عبدالله العذبة
02-12-2008, 07:58 PM
القلم القطري يمشي في الظلام
«يقصد بالإعلام تزويد الجماهير بالمعلومات الدقيقة والأخبار الصحيحة، والحقائق الواضحة، والنتائج المبنية على الأرقام والاحصاءات» الدكتور رمزي الشاعر.
في الأسبوع قبل الماضي حضرت محاضرة بعنوان حرية الصحافة بين التنفيس والتغيير للكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور.
ومما قاله في المحاضرة «الناس تتحدث عن أن دور الصحافة هو التغيير في حين ان الدور الحقيقي للصحافة هو التنوير فقط، فأنت تنور الرأي العام بالحقيقة وهذا هو دور الصحافة الأصيل وهي المهمة المنوطة بالإعلامم، والإعلام مهمته تنويرية للناس بالمعلومة الحقيقية».
إذا كان دور الإعلام الأول هو نشر المعلومات الحقيقية على الملأ فإن كل اعاقة لوصول الصحافة إلى هذا الهدف هي في الحقيقة انتهاك لهذا الدور التنويري!.
لذلك هل الصحافة القطرية في هذا المجال التنويري تسير على بصيرة؟
أم انها حاطب ليل يتلقف المعلومات من مصادر شتى حتى يصل في النهاية إلى ربع الحقيقة؟
الملاحظ ان الجهات الرسمية عندنا في الغالب الاعم لا تقوم بدور ايجابي في هذا الجانب التنويري وانما الشغل الشاغل لهذه الجهات الرسمية نشر الصورة الوردية فقط لعمل هذه الجهات.
حتى أصبح الهم الأكبر للكاتب القطري ليس في فهم المعلومات وانما في الوصول إلى هذه المعلومات وهذا الأمر يقلل من قيمة الاعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص
لهذا من المهم ان يقوم المشرع بسن تشريعات تتيح للإعلام الوصول إلى المعلومات وتحمي مصادر هذه المعلومات من العقاب.
ونحن هنا لا نتحدث عن أسرار دولة وانما هي معلومات من حق الجميع الاطلاع عليها ولكن سوء ظن الجهات الحكومية في الدور التنويري للصحافة دفعها لحجب هذه المعلومات عن الجميع و«يا دار ما دخلك شر».
وأقرب دليل على سوء ظن الأجهزة الحكومية ما نشرته جريدة الشرق بتاريخ 25 أغسطس 2008 وكان يتعلق بأول قرار اتخذ من قبل بعض الوزراء الجدد في التشكيل الوزاري الأخير بمنع الاتصال بالصحافة بهدف تجفيف منابع المعلومات عنها.
اذا كنا نريد للصحافة القطرية ان تنتعش ولحرية التعبير ان تزدهر فلابد من توفير سبل الوصول إلى المعلومة الحقيقية بكل شفافية ومصداقية.
وهذا لن يتحقق في ظل قانون المطبوعات والنشر الحالي الذي يرفع شعار «لا يجوز نشر ما يلي» في أكثر من خمسة عشر بنداً!
حتى أصبح ما يجوز نشره في ظل هذا القانون يحتاج وحده إلى خريطة طريق للوصول إليه.
لهذا فلا لوم على الكاتب القطري إذا أصبح من «بني صامت» فهو بين مطرقة رقابة «سي السيد» رئيس التحرير وسندان الرقابة الذاتية
وفوق هذا وذاك فقدان منابع المعلومات، فكيف تريد منه مقارعة كتاب صحف الخليج الأخرى؟ وهو في أحسن احواله «قلم» يمشي في الظلام.
فمتى يصدر قانون صحافة يعزز من ثقافة تدفق المعلومات ويتيح للقلم القطري حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ويفتح امامه طريق التماس الانباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين؟
حتى يتمكن القلم القطري من اللحاق بركب الأقلام الخليجية وفي الأخير ان أهمية الكلمة تنبع من مهمة الكلمة، فاذا كانت مهمة الكلمة التنوير على بصيرة وصلت قيمة الكلمة إلى عنان السماء، اما اذا كانت مهمة الكلمة مزج الحقيقة بالخيال فأهميتها لا تفوق خيال شاعر يخلط الحق بالباطل.
لهذا لا تدفعوا القلم القطري للتلصص على ما يدور وراء جدران الأجهزة الحكومية.
وافتحوا الأبواب حتى تمارس الصحافة مهمة التنوير بكل شفافية ومصداقية..
والسلام...
بقلم : محمد فهد القحطاني
كاتب وقانوني قطري
mohdwaves@hotmail.com
المصدر الشرق الثلاثاء 2-12-2008
http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,December,article_20081 202_1&id=columnist&sid=mohammedfahadalqahtani
«يقصد بالإعلام تزويد الجماهير بالمعلومات الدقيقة والأخبار الصحيحة، والحقائق الواضحة، والنتائج المبنية على الأرقام والاحصاءات» الدكتور رمزي الشاعر.
في الأسبوع قبل الماضي حضرت محاضرة بعنوان حرية الصحافة بين التنفيس والتغيير للكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور.
ومما قاله في المحاضرة «الناس تتحدث عن أن دور الصحافة هو التغيير في حين ان الدور الحقيقي للصحافة هو التنوير فقط، فأنت تنور الرأي العام بالحقيقة وهذا هو دور الصحافة الأصيل وهي المهمة المنوطة بالإعلامم، والإعلام مهمته تنويرية للناس بالمعلومة الحقيقية».
إذا كان دور الإعلام الأول هو نشر المعلومات الحقيقية على الملأ فإن كل اعاقة لوصول الصحافة إلى هذا الهدف هي في الحقيقة انتهاك لهذا الدور التنويري!.
لذلك هل الصحافة القطرية في هذا المجال التنويري تسير على بصيرة؟
أم انها حاطب ليل يتلقف المعلومات من مصادر شتى حتى يصل في النهاية إلى ربع الحقيقة؟
الملاحظ ان الجهات الرسمية عندنا في الغالب الاعم لا تقوم بدور ايجابي في هذا الجانب التنويري وانما الشغل الشاغل لهذه الجهات الرسمية نشر الصورة الوردية فقط لعمل هذه الجهات.
حتى أصبح الهم الأكبر للكاتب القطري ليس في فهم المعلومات وانما في الوصول إلى هذه المعلومات وهذا الأمر يقلل من قيمة الاعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص
لهذا من المهم ان يقوم المشرع بسن تشريعات تتيح للإعلام الوصول إلى المعلومات وتحمي مصادر هذه المعلومات من العقاب.
ونحن هنا لا نتحدث عن أسرار دولة وانما هي معلومات من حق الجميع الاطلاع عليها ولكن سوء ظن الجهات الحكومية في الدور التنويري للصحافة دفعها لحجب هذه المعلومات عن الجميع و«يا دار ما دخلك شر».
وأقرب دليل على سوء ظن الأجهزة الحكومية ما نشرته جريدة الشرق بتاريخ 25 أغسطس 2008 وكان يتعلق بأول قرار اتخذ من قبل بعض الوزراء الجدد في التشكيل الوزاري الأخير بمنع الاتصال بالصحافة بهدف تجفيف منابع المعلومات عنها.
اذا كنا نريد للصحافة القطرية ان تنتعش ولحرية التعبير ان تزدهر فلابد من توفير سبل الوصول إلى المعلومة الحقيقية بكل شفافية ومصداقية.
وهذا لن يتحقق في ظل قانون المطبوعات والنشر الحالي الذي يرفع شعار «لا يجوز نشر ما يلي» في أكثر من خمسة عشر بنداً!
حتى أصبح ما يجوز نشره في ظل هذا القانون يحتاج وحده إلى خريطة طريق للوصول إليه.
لهذا فلا لوم على الكاتب القطري إذا أصبح من «بني صامت» فهو بين مطرقة رقابة «سي السيد» رئيس التحرير وسندان الرقابة الذاتية
وفوق هذا وذاك فقدان منابع المعلومات، فكيف تريد منه مقارعة كتاب صحف الخليج الأخرى؟ وهو في أحسن احواله «قلم» يمشي في الظلام.
فمتى يصدر قانون صحافة يعزز من ثقافة تدفق المعلومات ويتيح للقلم القطري حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ويفتح امامه طريق التماس الانباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين؟
حتى يتمكن القلم القطري من اللحاق بركب الأقلام الخليجية وفي الأخير ان أهمية الكلمة تنبع من مهمة الكلمة، فاذا كانت مهمة الكلمة التنوير على بصيرة وصلت قيمة الكلمة إلى عنان السماء، اما اذا كانت مهمة الكلمة مزج الحقيقة بالخيال فأهميتها لا تفوق خيال شاعر يخلط الحق بالباطل.
لهذا لا تدفعوا القلم القطري للتلصص على ما يدور وراء جدران الأجهزة الحكومية.
وافتحوا الأبواب حتى تمارس الصحافة مهمة التنوير بكل شفافية ومصداقية..
والسلام...
بقلم : محمد فهد القحطاني
كاتب وقانوني قطري
mohdwaves@hotmail.com
المصدر الشرق الثلاثاء 2-12-2008
http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,December,article_20081 202_1&id=columnist&sid=mohammedfahadalqahtani