المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر وفرت بنية تحتية وخدمية وتسهيلات قانونية كبيرة لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية



Love143
07-12-2005, 11:07 PM
قطر وفرت بنية تحتية وخدمية وتسهيلات قانونية كبيرة لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية

تونس - الراية - إشراف بن مراد : القرية الكونية ، العولمة ، تكنولوجيا الاتصال ، انتفاء الحدود ، الواقع الافتراضي .. كلها أدلة علي مدي التحولات العميقة التي يعيشها العالم اليوم والتي جعلت من المعلومة بمثابة النخاع الشوكي لأنشطة المجتمع الحديث. إذ صار من المستحيل أن يتطور أي قطاع اقتصادي كان أو اجتماعي أو ثقافي أو سياسي دون أن يحسن الاستثمار في قطاع المعلومات.

وفي هذا المجال تعمل منظمة الخليج للاستشارات الصناعية - باعتبارها المنظمة الأولي من نوعها علي الصعيد العربي - علي احتلال موقع تنافسي عالمي كمنظمة استشارات و خدمات مهنية. كما تسعي إلي دفع عجلة التنمية الصناعية في الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي من خلال الخدمات المتطورة التي توفرها للقطاعين العام والخاص.

وعلي هامشمشاركة المنظمة في أشغال المرحلة الثانية للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي احتضنتها تونس مؤخرا من 16 إلي 18 من نوفمبر ،2005 التقت الراية الاقتصادية السيد أحمد حسن ضيف الأمين العام المساعد لقطاع المعلومات بالمنظمة. فكان الحوار التالي:

شاركت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية في أعمال المرحلة الثانية من قمة مجتمع المعلومات تونس ،2005 فكيف تقيمون أشغال هذه القمة وهل يمكن القول إنها ستساهم حقا في ردم الفجوة الرقمية بين الشمال و الجنوب بقطع النظر عن الاعتبارات السياسية

- في الواقع إن أعمال القمة العالمية لمجتمع المعلومات مهمة بالنسبة إلي دول العالم الثالث أكثر مما هي مهمة بالنسبة إلي الدول المتقدمة. إذ تكمن أهميتها بالنسبة للدول النامية من خلال نقطتين رئيسيتين: الأولي تتعلق بالتقدم التقني في وسائط الاتصال التي لم تعد مجرد وسائل للإعلام و الاتصال بل إنها تحولت إلي وسائط لعملية التنمية المستدامة في المجتمع. إذ تتولي هذه التكنولوجيا عملية التطوير الصناعي والاقتصادي وعملية تنمية الكوادر البشرية بسهولة وبسرعة.

من جهة ثانية، تتجلي أهمية هذه القمة باعتبار الفرصة التي أتاحتها للتفكير في موضوع الانترنت والتحدث عنه وطرح اشكالياته نظرا لأنها تمثل البنية التحتية الرئيسية لخلق و إرساء مجتمع المعرفة والوسيط الحالي المتوفر الذي يستطيع أن يشبك ويرابط أصحاب القرار مع المستفيدين في المجتمع أو مع المواطنين.

مع العلم أننا لا نعني بأصحاب القرار متخذي القرار من القطاع الحكومي فقط بل إنهم أيضا من القطاع الخاص و من المؤسسات البحثية والعلمية. إننا نقصد بهم أيضا أصحاب القرار في مؤسسات المجتمع المدني. لذلك يجب استغلال الانترنت لتحويل المعلومة فعوضا أن تكون محبوسة في أوعية وأطر يصعب الوصول إليها تصبح بفضل هذه التكنولوجيا في متناول الجميع وبإمكان كل شخص الحصول عليها برخص وبسرعة.

أما أهمية هذه القمة بالنسبة إلي الدول المتقدمة فإنها تعتبر فرصة لفتح أسواق جديدة لبضاعتهم. لقد كانت البضائع والخدمات تنتقل سابقا عبر الجمارك والموانيء سواء كانت بحرية أو جوية. أما الآن فالموانيء والجمارك أصبحت افتراضية وهو ما جعل من العالم بمثابة سوق بالنسبة إلي الدول المتقدمة. والأهم من ذلك أن هذه السوق قد أصبحت سوقا للأفكار لان الشخص قبل أن يشتري بضاعة أو خدمة هو يسعي إلي الاقتناع بها. ومن ثمة تتحول سوق البضائع والخدمات إلي سوق للأفكار بالدرجة الأولي.

أسفرت فعاليات القمة عن إصدار أجندة تونس و بيان التزام تونس. فكيف تقيمون هذه النتائج أم أنها أمور شكلية

- شخصيا أعتقد أن نجاح هذه القمة يكمن بالدرجة الأولي في الاختراق الذي حققته حيث قادت المجموعة العربية العالم إلي التفكير في مسألة الانترنت. أي أنها قد أوجدت آلية للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية حول إدارة الانترنت باعتبارها اختراعاً أمريكياً.

واغتنم هذه الفرصة للتنويه بالمجهودات الضخمة التي قامت بها المجموعة العربية لعمل هذا الاختراق ولذلك فان وضع موضوع الانترنت علي الأجندة يعتبر احدي النتائج الملموسة لهذه القمة.

في بداية الأمر ربما كنا نتوقع من الأوروبيين القيام بهذا الشيء لكنهم في الحقيقة لم يقوموا بأي جهد يذكر في هذا الموضوع سوي الاكتفاء بمساندة المجموعة العربية التي كانت تدعو إلي أن يشارك العالم من خلال المنظمة الأممية في إدارة الانترنت. وهنا يتبادر إلي الذهن السؤال التالي: لماذا لم يقم الأوروبيون بهذه الدعوة لم يقوموا بذلك لأنهم ليسوا متضررين، ذلك أن المخدمات الجذرية التي تشكل البنية التحتية و التي يبلغ عددها 14 مخدما: توجد 11 منها في الولايات المتحدة الأمريكية و ثلاثة منها خارجها (واحد في بريطانيا والثاني في ألمانيا والثالث في سنغافورة).

ومن ثمة فان الأوروبيين و بشكل غير مباشر يشتركون في إدارة الانترنت. لذلك فان تعريفة الاتصال بالمخدم هي تعريفة رخيصة داخل الاتحاد الأوروبي. خلافا للدول العربية أو الدول الإفريقية أو دول أمريكا اللاتينية الذين يتحملون تكاليف باهظة إذا أرادوا الاتصال بالانترنت أي أنهم يتحملون تكاليف الاتصال بالمخدم وهذا مكلف جدا.


مجتمع المعلومات

اختلفت تعريفات ومفاهيم مجتمع المعلومات، كل يعرفه حسب خلفيته ومرجعيته الفكرية. فكيف تعرفونه

- صحيح أن التعريف مهم لكن ماهو مهم حقا هو النتيجة من مجتمع المعلومات. قد نختلف في التعريف فهناك من يعرفه تقنيا أي هو المجتمع الذي يحول المعلومة إلي معرفة واستخدام الأنظمة واللوغريتمات الجبرية والحسابية في تحويل المعلومة من كونها مجرد معلومات غير مترابطة إلي معلومات مترابطة تعطي معاني معرفية.. وبالتالي تدعم متخذ القرار بشكل عام في اتخاذ قرار صحيح وسليم سواء كان متخذ القرار شخصا عاديا في المجتمع أو مسؤولا أو إدارات عليا للدولة أو مستثمر في القطاع الخاص. أي أن التعريف التقني يري أن مجتمع المعلومات هو المجتمع الذي يحول deta إلي knowledge عبر اللوغريتمات الحسابية. غير أن المهم حقا هو الناتج عن هذه العملية الحسابية وعن الشخص في المجتمع.

إن وجود هذه الآليات و اللوغريتمات الحسابية و الشبكات networks والترابط بين الحواسيب يجب أن يكون في خدمة الإنسان حتي يعيش حياة مرفهة لانه جوهر التنمية و أساسها. وهنا استحضر ما قاله الكاتب الدنماركي اندرسون ايتش صاحب قصة البجعات السبع في القرن السادس عشر، إن المعرفة قوة. لذلك عندما أتكلم عن مجتمع المعلومات فانا أتكلم عن مجتمع قوي حيث يملك فيه كل شخص القوة باعتباره يملك المعلومة ويصبح قادرا علي الوصول إلي المعرفة والمعلومة بشكل غير مكلف وفي أي وقت. وهذا الذي يقيم الفارق بين الدول المتقدمة و الدول النامية. فالإنسان في دول العالم النامي لازال يجد صعوبة في الحصول علي المعرفة. في حين أن الشخص العادي في الدول المتقدمة يستطيع أن يحصل علي أي معلومة يريدها وفي أي لحظة زمنية وبشكل غير مكلف. وبالتالي فان الإنسان في المجتمع الغربي يستطيع أن يقرر أسرع من الشخص في المجتمع العربي وحتي وان اتخذ قرارا خاطئا فانه يستطيع أن يكتشف الخطأ بسرعة علي عكس الوضع عندنا.

ومن ثمة فإننا كمجتمعات عربية علينا أن لا ننتظر الأطر و المؤسسات الدولية حتي تدعمنا لكي نتحول إلي مجتمعات معلوماتية لان ذلك يعرقل حركتنا الذاتية. إن تحويل المجتمعات إلي مجتمعات معرفية يجب أن يكون بمبادرات من المؤسسات الحكومية دون الاعتماد علي الخارج و لابد من إشراك القطاع الخاص بنسبة تتراوح من 70% إلي 80% لأن الحكومات لا تستطيع أن تقوم بتحويل المجتمعات إلي مجتمعات معرفية إلا بمشاركة المنظومة الاجتماعية نفسها. أما إذا تحملت الحكومة لوحدها التشريع و الاستثمار فهذا المشروع سيكون فاشلا لكن إذا وفرت الحكومة الإطار التشريعي المناسب وأعطت حوافز للقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني فان المجتمع سيتحول بسرعة إلي مجتمع معلوماتي. وهنا اضرب مثلا المجتمع الدنماركي في سنة 2002 حيث قررت وزارة التعليم في الدانمارك انه من حق كل طفل أن يكون له جهاز كمبيوتر محمول من الصف الابتدائي إلي الصف الثانوي خلال سنة واحدة. وعلي الرغم من أن هذا القرار قد كلف الدولة 500 مليون كرونة دنماركية فانه قد نفذ في السنة نفسها. كيف استطاعوا ذلك لقد اتفق وزير التربية مع المؤسسات التجارية باعتبار أن كل مؤسسة تشارك في هذا المشروع الوطني ستتمتع بمساحات إعلانية مجانية في مؤسسات الدولة.

لقد أسفرت قمة مجتمع المعلومات عن قرار هام ينص علي تصنيع جهاز كمبيوتر محمول سعره 100 دولار وهو قرار ايجابي. لكن هذا الحاسوب سيصنع سنة ،2007 فلماذا ننتظر كل هذه الفترة الزمنية وهذا المشروع حتي ينفذ.

مثال ثان حيث اتخذت الحكومة السويدية سنة 2000 مشروعين قانونيين يتمثل الأول في أن كل مبني يتم بناؤه بداية من سنة 2000 فصاعدا لا بد أن يحتوي علي الانترنت شأنه في ذلك شأن الماء و الكهرباء. والقانون الثاني يحث الدولة علي أن يكون لها بنية تحتية لتزويد الناس بالانترنت. وقد نجحوا في السنة نفسها أيضا في إنجاح هذا المشروع بفضل تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص. لذلك فانه يحق لهم أن يتكلموا عن الحكومة الالكترونية أما نحن فلو أنجزنا حكومة الكترونية يعني أن كل خدمات الدولة تصبح متوفرة عبر الانترنت فإننا سنجد صعوبات كبيرة لان البنية التحتية لدينا ما تزال ضعيفة. وهنا يكمن الفارق في العقلية بين المجتمع المتقدم والمجتمع النامي. فالمجتمع المتقدم يشعر أنها ضرورة يعيش معها كمشكلة يحدد لها فترة زمنية (سنة واحدة) يصدر تشريعات ومواصفات ويجد لها حلا ويتجاوزها.

ومن ثمة إذا أرادت الدول العربية أن تتحول إلي مجتمعات معلوماتية عليها أن تتخذ قرارات ذاتية. صحيح أن الأمر مكلف لكن هذا الطريق فقط هو الذي سيجعلها في مصاف الدول المتقدمة.


قرار استراتيجي

تأسست منظمة الخليج للاستشارات الصناعية سنة ،1976 منذ ذلك التاريخ إلي الآن، هل يمكن القول إنها قد حققت المطلوب منها هل انتم راضون عما تحقق

- إن الاقتناع بما هو عليه سيجعل الإنسان يتأخر. هكذا تقول القاعدة الفلسفية في هذه الحياة لذلك يمكن القول إننا لسنا مقتنعين ونطمح دوما إلي تحقيق المزيد و الأفضل. إن قرار إنشاء المنظمة قرار استراتيجي مبني علي رؤية إستراتيجية. فالنفط غير دائم في دول الخليج وبالتالي لابد أن تكون لدينا بنية تحتية صناعية قوية ومن ثمة العمل علي تحويل المجتمع من مجتمع يعتمد علي المداخيل النفطية إلي مجتمع منتج.

وبناء عليه قفزت مساهمة الصناعة في الدخل القومي من 1. 2% إلي 26% في دول الخليج مجتمعة ففي البحرين تساهم الصناعة في الناتج القومي ب 13% وفي الإمارات ب 14% وفي السعودية تتراوح من 20 إلي 23% وفي قطر من 7 إلي 10% وفي عمان من 11 إلي 12%.

لقد تأسست المنظمة لتقدم في الحقيقة خدمتين رئيسيتين الأولي تتمثل في تقديم استشارات صناعية لمتخذي القرار ومشاريع صناعية مشتركة. وبالتالي تصبح المنظمة محطة تجتمع فيها جميع المعلومات الصناعية و الاقتصادية والاجتماعية لمتخذي القرار. وأنا أؤكد أن المعلومات التي تحتويها البوابة التفاعلية الالكترونية للمنظمة لا تحتويها أي منظمة عربية أخري، لأنها منظمة تتمتع بمستوي عال وضخم من الاستثمارات في التجهيز و الأدوات والبرمجيات أي أنها نتيجة تراكم مجهودات عبر 30 سنة حيث مرت المنظمة بثلاث مراحل لكي تصل إلي ما وصلت إليه الآن. إذ أصبحت تعد منظمة مرجعية في المعلومات الاقتصادية والاجتماعية في كل دول الخليج.

وتعتبر المرحلة الأولي مرحلة بناء وتوفير للبنية التحتية من حيث التجهيزات والبنية المعرفية ومحاولة تنظيم المعلومات المشتتة وهو ما كانت تفتقر إليه دول الخليج.

أما المرحلة الثانية فتتمثل في إعداد الكوادر لإدارة هذه المعلومات و الأجهزة بأيد وطنية. في حين تتمثل المرحلة الثالثة في تحويل المعلومة من معلومة أولية إلي معلومة مترابطة ومتوفرة في صيغة تقارير تحليلية بالنسبة إلي متخذي القرار. وهي المرحلة التي نحن فيها الآن.

Love143
07-12-2005, 11:08 PM
تابع

التكامل الاقتصادي

إلي أي مدي نجحت المنظمة في تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي أي هل اقتصر دورها علي التنسيق و الترغيب أم أن لديها قرارات ملزمة

- يطلب الأعضاء المؤسسون للمنظمة برامج سنوية نسعي إلي تلبيتها كما نسعي إلي أن تكون المنظمة وسيطا وحافزا للتكامل الصناعي مابين الدول الصناعية الخليجية الست.

لقد اقترحنا مشاريع صناعية مشتركة بين دول الخليج أهمها مصنع صفائح الالومينيوم، مصنع قضبان الالومينيوم. كماأنه لدينا حوالي 350 فرصة استثمارية صناعية موجودة علي البوابة نعرضها علي الدول وعلي القطاع الخاص وقد طبق منها 60 مشروعا إلي حد الآن.

أما من ناحية التكامل الصناعي بين دول الخليج فهناك 270 مشروعا صناعيا بين دول الخليج الست في القطاعين الخاص والعام وباستثمارات تصل إلي 9 مليارات دولار.

إن ميزة المنظمة الأساسية تتحدد في كونها وحيدة من نوعها وهي تحتوي علي استشارات صناعية ضخمة تستفيد منها وزارات الصناعة في دول الخليج في قراراتها وتحسين أدائها. ومن جانب أخر تعمل المنظمة علي إعداد برامج لنشر الوعي الصناعي داخل مجتمعات دول الخليج بآليات مختلفة عبر ندوات، كتيبات.

إلي أي درجة تحتاج التنمية الاقتصادية إلي المعلومات، أي إلي تكنولوجيا الاتصال والمعلومات

- للمنظمة ذراعان ذراع يعمل علي جمع وتحليل المعلومات وذراع خاص بتقديم الاستشارات الصناعية والاقتصادية. فمنذ اليوم الأول لتأسيسها تسعي المنظمة إلي جمع وتحليل المعلومات علي مستوي دول الخليج. ونحن نعتمد علي مصادر رسمية مختلفة. كما لنا ربط الكتروني مع مصادر المعلومات في دول الخليج الست كمنظمات الإحصاء الرسمية، الجمارك، السجل التجاري والسجل الصناعي في دول الخليج. وترتبط مصادر المعلومات بقواعد البيانات ولنا في هذا الإطار مشاريع تطوير بعض البني التقنية في دول الخليج كالسعودية إذ قمنا بانجاز مشروع يسمي بنظام التموين للسلع الإستراتيجية، ولنا أيضا نفس المشروع للإمارات العربية المتحدة سنة ،2006 كما لنا مشروع مشاركة بين منظمة الخليج وعمان خاص بالإحصاء الصناعي. ونحن نعمل كذلك علي مدّ دول الخليج بخبرات متخصصة في مسألة بنك المعلومات الصناعية.


الصناعات التحويلية

ترتكز المنظمة علي الصناعات التحويلية في حين أن العالم اليوم أصبح يهرول نحو الصناعات الذكية. فهل هذا اختيار أم اضطرار

- تواكب نشاطات المنظمة التطور التاريخي للصناعة في الخليج التي كانت تعتمد سابقا علي الصناعة النفطية.. فمخرجات صناعة النفط هي في معظمها تحويلية مثل الصناعات البتروكيمياوية والصناعات التحويلية كالالومينيوم، البلاستيك.. وهي صناعات حديثة. انها تركز علي الصناعات التحويلية لأنها تمتلك موادها الأولية.

ولكن مع بداية 2005 توجهت المنظمة إلي الصناعات المستقبلية كالبيوميديكل والبيوتكنولوجي.. ولنا في هذا المجال تعاون مع مؤسسات بحثية أوروبية. وقد نظمنا ندوة حولها كما لدينا سلسلة ندوات مع مزودي التقنيات الحديثة حول صناعات الطاقة الذكية.

أما في سنة 2006 فستكون لدينا مجموعة من الأنشطة الموجهة نحو الصناعات المستقبلية ونحن نفكر الآن في إنشاء وحدة للصناعات المستقبلية وبالتالي التركيز والاهتمام بالصناعات المستقبلية وقد عملنا علي ترويج هذه الصناعة في الكويت من خلال صناعة رقائق السيليكون التي تولد الطاقة الشمسية.

ماهي مساعي المنظمة لدعم الصناعة الخليجية خاصة مع التوجه لتنويع مصادر الدخل وانعكاسات التحركات الدولية في ضوء اتفاقيات التجارة و gat والشراكة

- لقد ذكرت من التحولات الاقتصادية الجانب السلبي لكن هناك تحولات ايجابية فبعد ارتفاع أسعار النفط أصبحت المنطقة تحتوي علي سيولة نقدية غير مسبوقة. ولذلك اتفقنا خلال سنة 2005 مع الدول الأعضاء بان يكون الخيار الصناعي هو الاستثمار في السيولة النفطية وقد انتهينا حاليا من مرحلة اختيار أفكار المشاريع الصناعية وفي طور تقديمها إلي متخذي القرار في الدول الصناعية. وتقريبا هناك ما بين 7 إلي 10 أفكار مشاريع صناعية ضخمة سنقدمها في ديسمبر من هذه السنة إلي وزراء الصناعة.

ماهي الأسواق التي تتوجه إليها الصناعة الخليجية

- لدينا مجموعة مشاريع صناعية مقدمة إلي الغرف الصناعية لدول الخليج موجهة فقط إلي السوق الأمريكية باعتبار أن البحرين وقعت اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وعمان في طور التوقيع والإمارات لديها الآن مفاوضات مع الولايات المتحدة في مرحلتها النهائية وقطر ستبدأ المفاوضات. أي أن الأسواق الأمريكية ستكون مفتوحة أمام دول الخليج.

وتجدر الإشارة إلي أن المنظمة هي المنظمة العربية الوحيدة التي لها صفة مراقب في منظمة التجارة العالمية.

كما لدينا مركز إسناد من منظمة التجارة العالمية إلي دول الخليج والعالم العربي موجود في المنظمة وندعو الدول العربية الأخري إلي إن تستفيد منه. ونحن نستطيع أن نزودهم بالدورات التدريبية التي يحتاجونها و بالمعلومات والاستشارات القانونية.


التكنولوجيا العربية

كفاءة وجودة الاقتصاديات العالمية أصبحت تقاس بقدرتها في التحكم في المعلومة. فأين نحن من التحكم في المعلومات إذا أخذنا في الاعتبار نقص الكوادر في العالم العربي والتخلف في امتلاك والتحكم في تكنولوجيا الاتصال

- إننا نري أن المعلومة التي لدينا يجب أن تصل إلي كل إنسان في دول الخليج و بأبسط السبل لذلك فان البوابة التفاعلية التي أطلقناها والموجودة علي موقع المنظمة تؤكد رغبتنا في تشريك الأخر في المعلومة التي لدينا. فكلما اتسع انتشار المعلومة،كلما كانت المنظمة خيارهم الأول في الاستشارات وفي المعلومات. نحن لا نريد أن نتحكم في المعلومة نحن نريد أن نزود بها الآخرين.

لكن الصراع الآن علي المستوي العالمي هو علي المعلومة التي أصبحت ثروة مثل النفط تماما فالأقوي هو الذي يمتلك المعلومة

- إن نشر المعلومة عند الآخرين سيجعلهم يقررون لصالحي وليس ضدي. ونحن نعمل علي نشر المعلومة وقد نجحت المنظمة في إيجاد الحلول لكثير من المشاكل حتي أنها أصبحت تمثل الخيار الأفضل بالنسبة إلي متخذي القرار في القطاعين العام والخاص وبالتالي تعتبر المنظمة بوابة الاستثمار في الخليج.

خاصة بعد أن كان المستثمرون يشتكون من صعوبة الحصول علي المعلومة لذلك نحن نحاول بكل جهد أن تكون المعلومة صحيحة ودقيقة ومتوفرة بجميع الوسائل، بيسر وبأقل كلفة.

أية علاقة للمنظمة مع القطاع الخاص وماهي ابرز التحديات التي يواجهها القطاع الخاص في منطقة الخليج العربي

- يتردد القطاع الخاص كثيرا في استشارة المؤسسات الرسمية أو شبه الرسمية و العيب ليس في القطاع الخاص بل في المؤسسات شبه الرسمية سواء كانت بحثية أو استشارية علي اعتبار أن مخرجاتها ضعيفة. فالقطاع الخاص يريد أن يتخذ استشارة صحيحة وقريبة من الواقع.

لقد واجهتنا في البداية هذه المشكلة لأن منظمتنا شبه رسمية وغير ربحية لكنها أثبتت أنها تقدم استشارات في مستوي الاستشارات التي تقدمها المؤسسات الخاصة في هذا المجال. ونحن نعمل علي بذل مجهود ضخم من اجل الاتصال بالقطاع الخاص وتقديم ندوات وكتيبات وتقارير.. للقطاع الخاص في محاولة منا لإقناعه بما تقدمه المنظمة من استشارات.

لقد نجحنا في أن نجلب عديد المستثمرين في القطاع الخاص المحليين والأجانب ولنا في هذا المجال مشاريع مشتركة استشارية مع القطاع الخاص.

كما لدينا مشاريع مع القطاع الخاص في أستراليا و الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا مع مؤسسات بحثية أجنبية.

Love143
07-12-2005, 11:09 PM
تابع

قطاع الخدمات

تتجه دول الخليج إلي تركيز القطاع الثالث ( قطاع الخدمات). إذ تقدر حصة مساهمة القطاع الثالث في تركيبة الناتج المحلي الإجمالي في البحرين ب56.4% وفي الإمارات بلغت 42.7% مقابل 32.1% للنفط والتعدين. في حين تراهن المنظمة علي قطاع الصناعة. لماذا هذا التوجه

- اختيارنا للصناعة ليس عشوائيا لان الصناعة قادرة علي إيجاد الحلول لعدة مشاكل كالبطالة مثلا وهي قادرة علي تنمية المجتمع وتشغيل الكوادر. ومع العولمة لدينا مشكلة global supply chain سلسلة التزويد العالمي.

وهنا أضرب المثال التالي: فأنت إذا أنشأت مصنعا فانك تحتاج إلي عمال مهرة ومهندسين وكوادر بشرية رفيعة المستوي، ومن هنا فان نظام التعليم لابد أن يتغير لكي تخدم مخرجاته الصناعية كما تحتاج هذه الأخيرة إلي مؤسسات بحثية للتطوير.

وبناء عليه، نتصور أن الصناعة هي خيار لدول الخليج في ظل وجود الوفرة المالية أي لابد من إعادة تدويرها في الاقتصاد الوطني أي يعاد تحويلها واستثمارها.

تحدثتم عن البحث العلمي ألا تعتقدوا أن البحوث العلمية علي الصعيد العربي لا تزال متأخرة جدا ويصعب بالتالي الاعتماد عليها في إعداد المخططات

- لدينا محاولات في الاستثمار في البحث العلمي في الدول العربية لكنها جد بسيطة لان اقتصاديات الدول لا تستطيع أن تستثمر بالشكل الكافي في البحث العلمي كما أن القطاع الخاص لا يساهم في دعم البحث العلمي.

ففي ظل الاقتصاديات الحرة لابد للشركات الخاصة أن تساهم في عملية البحث العلمي.فمثلا تفوق استثمارات شركةsimens في البحث العلمي استثمارات الدول العربية مجتمعة.

سيدي الكريم تحدثتم منذ قليل عن العولمة فماذا تقصدون بالعولمة وهل تشعر المنظمة بتحديات جديدة

- إن قراءة سريعة للمواضيع التي تنشر في الإعلام العربي تجعلك تتخيل أن العولمة شر سيفترسنا. لكن العولمة أيضا تتيح الفرصة أمام الدول إذا أحسنت وضع استراتيجياتها وإذا أحسنت اتخاذ قرارها بسرعة. فنحن كدول عربية لن نستطيع منافسة العالم في كل شيء لذلك لا بد أن نموضع أنفسنا في سلسلة التزويد العالمي global supply chain وهو ما يجعل كل دولة عربية مطالبة بالتميز وان تعمل علي دعم نقاط قوتها من خلال اختيار استراتيجيات واضحة. فعلي صعيد تقنيات الاتصال نجد دول شرق آسيا في حين أننا في الدولة العربية مازلنا بعيدين عن اقتصاديات العولمة. لدينا فقط بعض المبادرات: فالسعودية مثلا قد نجحت في أن تموضع نفسها في الصناعة الكاربونية أو الهيدروكربونية. قطر أيضااستطاعت أن تموضع نفسها في صناعات الطاقة من حيث التنقيب والاستخراج ومن ناحية معالجة الغاز وفصله وتسييله ونقله وهي تملك شركات ضخمة في هذا المجال.

تحدثتم عن استراتيجيات أحادية. لماذا لم تتحدثوا عن تكتلات هل صار التكتل في العالم العربي أمرا ميؤوسا منه حتي علي مستوي الصناعة

- التكتل هو قرار سياسي قبل أن يكون اقتصاديا ونحن في الدول العربية لا نفصل بين المصالح الاقتصادية أي المصالح المرسلة (بفتح اللام) كما يشير إلي ذلك اللفظ التاريخي وبين توجهاتنا السياسية. فدائما نخلط بينهما: نختلف سياسيا فنلغي مصالحنا الاقتصادية.

ومع ذلك يمكن اعتبار تجربة دول مجلس التعاون الخليجي تجربة ناجحة في هذاالمجال. وأحد أدلة نجاحها هو وجود منظمة الخليج للاستشارات الصناعية وهي منظمة إقليمية بكل المقاييس وتسهم في تحقيق التكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي.

وهنا أدعو الدول العربية إلي التغلب علي الواقع. صحيح انه يمكن أن نفشل في بعض المحاولات لكن النجاح سيكون حليفنا في النهاية فليست كل تجارب التعاون التي لدينا فاشلة.


التجارة العالمية

ماهي توقعاتكم لحجم الآثار التي ستنعكس علي المؤسسات الصغري والمتوسطة بعد سريان اتفاقية منظمة التجارة العالمية

- إن العمل في منظمة التجارة العالمية شاق وهو يشبه الحرب يتطلب الجاهزية التامة لذلك فان الدول العربية مطالبة بدعم المؤسسات الصغري والمتوسطة بان توفر لها أطرا قانونية واقتصادية وتعطيها فترة كبيرة من النمو وتقف مدافعة عن هذه الأطر لتكون جاهزة.

كما تحتوي منظمة التجارة العالمية علي آليات يمكن استخدامها لمصلحة المؤسسات الصغري والمتوسطة فالكل يتصور أن منظمة التجارة العالمية سترفع الدعم علي المؤسسات الصغري والمتوسطة الموجودة في الدول لكن هناك فقرة تسمح بإبقاء هذا الدعم بالنسبة للصناعات الرائدة والمميزة وغير الناضجة وغير المكتملة فبإمكان الدولة أن تحميها. وهنا تترك اتفاقية منظمة التجارة العالمية موضوع تحديد الصناعات الرائدة للدولة نفسها. ففي الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الصناعات الجينية أو البيو تكنولوجية صناعات رائدة أي أن مؤسساتها البحثية العلمية وأطرها القانونية و الإدارية لم تكتمل إلي حد الآن وهو ما يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية لا ترفع الدعم عنها.

بالنسبة لدول الخليج تعتبر الصناعات الهيدروكربونية صناعات رائدة وغير مكتملة الأطر لذلك فإننا غير مستعدين لرفع الدعم عنها.

أمام النتائج الفعالة التي تحققها منظمة الخليج هل هناك نية لتوسيع نشاطات المنظمة لتشمل كامل الدول العربية وهل هناك علاقات تعاون بينية

- هي أساسا منظمة خليجية تخدم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وتقدم خدماتها إلي الحكومات والقطاع الخاص. ونحن نرغب في تشجيع التعاون مع بقية الدول العربية للاستفادة مما لدينا من استشارات.

المنظمة مقرها الأساسي قطر، لماذا قطر

- في الواقع مؤسسو المنظمة اختاروا دولة قطر أن تكون دولة المقر. فقادة دول الخليج حريصون علي أن تكون مؤسسات التعاون المشتركة ما بينهم موزعة علي كامل الخليج علي أساس إضافة ثقل وتنوع داخل كل بلد. وقد تبنت دولة قطر الموضوع، وهي تهتم بشكل مميز بالمنظمة وبتسهيل أعمالها وخدماتها.

لقد وفرت قطر بنية تحتية وخدمية وتسهيلات قانونية وإدارية للمنظمة منذ 30 سنة إذ ساهمت في إنشاء مبني المنظمة إضافة إلي أن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يهتم بشكل شخصي بأخبار المنظمة ويدعو إلي أن تساعد المنظمة في تنمية الاقتصاد القطري. ولقد التقينا بسموه في نوفمبر 2004 وقدمنا لحضرته تقريرا حول أنشطة المنظمة.

كما وقعنا اتفاقية مع المجلس الأعلي للتخطيط في قطر لتبادل المعلومات والخدمات الاستشارية.

لا نتردد في القول وبكل صدق إن قطر تتمتع برؤية اقتصادية إستراتيجية ومميزة وهي تعيش تقدما هائلا ومتسارعا. فعلي الرغم من أن قطر تعتبر جديدة علي مجال تقنيات الاتصال فان الهيئة العليا لصناعة الاتصالات وتقنية المعلومات التي ترأسها الدكتورة حصة الجابر تعمل علي وضع سياسات وتشريعات لصناعة الاتصالات وتقنية المعلومات وتنفيذ مشاريع في هذا المجال وهو ما ساعد قطر علي التموضع في منطقةالخليج و المنطقة العربية عموما. كما تعتبر قطر الدولة العربية الوحيدة التي لها صناعة متكاملة في مجال الطاقة.

المجتمع الخليجي له صفات معينة كالدخل الفردي والكثافة السكانية إلي أي مدي يمكن للصناعة أن تتأثر بهذه المؤشرات

- تحتاج الصناعة الموجودة إلي عمالة وقد تم التغلب علي هذه الإشكالية بجلب عمالة من الخارج في هذه الأثناء تمت عملية تطوير قطاع التعليم و التدريب لكي تكون لدينا موارد بشرية ماهرة. وقد نجحت دول الخليج بنسبة كبيرة في ذلك. كما عملت علي إدخال الأتمتة (الآلية) وتحديث البنية الصناعية في عملية الصناعة لكي تعوض العمالة.


مشاريع واعدة

ماهي المشاريع المستقبلية للمنظمة

- لدينا مشاريع واعدة في مجال المعلومات بالنسبة لسنة ،2006 اذ سنعمل علي إنشاء قاعدة معلومات مرجعية في الصناعات البتروكيماوية كما ستكون لدينا قاعدة معلومات مرجعية للمستثمرين الصناعيين تحتوي علي معلومات عن القوانين و المدن الصناعية والمشاريع الصناعية ومزودي التقنية والمختصين. كما لدينا اهتمام بالصناعات المستقبلية. ونسعي إلي التعاون والتحالف مع مؤسسات بحثية عالمية.

أما في مجال الدراسات فنحن بصدد إعداد دراسات مشاريع صناعية للقطاع الخاص أي للمؤسسات الصغري والمتوسطة. كما سنعمل علي توسيع مركز المناولة والشراكة الصناعية ليشمل المؤسسات الصغري والمتوسطة. /..