المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انعدام الثقة ونقص السيولة وراء عزوف المستثمرين عن الاكتتابات الجديدة



مغروور قطر
13-12-2008, 11:43 PM
انعدام الثقة ونقص السيولة وراء عزوف المستثمرين عن الاكتتابات الجديدة
الأحد 14 ديسمبر 2008 - الأنباء



زكي عثمان

لاشك أن الأزمة المالية التي تمر بها الكويت حاليا قد انعكست على العديد من القطاعات التي في مقدمتها سوق الكويت للأوراق المالية التي تراجعت بشكل مخيف فاقدة أكثر من 50% في اقل من شهرين وهو الأمر الذي انعكس على شح السيولة المالية في يد المستثمرين وصغار المتداولين ممن يعتبرون العصب الرئيسي في تمويل عمليات الاكتتابات الجديدة لزيادة رؤوس أموال الشركات المدرجة.

«الأنباء» رصدت ظاهرة الاكتتابات بالكويت خلال العام الحالي والتأثير المباشر من شح السيولة على هذه الاكتتابات خاصة ان الكثير من الشركات قد توقفت عن هذه الاكتتابات في ظل أزمة السوق الحالية وما ترتب عليها.

فقد اكدت مجموعة من المراقبين أن عدم ثقة صغار المساهمين في السوق خلال الفترة الحالية ونقص السيولة وتذبذب سوق الأسهم، قد أثرت مجتمعة على الاكتتابات في زيادة رؤوس أموال الشركات، على الرغم من الدور الكبير الذي من المفترض أن تلعبه هذه الاكتتابات في تطوير السوق وزيادة عمقها.

وبينوا أن نجاح هذه الاكتتابات مرهون بعلاوة الإصدار المحددة لأسهم الشركات، فإذا كانت علاوة الإصدار عالية كما حدث في بعض الاكتتابات الأخيرة، فإنه سيؤثر سلبيا على جاذبية الاكتتاب، وستؤدي علاوة الإصدار المرتفعة إلى فقد ثقة المتداولين في الاكتتابات المقبلة.

هذا وقد تزايدت خلال الشهرين الماضيين قرارات الشركات بتأجيل اكتتابات كانت تعتزم طرحها في أسواق المال، سواء طروحات أولية أو عمليات زيادة رؤوس أموالها من خلال طرح أسهم جديدة، خصوصا في السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر.

موقف استثنائي
وأمام هذا الموقف الاستثنائي توقع خبراء ومحللون أن تتزايد وتيرة تأجيل الاكتتابات الأولية في أسواق المال الخليجية بشكل عام والكويتية بشكل خاص خلال الفترة المقبلة، وذلك إثر تدهور أوضاع الأسواق المالية، بسبب انعكاسات الأزمة المالية العالمية على أسواق المنطقة وشح السيولة بين المستثمرين وبالتالي عدم المقدرة على الاشتراك في تلك الاكتتابات.

ويمكن ملاحظة هذا العزوف من خلال إلغاء بعض الاكتتابات التي كانت مقررة خلال الفترة الماضية ومنها الاكتتاب بزيادة رأسمال شركة الصناعات الوطنية وأيضا إلغاء شركة مجمعات الأسواق التجارية الاكتتاب في رأس مال شركة إعجاز للاستثمار في الصين حفاظا منها على أموال المستثمرين بعد أن تراجعت السيولة بين المستثمرين.

وقال مراقبون إن المستثمرين قد بلغوا حالة نفسية سيئة بسبب خسارة أموالهم، خصوصا أن هذه الأموال اقترض المستثمرون أغلبها من البنوك وهم مطالبون الآن بتسديد فوائدها.

وأشاروا إلى أن تراجع حجم السيولة يعد أيضا أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت إلى إحجام الشركات عن الاكتتابات، فأسعار الأسهم وصلت إلى مستويات متدنية جدا، وجزء كبير من أموال المستثمرين يعد سيولة حبيسة في أسهم هبطت أسعارها.

وأضافوا إن العديد من الشركات قامت بالفعل بتأجيل الاكتتابات في السوق الكويتي بسبب الحالة السيئة التي يمر بها السوق والأوضاع النفسية للمستثمرين.

واجمعوا على أن عملية نجاح أو فشل الاكتتابات رغم هذه الظروف تتوقف على نشاط الشركة ومدى قوتها، فعلى سبيل المثال إذا قررت شركة «زين» طرح حصة من رأسمالها للبيع فإنها ستلقى إقبالا كبيرا من جانب المستثمرين، وعلى العكس من ذلك إذا كانت الشركة متخصصة في الاستثمار فإنها ستلقى عزوفا كبيرا، لأن الأمر يتعلق أيضا بنشاط الشركة والقطاعات التي ستقوم باستثمار هذه الأموال فيها.

اكتتابات جديدة
ولفتوا إلى أن أسعار بعض الأسهم وصلت إلى ما دون قيمتها الدفترية، وإذا كان لدى المستثمرين النية للدخول في اكتتابات جديدة فإنه سيكون من الأولى شراء أسهم شركات انخفضت أسعار أسهمها وتتمتع إدارتها بسمعة طيبة وتحقق أرباحا كبيرة.

وقد أوضح بعض المراقبين ان أوضاع السوق لا تشجع على الإطلاق أيا من الشركات على الإقدام على عملية طرح أسهمها للاكتتاب، لأنه لا يوجد من يشتري، خصوصا أن الأوضاع النفسية للمستثمرين وصلت إلى درجة سيئة للغاية.

وأضافوا أن اكثر من 50% من الأسهم المتداولة في البورصة قد انخفضت أسعارها إلى ما دون القيمة الدفترية بسبب عزوف المستثمرين عن الشراء، وعدم وجود طرف مشتر يوقف عمليات البيع.

ويؤكد المراقبون ان سوق الأسهم مهما حصل فيها من تجاوزات ومعضلات، تبقى كما قدر لها أن تكون رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، وقاعدة أساسية لايجاد النقود، وتنشيط الاقتصاد وزرع الثقة بقطاعات الدولة الاقتصادية وتقبل مشاريع الخصخصة المزمع تنفيذها.

وتأجيل الاكتتابات ليست ظاهرة في الكويت فحسب وانما على مستوى أسواق المال في منطقة الخليج فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد توقع عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبدالحميد العمري أن يصل عدد الشركات السعودية التي ستؤجل طروحاتها ما بين 120 إلى 140 شركة في غضون الفترة المقبلة، بدلا من نحو 80 شركة يبلغ إجمالي رؤوس أموالها قرابة الـ70 مليار ريال كتوقعات أولية.

وفي الإمارات أجلت شركة طيران الإمارات طرح أسهمها في السوق لنفس الظروف والأسباب.

كما أصدر مصرف البحرين المركزي، قرارا بتأجيل الاكتتاب العام الأولي لشركة نسيج قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الموعد المقرر لطرح الاكتتاب العام الأولي، وهو مشروع متكامل تماما، ويعد الأول من نوعه في المنطقة باعتباره مزودا للحلول العقارية والإنشائية.

وفي الدوحة تم تأجيل اكتتاب شركة فودافون قطر إلى الربع الأول من عام 2009، كما تم تأجيل اكتتابات زيادة رأس المال في بنكي قطر الإسلامي والتجاري القطري.

ومؤخرا اعلن المدير العام لشركة مزايا قطر للتطوير العقاري سراج البكر أن الشركة اجلت طرح 50% من رأسمال الشركة للاكتتاب في ضوء الازمة المالية الحالية، مشيرا الى ان المؤسسين اكتتبوا بالـ 50% المخصصة لهم من اجمالي رأس المال المصرح به البالغ مليار ريال قطري.