المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرون استشعار" الأسهم الإماراتية تشرَّبت الأخبار السيئة قبل إعلانها



مغروور قطر
11-12-2008, 12:43 PM
محللون: أرباح قطاعي البنوك والتطوير العقاري ستتأثر بشدة في الربع الرابع
"قرون استشعار" الأسهم الإماراتية تشرَّبت الأخبار السيئة قبل إعلانها


تراجعات تتخطى 60%
تراجع المشروعات العقارية
تناقص التدفقات النقدية
انعكاس طبيعي لهبوط الأسواق
خسائر الاستثمارات الخارجية
تراجع أرباح 59 شركة






دبي ـ علاء المنشاوي

قال خبراء ومحللون إن الأسهم الإماراتية بأسعارها الحالية استبقت كافة الأخبار السيئة التي قد تظهر في المستقبل، واصفين إياها بأنها ذات "قرون استشعار" استشعرت مبكرًا الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة للشركات والتي تم الإعلان عنها فيما بعد.

وقالوا: إن الأسعار الحالية للأسهم تشرَّبت كافة تداعيات الأزمة المالية العالمية، بما في ذلك التراجعات المتوقعة في أرباح عددٍ من الشركات والبنوك التي تأثرت بشكلٍ مباشر بالأزمة المالية؛ إما بسبب استثماراتها الخارجية، أو تراجع الطلب على العقارات، والذي تسبب في مشاكل مالية كبيرة لعددٍ كبير من الشركات.

وقال المحللون إن بوادر تراجع أرباح الشركات المدرجة في أسواق المال الإماراتية بدأت تظهر على السطح من خلال نتائج أعمال الربع الثالث، إلا أنهم توقعوا أن يتزايد هذا التراجع أو يتحول إلى خسائر كبيرة ستظهر في نتائج أعمال الشركات خلال نهاية العام الجاري.

وأظهرت إفصاحات نحو 79 شركة في سوقي دبي وأبو ظبي الماليين عن نتائج أعمالها في الربع الثالث من العام الجاري أن 74.6% من هذه الشركات منيت بتراجعات في أرباحها مقارنةً بالأرباح التي سبق أن حققتها خلال الربع الثاني بإجمالي تراجعات بلغت في السوقين نحو 5.7 مليار درهم، بينما حققت 25.3% فقط من الشركات التي أفصحت أرباحًا بلغت قيمتها 939.3 مليون درهم (الدولار يساوي 3.67 دراهم).


تراجعات تتخطى 60%


عميد كنعان



وقال المدير العام لشركة الجزيرة للخدمات المالية عميد كنعان لـ"الأسواق.نت" إن أسعار الأسهم التي تتداول عليها حاليًا استبقت كل الأخبار السيئة التي تم الإعلان عنها، بما في ذلك الأخبار التي تم الإعلان عنها عقب نشر نتائج أعمال الشركات في الربع الثالث، كما تشرَّبت الأسعار الحالية كل التوقعات السلبية التي سيتم الإعلان عنها خلال الربع الرابع من العام الحالي ومطلع العام القادم.

وتوقع كنعان أن تتأثر بشكلٍ كبيرٍ أرباح الشركات التي لديها محافظ استثمارية كبيرة في أسواق الأسهم؛ وذلك بسبب التراجع الكبير للأسهم والذي تخطى في بعض الأسهم 60% من قيمتها مطلع العام الجاري أو مقارنةً بأعلى سعر وصلت إليه خلال 2008.


تراجع المشروعات العقارية

ولفت كنعان إلى أن تضخيم الأخبار السيئة من جانب الإعلام الغربي أدى إلى تسجيل أسعار الأسهم الحالية تراجعات حادة، وساعده في ذلك شح السيولة في الأسواق بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية والأخبار السلبية التي تم الإعلان عنها خلال الشهر الماضي دفعة واحدة، بما في ذلك تراجع عددٍ من الشركات الكبرى عن مشروعات عقارية، وقيام بعض هذه الشركات أيضًا بعمليات تسريح لعددٍ من موظفيها.

وأشار كنعان إلى أن وجود عددٍ كبير من الأسهم استبق الأخبار السيئة التي قد تتضمنها نتائج أعمال الشركات خلال الربع الرابع من العام الحالي، فتراجع بشكلٍ حاد يصعب معه توقع حدوث انخفاضات أخرى في حال تراجع أرباح هذه الشركات أو حتى تعرضها لخسائر، لافتًا إلى أنه وبالرغم من تراجع أرباح بعض الشركات خلال الربع الثالث مقارنةً بأرباحها خلال الربع الثاني إلا أنه لا يمكن الاستناد إليها كمبررٍ وحيدٍ للتراجع الذي شهدته الأسهم خلال الفترة الماضية؛ حيث تراجعت أسعار غالبية الأسهم القيادية بنسبٍ وصلت إلى 70 أو 80%، فيما لا تتعدى التراجعات في الأرباح خلال الربع الثالث في بعض هذه الشركات الـ20 أو 30%.


تناقص التدفقات النقدية

وقال مدير إدارة التداول والمحافظ بشركة أمانة للخدمات المالية محمد بحيري لـ"الأسواق.نت" إن عددًا من الشركات العقارية ستتعرض أرباحها لهزةٍ عنيفةٍ ستظهر من خلال نتائج أعمال نهاية العام الجاري؛ بسبب تراجع مبيعات الوحدات السكنية والتجارية، وبالتالي تناقص كبير في التدفقات النقدية وأرباحها، بالإضافة لتحول بعض الشركات من الربحية خلال العام الماضي للخسائر خلال العام الجاري بسبب استثماراتها العارية في الأسواق الخارجية.

وأوضح بحيري أن قطاعي التأمين والأسمنت سيتكبدان خسائر مالية كبيرة بسبب تحول بعض الشركات بعيدًا عن نشاطها التشغيلي باتجاه تحقيق أرباحٍ كبيرةٍ بشكلٍ سريعٍ عبر تكوين محافظ للاستثمار في الأسهم، ومع تكبد الأسواق خسائر فادحة فإن مسألة تعرضها لخسائر بات أمرًا حتميًا.


انعكاس طبيعي لهبوط الأسواق

وأكد بحيري أن شركات الأسمنت ارتكبت خطًا فادحًا حينما قلصت نشاطها التشغيلي لحساب الاستثمار في الأسهم، مشيرًا إلى أنه يجب على هذه الشركات أن تعود مجددًا للاهتمام بأرباحها التشغيلية، والتركيز على تحقيق أرباحها من النشاط التشغيلي.

وتوقع بحيري أن تكون التراجعات الكبيرة في حجم أرباح الشركات خلال الربع الرابع من نصيب قطاعي التأمين والأسمنت بالإضافة لبعض الشركات والبنوك التي لديها محافظ كبيرة في أسواق الأوراق المالية، أدى التراجع إلى تآكلها، وذلك كانعكاسٍ طبيعيٍ لتراجع أسعار الأسهم.


خسائر الاستثمارات الخارجية


همام الشماع



وقال المستشار المالي في شركة الفجر للأوراق المالية الدكتور همام الشماع: إن شركات قطاع التطوير العقاري من الممكن أن تتأثر أرباحها خلال الربع الرابع من العام الحالي بسبب شح التمويل، مشيرًا إلى أن بعض هذه الشركات لن تتأثر أرباحها، خاصةً تلك التي تمتلك أصولاً كبيرة مثل شركتي الدار وصروح، موضحًا أن تقييمات هذه الأصول لم تتأثر بشكلٍ كبيرٍ بما حدث، كما أن هذه الشركات ليس لديها وحدات منجزة سيتم تسليمها خلال الفترة المقبلة حتى تتأثر، وفي المقابل فإن شركات التطوير العقاري التي لديها وحدات ستقوم بتسليمها خلال الفترة الحالية ستتأثر أرباحها لا شك بسبب تراجع المبيعات وقيام بعض الشركات بتأجيل هذه المشروعات.

وحول توقعاته بالنسبة لأداء البنوك والمصارف قال الشماع لـ"الأسواق.نت" إن البنوك من المفترض أن لديها قروضًا قامت بمنحها لعملائها في فترات سابقة، وهذه القروض تدر أرباحًا جيدة، خاصةً مع ارتفاع أسعار الفائدة، وبالتالي فإن عائد العمليات المصرفية لديها لن يتأثر بسبب ارتفاع عوائدها من القروض، وفي المقابل فإنه يوجد بعض الغموض حول تأثر بعض البنوك التي لديها استثمارات خارجية والتي لم يتم الإعلان عنها بشكلٍ واضحٍ، وفي حال تراجعت أرباح هذه البنوك فإنه من المؤكد أن هذا التراجع سيكون بسبب استثماراتها الخارجية.

وقال الشماع إن قطاع التأمين من أقل القطاعات تأثرًا بالأزمة المالية العالمية، إلا أن بعض الشركات لديها محافظ مالية بمبالغ كبيرة في أسواق الأسهم والتي تراجعت بأكثر من 60%، وبالتالي فمن المتوقع أن تتراجع أرباحها بنسبة تفوق الـ60% أيضًا.


تراجع أرباح 59 شركة

ووفقًا لبيانات الربع الثالث في سوق أبو ظبي فقد أظهرت البيانات أن عدد الشركات التي تراجعت أرباحها 40 شركة تمثل 72.8% من الشركات التي أفصحت في السوق بقيمةٍ إجمالية بلغت 3.6 مليار درهم، بينما تمكنت 15 شركة فقط من تحقيق أرباح بلغت قيمتها 682.73 مليون درهم.

وفى سوق دبي بلغ عدد الشركات التي تراجعت أرباحها خلال الربع الثالث 19 شركة بإجمالي تراجعات بلغت 2.1 مليار درهم تمثل 79.1% من إجمالي عدد الشركات التي أفصحت في دبي، بينما بلغ عدد الشركات التي حققت أرباحًا 5 شركات فقط تمثل 19.9% من الشركات التي أفصحت في السوق، وبلغت القيمة الإجمالية لهذه الأرباح 256.6 مليون درهم.