المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرة تعيش داخل سيارة بعد طردها من السكن



The Edge
29-03-2005, 12:47 AM
تحقيقات
أسرة تعيش داخل سيارة بعد طردها من السكن
تاريخ النشر: الخميس 24 مارس 2005, تمام الساعة 04:07 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة






تحقيق - تغريد السليمان :

البارحة كانت آخر ليلة أمان تعيشها عائلة أبو عبدالله الحزينة في بيتها البالي الصغير، لتهيض بعدها كل مشاعر الأسى والألم التي فجَّرتها أم عبدالله في مكالمة هاتفية لـ الشرق، تستغيث توجعاً على حالها وحال أسرتها التي لم تجد سوى أحضان الشوارع تستقبلهم وأغراضهم البسيطة تحيط بهم من كل جانب باكية على حالهم الدامع.
انطلقت الشرق صباح أمس إلى منزل أبو عبدالله، بعدما تلقت مكالمة هاتفية من زوجته التي خنقتها العبرات المصدومة وهي تردد: يا ناس نحن في الشارع، فهدأت من روعها حتى استطيع استيعاب تلك الكلمات الحارقة التي كانت أشبه برصاص تخترق الهاتف، فقالت أم عبدالله: لقد أخرجنا من منزلنا في الصباح بناءً على إخطار من المحكمة لعدم دفعنا للإيجار، لنتفاجأ بأمر لإخلاء منزلنا، والآن الكثير من حاجياتنا في الشارع، وبقية الأشياء سيتم الإقفال عليها، ونحن أين نذهب؟ تبكي، وليس أمامنا سوى سيارة قديمة للمبيت فيها.

بعد تلك الكلمات قررت زيارة تلك الأسرة البائسة لتلمس الحقيقة والتعرف على حيثياتها بكل دقة وتفصيل، فلم تتردد أم عبدالله في إعطائي العنوان، وفي غضون 30 دقيقة تقريباً كنت أمام المنزل الذي وقفت بجواره سيارة للشرطة لتنفيذ أمر المحكمة، وشرع الأطفال بلملمة حاجياتهم الصغيرة بدموع صامتة، ووقف الزوج بحسرة لاحول له ولاقوة أما الزوجة فاكتفت بوضع يديها على وجهها حزناً، فاقتربت منهم لمعرفة الأسباب التي جعلتهم في هذا الوضع، فقال أبو عبدلله: لاحول ولاقوة إلا بالله، هذا البيت الذي ترينه هو مستأجر من إحدى السيدات، وهي للأسف لم تمهلنا حتى نستطيع إيفاء حق الإيجار، حتى رفعت علينا قضية في المحكمة، أنا لا أنكر فضل صندوق الزكاة فهو لم يقصر في منحنا معاشاً شهرياً قدره «1500 ريالاً» لإيفاء طلبات أسرتي، ولكن هذا الراتب يقتطع منه مبلغ850 ريال لسداد ايجار لهذا المنزل غير الصحي، وبقية المبلغ نقضي به طلباتنا، ونحن شاكرون الله، ولكن الآن نتفاجأ بهذا القرار وبتلك القضية، ونحن أناس بسطاء لا نطلب من الله سوى الستر والعافية، وكما تعلمون فإن إيجارات العقارات في تزايد مستمر وأنا رجل لم أجد فرصة للعمل بالرغم من خبرتي الميكانيكية في تصليح السيارات، ففي كل يوم أخرج في الصباح باحثا عن رزقي ورزق أولادي فأنا لا أنتظر شفقة من الناس، كافحت كثيراً ومازلت، حتى استطيع توفير لقمة عيش كريمة لأسرتي، ولكن ما العمل؟ كنت أتمنى فقط ان تمهلنا السيدة فرصة حتى نستلم الراتب من صندوق الزكاة، ولكنها هددتني بإبلاغ المحكمة، وأمام هذا الوضع سلمت أمري لله عز وجل وآثرت الصبر، والآن لا نملك سوى هذه السيارة حتى نحولها لسكن يضمنا ويستر علينا.

وأمام بكاء الأطفال في الشمس الحارقة، استأذنت من الشرطة التي وافقت على دخولنا المنزل حتى نكمل حديثنا مع الأسرة الحزينة، لأفاجئ بأركان المنزل المتهالك، الجدران متصدعة، وأغراضهم مبعثرة هنا وهناك بسبب ضيق المكان، أما المطبخ ودورة المياه فحدث ولا حرج، ومع هذا كله، فالأسرة راضية وقانعة بهذا المنزل الذي كثيراً ما تخترق المياه سقفه المهترء، مبللة تلك الأغراض التي تصرخ توجعاً.

فتقول أم عبدلله باكية: أين نذهب أمام نيران الإيجارات الصارخة؟ هل ستسعد السيدة بحالنا الآن؟ أين نحن من قول النبي [: «من فرَّج على مسلم كربة، فرَّج عنه كربة من كرب يوم القيامة»؟، لا مكان لي ولأسرتي الآن سوى هذه السيارة التي ترينها حتى يفرج الله عنا، أو السكن في دكان صغير شاغر تمتلكه جارتي، نحن لا نريد سوى غرفة واحدة نشعر فيها بالأمان، وحتى تستطيع ابنتي ان تجتاز امتحاناتها الحالية في المدرسة الفلسطينية.

أما عن السكن عند أهلها أو أهل زوجها فتقول أم عبدلله: أهل زوجي منزلهم صغير لا يستوعبنا، أما أخي فمنزله هو الآخر لا يحتوينا، وكل خوفي الآن على والدتي فحالما ستعلم بما حدث لي فربما تصاب بسكتة قلبية، خاصة انها تعاني من مرض القلب، انني اخرج من هذا المنزل بصمت وبحسرة، باحثة حائرة عن حل لهذه الكارثة التي حلت علينا، وأتمنى ان يجد زوجي فرصة عمل فلقد تعبنا كثيراً، ومازال في حضني هذه البنت وذاك الصبي اللذان أسعى إلى تعليمهما مثل أختهما، وتوفير لقمة العيش لهم التي كثيرا ما يساعدنا الجيران في توفير الطعام لهم، وأنا أقبلها على حياء وبأعين دامعة على حالنا الذي لا يسر أحداً، وأخيراً «حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».

وأمام صمتهم وحزنهم المرير، حاولت محادثة الأطفال الصغار الذين لا ذنب لهم سوى انهم ارتدوا رداء الحزن والشقاء منذ نعومة أظفارهم، وأمام محاولاتي الكثيرة للحديث معهم، تجدهم شاردين الذهن صامتين يحملون على أكتافهم هموم أبيهم الثقيلة، ويكتفون بحمل حاجياتهم وألعابهم، سائرين مع دروب الريح الكثيرة، جاهلين وجهتم، وتهم الابنة التي احتضنت دميتها بقوة، بمساعدة والدتها على حمل ما خف وزنه، مودعين منزل كان الأذن الصاغية لهمومهم وأوجاعهم، والحضن الدافئ الذي يخلدون بين جنباته الضيقة.

قفل الباب بالسلاسل، وفض الجمع ورحل الجميع، تاركين قلوبا لن تهدأ وأذهانا لن تخلد إنها «أسرة أبو عبدالله».



الشرق

سموالأخلاق
29-03-2005, 03:08 AM
لاحول ولا قوة إلا بالله

اللهم فك كربة كل مكترب
اللهم فك أسر كل أسير
اللهم اشفي كل مريض

ضايق الصدر
29-03-2005, 02:58 PM
لاحول ولا قوة الا بالله

الحزين
29-03-2005, 04:51 PM
لاحول ولا قوة إلا بالله

اللهم فك كربة كل مكترب
اللهم فك أسر كل أسير
اللهم اشفي كل مريض


اللهم فرج كربتهم وأعنهم واسترهم