!!!! ماذا؟؟؟؟؟؟ لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لم أستطع فهم ما قالته الموظفة سوى أن المطار مقفل ولا أستطيع السفر. كان الكمبيوتر لا زال متصلاً بالإنترنت وذهبت سريعاً إلى موقع البي بي سي وكان هناك الخبر. المطار محتل ولا توجد طريقة لمغادرة البلد. بحثت عن عنوان الخطوط القطرية و ذهبت إلى هناك وأخبروني بأن الحجز القادم لن يكون قبل الاثنين 1 ديسمبر. هذا إن كان المطار مفتوحاً !!!. كيف سأرى أطفالي وكيف سأسلم على أم سعود قبل ذهابها إلى الحج يوم الأحد؟؟؟. حجزت ليوم الاثنين وذهبت إلى الخطوط التايلندية وحصلت على حجز ليوم السبت إلى دبي. في اليوم التالي انتقلت إلى فندق زينيث الواقع في المنطقة العربية حيث هناك الإحساس بالأمان. لم أرى أية مظاهرات أو عنف في الشوارع ولكن ما كنت أراه في الأخبار كان يدل على أن أيام الشر قريبة وقد قد نرى الفوضى في الشوارع عن قريب ولا بد للخروج. التفجيرات وقعت خارج المطارات وقد تنتقل إلى داخل المدينة إن تم اقتحام المطار. والجيش ضد الحكومة والحكومة ترفض الاستقالة لحل الأزمة والملك مرتاح في قصره ولا دخل له بالموضوع !!!. لم يكن لدي سوى الانتظار ليوم السبت والأمل بحل الأزمة.
الليلة الخميس 27 نوفمبر 2008 والوحدة قاتلة. لا أعرف أحداً هنا ومواعيد المستشفيات انتهت ولا يوجد مكان في الحقائب لشراء المزيد من البضائع ولا يوجد ما يمكنني فعله لقضاء الوقت سوى المشي في الشوارع وتصفح الإنترنت وقراءة الأخبار. عند رجوعي من مشوار تناول العشاء تلك الليلة وجدت مظروفاً مربعاً تحت باب الغرفة ومكتوب عليه سفارة دولة قطر في بانكوك. فتحت المظروف بسرعة وكانت تحية من السفارة ورقم للاتصال في حالة الطوارىء والحاجة إلى مساعدة. كيف عرفوا أنني هنا؟ وهل نحن مهمين لدرجة أن السفارة تتابعنا في كل مكان وتعرض علينا المساعدة؟ إن كان كذلك فإننا فعلاً محظوظين بأننا ننتمي إلى قطر وذلك لن يكون غريباً من سفارة بومشعل حفظه الله الذي اعتدنا منه الاهتمام الخاص بالمواطنين في وقت الأزمات وفي كل الأوقات. كان الوقت متأخراً للاتصال وانتظرت لليوم التالي واتصلت وردت علي سيدة تتكلم العربية باللهجة السودانية واتضح فيما بعد أنها تايلندية مسلمة ومحجبة. قالت لي بأن السفارة في صدد ترتيب رحلة خاصة مع الخطوط القطرية من خارج بانكوك لإعادة المسافرين إلى قطر وأن علي الاستعداد للسفر في أية لحظة يعلنون فيها عن الرحلة حتى لو كانت بعد منتصف الليل. سجلت اسمي في الرحلة وبشرت أم سعود واستعدت الأمل في الرجوع إلى قطر بعد أن كان علي أن أستعد للانتظار إلى أمد كان يبدو بعيداً. وذهبت إلى الخطوط التايلندية حيث أخبروني بأن رحلة يوم السبت قد ألغيت كذلك وأن مطارات بانكوك لا زالت مغلقة فألغيت الحجز واستلمت قيمة التذكرة وبقي الأمل الوحيد فيما ستفعله السفارة. في المساء جاءني الاتصال بأن الرحلة ستكون في اليوم التالي (السبت) والتجمع سيكون في فندق أماري أتريم في الحادي عشر والنصف صباحاً.
يوم السبت وفي التاسعة والنصف صياحاً وصلت إلى الفندق وهناك وجدت المسؤولين في السفارة والخطوط القطرية قد خصصوا إحدى مطاعم الفندق لاستقبال المسافرين وقاعة أخرى لتخليص إجراءات السفر وتسليم بطاقات الصعود وتخصيص المقاعد للقطريين وحاملي تذاكر القطرية (بأي تاريخ) من الأجانب ثم إجراءات تسليم الأمتعة في مواقف الفندق. وقد كانت العائلات القطرية والأجنبية بمختلف الأعمار هناك وتم توزيع المشروبات وصناديق الوجبات والتنظيم كان جيداً على الرغم أن الكثير اضطروا للقبول بالسفر على الدرجة السياحية على الرغم من أن تذاكرهم كانت على درجة رجال الأعمال نظراً للإقبال الكبير وإلغاء العديد من الرحلات حتى ذلك اليوم. ثم ركبنا الباصات (5 باصات) في الساعة 12 ونصف بعد الظهر للإنطلاق إلى مطار يوتاباو الدولي الصغير بالقرب من مدينة بتايا السياحية وكان معنا منتخب قطر للرماية للفتيات. مدة الرحلة عادةَ تكون 3 ساعات وبالقرب من المطار توقفنا لانتظار بقية الباصات لندخل إلى المطار سوياً وهناك جاءنا سعادة السفير عبدالله بن إبراهيم الحمر وشدّ من ازرنا وأخبرنا بأن المطار صغير وأن عشرات الآلاف من الأجانب متواجدين هناك لمحاولة الخروج وأنه سيكون معنا وسيفعل كل ما في وسعه لمساعدتنا وفعلاً (بيَض الله وجهه) قام بمجهود كبير وممتاز.
بدأنا في التحرك إلى المطار وكانت الزحمة رهيبة ووصلنا إلى هناك بعد 7 ساعات من الانطلاق من الفندق وكان سعادة السفير يتقدمنا في كل مكان ويذلل الصعاب ويقنع المسؤولين في المطار أن يفتحوا بوابات الممرات الأرضية الخاصة وكان سعادته يصعد إلى الباصات بين الفترة والأخرى ويخبرنا بتطور الموقف وأخبرنا بأن المطار مزدحم جداً وأنه سيطلب من مدير الجوازات ختم جوازاتنا ونحن في الباصات ونجحت جهوده وأخذوا الجوازات وبعد تقريباً ساعة رجعت الجوازات مختومة وبدأنا في التحرك إلى الطائرة بدون تفتيش وبدون إجراءات. وبعد فترة من المسير رأينا طائرة "الوكرة" القطرية بشعار الآسياد وهناك أحسست أن الدوحة صارت قريبة على الرغم من أن سلم صعود الطائرة لم يكون متوفراً !! وهنا أيضاً قام سعادة السفير بجهوده وبعد حوالي ساعة أصبحنا تحت سلم الطائرة وكان سعادة السفير واقفاً عند سلم الطائرة وكانت الساعة عند منتصف الليل ولقد ودّعنا سعادته فرداً فرداً وطلب منا أن نسامحه على القصور وهو يستحق جزيل الشكر وعظيم التقدير ولولاه لكنا إلى الآن في بانكوك نبحث عن طريقة للعودة إلى الوطن. وأحب أن أذكر أننا في الطريق إلى الطائرة رأينا المطار من ناحية خروج المسافرين وذهلنا من الطوابير الطويلة المتراصة وعشرات الآلاف من المسافرين ودار في بالنا كيف أننا كنا سنقضي ساعات طويلة هنا لولا جهود سعادة السفير (رحلة الإماراتية في اليوم السابق تأخرت من الليل إلى الصباح بسبب دخولهم المطار). ولكم أن تتصورا نظرات الارتياح في وجوه القطريين والأجانب عندما جلسنا على مقاعد الطائرة ولا أنسى الرجل العجوز (الشيبة) الإيراني والذي جاء إلى الطائرة بالثوب القطري مع زوجته وكان يجهش بالبكاء على مقعد الطائرة وفهمت من كلامه لزوجته بأنه متأثر جداً مما قام به سعادة السفير وكان يدعو لقطر ولسمو الأمير. أقلعت الطائرة في الساعة 12 ونصف (رحلة الباصات استغرقت 12 ساعة) وتصوروا لقد أخذنا الباص من الفندق حتى باب الطائرة مباشرةً. وصلنا إلى الدوحة في الثالثة والربع فجراً وإجراءات المطار كانت سريعة وعجيبة لدرجة أنني وجدت حقائبي موجودة على الحزام بمجرد أن خرجت من منطقة ختم الجوازات. ولحقت أسلم على أم سعود قبل ذهابها إلى الحج.
جدير بالذكر أن مطارات بانكوك لا زالت مغلقة والتفجيرات مستمرة وحتى إن فتحت المطارات لا أنصح بالذهاب إلى تايلاند نهائياً حتى يستقر النظام السياسي لديهم ومن يضطر إلى الذهاب هناك يجب عليه أن يقرأ الأخبار جيداً ويستعد ذهنياً لمواجهة مشاكل محتملة من نفس النوع. أود أن أذكر أيضاً أن السواح الأمريكان والأوروبيين (خاصة الإنجليز) كانوا ضائعين في تايلاند وسفاراتهم لم تقم بما فعلته سفارتنا لإخراجهم من هناك.
فشكراً سعادة السفير عبدالله بن إبراهيم الحمر وجعلك الله ذخراً لقطر ووفقك في عملك وأطال الله في عمرك ورحم الله والديك ونسأل الله أن يمنحك الأجر العظيم لجهودك الكبيرة وحبك لعملك وبلدك وللناس.
أكتب لكم اليوم قصة خروجنا من تايلاند بعد أن احتلت حشود حزب المعارضة الديموقراطي مطاري بانكوك مما أدى إلى إغلاقهما واحتجاز مئات الآلاف من الأجانب داخل تايلاند.
لقد ذهبت إلى تايلاند بقصد زيارة أطباء المستشفى الأمريكي والمستشفى الملكي ومستشفى العيون التخصصي وخصصت ثلاثة أيام لهذا الغرض بالإضافة إلى يوم رابع لشراء الهدايا لأم سعود والأطفال والمقربين. السكن كان في فندق ديفيس المعروف بغرفه الفسيحة وسعره المناسب.
في اليوم الخامس (يوم 26 نوفمبر 2008) وبعد الانتهاء من إقفال الحقائب المليئة بالساعات والحقائب النسائية والهدايا والألعاب بصعوبة اتصلت باستقبال الفندق وطلبت سيارة ليموزين للذهاب إلى المطار. المطار مقفل يا سيدي!!!! ماذا؟؟؟؟؟؟ لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لم أستطع فهم ما قالته الموظفة سوى أن المطار مقفل ولا أستطيع السفر. كان الكمبيوتر لا زال متصلاً بالإنترنت وذهبت سريعاً إلى موقع البي بي سي وكان هناك الخبر. المطار محتل ولا توجد طريقة لمغادرة البلد. بحثت عن عنوان الخطوط القطرية و ذهبت إلى هناك وأخبروني بأن الحجز القادم لن يكون قبل الاثنين 1 ديسمبر. هذا إن كان المطار مفتوحاً !!!. كيف سأرى أطفالي وكيف سأسلم على أم سعود قبل ذهابها إلى الحج يوم الأحد؟؟؟. حجزت ليوم الاثنين وذهبت إلى الخطوط التايلندية وحصلت على حجز ليوم السبت إلى دبي. في اليوم التالي انتقلت إلى فندق زينيث الواقع في المنطقة العربية حيث هناك الإحساس بالأمان. لم أرى أية مظاهرات أو عنف في الشوارع ولكن ما كنت أراه في الأخبار كان يدل على أن أيام الشر قريبة وقد قد نرى الفوضى في الشوارع عن قريب ولا بد للخروج. التفجيرات وقعت خارج المطارات وقد تنتقل إلى داخل المدينة إن تم اقتحام المطار. والجيش ضد الحكومة والحكومة ترفض الاستقالة لحل الأزمة والملك مرتاح في قصره ولا دخل له بالموضوع !!!. لم يكن لدي سوى الانتظار ليوم السبت والأمل بحل الأزمة.
الليلة الخميس 27 نوفمبر 2008 والوحدة قاتلة. لا أعرف أحداً هنا ومواعيد المستشفيات انتهت ولا يوجد مكان في الحقائب لشراء المزيد من البضائع ولا يوجد ما يمكنني فعله لقضاء الوقت سوى المشي في الشوارع وتصفح الإنترنت وقراءة الأخبار. عند رجوعي من مشوار تناول العشاء تلك الليلة وجدت مظروفاً مربعاً تحت باب الغرفة ومكتوب عليه سفارة دولة قطر في بانكوك. فتحت المظروف بسرعة وكانت تحية من السفارة ورقم للاتصال في حالة الطوارىء والحاجة إلى مساعدة. كيف عرفوا أنني هنا؟ وهل نحن مهمين لدرجة أن السفارة تتابعنا في كل مكان وتعرض علينا المساعدة؟ إن كان كذلك فإننا فعلاً محظوظين بأننا ننتمي إلى قطر وذلك لن يكون غريباً من سفارة بومشعل حفظه الله الذي اعتدنا منه الاهتمام الخاص بالمواطنين في وقت الأزمات وفي كل الأوقات. كان الوقت متأخراً للاتصال وانتظرت لليوم التالي واتصلت وردت علي سيدة تتكلم العربية باللهجة السودانية واتضح فيما بعد أنها تايلندية مسلمة ومحجبة. قالت لي بأن السفارة في صدد ترتيب رحلة خاصة مع الخطوط القطرية من خارج بانكوك لإعادة المسافرين إلى قطر وأن علي الاستعداد للسفر في أية لحظة يعلنون فيها عن الرحلة حتى لو كانت بعد منتصف الليل. سجلت اسمي في الرحلة وبشرت أم سعود واستعدت الأمل في الرجوع إلى قطر بعد أن كان علي أن أستعد للانتظار إلى أمد كان يبدو بعيداً. وذهبت إلى الخطوط التايلندية حيث أخبروني بأن رحلة يوم السبت قد ألغيت كذلك وأن مطارات بانكوك لا زالت مغلقة فألغيت الحجز واستلمت قيمة التذكرة وبقي الأمل الوحيد فيما ستفعله السفارة. في المساء جاءني الاتصال بأن الرحلة ستكون في اليوم التالي (السبت) والتجمع سيكون في فندق أماري أتريم في الحادي عشر والنصف صباحاً.
يوم السبت وفي التاسعة والنصف صياحاً وصلت إلى الفندق وهناك وجدت المسؤولين في السفارة والخطوط القطرية قد خصصوا إحدى مطاعم الفندق لاستقبال المسافرين وقاعة أخرى لتخليص إجراءات السفر وتسليم بطاقات الصعود وتخصيص المقاعد للقطريين وحاملي تذاكر القطرية (بأي تاريخ) من الأجانب ثم إجراءات تسليم الأمتعة في مواقف الفندق. وقد كانت العائلات القطرية والأجنبية بمختلف الأعمار هناك وتم توزيع المشروبات وصناديق الوجبات والتنظيم كان جيداً على الرغم أن الكثير اضطروا للقبول بالسفر على الدرجة السياحية على الرغم من أن تذاكرهم كانت على درجة رجال الأعمال نظراً للإقبال الكبير وإلغاء العديد من الرحلات حتى ذلك اليوم. ثم ركبنا الباصات (5 باصات) في الساعة 12 ونصف بعد الظهر للإنطلاق إلى مطار يوتاباو الدولي الصغير بالقرب من مدينة بتايا السياحية وكان معنا منتخب قطر للرماية للفتيات. مدة الرحلة عادةَ تكون 3 ساعات وبالقرب من المطار توقفنا لانتظار بقية الباصات لندخل إلى المطار سوياً وهناك جاءنا سعادة السفير عبدالله بن إبراهيم الحمر وشدّ من ازرنا وأخبرنا بأن المطار صغير وأن عشرات الآلاف من الأجانب متواجدين هناك لمحاولة الخروج وأنه سيكون معنا وسيفعل كل ما في وسعه لمساعدتنا وفعلاً (بيَض الله وجهه) قام بمجهود كبير وممتاز.
بدأنا في التحرك إلى المطار وكانت الزحمة رهيبة ووصلنا إلى هناك بعد 7 ساعات من الانطلاق من الفندق وكان سعادة السفير يتقدمنا في كل مكان ويذلل الصعاب ويقنع المسؤولين في المطار أن يفتحوا بوابات الممرات الأرضية الخاصة وكان سعادته يصعد إلى الباصات بين الفترة والأخرى ويخبرنا بتطور الموقف وأخبرنا بأن المطار مزدحم جداً وأنه سيطلب من مدير الجوازات ختم جوازاتنا ونحن في الباصات ونجحت جهوده وأخذوا الجوازات وبعد تقريباً ساعة رجعت الجوازات مختومة وبدأنا في التحرك إلى الطائرة بدون تفتيش وبدون إجراءات. وبعد فترة من المسير رأينا طائرة "الوكرة" القطرية بشعار الآسياد وهناك أحسست أن الدوحة صارت قريبة على الرغم من أن سلم صعود الطائرة لم يكون متوفراً !! وهنا أيضاً قام سعادة السفير بجهوده وبعد حوالي ساعة أصبحنا تحت سلم الطائرة وكان سعادة السفير واقفاً عند سلم الطائرة وكانت الساعة عند منتصف الليل ولقد ودّعنا سعادته فرداً فرداً وطلب منا أن نسامحه على القصور وهو يستحق جزيل الشكر وعظيم التقدير ولولاه لكنا إلى الآن في بانكوك نبحث عن طريقة للعودة إلى الوطن. وأحب أن أذكر أننا في الطريق إلى الطائرة رأينا المطار من ناحية خروج المسافرين وذهلنا من الطوابير الطويلة المتراصة وعشرات الآلاف من المسافرين ودار في بالنا كيف أننا كنا سنقضي ساعات طويلة هنا لولا جهود سعادة السفير (رحلة الإماراتية في اليوم السابق تأخرت من الليل إلى الصباح بسبب دخولهم المطار). ولكم أن تتصورا نظرات الارتياح في وجوه القطريين والأجانب عندما جلسنا على مقاعد الطائرة ولا أنسى الرجل العجوز (الشيبة) الإيراني والذي جاء إلى الطائرة بالثوب القطري مع زوجته وكان يجهش بالبكاء على مقعد الطائرة وفهمت من كلامه لزوجته بأنه متأثر جداً مما قام به سعادة السفير وكان يدعو لقطر ولسمو الأمير. أقلعت الطائرة في الساعة 12 ونصف (رحلة الباصات استغرقت 12 ساعة) وتصوروا لقد أخذنا الباص من الفندق حتى باب الطائرة مباشرةً. وصلنا إلى الدوحة في الثالثة والربع فجراً وإجراءات المطار كانت سريعة وعجيبة لدرجة أنني وجدت حقائبي موجودة على الحزام بمجرد أن خرجت من منطقة ختم الجوازات. ولحقت أسلم على أم سعود قبل ذهابها إلى الحج.
جدير بالذكر أن مطارات بانكوك لا زالت مغلقة والتفجيرات مستمرة وحتى إن فتحت المطارات لا أنصح بالذهاب إلى تايلاند نهائياً حتى يستقر النظام السياسي لديهم ومن يضطر إلى الذهاب هناك يجب عليه أن يقرأ الأخبار جيداً ويستعد ذهنياً لمواجهة مشاكل محتملة من نفس النوع. أود أن أذكر أيضاً أن السواح الأمريكان والأوروبيين (خاصة الإنجليز) كانوا ضائعين في تايلاند وسفاراتهم لم تقم بما فعلته سفارتنا لإخراجهم من هناك.
فشكراً سعادة السفير عبدالله بن إبراهيم الحمر وجعلك الله ذخراً لقطر ووفقك في عملك وأطال الله في عمرك ورحم الله والديك ونسأل الله أن يمنحك الأجر العظيم لجهودك الكبيرة وحبك لعملك وبلدك وللناس.