سيف قطر
14-12-2008, 06:39 AM
قرارات حاسمة قريبا لمعالجة مشكلات الحج الخاص و" حملات الأرصفة "
.. المري: لن نتهاون في حادثة تسمم الحجاج وعقوبات صارمة للمقصرين
| تاريخ النشر:يوم الأحد ,14 ديسمبر 2008 1:41 أ.م.
مكة المكرمة : د . عبد المطلب صديق :
كشف السيد صالح بن محمد المري رئيس بعثة الحج القطرية عن قرارات صارمة وإجراءات وقوانين لمعالجة الظواهر السلبية التي برزت خلال موسم الحج هذا العام وثمن في ذات الوقت الجهود القياسية التي بذلت في سبيل تهيئة المناخ المناسب لضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء مناسكهم على الوجه الأكمل . ووصف موسم الحج هذا العام بأنه كان ناجحا بكل المقاييس وان السلبيات التي برزت تعتبر عادية تحدث في كل المواسم وتتعلق في مجملها بظروف أداء الفريضة حيث أن الحج في مجمله يقوم على المشقة .
وحول حادثة تعرض حجاج حملة طيبة إلى اعراض التسمم الغذائي قال المري: لا نريد استباق النتائج المخبرية وان كانت هناك مؤشرات قوية بأنه تسمم غذائي ونوع من الإهمال أو عدم الدراية في نقل وجبة الغذاء التي كانت سبب الحادثة . ومن الطبيعي أن التحقيق سيأخذ مجراه وسوف تكون هناك تقارير أخرى مدعمة للجنة التي شكلت للتحقيق في هذا الموضوع . ولا نريد أن نستبق الأمر لان المسالة ستعرض على بعثة الحج بمجرد وصولها ولن نتساهل مع مثل هذه القضية وهناك شيئان أساسيان لن نتهاون فيهما وهما الأمن والسلامة و الصحة الغذائية، وسوف توقع أقصى العقوبات على من يثبت انه تسبب في وقوع ضرر على حاج . لا نود الاستباق إلى استنتاجات لان الخطوة القادمة سوف تحددها التقارير الطبية .
وردا على سؤال حول إمكانية تعويض الحجاج لما تعرضوا له من متاعب قال إن الإجراءات التي تتخذها البعثة تعتبر قرارات إدارية خاصة بها ولا تعفي الحملات من الحقوق المدنية عند الإخلال بالعقود الموقعة مع الحجاج .وهذه المسالة ينبغي أن يتنبه لها الحجاج .
وحول نوعية العقوبات المتوقعة على حملة الحجاج المصابين بأعراض التسمم المعوي ومدى إمكانية توقيف الحملة مثلا ، قال لا استطيع أن استبق الأحداث وكل شيء وارد والأمر مرفوع الآن إلى اللجنة وخلال اليومين القادمين سوف يصدر القرار ، والوزير له الحق في اتخاذ ما يراه مناسبا والاحتمالات كلها واردة .
وتعقيبا على الشكاوى التي رفعت من الفئة ج قال إن التجربة أثبتت لنا أن 80 % منها لأسباب كيدية مشيرا إلى أن الإقامة في مكة ممتازة لكل الحملات ولكن المصاعب تبرز في منى وعرفات وحينها يقوم بعض الحجاج بالمقارنة بين هذه الحملات والخدمات المقدمة للفئة "أ " وبطبيعة الحال فان المقارنة معدومة . والحملات من الفئة " ج " حصلت على مساحتهم كاملة ولم يقع عليهم ضيق على الإطلاق . والمعروف أن المواصلات ونقل الغذاء لا يتحققان في الوقت المطلوب لظروف الازدحام في المشاعر وهذا أمر يجب أن يراعيه الحجاج لطبيعة المشقة في موسم الحج .
وحصر المري السلبيات التي اكتنفت الموسم في قطاعات محددة هي : مشكلة نقص المساحات الممنوحة لكل دولة وهي مشكلة عامة عانت منها جميع الدول وتجري الجهود لمعالجتها والمشكلة الثانية هي الحج الخاص أو ما يعرف بالحج ذو الخدمات المميزة .
وأكد المري ، أن لجنة الحج القطرية فور عودتها إلى الدوحة سوف تتخذ من القرارات ما يعالج هذه المشكلة داعيا المقاولين إلى البحث عن مساحات للحج الخاص بعيدا عن المساحات الممنوحة للدولة أو لبعثة الحج القطرية.
وأضاف أن مشكلة نقص المساحات هي التحدي الأبرز الذي واجه اللجنة هذا الموسم إلا انها تمكنت من التعامل معها بكفاءة حيث اجتمعنا بالمقاولين وشرحنا لهم المشكلة وتم تهيئة الناس لتقبل الأوضاع بعد مناقشة المسالة من جانبها الفني والشرعي ، وتمكنا من تجاوز هذه المشكلة بحمد من الله . حيث تجاوب معنا الحجاج والمقاولون من عدة جوانب حيث تقرر البقاء لمن أراد بالعزيزية بمكة وألا ينفروا في يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة وتمت الموافقة على هذا الأمر .
وقد تفهم الحجاج هذا الأمر على الرغم من وجود بعض الأصوات التي تقول انه من الأولى المبيت بمنى أسوة وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم .
ورصدت الشرق في ذات الوقت آثارا جانبية سالبة لحملات الحج الخاص التي تستحوذ على مساحات كبيرة لعدد قليل من الأشخاص بينما يكتظ بقية الحجيج في مساحات قليلة بالعشرات في صورة تتناقض كليا مع الحكمة من فريضة الحج الداعية إلى المساواة والعدل والإحساس بمعاناة الآخر . ولوحظ أيضا أن حملة من الحملات التابعة لإحدى الدول غير الخليجية منحت 60 من المساحات المخصصة لها إلى اقل من 10 % من عدد الحجاج التابعين لها في حين اكتظ 90 % من الحجاج على مساحة 40 % فقط مساحة المخيم . وتعليقا على هذه الظاهرة قال المري : سنتخذ من القرارات ما يساعدنا على القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها على أقل تقدير ابتداء من العام المقبل .
وأكد أن اجتماع الدوحة للجان الحج بدول التعاون سوف ينعقد في ابريل المقبل وان الأجندة واضحة وبعضها يتكرر كل عام مثل مشكلة الحصص والمساحات يضاف إلى ذلك إمكانية قيام مؤسسة موحدة لخدمة حجاج دول التعاون .
كما انتقد المري الحجاج الذين يصلون إلى الأراضي المقدسة من الدوحة دون أن تكون لهم أية إجراءات مع لجنة الحج القطرية ثم يطلبون من البعثة تقديم العون لهم في العديد من المجالات مما يعرض البعثة إلى ضغوط في وقت هي في اشد الحاجة إلى الوقت فيه، وقال إننا سنتخذ من القرارات ما يناسب الحد من مثل هذه الحالات .
وحول تقييمه للأداء قال المري لسنا راضين كل الرضا ولكن نقول بحمد الله ان هذا الموسم انتهى كما سابقاته وأدى حجاج قطر الفريضة على الوجه الأكمل بمشيئة الله ووجه الشكر إلى الحجاج وأعضاء البعثة على صبرهم وتحملهم للصعاب التي واجهتهم ، مشيرا إلى ان الاستعداد المبكر كان له دور كبير في وضع المعالجات المناسبة للمشكلات الطارئة . وقال المري في معرض شرحه للصعوبات التي واجهت البعثة هذا العام : اجتمعنا أيضا للتشاور والتنسيق مع الإخوة المقاولين؛ بسبب المستجدات التي طرأت هذا العام سواء من ناحية العدد أو ناحية الأسعار أو من ناحية ما استجد من القوانين والأسس المثبتة في محضر الاجتماع مع الجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية. والتي تمثلت في بعض الإجراءات الجديدة التي اتخذتها السلطات السعودية مثل منع السيارات الصغيرة وعدم تقديم تأشيرات الزيارة ضمن الحصص المقدمة للدولة
وطبعا نحن نواكب ونتحسس الأوضاع والمستجدات بالاتصال الدائم مع الأخوة والجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية ، كما يطلعوننا على التطورات أولا بأول .
وحتى على مستوى دول المنطقة؛ زارنا وفد لجنة شؤون الحج الإماراتي في مايو الماضي بغرض تبادل الخبرات وتداول الرؤى والأفكار للارتقاء بمستوى خدمة حجاج بيت الله الحرام في البلدين الشقيقين، وشهدنا مؤتمر ندوة الحج الثانية بالكويت في يونيو الماضي تأصيلا للتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والاستفادة من الخبرات المتبادلة، وقدمنا ورقة قطر حول تجربتها في الحج في جانب الخدمات الصحية والتوعية الشرعية التي تقدمها بعثة الحج القطرية لحجاج دولة قطر. وبينت الورقة الجهود التي تبذلها لجنة شؤون الحج بالتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة لتقديم الرعاية الصحية بالصورة المثلى لحجاج دولة قطر.
وكان الاستعداد في وقته حيث أعلنا في أول اجتماع كيفية مواجهة نقص الحصص وقد تجاوب معنا الإخوة المقاولون في كل الأطروحات والحلول التي يمكن تطبيقها في ذلك الوقت.
كما برزت مشكلة زيادة الأسعار بنسب تجاوزت 20% ، كتطور لأزمة الإيجارات وعملية الهدم حول المسجد الحرام .
وتعاملنا مع المستجدات بالمسؤولية والشفافية التامة سواء مع المقاولين أو مع الرأي العام وإشراك المجتمع والصحافة.
والحمد لله سعينا لزيادة الأعداد وقد نجحت المساعي المبذولة من الدولة في معالجة هذه المشكلة ونالت كل حملة نصيبها الوافي، فيما ظهرت عقبة نقص المساحات وتقليصها سواء في منى أو عرفات.
ومرة أخرى تعاملنا بنفس المستوى من الشفافية وتجاوب معنا المقاولون والحجاج مما مكننا من التغلب على هذه المشكلة . وقال المري إن البعثة قامت بكل ما يليها من مهام ومسؤوليات واستطاعت أن تتجاوز جميع العقبات ولله الحمد والمنة.
الرأي الشرعي حول حملات الحج الخاص
وتحدث الدكتور عبد الله الفقيه مفتي البعثة حول قضية الحج الخاص قائلا: لقد نبهت قبل هذا إلى أن النفقات التي تصرف في الخدمات الإضافية في المشاعر الأولى أن يتصدق بها الحاج وهي مبالغ كبيرة جدا وتكفي لحل مشاكل الكثيرين من أبناء المسلمين . وقال الفقيه عند النظر إلى هذا الأمر يجب أن نعلم انه مرتبط بما حوله ، أي أن من يؤدي فريضة الحج الخاص يجب ألا يعطل غيره ، فلو افترضنا أن المشاعر لا يمكنها أن تستوعب في الواقع بمساحاتها المحدودة كل الحجاج فالأمر واضح ، وهو القرعة وهي قد وضعت لرفع الضغائن فيمكن استخدامها في هذا المقام وإذا اقتضى الحال الا يسمح لمن حج أن يزاحم غيره في المشاعر فلا شك أن ذلك ربما يساعد على حل هذه المشكلة . والمقصد من ذلك هو أن الشرع جاء من اجل العدل .
وأشار الفقيه إلى أن الحج له أركان وواجبات وسنن على الحاج إتباعها ، كالوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى ورمي الجمار والطواف والسعي وغير ذلك وكل هذا يتطلب مساحات ، وعلينا أن نعلم انه رغم الجهود الكبيرة المنجزة في المشاعر إلا أن طاقاتها ستظل محدودة وبالتالي سيتطلب ذلك إجراءات تنظيمية منها ترتيب أولويات ومنها تقديم من لم يؤد الفرض على من أداه ..
وذهب الفقيه إلى انه لا يعارض الحج الخاص مطلقا ولم ير ما يمنع بعض المسئولين ممن تتطلب طبيعة عملهم ظروفا أمنية أو سياسية خاصة أن تتاح لهم أماكن خاصة لأداء المناسك وتشجيعهم على ذلك لان الحج بالنسبة لمثل هؤلاء فيه خير لهم و للأمة .
التفاصيل الكاملة للاشتباه بتسمم حجاج حملة طيبة
* قدمت حملة طيبة وجبة الغداء في حوالي الساعة الثانية عشرة من نهار يوم عرفة ، وهي عبارة عن أرز ولحوم ودجاج ، وقد تم إعداد الوجبة بمدينة مكة المكرمة ومن ثم نقل الطعام إلى عرفة على سيارة مكشوفة ، ودون مراعاة شروط السلامة والصحة الغذائية . وبعد أن تناول الحجاج الطعام بساعة ظهرت حالات الإعياء على 41 حاجا من القطريين والمقيمين واعقب ذلك حالات استفراغ وإسهال تكررت عدة مرات مما أثار الرعب بين أعضاء الحملة، كما أصيب البعض بذات الأعراض على الرغم من أنهم لم يأكلوا من الطعام المشبوه مما رجح وجود فيروس انتقل بين أعضاء الحملة ، ولم ينف الأطباء إمكانية وجود علاقة بين الطعام الملوث والفيروس .
تم نقل 14 منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم ، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج المناسب وتمكنوا من أداء مناسكهم .
وتعاملت السلطات السعودية بجدية كاملة مع الحادث خاصة بعد النتائج الخطيرة لحالة تسمم مماثلة وقعت بالمدينة المنورة وأدت إلى تسمم 112 ووفاة 11 منهم بعد يوم من الحداثة ، وقامت السلطات السعودية بتجهيز سيارات إسعاف ونقل المصابين على الفور .
* قامت السلطات الصحية السعودية بزيارة مفاجئة إلى مقر الحملة وأجرت فحصا على الأطعمة وقامت بإبادة كافة الأغذية التي ليس عليها تاريخ صلاحية كما أبادت كمية من اللحوم والأطعمة المختلفة .
* هدد احد المنتسبين إلى الحملة برفع دعوى قضائية على الصحافة في حالة نشر أي معلومات تقول بوجود حالات تسمم بالحملة وبعد يوم واحد كان خبر الحادثة قد تجاوز حالة السرية المضروبة من الحملة إلى عامة الناس .
* تابع رئيس بعثة الحج القطرية الحالات لحظة بلحظة وأصدرت البعثة القطرية بيانا إعلاميا للصحافة أشار إلى وقوع حالات اضطرابات معوية بين 41 حاجا من الحملة القطرية وان الفحص الطبي سيكشف عن طبيعة هذه الحالات بغرض تمليك الحقيقة للرأي العام القطري فور اكتمال التحقيقات .
* مدير إدارة إحدى اللجان المهمة بالبعثة كانت شقيقته من بين المتأثرين بالطعام الملوث ودخلت المستشفى لتلقي العلاج وتمكنت عقب ذلك من أداء المشاعر أسوة ببقية المصابين .
* العبرة المستقاة من هذه الحالة ان الحملات القطرية جميعها خاصة من الفئة "ج " مطالبة بتوخي الحذر في نقل الأغذية ومراعاة شروط الصحة والسلامة واصطحاب خبراء ومفتشي أغذية منعا لوقوع كوارث قد تكلف الحملة الكثير من المال .
رئيس لجنة التقييم بالفئة " أ " : حملة طيبة رفعت هذه السنة إلى فئات الامتياز وسجلها نظيف من المخالفات
علق السيد حسن العبيدلي رئيس لجنة تقييم الفئة " أ " بمكة المكرمة على حادثة حملة طيبة قائلا إن الحملة المذكورة تم تصعيدها هذا العام من الفئة "ب " إلى الفئة أ للمرة الأولى بعد أن استوفت جميع الشروط والمتطلبات المؤهلة للتصعيد وبناء على طلب تقدمت به إلى لجنة شؤون الحج وأشار العبيدلي إلى أن لجنته قامت بحوالي خمس إلى سبع زيارات إلى مقار الحملة وكانت هناك بعض الملاحظات البسيطة وتم انجازها من حيث الغرف والسكن .
وأكد العبيدلي عدم وجود أية ملاحظات سلبية لكنه أشار إلى أن التفتيش في عرفة لا يشمل وجبة الغداء بسبب التوقيت حيث يتم التأكد من إقامة الحجيج ومطابقة مخيمهم مع شروط الصحة والسلامة العامة . وقال إن الحملة كانت ذات سجل جيد في تطبيق الشروط وفي خدمة الحجيج وسجلها خال من الملاحظات الجوهرية ولكن وقع خطأ فادح هذه المرة في طريقة نقل الطعام إلى عرفات أدى إلى هذه الحادثة .
اتهم الحملات باستقطاب أطباء غير مؤهلين ..د . النعمة : البعثة الطبية استقبلت 550 حالة بعضها مزمنة وخطيرة
شبكة الكمبيوتر قديمة وأعطالها متكررة وأعاقت عمل الأطباء
أكد الدكتور عبد الله النعمة أن اللجنة الطبية ورد إليها في هذا الموسم أكثر من 550 حالة كانت منها الحالات المرضية المزمنة والحالات الخطيرة التي تعامل معها الأطباء في البعثة باحترافية شديدة وشهدت المشاعر إقبالا شديدا على اللجنة خاصة في يوم التروية، وكانت لخبرة الأطباء في الإدارة والتنظيم الدور المؤثر في إنقاذ حالات قلب خطيرة.
وكانت أعلى النسب متمثلة في أمراض الجهاز التنفسي العلوي والضغط والسكري والربو وأمراض المعدة المختلفة كالإسهال والإمساك وألم البطن، والتهابات المعدة.
وبسؤال النعمة عن الاضطرابات المعوية وأعراض التسمم التي حدثت في حملة طيبة والتقرير الطبي قال إن هذه المشكلة نتجت عن عدم إتباع التعليمات الخاصة بسلامة الأغذية في طريقة انتقائها وإعدادها وانتقالها، وقد تم التعامل معها وخرجت كلها والحمد لله ومنها حالات رجعت إلى قطر بأمان الله.
وحول السلبيات الطبية التي شهدها هذا الموسم أفاد النعمة أن أهم هذه السلبيات تمثلت غالبا في استقطاب الحملات القطرية بكل فئاتها أطباء غير أكفاء وليسوا متخصصين في التخصصات الأربعة التي يتطلبها موسم الحج والتي تتمثل في طب الأسرة والطب العام والطوارئ والأمراض الباطنة.
وعن كيفية التعامل مع هذه المشكلة في ظل مسؤولية اللجنة الطبية رسميا عن كل حجاج قطر أجاب النعمة: اننا تعاملنا معهم كأمر واقع وطلبنا منهم أن يتعاملوا مع الحالات البسيطة وتحويل أي حالة يحس فيها بالخطورة فورا إلى اللجنة الطبية للتعامل معها، وقد استجاب معظمهم لهذه التعليمات غير أنهم في الوقت نفسه لم يكونوا متعاونين مع اللجنة الطبية خاصة بشأن ما يتعلق بالإحصاءات، وربما شجعهم على ذلك رؤساء الحملات الذين لم يظهروا اهتماما بمثل هذه الطلبات رغم أهميتها الشديدة بالنسبة لنا، وذكر النعمة أنه سيرفع في تقريره إلى رئيس البعثة توصية بأن يأخذ الطبيب في الحملات القطرية المختلفة موافقة خطية من رئيس اللجنة الطبية قبل السفر للتأكد من أهليته للممارسة هذه المهنة الخطيرة في هذا الموسم الصعب، وعدم السماح لأي أحد آخر حتى لو كان طبيبا أتى للحج فقط بممارسة المهنة مع الحملات القطرية؛ لأن أصحاب الحملات يقولون إنهم متطوعون والحقيقة خلاف ذلك، فكما أن المرشدين الشرعيين يأخذون تصاريح لممارسة عملهم فالأطباء أيضا يتوجب عليهم أخذ التصاريح، وقال: "سأوصي بأن تكون هناك مكافآت مالية لهؤلاء الأطباء يقوم بدفعها أصحاب الحملات بإشراف اللجنة الطبية كما يحدث في اللجنة الشرعية.
وتحدث النعمة عن سلبية ما زالت تتكرر كل عام تمثلت في قدم أجهزة الكمبيوتر وعدم تطويرها إضافة إلى أن البرنامج المستخدم كانت له مشاكل كثيرة أعاقت عمل الأطباء.
وثمن النعمة دور أعضاء اللجنة الطبية الذين أظهروا تعاونا وكفاءة شهد لها الجميع، كما ثمن دور الهلال الأحمر القطري الذي كان له دورا رئيسيا مهما في التثقيف من خلال المحاضرات التي عقدها للحجاج في كل الحملات، ومن خلال طباعة كتيب فيه إرشادات طبية وتوزيعه مجانا على الحجاج، بالإضافة إلى جهوده المختلفة في الإسعاف ومعاونة الفريق الطبي في اللجنة.
وأكد النعمة أن التقرير سيكون في توصياته إضافة تخصص جديد اسمه "طب المجتمع" حيث يقوم بدراسة بحثية للمجتمع ليتنبأ بالأمراض والأوبئة كي تستعد لها اللجنة الطبية بالأدوية والمعدات، ويمتد دوره بعد الإصابة لتوفير الحلول المختلفة التي تعين الأطباء.
.. المري: لن نتهاون في حادثة تسمم الحجاج وعقوبات صارمة للمقصرين
| تاريخ النشر:يوم الأحد ,14 ديسمبر 2008 1:41 أ.م.
مكة المكرمة : د . عبد المطلب صديق :
كشف السيد صالح بن محمد المري رئيس بعثة الحج القطرية عن قرارات صارمة وإجراءات وقوانين لمعالجة الظواهر السلبية التي برزت خلال موسم الحج هذا العام وثمن في ذات الوقت الجهود القياسية التي بذلت في سبيل تهيئة المناخ المناسب لضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء مناسكهم على الوجه الأكمل . ووصف موسم الحج هذا العام بأنه كان ناجحا بكل المقاييس وان السلبيات التي برزت تعتبر عادية تحدث في كل المواسم وتتعلق في مجملها بظروف أداء الفريضة حيث أن الحج في مجمله يقوم على المشقة .
وحول حادثة تعرض حجاج حملة طيبة إلى اعراض التسمم الغذائي قال المري: لا نريد استباق النتائج المخبرية وان كانت هناك مؤشرات قوية بأنه تسمم غذائي ونوع من الإهمال أو عدم الدراية في نقل وجبة الغذاء التي كانت سبب الحادثة . ومن الطبيعي أن التحقيق سيأخذ مجراه وسوف تكون هناك تقارير أخرى مدعمة للجنة التي شكلت للتحقيق في هذا الموضوع . ولا نريد أن نستبق الأمر لان المسالة ستعرض على بعثة الحج بمجرد وصولها ولن نتساهل مع مثل هذه القضية وهناك شيئان أساسيان لن نتهاون فيهما وهما الأمن والسلامة و الصحة الغذائية، وسوف توقع أقصى العقوبات على من يثبت انه تسبب في وقوع ضرر على حاج . لا نود الاستباق إلى استنتاجات لان الخطوة القادمة سوف تحددها التقارير الطبية .
وردا على سؤال حول إمكانية تعويض الحجاج لما تعرضوا له من متاعب قال إن الإجراءات التي تتخذها البعثة تعتبر قرارات إدارية خاصة بها ولا تعفي الحملات من الحقوق المدنية عند الإخلال بالعقود الموقعة مع الحجاج .وهذه المسالة ينبغي أن يتنبه لها الحجاج .
وحول نوعية العقوبات المتوقعة على حملة الحجاج المصابين بأعراض التسمم المعوي ومدى إمكانية توقيف الحملة مثلا ، قال لا استطيع أن استبق الأحداث وكل شيء وارد والأمر مرفوع الآن إلى اللجنة وخلال اليومين القادمين سوف يصدر القرار ، والوزير له الحق في اتخاذ ما يراه مناسبا والاحتمالات كلها واردة .
وتعقيبا على الشكاوى التي رفعت من الفئة ج قال إن التجربة أثبتت لنا أن 80 % منها لأسباب كيدية مشيرا إلى أن الإقامة في مكة ممتازة لكل الحملات ولكن المصاعب تبرز في منى وعرفات وحينها يقوم بعض الحجاج بالمقارنة بين هذه الحملات والخدمات المقدمة للفئة "أ " وبطبيعة الحال فان المقارنة معدومة . والحملات من الفئة " ج " حصلت على مساحتهم كاملة ولم يقع عليهم ضيق على الإطلاق . والمعروف أن المواصلات ونقل الغذاء لا يتحققان في الوقت المطلوب لظروف الازدحام في المشاعر وهذا أمر يجب أن يراعيه الحجاج لطبيعة المشقة في موسم الحج .
وحصر المري السلبيات التي اكتنفت الموسم في قطاعات محددة هي : مشكلة نقص المساحات الممنوحة لكل دولة وهي مشكلة عامة عانت منها جميع الدول وتجري الجهود لمعالجتها والمشكلة الثانية هي الحج الخاص أو ما يعرف بالحج ذو الخدمات المميزة .
وأكد المري ، أن لجنة الحج القطرية فور عودتها إلى الدوحة سوف تتخذ من القرارات ما يعالج هذه المشكلة داعيا المقاولين إلى البحث عن مساحات للحج الخاص بعيدا عن المساحات الممنوحة للدولة أو لبعثة الحج القطرية.
وأضاف أن مشكلة نقص المساحات هي التحدي الأبرز الذي واجه اللجنة هذا الموسم إلا انها تمكنت من التعامل معها بكفاءة حيث اجتمعنا بالمقاولين وشرحنا لهم المشكلة وتم تهيئة الناس لتقبل الأوضاع بعد مناقشة المسالة من جانبها الفني والشرعي ، وتمكنا من تجاوز هذه المشكلة بحمد من الله . حيث تجاوب معنا الحجاج والمقاولون من عدة جوانب حيث تقرر البقاء لمن أراد بالعزيزية بمكة وألا ينفروا في يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة وتمت الموافقة على هذا الأمر .
وقد تفهم الحجاج هذا الأمر على الرغم من وجود بعض الأصوات التي تقول انه من الأولى المبيت بمنى أسوة وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم .
ورصدت الشرق في ذات الوقت آثارا جانبية سالبة لحملات الحج الخاص التي تستحوذ على مساحات كبيرة لعدد قليل من الأشخاص بينما يكتظ بقية الحجيج في مساحات قليلة بالعشرات في صورة تتناقض كليا مع الحكمة من فريضة الحج الداعية إلى المساواة والعدل والإحساس بمعاناة الآخر . ولوحظ أيضا أن حملة من الحملات التابعة لإحدى الدول غير الخليجية منحت 60 من المساحات المخصصة لها إلى اقل من 10 % من عدد الحجاج التابعين لها في حين اكتظ 90 % من الحجاج على مساحة 40 % فقط مساحة المخيم . وتعليقا على هذه الظاهرة قال المري : سنتخذ من القرارات ما يساعدنا على القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها على أقل تقدير ابتداء من العام المقبل .
وأكد أن اجتماع الدوحة للجان الحج بدول التعاون سوف ينعقد في ابريل المقبل وان الأجندة واضحة وبعضها يتكرر كل عام مثل مشكلة الحصص والمساحات يضاف إلى ذلك إمكانية قيام مؤسسة موحدة لخدمة حجاج دول التعاون .
كما انتقد المري الحجاج الذين يصلون إلى الأراضي المقدسة من الدوحة دون أن تكون لهم أية إجراءات مع لجنة الحج القطرية ثم يطلبون من البعثة تقديم العون لهم في العديد من المجالات مما يعرض البعثة إلى ضغوط في وقت هي في اشد الحاجة إلى الوقت فيه، وقال إننا سنتخذ من القرارات ما يناسب الحد من مثل هذه الحالات .
وحول تقييمه للأداء قال المري لسنا راضين كل الرضا ولكن نقول بحمد الله ان هذا الموسم انتهى كما سابقاته وأدى حجاج قطر الفريضة على الوجه الأكمل بمشيئة الله ووجه الشكر إلى الحجاج وأعضاء البعثة على صبرهم وتحملهم للصعاب التي واجهتهم ، مشيرا إلى ان الاستعداد المبكر كان له دور كبير في وضع المعالجات المناسبة للمشكلات الطارئة . وقال المري في معرض شرحه للصعوبات التي واجهت البعثة هذا العام : اجتمعنا أيضا للتشاور والتنسيق مع الإخوة المقاولين؛ بسبب المستجدات التي طرأت هذا العام سواء من ناحية العدد أو ناحية الأسعار أو من ناحية ما استجد من القوانين والأسس المثبتة في محضر الاجتماع مع الجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية. والتي تمثلت في بعض الإجراءات الجديدة التي اتخذتها السلطات السعودية مثل منع السيارات الصغيرة وعدم تقديم تأشيرات الزيارة ضمن الحصص المقدمة للدولة
وطبعا نحن نواكب ونتحسس الأوضاع والمستجدات بالاتصال الدائم مع الأخوة والجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية ، كما يطلعوننا على التطورات أولا بأول .
وحتى على مستوى دول المنطقة؛ زارنا وفد لجنة شؤون الحج الإماراتي في مايو الماضي بغرض تبادل الخبرات وتداول الرؤى والأفكار للارتقاء بمستوى خدمة حجاج بيت الله الحرام في البلدين الشقيقين، وشهدنا مؤتمر ندوة الحج الثانية بالكويت في يونيو الماضي تأصيلا للتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والاستفادة من الخبرات المتبادلة، وقدمنا ورقة قطر حول تجربتها في الحج في جانب الخدمات الصحية والتوعية الشرعية التي تقدمها بعثة الحج القطرية لحجاج دولة قطر. وبينت الورقة الجهود التي تبذلها لجنة شؤون الحج بالتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة لتقديم الرعاية الصحية بالصورة المثلى لحجاج دولة قطر.
وكان الاستعداد في وقته حيث أعلنا في أول اجتماع كيفية مواجهة نقص الحصص وقد تجاوب معنا الإخوة المقاولون في كل الأطروحات والحلول التي يمكن تطبيقها في ذلك الوقت.
كما برزت مشكلة زيادة الأسعار بنسب تجاوزت 20% ، كتطور لأزمة الإيجارات وعملية الهدم حول المسجد الحرام .
وتعاملنا مع المستجدات بالمسؤولية والشفافية التامة سواء مع المقاولين أو مع الرأي العام وإشراك المجتمع والصحافة.
والحمد لله سعينا لزيادة الأعداد وقد نجحت المساعي المبذولة من الدولة في معالجة هذه المشكلة ونالت كل حملة نصيبها الوافي، فيما ظهرت عقبة نقص المساحات وتقليصها سواء في منى أو عرفات.
ومرة أخرى تعاملنا بنفس المستوى من الشفافية وتجاوب معنا المقاولون والحجاج مما مكننا من التغلب على هذه المشكلة . وقال المري إن البعثة قامت بكل ما يليها من مهام ومسؤوليات واستطاعت أن تتجاوز جميع العقبات ولله الحمد والمنة.
الرأي الشرعي حول حملات الحج الخاص
وتحدث الدكتور عبد الله الفقيه مفتي البعثة حول قضية الحج الخاص قائلا: لقد نبهت قبل هذا إلى أن النفقات التي تصرف في الخدمات الإضافية في المشاعر الأولى أن يتصدق بها الحاج وهي مبالغ كبيرة جدا وتكفي لحل مشاكل الكثيرين من أبناء المسلمين . وقال الفقيه عند النظر إلى هذا الأمر يجب أن نعلم انه مرتبط بما حوله ، أي أن من يؤدي فريضة الحج الخاص يجب ألا يعطل غيره ، فلو افترضنا أن المشاعر لا يمكنها أن تستوعب في الواقع بمساحاتها المحدودة كل الحجاج فالأمر واضح ، وهو القرعة وهي قد وضعت لرفع الضغائن فيمكن استخدامها في هذا المقام وإذا اقتضى الحال الا يسمح لمن حج أن يزاحم غيره في المشاعر فلا شك أن ذلك ربما يساعد على حل هذه المشكلة . والمقصد من ذلك هو أن الشرع جاء من اجل العدل .
وأشار الفقيه إلى أن الحج له أركان وواجبات وسنن على الحاج إتباعها ، كالوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى ورمي الجمار والطواف والسعي وغير ذلك وكل هذا يتطلب مساحات ، وعلينا أن نعلم انه رغم الجهود الكبيرة المنجزة في المشاعر إلا أن طاقاتها ستظل محدودة وبالتالي سيتطلب ذلك إجراءات تنظيمية منها ترتيب أولويات ومنها تقديم من لم يؤد الفرض على من أداه ..
وذهب الفقيه إلى انه لا يعارض الحج الخاص مطلقا ولم ير ما يمنع بعض المسئولين ممن تتطلب طبيعة عملهم ظروفا أمنية أو سياسية خاصة أن تتاح لهم أماكن خاصة لأداء المناسك وتشجيعهم على ذلك لان الحج بالنسبة لمثل هؤلاء فيه خير لهم و للأمة .
التفاصيل الكاملة للاشتباه بتسمم حجاج حملة طيبة
* قدمت حملة طيبة وجبة الغداء في حوالي الساعة الثانية عشرة من نهار يوم عرفة ، وهي عبارة عن أرز ولحوم ودجاج ، وقد تم إعداد الوجبة بمدينة مكة المكرمة ومن ثم نقل الطعام إلى عرفة على سيارة مكشوفة ، ودون مراعاة شروط السلامة والصحة الغذائية . وبعد أن تناول الحجاج الطعام بساعة ظهرت حالات الإعياء على 41 حاجا من القطريين والمقيمين واعقب ذلك حالات استفراغ وإسهال تكررت عدة مرات مما أثار الرعب بين أعضاء الحملة، كما أصيب البعض بذات الأعراض على الرغم من أنهم لم يأكلوا من الطعام المشبوه مما رجح وجود فيروس انتقل بين أعضاء الحملة ، ولم ينف الأطباء إمكانية وجود علاقة بين الطعام الملوث والفيروس .
تم نقل 14 منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم ، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج المناسب وتمكنوا من أداء مناسكهم .
وتعاملت السلطات السعودية بجدية كاملة مع الحادث خاصة بعد النتائج الخطيرة لحالة تسمم مماثلة وقعت بالمدينة المنورة وأدت إلى تسمم 112 ووفاة 11 منهم بعد يوم من الحداثة ، وقامت السلطات السعودية بتجهيز سيارات إسعاف ونقل المصابين على الفور .
* قامت السلطات الصحية السعودية بزيارة مفاجئة إلى مقر الحملة وأجرت فحصا على الأطعمة وقامت بإبادة كافة الأغذية التي ليس عليها تاريخ صلاحية كما أبادت كمية من اللحوم والأطعمة المختلفة .
* هدد احد المنتسبين إلى الحملة برفع دعوى قضائية على الصحافة في حالة نشر أي معلومات تقول بوجود حالات تسمم بالحملة وبعد يوم واحد كان خبر الحادثة قد تجاوز حالة السرية المضروبة من الحملة إلى عامة الناس .
* تابع رئيس بعثة الحج القطرية الحالات لحظة بلحظة وأصدرت البعثة القطرية بيانا إعلاميا للصحافة أشار إلى وقوع حالات اضطرابات معوية بين 41 حاجا من الحملة القطرية وان الفحص الطبي سيكشف عن طبيعة هذه الحالات بغرض تمليك الحقيقة للرأي العام القطري فور اكتمال التحقيقات .
* مدير إدارة إحدى اللجان المهمة بالبعثة كانت شقيقته من بين المتأثرين بالطعام الملوث ودخلت المستشفى لتلقي العلاج وتمكنت عقب ذلك من أداء المشاعر أسوة ببقية المصابين .
* العبرة المستقاة من هذه الحالة ان الحملات القطرية جميعها خاصة من الفئة "ج " مطالبة بتوخي الحذر في نقل الأغذية ومراعاة شروط الصحة والسلامة واصطحاب خبراء ومفتشي أغذية منعا لوقوع كوارث قد تكلف الحملة الكثير من المال .
رئيس لجنة التقييم بالفئة " أ " : حملة طيبة رفعت هذه السنة إلى فئات الامتياز وسجلها نظيف من المخالفات
علق السيد حسن العبيدلي رئيس لجنة تقييم الفئة " أ " بمكة المكرمة على حادثة حملة طيبة قائلا إن الحملة المذكورة تم تصعيدها هذا العام من الفئة "ب " إلى الفئة أ للمرة الأولى بعد أن استوفت جميع الشروط والمتطلبات المؤهلة للتصعيد وبناء على طلب تقدمت به إلى لجنة شؤون الحج وأشار العبيدلي إلى أن لجنته قامت بحوالي خمس إلى سبع زيارات إلى مقار الحملة وكانت هناك بعض الملاحظات البسيطة وتم انجازها من حيث الغرف والسكن .
وأكد العبيدلي عدم وجود أية ملاحظات سلبية لكنه أشار إلى أن التفتيش في عرفة لا يشمل وجبة الغداء بسبب التوقيت حيث يتم التأكد من إقامة الحجيج ومطابقة مخيمهم مع شروط الصحة والسلامة العامة . وقال إن الحملة كانت ذات سجل جيد في تطبيق الشروط وفي خدمة الحجيج وسجلها خال من الملاحظات الجوهرية ولكن وقع خطأ فادح هذه المرة في طريقة نقل الطعام إلى عرفات أدى إلى هذه الحادثة .
اتهم الحملات باستقطاب أطباء غير مؤهلين ..د . النعمة : البعثة الطبية استقبلت 550 حالة بعضها مزمنة وخطيرة
شبكة الكمبيوتر قديمة وأعطالها متكررة وأعاقت عمل الأطباء
أكد الدكتور عبد الله النعمة أن اللجنة الطبية ورد إليها في هذا الموسم أكثر من 550 حالة كانت منها الحالات المرضية المزمنة والحالات الخطيرة التي تعامل معها الأطباء في البعثة باحترافية شديدة وشهدت المشاعر إقبالا شديدا على اللجنة خاصة في يوم التروية، وكانت لخبرة الأطباء في الإدارة والتنظيم الدور المؤثر في إنقاذ حالات قلب خطيرة.
وكانت أعلى النسب متمثلة في أمراض الجهاز التنفسي العلوي والضغط والسكري والربو وأمراض المعدة المختلفة كالإسهال والإمساك وألم البطن، والتهابات المعدة.
وبسؤال النعمة عن الاضطرابات المعوية وأعراض التسمم التي حدثت في حملة طيبة والتقرير الطبي قال إن هذه المشكلة نتجت عن عدم إتباع التعليمات الخاصة بسلامة الأغذية في طريقة انتقائها وإعدادها وانتقالها، وقد تم التعامل معها وخرجت كلها والحمد لله ومنها حالات رجعت إلى قطر بأمان الله.
وحول السلبيات الطبية التي شهدها هذا الموسم أفاد النعمة أن أهم هذه السلبيات تمثلت غالبا في استقطاب الحملات القطرية بكل فئاتها أطباء غير أكفاء وليسوا متخصصين في التخصصات الأربعة التي يتطلبها موسم الحج والتي تتمثل في طب الأسرة والطب العام والطوارئ والأمراض الباطنة.
وعن كيفية التعامل مع هذه المشكلة في ظل مسؤولية اللجنة الطبية رسميا عن كل حجاج قطر أجاب النعمة: اننا تعاملنا معهم كأمر واقع وطلبنا منهم أن يتعاملوا مع الحالات البسيطة وتحويل أي حالة يحس فيها بالخطورة فورا إلى اللجنة الطبية للتعامل معها، وقد استجاب معظمهم لهذه التعليمات غير أنهم في الوقت نفسه لم يكونوا متعاونين مع اللجنة الطبية خاصة بشأن ما يتعلق بالإحصاءات، وربما شجعهم على ذلك رؤساء الحملات الذين لم يظهروا اهتماما بمثل هذه الطلبات رغم أهميتها الشديدة بالنسبة لنا، وذكر النعمة أنه سيرفع في تقريره إلى رئيس البعثة توصية بأن يأخذ الطبيب في الحملات القطرية المختلفة موافقة خطية من رئيس اللجنة الطبية قبل السفر للتأكد من أهليته للممارسة هذه المهنة الخطيرة في هذا الموسم الصعب، وعدم السماح لأي أحد آخر حتى لو كان طبيبا أتى للحج فقط بممارسة المهنة مع الحملات القطرية؛ لأن أصحاب الحملات يقولون إنهم متطوعون والحقيقة خلاف ذلك، فكما أن المرشدين الشرعيين يأخذون تصاريح لممارسة عملهم فالأطباء أيضا يتوجب عليهم أخذ التصاريح، وقال: "سأوصي بأن تكون هناك مكافآت مالية لهؤلاء الأطباء يقوم بدفعها أصحاب الحملات بإشراف اللجنة الطبية كما يحدث في اللجنة الشرعية.
وتحدث النعمة عن سلبية ما زالت تتكرر كل عام تمثلت في قدم أجهزة الكمبيوتر وعدم تطويرها إضافة إلى أن البرنامج المستخدم كانت له مشاكل كثيرة أعاقت عمل الأطباء.
وثمن النعمة دور أعضاء اللجنة الطبية الذين أظهروا تعاونا وكفاءة شهد لها الجميع، كما ثمن دور الهلال الأحمر القطري الذي كان له دورا رئيسيا مهما في التثقيف من خلال المحاضرات التي عقدها للحجاج في كل الحملات، ومن خلال طباعة كتيب فيه إرشادات طبية وتوزيعه مجانا على الحجاج، بالإضافة إلى جهوده المختلفة في الإسعاف ومعاونة الفريق الطبي في اللجنة.
وأكد النعمة أن التقرير سيكون في توصياته إضافة تخصص جديد اسمه "طب المجتمع" حيث يقوم بدراسة بحثية للمجتمع ليتنبأ بالأمراض والأوبئة كي تستعد لها اللجنة الطبية بالأدوية والمعدات، ويمتد دوره بعد الإصابة لتوفير الحلول المختلفة التي تعين الأطباء.