صغيرون قطر
07-12-2008, 03:00 PM
بسبب المبالغة في مظاهر الاحتفال به وتزامنه مع عيد الأضحى
«الكريسماس» يثير سجالا بين مؤيد ومعارض فـي الشارع القطري
يشهد الشارع العام والمجالس في قطر سجالا لا ينتهي حول مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد «الكريسماس» ورأس السنة، التي أخذت تطغى بشكل لافت هذه السنة. أحد علماء الاجتماع يرجع هذا السجال والجدل الذي امتد الى الجامعات والمدارس وجلسات الناس الخاصة، الى تزامن الاحتفال بعيد الأضحي المبارك مع احتفال المسيحيين بعيد الميلاد، ما دفع البعض الى اجراء مقارنة بين مظاهر احتفال المجمعات التجارية بعيد الميلاد وعيد الأضحى المبارك، لافتا الى أن قطر دولة مسلمة لا تسمح بأي مساس بمشاعر المسلمين، لكنها تؤمن بضمان حرية العقيدة لأصحاب الديانات الأخرى، بما يتفق مع العقيدة الاسلامية السمحاء.
ويرى بعض المواطنين والمقيمين أن عددا من المجمعات التجارية تبالغ في اظهار وعرض مستلزمات الاحتفال بعيد الميلاد، فقامت بتخصيص مساحات كبيرة لعرض أشجار الكريسماس ومستلزماتها من الالعاب والاكسسوارات، وزينت واجهاتها بعبارات التهاني باللغتين العربية والانكليزية، لكنها قلما تضع عبارات تهانٍ للمسلمين بعيد الأضحى المبارك.لكن فريقاً آخر يعتقد أن ما تقوم به تلك المجمعات والمراكز التجارية يعد أمرا طبيعياً واعتياديا، وان الحساسية تجاه تلك المظاهر سببها تزامن عيد الميلاد وعيد الاضحى المبارك، فضلاً عن أشجار عيد الميلاد التي تحتل مساحات واسعة لتحقيق الرواج التجاري.
فيما يرى البعض الآخر ضرورة تنبيه المجمعات لمراعاة مشاعر المواطنين والمقيمين على اختلاف دياناتهم، وعدم التركيز على الربح التجاري فقط، من خلال الموازنة في الدعاية ومظاهر الاحتفال بين المناسبتين.
ماذا يقول رجال الدين؟
هذا الجدال امتد ليطال رجال الدين الذين اختلفوا بدورهم حول الحكم الشرعي وهل تؤثر مثل هذه المظاهر على عقيدة ومشاعر المسلمين أم أنها أحد مظاهر الحوار بين الثقافات والحضارات وأن القضية لا تستحق كل هذا الجدل؟
يرى الشيخ محمد حسن المريخي الخطيب في وزارة الأوقاف أن المظاهر السلبية والسيئة التي نراها اليوم لما يسمى الاحتفال بعيد الميلاد أو “الكريسماس” تعود الى سببين يتمثلان في أن بعض المسلمين بكل أسف انفتح على هؤلاء انفتاحاً عجيباً، لدرجة أن بعضهم نسوا عقيدتهم، لذلك نحن نريد أولا أن نراجع عقيدتنا ونتساءل هل هذا يجوز أم لا يجوز؟!.
أما السبب الثاني فهو أن ما نراه الآن انما يرجع الى الجهل بالعقيدة الاسلامية، وهذا حرام شرعاً ولا يجوز، ويجب أن نعلم أبناءنا العقيدة الصحيحة، لأننا للأسف نرى بعض المسلمين يهنئون هؤلاء بعيد الميلاد وهذا شيء خطير للغاية.
ويضيف أنه يتوجب علينا تحصين ابنائنا ضد هذا الجهل، والتساهل بهذا الشكل الذي نراه مصيبة كبرى، لأن الناس يقعون في الشرك وهم لا يدرون.
قصورنا نحن المسلمين
من جانبه، يرى الدكتور عبدالحميد الأنصاري عميد كلية الشريعة السابق أن من حق الآخرين الإحتفال بأعياد الميلاد وهذا لا يزعجنا، ولكن علينا واجب الاحتفال بعيد الأضحى المبارك وكل الأعياد. وما نراه اليوم يدل على قصورنا نحن المسلمين، لأننا لم نحتفل بأعيادنا الاسلامية بالشكل الذي يحتفل به الآخرون بعيد الميلاد. وأضاف: يفترض أن نحتفل أيضا وبشكل متواز بقدوم عيد الأضحى المبارك وفي الوقت الذي يحتفل فيه الآخرون بأعياد الميلاد.
وقال الأنصاري: هناك آليات للتقريب بين الأديان وبيننا وبين الآخر، مثل تبادل الزيارات والتهاني والورود وعدم الضيق والهجوم من فوق المنابر.. علينا تجاوز كل ذلك لأننا أصبحنا متداخلين مع العالم، وطالما قبلنا أن يأتي الآخر الى بلادنا، يجب أن نشعرهم أننا لسنا منغلقين، بل منفتحون على العالم كله، لأن ديننا يحضنا على احترام جميع الأديان، فأنا وأنت لا يكتمل إيماننا إلا بالاعتراف بباقي الأديان. ولا يرى الأنصاري أي حرج في أن يذهب وفد من وزارة الأوقاف الى الكنيسة للتهنئة يعيد الميلاد، ويذهب وفد من الكنيسة إلى وزارة الأوقاف للتهنئة بعيد الأضحى المبارك، خصوصا أن هذا التوجه يتفق وتوجهات دولة قطر التي تدعم وتحتضن حوار الأديان والتقريب بين الثقافات والحضارات.
ويرى المواطن خالد النعمة أن هناك ضرورة لتحقيق التوازن في مشاعر ومظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، لافتا الى أن هناك من يبالغ ، نظرا لتزامن العيدين هذا العام. ويعتقد النعمة أن تلك المظاهر لا تشكل مساساً بالمسلمين الذين يتقبلون تلك المظاهر في إطار احترام مشاعر أصحاب الأديان الأخرى، كما أنها لم تعد أمرا مستهجنا في جميع الدول العربية ومن ضمنها قطر.
وبالنسبة الى أحمد النسبي وهو مقيم من تونس، فإن الأمر يتعلق بتحقيق الارتباط التربوي والديني بين الاطفال ومناسباتهم الدينية، وما يتبعها من مظاهر الاحتفال، فبعض المسلمين يحرصون على شراء أشجار عيد الميلاد لإسعاد أبنائهم وهذا خطأ كبير، لأن شجرة “الكريسماس” ليست من مظاهر الاحتفالات بالمناسبات الإسلامية، وفي المقابل يجب أن يعتاد الأطفال على مظاهر الاحتفالات الإسلامية.
القبس الكويتية07-12-2008م الاحد:omen2:
«الكريسماس» يثير سجالا بين مؤيد ومعارض فـي الشارع القطري
يشهد الشارع العام والمجالس في قطر سجالا لا ينتهي حول مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد «الكريسماس» ورأس السنة، التي أخذت تطغى بشكل لافت هذه السنة. أحد علماء الاجتماع يرجع هذا السجال والجدل الذي امتد الى الجامعات والمدارس وجلسات الناس الخاصة، الى تزامن الاحتفال بعيد الأضحي المبارك مع احتفال المسيحيين بعيد الميلاد، ما دفع البعض الى اجراء مقارنة بين مظاهر احتفال المجمعات التجارية بعيد الميلاد وعيد الأضحى المبارك، لافتا الى أن قطر دولة مسلمة لا تسمح بأي مساس بمشاعر المسلمين، لكنها تؤمن بضمان حرية العقيدة لأصحاب الديانات الأخرى، بما يتفق مع العقيدة الاسلامية السمحاء.
ويرى بعض المواطنين والمقيمين أن عددا من المجمعات التجارية تبالغ في اظهار وعرض مستلزمات الاحتفال بعيد الميلاد، فقامت بتخصيص مساحات كبيرة لعرض أشجار الكريسماس ومستلزماتها من الالعاب والاكسسوارات، وزينت واجهاتها بعبارات التهاني باللغتين العربية والانكليزية، لكنها قلما تضع عبارات تهانٍ للمسلمين بعيد الأضحى المبارك.لكن فريقاً آخر يعتقد أن ما تقوم به تلك المجمعات والمراكز التجارية يعد أمرا طبيعياً واعتياديا، وان الحساسية تجاه تلك المظاهر سببها تزامن عيد الميلاد وعيد الاضحى المبارك، فضلاً عن أشجار عيد الميلاد التي تحتل مساحات واسعة لتحقيق الرواج التجاري.
فيما يرى البعض الآخر ضرورة تنبيه المجمعات لمراعاة مشاعر المواطنين والمقيمين على اختلاف دياناتهم، وعدم التركيز على الربح التجاري فقط، من خلال الموازنة في الدعاية ومظاهر الاحتفال بين المناسبتين.
ماذا يقول رجال الدين؟
هذا الجدال امتد ليطال رجال الدين الذين اختلفوا بدورهم حول الحكم الشرعي وهل تؤثر مثل هذه المظاهر على عقيدة ومشاعر المسلمين أم أنها أحد مظاهر الحوار بين الثقافات والحضارات وأن القضية لا تستحق كل هذا الجدل؟
يرى الشيخ محمد حسن المريخي الخطيب في وزارة الأوقاف أن المظاهر السلبية والسيئة التي نراها اليوم لما يسمى الاحتفال بعيد الميلاد أو “الكريسماس” تعود الى سببين يتمثلان في أن بعض المسلمين بكل أسف انفتح على هؤلاء انفتاحاً عجيباً، لدرجة أن بعضهم نسوا عقيدتهم، لذلك نحن نريد أولا أن نراجع عقيدتنا ونتساءل هل هذا يجوز أم لا يجوز؟!.
أما السبب الثاني فهو أن ما نراه الآن انما يرجع الى الجهل بالعقيدة الاسلامية، وهذا حرام شرعاً ولا يجوز، ويجب أن نعلم أبناءنا العقيدة الصحيحة، لأننا للأسف نرى بعض المسلمين يهنئون هؤلاء بعيد الميلاد وهذا شيء خطير للغاية.
ويضيف أنه يتوجب علينا تحصين ابنائنا ضد هذا الجهل، والتساهل بهذا الشكل الذي نراه مصيبة كبرى، لأن الناس يقعون في الشرك وهم لا يدرون.
قصورنا نحن المسلمين
من جانبه، يرى الدكتور عبدالحميد الأنصاري عميد كلية الشريعة السابق أن من حق الآخرين الإحتفال بأعياد الميلاد وهذا لا يزعجنا، ولكن علينا واجب الاحتفال بعيد الأضحى المبارك وكل الأعياد. وما نراه اليوم يدل على قصورنا نحن المسلمين، لأننا لم نحتفل بأعيادنا الاسلامية بالشكل الذي يحتفل به الآخرون بعيد الميلاد. وأضاف: يفترض أن نحتفل أيضا وبشكل متواز بقدوم عيد الأضحى المبارك وفي الوقت الذي يحتفل فيه الآخرون بأعياد الميلاد.
وقال الأنصاري: هناك آليات للتقريب بين الأديان وبيننا وبين الآخر، مثل تبادل الزيارات والتهاني والورود وعدم الضيق والهجوم من فوق المنابر.. علينا تجاوز كل ذلك لأننا أصبحنا متداخلين مع العالم، وطالما قبلنا أن يأتي الآخر الى بلادنا، يجب أن نشعرهم أننا لسنا منغلقين، بل منفتحون على العالم كله، لأن ديننا يحضنا على احترام جميع الأديان، فأنا وأنت لا يكتمل إيماننا إلا بالاعتراف بباقي الأديان. ولا يرى الأنصاري أي حرج في أن يذهب وفد من وزارة الأوقاف الى الكنيسة للتهنئة يعيد الميلاد، ويذهب وفد من الكنيسة إلى وزارة الأوقاف للتهنئة بعيد الأضحى المبارك، خصوصا أن هذا التوجه يتفق وتوجهات دولة قطر التي تدعم وتحتضن حوار الأديان والتقريب بين الثقافات والحضارات.
ويرى المواطن خالد النعمة أن هناك ضرورة لتحقيق التوازن في مشاعر ومظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، لافتا الى أن هناك من يبالغ ، نظرا لتزامن العيدين هذا العام. ويعتقد النعمة أن تلك المظاهر لا تشكل مساساً بالمسلمين الذين يتقبلون تلك المظاهر في إطار احترام مشاعر أصحاب الأديان الأخرى، كما أنها لم تعد أمرا مستهجنا في جميع الدول العربية ومن ضمنها قطر.
وبالنسبة الى أحمد النسبي وهو مقيم من تونس، فإن الأمر يتعلق بتحقيق الارتباط التربوي والديني بين الاطفال ومناسباتهم الدينية، وما يتبعها من مظاهر الاحتفال، فبعض المسلمين يحرصون على شراء أشجار عيد الميلاد لإسعاد أبنائهم وهذا خطأ كبير، لأن شجرة “الكريسماس” ليست من مظاهر الاحتفالات بالمناسبات الإسلامية، وفي المقابل يجب أن يعتاد الأطفال على مظاهر الاحتفالات الإسلامية.
القبس الكويتية07-12-2008م الاحد:omen2: