المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دقه الميزان وانواع الموازين



امـ حمد
21-12-2008, 03:04 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


أخوتي في الله أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً من شباب المسلمين لايعلمون من الآخرة غير اسمها بل ربما يرى البعض أن البحث فيها أبسط من ذلك وأنه لا حاجة إلى جميع ما هنالك .
فلذا أردت والله المستعان أن أريهم قبساً من أنوار الآيات القرآنية الحكيمة والأحاديث النبوية الكريمة عساها تشرق على قلوبهم فتطرد جهلهم بآخرتهم التي سينقلبون اليها مهما طال بهم العمر.
وإن كل آت قريب وإنما البعيد ما ليس بآت وحينذاك يكشف عنهم الغطاء ويتحقق اللقاء وتذهب الغفلات وتتوالى عليهم الحسرات والويلات رحماك رحماك يا رب البريات .

راجين منه سبحانه وتعالى إخلاصاً في القصد وصدقاً في العمل وسداداً في القول أنه قريب مجيب.

قال الله تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) .

في هذه الآية الكريمة : تتجلى عظمة الفضل الإلهي وحقية العدل الرباني فإن المحاسبة والميزان سوف يأتيان على مثاقيل الحبات ومقادير الذرات لأن الرقيب على أعمال العباد هو الحسيب العليم الحاسب : هــو الله تعالى رب العالمين الذي لا تخفى عليه خافية .

يقول سبحانه وتعالى ( ونضع الموازين القسط ) .

أي : ونحضر الموازين ذات القسط الذي هو العدل وهي الموازين المستقيمة كل الأستقامة فلا يجري فيها ظلم ولا نقص ولا بخس .

الموازين هنا جمع ميزان : وهو ما يوزن به الشيء وله كفتان ولسان .

وإنما جمع الموازين إما لتعددها : فهناك ميزان أعمال القلوب وميزان لأعمال القوالب والجوارح وميزان لأقوال اللسان وميزان للإيماءات القولية وميزان للإخلاق وميزان لأحوال القلوب وميزان لأحوال النفوس وميزان وميزان ....

وقيل : جمعها لاعتبار تعدد الأعمال والأقوال الموزونة بها .

وقيل : جمع الموازين مع أنها ميزان واحد لتعظيم شأن الميزان .

( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) أي : لأجل أهل يوم القياتمة .

( فلا تظلم نفس شيئاً ) أي : فلا ينقص مما لها شيء ولا يزاد فيما عليها شيء .

( وإن كان مثقال حبة من خردل ) أي : صغيرة جزئية ـ ( أتينا بها ) أي : أحضرناها للحساب ووضعناها في الميزان لأنه لا يغيب عن علمنا شيء ولا يعجز قدرتنا إحضار شيء فهو سبحانه بكل شيء عليم وهو على كل شيء قدير .

وأنما أنث ضمير المثقال لإضافته الى الحبة ونظير هذا قوله تعالى ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً ) .

فهو سبحانه لا يظلم العبد مثقال ذرة - أي : لا يزيد في عقوبة المسيىء مثقال ذرة فوق إساءته وعقابه ولا ينقص من أجر المحسن مثقال ذرة من حسنته وثوابه .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : الذرة رأس نملة حمراء .

وقال بعضهم : الذرة كل جزء من أجزاء الهباء الذي يكون في الكوة إذا كان فيها ضوء شمس .

ومن المعلوم أن هذا شيء صغير جداً جداً ولكنه مثل ضربه الله تعالى لأقل الأشياء ليبين لعباده أنه لا يظلم أحداً شيئاً من قليل ولا من كثير .

ثم يبين سبحانه سعة فضله وكرمه بعدما بين تمام عدله فقال سبحانه : ( وإن تك حسنة يضاعفها ) أي : وإن تك تلك الذرة الجزئية حسنة يضاعفها إلى عشر أمثالها الى سبعين ضعفاً الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة كما ورد في الأحاديث .

ومع ذلك فإنه سبحانه كما قال ( ويؤت من لدنه أجراً عظيماً ) .

فما أعظم فضله وما أوسع كرمه سبحانه وتعالى .

روى الإمام أحمد من طريقين عن ابي عثمان النهدي قال : أتيت أبا هريرة رضي الله عنه فقلت له : بلغني أنك تقول الحسنة تضاعف ألف ألف حسنة .
فقال : وما اعجبك من ذلك ؟ فوالله لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة ** .

وقد أورد ابن كثير هذا الحديث من طريقين آخرين أسندهما ابن ابي حاتم .

ومن عظيم فضله سبحانه أن حسنة المؤمن وإن دقت تنفعه في الدنيا ولآخرة وأما الكافر فينعم بها في الدنيا وأما في الآخرة فلا ينعم بها .

روى مسلم عن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى : ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ) . الآية

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة : يعطى بها في الدنيا ويجزي بها في الآخرة .
وأما الكافر فيعطى بحسنات قد عمل بها في الدنيا حتى اذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزي بها )).

قال الله تعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً )

أي : ما عملوا من قربات وطاعات وتعبدات في زعمهم وأما ما عملوه من نفع للعباد ودفع الضرر عنهم والرفق بعباد الله تعالى وبالإنسان وبالحيوان فذلك ينفعهم في الدنيا ويخفف عنهم من شدة العذاب في الأخرى .

k__
23-12-2008, 07:29 AM
بارك الله فيج

بنت المنتدى
24-12-2008, 02:14 PM
http://www.9ksa.com/up/get-6-2008-7nuz9vhk.gif