المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قناة الجزيرة على خطوط النار



تموز
04-01-2009, 03:33 AM
مراسلوها يقاتلون بالكاميرا على خطوط النار ..قناة الجزيرة ألهبت الشارع العربي في أحداث غزة!

| تاريخ النشر:يوم السبت ,3 يَنَايِر 2009 1:42 أ.م.

http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2009,January,article_200901 03_55&id=local&sid=localnews


أحمد الشيخ: نحن في الجزيرة لا ندعي الكمال فربما نقصر أو نخطئ
جاب الله: لا يوجد دليل يؤكد أن التحرش الإسرائيلي بقارب الكرامة موجه لقناة الجزيرة
الدحدوح: فوجئت وانا في الطريق لنقل الحدث أن أخي بين الضحايا
تامر المسحال: لا نبرح خياراتنا المهنية والصحفية رغم الأوضاع المأساوية
جيفارا البديري: ليلنا موصول مع النهار للوصول للحقيقة
بن قنة: كيف نكون حياديين أمام الضحايا الأبرياء؟
سمير حجاوي: الأحداث الطارئة جعلتنا ندمن العمل
تحقيق: مؤيد اسكيف :
ألقت أحداث غزة والاعتداءات الإسرائيلية الوحشية عليها بظلالها على حياة ومشاعر كل الشارع العربي ووصل ليمتد إلى العالم بأسره وكان لقناة الجزيرة دور بارز ومميز في نقل ما يدور في غزة من أحداث للمشاهد ليبقى على معرفة بحجم الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني وما تسفر عنه تطورات الأحداث فكان من الضروري أن نرصد قناة الجزيرة من الداخل وعلى خطوط النار لمعرفة كيف يقوم فريقها بهذا العمل الكبير فكان أن حصلت على تصريح الدخول لتبدأ الرحلة.
ففي غرفة أخبار قناة الجزيرة والتي تشبه خلية نحل صامتة أول ما يلفت نظرة الداخل إليها هو كثرة العمل والهدوء الذي يهيمن على المكان, في غرفة الأخبار تلجأ للهمس للتحدث مع الآخرين لأنهم إما مشغولون بإعداد نشرة أو ثمة نشرة إخبارية تبث حاليا على الهواء, وهذا ما أقلقني خوفا من أن أبدو متطفلا على هذا المكان, المكاتب متداخلة و يتداخل فيها الجميع, حيث لا يوجد فيها ما يحجب شخصا عن آخر, فلا تعرف فيها من هو المسؤول ومن هو غير ذلك فجميعهم يجلسون في قاعة واحدة.
الكل يبدو منهمكا في متابعة الحدث كل حسب اختصاصه, محررين, مدققين, مسؤولين, مشرفين, معدين, مذيعين, وغيرهم من الجنود المجهولين الذين يشاركون بجهودهم في إنجاح هذه التغطية المستمرة.

أحمد الشيخ رئيس تحرير قناة الجزيرة مجيبا على سؤال حول رضاه عن أداء القناة في التغطية يقول: إن كان الأداء كافيا أو غير كاف, أو حتى جيدا أو غير جيد, فهذا نتركه للجمهور كي يقيم عملنا فنحن لا نعطي رأينا بأنفسنا, وكذلك الشاعر لا يجوز أن يعطي رأيه بشعره, بل الحكم يبقى للآخرين, ونحن في قناة الجزيرة ننقل وجهات النظر المختلفة سواء لجهة حركة حماس أو فتح أو حتى الإسرائيليين وكذلك المصريون, كما ألغينا في هذه التغطية المستمرة كل البرامج الحوارية لتصبح كل نشرة إخبارية مدتها ساعة لتقارب هذه التغطية أربعا وعشرين ساعة,وكذلك فعلنا خلال حرب لبنان, هذا عدا عن توزيع مراسلينا على خطوط النار في غزة وهم معرضون للخطر دوما, بالإضافة إلى وجودهم في الضفة ومختلف العواصم العربية والعالمية, وكل هذا لننقل الحدث وردود الفعل على الحدث في الشارع العربي والعالمي.
يضيف رئيس التحرير والذي سهل مهمتي داخل المحطة: نرجو أن نكون قد وفقنا في نقل صورة الأحداث وردود الفعل عليها كما هي على أرض الواقع, ونحن في قناة الجزيرة لا ندعي الكمال فربما نقصر أو نخطئ, إلا أننا مفتوحون على كل وجهات النظر فنحن لسنا مع أي طرف, نحن فقط مع الحقيقة, نحن مع الإنسان المسكين الذي يقتل, والأطفال الذين تهدر دماؤهم.
نائب رئيس التحرير أيمن جاب الله مجيبا على العديد من الأسئلة يقول: نحن نحاول أن نقدم أفضل وأقصى ما عندنا ونغطي بكل إمكانياتنا أما مسألة التفوق فهي متروكة للمشاهد لكن نأمل أن نكون عند تطلعاته وعند أفضل صورة يمكن أن نقدمها له, وبعد ذلك يبقى الحكم له.
نحاول أن ننتشر بمراسلينا في أقصى الأماكن ونحاول نقل الحقيقة قدر الإمكان أو مانرى أنه الحقيقة فيما يحدث من كافة الأطراف وبتوازن وموضوعية وأقصى حياد ممكن, لا سيما وأن هناك تناقضا في المواقف بين أطراف عربية مختلفة
و فصائل فلسطينية مختلفة.
مراسلينا عندهم دوما توجيه واضح وهو عدم التأثر بالأجواء المحيطة به وهنا تظهر حرفية المراسل القادر على تحرير نفسه من الضغوط في أي بلد كان, فهو يحاول أن ينقل لنا نبض الشارع في هذا البلد أو ذاك ونحرص على متابعة ذلك يوميا عبر غرفة الأخبار.
أما عن الخطر المحيط بمراسلينا فهم اعتادوا على هذا النوع من المخاطر والأقدار بيد الله على أي حال إلا أن مراسلينا متحمسون جدا ونحن نعطيهم حرية الحركة وهم يقررون وفي الحقيقة فهم يجازفون بأكثر ما نطلب منهم فعلا.
ويضيف جاب الله: إن دور الإعلام هو محاولة نقل الحقيقة قدر الإمكان وعليه ألا يتأثر بالأهواء أو الأجندات, ومما لا شك فيه أن هناك الكثير من الصعوبات التي تصادف عملنا فنتجاوزها, ونعمل على دعم فريق العمل بأكمله لا سيما الفريق الميداني, والكل يعلم ما حدث لقارب الكرامة الذي كان متجها إلى غزة حيث كان فريق الجزيرة بداخله وتعرضت له القوات الإسرائيلية.
وفي سؤال عما إذا كان التحرش الإسرائيلي بالقارب هو عمل مقصود ورسالة موجهة لقناة الجزيرة قال نائب رئيس التحرير: نحن نريد أن نكون دقيقين في تعبيراتنا ولا يوجد هناك أي دليل يؤكد أن التحرش الإسرائيلي بالقارب موجه للجزيرة, ومن السهل أن نقول نعم إنها رسالة موجهة لنا إلا أننا نتحرى الدقة في مثل هذا الأمر وحينما نقول كلاما لابد وأن نكون مسؤولين عنه ولا يوجد أي شيء لدينا يؤكد هذا الكلام لكن وعلى أي حال فإننا نعمل في أماكن شديدة الخطورة.
أما الصعوبات في غرفة الأخبار فهي مذللة قدر الإمكان وهناك صحفيون يطرحون في غير أوقات عملهم وهناك رغبة من الشباب الذين يشعرون بأن الحدث كبير وهم غير قادرين على الجلوس في البيت ومشاهدة الأخبار ويوجد هذا النوع من الأحداث وهذا النوع من التغطية فهناك رغبة كبيرة لديهم بالعمل والإسهام به.


"الشرق "اتصلت بمراسل الجزيرة على خطوط النار في غزة وائل الدحدوح وسألته عن الأجواء التي يعمل بها وعن الصعوبات التي تواجهه في هذه التغطية حيث يقول:
الأجواء هي أجواء حرب وبرد وتوتر وبالنسبة لنا كصحفيين فنحن في حالة استنفار قصوى على مدار اللحظة, ولا يوجد نوم ولا مجال للأكل أو الشرب, ومن النادر أن نأكل أو يكون هناك وقت لدينا لتناول وجبة الطعام, ونحن على مدار 24 ساعة تحت الطلب وجاهزون لأي طارئ, وباعتبار قناة الجزيرة أكبر محطة عربية فإننا أمام الكاميرا أغلب الوقت وإن لم نكن أمامها فنحن نقوم بمتابعة الأخبار والمعلومات والتحقق منها, فظروف عملنا محاطة دوما بالخطر والخوف ونحن تحت الطائرات ويمكن بأي لحظة أن نكون هدفا لهذه الطائرات.
أما عن مشاعره في مثل هذه اللحظات يقول وائل الدحدوح: في الحقيقة نحن لسنا حجرا أو مجرد ناقل للمعلومات, ونحن جزء من هذا الشعب وهناك إما صديق لنا أو جار أو زميل أو أحد أبناء شعبنا في النهاية وهذا ما يؤلمنا خصوصا وأننا ننقل معاناة الناس للرأي العام ويتنازعنا شعور آخر حيث ترى الأشلاء والدمار, إنه شيء لا يوصف ومن الصعب وصفه إلا أننا وفي نهاية المطاف, و أمام سمو الهدف الذي نعمل عليه وهو نقل المعاناة والصورة الحقيقة للرأي العام والعالم الخارجي, فعلينا أن نتماسك وعلى العالم أن يعرف حجم المأساة وهذا واجبنا, أما على المستوى الشخصي فأنا لي تجربة خاصة فعدة مرات هناك أقارب لي ومنهم اثنان إخوتي أتفاجأ حينما أكون في الطريق لنقل الخبر أو الحدث أن أخي بين الضحايا أو ابن عمي, إنها مشاعر لا يمكن أن توصف.
وفي النهاية لا يوجد هناك مفر من مواجهة هذا الواقع, واقع أنني صحفي وهذه مهنتي التي اخترتها ونحن نؤدي رسالة وطنية ومهنية.
وحينما سألته هل هناك أحد من أقارب ضحية لهذا العدوان الإسرائيلي على غزة قال بحسرة وألم: إلى الآن لا يوجد و أتمنى ألا يكون هناك أحد وأن تتوقف كل هذه المجازر حالا.

المراسلة جيفارا البديري والموجودة في الضفة الغربية تقول: إن ليلنا موصولا مع النهار في سبيل البحث عن الحقيقة ونقلها إلى العالم بكل مصداقية بالرغم من تلك المخاطر كمراسلين ومصورين.
ونحن في الضفة الغربية كنا نعيش أوضاعا في غاية الصعوبة كالمناطق التي فيها عمليات عسكرية باستخدام طرق ملتوية وتعرضنا أكثر للخطر والسلطات الإسرائيلية تسبب لنا الكثير من المشاكل وتعرقل عملنا, وإسرائيل في كثير من الأحيان لا تفرق في أهدافها بين صحفي أو عسكري أو حتى مدني
إننا في هذه الأزمة الأخيرة الموجودة الآن والاعتداءات المستمرة في الضفة لا ننام في البيوت ونغيب لأيام طويلة, فلا يوجد لدينا حياة اجتماعية أو أسرية طبيعية ونخشى من كل معلومة نحصل عليها لأنه يجب أن نتحقق منها قبل بثها, وكثيرا ما تكون الأخبار التي نبثها تتعلق بحدث مأساوي أصاب أقارب أو أعزاء, وعلينا أن نخفي مشاعرنا لأجل المهنية, فالجزيرة هي القناة الأولى في العالم العربي لذلك فنحن حريصون على وضوح أي معلومة والتحقق منها كما أننا حريصون على كل كبيرة وصغيرة بما فيها نبرة الصوت.
ونحن هنا في الضفة نخاف على أهل غزة ونتأثر بما يحدث هناك ونخاف على زملائنا المنتشرين في كل الأماكن من قطاع غزة فالوضع صعب وطواقم الجزيرة تعمل عمل جبار, وعموما فإن مكتب فلسطين والمراسلين العاملين فيه يتعرضون لمختلف أنواع المخاطر إلا أن المركز الرئيسي في الدوحة معنا كل الوقت.
وهناك الكثير من الأطفال الصغار حينما يلتقون بنا يقولون بأنهم سيعملون بالصحافة إلا أننا نقول لهم إذا أردتم أن تعيشوا حياة طبيعية فعليكم أن تبتعدوا عن هذه المهنة.
حاولت مرارا أن أتصل بطاقم الجزيرة الذي كان على متن قارب الكرامة والذي تعرض للتحرش من قبل الجيش الإسرائيلي إلا أني لم أنجح في ذلك حيث كانوا في فترة استراحة بعد وصولهم إلى الأراضي اللبنانية حيث أنهوا رحلة مليئة بالتعب والقلق والمخاطر, وكذلك حاولت مرارا مع المراسل تامر المسحال وحين تمكنت من التحدث إليه في المرة الأولى كان يتناول وجبة الطعام الأولى وكان هذا في وقت متأخر من الليل فطلب مني أن أعود وأتصل به بعد دقائق, وفعلا حاولت الاتصال به إلا أنه كان مشغولا وبعد عدة محاولات تمكنت من أخذ بضع دقائق منه وقد سمعت على الهاتف صوت هدير الطائرات التي أدخلتني إلى الحالة الحقيقية للحرب فالأمر ليس فيلما أو صورا نشاهدها على شاشة تلفزيون, تامر المسحال والمتواجد على خط النار مع زملائه يقول: إن الوضع لا يخفى على أحد فالعمل كصحفي في غزة وفي ظل الأوضاع الحالية خاصة, هو عمل شاق فالشوارع الآن في هذه اللحظة ونحن بعد منتصف الليل خالية وفارغة تماما وأنا أتكلم معك والطائرات تحلق فوقي وأخشى أن أكون هدفا لإحدى هذه الطائرات.
يضيف تامر: فإسرائيل في ظل الحملة الأخيرة على غزة وسعت دائرة أهدافها وكل شيء أمامها بات هدفا لها حتى الصحفيون, ونحن في النهاية حياتنا لا تختلف عن حياة الآخرين, ففي نفس الوقت نحن نقاتل لتحصيل ربطة خبز وحاجيات العائلة المختلفة, وأنا أيضا عريس جديد حيث تزوجت مؤخرا إلا أنني لم أعش فترة شهر العسل لأن الظروف المأساوية على غزة متتابعة والوضع سواء على صعيد العمليات أو على مستوى الغارات صعب جدا وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية علينا ألا نبرح خياراتنا المهنية والصحفية بشكل يحافظ على الخط المهني الذي تنتهجه القناة.

منتج الأخبار سمير حجاوي يقول: أعتقد بأن الجزيرة بلا شك فرس أصيل في سباق المسافات الطويلة لأننا في مثل هذه السباقات نعرف من هو الفرس الأصيل فدائما هناك حالة محمومة من العمل في الجزيرة وبشكل لا ينقطع فالذي يميز الجزيرة عن باقي القنوات – وللأمانة – هو الحالة التحريرية الراقية والمرتفعة وإبعاد النص الخبري عن الأهواء ما أمكن حيث يعتبر من المحرمات خلط الرأي بالخبر أو التحليل بالخبر بطريقة تخدع المشاهد فالقاعدة الأولى لا يجوز خداع المشاهد.
المسألة الثانية وهي العمل بروح الفريق وتوزيع الاختصاصات والأدوار بشكل واضح لا يقبل التداخل وهذه مسألة مهمة جدا بحيث إن مسننات العمل تتداخل كالساعة فإذا دار أحد المسننات تدور وتعمل كل المسننات الأخرى.
ولا شك أن هذه الفترة حيث تغطي الجزيرة أحداث غزة تتميز بالضغط الشديد لا سيما على الأعصاب لكنا اعتدنا في قناة الجزيرة على الأحداث الطارئة والتعامل معها إلى أن تشكل لدينا حالة إدمان على العمل وتعود عليه, فالأحداث لا تتوقف عن التطور وأعداد الشهداء في تزايد مستمر فمثلا الخبر منذ وروده عبر وكالات الأنباء أو المصادر المختلفة وحتى بثه على الشاشة لا يتجاوز خمس دقائق وأحيانا أقل.
والجزيرة تتعامل مع قاعدة توفر مصدرين للخبر حتى في الأزمات ولا نغلب السبق الصحفي على الدقة ففي كثير من الأحيان تأتينا بعض الأخبار ونعرف أنها صحيحة لكننا نبحث عن مصدر آخر للخبر إلا إذا كان المصدر هو مراسل قناة الجزيرة فهو موثوق ومعتمد لدينا ويتحمل مسؤولية الخبر.

المذيع توفيق طه يقول: في رأيي فإن الجزيرة وعبر التجارب العديدة ومنذ بدايتها وحتى الآن أقولها وبدون ادعاء كانت الأصدق في التعبير عما يجري على أرض الواقع فهي تعرض وجهات النظر المختلفة ولا تخفي شيئا ولا تبالغ, وهذه هي المهنية التي تفتقر لها وسائل الإعلام الأخرى التي لم تستطع منافسة الجزيرة.
وفي سؤال عن تفاعله مع الأخبار لاسيما الساخنة منها يقول: أتفاعل مع الأخبار خارج الاستديو أما في داخله فأنا أتجرد من كل المشاعر الشخصية ولا أقصد الإنسانية والتي لا تتعارض مع عملي كمذيع أخبار.

خديجة بن قنة المذيعة في قناة الجزيرة والتي شاركت في العديد من التغطيات الخاصة مع زملائها تقول: أعترف أنه ومن خلال هذه التغطية ومن خلال هذه الأحداث الدائرة في غزة أني عاجزة عن الالتزام بالحياد المطلوب في عملنا عادة أمام هذا الكم الهائل من الجثث المحترقة والمتقطعة والملقاة على الأرض وأمام الأم التي تبكي بناتها الخمس وأمام وقاحة التصريحات الإسرائيلية, لا يمكن للمرء أن يقف محايدا وأدواتنا المهنية المعهودة في هكذا أوضاع مكانها المواثيق وليس هناك عيب في أن نطلق العنان لمشاعرنا لأن انحيازنا هذا هو انحيازنا للإنسان.

جمال ريان والذي عرف بنبرة صوته ومداخلاته الجدلية يقول: لا يمكن أن تسلخ الإعلامي من ثقافته أو أخلاقه ويجب أن نكون مهنيين أولا, لكن أكرر لا يمكن أن أجرد من انتمائي الثقافي فمن يكتب الخبر ستنعكس ثقافته ونظرته عليه.
والحقيقة فأنا قد بكيت دما أثناء نقلي أحداث غزة على الهواء إلا أني لا أظهر هذا أما الجمهور.
يضيف جمال ريان: علينا ضغط شديد خصوصا أننا على الهواء مباشرة وأحيانا نبقى فترات طويلة ومتواصلة على الهواء لكنا اعتدنا ذلك لا سيما وأن الأزمات كثيرة ومتكررة.

عاصف حميدي منتج نشرة حصاد اليوم يقول: لا يوجد شيء يأتي من فراغ فالجزيرة وكوادرها المختلفة أصبح عندها خبرة وتجربة في تغطية المناطق الساخنة كحرب تموز والانتفاضة الفلسطينية وحرب العراق وغيرها, فشكلت نواة خبرة كبيرة لطواقم الجزيرة سواء في الدوحة حيث المركز الرئيسي أو في مكاتبها المنتشرة في مختلف العواصم.
الجزيرة منذ فترة وضعت بنى أساسية كي تؤهلها للقيام بالتغطيات المستمرة مثل توسيع شبكة المراسلين وتعزيز المكاتب الرئيسية في المناطق الساخنة بكوادر مهنية قادرة على حمل أعباء التغطية وقادرة على العمل تحت الضغط.
نحن في الجزيرة نراعي مسألة التوازن حيث عملنا في منطقة مثل حقل مليء بالألغام فنحاول أن نقدم شيئا مميز مع المحافظة على المعايير المهنية التي رسمتها الجزيرة لنفسها بحسب ميثاق الشرف المهني, فنحن نغطي صراعات وهذا يعني وجود أطراف وحتما سيكون هناك طرف غير راض تماما وأحيانا نواجه انتقادات لكن ما يحمينا هو المهنية وذلك بحفظ حق كل طرف بالتعبير عن وجهة نظره.
أثناء حديثي مع عاصف كان عدة أشخاص ينادون اسمه أو يسألونه اسئلة مختلفة أو منهم من يطلب منه شيئا فضحك وقال لا أستطيع أن أتكلم مع خمسة أشخاص, وبالفعل كان هناك نحو خمسة أشخاص يتحدثون إليه في نفس الوقت.

تموز
04-01-2009, 03:36 AM
مشرف التحرير في غرفة الأخبار السيد حسان شويكي يقول: استجابة غرفة الأخبار جيدة منذ اليوم الأول وكان هناك الكثير من الناس في إجازة والجميع أتى وكنا في حالة استنفار وبالأصل كان هناك توجيه من رئاسة التحرير لاستكمال أي نواقص في المعدات كأجهزة الاتصال أو عربات البث وهذا التجهيز هو استباقي وهو ما جعل الاستجابة وحالة الاستنفار متكاملة.
أما عن التغطية الحالية في قطاع غزة فإن الجزيرة اعتادت على أجواء العمل في الحروب والحروب عادة امتحان لأي وسيلة إعلامية حيث الكم الهائل من الصور والأحداث والأطراف المختلفة, وأحيانا المشاعر تحاول أن تؤثر على القيم المهنية وهذا ما يعزز أهمية الامتحان.
يضيف الشويكي: ومما لا شك فيه أن هذا الامتحان يشكل ضغطا على الطاقم المشرف على التحرير فلا بد من ضبط المشاعر أو بعض المواقف ونحن نقوم بمراقبة الشاشة للتدقيق بكل كلمة وكل صورة وكل سؤال وكل ضيف يتم اختياره للظهور على الشاشة.

السيد عارف أحمرو والذي يعمل مدققا للنصوص يقول: عملي هو تدقيق النصوص الإخبارية فبعد مرور الخبر في عدة مراحل يصل إليّ لأقوم بالمراجعة النهائية ( إن صح التعبير ) فأراجع الخبر من الناحية التحريرية وذلك أني أنظر إلى الخبر من الخارج مما يتيح لي رؤيته بطريقة مختلفة, وهذا لا يقتصر على الأخبار السياسية فقط بل على الاقتصادية والرياضية أيضا, لا سيما وأن هناك الكثير من الأخطاء التي تتسلل من اللغة الإنجليزية إلى العربية عبر عمليات الترجمة, ولأنه لا أحد يدعي الكمال فهناك عدة طبقات من مراقبة الجودة في قناة الجزيرة لا سيما في التغطيات المستمرة والمباشرة للأزمات والحروب.

سهى فتحي والتي تعمل في قسم المقابلات في قناة الجزيرة تقول: نحن نحاول أن نقوم بعمل موازنة دائمة توخيا للحياد في إحضار كل العناصر وكل الأطراف ومعالجة أي موضوع من كل الزوايا القانونية والعسكرية والسياسية مع مراعاة إحضار متحدثين رسميين باسم كل الأطراف المتصارعة والمعنية سواء في هذه التغطية المستمرة عن أحداث غزة أو في الأحوال العادية.
وسعينا في توخي الدقة لا يختلف عن جهود الأقسام الأخرى حيث قناة الجزيرة كل متكامل يسعى لتحقيق شعار الرأي والرأي الآخر والدقة والموضوعية والحياد وتقديم أفضل معلومة للمشاهد العربي.

السيد ماجد الهاجري يرى بأن قناة الجزيرة أدت واجبها على أكمل وجه تجاه المشاهد العربي وتجاه غزة وكذلك الحقيقة التي فقدتها بوصلات الكثير من الفضائيات حيث يقول: لقد أطلعتنا الجزيرة على حقيقة ما يجري في غزة وجعلتنا نعرف حجم الدمار الذي سببته آلة الهدم والقتل الإسرائيلية وأنا أعتبرها مصدرا مهما للأخبار والأحداث في تغطيتها المستمرة عن اعتداءات إسرائيل على غزة لا سيما وأن التغطية متواصلة على مدار الساعة.

محمد إسكندراني متابع لقناة الجزيرة يقول: أرى أن قناة الجزيرة قناة موضوعية وإنسانية أيضا مقارنة بباقي المحطات وقد لمست ذلك من خلال تناولها لقضايا الإنسان ومشاكله وحقوقه خصوصا بعد افتتاح القسم الخاص بحقوق وحريات الإنسان وهناك أمثلة عديدة على ذلك ومنها التغطيات الخاصة والمستمرة للحروب حيث تبرز الجزيرة الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في هذه الحروب.
كما يتميز المذيعون في قناة الجزيرة بالمهنية العالية خصوصا في النشرات الإخبارية التي يتخللها فقرات حوارية كذلك المراسلون الذين أشعر بإخلاصهم لمهنتهم ومهنيتهم وللمحطة التي يعملون بها كما يتميزون بالإقدام على البحث عن الحقيقة ومواجهة المخاطر.
يضيف اسكندراني: كما أحترم في قناة الجزيرة إخلاصها للعاملين فيها حيث بقيت على العهد مع سامي الحاج حينما كان في غوانتنامو واستحضارها لذكرى المراسل طارق أيوب, وبالنسبة لي فإن قناة الجزيرة هي المصدر الأول والرئيسي للأخبار والمعلومات ومن خلالها أتابع الأحداث المختلفة لا سيما التغطية المميزة التي تقوم بها لأحداث غزة والاعتداءات الإسرائيلية عليها.

كما عبر وليد اليافعي عن إعجابه الكبير بقناة الجزيرة وبأدائها المميز في هذه التغطية المستمرة عن أحداث غزة وعبر عن عظيم شكره للمراسلين المقدامين الذين يتعرضون لشتى أنواع المخاطر في سبيل تقديم صورة الأحداث للمشاهد العربي, ويضيف اليافعي: نحن في البيت نشاهد الجزيرة وهي مصدرنا الأول في تلقي الأخبار ونحن نراها قناة مميزة تتلألأ في سماء الفضائيات حتى على مستوى العالم, ونثق بأخبارها ونعرف أنها محطة إخبارية تلتزم ميثاقا صحفيا مهنيا لا تلتزم به الكثير لا بل أغلب المحطات العربية.
وتمنى اليافعي أن يبقى مراسلو الجزيرة في كل مكان وخاصة غزة في أمان وألا يكونوا هدفا للطائرات الإسرائيلية.