المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موجة التفاؤل في شرايين سوق الدوحة يجب أن تستمر



سيف قطر
14-12-2008, 06:33 AM
موجة التفاؤل في شرايين سوق الدوحة يجب أن تستمر
| تاريخ النشر:يوم الأحد ,14 ديسمبر 2008 2:18 أ.م.



قبل ثلاثة أسابيع انتقدني العديد من الزملاء والمتابعين عندما تحدثت عبر إحدى المحطات الفضائية عن مرور الأسواق الخليجية وخصوصا الدوحة بمرحلة تكوين القاع،فالبعض استغرب الطرح باعتبار أن القاع هو نقطة لا تحتاج إلى مرحلة في تكوينها، وكان تفسيري حينها بأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها السوق والتأثير الخارجي الذي يحيط به فرض أسلوبا جديدا في التعاطي مع المتغيرات وبالتالي في الأسلوب التحليلي لحركة السوق وتوقعاتنا المستقبلية لاتجاهه. كما استغرب البعض من النبرة التفاءلية التي بت أتحدث بها بعد أسابيع وربما شهور من المد التشاؤمي الذي غرقنا فيه جميعا والذي أفقد الكثير القدرة على التحليل وربما أحرج البعض من العودة للظهور في الإعلام بعد أن بح صوته في محاولة الترويج لفكرة أن الأسعار مغرية وهذا وقت الشراء، وهنا أيضا كان ردي بسيطا ومباشرا لا يوجد سوق يستمر في التراجع فلابد من أن يرى قاعا يرتد من عنده.
والآن وبعد ما شهده السوق على مدار الأسبوعين المنصرمين لا يسعني إلا أن أكرر ما ذكرته سابقا بل وأذهب إلى ما أبعد من ذلك بالقول بأننا قد رأينا القاع فعلا،إن المستوى الذي وصل إليه مؤشر السوق عند 5500 نقطة تقريبا يشكل قاعا يصعب الوصول إليه مجددا على الأقل حتى فترة توزيع الأرباح مع بداية الربع الثاني من العام القادم.
هناك العديد من المؤشرات والأسباب الجوهرية التي تدعم هذا التحليل،فالتجارب التاريخية التي مرت بها الأسواق الناشئة كانت تدلل على أن السوق يكتفي بانخفاض ما بين 50%-60% من أقرب قمة يصلها حتى يعاود الاتزان ويدخل في مرحلة استقرار، وهذا ينطبق على مؤشر سوق الدوحة الذي وصل إلى مستويات 12000 نقطة في يونيو الماضي.
من ناحية أخرى لا ننكر بأن العوامل الخارجية كان لها دور أساسي في قيادة السوق في المرحلة الماضية وأن اتجاهه المستمر في الانخفاض كان محاكاة طبيعية ومنطقية إلى حد ما لجميع الأسواق المالية متقدمة كانت أم ناشئة إقليمية كانت أم عالمية،فالأزمة لم تكن عادية وبالتالي ردة الفعل كذلك فالسوق حاول أن يخصم الأنباء السيئة التي سوف تصدر تباعا ابتداءً من الربع الرابع وحتى إشعار آخر، ولكننا بدأنا نشهد نوعا من فك الارتباط على الأقل النفسي بين الأسواق العالمية وأسواقنا المحلية وهذا بالفعل ما حصل قبل أجازة العيد عندما تراجعت المؤشرات العالمية في يوم الاثنين بما يزيد على 8% في الوقت الذي حافظت فيه السوق على مكتسباتها الأخيرة،إضافة إلى أن الاتجاه النزولي في هذه الأسواق يبدو أنه تراجع بشكل حاد تفاؤلا بخطط الدعم والإنقاذ المقترحة حتى أن هذه الأسواق بدأت بإهمال الأخبار السيئة وهذا ما حصل بالفعل يوم الجمعة الماضي عندما أهملت وول ستريت بيانات الوظائف الأسوأ منذ 34 عاما، وهذا بحد ذاته سوف يقلل من الضغوط الخارجية التي طالما حدت من تاثير أية أخبار إيجابية.
هذا بدوره سوف ينقل السوق إلى مرحلة جديدة من التفاعل الإيجابي والمنطقي مع الأخبار التي ظهرت خلال الفترة الماضية وعلى رأسها التوزيعات النقدية الخيالية التي اقترحتها مجالس إدارات الشركات القيادية في قطاعي البنوك والصناعة،بالإضافة إلى الأثر النفسي الذي كان يجب أن يتركه قرار هيئة الاستثمار القطرية الخاص بالمساهمة في رفع رؤوس أموال البنوك المدرجة.
إن قرب انتهاء إغلاق العام سوف يحفز مدراء المحافظ الاستثمارية على محاولة ضخ سيولة جديدة بهدف تعديل الكلفة المرتفعة إضافة إلى تعديل التقييم النهائي لتلك المحافظ وهذا بدوره سوف يدعم استقرار السوق ويدخله في اتجاه تصاعدي قصير الأجل سوف يعززه لاحقا شراء انتقائي على أسهم التوزيعات القيادية والتي تشكل العمود الفقري للمؤشر العام وبالتالي تنتقل عدوى الشراء لبفية القطاعات.
إن ارتفاع السوق التدريجي ودخوله في مستويات سعرية جديدة سوف يمحو موجة التسييل القصري الذي تقوم به البنوك لمحافظ التسهيلات وبالتالي يحد من الضغوط البيعية العشوائية التي أثرت بشكل سلبي على الاتجاه العام خلال الفترة الماضية.
كل العوامل التي سبق ذكرها سوف تكون كفيلة بزرع بذور الثقة في نفوس المستثمرين والمضاربين على حد سواء وإعادة السوق إلى وضعه الطبيعي الذي يتفاعل فيه مع الأخبار سلبية كانت أم إيجابية.
إن موجة التفاؤل التي بدأت تسري في شرايين السوق المالي يجب أن تستمربدعم الجميع ... وكل عام وأنتم بخير .

سامر الجاعوني
المدير العام لشركة الشرق الأوسط للخدمات المالية / دبي