المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غموض يشوب تداولات المحفظة المليارية



مغروور قطر
04-01-2009, 11:30 AM
البنوان: غموض يشوب تداولات المحفظة المليارية
القبس 04/01/2009
قال اسعد احمد البنوان نائب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة الاستثمارات الوطنية، إن الغموض قد شاب عمليات التداولات الخاصة بالمحفظة المليارية بالنسبة للمتداولين، حيث لم يتضح للعامة الدواعي الخاصة بتأسيسها من حيث هل هي محفظة استثمارية بحتة، ام انها محفظة هدفها العمل على استقرار السوق؟ ونتيجة لهذا الغموض وعدم الوضوح، فقد اصيب المستثمرون بخيبة امل واصبحوا في حالة من التردد والعزوف من التداول، بعد يوم واحد من الصعود القوي لمؤشر السوق، لذا فانني ارى ضرورة ان يعمد القائون على المحفظة، اذا كان هدفها العمل على استقرار السوق، الى العمل على بث الطمأنينة في نفوس المتداولين ووقف حالة الهلع التي اصابتهم في الايام الماضية نتيجة الضبابية في اسلوب عمل المحفظة، واعتقد انه لو وضعت ادارة المحفظة سياسة واضحة ترتكز على اساس متين من خلال وضع سقف ادنى محدد للشراء تضمن المحفظة من خلاله الاسهم المستهدفة للشراء وعدم نزول سعر السهم عن السعر الادنى المحدد، فعندها سيشعر المستثمرون والمتداولون على حد سواء بالطمأنينة بأن دعما قويا سيقف حائلا دون انخفاض قيمة السهم، لينال المستثمرون فرصة تحقيق عوائد نتيجة ارتفاع قيمة السهم او الانتظار لجني عوائد الشركات الجيدة، فهذا السلوك سيشجع المستثمرين على الاستثمار في السوق وهم مطمئنون الى عدم انهياره، طالما ان الضمان والعدم موجودان في ظل المحفظة المليارية، وبذلك سوف يتخلص سوقنا المالي من عقدة العفريت التي طالما توهموا بخروجه لهم بأي لحظة، وقديما قيل «اللي خاف من العفريت يطلع له».

كما انني اوجه الدعوة الى المساهمين الاستراتيجيين في الشركات وكذلك البنوك بعدم الاندفاع الى التسييل على المحفظة، اذا ما اردنا جميعا عودة الاستقرار الى السوق المالي، والذي هو في اشد الحاجة الى جرعات من الثقة والطمأنينة، فمعظم شركاتنا اداؤها التشغيلي جيد، وهذا ما اظهرته النتائج والبيانات المالية لهذه الشركات. كما انني ادعو مؤسسات الدولة وهيئاتها التي تقوم بالاستثمار في الخارج الى الاستثمار في السوق المحلي وفي الشركات ذات الاداء التشغيلي الممتاز «بعد دراسة اوضاع هذه الشركات» وذلك في ظل اوضاع مالية عالمية سيئة للغاية.

فالاقتصاد المحلي ارى أنه اولى بالدعم من الاسواق الخارجية، كما اثبتت التجارب الحكومية السابقة بالاستثمار في السوق المحلي بأن العوائد المتحققة من الاستثمار في السوق المحلي كانت ممتازة بالمقارنة مع العوائد المتواضعة المحققة من الاستثمار في الاسواق العالمية، ومن المتوقع مستقبلا ان تكون العوائد التي سوف تتحقق من السوق المحلي كبيرة ومجزية للغاية بالمقارنة مع العوائد التي ستتحقق من الاسواق العالمية.

بالاضافة الى ما سبق، فان حل مشكلة السوق بحاجة الى قرارات اخرى تتعلق بموضوع تسوية مديونيات الشركات المدرجة سواء المديونيات الخارجية او الداخلية، وذلك من خلال انشاء محفظة او صندوق يقوم بمهمة توفير تمويل متوسط الى طويل الاجـــل (3 الى 5 سنوات) وذلك مقابل تقديم ضمانات كافية من قبل الشركات المقترضة، وهذا المقترح طرح في السابق الا انه لم ير النور حتى تاريخه، على الرغم من اهميته، هذا بالاضافة الى موضوع توفير رأس المال العامل لهذه الشركات عن طريق توفير تمويل قصير الاجل وذلك من اجل ان يدب النشاط في هذه الشركات وتدور عجلة العمل بها من جديد.

إننا الآن اصبحنا في امس الحاجة الى هذه الحزمة من القرارات المهمة الفورية، التي لا تحتمل التأخير او التأجيل على الاطلاق، فالازمة الحالية بعثرت الحسابات بحيث اصبحنا حاليا لا نستطيع التفرقة بين الشركات الجيدة والشركات الرديئة، كما اننا سوف نكون مقبلين على كارثة اقتصادية كبيرة ستشل اقتصادنا لفترة ليست بالقصيرة، وسوف تمتد آثارها لتصيب معظم شركاتنا المدرجة بالضرر الكبير، وبالتالي سوف ينعكس هذا الضرر بشكل كبير على جهازنا المصرفي الامن حتى الان، هذا بالاضافة الى ضررها الكبير بسمعة الكويت العالمية. ان كلفة معالجة المشكلة اليوم ستكون اقل بكثير من المستقبل، وهذا ما قلناه مراراً وتكرارا عند بروز المشكلة، حيث كانت الكلفة لحل المشكلة اقل بكثير من كلفة المعالجة اليوم، واذا تأخرنا في تطبيق العلاج فان تكلفة المعالجة مستقبلاً ستكون باهظة الثمن.