المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعـة الغـاز المسـال القطريـة بلا منافـس



مغروور قطر
20-12-2008, 02:21 AM
صناعـة الغـاز المسـال القطريـة بلا منافـس
تجاوزت في سرعة تطورها وحجم إنتاجها كل التوقعات

عبداللَّه العطية: التطور الصناعي والاقتصادي القطري استثنائي وغير مسبوق
بحلول 2010 سيصل الغاز القطري الأسواق العالمية الكبرى
الشراكة المتميزة والتخطيط السليم سر نجاحات وتوسع وتنوع أنشطة قطر للبترول
كتب - د. طارق الشيخ :
المتابع لدولة قطر اليوم وما يدور فيها من حراك سياسي واجتماعي واقتصادي تستوقفه الوتائر العالية للتغيير. والتغيير هي الكلمة المفتاحية التي من خلالها يمكن تفسير مجريات الأمور في الدولة التي تسارع الخطا من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة في عالمنا اليوم. فثمة ثورة شاملة تعيشها دولة قطر.. ثورة حقيقية تشهدها دولة قطر في عهدها الجديد بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى الذي يقود الدولة بخطا واثقة ومحسوبة بعناية ودراية وتأن وخطوات جريئة واثقة تشق الطريق أمام الشعب القطري وتمهد الأرض لبناء دولة عصرية ومتطورة منفتحة وقائمة على العلم والمعرفة. هنا في قطر مسيرة تتطلع نحو المستقبل وتستمد قوتها من تراث ثر ومتين غرس جذوره الأجداد المؤسسون لدولة قطر. هنا أفكار تتقدم وتتحول الى برامج عمل والى خطط تنموية طموحة والى تغيير حقيقي واضحة معالمه للجميع وبمشاركة شعبية ومثابرة نحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة وفق رؤية حكيمة من قيادة حادبة على مصلحة وتقدم الشعب القطري. في هذا الإطار العام يصبح كل شيء في قطر خاضعاً للتحديث والتطوير والمراجعة وأكثر مايعبر عن هذا التحول المنشآت الصناعية والتعليمية والمؤسسات الاقتصادية والاحياء الحديثة التي تمثل سلسلة واحدة مرتبطة وحلقات في عقد ثمين على جيد قطر.
وعلى صعيد صناعات الهيدروكربونات وهو محور مقالنا فإن التقدم المتحقق مدهش ولافت وتعبر عنه وبصدق كلمات سعادة السيد عبداللَّه بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة '' مستوى التطور الصناعي والاقتصادي في دولة قطر يعتبر استثنائيا وغير مسبوق في منطقة الخليج العربي وحتى خارجها، كل ذلك هو نتيجة تنفيذ الاستراتيجية التي وضعها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتحقيق الاستغلال الأمثل لمواردنا الطبيعية ''.
لقد حققت قطر للبترول، بوصفها المؤسسة الوطنية الرائدة المعنية بتطوير الموارد الهيدركربونية في الدولة، خطوات هامة تنفيذا للرؤية الثاقبة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية عن طريق إقامة المشاريع المتنوعة في مجال النفط والغاز والتي تقدم منتجات غير ضارة بالبيئة وتصدرها إلى الأسواق العالمية، وتحقق بالتالي تنويع مصادر الدخل الوطني اسهاما في تنمية وازدهار دولة قطر.
ويؤكد سعادة السيد عبد اللَّه بن حمد العطية النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة انه بفضل الدعم المستمر من سمو أمير البلاد المفدى والجهود المخلصة من قبل العاملين في قطر للبترول، فقد حققت الدولة نجاحات متواصلة في مجال تطوير مشاريع الغاز الطبيعي. وانجزت العديد من اتفاقيات تصدير الغاز القطري لسنوات عديدة واتفاقيات أخرى لتصميم وبناء مصانع كبيرة للغاز الطبيعي المسال والناقلات ومحطات الاستقبال بالإضافة إلى المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية المساندة اللازمة لتلبية متطلبات الصادرات الكبيرة من الغاز. وقد أتاح هذا المستوى الرفيع غير المسبوق من الأنشطة في تاريخ البلاد المجال لتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين كما أدى لزيادة مساهمة الشركات المحلية في الأنشطة الاقتصادية.
كما حققت قطر للبترول انجازات أخرى كبيرة في ابرام اتفاقيات مهمة مع شركات النفط والغاز العالمية لإقامة مصانع لتحويل الغاز إلى سوائل ولتوسعة المنشآت والمشاريع القائمة في عدة مجالات. وعلى ضوء النجاحات المتحققة فقد اتجهت قطر للبترول لمقابلة طموحاتها في توسيع قاعدة استثماراتها الخارجية عبر إنشاء قطر للبترول الدولية الذراع العالمي لقطر للبترول والتي تفوقت وفي فترة وجيزة على نفسها محققة انطلاقات قوية على صعيد الاستثمارات القطرية الاستراتيجية الخارجية والتي امتد وتنوع نطاق عملها ليشمل قارات العالم أجمع تقريبا من أمريكا الشمالية الى امريكا الجنوبية الى افريقيا واوروبا وآسيا. وقد زادت عمليات قطر للبترول العالمية وبفضل خبرة قيادتها من زخم النجاحات التي حققتها قطر للبترول والتي كانت موضع إشادة كل دوائر صناعة النفط والغاز العالمية .
وما حصدته التجربة القطرية واضح في كل المجالات سواء على مستوى ارتفاع مستوى الطاقات الانتاجية وتنوع الصناعات او المكانة المالية لدولة قطر في أسواق المال والائتمان. وإذا كان حجم الاستثمارات في قطاع الغاز والتي تم تنفيذها في الدولة خلال عقد التسعينيات بلغت أكثر من 5.13 بليون دولار فإن هذه الاستثمارات أكثر من 77 بليون دولار.

قطر تقود صناعة الغاز المسال:
لعل أحد أوجه الثورة الصناعية في قطر ماتشهده صناعة النفط والغاز وقطاع الهيدروكربونات وما حققته عمليا من إنجازات عملاقة حولت شكل الحياة في قطر بكاملها من دولة صغيرة لاتكاد تلفت أحدا في مجال صناعة النفط والغاز الى قوة جبارة ولاعب عالمي بل تحولت الى عملاق يشار إليه بالبنان على صعيد صناعة الطاقة النظيفة.
صناعة الغاز : لعل خارطة الغاز القطري والتي ابتدأت نهاية القرن الماضي في شرق آسيا أصبحت الآن تغطي معظم مناطق الاستهلاك الرئيسية في آسيا وأوروبا ومع تشبع وازدحام الأسواق الشرقية يصبح الهدف المستقبلي التوسع في السوق الأوروبية والأمريكية. ومن أكثر ما ميز صناعة الغاز القطرية هو أنها تفوقت على نفسها وبوتائر سريعة تجاوزت حتى مخيلة واضعي السياسات في قطر وأدهشت المراقبين من خارجها ولكي أدلل على هذا التحول الكبير والثورة في الواقع في مجال صناعة الغاز التي قادتها دولة قطر أذكر ما قاله سعادة عبداللَّه العطية في مقابلة أجريتها معه عام 2004 قال وقتها ''ان توقعاتنا لحجم صادراتنا من الغاز السائل ستكون بقرابة 63 مليون طن في السنة بحلول عام 2010م ونكون الدولة رقم (1) في تصدير الغاز المسال وحتى قبل ذلك التاريخ ''. هذه التقديرات التي بدت وقتها شديدة التفاؤل قد تجاوزها الواقع العملي بكثير ونجد سعادته يعلنها وبقوة وبعد مرور أقل من عامين على ذلك أن انتاج قطر من الغاز بحلول عام 2010 سوف يصبح أكثر من 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال . علما بأن انتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال عام 2004 لم يتجاوز 18 مليون طن متري في السنة.
وحتى حقل الشمال نفسه الذي تجري الآن عملية تقييم شاملة على طاقته وحجم احتياطيه قد تجاوز الرقم الأول المعلن بمخزونه البالغ 900 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي ليصبح ألف ترليون قدم مكعب ويستمر كركيزة متينة وأساسية لاقتصاد بلادنا ويوفر مصدر يغذي هذه الصناعة. وبفضل الشراكة المتميزة وهذه خاصية تميز كل أنشطة قطر للبترول فإن انتاج قطر من النفط سوف يرتفع بحلول عام 2010 الى مليون برميل يوميا من 850 ألف برميل حالياً.
وليس سعادة عبداللَّه العطية وحده من يلاحظ أن وتائر الزيادة المتسارعة في انتاج الغاز قد تجاوزت تقديراته فعندما رافقت سعادة السيد يوسف حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية رئيس مجلس إدارة راس غاز في رحلته التي اعتبرها تاريخية لبوسان لأنها شهدت تدشين ناقلة الغاز المسال فويرط ومن بعدها ديشا التي قامت بعد ذلك بفترة وجيزة بنقل أول شحنة من الغاز القطري للسوق الهندية. وقتها أطلق يوسف كمال رسالة قوية من قلب حوض السفن لشركة سامسونغ للصناعات الثقيلة يعلن فيها بداية عصر جديد في صناعة الغاز الطبيعي. فقد كانت فويرط السفينة الأحدث في عالم ناقلات الغاز الطبيعي المسال. وأهمية ذلك الحدث تتلخص في الإعلان للعالم عن بداية مرحلة جديدة في مسار شركة راس غاز بل وصناعة الغاز القطرية، وليس أنسب من إطلاق هذا الإعلان سوى منصة سامسونغ عملاق السفن، فمن ناحية تقدم راس غاز على خطوة مهمة بالإعلان عن مناقصة عالمية لبناء 8 ناقلات جديدة، وتفاوض لبناء سفن عملاقة لنقل الغاز القطري الأكبر في أسواق الغاز في العالم بالولايات المتحدة.
وأعود لمسألة تجاوز العمل والجهد للتوقعات المبدئية التي صيغت لصناعة الغاز المسال في قطر. كان السيد يوسف حسين كمال وقتها يحدثني بقوله أن قطر بنهاية العقد الحالي أي بحلول عام 2010 سوف تكمل مرحلة بحالها من إرساء البنيات الأساسية لصناعة الغاز وسيتم إنشاء معظم المصانع العملاقة لإنتاج الغاز المسال (مما سيرفع إنتاج الغاز المسال لأكثر من 64 مليون طن في السنة) . هذا الرقم تجاوزته الأحداث والواقع . وهذا من جديد يؤكد مدى تسارع الانتاج وتجاوزه لأكثر التصورات تفاؤلاً. كان يرسم لي سيناريو انتاج الغاز وفق رؤية بصيرة وبهدوئه المعتاد يقول (في ذلك الوقت أي عام 2010 ستكون المصانع في راس غاز - 1 بخطوطها الثلاثة تنتج 9 مليون طن من الغاز لليابان وأسواق أخرى. وراس غاز - 1 بخطين آخرين بطاقة 6,6 مليون طن إلى كوريا وأسواق أخرى.
في ذلك الوقت تهدر الماكينات في راس غاز - 2 في الخطين الذي ينتج كل منهما 4.8 مليون طن متري بطاقة كلية 9.6 مليون طن متري وهي التي ستبدأ ما بين 2004-2005 لصالح الهند وإيطاليا وأسواق أخرى. وقتها سيعمل مشروع قطر غاز -2 بخطين آخرين بطاقة انتاجية 15.6 مليون طن متري ويبدأ في انتاجه عام 2008 لإمداد بريطانيا وأسواق أخرى بالغاز القطري. وسينطلق قطر غاز -3 بمصنع طاقته الانتاجية 7.8 مليون طن متري سيبدأ عام 2009 لإمداد السوق الأمريكية. وسينطلق راس غاز -3 بخطيه وإنتاجية تصل الى 15.6 مليون طن متري سيبدأ انتاجه في عام 2010 لامداد السوق الأمريكية بالغاز). ليصل الى قوله (نحن امام طاقة اجمالية من الغاز الطبيعي المسال في عام 2010 تصل الى حوالي 64 مليون طن متري وهذا ما يجعل قطر فعلا أكبر مصدر للغاز المسال في العالم). التغيير لا تخطئه العين ويؤكد على مدى الطموح القطري في بلوغ ريادة صناعة الغاز المسال العالمية وهو ما تحقق بالفعل وفي زمن قياسي.
وأضافت قطر الى تجربتها الناجحة في صناعة الغاز المسال نجاحات أخرى على صعيد صناعة ولدت معها ريادة قطر فيها وأعني صناعة تحويل الغاز إلى سوائل ومشتقات بترولية وذلك بالتعاون مع شركات عالمية في مجال الطاقة مثل شركة شل، وشركة كونوكو فيليبس، وشركة اكسون موبيل وشركة ساسول وشركة شيفرون فيليبس. ويقدر الناتج الاجمالي لمشاريع تحويل الغاز إلى سوائل بعد تنفيذها مستقبلا أكثر من 800 ألف برميل في اليوم من منتجات الوقود السائلة غير الضارة بالبيئة.
وإضافة إلى ذلك هناك مشروع الدولفين لتصدير الغاز الطبيعي عبر الأنابيب الذي يتيح تصديرا طويل الأمد بمعدل ملياري قدم مكعب في اليوم، عبر خط أنابيب تحت سطح البحر، إلي الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة ومنها في مرحلة بدات بوادرها في الآفق الى عمان. وهو عدا فائدته لشعوب المنطقة فإنه يجسد مثالا يحتذى به في التعاون في مجال الطاقة والصناعة بين جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
وبشكل عام فمن المؤكد أن منتجات صناعة الغاز المسال القطرية ستصل في خلال العامين القادمين الى الأسواق الكبرى في العالم اليوم من اليابان وكوريا شرقا الى الهند في جنوب شرق آسيا الى أوروبا الغربية من ايطاليا وحتى بريطانيا مرورا بأسبانيا وبلجيكا، وتمتد ذراع الغاز القطرية الطويلة الى أمريكا الشمالية أكبر أسواق الطاقة في العالم. وقتها ستبلغ انتاجية قطر من الغاز المسال لأسواق العالم أكثر من 77 مليون طن في العام ما يجعلها تحتل وبجدارة لا تنافس الدولة الأولى في صناعة الغاز المسال. هذه الصناعة تستصحب معها انتاج اكبر ناقلات صنعها الانسان لنقل الغاز الطبيعي المسال. وتصبح الشركتان القطريتان قطر للغاز وراس غاز اكبر منتجين للغاز المسال في العالم بأكبر مصانع من نوعها في العالم.
ونجد ان الطموح القطري في الانتاج تصحبه استراتيجية تسويق واضحة عمدت الى تدشين ناقلات بنيت خصيصا لهذه المهمة، منها الناقلات العملاقة التي تسلمتها قطر وبسعة 210 آلاف قدم مكعب، والتي نقلت عبر قناة السويس الغاز المسال القطري نحو أوروبا، والتي اعقبها تدشين ناقلة أكبر بسعة 265 ألف قدم مكعب في يونيو الماضي، والتي سجلت اسم قطر في تاريخ صناعة الغاز المسال كأكبر ناقلة غاز مسال في العالم. وبالقياس إلى هذا الطموح الثابت الخطى ستمتلك قطر مع السنوات المقبلة أكبر أسطول نقل للغاز الطبيعي في العالم.
اسطول يواكب نمو سوق الغاز الطبيعي المسال المتسع عالمياً. وقد أصبح إجمالي أسطول راس غاز الآن 25 ناقلة تتراوح سعتها ما بين 138.000متر مكعب و216.000 متر مكعب. وتسمح الزيادة الكبيرة في سعة ناقلات كيوفليكس لكل من قطر غاز وراس غاز بإضافة ما يعادل 50 % من الغاز الطبيعي المسال لكل شحنة من الناقلات التقليدية مما سيكون له عظيم الأثر في تصدير الغاز الطبيعي المسال القطري لأسواق أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في 2009المرحلة التي ستبلغ فيها انتاجية قطر من الغاز المسال قمتها بحلول عام 2010 - 2011.
ويرى السيد محمد غنّام مدير عام ناقلات ان الاسطول البحري القطري من الناقلات التي تملكها ناقلات يضم 54 ناقلة وجرى ويجري بناؤها في كوريا الجنوبية، وسوف يتم تخصيص 22 ناقلة من هذا الأسطول إلى راس غاز.
وبصورة أخرى فإن قطر وبفضل جهد أبنائها وبفضل قيادتها الحكيمة قد حققت إنجازات تدعو للفخر في صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات وغيرها من الصناعات المصاحبة. وقدمت للعالم اجمع مثالا للتأثيرات الايجابية لصناعة الطاقة النظيفة وما تحمله معها من منجزات بشرية رائعة بناقلات عملاقة وتقنيات جديدة لإنتاج الطاقة النظيفة