المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تــقـتــل نـفـسـك بالــهــــم,,,,



khalid1010
27-12-2008, 12:05 AM
لا تقتل نفسك بالهم

بقلم: د. محمد العريفي




كان أحد طلابي في الجامعة ..

غاب أسبوعاً كاملاً .. ثم لقيته فسألته : سلامات .. سعد ..؟

قال : لا شيء .. كنت مشغولاً قليلاً .. كان الحزن واضحاً عليه ..

قلت : ما الخبر ؟

قال : كان ولدي مريضاً .. عنده تليف في الكبد .. وأصابه قبل أيام تسمم في الدم .. وتفاجأت أمس أن التسمم تسلل إلى الدماغ ..

قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله .. اصبر .. وأسأل الله أن يشفيه .. وإن قضى الله عليه بشيء .. فأسأل الله أن يجعله شافعاً لك يوم القيامة ..

قال : شافع ؟ يا شيخ .. الولد ليس صغيراً ..

قلت : كم عمره ؟

قال : سبع عشرة سنة .

قلت : الله يشفيه .. ويبارك لك في إخوانه ..

فخفض رأسه وقال : يا شيخ .. ليس له إخوان .. لم أُرْزق بغير هذا الولد .. وقد أصابه ما ترى ..

قلت له : سعد .. بكل اختصار .. لا تقتل نفسك بالهم .. لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. ثم خففت عنه مصابه وذهبت ..



نعم لا تقتل نفسك بالهم .. فالهم لا يخفف المصيبة ..



أذكر أني قبل فترة .. ذهبت إلى المدينة النبوية ..

التقيت بخالد .. قال لي : ما رأيك أن نزور الدكتور : عبد الله ..

قلت : لماذا .. ما الخبر ؟

قال : نعزيه ..

قلت : نعزيه ؟!!

قال : نعم .. ذهب ولده الكبير بالعائلة كلها لحضور حفل عرس في مدينة مجاورة .. وبقي هو في المدينة لارتباطه بالجامعة ..

وفي أثناء عودتهم وقع لهم حادث مروع .. فماتوا جميعاً .. أحدى عشر نفساً !!

كان الدكتور رجلاً صالحاً قد جاوز الخمسين .. لكنه على كل حال .. بشر .. له مشاعر وأحاسيس ..

في صدره قلب .. وله عينان تبكيان .. ونفس تفرح وتحزن ..

تلقى الخبر المفزع .. صلى عليهم .. ثم وسدهم في التراب بيديه .. إحدى عشر نفساً ..

صار يطوف في بيته حيران .. يمر بألعاب متناثرة .. قد مضى عليها أيام لم تحرك .. لأن خلود وسارة اللتان كانتا تلعبان بها .. ماتتا .

يأوي إلى فراشه .. لم يرتب .. لأن أم صالح .. ماتت ..

يمر بدراجة ياسر .. لم تتحرك .. لأن الذي كان يقودها .. مااات ..

يدخل غرف ابنته الكبرى .. يرى حقائب عرسها مصفوفة .. وملابسها مفروشة على سريرها .. ماتت .. وهي ترتب ألوانها وتنسقها ..

سبحان من صبّره .. وثبت قلبه ..

كان الضيوف يأتون .. معهم قهوتهم .. لأنه لا أحد عنده يخدم أو يُعين ..

العجيب أنك إذا رأيت الرجل في العزاء .. حسبت أنه أحد المعزين .. وأن المصاب غيره ..

كان يردد .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. لله ما أخذ وله ما أعطى .. وكل شيء عنده بأجل مسمى ..
وهذا هو قمة العقل .. فلو لم يفعل ذلك .. لمات هماً ..



أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن

وظللت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن

إن لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن

الرقيق
27-12-2008, 12:13 AM
الحياة قصير فلاتقصرها بكثرة الهم والحزن
يعطيك العافية اخوي على الموضوع الرائع وفي ميزان حسناتك......

وطن
27-12-2008, 12:19 AM
جزاك الله خير

ضوى
27-12-2008, 12:19 AM
أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن

وظللت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن

إن لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن



بارك الله فيك

هدهد سليمان
27-12-2008, 01:42 AM
رحم الله والديك .. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .. نعم فهل من يتعض لذلك؟ هل من يبدأ ببناء أخرته وبناء دنياه بالعمل الصالح فما تدري نفس بأي أرض تموت والهم لن يعيد ميتا ولا يأس مع الحياه ..

بوعلي2
27-12-2008, 01:56 AM
موضوع جدا مؤثر ومفيد الله يعطيك العافيه

حقيقه
27-12-2008, 01:59 AM
لا حول ولا قوة الا بالله

لوردغاليري
27-12-2008, 04:00 AM
جزاك الله خير

سهم مديون
27-12-2008, 06:03 AM
فسبحان من بيده ملكوت كل شي واليه ترجعون

!قطريـة بنت القمـر!
27-12-2008, 06:05 AM
ما الصدمة الا الصدمة الاولى وتكون شديدة على الانسان ومن بعدها يخف عليه مصابه .... ان كان مؤمن بقضاء الله وقدره وبأن حزنه لن يغير من القضاء شيئا فسوف يمضي بحياته ويرى ما بقي ويعمل له .... اما من اعترض على قضاء الله واستسلم للحزن واليأس للاسف سوف يقف عند نقطة معينه بحياته ولن يصعد الى ماهو اعلى .... الله يقوي قلوبنا ان شاء الله ولا يجعلنا ممن يقتلون انفسهم هما وحزنا اللهم امين .... اخوي خالد .... بارك الله فيك موضوع في قمة الروعه والافاده وقصص مؤثرة للغايه بوركت اخي ....

ذيبه مزاجيه
27-12-2008, 10:00 AM
جزاك الله خير على الموضوع ذكرتني بعزا امي الله يرحمها ويغمد روحها الجنه آآمين

كانوا الناس يقولون لنا مب زعلانين ؟؟ قلنا الحمدلله شفنا علامات حسن الخاتمه والحمدلله رب العالمين ارحم فيها منا و من كل احد .. الله يجعل قبرها روضه من رياض الجنه لا حفره م حفر النار

وكلنا ماشيين على هالدرب ((الله يحسن خاتمتنا ان شاء الله ))

khalid1010
27-12-2008, 01:36 PM
احسن الله عزاكم في الولدة و اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين,,,

فكم من صحيح مات من غير علةٍ و كم من سقيم عاش حيناً من الدهرِ و كم من فتىً أمسى وأصبح ضاحكاً و قد نسجت أكفانه وهو لا يدري و كم من عروسٍ زينوها لزوجها و قد قبضت أرواحهما ليلة القدرِ و كم من صغارٍ يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم في ظلمة القبرِ ... فمن عاش من الدهر ألفاً و ألفينِ فلابد يوماً أن يصير الى القبـــرِ,,,