المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متداولون لـ «الأنباء»: السوق «مو زين.. لكن يمشّي حاله»



مغروور قطر
14-12-2008, 10:57 PM
متداولون لـ «الأنباء»: السوق «مو زين.. لكن يمشّي حاله»
الاثنين 15 ديسمبر 2008 - الأنباء



أحمد يوسف

تعطش صغار المتداولين امس في بداية تداولات سوق الكويت للأوراق المالية لعودة قوية للون الاخضر ليسيطر على مجريات التداول ايذانا بموجة قوية من الشراء على خلفية دخول المحفظة المليارية.

وبعد عطلة بلغت مدتها 12 يوما لعيد الأضحى كان الترقب يسود اجواء تداولات الامس نتيجة لشحن وسائل الاعلام للاجواء بدخول قوي ومباشر للمحفظة لتشمل جميع القطاعات والاسهم التشغيلية.

ورغم الانتظار الذي طال وطال لأكثر من شهرين ترقبا لدخول هيئة الاستثمار لإنقاذ السوق في وقت عز فيه الطلب ولكن الاجتماعات والاجتماعات المستمرة والمستمرة مع تداخل القرارات اجلت دخول المحفظة المنتظرة.

غير ان اعين المتداولين امس كانت تقول ان هناك خيرا كثيرا منتظرا من قبل المحفظة متبوعا بتفاؤل حذر مع اقتراب انتهاء العام الحالي والذي لم يكن يتوقع ان تحدث ازمة اقتصادية كالتي تضرب اقتصاد العالم وتؤثر على جميع قطاعاته بلا هوادة.

ويرى العديد من المراقبين لأوضاع سوق الكويت للأوراق المالية ان السوق في انتظار عودة التحسن المستمر خلال الفترات القليلة المقبلة وذلك على خلفيات عدة منها العمل المستمر من قبل فريق الانقاذ بقيادة محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم العبدالعزيز وكذلك تكاتف معظم الجهات الفعالة من اجل التوصل الى صيغ من شأنها ازالة التحديات التي تواجه تعثر الشركات الاستثمارية المدرجة والتابعة وغير المدرجة واخيرا رغبة عامة في تفادي تداعيات تسونامي العالمي الذي بات يضرب كل الاقتصادات من جانب ومن جانب آخر البعد كل البعد عن الأسوأ المنتظر خلال عام 2009 حسبما يتوارد من اخبار الساسة والاقتصاديين الدوليين.

وفي إطار الأزمة قال متداولون في سوق الكويت للأوراق المالية لـ «الأنباء» ان السوق في انتظار مزيد من الدعم الحكومي مؤكدين على ان هناك تأخرا في القرارات ولكنهم في الوقت نفسه يرون ان التدخل سيكون قويا وقادرا على عودة السوق مرة اخرى الى سابق عهده بتوجيه من القيادة.

وقال المتداول جعفر الموسوي ان السوق شهد امس تداولات غير قوية لكن مؤشراته تؤكد ان هناك رغبة قوية في الشراء خصوصا على الاسهم التشغيلية.

واشار الى ان هناك حركة خصوصا مع اقفالات نهاية العام الحالي لافتا الى ان آثار الأزمة مازالت تلقي بظلالها على الاسهم التي بلغت مستويات الحد الأدنى.

واضاف انه حتى الآن لم يظهر نوع من التوازن بين المطلوب والمعروض غير ان نفسيات المتداولين متحفزة اتجاه نوع من التفاؤل وهو الجديد الذي لم يكن متوافرا خلال الشهرين الماضيين.

وتوقع الموسوي ان ينتعش السوق خلال الفترة المقبلة نظرا لدخول المحفظة من جانب ومن جانب آخر لوصول الاسهم لمستويات اكثر اغراء للشراء لم تصلها من قبل.

وقال ان حال جميع الاسواق الصعود والهبوط، وهو امر معتاد، ولكن في الازمات الامر يختلف وهو ما يفسر ما يحدث الآن، مؤكدا ان تحسن السوق امر وارد ومؤكد جدا في ظل التحركات الحكومية للانقاذ، لكن مع مزيد من الوقت.

من جانبه، قال المتداول محمد الدهيش ان التوقعات كانت تشير الى تحسن الاحوال افضل مما هي عليه، خصوصا مع انتشار الاخبار في وسائل الاعلام لعمل المحفظة المليارية قبل العيد، والآن وقد مضى العيد ونحن في اول ايام التداولات، ولكن لم نر شيئا.

واشار الى ان عدم عمل المحفظظة وحتى اللحظة يوحي بتراخي المسؤولين عن القيام بعملهم على اكمل وجه محملا اياهم مسؤولية تسريب الاخبار الى وسائل الاعلام مع عدم الجدية في انقاذ السوق.

وقارن الدهيش بين تحركات الدول الاخرى والكويت، لافتا الى التأخر المتعمد لأكثر من شهرين للعمل على وقف تدهور ونزيف السوق، الامر الذي كبد صغار وكبار المستثمرين المليارات.

وقال انه لم يكن هناك أي مبرر لعدم الدخول وانقاذ السوق الى الآن، خصوصا ان اسعار الاسهم بلغت مستويات متدنية للغاية وأصبحت اكثر من مغرية للشراء، وكذلك فقدان الكثير من الممتلكات لدى المستثمرين سواء كانوا صغارا أو كبارا.

ونبه الى ان غياب صانع السوق مع الازمة ادى الى تأثير كبير على جميع قطاعات السوق، الامر الذي يدعو الى ضرورة عودة صانع قوي للسوق للحيلولة دون تفاقم مزيد من الخسائر.

وقال الدهيش: اذا لم تدخل المحفظة ودون تحيز لبعض الاسهم والشركات فسيستمر المزيد من نزيف الاموال بالسوق مع فقدان الثقة من صغار وكبار المستثمرين.

وتابع: ان تحسن السوق اليوم مرهون بعمل وكيفية عمل المحفظة في السوق وانتظارا للافضل خلال 2009.

ومن جهته، قال المتداول عباس شيرازي ان تراخي تدخل هيئة الاستثمار للعمل في السوق أدى بالسوق لما هو عليه الآن في ظل عدم وجود صانع للسوق ومواجهة الازمة.

وقال: ان السوق «مو زين اليوم، لكن يمشّي حاله»، حيث تسري اشاعات بانحياز هيئة الاستثمار للشراء من اسهم وقطاعات دون الاخرى، وهو الامر الـــذي يربــك حركة السوق عقـــب دخول اموال الهيئة.

واشار الى ان هناك حالة من التفاؤل تسود الاجواء نظرا لقرب الاعلان عن ارباح الربع الاخير من جانب، ومن جانب آخر قرب دخول الهيئة بأموالها في السوق، الامر الذي ينذر بقرب حل لسيولة السوق.

ونفى ان تكون عطلة العيد التي بلغت مدتها 12 يوما وتوارد الاخبار عن دخول اموال هيئة الاستثمار للسوق قبل العيد ان يكون لها دور فعال في تداولات الامس.

وقال ان التوقعات للسوق كانت في حدود الصعود بنحو 60 نقطة غير انه قلب الاوضاع بعدما تبين ان اموال الهيئة تأجلت للدخول اليوم.

وفي ختام حديثه، دعا المسؤولين الى النظر بعين الاعتبار الى الاسر الكويتية المستمرة في السوق والى الالتفات الى صغار المتداولين الذين فقدوا الكثير من ممتلكاتهم وكثرت عليهم الالتزامات وحان وقت السداد.