المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الركود يُحكم قبضته على تداولات بورصة الكويت وسط يأس وإحباط المتعاملين



مغروور قطر
22-12-2008, 03:41 PM
الشخص: السوق تحتاج المحفظة الحكومية رغم أنها ليست الحل النهائي أو الوحيد
الركود يُحكم قبضته على تداولات بورصة الكويت وسط يأس وإحباط المتعاملين


الأسهم المرهونة
أزمة عميقة






دبي-شـواق محمد

عزف المتداولون في البورصة الكويتية عن التداولات بشكل شبه تام في معاملات اليوم الاثنين 22-12-2008، ولليوم الثاني على التوالي، ليحكم الركود قبضته على حركة السوق في ظل سيولة هزيلة في حدود 27 مليون دينار (الدولار يعادل 0.270 دينار)، فيما انخفض مؤشر السوق الرئيس إلى أكثر من 2%، الأمر الذي يعزوه محللون إلى حالة اليأس والإحباط التي أصابت المتعاملين، وجعلتهم يهجرون السوق، وخاصة في ظل الغموض والتصريحات الحكومية المتضاربة بشأن دعم الأسهم من خلال ما يسمى بـ"المحفظة المليارية"، والتي حددت عدة تصريحات رسمية موعد دخولها السوق؛ إلا أن الواقع لم يثبت صحة ذلك حتى الآن.

وتأتي خسائر السوق اليوم رغم تصريحات محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم عبد العزيز الصباح بأن البنك المركزي لم يغير سياسته بشأن بيع الأسهم المرهونة، وأن ما يتردد بهذا الشأن من شائعات غير صحيح جملة وتفصيلا.


الأسهم المرهونة

وقال الشيخ سالم عبد العزيز في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية: إن البنوك تقوم بتسييل الأسهم المرهونة حاليا بناء على سببين؛ إما لعدم تعاون المدين نفسه، أو رغبة المدين في تسييل الأسهم الخاصة به.

وأضاف أن سياسة البنك المركزي لا تزال قائمة كما هي بشأن منع تسييل الأسهم المرهونة ولم تتغير، نافيا المعلومات المتواترة بشأن إصدار "المركزي" لتعميم جديد يسمح للبنوك بتسييل المحافظ.

وانخفض المؤشر السعري اليوم بنحو 183.1 نقطة، مسجلا 8211.3 نقطة، و"الوزني" بحوالي 18.24 نقطة ليغلق عند 431.45 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة 85.3 مليون سهم تقريبا، من خلال تنفيذ حوالي 2031 صفقة، سجلت قيمتها حوالي 26.999 مليون دينار.

من جهته اعتبر المحلل المالي في بيت الاستثمار العالمي "غلوبل" ميثم الشخص أن السوق تعاني من غياب المشتري بعد أن سادت حالة العزوف الجماعي عن الشراء، معتبرا أن انخفاض قيمة التداولات إلى مستوى 26 مليون دينار في تداولات الأمس دليل على هذا العزوف.

وأبدى الشخص تخوفا من بلوغ الأزمة سيناريو أكثر شدة، على اعتبار أن هبوط السوق يؤدي إلى انخفاض الرهن إلى مستوى يقل عن الأموال المقترضة، وبالتالي فهذا الأمر يجعل البنوك قلقة على أموالها، وتتحرك نحو التسييل.

وقال الشخص: السوق تحتاج إلى المحفظة الحكومية حتى يستقوي على جراحها، باعتبارها الأداة التي سيعبر عليها السوق، معتبرا أن المحفظة المليارية ليست الحل النهائي أو الوحيد، على أساس أن الوضع يتطلب حزمة إجراءات متكاملة.


أزمة عميقة

وقال المدير العام لشركة الصناعات الوطنية لمواد البناء الدكتور سعود الفرحان لصحيفة الوطن الكويتية: إن البورصة دخلت أزمة عميقة تستوجب من الحكومة والقطاع الخاص التكاتف للخروج من مأزق البورصة قبل تفاقم الوضع.

ورأى الفرحان أن شركات الاستثمار مطالبة بفتح دفاترها لجهات الإقراض حتى تخرج السيولة المطلوبة من الخزائن، وتنساب في اتجاه السوق، وهو الأمر المحوري في قدرة السوق على استعادة أنفاسه بشكل طبيعي.

واعتبر الفرحان أن المريض "شركات البورصة" تتلكأ في فتح الدفاتر والبنوك بصفتها الطبيب المعالج غير مستعجلة بتقديم الدواء "الأموال"، وعليه فإن شدة المرض ستجبر شركات الاستثمار في النهاية على فتح الدفاتر لإنقاذ أوضاعها المتعثرة لأن التأخير قاسٍ على مستوى نتائجه.

وطالب الفرحان الشركات المتعثرة بتقديم شيء من التنازلات للحصول على التمويل المطلوب لأن هذه الحالة استثنائية، ومبدأ التنازلات قدمته الشركات العالمية على غرار جنرال موتورز حتى تتمكن من الحصول على المتاح من القروض.

واعتبر الفرحان أن ترك البورصة تنزف بدون علاج سيجر وراءه المزيد من الضحايا، والضحايا كل يوم، فالخسائر اليومية تبدو عبئا ثقيلا على الجميع، صغارا وكبارا.