المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشركات العائلية... تباطؤ نحو المساهمة



جمال النعيمي
29-03-2005, 02:13 AM
الشركات العائلية... تباطؤ نحو المساهمة (2)


تحقيق: الراية : في متابعة سابقة رصدنا فيها واقع الشركات العائلية.. والتباطؤ الملحوظ في التحويل الي شركات مساهمة سواء كانت مقفلة او عامة. وطرحنا فيها العديد من التساؤلات حول المشكلات التي تعترض التحويل وتؤدي الي التباطؤ رغم وجود عدد من المبادرات اعلن عنها منذ فترة قليلة بنية اصحابها الي تحويل شركاتهم العائلية الي شركة مساهمة.

وتفيد متابعاتنا في هذا الصدد ان مجموعة عائلية في اتجاهها الي التحويل الي شركة مساهمة وانها تباشر الاجراءات مع وزارة الاقتصاد والتجارة.

ومن المهم ونحن نوالي متابعة هذه القضية الهامة ان نرصد التجربة الوحيدة في مجال الشركات العائلية التي تحولت الي شركة مساهمة وهي تجربة شركة السلام العالمية .. وهذا الرصد هدفه الوقوف علي ابعاد التجربة بهدف الاستفادة منها.

ولايفوتنا بداية ان نشير الي ان الشركة علي الرغم من مرور فترة قصيرة علي التحويل الي شركة مساهمة عامة حققت أداء جيدا ونموا مدروسا عاما بعد آخر كما ان المساهمين حصلوا علي عوائد سنوية جيدة تزداد عاما بعد آخر وفي ضوء تطور الربحية وارتفاعها المستمر.

وشركة السلام علي اعتاب خطوة ونقلة هامة خلال الفترة القريبة القادمة فمن أهم بنود جدول اعمال الجمعية العمومية العادية وغير العادية التي ستعقد في السابع عشر من شهر ابريل المقبل الموافقة علي زيادة رأس المال بمنح أسهم مجانية بنسبة 10% سهم واحد لكل عشرة أسهم مملوكة، بالاضافة للزيادة المقترحة في رأس المال بمقدار 157 مليون ريال وعلي علاوة الاصدار البالغة 5 ريالات ليصبح سعر سهم الاكتتاب 15 ريالا والأولوية لمساهمي الشركة.

والزيادة في رأس المال جاءت لتلبية الاحتياجات المالية للمشاريع المستقبلية.. حيث قامت الشركة باختيار مشاريع محددة في قطاعات عديدة تتكامل مع الانشطة الحالية بالاضافة الي حصول الشركة علي امتياز لتصنيع منتجات احدي الشركات العالمية الرائدة في دولة قطر.

بالاضافة الي ذلك فان هناك جمعية غير عادية للشركة ستعقد في موعد لاحق وتحديدا في نهاية شهر ابريل للموافقة علي اندماج مجموعة السلام مع شركة السلام العالمية، والقيمة السوقية العادلة ورفع رأس المال عينيا بمقدار هذه القيمة العادلة.

إذن الشركة تقف الان علي أعتاب مرحلة جديدة ونقلة هامة لأدائها.. وهذا اتضح من الاقبال الكبير من المستثمرين علي سهم الشركة خلال الفترة الماضية حيث حقق سعر السهم ارباحا رأسمالية جيدة خلال فترة الثلاثة شهور التي انقضت من العام الجاري 2005.

هذا الاداء الجيد او التطورات الملحوظة التي تشهدها شركة السلام العالمية تشير بما لا يدع مجالا للشك ان خيار التحويل الي شركة مساهمة كان هو الخيار الافضل.. كما ان الذين راهنوا عليه يستحقون الشكر والتحية.

فماذا عن تجربة التحويل الي شركة مساهمة؟ وحتي يستفيد كافة المتابعين والمراقبين والشركات العائلية التي لديها توجهات مماثلة.

السيد عيسي عبدالسلام ابو عيسي رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة السلام العالمية للاستثمار المحدودة يقول: قد دأبنا علي دراسة تجارب الشركات العائلية محليا واقليميا وحاولنا الاستفادة من تلك التجارب والخبرات واستخلاص العبر.

وكان توجهنا ورؤيتنا بأن نتنبأ بعوامل الضعف التي يمكن ان تواجهها شركتنا العائلية ونتجنب وقوعها.

وقد حصرنا التحديات والمشاكل الذاتية التي من المحتمل ان تواجهها شركتنا كغيرها من الشركات العائلية فيما يلي: زيادة عدد المالكين بفعل النمو الطبيعي والوراثة وتباين الاهتمامات والتوجهات، وعدم الفصل بين الادارة والملكية. وتداخل الذمم المالية للشركة ولبعض افراد العائلة. ووجود هامش سماح واسع للخطأ في الادارة. وانعكاس نوعية العلاقات علي أداء الشركة. وضعف فرص الاستثمار والنمو، ومحدودية مصادر التمويل.

كما تدارسنا البيئة العامة التي تعمل من خلالها الشركة وأثر التغيرات الاقتصادية العالمية المتمثلة في:

الآثار السلبية المحتملة للنظام التجاري الدولي واتفاقيات منظمة التجارة العالمية القاضية بتحرير وفتح الاسواق وتخفيض الدعم مما يعني ارتفاع اسعار الواردات وبالتالي تكاليف الانتاج. وضرورة معاملة الشركات الاجنبية العاملة في قطاع الخدمات معاملة ليست أقل تفضيلا من الشركات الوطنية.

زيادة دور الشركات متعددة الجنسية في الاقتصاد العالمي وفي التجارة والتوزيع والخدمات وتقليص قنوات التوزيع.

الآثار السلبية علي الوكالات التجارية الممنوحة للشركات العائلية.

انتشار ظاهرة التكتلات والاندماج بهدف زيادة الكفاءة الانتاجية والتكامل والسيطرة علي الاسواق.

واشار عيسي عبدالسلام ابو عيسي الي انه امام هذه التحديات كان لابد لنا من دراسة بدائل وخيارات لتطوير الشركة ولتعزيز قدرتها علي المنافسة محليا وخارجيا. وباعتبار رأس المال البشري في شركتنا من أهم عناصر وعوامل العمل فقد ارتأينا ان نبدأ باستمزاج رأي العاملين في الشركة الذي أمضي أكثر من 37% منهم في العمل في الشركة ما يزيد عن 11 سنة.

وفي سبيل ذلك تم تكليف استشارية مستقلة وموظفة حديثة العهد وأحد قدماء العاملين بالشركة لتنفيذ استبيان مستهدف علي عينة مختارة تمثل جميع الشركات التابعة والاقسام والادارات المركزية.

وقد استغرق تنفيذ هذا الاستبيان ثلاثة اشهر من العمل المتواصل لفريق العمل المذكور، وقد تم تحليل كامل البيانات واظهار النتائج بغض النظر عن مدي الرأي.

واتضح لنا عدم وضوح الرؤية لعدد لابأس به من العاملين علي الرغم من أنهم قد امضوا سنوات عديدة ساهموا خلالها في نمو وتطور الشركة.

لذا فقد عقدنا عدة ملتقيات للادارة كان اولها في شهر ابريل 2002م تم خلاله عرض نتائج الاستبيان ومناقشتها كما وردت دون تعديل ومن ثم توالت ملتقيات الادارة حيث تم عقد 8 ملتقيات للإدارة لتاريخه.

وقد كانت نتائج الاستبيان السلبية بشكل عام حافزا اضافيا لإطلاق عملية التغيير تحت شعار (Shaking up thinking).

فوفقنا لنتائج الاستبيان، وعلي الرغم من مستوي النجاح الذي تحققه الشركة. فقد ابدي معظم العاملين المشاركين في الاستبيان تخوفهم من ان تواجه الشركة في المستقبل القريب مشاكل عديدة ما لم يحصل التغيير. والتغيير كان مطلبا جماعيا بطرق وأساليب ورؤي مختلفة.

وقال انه عندما قررنا تحويل شركتنا العائلية إلي شركة مساهمة عامة لم تغب عن بالنا تلك الاعتبارات. لا بل كنا نستهدف توسيع قاعدة مالكي الشركة، ولكي تهم مصالح الشركة قاعدة واسعة من المساهمين. وبالتالي تحقيق حماية سياسية لإنجازات الشركة ونجاحاتها المتحققة كشركة مساهمة عامة تتسم بالشفافية والمحاسبة كمطلب قانوني.

وأشار عيسي عبدالسلام إلي أنه وبعد دراسات متعمقة توصلنا إلي الثقة التامة بصواب وبنجاعة اندماج شركاتنا في السلام العالمية للاستثمار. حيث تلاقت مصالح الطرفين بالاندماج لما فيه مصلحة ومنفعة لجميع الأطراف.

فقد تم اندماج 15 شركة تابعة لمجموعة السلام القابضة تتوزع ما بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة في السلام العالمية للاستثمار الشركة المساهمة العامة القطرية والمدرجة للتداول في سوق الدوحة للأوراق المالية.

بذلك شكل هذا الاندماج أول حالة تحول من شركة عائلية إلي شركة مساهمة عامة مدرجة للتداول بتاريخ دولة قطر.

وكان أكبر صفقة اندماج في المنطقة من حيث عدد الشركات المندمجة 15 شركة مندمجة وشركة دامجة.

سألت: هل هناك صعوبات حدثت بعد اكتمال الاندماج؟

عيسي عبدالسلام أجاب: نتيجة لعدم توفر الخبرة للتعامل مع هذا التطور وهذا النوع من الشركات ظهرت بعض الصعوبات أو السلبيات منها:

علي الرغم من صدور القانون رقم (25) لسنة 2002 بشأن صناديق الاستثمار. والذي أجاز لغير القطريين الاشتراك في الصناديق التي تتعامل في الأسهم والعقارات بنسب معينة. مازالت بعض الجهات المختصة تعتقد بعدم أحقية السلام العالمية في المساهمة بتأسيس الشركات وامتلاك الأسهم وتملك العقارات حتي ولو كانت لاحتياجات الشركة.

بعد أن تم تغيير نمط الملكية في الشركة أصبح من الضروري تعديل شكل ومضمون الضمانات لدي البنوك لقاء التسهيلات المالية الممنوحة للشركة وشركاتها التابعة. وهنا واجهتنا مشكلة أخري تتمثل بتمسك البنوك بالكفالة الشخصية للمالكين السابقين وعدم قبول الكفالة من الشركة المساهمة العامة.

لدي المباشرة بإعادة تسجيل الشركات التابعة والعاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة تعذر علينا استكمال هذه الإجراءات. وذلك بسبب عدم اعتبار الشركة كشركة خليجية بدعوي وجود مساهمين غير خليجيين. مع العلم بأنهم لا يمثلون سوي نسبة ضئيلة لا تؤثر في اتخاذ القرار.

وأشار عيسي عبدالسلام أبوعيسي إلي أن الشركة بعد اكتمال الاندماج أطلقت برنامج التغيير وكان من أهم أهدافه تحقيق نمو مربح ومستديم، ومنافع طويلة الأمد للمساهمين، وتطوير الكادر البشري واستغلال فرص النمو وتطبيق معايير السلام للتميز في النوعية والخدمة في جميع أنشطة المجموعة، وأداء العمل بشفافية وأمانة.. والتطوير الهيكلي والتنظيمي.

وشركة السلام باتجاه الانتقال إلي مرحلة هامة من خلال زيادة رأس المال لمواجهة احتياجات المشاريع المستقبلية.. كما نتجه إلي إنجاز المرحلة الثانية مشروع تطور شركة السلام العالمية وهو اندماج مجموعة السلام في الشركة.


مزايا وفوائد

ونؤكد مرة أخري أن النجاح الذي حققته شركة السلام العالمي في تجربة التحويل إلي شركة مساهمة مدرجة في سوق الدوحة للأوراق المالية كان هو الخيار الأفضل، كما يؤكد بعد نظر القائمين علي الشركة رغم وجود بعض الصعوبات. واستشرافهم للمستقبل.

وهنا نؤكد أيضاً علي المزايا والفوائد العديدة المتوقعة مع تحويل الشركات الخاصة والعائلية إلي شركة مساهمة وفي هذا الصدد يوضح د. عدنان ستيتيه المدير التنفيذي لشركة السلام المزايا والفوائد للتحويل إلي شركات مساهمة وهي:

سيعزز التحول إلي شركة مساهمة عامة من استمرارية وديمومة الشركة.

سيتيح التحول إلي شركة مساهمة عامة الاستفادة من الأسواق المالية وسوق السندات لتوفير السيولة النقدية لتمويل الاحتياجات الاستثمارية للتطوير والتوسع.

سيمكن التحول من مأسسة الشركة. واعتماد أساليب الإدارة العلمية والعصرية وإتاحة الفرصة لقياديين مهنيين لإدارة الشركة سواء كانوا من داخل العائلة أو من خارجها.

سيمكن التحول من المساهمة في مشاريع استراتيجية طويلة الأجل.

سوف يتيح التحول تخفيضاً للمخاطر المحتملة وتوزيعاً لتلك المخاطر علي قاعدة أوسع من رأس المال.

سيتيح التحول استراتيجية مخارجة سلسة وتلقائية عادلة من خلال سوق الأسهم دون أية انعكاسات سلبية علي العلاقات العائلية. حيث سيمكن التحول من توفير سيولة نقدية لأفراد العائلة من خلال بيع بعض الأسهم دون التأثير علي المركز المالي للشركة.

سيعزز التحول من قدرة الشركة الإنتاجية وعلي المنافسة ومواجهة المتغيرات الاقتصادية في السوق المحلي والتأقلم مع متطلبات انضمام دولة قطر لمنظمة التجارة العالمية.

سيمكن التحول من جني فوائد الشركات المساهمة العامة من جهة، ومن استمرار سيطرة العائلة وهويتها علي الشركة (50-60%) من جهة أخري.

المحافظة علي بقاء الشركة كشخصية معنوية مستقلة عن شؤون العائلة قابلة للنمو والتطور دون أن تتأثر بنوعية ومستوي العلاقة بين المالكين.

سوف يتيح التحول الحماية السياسية والقانونية للشركة حال تعرضها لمصاعب قد تؤثر علي قدرتها علي الاستمرار.

كما أن الاقتصاد القطري يستفيد من النواحي التالية:

المساهمة بتحقيق التوجهات الاقتصادية لحكومة دولة قطر والهادفة إلي تشجيع تحول الشركات الخاصة والعائلية إلي شركات مساهمة عامة.

تفعيل وتعزيز السوق المالي وحركة التداول.

إتاحة الفرصة الاستثمارية لصغار المستثمرين للاستثمار في شركات واعدة.

المحافظة علي حقوق العاملين وتوفير فرص عمل للعمالة الوطنية وإبراز الوظيفة الاجتماعية والاقتصادية لرأس المال.

تعزيز دور الشركات العائلية في تطوير القطاعات الاقتصادية غير التقليدية كشريك أساسي في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكآلية لتنويع مصادر الدخل الوطني.

البرنس
09-04-2005, 01:11 PM
الله يستر من الشركات العائلية ، الخوف انهم يلعبون بامساهمين ..
الله يوفق الجميع ..