المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مأساة مريم........ قصة واقعية



OMM Ali
13-12-2005, 10:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت قصة تأثرت بها بشكل كبير وتحمل الكثير من العبر وهي طويلة وسوف أكتب لك أجزائها واحدا تلو الأخر
وسأكمل إذا حصل تفاعل منكم معي

بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت قصة تأثرت بها بشكل كبير وتحمل الكثير من العبر وهي طويلة وسوف أكتب لك أجزائها واحدا تلو الأخر
((هذه القصة حقيقيه و حدثت منذ اكثر من سبعون عاما في ايران ))

أنا مريم و من عائله محافظه و من عائله كبيره و مهمه في زمان ايران ، عندي اختين
الاولى ليلى و هي متزوجه و مخلفه ولد و الثانيه هي انا و الثالثه شهرزاد و والــدي
يلقب بصير الملك (باشا) و هو ذي شخصيه مهمه و ذي نفوذ ، هو رجل متعلم و
يهوى الشعر و الاوبرا و هو متزوج من وحده غير والدتي و تدعى عصمت وأما والدتي
تدعى نرجس و الخدم يلقبونها بست الكل وهي محبوبه من قبل الجميع ووالدي يعشقها
وطبعا حسب عادات وتقاليد زمان البنات يتزوجن بسن مبكر ووالدتي تصغر والدي ب
خمسه عشر سنه هيا بنت اكبر التجار وبنت رجل ذي شخصيه مهمه في البلد وهي
تحترم والدي كثيرا ولما تخاطبه برسميه وبكل احترام على فكره بيتنا ليس بيتا بل
قصر مليان من الخدم والحشم.
كانت امنيه والدتي بان تنجب ولد وطبعا هذي كانت امنيه والدي ايضا كان عمر والدتي
اثنينه وثلاثين عندما بداءعليها ظواهر الحمل وفي ذلك الوقت كان بيتقدم لخطبتي ابن
عطاءالدوله وهو من الشخصيات المهمه والمعروفه في ايران وهو ارمل توفيت زوجته
وهى تلد وفى ذلك الحين كنت في الخامسه عشر من عمري وكنت سهيده بهذا الخبرولم
اكن أعرف ما معنى الزواج او الزوج. اللي أعرفه ان اذا بعد سنتين ما تزوجت سأصبح
عانس .المهم أنه في يوم انا والداده تبعي كنا رايحين السوق نشتري شرائط للفستان
الذي سأرتديه في يوم الي كانوا سيطلبون يدي للزواج وفي ذلك الحين وبسبب ضيق
الوقت كان لازم الخياطه تظل ثلاث ايام عندنا في القصر حتي تكمل خياطه الفستان
لما اردنا الذهاب الى السوق اقتربت الخياطه وقالت للداده
الخياطه:لو سمحتوا وانتم رايحين السوق علي طريقكم مرو جنب دكان النجارو بتشوفو
الصبي قولوا له يروح ويخبر ابني اني ما اقدر اليوم أتي البيت علشان شغلي فلا
يقلقوا بشأني
بعد ما رحنا للسوق واشترينا الشرائط قالت لي الداده
الداده:سيدتي مريم انتي روحي دكان النجار وبلغيه الرساله وانا بروح الكنيسه اولع
شمعتين والحق بكي لكن ارجوكي لا تخبرين سيدتي نرجس لانها لو عرفت انكي انتي
من ابلغه بالرساله ستغضب مني.
رديت عليها:طيب لكن لا تتأخرىعلي
مشيت للدكان ووقفت عند باب الدكان ورأيت رجلا شعره طويل ومنشورعلى كتفه
وحنطي البشره وانفه حاد كالسيف تبادلنا النظرات لدقائق دون اي كلام فجأه انتبهت
لنفسي وقلت: هي أنت
ردعلى :تخاطبينني انا يا انسه ؟
كانت رائحه الخشب و الشغل والتعب تملاء المكان وكأنه رائحه جديده ممزوجه مع
رائحه الربيع كنت انظراليه وقلت:عندي لك رساله
استغرب وقال :لي أنا؟
قلت:نعم
قال:انا اكون احمد النجار ها!!أكيد انتي غلطانه في العنوان
قلت مع نفسي يا له من اسم جميل لقد دخل قلبي
قلت:أعرف
قال:أنتي من تكوني
قلت:بنت بصير الملك
فوضع المنشار على الارض ووقف باحترام
قال:اهلا سيدتي سامحيني لم اعرفكي
قلت:لو سمحت اخبر ابن الخياطه انه يمكن شغلها يطول في القصرعندنا فلا يحاتونها
قال:على عيني وراسي
قلت:لا تنسى
قال:اذا بقيت حي لن انسى
قلت:الله يعطيك العافيه وطولت العمر
نظر الى بإستغراب ثم ابتسم لى وقال:هل هذه الجمله فقط علشان اوصل رسالتك؟
فارتبكت وقلت:مع السلامه
وخرجت من الدكان مسرعه ومتضايقه من نفسي ومن الداده لانها تاخرت في المجيئ
يا الهي ماذا حصل لى ماهذا الشعور الغريب لماذا دقات قلبي تتسارع لماذا جسمي
يرتجف لماذا كل هذا الارتباك كل هذا علشان نجار بسيط ومعدم ولماذا؟؟؟؟؟؟


كان كل شئ جاهز للتحضيرات الورود و الحلويات و كل شئ انا كنت اعشق الورود و احب الحلويات لكن الان لا اعلم ماذا حصل لي اشعر إني أكره الورود و الحلويات و اكره كل شئ
من حولي لدرجه إني أتمنى تمزيق ملابسي الجديده التي سأرتديها في يوم خطوبتي ماذا حصل لي يا الهي لا اعلم كل الذي اعلم به إني اريد الموت أو أن أموت ؟أوأن؟ لا أعلم ..
ففي خلال إسبوع مرتين أمر من جنب دكان النجار ياله من رجل بلا حياء بداء يعرف عربتنا .
صاراسبوع و الواحد لا يجرئ أن يخرج من بيته يجب أن أقول للداده أو سائق العربه , لا ما في داعي سيضربه و يقتله و أنا التي من ستحمل ذنبه سأقول لوالدي لا هذا اسوء إذن سوف اقول
لوالدتي اصلا ماذا اقول؟ أقول انه كل مره لما تمر العربه جنب دكان النجار هو ينظر اليها ؟لماذا؟
هل هو ممنوع النظر إلى الناس ؟ إذن لماذا انا انظر اليه؟ أنا المفروض لا اهتم لأجله ممكــــــن القصاب أو الخبازأو البقال ايضا ينظرون في النهايه نحن في هذه البلاد ناس معروفين و مهمين
عادي الناس لو نظروا إلينا لكن الفرق إنه انا لا اهتم لهم . فلينظر بقدر ما يشاء لا يهمني .
لكن لاأعرف لماذا قلبي يتمنى أن العربه ترجع للخلف حتى أرى نظرته إالتي تسحرني .

OMM Ali
13-12-2005, 10:43 AM
الجزء2
وصلتنا رساله إنٌ زوج اختي ليلى سوف يذهب الى القريه بشأن العمل و تريد اختي مني أن امضي ليلتين معها في منزلها حتى لا تكون وحدها. وحدها؟ مع كل هذا الخدم و الحشم؟
في النهايه ذهبت الى منزلها و يا ريتني لم اذهب فكانت بإستمرار تتكلم و تمتدح خطيبي العتيد.
هذه الطبخه التي طبخها لي زوج اختي مع صديقه و صديق طفولته إبن عطاء الدوله اللي هو
من سيصبح خطيبي هو الذي ملاء رأس إبن عطاء الدوله بأن يتقدم لطلب يدي.

اختي ليلى كانت تشرح لي كيف أقدم الشاي و الحلويات وو.....الخ للضيوف , كيف اجلس وكيف
اتصرف امامهم و.... الخ
لكن لماذا مللت؟ أنا عمري ما أحسست بلملل من بيت أختي لا اعرف لماذا اريد الرجوع بسرعه
إلى القصر ؟ لم أكن احب أن اسمع المزيد عن هذا الموضوع. فلما حان موعد الرجوع الى القصر
أحسست إنى سأطير من السعاده .
اختي سألتني : هل تريدين أن ارسل معكي المربيه؟
قلت: لا. أنا سأذهب بالعربه فلست وحدي
ركبت العربه و كنت اتمنى لو أن يكون لخيول العربه أجنحه و تطير بيني بسرعه
لما وصلنا عند بدايه الزقاق قلت للسائق : توقف أنا سأنزل هنا
قال: لكن يا سيدتي لم يبقى على وصولنا الا زقاقين
قلت: أنا سأنزل هنا لإني اريد أن اشتري بعض الحاجيات
قال: إذن قوللي لسيدتي ليلى إني اوصلتكي الى باب القصر
قلت: حسنا لا تخف و إذهب
أنا بنفسي لا أعرف ماذا أريد بالتحديد أو ماذا أشتري؟ إذن لماذا لا أشتري شئ ؟ لماذا ارتجف
فقلبي يتمنى الذهاب إلى دكان النجار. إذن لماذا دائما اردٌ في قلبي يا رب أن يموت ؟
من الذي يموت؟ آآآآآه الان فهمت أنا أدعي يا رب خطيبي يموت .
كان ظهرا و السوق يعج بالناس فذهبت و من دون أن أعلم إلى دكانه لقد كان يرتب الخشب كنت
أشعر بأنٌ الناس ينظرون إلي فلا يكونوا يتهامسون لبعضهم عني ؟ لا هذا مجرد أوهام أنا أتخيل
و ليس اكثر .
قلت: الله يعطيك العافيه
التفت إلي و هو لا يصدق ما سمعته اذنه فهل يكون عرفني من صوتي؟
لقد كنت مرتبكه فقلت له بسرعه البرق : هل تصنع أيضا إطارات؟
هو ينظر إلي بحيره و تعجٌب لقد كان يمسك بيده خشبه أطول من قامته و لقد كان شعره الطويل
يغطي حبينه فإبتسم لي و قال : ما هو المقٌاس الذي تريدينه يا سيدتي؟
قلت : هل تصنع إطار صغير ؟
قال : لكي انتي نعم
فجأه خرجت من الدكان راكضتا بإتجاه القصر و كانت دقات قلبي تتسارع و كنت أشتم نفسي هل
جننتي يا بنت؟ما هذه التصرفات؟لماذا فجأه ركضتي؟ما هذه الفضيحه الله ياخذكي ماذا فعلتي ؟
مره اخرى لن امر من ذلك المكان مهما كان بالعربه أو مشيا على الأقدام سأغير طريقي
لكن مره اخرى مررت و كل ما تمر العربه من جنب دكانه أراه واقفا و ينظر إلى العربه الوقح الذي لا يخجل من نفسه ....
ساعه عن ساعه يقترب موعد الخطوبه و القصر مزيٌن من الداخل و الخارج بالورود و رائحه الورود تفوح و تغطي المكان بعطرها الفوٌاح و كان القصر مزدحم من الاهل و الخدم الكل سعيد
و مهتم بيني السيده الصغيره راحت و السيده الصغيره أتت و...
مع الغروب وصلوا الضيوف أنا و أختي الصغرى شهرزاد في الغرفه مختبئيين و الضيوف جالسين في الغرفه المجاوره فذهبت القي نظره اليهم من فتحه صغيره في النافذه
والدته العريس إمراه بدينه و مسنٌه و واضح انها متكبره و مغطيه نفسها من فوق لتحت بالمجوهرات و برفقتها إبنتها القبيحه التي متبرجه و كأنها مهرج و زوجته إبنها الأكبر و داده
العريس وهي سوداء البشره و طويله القامه و من ذلك السود الجميلات و التي كان يبدوا عليها
اكثر من والدته العريس و كانت تردد ولدي ولدي و كأنه حقا العريس ولدها المهم تبادلوا الحديث
و المجاملات مثلا شرفتونا , نورتوا القصر بوجودكم و.............
بعدين والدته العريس قالت:إذن أين العروس؟تسمحون نشوفها؟
والدتي قالت:اكيد الان سا تشرفكم
خرجت والدتي من الغرفه وبصوت عالى حتى تسمعهم قالت: عزيزتي شرفينا في الغرفه حماتك
تريد أن تراكي
بعدين بحركه سريعه و من دون أي صوت دخلت الغرفه التي أنا و اختي موجودين فيها و بصوت منخفض قالت: بسرعه إذهبي و أحضري الشاي و قدميه للضيوف و احذري حتى لا ينسكب في الصينيه و لا يكون الشاي بارد بل ساخن
و رجعت للضيوف و بعدها بدقيقتين حملت الصينيه الشاي التي من قبل جهزتها الداده مسكت الصينيه و يداي ترتجف فادخلت الغرفه ما ان دخلت حتى فهمت بانٌ هوس النجار الذي في رأسي
اوهام و كأني ارى بعيني الفرق الذي بيني و بينه . أنا؟
أنا التي متعلقه و متعوده على هذه الحياه المرفٌها و المريحه هو أين و أنا أين ؟ كلانا من عالم مختلف و كأنٌ موجه كبيره أتت و فصلتني عن الخيال و جرتني إلى الواقع
قلت: مرحبا
ردت علي والدته العريس : هلا ماهذا الجمال ماشاءالله
ردت عليها والدتي : تقبل يداكي
قلت مع نفسي أنا حتى لم أشاء تقبيلها فأخذت الشاي و بدقه و بكل حذر حتى لا ينسكب من الاكواب في الصينيه و قدمته لهم الواحده تلو الاخرى جاء دور داده العريس و في اللحظه التي
كانت تحمل كوب الشاي قالت: ماشاءالله تعرفي تحضري الشاي ؟
كان يجب أن أضحك على مزحها حتى ترى اسناني إن كانت سليمه و بيضاء و مرتبه فإبتسمت
قالت: يا سلام ما هذه الاسنان ماشاءالله مثل اللوء لوء
الداده بتاعي كانت واقفه و على أحر من الجمر جنب باب الغرفه . رجعت بصينيه الشاي حتى
أخرج من الغرفه .
والدته العريس و بصوت عالي قالت: إلى أين يا مريم ؟ إبقي معنا مده أطول
سلمت الصينيه للداده بتاعي حتى تخرج من الغرفه و أنا رجعت داده العريس فتحت ذراعيها و
قالت: تعالي حبيبتي لكي اقبلكي أنا من زمان و اتمنى هذا اليوم لولدي
فامسكتني من تحت ذراعي و قبلتني على خدي الايمن و الايسر حتى انها تركت لعابها على خدودي . كنت اعرف إنها تريد أن تعرف فمي لا يعطي رائحه كريهه ؟ أو تحت ذراعي لا يوجد
عرق أو رائحه ؟ فكل الاختبارات كانت إجابيه لإنٌ والدتي لم تقصر كل العطور التي كانت موجوده و ضعتها على و كنت متأكده المساكين أكيد طوال الليل أصابهم صداع مثلي .
جلست وأنزلت رأسي في الارض و بصوت منخفض و بنعم ولا أجيب على كل أسألتهم سرقت نظره و نظرت اليهم و قلت في نفسي هل يجي على خيال هذول السيدات الأنيقات و الراقيات إني
أنا اتمنى أن أصبح زوجته نجار الحي قلبي يتمنى أن اترك كل هذه الرفاهيه و الخدم و الراحه و كل شئ خلفي و أركض و أرتمي في أحضان النجار المعدم ؟ أذهب إليه و أكحل عيني بشوفته و
هو يعمل و يقطع الخشب الله عالم بأنٌ ذلك الدكان الصغير بالنسبه لي قد يكون قصرا وأنٌ رائحه الخشب كالعطر .

فبدت والدته العريس بمدح ولدها فقالت والدتي: عزيزتي مريم إذهبي مره أخرى و أحضري الشاي
المعنى من كلام والدتي خلاص اخرجي من الغرفه . حتى لا يقولوا عني خفيفه و جالسه تسمع الكلام من اوله لآخره وهي مو مصدقه نفسها
لما وشكت على الخروج من الغرفه و كنت مارٌه من جنب والدته العريس حتى امسكت يدي و قالت: إلى أين يا عزيزتي . تعالي و إجلسي جنبي خساره هذه اليد الناعمه تتعب
لكن أنا بلا حدود عجبتهم ووالدتي كانت ستطير من السعاده و قالت: سيدتي جلب الشاي ليس بعمل لا تتكلمي أمامها هكذا بعدين بتدلع و ضحكت و أتت الداده بالشاي و الحلويات و بكل الرسميات و الكلام و المجاملات انتهت الضيافه و غادروا الضيوف

OMM Ali
13-12-2005, 10:44 AM
بعد مرور يومين استيقظت من النوم و ابدا لم يكن النجار في فكري و كأني لم أعرفه.
المهم نصيرخان زوج اختي ليلى كان مرتب عزومه وداعي إبن عطاء الدوله حتى انا اذهب و أراه لأنهم قد رسلوا رساله لوالدي و يريدون الجواب ووالدي كان قد رد عليهم أعطونا فرصه نفكر كم يوم و نستشير البنت.
ذهبت في ذلك اليوم الى بيت اختي مشيا على الأقدام لأنه العربه كانت مع والدي,ذهبت لوحدي و
كان ظهرا و الزقاق كان يخلو من الناس و يسكنه الهدوء كنت بأنه السوق و المتاجر كلها مغلقه
لم يبقى لوصولي الى دكان النجار سوى خطوات فلما اقتربت لم أسمع صوت المنشار ففجأه اختفى كل الشوق الذي كنت احمله لرويته اختي كان قلبي يتمنى أن يراه و هو يعمل , كانت كل الاماكن يسكنها الهدوء فلما اقتربت خطوتين الى الامام تفاجأت برويته وهويقفز من على الخشب
الذي كان بجنب الدكان
ـــ السلام عليكم
لقد كان يرتدي نفس الملابس بنطلون اسود و قميص ابيض و لقد كانت أزار قميصه مفتوحه و على طول تذكرت بيت شعر<<......>> دخل داخل الدكان و اتكاء على الطاوله الذي عليها أغراض عمله و مره اخري قال
ـــ نحنا سلمنا ها!
فنظرت من حولي و لم أرى احدا
ـــ و عليكم السلام أنت في وقت الظهرألا تغلق الدكان؟
ـــ عندما أكون أنتظر شخصا لا
ـــ هل كنت تنتظر احدا؟
ـــ نعم
ـــ تنتظر من؟
ـــ انتظركي انتي
فبداءت دقات قلبي تتسارع و بداء جسمي بالإرتجاف فقلت لنفسي هل هذا ما أردتيه؟ أنتي من البدايه و كنتي تعرفين الجواب فلما تسألين مره اخرى؟ ألا ترين بأنٌ تمادى معكي؟إذن متى ستوقفينه عند حدٌه؟ومع كل هذا و بصوت منخفض سألته:
ـــ هل تريد مني شيئا؟
ـــ ألم تكوني انتي من تريد إطارا؟طيب انا صنعته لكي
فحمل الإطار من على الطاوله و قدمه لي فإذن الحمدلله لم تكن نواياه خبيثه فلما سلٌم علي لأجل رزقه فهداء قلبي قليلا و قلت:
ـــ لكن أنا لم اعطيك المقاس
ـــ طيب انتي اردتي شيئا و انا صنعت هذا الشئ و إذا لم يعجبكي فرميه تحت قدميكي و سأصنع لكي آخر , فمنذ اسبوع تقريبا الظهر اجلس و انتظركي
فإقترب مني خطوتين و مدٌ يده و قدم لي الإطار فمددت يدي لكي أستلمه و لم أكن أريد بأن يده تلمس يدي و لكن لمست.
لقد كانت يداه خشنه و كأنها لم تعرف الراحه ابدا. و لم يكن في الزقاق احدا لقد كان يخلو من الناس حتى لو رأني احدا سيكون الأمر طبيعيا فأنا كنت أشتري إطارا لأختي
ـــ انت الذي الظهر لا تذهب الى البيت زوجتك ألا تتضايق؟
ـــ أنا لست متزوجا
ـــ ألا يوجد في فكرك شخصا؟
ـــ نعم
مره اخرى تسارعت دقات قلبي و قلت لنفسي هل الان ارتحتي يا بنت؟ فهذا الرجل على وشك الزواج و في ذلك الوقت انتي بنت بصير الملك جعلتي نفسكي لا تساوين شيئا
ـــ من تكون؟
فقلت لنفسي انتى ما دخلكي؟بنت فلان الوله ما دخلها لكي تعرف من هي خطيبته نجار الحي من تكون؟
ـــ ابنته خالتي
ـــ مبروك مقدما
ـــ مبروك لأمي انا لا اريد الزواج
ـــ كم ادفع؟
ـــ تدفعي ماذا؟
ـــ ثمن الإطار
ـــ لا . لا اريد منكي شيئا فإقبليه كتذكارا مني
ـــ شكرا جزيلا
و من دون ارادتي رفعت الخمار و كشفت عن وجهي و نظرت إلى عينيه و هو واقف من دون حركه كالتمثال فإحمر وجه و قال بصوت منخفض
ـــ سبحان الله
هذه المره ليست كالمره السابقه ركضت من دون وادع بل هذه المره خرجت من الدكان بهدوء و
كنت أمشي بهدوء و كنت احس بأنه كان ينظر إلي و في تلك اللحظه كنت اشتم نفسي.
وصلت إلي بيت أختي ولقد كان كل شئ حاضرا للعزومه وكانت هذه العزومه على شرف إبن عطاءالدوله و لكي أنا أيضا أراه و كنت أرتجف بشدٌه و مرتبكه لدرجه إنه اختي لاحظت علي و
قالت لي :
ـــ اذا ستظلي على هذا الوضع يا مجنونه ستدخلين عليهم في الغرفه و من دون قصد
لقد كان المفروض انا اوقف خلف الباب و أنظر إليه من خلف الفتحه التي موجوده في باب الغرفه
و لكن في تلك اللحظه كنت اقول لنفسي يا رب أن أجد فيه عيبا أن يكون أعرج أو أعور أو اصلع و... حتى يكون عندي عذرا لرفضه. المهم جاءوا الضيوف و انا كنت اتفرج من خلف الباب و لكن هل تصدقون ما رأيت إنٌ هذا الذي كنت اتمنى أن يكون أعرجا أم أعورا أم أصلعا أم ... فلقد وجدته رجلا انيقا و وسيما و لم يكن فيه عيبا واحدا فكانت اي بنت مكاني تتمنى مثل هذا الرجل
فركضت مسرعتاومن دون اراده مني الى الحديقه و كنت اقول مع نفسي الحمدلله الحمدلله فشكرت ربي الف مره و لكن لماذا كل هذا التأخير لماذا لا اوافق عليه و ارتاح فأيقنت في تلك اللحظه إني خلاص أنا مغرمه و مغرمه بمن؟ و من هو؟ آآآآآآه أنا مغرمه بنجار الحي ففجأه سمعت اختي تناديني بصوت منخفض أين ذهبتي هيا ارجعي فذهبت مره اخرى لكي أراه و كنت أقارن بين إبن عطاء الدوله وأحمد النجار . فوقع نظري على يداه لقد كانت بيضاء و نظيفه و ناعمه و كأنها لم تعرف يوما التعب و الشقاء فالفرق كان واضحا بينهما كان كل شئ في وجه جميلا شفايفه صغيره وحمراء و بشرته بيضاء و انفه كالسيف و كنت أقول لنفسي ماذا دهاكي يا بنت ماذا تريدين أفضل من هذا؟
فبعد أن انتهت الضيافه و ذهبوا الضيوف قالت لي ليلى
ـــ إبن عطاءالدله ماشاءالله لا ينقصه اي شئ رجل بكل معنى الكلمه و اي بنت تتمنى الزواج به
بعدها امي ارسلت الدادا الى بيت اختي تصتحبني الى القصر و بعد وصولنا الى القصر دخلت الغرفه مع الدادا فقالت لي الدادا
ـــ هل رايتيه؟ هل اقول مبروك ام لا ؟ انتي تعرفين انه والدكي يريد لكي الأفضل و من المستحيل أن يخطئ في اختياره ماذا أقول لهما الان هل أعجبكي ام لا؟
ـــ لااااااااااااا
ـــ انتي بتدلعي يا بنت هيا قولي لي ماذا اقول لوالدتكي ؟
ـــ كلامي كان واضحا و الكلام كم من مره يعيدوه لاااااا لا لا
ـــ ماذا اقول لا؟ هل جننتي؟ ماذا ستكون ردت فعل والدتكي يا ترى؟
ـــ هل هي التي ستتزوج؟
ـــ فإستغربت الدادا من كلامي و نظرت الي بحيره و قالت :
ـــ صايره جريئه أما أنا لا أملك الجرأه لكي أقول إذهبي بنفسكي و قولي لهم يا ربي ما هو العيب الذي في هذا الشاب؟
ـــ لا يوجد فيه اي عيب الله يحفظه لوالديه
ـــ شاب غني و وسيم و ماشاءالله عليه في عز شبابه
و في هذه اللحظه دخلت والدتي الغرفه و قالت:
ـــ ماذا دهاكي يا دادا لماذا تصرخين؟ ماالحكايه يا مريم؟
ـــ ولا حكايه و لا شئ
التفت والدتي الى الدادا و قالت:
ـــ طيب ما كان الجواب ماذا قالت ما نعطيهم من جواب؟
انا اجبت مكان الدادا و بصوت مرتفع و جدي قلت قولوا مريم تقول لاااااااااااا.
فنظرت إلي والدتي و هي مندهشه و قالت:
ـــ نقول ماذا؟ انتي ماذا قلتي؟
ـــ قولوا انا قلت لااااااااا
ـــ هل جننتي يا بنت؟
ـــ لا لم اجن و لكني لا اريد هذا الرجل
فإقتربت مني والدتي و بصوت حنون و كأي ام تحاول نصيحه ابنتها قالت :
ـــ فلا ترفضي نصيبكي يا مريم لماذا تتدلعين؟
ـــ أنا لا أريد أن اصبح زوجته ارمل و له اولاد
قلت هذه الجمله و أنا بنفسي لا اصدق و كأنه شخصا اخر قال هذه اجمله بدلا عني و لم اصدق انه لساني الذي نطق هذه الجمله. فالجميع حاولوا اقناعي و لكن جوابي كان واحدا و هو لالالا.
قال والدي:
ـــ قولوا لمريم خساره فالتفكر مليا و لكن اذا لم ترده فلا تصروا عليها دعوها تقرر بنفسها لكي بعدها لا تقول انتم الذين أجبرتموني.
فبعد هذا الكلام ارتحت و أخذت نفسا عميقا

OMM Ali
13-12-2005, 10:45 AM
لجزء 3



لقد كان ربيعا و كانت كل التحضيرات للمولود الجديد جاهزه و كان الجميع ينتظر ولادت والدتي فهي تتألم و أنا كنت قلقه جدا عليها و في نفس الوقت كنت افكر في قلبي ماذا افعل أنا مقصره .
فوالدتي تتألم و أنا أبحث عن أي عذر لكي أخرج من القصر لكي أراه و لو لدقيقه واحده فقط
فذهبت إلى غرفتي و أخذت عبائتي و ناديت:
ـــ دادا دادا ...
فخرجت من الغرفه التي كانت فيها والدتي و قالت:
ـــ لا تخافي فمازال الوقت مبكر
ـــ اعرف انه الوقت مبكر انا اريد الخروج
ـــ إلى أين ستذهبين و بمفردك؟
ـــ لا تخافي سأرجع بسرعه سأذهب لكي أضيئ شمعه من أجل سلامت والدتي
ـــ أجل عزيزتي إرجعي بسرعه ليس جيدا البنت تكون خارج البيت لوحدها و في المغرب
ـــ الان سأرجع
فذهبت الى الحديقه وقطفت ورده حمراء و ذات رائحه فواحه و اخفيتها خلف عبائتي و خرجت من القصر دون أن ينتبه احدا لي لأنه الجميع كانوا مشغولين البال على والدتي.

فمشيت بسرعه إلى أن اوشكت على الوصول فكلما خففت من سرعتي بداءت دقات قلبي تتسارع فذهبت إلى الكنيسه و بعجله اضئت الشموع و دعيت لوالدتي بأن تقوم بالسلامه و دعيت لنفسي بأن يا رب تخفف من عذابي و خرجت متوجها الى الدكان فإقتربت و دقات تتسارع فرأيته كان منهمكا في العمل ولم ينتبه لحضورى فكحيت علشان ينتبه لي رفع راسه وقال:
ـــ مرحبا
ـــ مرحبتين
فقدمت الورده إليه وقلت:
ـــ هذه لك
ـــ لي أنا؟
ـــ نعم لك أنت
ـــ ما هي المناسبه؟
ـــ ثمن الإطار
فضحك وانا فرحت من أجله. سبحان الله هذا النجار في هذا الدكان الصغير أجمل بكثير من جمال إبن عطاءالدوله أو يمكن أن يكون في نظري أنا هذا الشئ . حقيقتا مكانه ليس هنا بل مكانه في قصر وبين الملوك فقال:
ـــ ما هو اسمك؟
ـــ مريم
قلتها بصوت منخفض جدا لا أعلم إن كان قد سمعني أم لا فإن سمعني فهذه معجزه .
ومن دون أن يقول أي كلمه حمل الورده مره أخرى وشمها وسئلني :
ـــ هل أنتي مرتبطه؟
قلت لنفسي اهربي يا مريم هيا اهربي ولا تعطينه مجال ليتمادى أكثر فهذا الولد وقح هيا اهربي ماذا يضن نفسه هذا النجار المعدم فالمفروض أن أبصق في وجه . ولكن لماذا أنا هادئه هكذا وراضيه عن كل شئ ماذا حدث لي يا ترى ؟أردت أن أشتمه ولكن سمعت نفسي اقول:
ـــ هم أرادو ولكن أنا لاااا
ـــ لماذا؟هل أنتي بخيله لكي تحرمينا من الحلوان زواجك
ـــ لا انشالله بتاكل حلواني
ـــ لماذا؟
نظرت إلى عينيه مثل الأرنب الذي أسير الأفعى ولكن من منا كان الأفعى؟لا أعرف كلا نا الاثنين أسيرين لعبه القدر, أنزل رأسه في الأرض وشد على المنشار الذي كانت في يده وكأنه فهم الذي ما كان يجب أن يفهمه . رجعت واتجهت الى القصر.

وبعد طول إنتظار تحققت إمنيه والداي فأنجبت والدتي ولد ذكر وكان والدي لا تسعه الفرحه فا حتفل ثمانيه ليالي بمناسبه تشريف أخي محمد رضا وكان القصر يعج بالضيوف الأصدقاء والمعارف والأقرباء والهدايا من مجوهرات وذهب وووو... والجميع كان فرحا بهذه المناسبه وكان القصر لا يخلى من الناس اختي شهرزاد كانت تتفرج على الناس

ـــ مريم تعالي لنذهب و نتفرج

ـــ انا لا اريد الذهاب معكي اذهبي بمفردك

ـــ لماذا فكل شئ يدعو للتفرج

ـــ انا لا اريد بل اريد الذهاب لأضيئ شمعه

ـــ واااه انتي كم مره تضيئين شمعه هذه المره الثالثه التي تضيئين الشمعه لوالدتي

ـــ انتي لا تتدخلي و ليس لسلامت والدتي بل هي لسلامت اخي و هذه المره الثانيه
ـــ وانا ما دخلي ذهبتي أم لم تذهبي

لقد كان ظهرا و كان يجي علي ان ارجع بسرعه و لكن لم أكن أعرف بأي عذر اوقف جنب الدكان فإقتربت و جسمي يرتعش و دقات قلبي تتسارع لقد رأيته واقفا جنب باب الدكان و انا توقفت للحظه و قلت مع نفسي ماذا لو اعترض طريقي؟ ماذا سيحصل؟ ستكون فضيحه في الحي و لكنه لم يفعل و لمجرد أن رأني دخل بسرعه داخل الدكان وفي لحظه رأيت قد وقع شيئا من يده كانت ورقه صغيره فأقتربت بهدوء ووضعت قدمي فوقها فأحسست و كأنه نارا تشتعل من اسفل قدمي الى قلبي فكانت في يدي قطعه نقديه فرميتها على الارض و بسرعه و بحجه اني سألتقطها من الارض التقط النقود مع الورقه و بسرعه رجعت الى القصر و في الطريق كان يتهياء انه الناس يصرخون خلفي ماذا التقطي من الارض ؟

لما رجعت الى القصرلم أكن اتجراء ان انظر الى احد في تلك الايام القصر كان مزدحما وانا كنت فرحه لانه الجميع كانوا غافلين عني.

أين أذهب وأقراء الرساله و لهذه اللحظه لم يخطر على بالي بأنه قد يكون متعلما أم لا؟ فإذن هو

متعلم الحمدلله و لقد كان جسمي يرتعش من الخوف و كنت مرتبكه الى اين اذهب فذهبت الى الغرفه و اقفلت الباب بحجه اني سأغير ملابسي لكي لا يدخل احد فتحت الرساله كانت ورقه صغيره و من دون مقدمات و بخط جميل جدا كان مكتوب فيها بيت شعر و كان المقصود من هذا البيت<< أنه القلب لما يهوى فلا يفرق بين خلق الله فسيأتي يوم و ينفضح مابالقلب >> إذن هو

يبادلني الشعور ذاته لا يكون يفعلها وننفضح إذن هو يعلم بأني انا أيضا ... ماذا أفعل؟ماهذه الورطه؟

ياله من خط جميل إذن هو خطاط الان استطيع أن أقول لوالدي بأنه خطاط و لكن ماذا عن الدكان

فهو ليس صاحبه بل مجرد صبي . سأذهب وأرمي الرساله في وجه و سأقول له إخجل من نفسك وليس الحق أن تعترض طريقي مره اخرى وليس لك الحق تنظر الي بنظره وله و ليس لك الحق بأن ترمي لي الرسائل مره اخرى ولكن إن قال هذه الرساله لم اكتبها لكي ماذا سيحدث حينها فالرساله لا تحتوي على اي اسم و لا تخاطب شخص معين اصلا من الاساس ممكن لم تكن لي و قد يكون المقصود شخص اخر لماذا لم انظر من حولي ممكن كان يوجد إمرأه خلفي لماذا اذللت نفسي؟ و لكن بدل كل هذا أخذت الورقه الحقيره و قبلت خطوطها و احتفظت بها. أنا إبنه بصير الملك اتمنى لو كسرت قدمي قبل أن أذهب إلى دكانه مره اخرى لن اذهب إليه فالهذا الحد و كفايه.

خمس عشر يوم ولم اخرج من البيت و إن كنت أخرج ,أخرج بالعربه و لما تمر العربه من جنب الدكان كنت أراه ينظر إلى العربه بأربعه عيون و كانت هذه العيون تبحث عني فلم يكن يميز من التي جالسه بالعربه أنا أم أختي أم الدادا .
داء يقترب موعد تحديد تاريخ زواج اختي شهرزاد من إبن خالتي . لأنه خالتي كانت تصر على تعجيل الزواج و لكن والدتي تطلب منها مهله شهر او شهرين لانه بصراحه اختي كانت صغيره و كان عمرها لا يزيد عن الحادي عشر. كانت والدتي تأجل زواج اختي بحجه إني انا لما الان لم اتزوج بعد و لكن خالتي كانت مصرٌه .

OMM Ali
13-12-2005, 10:46 AM
كنت جالسه مع والدتي و هي كانت ترضع اخي فإبتسمت لي و قالت :

ـــ البارحه والدكي زفٌ إلي خبر مفرح لقد تقدم لخطبتكي خطيب رائع , عمكي يريد أن يطلب يدكي لإبنه منصور.

فاإستئت من كلامها و التزمت السكوت فإعتبرت والدتي ردت فعلي عابره عن الخجل . هذه المره

لن يكون لي أي عذرعلى قول الدادا إبن عمي رجل بكل معنى الكلمه غني ووسيم و متعلم ولا يقل شأنا عن إبن عطاءالدوله. فهو يكبرني بعشر سنوات.

هو قايل لوالده من يوم الي مريم أبصرت النور قلت لنفسي هذه من ستكون زوجتي فأنا ما زلت لما الأن صابر وأيضا سأصبر انا اريدها هيا ولا اريد سواها فمنذ أن كنا صغار وانا أريدها.

فأي وحده مكاني كانت ستتمنى هذه الزيجه طبعا من غيري انا يا لها من ورطه وقعت فيها
ركضت إلى الغرفه وأخذت الورقه وقرأت البيت الشعر مره أخرى وبعدها قبلتها وكأني بهذا الشئ اداوي جروحي لقد كانت الخطوبه جديه وكنت خائفه ومحتاره ماذا أفعل كنت أبحث عن أي عذر مقنع لرفضه ولكن لا يوجد فأخذت ورقه بيضاء وعطرتها وزينت أطرافها بالورود و لونتها و كتبت فيها يبتين شعر .
في ذلك الزمان لما البنت تكون في الخامسه عشر من عمرها تحب أو تعشق هذه لوحدها معصيه
لدرجه قدإنها من الممكن أن تسبب في إسالت الدماء ما اذ وصل لكتابت رساله و لرفض الخطيب
و إن كان هذا من أجل حب نجارا معدم هذا بنفسه شئ كبير فكيف اذا وصل لبنت بصير الملك
فمجرد التفكير بهذا الشئ يجعل القلب يتوقف.

فلم يكن عندي اي عذر للخروج من القصر على كل حال خرجت من القصر و كان وقتها غروب
توجهت الى الدكان فرأيته و هو على وشك الخروج. أنا كنت أتيه أنهي الموضوع وأضع له حدا
فرأني وبصوت منخفض قال:
ـــ و اخيرا أتيتي
رفعت الخمار عن وجهي و نظرت في عينيه وإبتسمت له قال:
ـــ هل تعلمين كم يوم مضى ولم تسألي عنا؟
ـــ أعرف
ـــ هل تريدين أن تجننيني أنتي؟
ـــ إن كنت أنا قد جننت فلماذا انت ايضا لا تجن؟
نظر إلي و هو متعجبا و لم يصدق بأني انا اكلمه بهذه الطريقه و من غير رسميات لقد كان واقفا و ينظر إلي وهو في حيره ماذا يقول قلت
ـــ فلم أكن أعرف بأنك متعلم
ـــ نعم أنا متعلم
ـــ هذا الخط جميل فامن أين تعلمته؟
ـــ تعلمته في تبريز << تبريز مدينه في شمال ايران>> فمنذ الوالده إلي الثانيه عشر من عمري كنت أعيش في تبريز كان والدي من هناك ووالدتي من الشمال كنا مستأجرين غرفه في منزل مطوع وهو الذي علمني الكتابه و القراءه
ـــ و الان هل تدرس؟
ـــ كنت اتمنى الذهاب الى دارالفنون
ـــ لماذا لم تذهب
ـــ قلت لكي والدي توفى و انا الذي علت والدتي من بعد وفاته و الان اريد العمل في وقت الفراغ لكي أدخر النقود لكي اذهب إلى مدرسه عسكريه
ـــ اهاااا خيرا ما تفعل ولو انه خساره سيحلقون شعرك
فعم السكوت بيننا مره اخرى وانا كنت فرحه في داخلي لأنه يريد أن يصبح ذات شأن فمددت يدي له وقلت :
ـــ هذا لك
فإبتسم لي مره اخرى و نظر في عيني و كأنه يقراء كل افكاري
ـــ لي أنا؟
ـــ نعم لك انت
ـــ ماذا يكون؟
ـــ خذه و ستعرف بنفسك

إقترب مني و كنت اتمنى في تلك اللحظه بأن يتوقف الزمن و تدوم هذه اللحظه مدى الحياه و لكن يا خساره هذه كانت مجرد ثواني أخذ الورقه من يدي و بعدها رجعت إلى القصر.

في تلك الأيام في القصرلايوجد الا الكلام في موضوعي انا و منصور كان والداي فرحين لهذا الموضوع . وبعد كم يوم دعانا عمي لقضاء اسبوع في مزرعته وانا كنت خائفه ومحتاره ماذا أفعل بهذا الموضوع ففكر ت مليا وقررت الذهاب إلى بيت أختي ليلى .
فذهبت لوحدي وفي طريقي مررت الى الدكان وكان هو واقفا في وسط الدكان
ـــ السلام عليكم
ـــ عليكم السلام
فذهب جنب الطاوله في وسط الدكان وأخذ شيئا و إتجها نحوي
ـــ هذا لكي
ــ ما هذا؟
مددت يدي ووضع فيها خصله شعر من شعره التي كانت مربوطه بخيط , رفعت الخمارا من على وجهي وابتسمت في وجه وهو ايضا بادلني نفس الإبتسامه كنت انظر في عينيه وكنت اريد التكلم ولكنني لم أستطع وكأنه فهمني ومن دون مقدمات قال :
ـــ اريد أن اطلب يدكي
تسارعت دقات قلبي
ـــ غير ممكن
ـــ لماذا؟
ـــ يريدون أن يزوجوني لإبن عمي
اختفت الإبتسامه من على شفايفه وتنهدآآآآه والتزم السكوت بعدها رد على وبحسره
ـــ هل انتي ايضا تريدينه؟
أنا ـــ لااااا
عم السكوت بيننا بعدها قلت
ـــ الان ذاهبه بيت أختي لكي أقول لها إني لا اريد الزواج من إ بن عمي
ـــ وإن سئلتكي تريدين من؟
ـــ نجار حينا
فضحك بصوت عالي ونظر إلى ولم أهرب من نظرته إلى اني كنت سأموت من الخجل سألني
ـــ هل تقولين الحقيقه
ـــ نعم
ـــ إذن دعيني أئتي وأطلب يدكي
ـــ لا لم يحن الوقت بعد اصبر إلى أن أختي تكلم والداي عندها سأخبرك
ـــ حقا أنتي مستعده بالزواج مني؟وأن تكوني زوجت واحد لا شئ؟
ـــ نعم
فحرك رأسه و كانت علامات الأسف و الحسره ظاهره على وجه
ـــ ألن تندمي؟
ـــ لماذا؟ فأنا لا أرى فيك اي عيب
ـــ عيبي هو إني عشقت و يدي فارغه
فضحكت و توجهت إلى بيت اختي و في الطريق بإستمرار كنت انظر إلى خصلة الشعر

OMM Ali
13-12-2005, 10:48 AM
الجزء 4


قلت لاختي:
ـــ جئت للغذاء عندكم
مع إنه اختي تعجبت من هذا الأمر إلا انها فرحت لقدومي الى بيتها فأقتربت مني و سألت:
ـــ ماهي اخر الاخبار؟
ـــ عمي دعانا لقضاء اسبوع في مزرعته يبدو انهم يريدون التكلم عن موضوعي أنا و منصور
ففرحت اختي من هذا الخبر
ـــ لاحظت بأنكي لستي على طبيعتك فهل هذا كله بسبب منصور, مبروك
ولكني فضلت السكوت و كنت مرتبكه و ارتجف فلاحظت علي اختي و قالت
ـــ ماذا دهاكي يا مريم تكلمي بس لا تكوني تحبي؟
وفجأه و من دون إرادتي بكيت فإستغربت اختي مني وسألتني:
ـــ هل انتي تحبين منصور؟
ـــ لا
فأستغربت وأخفضت صوتها و قالت:
ـــ مريم هل انتي تقولين الصدق
كنت ساكته و ابكي
ـــ تكلمي تحبين من؟
بدأت تعد لي كل شباب أقاربنا قلت:
ـــ لا يا اختي
ـــ إذن تكلمي من هو ؟لا تكوني بتحبي واحد متزوج و عنده اولاد هل هو يقرب لنا ؟أين رأيته ؟
ـــ لا ليس من أقاربنا
و أكثرت بالبكاء
ـــ لا ؟ إذن من هو؟ هل هو يبادلكي الشعور ذاته ؟ هل انتم تتواعدان؟
والدموع تنهمر على وجهي و قلت:
ـــ نعم يا اختي هو ايضا يبادلني الشعور لا تحزني يا اختي لأنه... لأنه... ليس من مستوانا
ـــ إذن من هو؟
الان هي التي بداءت بالإرتجاف فقلت لها
ـــ انسي يا اختي فلا يوجد احد
أردت النهوض إلا انها امسكت يدي بقوه و قالت
ـــ كيف انسى و إلى اين تذهبين إجلسي و أخبريني القصه و من هو؟
ـــ لا أستطيع إخبارك
ـــ مريم انتي الان ستقتلينني و سيتوقف قلبي و أرجوكي لا تلفي و تدوري و أخبريني من يكون و هل هو الذي قال لكي بأنه هو ايضا يبادلكي الشعور ذاته؟
ـــ نعم يا اختي
و قالت بحسره
ـــ إذن تتكلمون مع بعض؟
التزمت السكوت و الدموع تنهمر على وجهي
ـــ تكلمي يا بنت تكلمي كيف تعرفتي عليه ؟ستتكلمين أم لا؟
ـــ سأتكلم هل تعرفين ذلك الدكان الذي نمر من جنبه على طريقنا؟
ـــ طيب!؟
ـــ ذلك الصبي النجار الذي اسمه أحمد
ما إن لفظت إسمه حتى شعرت بالإرتياح و اخيرا هذا الحمل الثقيل زال عن صدري و اخيرا بحت بسري لشخص. و اختي و كأنها لا تصدق الذي قلته قالت :
ـــ من؟ هل جننتي يا مريم؟
ـــ لا يا اختي انا لم اجن استحلفكي بالله اخبري والداي و قولي لهم انا اريد سواه و لا استطيع العيش من دونه....
ـــ انا اغلط و اقول هذا الكلام لهم هل تريدين ان يموت والدي من هذا الخبر و ماذا عن امي طبعا سيجف الحليب من صدرها
فعم السكوت بيننا و اختي تنظر الي بإندهاش و كأنها لم تصدق ما تسمع أو ترفض التصديق فقالت:
ـــ اي دكان تقصدين؟ هل ذلك الدكان الصغير و المظلم؟
ـــ نعم هو
ـــ يا بنت ماذا كنتي تفعلين هناك ؟ كيف قدميكي اخذتي الى ذلك المكان الحقير؟ و كيف رأيته؟
ـــ صدقيني يا اختي أنا بنفسي لا أعلم كيف و يمكن أن يكون هذا نصيبي
ـــ يالله انهضي و اخجلي من نفسكي حتى إبن الدادا أفضل منه بكثير هل تريدين أن تكوني تعيسه وتفضحيننا و تفضحي والدنا و نكون على كل لسان؟هل تريدين أن تصبحي زوجته النجار؟
ـــ اسمعي يا اختي فالحب لا يأتي بإختيار المرء أنا اعرف كل هذا الذي قلتيه و فكرت مليا بهذا الشئ و على فكره هو يريد أن يلتحق بالجيش و اذا والدي ساعده سيصبح ذات شأن فأرجوكي تكلمي مع والداي و أن أصبح زوجته وإن لم أصبح سأقتل نفسي
كنت اتكلم بجديه و بصوت مرتفع لدرجه إنه اختي صدقت ما قلت و قالت:
ـــ تأكدي لإإن عرف والدي سيقتلكي قبل أن تقتلي نفسكي
ـــ ليقتلني افضل سأرتاح فأنا لا اريد الزواج بمنصور و لا غيره الموت افضل لي فأن لم تتكلمي انتي معهم انا بنفسي سأكلمهم
فأردت النهوض فأمسكت بيدي مره اخرى و لكن هذه المره كانت يدها بارده كقطعه ثلج و كانت عكس يدي أنا كانت ساخنه جداجدا
ـــ إجلسي يا مريم و دعيني افكر و تعوذي من الشيطان

OMM Ali
13-12-2005, 10:49 AM
و اتركي عنكي هذا الجنون
فكلما ازدادت نصائحها لي فأنا ازددت عنادا كنت اريده هو ولا سواه و بعصبيه قلت
ـــ جئت لكي عون فصرتي لي فرعون انتي من ماذا خائفه؟ يريدون قتلي فاليقتلوني فداكي يا اختي فسأذهب بنفسي و ابحث عن حل لمشكلتي
فابإكراه رضيت اختي ان تتكلم مع والدي فذهبت معي الى القصر...
إستغربت والداتي من الوجود اختي معي في هذا الوقت
ـــ ليلى ماذا حصل ؟ لماذا انتي ايضا اتيه في هذه الساعه برفقت مريم؟
لقد خافت امي من أن يكون قد حصل إختلاف بين ليلى و زوجها فضحكت اختي و قالت:
ـــ والدتي العزيزه إن كنتي قد تضايقتي من مجيئي سأذهب
ـــ يسرٌني قدومك و لكن لماذا في هذا الوقت ؟ لماذا لم تجلبي إبنك معك؟
فلكي لا تنتبه الدادا بوجود شئ فغمزت اختي لوالدتي و قالت:
ـــ فلما اخبرتني مريم بأنكي مصابه بالزكام قلقت و جئت للإطمئنان عليكي ولم احضر ابني معي
لكي لا يصب بالعدوى
فغمزت مره اخرى لوالدتي. فرأيت يد والدتي ترتجف احست بأنه في موضوع خطير و لا يجب للخدم أن يعرفوا او يحسوا بشئ ،فقالت ليلى للداده:
ـــ خذي محمد رضا الى بيتي و في الطريق أضيئي عشره شموع
ووالدتي كانت مستغربه من كلام ليلى و هي في حيره من أمرها فما أن غادرت الداده الغرفه فأمسكت والدتي بذراع ليلى و بصوت منخفض قالت:
ـــ ماذا يجري يا ليلى؟ ها اختلفتي مع زوجكي؟ لماذا جعلتيهم يأخذون محمد رضا الى بيتك؟
كانت والدتي شديده القلق فأدمعت عينها و اختي تحاول أن تهدء من روعها فتقول لها:
ـــ فلطتمئني اقسم بأن لم يحدث بيني و بين زوجي اي شئ
ـــ إذن ماذا؟ لماذاتريدين أن يخلى البيت؟
فذهبت ليلى قرب النافذه و ألقت نظره من النافذه و لما رأت الدادا مع السائق يغادران قالت:
ـــ والدتي اجلسي مريم انتي ايضا تعالي و اجلسي
فنظرت إلى والدتي التي كانت شديده القلق فبدأت دقات قلبي تتسارع و تغير لون وجهي فقالت والدتي:
ـــ هل ستقولين ماذا يجري أم لا؟ لماذا لا تتكلمين؟ هيا تكلمي!
فنظرت ليلى في عين والدتي و قالت :
ـــ والدتي العزيزه إن مريم لا تريد الزواج من منصور
فلاحظت بأنٌ صوتها كان يرتجف و هي تتكلم ووالدتي لقد كانت منصدمه من هذا الكلام فتنظرإلي
ثم تنظر الى ليلى فغضبت و صرخت
ـــ طيب هذا لا يحتاج الى اخلاء البيت ما الذي يعيب منصور؟ انا كلما فكرت فلا ارى اي عيب فيه
ممكن قد قال لها شيئا ؟ أم حصل بينهما شئ ؟إذن لماذا لا تريد الزواج به؟
ـــ هي لا تحب منصور
الظاهر والدتي بدأت تفهم ولكن لا تريد التصديق فقالت :
ـــ منصور لا تريده ، إبن عطاءالدوله لا تريده إذن من تريد؟
ـــ والدتي العزيزه لا تغضبي الحقيقه ... الحقيقه... مريم عاشقه
في لحظه عم السكوت و رأيت التغير في وجه والدتي بدت شاحبه فإلتفتت إلي و قالت :
ـــ يا سلام! ماهذا؟!!
امسكت اختي ذراع والدتي و قالت:
ـــ والدتي ارجوكي لا تصرخي لا تفضحينا
ـــ انا افضحكم؟ فالفضيحه قد صارت الان الآنسه عاشقه، عاشقه اي كلب يا ترى؟

OMM Ali
13-12-2005, 10:50 AM
الجزء 5

عم السكوت في الغرفه و امي شديده الغضب فصرخت في وجه اختي

ـــ الم اكلمكي يا بنت ؟تكلمي عاشقه اي كلب؟

كانت تصرخ في وجه ليلى و كأنها هي المذنبه

ـــ لا تغضبي يا والدتي إهدئي ارجوكي انتي لا تعرفينه وانا ايضا لا اعرفه...

هذه المره فقط والدتي سألت

ـــ من؟

ـــ ذلك الشاب ... ذلك الشاب الذي داخل الدكان... ذلك دكان النجاره....في ذلك الدكان النجاره

يوجد صبي يعمل... تقول اسمه احمد، أحمد النجار

بينما والدتي كانت تنظر الى اختي و بإستغراب فجأه و من دون كلام وقعت راكعه على الارض

و اخفت وجهها بيدها و انا كنت ارتجف من الخوف و اختي تنظر الي بعتاب قالت:

ـــ والدتي عزيزتي هل انتي بخير؟

في النهايه والدتي رفعت رأسها شاحبت اللون و كأنه جف الدماء من جسدها فنظرت الى اختي و بحنيه سألتها:

ـــ كنتي تمزحين يا ليلى صح؟

و لأنها رأت اختي ملتزمه الصمت فمره اخرى اخفت وجهها بيدها و صرخت

ـــ يا الهي!...

فتمزق قلبي لرويتها بهذه الحاله فتحاول اختي بأن تهدءها و اقناعها قالت:

ـــ والدتي هي تريدأن تصبح زوجته

ـــ هي تغلط،يا الهي ماذا سأقول لوالدكي ؟ سيقول لي لم تعرفي كيف تربي ابنتك!

ـــ انا سأتكلم مع والدي

ـــ ألا تخجلين انتي ايضا مثلها فقدتي عقلك

فإلتفت الي و قالت:

ـــ حسابي معك فيما بعد صايره بتعشقي يا قليله الحياء و عاشقه من نجار معدم و حقير! اتفووو عليكي و علي انا التي انجبتكي

فإزداد بكائها وارتفع صوت بكائها فقالت لها اختي :

ـــ لا تفعلي بنفسك هكذا يا والدتي سيجف الحليب من صدرك

فأخذت والدتي في حضنها و قبلتها و حاولت تهدئتها

ـــ احسنتي يا بنت وما قصرتي على هذه الفضيحه ماذا اقول لوالدك؟ اقول ابنتك قد عبله؟عاشقه نجار الحي الحافي؟اقول إن انت يجب ان تصبح والد زوجت النجار المعدم النجار الشحاذ؟

فغضبت من كلامها و لا أعرف كيف تجرأت و رفعت صوتي عليها من الممكن غياب والدي اعطاني الجرأه و قلت

ـــ شحاد فليكن فهل يجب على الجميع ان يكونوا أغنياء ؟فهو يعمل و بكد و لا يسرق ليلى لم تقل أنا سأقول يريد أن يذهب الى المدرسه العسكريه و يصبح ذات شأن

فإتجهت والدتي نحوي و هي غاضبه و قالت:

ـــ انزلي عيونك الوقحه الى الارض الا تخجلين من نفسكي يا قليله الحياء

فهجمت علي و امسكت بطرف فستاني و ارادت التهجم علي وفبكل قوتي اسطتعت تخليص نفسي من يدها و هربت كنت اسمع صوتها و هي تصرخ فما أن يأتي الليله والدكي تأكدي سيخرجون جثتكي من القصر فوقفت على الباب و أنا ابكي قلت:

ـــ هذا افضل سأرتاح

فصرخت علي ليلى

ـــ اصمتي يا مريم اصمتي و اخرجي

فخرجت من الغرفه و ركضت بإتجاه الحديقه و جلست قد حل الليل و اختي المسكينه وهي تحاول

بيني و بين والدتي بعض الاحيان تحاول اقناعي بأن اكف عن هذا الجنون و أحيانا تقوم بنصيحة والدتي

ـــ والدتي العزيزه هل مريم الوحيده التي عشقت؟ فالكثيرون يعشقون و يتزوجون و في النهايه يعيشون سعيدين

ـــ نعم يعشقون و لكن ليس بنجار معدم إلا إن كان على جثتي

اختي الصغيره شهرزاد تنظر الي بحيره و هي لا تعرف ماذا يجري تصرخ والدتي قائله:

ـــ فلم تفكر في سمعت والدها و لم تفكر في سمعت امها و اخواتها و لم تفكر في هذه الطفله البريئه

و بيدها اشارت على اختي شهرزاد ليلى قالت:

ـــ والدتي مريم تقول الصدق هو سيذهب الى المدرسه العسكريه و سيصبح ذات شأن

ـــ ليلى غلطت غلطه كبيره و انتي ساندتها الليله ما أن يأتي والدكي سأجعله يوريها النجوم في عز الظهر

ـــ والدتي العزيزه استحلفكي بالله ما أن يأتي والدي لا تخبريه حينها دعيه يستريح و يأكل بعدها...

جاء والدي و كان القصر يعمه السكوت و كأننا في مأتم فلاحظ والدي الوضع فسأل:

ـــ لماذا لا يوجد خدم في القصر أين ذهبوا؟و أين محمد رضا فأنا لا اسمع صراخه؟وماذا عنكي انتي ليلى ماذا جاء بك في هذا الوقت تكلموا ماذا يجري هنا لما الجميع صامتون ؟ فليخبرني احدكم و انتي يا مريم ماذا بك؟لماذا لستي على طبيعتك ؟ لماذا ترتجفين؟ فليخبرني احدا ماذا يجري هنا هيا تكلمي يا نرجس لما انتي شاحبه؟

ـــ سوف اخبرك بكل شئ ولكن ارجوك بأن تهدء لكي استطيع اخبارك

فخرجت من الغرفه وخرجت شهرزاد ورائي وقالت لي بصوت منخفض

ـــ اذهبي واختبئي فما ان يعرف والدي تأكدي سيقطعكي اربا اربا

فطلبت منها بأن تصمت وتذهب الى غرفتها وتنام وظليت انا استرق السمع من وراء الباب

ـــ طيب!?

ـــ انا ارسلت محمد رضا مع الداده الى منزل ليلى بحجت اخلاء القصر

ـــ اخلاء القصر؟ لماذا؟

ـــ اريد التكلم معك

مسكينه والدتي كان صوتها يرتجف وهي تخاطب والدي

ـــ بخصوص ماذا؟

ـــ بخصوص مريم

انزلت والدتي رأسها الى الاسفل وتابعت كلامها

ـــ هي قد اخبرت ليلى بأنها لا تريد إبن عمها

ـــ ما معنى هذا؟ في البدايه قالت يجب أن أرى ابن عطاء الدوله وبعد ما رأته قالت: لا اريده لأنه ارمل وعنده اولاد ألم تكن تعرف من البدايه بأنه كان متزوج وله اولاد والآن ايضا لا تريد منصور

ـــ والله يا باشا أنا بنفسي قلت لها هذا الكلام

ـــ إذن ماذا تريد؟ الى متى ستظل دون زواج ؟هي ليست طفله ، عمرها خمسه عشر سنه و لما الان بنفسها لا تعرف ماذا تريد

ـــ بلى يا باشا هي تعرف ماذا تريد

والدي كان ساكنا في مكانه كالتمثال و بعد لحظه قال

ـــ ماذا قلتي؟

ـــ يا باشا استحلفك اذا كنت ستغضب و تصرخ ...

والدتي لم تسطتع ان تتابع فبصوت منخفض جدا تابعت

ـــ هي تقول ... هي تقول ... في الحقيقه هي تحب شخصا

ـــ تحب شخصا؟ من؟

كان والدي غاضبا جدا و كأنه ينتظر جلب رأسي له لكي يفصله عن جسدي

ـــ ماذا اقول يا باشا

ـــ انا سألت من

صوت ابي ارتفع فوالدتي كانت حذره فقبلها قد اغلقت كل النوافذ و الابواب

ـــ يا باشا اخاف ان اقول فهو ليس...ليس من اصل و نسب عريق

ـــ هي أين رأته فصرخ والدي هائج كالعاصفه و قال

ـــ نرجس فأناسألتكي هي تريد من؟

كان واضحا بأنه لا يريد لفظ اسمي

ـــ إن قلت لك فلن تغضب؟استحلفك بالله...

ـــ قلت من يكون هذا الشخص؟

ـــ هو صبي نجار ذلك النجار الذي لا يسوى شيئا اسمه احمد

جلس والدي كالتمثال وواضعا يده على صدره دون حراك و في حياتي انسانا بهذا الشكل تتبدل شفاه الحمراء الى هذا البياض لقد اصبحت شفاه والدي بيضاء جدا و اصبح لون شاحبا ووالدتي تنظر اليه بخوف فلقد كان سكوته اكثر خوفا من صراخه بهدوء قالت

ـــ باشا؟!

وبما إنٌ والدي ما زال صامتا قالت والدتي:

ـــ يا باشا هو يريد أن يذهب الى مدرسه عسكريه ولن يظل مدى حياته نجار

والدي كان كما هو ينظرالى نقطه معينه و كان هادئا و صامتا ففتح فمه بصعوبه وكأنه شخصا يشدٌ حنجرته فبصعوبه قال:

ـــ أين هي؟أين هذه البنت؟

فأمسكته والدتي من ذراعيه و قالت:

ـــ استحلفك بالله يا باشا أن تهداء فماذا تريد منها؟

ـــ تتجول في الاسواق و الأزقه و من دون رقيب واي شئ ارادته فعلته أين هي؟ قلت أين هي؟

أختي و بترجي قالت

ـــ والدي استحلفك بالله بأن تسامحها هي اخطئت، فمن الاساس أنا التي لم يجب أن اخبركم هي طفله و كأي طفله أخطئت

فصرخ والدي قائلا:

ـــ طفله ؟ لما كانت امكي في عمرها كان لها طفلا عمره سنتين كل هذا بسببي انا ،انا الذي اعطيتها الحريه المطلقه ووثقت بها و لكني سأمزق جسدها بالصوت حتى تنسى عشقها

ردت عليه اختي

ـــ ماهذا الكلام يا والدي ماذا يعني عشقها؟

والدتي تقول:

ـــ يا باشا لا تفضحنا فصوتك سيخرج من القصر و سننفضح امام الناس

فصرخ والدي فاقدا اعصابه

ـــ فضيحه؟ و اكبر من هذه الفضيحه؟ هل تظنين ان الخدم لم ينتبهوا هل هم اغبياء لكي لا يفهموا ماذا يجري؟ وحتى لما الان لم يفهموا لم يتأخر الوقت بعد، كانت اختي معها الحق لما قالت لا تدلل بناتك كثيرا،أقول لكي إذهبي و أخبريها بأن تأتي ، أين هي الان؟ إن لم تخبريها سأذهب بنفسي لها

فهجم والدي نحو باب الغرفه و انا كنت في داخل ارتجف خوفا و كنت اسمع والدتي تقول له:

ـــ ماذا تريد أن تفعل يا باشا فأنت الان غاضب وقد تفعل شيئا ثم تندم عليه لاحقا

ـــ تنحي جانبا يا إمراه و لا تعترضي طريقي

ـــ استحلفك بغلاوت محمدرضا ارحمها

ـــ بغلاوت محمد رضا؟ هل هذه البنت دعتني اتهنى بفرحت إبني

فكانت اختي تترجاه و تقول له:

ـــ ارجوك يا والدي اولا اذهب و تعشى إن كل هذا بسببي انا

لقد سمعت صوتا مخيفا ففهمت إنٌ والدي لقد ركل طبق الطعام نحو الجدار، اختي ووالدتي كانتا تصرخان و انا خائفه فركضت بإتجاه الحديقه و كنت احمل حذائي في يدي لكي لا يسمع صوت اقدامي وانا اركض فسمعت صوت باب الغرفه و صراخ والدي الذي كان كالأسد الذي يريد الهجوم على فريسته يصرخ و يقول أين انتي يا بنت ؟ أين ذهبتي؟ و كان كالمجنون يبحث عني

في كل الغرف و في كل ارجاء القصر فركضت إلى الحديقه و ذهبت نحو المطبخ ووضعت عبائتي على رأسي و ذهبت نحو غرفه الخدم فمازلت اسمع صوت والدي و هو يصرخ .
فبعد مرور بضع ساعات لم اعد اسمع صراخه فرجعت الى الداخل و كنت خائفه و كأني سأذهب الى القصاب و الحمدلله يبدو انٌ الجميع كانوا نائمين أم كانوا يتظاهرون بالنوم حتى يخمدوا النار التي اشتعلت في القصر بسببي فبهدوء فتحت الغرفه التي كنت اعلم انه ليلى تنام فيها دخلت و اقفلت الباب خلفي ففتحت عينها و رأتني و لقد كنت متعبه جدا فتمددت جنبها ووضعت رأسي حنب أذنها و قلت ماذا جرى؟

ـــ ماذا كنتي تريدين أن يحدث ؟ رأيتي ماذا ما اشعلتي من نار فوالدي اصدر امرا بمنعكي من الخروج خارج القصر و اذا استلزم الامرفيجب أن يكون بالعربه و برفقت والدتي أم الدادا و أن يكون بإذن من والدتي

ومن دون ارادتي تنهدت آآآآآآآه

ـــ والدي قال سيرسل لعمي خبرلكي تذهبوا الى مزرعته سياخذونكي معهم لكي يجهزوا كل ما يلزم لزواجكي من منصور

مره اخرى قلت آآآآآآآآآآآه و تهت في افكاري و لم أرى شيئا حولي فقط كنت اتمنى الموت و كنت احقد كثيرا على منصور فتابعت اختي

ـــ و ايضا منع بأن اي شخص من اهل هذا القصر أن يتجول قرب السوق و على الجميع أن يغيروا طريقهم للذهاب الى و ليذهبوا من الطريق الاخر

أنا كنت صامته و كأني جثه هامده من دون روح فقط كنت أرى و شعره المتموج على جبينه و أرى منصور و شعره القصير انا لا اريده ليس إجبارا لا اريد منصور فقالت لي اختي:

ـــ يا مريم اتركي عنكي هذا الجنون و فكري مليا و انظري ماذا فعلتي بالجميع فأنتي التي مع كل هذا العز و الحياه المرفهه فهل تستطيعين أن تصبحي زوجت نجار؟ هل تستطيعين بأن تعيشي مع انسان لا يملك شيئا؟ اريد أن أعرف هذا الشاب ماذا يملك بغير رائحه الخشب الكريهه

فقطعت كلامها و قلت

ـــ اتركيني و نامي

ـــ قولي لي بماذا تفكرين؟

ـــ افكر فيه

فاغلقت الابواب في وجهي كنت مثل القطه المتوحشه و المتمرده و هي في المصيدهلم أكن أجروء أن انظر في وجه والدي و كنت اتجنب رويته، فبعد رجوع الدادا و التي كانت تنظر الي بشكوك ومن دون أن تتكلم تحضر لي الطعام وأما والدتي لقد كانت قدر الامكان تتجنب النظر الي

كلما كنت اخرج من الغرفه و طبعا للضروره و كنت اصادفها في طريقي انزل راسي الى الاسفل و أسلم عليها و لكن لا أسمع ردا على سلامي أما اختي شهرزاد لقد كانت الواسطه بيني و بين والدتي .

OMM Ali
13-12-2005, 10:51 AM
اذا القصه اعجبتكم اكمل لانها تحوي اجزاء كثيره

بدور
13-12-2005, 12:24 PM
اذا القصه اعجبتكم اكمل لانها تحوي اجزاء كثيره



الصراحه اعجبتني القصه وممكن تنزلين الاجزاء المتبقيه حبوبه

ويعطيج العافيه

OMM Ali
13-12-2005, 01:04 PM
الجزء 6



عشرين يوما تقريبا كنت سجينه في القصر كنت كالمجنونة لا افكر الا به و هذا السجن الذي كنت فيه كان يزيد من نار قلبي شهرزاد تقول:

ـــ تقول والدتي بأنٌ عمي دعى والدي و قد قال له تفضلوا الى المزرعه لكي نتكلم و بجديه في موضوع اولادنا ووالدي سوف يذهب لكي ينهي الامر لانه يقول ليس جيدا بأن تظلي في البيت يجب أن يزوجكي ، يقول البنت لما تعشق يجب تزوجيها بسرعه والا ستكبر الفضيحه

فإحمر وجه شهرزاد و من ثم تابعت

ـــ والدتي ايضا سترسل رساله الى خالتي لكي يأتوا بسرعه و ينهوا موضوعي مع أمير

فضحكت وتابعت

ـــ و بسببكي و من الخوف انا ايضا يريدون أن يزوجوني بسرعه

ـــ إن شاء الله الف مبروك يا اختي و لكني انا لا اريد الزواج من منصور و اذا رأيته و كأني عزرائيل

ـــ تقول والدتي تريدين أم لا تريدين فغصبا عنكي ستصبحين زوجته

ـــ سأتناول السم و اقتل نفسي و سترين بأني لن اصبح زوجت منصور

ـــ مسكين منصور هو ليس بسيئ انا اشفق عليه انتي اصبحتي مجنونه

ـــ نعم يا اختي صدقتي أنا جننت




في الصباح الباكر خرج والدي بالعربه الى مزرعه عمي و في تلك اللحظه انا لم انهض من السرير و لكن اسمع الرايح و الجاي وبعد ذلك والدتي استعدت للخروج و الذهاب الى بيت خالتي مع شهرزاد و الدادا . فقالت الدادا لوالدتي:

ـــ فماذا عن مريم ألن ترافقنا

ـــ انتي ما دخلكي

فردت عليه الدادا إن مريم لم ترافقكم فأنا اطلب بالذهاب الى زيارت اختي

أذنت لها والدتي و لكن مع هذا كنت في حيره و تعجب لماذا والدتي تركتني لوحدي في القصر

هل اشفقت علي؟ هل انتهت فتره عقوبتي و سجني ومع كل هذا فأنا كلي شوقا للذهاب إليه و رويته و رويه شعره المنثور على اكتافه و لرويته جسده المعظل سأذهب لأشم رائحه الخشب المميزه . في ذلك الحين ذهبت و لبست عبائتي و وضعت الخمار على وجهي و خرجت من القصر في الفتره التي مضت خرجت مره واحده فقط من القصر و ذلك بقصد الذهاب الى بيت اختي و بالعربه و برفقه الدادا.

ذهبت من نفس الطريق الذي كان يوءدي بي الى دكان النجار أرى كل شئ كما كان لم يتغير شئ و الناس كالسابق رايحين و جايين فقط انا التي كنت احس بأني سأطير من الفرح كنت ارغب في الضحك بصوت عالي رفعت الخمار من على وجهي حتى اراه بوضوح و لكي يراني هو ايضا

فيا ليتني كنت مثل الشحادواجلس جنب باب دكانه واتفرج عليه عند قدومه وخروجه واتفرج عليه وهو يعمل واتفرج عليه وهو يتنفس اقتربت من الدكان وفجأه احسست بالبروده ووقفت مكاني ولم استطع التحرك من مكاني ولكنه قدماي ايضا لم تعد قادره على الوقوف لقد كان الدكان مغلقا هل من الممكن وفي هذا الوقت من النهار قد يكون الدكان مغلقا ؟ وقد كان وضع على الباب خشبتين وبعلامه x وقفت مكاني وكنت محتاره وكنت انظر من حولي واجد شخصا يقول لي ماذايجري؟اسئل من؟ وأين أذهب؟ فنظره مره اخرىالىباب الدكان وكأني أنظر الى شخصا عزيزا

على قلبي ومن دون أي رغبه مني رجعت الى القصر إذن لم يكن كلام والدتي دون قصد لما فكت أسري ولما كانت تضحك كانت تريد أن أذهب وأرى بعيني . إن كان قد حصل شئ فهذا من عمل والدي يا ترى هل سجنوه؟ هل قتلوه؟ ماذا جرى له؟ ماذا فعلوا له؟ فإن أصابوه بمكروه كأنهم أصابو قلبي .

أصبحت اكره والدي وضحكت والدتي يا الهى كيف أراه مره اخرى ؟ كيف أجده؟ فقدماي لا تحملاني كنت بلا روح كنت احس بالتعب. أجرو قدماي في الارض وبصعوبه اتنفس لماذا كل شئ تغير ؟ لماذا الحياه اصبحت بلا معنى ؟ لماذا ارىالحزن من حولي؟ لقد جفت الدموع من عيني وكنت غاضبه من والدي ووالدتي ومن منصور ايضا .

سيجلسان وينتظران متى سأصبح زوجته منصور فإن كان هذا ما يريدان فأنا بدوري سأعاندوبما كنت جالسه علي حوض القصر وافكر نهضت مره اخرى ووضعت عبائتي على رأسي وقلت لنفسي ممكن قد يكون الآن قد رجع الى عمله سأذهب لأرى ان رجع ام لا إلا اني قد فهمت ما معنى الخشب المثبت على الباب ومع هذا لم اقطع الامل فأنا أذهب لكي أرى مكانه الفارغ و الباب المغلق بإحكام ولكي اتخيله و هو يعمل من خلف الباب فوصلت إلى المكان وللأسف لقد كان الباب مغلق كما هو ومن دون إرادتي توجهت الى السوق حائره ولا أعرف ماذا أفعل وإلى اين الجاء او ماذا اريد وصلت الى الكنيسه و لكني لم أضيئ شمعه لم أكن ارغب بأي شئ كان يجب علي أن أرجع الى القصر لماذا أنا هنا أتجول كالطير الهارب من القفس يجب أن ارجع الى قفسي و ابكي على حظي.

ـــ يا سيدتي ارجوكي ساعديني فأنا يتيم ...

هذا ما كان ينقصني كان ولدا في العاشره من عمره متسول وحافي القدمين و ملابسه رثه وممزقه يركض خلفي .

فإن كان الدكان مفتوحا و كنت سعيده من دون شك كنت قد أعطيته نقودا و لكن الان كنت اكره كل شئ من حولي حتى نفسي فأمسك طرف عبائتي و بداء يتوسل الي

ـــ أنا يتيم يا سيده الله يخلي اولادك و يخليك لأولادك ساعديني

بدأت عبائتي تتسخ من يده فغضبت منه و دفعته و قلت

ـــ ابتعد عني

وقف قليلا ثم تبعني مجددا فبينما كنت امشي و من دون أن التفت خلفي أقول له:

ـــ قلت لك ابتعد عني

فأخفض صوته وقال

ـــ هو أعطاني لكي ورقه

و فجأه وقفت مكاني من دون اي حراك فإقترب مني الولد و مدٌ يده نحوي

ـــ من هو؟

ـــ قال لكي اقول ذلك النجار

فبحجت اني كنت اعطيه نقودا أخذت الورقه من يده و تحركت و فتحت الورقه كان ذلك الخط الجميل و برويته مره اخرى بدأت دقات قلبي تتسارع وبدأت الدماء تتحرك في جسدي المجمد

وبدأت الشمس تشع في وجهي و بدأت أحيا من جديد و كانت الرساله تحتوي على هذه الجمله:

( أنا أنتظركي ألآن خلف حديقه القصر )




فلم أعد اهتم للفضائح ولا لأي شئ أعرف بأنٌ والدي ووالدتي مرتاحان البال من ناحيه النجار فإذن والدتي سوف تتأخر في الرجوع وإلى الحلول المغرب مازال عندي وقت ساعتين .

فتوجهت إلى خلف حديقه القصر وكان الوقت ظهرا ولا أحد يمر من هناك و حتى لو مرٌ احدا فأنا البس عبائه قديمه و الخمار على وجهي فلن يعرفني احد . فوقفت هناك و بعد دقائق سمعت صوت اقدام خلفي فإقترب هذا الصوت مني شيئا فاشيئا و مرٌ من جنبي ووقف أمامي لقد كان هو يبتسم لي بخجل و كان لابسا قبعه وخصلات شعره ظاهره من تحت القبعه فقال لي

ـــ السلام عليكم

ـــ و عليكم السلام

ـــ أين كنتي من ثلاث وعشرون يوما؟

ـــ كنت سجينه

فرفع حواجبه و علامات الحيره و التعجب ظاهره على وجهه فقلت:

ـــ قلت لأبي فمنعني من الخروج و أنت لماذا دكانك مغلق؟

فإبتسم لي بسخريه و قال:

ـــ ألا تعلمين؟

ـــ لا

ـــ إسئلي والدكي

فإذن كان ظني في مكانه هذا كان من عمل والدي ولكن كيف ؟

ـــ والدكي اشترى الدكان منذ عشره ايام في يوم في الصباح لما ذهبت الى العمل رأيت الدكان مغلقا بالخشب و بإحكام فذهبت إلى الاستاذ و سألته لماذا اغلقت الدكان؟ قال : بصير الملك قد ارسل شخصا و يسأل عن ثمن الدكان فقلت له لن أبيع فقال لي بصير الملك فقط يسألك كم ثمنه؟

فذهب و رجع مره اخرى يقول بصير الملك سيشتريه ضعف ثمنه بشرط أن يشتريه اليوم قبل بكره وانا وافقت .

كنت في حيره و رفعت الخمار من على وجهي و قلت :

ـــ إذن والدي قد جعلك بلا عمل و قطع رزقك ؟ فإذن هو قد نشر سمه ؟

فبرويته الى وجهي إحمر وجهه و قال

ـــ بدلا عنه أعطاني دواء شفائي

قلت مره اخرى

ـــ لقد قطع رزقك

ـــ من الممكن كان يعلم بالإبتعاد عنكي فالماء لن ينزل من عنقي

وضحك و بعدها عم السكوت بيننا و لكن القلق ظاهرا على وجهه

ـــ من البدايه كنت أعلم بأنهم لن يسمحوا أن تكوني لي

ـــ تعال الى القصر و اطلب يدي و أخبر والدي بأنك ستذهب الى المدرسه العسكريه و بأنك ستصبح ذات شأن فلا تريد هذا؟ ها؟؟؟

ـــ نعم اريد و لكن دون فائده لأنه لن يسمح لي حتى بالتكلم

ـــ لما لا ؟ فلما يراك.....

فقطع كلامي و قال

ـــ والدكي لقد رأني

ـــ ماذا؟متى؟ أين؟

ـــ لما اشترى الدكان وأغلقه بالخشب كنت بعد كل يوم أو يومين أأتي إلى الدكان و اقف و القي نظره إن كنتي قد جئتي ام لم تأتي لم أكن أعرف ماذا أفعل و كيف أراكي كنت خائفا من أن يزوجوكي رغما عنكي من ذلك الشاب ابن عمك ماذا كان اسمه؟

ـــ منصور

فنظر في عيني و إبتسم و قال

ـــ اهاااا لذلك منصور خان إنه ثري جدا صح ؟

كان في كلامه تجريح لماذا الجميع يتهجمون علي فأنا لا أتحمل فقلبي متحطم فقال

ـــ لقد إنتظرتكي كثيرا و لكن لم تأتي إلا أن في يوم رأيت عربه والدكي تمر من جنب الدكان و كان والدكي جالسا و لقد رأني واقفا فتجاهلني فقلت لنفسي أين أخفا إبنته ؟ ماذا فعل بها؟ فقفزت أمام العربه ووقفت العربه و قلت

ـــ سيدي اريد التكلم معك

و أنا ومن غير اراده مني صفعت نفسي و قلت يا الهي ماهذه الجراءه

مره اخرى إبتسم لي بسخريه و قال

ـــ لماذا؟

ـــ طيب و ماذا بعد؟

ـــ فالسيد نظر إلي بكره فلو كان يحمل مسدسا حينها لأفرغه في صدري فقال لي بغضب تكلم

فقربت وجهي إليه و لم أكن أريد أن يعرف احدا و خشيتا من أن يسمع السائق و المارون همست في أذنه و قلت لماذا تعذبها ؟ اتركها و شأنها ، أنا من تريدأن تصبح زوجته فعداوتك معي أنا فإزداد غضبا و تغير لون وجهه لدرجه إني قلت مع نفسي الان سيسقط أمامي كان ينظر الي بكره فيريد التنفس و التكلم و لكنه صوته لم يخرج بعدها قفز و بشده من مكانه ودفع سائق العربه بشده مثل الاسد الهائج أخذ الصوت من يد السائق و انهال علي ضربا لدرجه إنه تمزقت ملابسي و بداء جسدي ينزف و بين ما كان يضربني يصرخ و يقول : أيها الحقير فإن تجرأت مره اخرى و تكلمت عنها سأجعلهم يقطعون عنقك وإن رأيتك في هذه النواحي سأجعل والدتك تبكي على جنازتك فرمى الصوت أمام السائق و قال هيا تحرك و من ثم ذهب انظري ماذا فعل بي


فقدم لي منديلا ابيض ملطخا بالدماء و قال

ـــ خذي هذا و احتفظي به كتذكارا مني فسالت دمائي من أجلكي

من رويتي للدماء احسست بدواروقلت

ـــ آخ

و كأنه أنا من ضربت و ليس هو فسألني

ـــ الان ماذا افعل؟ اريد أن أتي لخطبتكي حتى لو قطعوا عنقي فلن اتراجع عن قراري

ـــ اصبر قليلا وأنا سأخبرك

ـــ كيف؟

ـــ اعطني عنوان بيتك

فردٌ علي بقلق

ـــ عنوان بيتي بما يفيد فهو موًجر و إن عرف والدكي سيشتريه هو ايضا

فخطرت ببالي فكره و قلت

ـــ طيب سأتي من داخل القصر الى آخر الحديقه و أرمي لك ورقه في هذا المكان سألف الورقه على صخره صغيره و سأرميها لك من فوق الجدار فبعض الأحيان تعال هنا و انظر

ـــ بعض الأحيان أتي؟ أنا كل يوم سأتفقد هذا المكان ماذا افعل؟ والدكي أخذ عملي مني و انتي أخذتي هدوئي و سكوني

كنت أعلم بأنٌ يجب أن اصبح زوجته مهما كان الثمن سأصبح زوجته فشعره من شعر النجار تساوي عندي الملايين من الملوك قلت :

ـــ الان يجب أن أذهب

ـــ أنا أعطيتكي الكثير كتذكار شعري و دمائي و انتي ماذا ستعطيني كتذكار؟

ـــ اولا أنا أعطيتك تذكار

فنظر إلي بإستغراب و قال

ـــ ما هو ؟

ـــ قلبي

و ركضت بسرعه الى القصر وكنت اتمنى في قلبي لو شلٌت قدماي و إلا آخر العمر ظليت واقفه أمامه هناك....

OMM Ali
13-12-2005, 01:05 PM
الجزء 7

مضت ليله ولم نسمع خبر عن والدي و في اليوم الثاني في وقت الظهر رجعت العربه من دون والدي نزل السواق بسرعه و طلب التكلم مع والدتي و قال لها
ـــ سيدتي الباشا طلب مني أن أتي و أخذكم إلى المزرعه
كنت اعرف إن الموضوع يخصني انا و منصور. في الصباح الباكر ركبنا العربه و إتجهنا إلى المزرعه فلما مررنا من جنب دكان النجار كانت والدتي تنظر إلي فلما رأتني هادئه و لم ابالي فإرتاح بالها ، من الممكن كان في ظنها إني نسيت الأمر و لكن الأمر ليس كما تظن فأنا كنت مصممه جدا كنت من البارحه الى هذا الصباح افكر و اخطط لكل شئ .



وصلنا إلى المزرعه فإستقبلونا إستقبالا حارا من قبل زوجت عمي و أولادها و حينها كان والدي و عمي و منصور كانوا قد ذهبوا إلى الصيد و لم يكونوا موجودين حين وصولنا و كانت زوجت عمي سعيده جدا بحضورنا و بالأخص بحضوري انا و كانت تكرر هذه الكلمه كثيرا ( عروسه ولدي الجميله9 ووالدتي كانت بغايه السعاده بعد مرور كم ساعه على وجودنا في المزرعه قد وصل والدي مع عمي و منصور و كانت السعاده ظاهره على وجههم و كانوا يحملون ما إصطادوه من طيور فما إن وصلوا قال عمي
ـــ إنه هذه الطيور من أجل مريم
من أجلي أنا و أنا ماذا سأفعل بها ؟ فرأيت تصرفات منصور لي كانت غريبه لقد كان مرتبكا و خجولا و كان ينظر إلي بإستمرار و لما انا انظر اليه كان يحمر خجلا و يشح نظره إلى مكان اخر
كنت اقول لنفسي يجب بأن أحسسه بأني لا ابالي به لكي يفهم ما بداخلي و يتراجع عن قراره و لكنه لم يفهم المسكين لم يخطر بباله ماذا يدور في قلبي و بماذا افكر . والحق انه كان رجل بكل معنى الكلمه لقد كان مودبا جدا ووسيما جدا و كانت أي بنت تتمنى الزواج منه إلا انا لقد كان في نظري مثل الأفعى و من رويته تنقلب احوالي .
بينما كان جالسا و يقراء الصحيفه فجأه وضع الصحيفه في الارض و إتجه نحو والدتي و قال
ـــ خالتي اريد أن اصطحب مريم في جوله حول المزرعه هل تسمحين لها بالمجئ معي
و كأنه أنا ايضا اتشوق لرفقته و دون ان يعرف رأيي إن كنت اريد الذهاب معه أم لا و دون إستشارتي قالت والدتي
ـــ إذن لماذا انتي جالسه يا مريم هيا إنهضي لا تجعلي منصور ينتظر
فنهضت من دون رغبتا مني و أخذت عبائتي لكي اضعها على رأسي فقالت زوجت عمي
ـــ ما هذا يا مريم !انتي لا تحتاجين لعبائه لا يوجد في المزرعه محرم و منصور إبن عمك و هو قريبا سيكون زوجك
فإحمر وجهي و ليس من الخجل بل من الغضب و منصور نظر إلى والدته بغضب و صرخ قائلا
ـــ والدتي
والدتي و زوجت عمي نظرا إلى بعض ثم بداءا بالضحك .

ذهبت بصحبته نتمشى و كان المكان يعمه السكون و الهدوء و لا أسمع إلا أصوات الطيور و هي تغرد و صوت النهر و الأشجار كان كل شئ هادئا و جميلا بداء منصور بالكلام و أنا لا أفهم شيئا من كلامه لأني كنت ارتجف من الخوف بسبب ما خطط له الليله الماضيه في كل لحظه اندم مئه مره و لكن في اخر لحظه اغير رأيي فسألني منصور
ـــ مريم هل زوجت عمي تكلمت معكي؟
تظاهرت بأني لا أعرف شيئا قلت
ـــ بخصوص ماذا ؟
فضحك و قال
ـــ تعرفين جيدا عن ماذا اتكلم . مريم كل ما تتمنينه اخبريني و انا سأحققه لك إن اردتي سأشتري
بيتا لكي وحدكي و سأجلب لك مدرسا للموسيقى و اتمنى ايضا بأن تتعلمي اللغه الفرنسيه
ـــ أنا قد تعلمت اللغه الفرنسيه عند والدي
ـــ طيب هذا افضل فبعدها ستكملينها
فجأه اشفقت عليه لأنه يكن لي نفس الشعور الذي انا اكنه لأحمد النجار كانت لعبه تدعو للسخريه
إبتسم لي بلطافه و رمقني بنظره كلها حب و حنان انه انسانا مميزا و هذه الحقيقه الذي انا ايضا لا استطيع إنكارها كنت احبه و لا أرضى له بالتعاسه كنت احبه مثل ما احب بنات عمي و اخي محمد رضا كنا نتمشى جنب النهر و لما وصلنا عند شجره التفاح منصور قطف تفاحه من الشجره وانا جلست تحت الشجره فإقترب مني و إبتسم لي و سألني
ـــ هل تحبينني؟
لم ارد عليه فتابع
ـــ لماذا لا تتكلمين؟ حينما كنتي طفله لم تكوني خجوله هل اكلت القطه لسانك؟
و بينما كان يضحك قال
ـــ تفضلي قطفت هذه من اجلك الا تحبين التفاح ؟
ـــ شكرا لا اريد
و لزمت الصمت فإقترب مني اكثر و همس في اذني
ـــ هل تحبينني بقدر ما انا احبكي؟
و لا حتى كان يحلم بأن جوابي سيكون له لا . فجأه سمعت صوتي و لا اعرف بأمر من لساني نطق بكلمه لا لقد كان صوتي جدي لدرجه إني تعجبت من نفسي فسألني
ـــ لماذا؟
ـــ لأني لا اريد
فإرتبك و سأل
ـــ طيب لماذا ؟ هل انا ضايقتك بشئ؟هل سمعتي شيئا عني؟ هل والدتي قالت لك شيئا وضايقكي؟
رفعت رأسي و قلت
ـــ لالالا اقسم ليس الأمر هكذا
ـــ إذن تكلمي ماذا جرى ؟
فواصلت كلامي اريد أن اخبرك و لكني خائفه فهل تقسم لي بأنك لن تغضب؟ وهل تقسم بأنك لن تخبر احدا؟ اقسم بغلاوه عمي
كان منصدما و لكنه شيئا فشيئا بداء يستجمع افكاره و قال
ـــ تكلمي لن اخبر احدا
ـــ هل ستعدني؟ هل تقسم لي؟
ـــ قلت تكلمي اقسم بغلاوه والدتي لن اخبر احدا ماذا تريدين ان تقولي؟
خفت إن تأخرت في إخباره اكثر فقلقه قد يتسبب بغضبه قلت
ـــ منصور انا ... انا ... ليس لأني لا احبك فأنت مثل اخي اقسم اني احبك قدر اخي محمد رضا و لكن..
إتكاء على الشجره ووضع يده وجنته و ركز نظره علي بدت عيناه كقطعه زجاج دون روح فقال
ـــ تحبينني مثل محمد رضا؟
انزلت رأسي و قلت
ـــ نعم
ـــ إذن هكذا! الان تخبرينني؟
ـــ إذن متى كان يجب أن اخبرك؟
ـــ طيب لو من البدايه قلتي اني لا اريد الزواج من منصور
ـــ لقد قلت
ـــ قلتي لمن؟
لقد كان في حيره من أمره و لم يكن يستوعب كلامي
ـــ قلت للجميع لوالدي ووالدتي و لكنهم لم يسمعوا كلامي و بإستمرار كانوا يخططون لزواجي
ـــ لماذا لا تريدين؟ الان انسي امري انا و لكن ماذا عن البقيه الذين تقدموا لكي ماذا كان عيبهم؟
كان ينظر الي بغضب و عتاب
ـــ لا يعيبهم شئ العيب كان مني انا ..
ـــ منكي انتي؟
ـــ أجل مني انا فأنا احب شخصا اخرا
لم اكن انظر في عينيه لكن من نبره صوته الغيره ظاهره عليه
ـــ ما هذا الكلام؟


الجزء 8

كان بحاله يرثى لها وكنت اقول لنفسي الان سيفقد اعصابه و سينهال علي ضربا و لكن كان اكبر و اعقل من ان يمد يده على إمرأه فقلت
ـــ أخفض صوتك استحفلك لا تصرخ والدي سيقتلني انت وعدتني و لقد اقسمت بغلاوه زوجت عمي
ـــ هل عمي يعرف؟ هل زوجت عمي تعرف؟
ـــ أجل أخبرت الجميع و لهذا السبب هم يريدون أن يزوجونني رغما عني كان يعتقدون بأني بهذا الزواج سوف انسى حبي
فضحك و بسخريه و قال
ـــ هه ، يريدون ان يزوجوكي رغما عنك حتى تنسي ألم يجدوا أغبى مني
فترجيته مره اخرى
ـــ منصور استحلفك لا ترفع صوتك
سأل من هو؟
ـــ لن تصدق اذا اخبرتك
ـــ لما لا سأصدق انا اتوقع منك كل شئ قولي من هو؟
لم اكن اعرف من الصواب إخباره او لا ، لم اكن اعرف انه هذا الذي فعلته هو انتقاما من والدي ام كنت اريد أن افضفض عما بداخلي لشخص حتى لو كان هذا الشخص هو صاحب المصلحه في
تلك اللحظه كنت أراه كأخي الكبير و كنت انتظر عتابه في اي لحظه
ـــ هو صبي نجار
هو ايضا مثل البقيه انصدم من هذه الحقيقه و ببطء إقترب مني و بصوت عالي و مليئا بالغضب و السخريه ضحك و قال
ـــ صبي نجار !!
و فجأه سكت و بداء ينظر في عيني و يبحث عن شيئا من المزحه كان يظن بأني كنت امازحه و لأنه لم يجد شيئا من المزح ، بكرها قال: وععع ، فالإنسان يشعر بالتقيئ لمجرد التفكير بهذا الا تخجلين
فغضبت من كلامه و بسرعه قلت
ـــ صح هو الان نجار و لكنه سيجمع النقود لانه يريد الذهاب الى المدرسه العسكريه
فضحك بسخريه علي و قال
ـــ اهاااا إذن سيذهب إلى العسكريه و متى ذلك إنشاءالله؟
لماذا الجميع لا يصدقون لماذا عندما اتكلم عن ذهابه الى المدرسه العسكريه يسخرون و يضحكون ما العيب في ذلك؟ هل هذا مستحيل؟ قلت
ـــ فلما يذهب سوف ترى هل فقط الذين يملكون مزارع و ثروات يجب أن يصبحوا ذات شأن ؟
فنظر إلي و بغضب شديد لدرجه اني خفت و لزمت الصمت فقال
ـــ إذن هكذا.. إذن انا بالنسبه لك اقل شأنا من ذلك النجار؟!
فأردت مواساته فقلت
ـــ لا والله ما هذا الكلام انت الأفضل و لكن أنا بنفسي متعجبه من نفسي لقد إسرت
فأنا بنفسي مثله كنت متعجبه من وقاحتي وصراحتي فقال بغضب شديد
ـــ خلاص انهي الموضوع ودعينا نرجع
ـــ لا ليس هكذا نذهب يجب ان أعرف ماذا تريد ان تقول لهم
ـــ ماذا يجب أن أقول لهم؟سأقول مريم لا تريدني وإلى ما الأن كانت تتلاعب بمشاعري
ـــ أستحلفك لا تقول هكذا فوالدي سيقتلني
ـــ إذن ماذاتريدين أن أقول؟
ـــ قول أنا لا اريد مريم...
فقاطع كلامي وصرخ قائلا
ـــ لن أجعل من نفسي سخريه حتى امس كنت أقول اني اريدها و اليوم اقول لا اريدها و لابد تريدين ايضا أن امسك يدك و أضعها في يد حضرت النجار لا عزيزتي فلن يمر علي هذا الكلام
ـــ الله يرضى عليك، فإرحمني و لا تفضحني
ـــ أرحمك؟وهل انتي رحمتي احدا؟ فلتنفضحي. بكل وقاحه تأتين و تقولين احب شخصا اخرا و يا
ليته كان مثل الناس انه نجار ، حقا تهتمين للفضيحه؟
فإشتعلت النيران بداخلي وكان هذا ما ينقصني ان يصرخ في وجهي قلت و انا غاضبه
ـــ حسنا . اذهب و افضحني هذا ليس رغما عني لا اريدك اذهب و افضحني حتى يرتاح قلبك
اذهب و قل فإن انفضحت انا انت اول واحد سينفضح .
ـــ انا انفضح و ما دخلي انا ؟ فهل انا العاشق ؟
ـــ لا يا عزيزي ابنه عمك اذهب و قل للجميع ان مريم تحب نجارا فدع الجميع يضحك عليك و ليسخروا منك و يقولوا بقولك انت منصور أقل شأنا من النجار و ليقولوا اكيد بنات عمها مثلها
فأنت ألم تقسم لي ؟ اذهب و قل لهم لكي عمي ينهال علي ضربا و يقتلني و انت تفرج علي
بعد تفكير قال
ـــ طيب هل كل ما اردتيه قلتيه؟ يا لكي من مخلوقه جريئه هيا انهضي و اذهبي و لكن بشرط لا اريد أن أراكي مره اخرى
فرمى التفاحه بغضب الى النهر و قال لي بإشمئزاز
ـــ لم اكن اعرف بأنكي لهذه الدرجه قد اصبحتي وقحه و قليله ادب يا ليت عرفتكي على حقيقتك من قبل
ـــ الان ماذا تريد ان تقول لهم؟
ـــ لا اعرف و لكن اكيد سوف اقول لهم شيئا
ـــ ارجوك غيرملامح وجهك لا تذهب و انت هكذا
ـــ ماذا تريدين ان افعل لكي؟ هل تريدين ان ارقص؟
ـــ لا و لكن بهذا الوجه فالجميع سيلاحظ عليك
ـــ لا تخافي ولا حتى في الاحلام سيعرفون اي تحفه اكتشفتي
لقد كان كلامه صحيحا. فذهب وهو محطم القلب و منهار ذهب و هو يحمل معه سري ما عدت اخاف منه و لكنني لست مرتاحه البال فأنا اخجل من نفسي.
كانت زوجه عمي مثل الدجاجه التي قد فصل رأسها عن جسدها و هي كانت تدور حول نفسها إلى أن أتت لأمي و انفردت معها في الغرفه و اغفلت الباب عليهم و كان تصرف زوجت عمي يدعو للحيره و الجميع لاحظ بأنه هناك موضوع خطير. وبعد فتره خرجت والدتي من الغرفه و أتت الغرفه اللي كنا موجودين فيها و قالت
ـــ وضبوا امتعتكم يجب أن نرجع إلى البيت في الصباح الباكر
قالت الدادا: لماذا يا سيدتي إلى أين نذهب الا يجب أن نبقى 8 أيام و ماذا عن موضوع مريم و منصور؟
ردت عليها والدتي
ـــ لا شئ ماذا كنت تتوقعين أن يحدث فالخطوبه لن تتم
ردت عليها الدادا و هي مندهشه
ـــ لن تتم؟
ـــ الشاب قد قال لوالدته لا اريد
ـــ كيف لا يريد ؟ و هو للأمس كان مصرّا
فقالت والدتي من غير نفس
ـــ نعم لكن الان لا
ـــ ماذا حصل؟ و لماذا لا يريد؟
ـــ قد قال لوالدته مريم طفله ودلوعه و انا اريد أريد إمراه و لا اريد طفله لكي العب معها إلى اليوم كان يتهياء لي اني اريدها و لكن الان لا ، لا اريدها و اعتبرها كأختي
لما سمعت هذا الكلام مسك نفسي عن الضحك قالت لي الدادا
ـــ افديكي بعمري يا عزيزتي لا تحملي هم

OMM Ali
13-12-2005, 01:06 PM
والدتي و بينما كانت مشغوله في توضيب الامتعه رفعت رأسها
و رمقتني بنظره غضب.
و في الصباح الباكرتوجهنا إلى القصر. قبل أن أنزع عبائتي شهرزاد امسكتني من ذراعي و ادخلتني الغرفه و كنت في تلك اللحظه اسمع صوت اقدام امي كان يصل من الطابق الأعلى إلى مسامعي شهرزاد بعجله سألتني :
ـــ ماذا حصل يا مريم ؟ ماذا هناك ؟ لماذا منصور فجأه غير رأيه ؟
قلت لها الان لا استطيع أن أخبركي شيئا في الليل وقت النوم سأقول لكي...
و في تلك اللحظه كنت اسمع صوت اقدام امي تقترب من الغرفه و فجأه دخلت و هي غاضبه أردت الهروب لكن لم أستطع ذلك و بشده دفعتني بيدها نحو الجدار و هي غاضبه و قالت لي
ـــ أين تذهبين؟ قولي لي بسرعه ماذا قلتي لمنصور حتى يصرف النظر؟
في تلك اللحظه قلت لها
ـــ لم أقل شئ
ـــ إذن لماذا فجأه صرف النظر عن الزواج
ـــ لا أعرف
إقتربت والدتي اكثر مني و مسكت ذراعي اليسرى و اليمنى و قرصتني بقوه وشدتني من شعري بكل قوتها ومن شدت ألمي كنت اقول آه آه والدتي هذا موًلم فردت علي و هي غاضبه
ـــ تستحقين اكثر من هذا يا حقيره اتحسبينني غبيه و لا اعلم بشئ فالنار لا تشتعل إلا من تحت يديكي تريدين أن تخدعيني انا ايتها ه الوقحه
لقد كنت في تلك اللحظه أتألم و اتحمل فتركت ذراعي و هجمت على فستاني و رفعته و قرصتني من فخذي و بشده و كنت أتالم و انا صامته و حينها قالت لي
ـــ هل تريدين أن تفضحينا؟هل تريدين أن تقتلي والدكي ؟ انتي فضحتينا امام الناس
و من شده الألم وضعت رأسي ما بين أكتافي و كنت اصرخ
ـــ قتلتيني يا والدتي
و المسكينه شهرزاد كانت تترجى والدتي و تقول
ـــ اتركيها ارجوكي اتركيها انتي تقتلينها
و كأن والدتي قد فقدت عقلها و اعصابها تشد علي و المسكينه الدادا بإستمرار كانت تقول
ـــ يا الهي سيدتي اتركيها انتي تقتلينها
و لقد كانت تدور حول نفسها و كانت تريد أن تمنع والدتي من ضربي لكن اخي كان في احضانها
ـــ يا الهي ماذا افعل؟ فأن عرفت زوجت عمك فالدنيا برمتها ستعرف. لما الان لم يتأخر الوقت قريبا ستعرف الحقيقه يا الهي ماذا افعل؟
هذه المره هجمت على ذراعي و قرصتني بشده و من شده الألم بدأت أحس بالضعف و في النهايه الدادا اعطت اخي لشهرزاد و قالت لها
ـــ خذيه
ومن الخلف امسكت بوالدتي و ابعتدها عني و قالت
ـــ قتلتي طفلتي يا سيدتي كفايه اتركيها ارجوكي
كانت والدتي تبكي و الدادا تحاول تهداءتها و سألتها
ـــ ماذا حصل؟ لماذا تفعلين بها هكذا؟
ـــ ماذا حصل؟ إسئليها فالبنت عاشقه
قفزت من مكانها مره اخرى محاولتا ضربي و لكن الدادا لم تدعها فقالت لي الدادا
ـــ مريم اخرجي من هذه الغرفه هيا اخرجي و بسرعه هل تريدين ان تقتلكي؟
خرجت من الغرفه لكن كيف لم افكر بهذا؟ كنت اسمع والدتي و الدادا يتهامسن و بسرعه اخذت ورقه و كتبت فيها ( لقد كلمت ابن عمي و اخبرته بجوابي و قلت له إني لا اريده و إني اريدك انت يا أحمد فقط انت و لا سواك ) ركضت الى الحديقه و في طريقي رأيت شهرزاد تحمل أخي فسألتني إلى أين انتي ذاهبه هل تريدين الخروج من القصر؟
ـــ لا والدتي تريد ضربي و انا سأذهب خلف القصر إلى أن تهداء .
وضعت عبائتي فوق رأسي و ذهبت بسرعه نحو الحديقه أخذت صخره من الارض و لففت الورقه عليها و رميتها من فوق الجدار إلى خارج القصر ومن ثم رجعت إلي الغرفه . و في الصباح الباكر سخنوا الحمام لكي نستحم

في ذلك الزمان حينما نريد الإستحمام نستدعي إمرأه لكي تحممنا و هذه هي مهنتها

الجزء 9


في البدايه شهرزاد دخلت و إستحمت و بعدها والدتي و اخي و انا كنت قد جهزت ملابسي و جأت الدادا لكي تخبرني إن الحمام جاهز و لكي اذهب للإستحمام فرأت عيناي متورمتان من شدت البكاء في الليله الماضيه قالت

ـــ انظري ماذا فعلتي بنفسك هل رأيتي و جهكي في المرأه؟ طيب هل جهزتي ملابسكي و كل شئ؟

ـــ نعم

ـــ هيا اذهبي و اغسلي و جهكي لأنه متورم من شدت البكاء و هذه المرأه ثرثاره و قد تسيئ عنكي بالكلام

فأمسكت ذراعي لكي انهض و ما إن امسكت ذراعي حتى صرخت من شدت الألم ففزعت و قالت و هي مندهشه ماذا حصل؟

ـــ فمكان قرصات والدتي يًولمني

فإقتربت مني و كشفت عن ملابسي و رأت الرضوض و الكدمات علي جسدي و كان مكانه أزرق و أحمر و بنفسجي فإندهشت الدادا من الذي رأته و قالت

ـــ يا الهي ماذا فعلوا بك يا عزيزتي

بعدها كشفت لترى فخذي و كان الأمر اسوء فجأه سمعنا والدتي و هي تصرخ هيا تعالوا إن المرأه تنتظر و بما إنها لم تسمع أي رد قد صرخت مره اخرى الا تسمعين الا اكلمك خرجت الدادا و ردت عليها بصوت مرتفع و تعمده لكي تسمع المرأه في الحمام مريم لا تستطيع الإستحمام فهي لديها عذر . بعدها أتت امي إلى الغرفه و غضبت من الداداو قالت لها

ـــ لماذا تصرخين؟ ألا تخجلين أن يسمعكي الطباخ أو البستاني و أشارت إلي بيدها و قائله

ـــ أنا أعرف إنها لا تشكو من شئ وما هذه المهزله هيا انهضي و إذهبي إلى الحمام

إقتربت مني الدادا و امسكت بيدي و كشفت عن ذراعي و قالت لوالدتي

ـــ هل تذهب إلى الحمام بهذه الحاله انظري جيدا ماذا فعلتي بهذا و هذا ما ينقص أن ترى جسدها المرأه و تفقد الوعي

ـــ افديكي بعمري يا ابنتي بعد إن تذهب المرأه انا سأخذك بنفسي و احممكي

خرجت والدتي من الغرفه و هي غاضبه و تقول

ـــ لو سمعت الكلام من الاول ما كان صار الذي صار

فخرجت الدادا خلفها و قائله

ـــ صحيح إنها ليست من دمي و لحمي لكن انا ربيتها و كبرتها و لما رأيت جسدها بهذه الحاله

قلت سيدتي انشاءالله تنكسر يدكي لقد شوهتي جسم الفتاه

فلزمت السكوت والدتي و لم ترد عليها و لم اسمع الا الدادا و هي تعاتب والدتي ، ممكن لم ترد عليها بسبب عمرها ووفاءها طوال هذه السنين و بسبب احترامها لها أم لأنها تألمت رأت جسدي المشوه .


مره اخرى كتبت رساله لأحمد و شرحت له عن ما حدث معي و عن والدتي لي فأنتظرت إلى أن أصبح الظهر و لما الجميع ذهبوا الى غرفهم فبهدوء ذهبت إلى الحديقه لكي ارمي الورقه و لكن فجأه سمعت صوت اقدام شخصا كان يمشي خلف الحديقه فترددت في رميها و قلت مع نفسي يا ترى من يكون هذا الشخص و ماذا يفعل في هذا المكان الضيق و المهجور سأنتظر حتى يذهب .

وعندما لم أعد أسمع الصوت ,من الواضح إنهذا الشخص قد توقف ,فجأه حطر ببالي أن من الممكن قد يكون هذا الشخص هو أحمد لكن كيف لي ان اعرف انه هو. خطر ببالي أن أصرخ على الطباخ وقلت : لماذا لا يوجد احد خلف القصر؟ و على طول سمعت أحمد يقول:هذا الزقاق مليئ بالرمل و اوراق الشجر. قلت بهدوء

ـــ احمد؟

ـــ مرمر هذه انتي و لوحدك؟

ـــ نعم

رميت الورقه و بعد فتره قصيره و من الواضح انه قد قراءها قال

ـــ يضربونكي؟

ـــ عادي لا مشكله اتحمل كل شئ من أجلك

ـــ عادي؟ لا ليس بالأمر العادي إنهم يعذبونكي

ـــ انهم لا يصدقون بأنك ستذهب إلى المدرسه العسكريه الا تريد الذهاب ها؟

ـــ أنا ذهبت لتسجيل نفسي و سيطول الامر كم شهر .. هل ستأتين لكي نهرب؟

فتحت فمي من الدهشه

ـــ يا الهي ما هذا الكلام لا ، هل تريد انا يقتلوني و يقتلونك؟ كن صبورا لكي نرى ماذا سيحدث

الصبر مفتاح الفرج

ـــ إلى متى انتظر فأنا اعاني

ـــ إن لم يوافق ابي ، عندها سنفكر بحل

ـــ ارجوكي بسرعه فكري في الموضوع فأنا بدأت انتهي شيئا فشيئا

سمعت صوتا يقترب مني فقلت له و بصوت منخفض

ـــ الى اللقاء اذهب فأنا أسمع صوتا




عشرين يوما مضت على زيارتنا للمزرعه و كان الصيف وشك على الانتهاء و الجو يبرد شيئا فشيئا و مع هذا كنا مازلنا ننام فوق السطوح فلما فوالدي ينام في الحديقه نحن ننام فوق السطوح و لما ينام فوق السطوح نحن يجب أن ننام في الحديقه القصر.

كانت اختي و الدادا و محمد رضا نائميين لكن انا لا استطيع النوم من شده التفكير فجأه سمعت الباب يطرق و من بعدها سمعت أصوات والدي ووالدتي و هما يتهامسان كان مستغربان من هذا الذي يطرق الباب و في هذا الوقت المتأخر من الليل بعدها سمعت صوت الباب و هو يفتح ثم صوت والدي ووالدتي و هم يرحبون بشخصا ما

ـــ عجبا في هذا الوقت تذكرتنا؟

إذن الضيف من أقاربنا و لكن من يكون يا ترى ؟ فصوت عمي فاجأني و من الخوف ارتعش جسدي و هو يقول

ـــ لقد أزعجتكم بقدومي و في هذا الوقت المتأخر صحيح؟ أنا جئت للتكلم معكم..

و بعدها إبتعدت الاصوات كأنهم دخلوا داخل الغرفه لأني لم اعد أسمع شيئا ، توقف قلبي و حسي السادس يقول انّ زياره عمي المفاجأه و في هذا الوقت المتأخر فمن دون شك تتعلق بقضيتي.

فبهدوء و حافيه القدمين نزلت من على الدرج و لم أرى احدا دون شك قد ذهبوا إلى الغرفه فمن المًوكد انهم لا يريدون لأحدا أن يسمع كلامهم فبهدوء ذهبت نحو الغرفه و سمعت صوتهما كانوا يتكلمون بحذر و بصوت منخفض فإقتربت من الفتحه الموجوده في الباب و نظرت من خلالها إلى الداخل كانوا جالسين على الأريكا فجأه تكلم عمي وسأل في النهايه ماذا قررتم؟

تعجب والدي وقال

ـــ بخصوص ماذا؟

ـــ بخصوص ابنتك مريم

أحسست وكأنه السماء قد وقعت علىرأسي الله لا يسامحك يا منصور فلماذا لم تلزم الصمت ؟

سأله والدي

ـــ أنت من أين تعلم؟

ـــ الذي كنت أعرفه هوبأن منصور كان يموت حبا بمريم فإذن لماذا بعد ساعه من خروجهما معا في المزرعه فجأه يغير رأيه فأنا لم أدعه و شأنه كنت بإستمرار اصرّعليه بأن يخبرني ما القضيه

إلى أن الليله قد اغتنمت الفرصه بغياب والدته و أخواته و اصريت عليه كثيرا إلى أن قال لي مريم لا تريدني هي قد قالت لمنصور اتركني و دعني اتزوج بمن احب

فصفعت امي وجهها و بحسره قالت

ـــ ياالهي ما هذه الفضيحه

رد عمي عليها

ـــ يا سيده نرجس ما هذا الذي تفعلينه فتصرفكي هذا لا معنى له فيجب حل هذه المسئله برويه

ـــ سيدي انّ هذه المسئله لا يوجد لها حل

سأل والدي عمي


ـــ منصور ألم يقل لك هي تحب من؟

لقد كان صوت والدي منخفضا و فيه بعض الخجل لما سأل عمي

ـــ نعم قال، قال تحب شخصا يريد بعدها أن يذهب الى المدرسه العسكريه

ـــ ألم يقل لك ماذا يعمل؟

عمي انزل رأسه الى الارض و لم يكن يريد ان يخجل والدي

ـــ أجل قال في الوقت الحالي هو نجار

ـــ صدق بقوله فإبنت حضرتي عاشقه وهي تعشق نجار و هي مصرّه على كلمتها تريد أن تصبح زوجته ، هه الرجل الحقير... يريد أن يذهب الى المدرسه العسكريه ؟ فبهذا الكلام يخدع هذه البنت الغبيه

ـــ طيب زوجها له

تعجّب والداي من كلام عمي و تبادلا النظرات بدهشه و طبعا انا ايضا كنت اكثر اندهاشا منهما

ـــ نزوجها له؟ ما هذا الكلام يا اخي؟ فأنا حتى جثتها لن اعطيه إياها انظروا هذه البنت ماذا فعلت بنا ، انظروا ما حجم الفضيحه التي تسببت بها فأنا الليله سأصفي حسابي معها و سأجعلهم يخرجون جثتها من القصر و يرمونها في النهر

فأراد النهوض من مكانه و لكن عمي امسكه من ذراعيه ووالدتي ايضا قفزت من مكانها لكي تعترض طريقه و خاطبت عمي

ـــ أرجوك سيدي لا تدعه يفعل شيئا

عمي و هو الاكبر من والدي فصرخ بصوت عالي و محكم قائلا

ـــ ما هذا الجنون يا اخي فأنت لست طفلا ما هذه الحركات الصبيانيه فلنقل انك ذهبت و قتلتها فهل بهذا العمل ستخفي الفضيحه أم انك ذهبت و ضربتها و ماذا ستستفيد من هذا العمل؟ يجب عليك أن تفكر بتعقل فحسب ما يقول منصور و ما أرى إنّ البنت مصممه إلى الاخر و على قوله

لو كلمتها اكثر لمزقت ثيابها و هرعت الى الشارع.طيب زوجوها لهذا الشاب هو سيذهب الى المدرسه العسكريه و انت طبعا ستساعده...

قاطع والدي كلام عمي

ـــ سيذهب الى المدرسه العسكريه؟ لماذا انت تقول هذا الكلام؟ هذا الانسان الذي هو لا شئ فإن كان حقا يريد الذهاب لذهب منذ زمن، فإن هو ذهب الى المدرسه العسكريه انا سأغير اسمي ولن يكون اسمي بصير الملك ، انا ميت و انت حي و سترى

ـــ يا أخي فكر بعقلانيه لكل مشكله حل. هي تحبه, أخبر الشاب بأن يأتي وضع يدها في يده وليذهبوا ويعيشوا حياتهم ,فهي لم ترتكب أي جرم بل تريد بأن تتزوج

OMM Ali
13-12-2005, 01:07 PM
الجزء 10


جلس والدي على الأريكا وكأنه يحمل ثقلا علىصدره وكان شاحب اللون ومنهارا قال

ـــ نعم يا اخي فأنت بعيدا من النارولن تمسك بقدر ما ستمسني انا، انا من سيحترق فيها، انامن سمعته في خطرهي ليست ابنتك بل ابنه حضرتي لو كانت ابنتك هل كنت ستدعها تذهب و بهذه السهوله

قاطع عمي كلام والدي و صرخ قائلا

ـــ عجبا، ليست ابنتي؟أجل ليست ابنتي و لكنها ابنه اخي ، هي و بكل سذاجتها تعرف ماذا تقول لمنصور قد قالت إن تلطخت سمعتي فسمعت العائله كلها ستطلطخ الجميع سيقول بأنه بنات عمها مثلها فأنا لما افكر بكلامها أرى إنها على حق، أنت اولا إستدع الشاب لكي تراه يمكن يكون شابا صالحا ، هل لأنه نجار فليكن نجارا فالعمل ليس بعيب. أنت إلى الان لم تراه يمكن يقول الصدق و يذهب الى المدرسه العسكريه

ـــ ومن قال لك بأني لم اراه إلى الان؟ انا لا اعرف هذه الغبيه ما الذي اعجبها فيه لا جمال ولا كمال إنه انسان معدم ، صوته خشن ، و طريقه كلامه سوقيه ، دائما أزرار قميصه مفتوحه، شعره طويل كالوحوش من الامام و إلى الخلف منثور على اكتافه ووجهه فهل هذا المخلوق قد يذهب الى المدرسه العسكريه؟ إن لم يصبح أقل من ما هو الان عليه لن أكون بصير الملك ، أنا ميت و انت حي

ـــ الان ماذا ستفعل يا اخي البنت لن ترتكب اي جرم هي تريد أن تتزوج فالحب ليس بمعصيه في الكثير من الناس عشقوا من قبلها و تزوجوا و عاشوا سعيدين

ـــ يا اخي انت ماذا تقول ؟ إنّ هذه البنت لا تعرف أين مصلحتها هل تسمي هذا عشقا لقد اختارت شخصا حافيا و عاريا و ليس من مستواها قل لي من اين سيطعمها و سيعيشها

ـــ الافضل لك يا اخي أن توافق على هذا الشئ حتى بعدها تتجنب الفضائح ماذا إذا البنت قد تناولت سما و قتلت نفسها ؟أو ماذا إن هربت معه ماذا ستفعل حينها؟ موًكد قد يكون اسوء انا لا

نتيجه جيده لهذا العمل الافضل لك أن تزوجهم و بسرعه و تنهي القضيه

امي رفعت يدها و ضربت رأسها و صرخت قائله

ـــ يا الهي ماذا سيتكلمون الناس عنا

رد عليها والدي

ـــ لا شئ يا عزيزتي فقط سيضحكون علي و سيقولون ابنه بصير الملك مع كل هذا العز و الدلال

تصبح زوجت نجار الحي

ردت عليه والدتي

ـــ يا الهي لا اعرف أي إثما ارتكبت لكي اعاقب عليه بهذه الطريقه ما هذه الفضيحه انا التي كنت اساعد المحتاجين و اليتامى لماذا يحصل معي هذا؟ وماذا اقول للناس

رد عليها عمي

ـــ سيدتي ما هذا؟ الناس ؟ و ماذا تقصدون من الناس؟ إن نحن رفعنا رأسنا و لم نبالي لكلامهم

لن يتجراء احدا و يفتح فمه

التفت والدتي إلى والدي و قالت له

ـــ ما يقوله السيد عين الصواب فالبنت لن ترتكب اي ذنب هي تريد أن تتزوج بمن تحب ماذا نفعل؟ يجب أن نوافق

ابي رمق امي بنظره و عيناه حمراء من الغضب قال

ـــ هل جننتي هل فقدتي عقلكي يا إمرأه ألستي انتي من يقول لن يحدث هذا الا على جثتي لماذا الان غيرتي رأيك ؟

ردت عليه والدتي و بحسره

ـــ ماذا افعل ؟ و نظرت إلى عمي قائله ماذا أفعل يا سيدي صدقني قلبي يتقطع على هذه البنت وواصلت كلامها و الدموع تتساقطت من عيناها لماذا اعترض طريقها انا اخاف أن تفعل شيئا بنفسها أو تأكل شيئا و تقتل نفسها صدقوني إنه في يومي أموت مئه مره إلا أني في يوم حاولت أن اتناول السم و اتخلص من نفسي و ارتاح من كل هذا العذاب و لكن فكرت بهذا الطفل البرئ ما ذنبه و لماذا يتيتم وهو صغير

صعق والدي من كلام والدتي و نظر اليها بنظره حزينه و كلها حب و حنيه و قال لها

ـــ ماذا تقولين ،أحسنتي هذا ما كان ينقصني بأن تذهبي وتتركينني بهذه الظروف وهل ينقصني من ألام وأحزان كنتي تريدين أن تزيدي من عذابي

كانت والدتي جالسه في زاويه من الغرفه وتحاول أن تمسح دموعها أناأيضا لما رأيتها بهذه الحاله تقطع قلبي وسالت دموعي من أجلها قالت

ـــ هذه ابنتي،فلذه كبدي قلبي يحترق و يتقطع عليها و انا اعرف انت ايضا يا باشا نفس الشئ

قاطعت والدي وواصلت بكلامها

ـــ لا، لا تقل ليس هكذا، انا الاحظ انك تعاني و تتعذب اكثر مني انا اعرف انك تخاف عليها اكثر مني بكثير قلت بأنك ستضربها و ستقتلها فلماذا لم تفعل؟ اعلم انك لست من الأباء الذين يرفعون يدهم على ابنائهم اعلم بأنك حنون و محب لأولادك
و اكثرت والدتي في البكاء و رد عليها والدي بالحن حزين و هادئ

ـــ هذا عوض أن تجعلينها تخرج من رأسها هذا الجنون ، تشفقين عليها ، سننفضح يا إمرأه

ردت عليه والدتي و بصوت مرتفع و هذه اول مره اسمعها و هي ترفع صوتها عليه و هي تبكي

ـــ ماذا تعتقد ألم أضربها ؟ ألم أشوه جسدها من الضرب حتى الدادا اشفقت على حالها و قالت لـي : انشاءالله تنكسر يداكي ، اصدقت القول انشاء الله تنكسر يدي، لما كنت اضربها لقد إصفر وجهها و لم تستطع حتى التكلم أو المشي اقسم بالله العظيم كان قلبي يتقطع من الداخل و انا اضربها

كان البكاء لا يدع والدتي تكمل كلامها لقد كانت ترتجف و تبكي و انا كنت ايضا خائفه أن يسمعوا صوتي فوضعت يدي في فمي و تابعت والدتي و قالت

ـــ قالت لي الدادا هل تعرفين مريم ماذا تقول ؟ تقول لي ماذا كنتي تحسبيني لقد قلت لنفسي هذا الكلام اكثر من ألف مره أقول لنفسي الا تفكرين بسمعه والدك فكري بوالدتكي و اختكي شهرزاد،

من الليل حتى الصباح ابكي و ادعي من ربي أن يأخذني عنده لكي ارتاح لكن لا يفعل، تقول الدادا لما اسئلها لماذا لا تأكلين يا مريم لماذا ، هل هذا عناد ؟ تقول لي دادا والله العظيم أنا لا اعاند لكن الأكل لا ينزل من رقبتي احاول كثيرا لكن دون جدوى دائما صورته أمامي اتحسبين انا لا اعرف انه نجار و ليس من مستوانا لكن شعره من رأسه تساوي عندي منصور و كل الملوك اتحسبين إني لم أقل لنفسي هذا الكلام لكن ماذا افعل و اقسم انّ هذا الذي أصابني مرض لا شفاء منه يا دادا

يا ليتني اصبت بالسرطان او الوبا حينها والداي سيكونون عند سريري و سيحضرون لي طبيباً لكي يعالجني و لكن الان و مع هذا المرض الذي لا علاج له لا يسألون عن حالي تركوني لوحدي اتمنى لو اموت لكي اريح نفسي و اريحهم معي ، دادا قولي لهم انه سيذهب إلى المدرسه العسكريه و سيصبح حينها ذات شأن فليتركوني اصبح زوجته و اذهب ، فليفرضوا انهم قد اشتروا عبدا و الان سيعتقونه و يدعونه يذهب أو ليفرضوا انهم في سلامت اخي يذبحون خروفا أو اصبت بمرض معدي و خطير و ذهبت اقسم بأنهم سينالون اجرا من عند الله لماذا لا يوجد من يحس بي معاناتي لماذا لا يوجد من يفهمني؟

سكتت امي و تابعت و هي تبكي

ـــ هي كالشمعه تذوب امامي انا اخاف بأن تجن ابنتي

فعم السكوت بينهم و في النهايه قال عمي و بحسره

ـــ والله انا فعلت ما يجب أن افعله و نصحتكم اسمعوا كلامي و زوجوها و لتذهب و لا يوجد لهذه المسئله حلا اخر فعنادكم سيجعل من شوقها و حبها يزدادله و من الممكن مريم تفعلوا شيئا يسيئوا لسمعتكم إفرضوا انها قد هربت معه أو انتحرت هذا سيكون اسوء

قال والدي

ـــ وانا ماذا افعل؟

رد عليه عمي

ـــ لا شئ زوجهم لبعض و ستنال اجرا اعقد قرانها بسكوت و دعهم يذهبون و يعيشون حياتهم

قال والدي

ـــ أنا أقولها لك و في وجهك يا أخي مريم ستذهب و لكنها سترجع اقسم إنها سترجع إن لم ترجع

أنا سأغير اسمي و لن يكون اسمي بصيرالملك

رد عليه عمي و بحسره

ـــ ليس لدينا خيارا اخرا انشاءالله خير

بعد ذهاب عمي تنهد والدي و قال لوالدتي

ـــ قولي لمريم أن تبلغ ذلك الشاب يوم الثلاثاء القادم عند الغروب اريد مقابلته

ردت عليه والدتي و كان ظاهرا على وجهها

ـــ دكانه مغلق فمن أين مريم ستعثر عليه؟

ـــ كم انتي ساذجه يا إمرأه بنفسها مريم تعرف كيف تجده

ذهبت بعدها بهدوء الى غرفتي و رميت نفسي على السرير و تغطيت و كأنّ حملا ثقيلا قد زال من على صدري كنت احس بإرتياح لم يسبق لي ان احسست به و كنت أرى القمر و النجــــوم

تتلاً لاً في السماء و كان السماء صافيا و جميلا و كان نسيم الهواء يداعب وجنتي أين كنت من قبلها لماذا لم أرى هذا الجمال .




في الصباح الباكركتبت رساله والدي في ورقه و ذهبت الى خلف الحديقه و رميت الورقه

عزيز
13-12-2005, 01:08 PM
يعطيج العافيه أختي أم علي :)

OMM Ali
13-12-2005, 01:08 PM
الجزء 11

أتى اليوم الموعود و انا كنت كثيره التوتر و كانت شهرزاد كل دقيقه و تأتي و تقول

ـــ كيف هو شكله؟ كيف هو شكله؟

إتركيني و شأني الان سيأتي و انظري إ ليه من الخلف النافذه كنت اريد أن يستقبلوه كما يجب

و كما يستقبلوا الناس المهمين و الذي هم من مستواهم لقد كان السكوت و الهدوء يعم القصر

كان كل شئ هادئا و الجميع كان يريد مشاهدته كان الوقت غروبا عندما وصل إلى القصر كانت اختي تتفرج عليه من نافذه الغرفه و والدتي و الدادا كانتا حينها في المطبخ و من دون شك كانتا تشاهدانه ايضا ، كان يرتدي ملابس جديده وواضع على رأسه قبعه و مغطي شعره و كنت أتمنى

أن ينزع القبعه من على رأسه لكي تشاهد شهرزاد شعره الطويل و المتموج لكي تمتدح ذوقي و اختياري و لاحظت بأن التوتر ظاهراًَ على وجهه و إن يداه القويه كانتا ترتجفان.

ـــ السلام عليكم

رد عليه والدي و ببروده

ـــ عليكم السلام ، تعال و ادخل و لا يحتاج بأن تنزع حذاءك


دخل داخل الغرفه و قال له والدي ببروده

ـــ إجلس هنا

كان هو يريد أن يجلس على الارض لكن والدي أمره أن يجلس على الكرسي ، ضحكت شهرزاد و قالت لي

ـــ هل تحبين هذا؟

ـــ اخرسي ، سوف يسمعكي

لقد كنت متضايقه من معامله والدي وطريقه إستقباله له، سأله والدي

ـــ كم عمرك؟

في تلك كان ينظر إلى الغرفه و لم ينتبه لسوال والدي فسأله مره اخرى

ـــ أين والدك؟

ـــ كنت طفلا حين توفي

ـــ إذن هكذا هو متوفي و ماذا عن والدتك هل هي موجوده أم لا

ـــ نعم

ـــ وهل لك أقارب؟

ـــ لا ليس لدي سوى والدتي

ـــ هل تحب ابنتي؟

اخفض رأسه إلى الاسفل ثم بهدوء رفعه ولم يكن يملك الجرأه للنظر في عين والدي

ـــ نعم

ـــ هل تريد الزواج بها؟

فنظر لوالدي و هو مستغرب و قال

ـــ اتمنى ذلك من ربي

و رد عليه والدي و بغضب و قال

ـــ ربك اراد لك ذلك

أنزل رأسه إلى الارض مره اخرى و التزم الصمت و كنت حينها لا اريد والدي بأن يحرجه اكثر قال له

ـــ إسمعني جيدا فإن زوّجتك ابنتي هل تستطيع أن تأمن لها حياه هادئه و مريحه

أشار إلى الغرفه و قال

ـــ لا أقصد مثل هذه الحياه المرفهه و المريحه

ـــ سأفعل ما بوسعي، سأهبها روحي

ـــ إحتفظ بروحك لنفسك ، فأنا لا أعلم بماذا أحشيت رأسها و لكن إسمعني جيدا أنا سأشتري بيت

لكي تعيشوا فيه مع دكان لكي تعمل و تكسب رزقك منه و الدادا كل شهر ستحضر لها مصروفها

والويل لك إن أذيتها يوما سأجعلك تكره و تلعن يوم ولادتك

ـــ نعم سيدي

ـــ إذهب و فكر جيدا بما قلت لك و بعدها رد علي الجواب

ـــ انا فكرت بكل شئ ، انا اريدها حتى لو دفعت حياتي ثمناًَ لن اتنازل عنها

حرك والدي يده و بكره قائلا

ـــ خلاص انتهينا ليله الجمعه تعال و اعقد قرانك عليها و خذها معك. هل انت متعلّم؟

يا الهي لماذا والدي يكلمه بهذه الطريقه و كأنه يريد أن يشتري عبداًَ

ـــ أجل ، وانا خطاط ايضاًَ

اخرج والدي ورقه صغيره من جيبه و كان مكتوب عليها عنوان منزل حسن خان اخو زوجت والدي الثانيه و أعطاه إياها

ـــ غداًَ صباحاًَ ستذهب إلى هذا العنوان لقد اوصيت هذا الرجل لكي يصطحبك معه و يشتري لك ملابس لائقه لكي ترتديها يوم الخميس هل فهمت؟

ـــ نعم سيدي

ـــ شرفتنا

فنهض لكي يغادر القصر و بكل جرأه قال لوالدي

ـــ أبلغ سلامي لمريم

فصرخ عليه والدي و هو غاضب

ـــ إذهب

بعد مرور اياماًَ والدي أمر الدادا بأن تذهب مع حسن خان لكي يشتروا بيتاًَ صغير و متواضع

و دكان صغير و في منطقه متواضعه و قريباًَ من المنزل و لكي يسجلونه بإسمي .

الدادا كانت تذهب كل يوم و ترتب البيت على ذوقها. يا الهي كم كان مختلفاًَ عن زواج اختي ليلى

لقد كان زواجاًَ ولا في الأحلام كان كل شئياًَ جميلاًَ و بينما كان زواجي العكس.


أتى اليوم الموعود، يوم الخميس، جاء الشيخ الذي سيعقد قراني عليه و بعدها جاء احمد مع والدته،كان أنيقاًَ و كانت ملابسه جديده و فعلا كان وسيماًَ و لكن أنا رغم كل هذا كنت افضله في تلك الملابس المتواضعه يبدو عليه كان متضايقا من هذه الملابس. والدته كانت إمراه نحيفه و تدعى زينب ، إقتربت مني و قبلتني بحراره و بشوقاًَ قالت

ـــ كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لولدي

أنا فقط كنت اتمنى أن ينتهي كل هذا بسرعه و يأتي احمد الذي كان واقفاًَ و يأخذني معه حتى اذهب من هذا المكان و العيون الحزينه و الساخره. بعد انتهاء مراسم العقد إقترب مني احمد و قبلني على جبيني وأدخل يده في جيبه و أخرج قرطين من الذهب و ألبسني إياه و بعدها جاءت والدته و اعطتني سوارذهب و قبلتني مره ثانيه . كنت متضايقه جداًَ لكن في نفس الوقت كنت اسعد فتاة على وجه الأرض و في تلك اللحظه و خصوصا حينما امسك يدي و شدّ عليها بحراره

و قال

ـــ و اخيراًَ أصبحتي زوجتي

اختي ليلى كانت واقفه و هي حزينه ،إقتربت مني و أعطني سوارين و قبلتني حتى إنها لم تتحدث مع احمد و اشك اذ نظرت اليه حتى. والدة احمد و الدادا و شهرزاد كانوا يصفقون و يزغردون.

أتت اختي ليلى و قالت لي

ـــ مريم تعالي برفقتي فوالدي يريدك

فنهضت و ذهبت برفقه اختي الى الغرفه الذي كان والدي فيها و دخلت و اقفلت الباب خلفي كان

والدي جالساًَ على الأريكا كان شبه منهار و في حاله يرثى لها و كان زرّين من أزار قميصه مفتوحين وكأنه يحس بالإختناق و كان واضعاًَ رجله على المكتب و كأنه من دون روح ووالدتي ايضاًَ كانت جالسه قرب النافذه فلما رأتني إقتربت مني و أعطتني خاتما الماس و قالت لي

ـــ إقبليه مني كتذكار

و خرجت من الغرفه و هي تبكي حتى انها لم تقل لي مبروك ، كان والدي ساكتاًَ و رأسه في الاسفل و فجأه تنهد و قال

ـــ أنا قلت بأني سأرسل لكي مصروفكي كل شهر

و حرّك يده رغماًَ عنه و أدخلها في جيبه عقداًَ من الذهب الخالص و قدمه لي و طلب مني أن أضعه في عنقي و انا و بمساعده اختي وضعته في عنقي و نظر إلي و كانت عيناه مليئه بالدموع

و لكن ماذا عن احمد أين هديته؟ اصلا لم يذكره احد و كأنه بلا وجود، فجأه قال لي

ـــ حسناًَ إذهبي و مع السلامه

تجرأت و قلت له

ـــ أين دعواتك ألن تدعو لي

OMM Ali
13-12-2005, 01:09 PM
لجزء 12


ذلك الحين من عاداتنا و تقاليدنا إنه الأباء في ليله زواج أبنائهم عند وداعهم يدعون لهم و يتمنون لهم السعاده و التوفيق . وانا كنت شاهده على دعوات والدتي عندما تزوجت ليلى حتى

ان الدعوات قد ابكت العروس و العريس ، إبتسم لي بسخريه و صمت ثم حرّك يده اليمنى رغماًَ

عنه و قال لي

ـــ سأدعو لكي دعاءين الاول خير و الثاني شر، الخير هو أن لا تكوني اسيره هذا الرجل مدى الحياه،و الشر هو أن تعيشي مئه سنه

تبادلنا النظرات انا و اختي و بإستغراب و فهم والدي ما الذي يدور في رأسنا و قال

ـــ أعرف بأن داخل قلبك تقولين إن هذا الدعاء ليس شراً بل خيراً لكن انا دعيت لكي أن تعيشي

مئه سنه فلكي كل يوم من حياتك تعضي اصابعك ندماً وتقولي يا لها من غلطه قد ارتكبتها، الان

هيا إذهبي .

إقتربت من الباب لكي اخرج قال لي مره اخرى ومن دون أن يلفظ اسمي

ـــ انتظري يا فتاه

ـــ نعم يا والدي

ـــ ما دمتي زوجت هذا الشاب لا تنطقي اسمي و لا تطئ قدماكي هذا القصر

فقط قلت له

ـــ مع السلامه

ـــ الله معك





ليلى و شهرزاد قبلوني و كان على عكس العادات المتداوله تلك الأيام لما البنت تذهب بيت زوجها

يبكون الأهل و لكن الان لم يبكي احداً منا ، فالبكاء للزواج الذي لما يكون الجميع راضون عنه و ليس هذا الزواج .

صعدناإلى العربه كانت الدادا واضعه بعض الحلويات في العربه وهي ايضاصعده الىالعربه معانا وعندما أرادت والده أحمد الصعوداقال لها أحمد

ـــ لا،إذهبي ألى البيت فلا يوجد مكان لكي

ردت عليه والدته

ـــ لكن الليله هي ليله زواجك

ظهرت ابتسامه ساخره علىشفايفه وقال

ـــ لهذا أنا أقول لكي إذهبي إلىالبيت

لم يعجبني اسلوب كلامه و أحسست بطعنه في أعماقي ، في نهايه وصلنا الى البيت و دخلنا

لقد كان بيتاً صغيراً و هذا الزواج البسيط و الفقير و هذا المنزل الحقير و ذلك اليوم الصعيب و المولم الذي هو يوم زواجي يجعلني احس بالكئابه ،إتكاءت على الجدار و كنت اتأمل نقطه معينه و افكر بالذي حصل في هذا اليوم الصعب .

بينما هو كان يساعد الدادا في توضيب الاغراض ، لما خرج من الغرفه و رأني متكئه على الجدار و غارقه في افكاري ، اقترب مني ووضع يده على الجدار فوق رأسي و هذه اول مره و عن قرب أرى شعره و تلك الإبتسامه التي تسحرني سألني

ـــ لماذا واقفه هنا ؟ تفضلي إلى الغرفه

ومن ثم إبتسم لي في تلك اللحظه نسيت كل همومي و احزاني فأنّ هذه الإبتسامه كل ما في قلبي من هموم، فهوإلى حداً أسرني بإبتسامته و نظراته و كلامه المعسول لدرجه إني قد اركع أمام قدميه إن لزم الأمر مره اخرى سوف أحارب من اجله لكي لا يبتعد كانت الدادا قد جهزت العشاء لنا و لم أكن أشعر بالجوع عني و يبقى دائما بقربي .



حتى إني كنت لا اريد عشاء و لاحتى وجود الدادا فقط كنت اريد أن أبقى مع احمد أنا وهو لوحدنا لكي أمتع ناظري بروياه و شعره المنثور على اكتافه و لكي العب بشعره و المس بشرته الخشنه فقربه مني يشعرني بالهدوء و الأمان .

سألني احمد

ـــ هل الليله ستضعين منتاً على رأسنا؟

ـــ الليله و كل ليله

ضحكنا و ذهبنا الى الداخل، و جلسنا على المائده و تناولنا الطعام ،منذ زمن و انا لم أأكل بهذه الشراهه لماذا؟ لا أعرف؟

نهضت الدادا من مكانها أحسست إن قلبي وقع في احشائي من شدت الخوف قال لي

ـــ عزيزتي مريم، الان يجب أن أذهب ، فطلبت مني والدتك بأن أرجع بسرعه للإعتناء بأخوكي

و هي أيضاً مرهقه

والدتي مرهقه؟?! لماذا ؟ ماذا فعلت في زواج إبنتها ، هي لم تحرك ساكناً فهي قد ارسلت الدادا في ليله زواجي في حين كان يجب على اهل العروس أن يسهروا إلى الصباح في بيتها و أن لا يتركوها ولكن في نظر والداي زوجي احمد لا يساوي شيئا.



نهضت من مكاني و قلت

ـــ سأذهب و أغسل يداي

سبقتني الدادا لكي تحضر الماء لكي اغسل يدي طبعا انا و احمد و بعدها ذهبت الى الغرفه ثم لحقت بي الدادا و أعطتني مبلغاً من النقود و قالت لي

ـــ خذي هذا من عند والدكي والان يجب أن والدتك تنتظر و أنا قد تأخرت، انا قد نظفت المائده لكن ليس لدي الوقت الكافي لكي اغسل الأطباق ،إن زوجك ليس بسيئ .

و امسكي زمام الأمور و إياكي أن تنسي في يوم من انتي و من تكوني، اريد البقاء هنا الليله ولكن لا أستطيع و لكن سأزوركي من وقتاً لأخر

لم أكن أفهم ماذا تقول كنت مرتبكه و كأني كنت في حلم قلت

ـــ خذي هذا النقود فأعطي بعضها للسائق و احتفظي بالباقي في البدايه لم تقبل و لكني اصريت عليها إلى أن قبلت بها ، قبلتني على جبيني و ذهبت ، ذهبت الدادا و ذهب معها ماضي مريم و

الحياه الطفوليه و المرفهه ، يجب أن أنسى كل الماضي ، يجب آن اخرج هذه الأفكار من رأسي أنا بقيت وحدي و مع احمد الذي لا اعرف أين هو الان لماذا لا يأتي ففي النهايه حصل الذي حصل و أنا وحيده و في هذه الغرفه الصغيره والمظلمه آآآآه يا والدتي كم احتاجكي و لك انت ايضاً يا والدي و شهرزاد و ليلى و محمد رضا و الدادا و كل شئ بدأت أشتاق لكل شئ آآآآآه

كم اتمنى أن يكون هذا حلم متى يأتي الصباح لكي اصحوا و أرى نفسي في بيت والدي وااااه

أسمع صوت أقدام احمد و هو يقترب آآآه كم هو جميل أن أشعر بأني اصبحت زوجته و بقربه

فجأه إبتعد كل شئ عن تفكيري القصر و اهلي وووو

فتح الباب و دخل الغرفه ووقف في وسط الغرفه و أنا كنت جالسه على السرير و رأسي في الأسفل كان شعره منثوراً على اكتافه و كان النور ساطعاً في شعره كنت مسحوره بجماله و كأني كنت أتفرج على تحفتاً ، إبتسم لي تلك الإبتسامه التي تسحرني دائماً و قال

ـــ و أخيرا

أنزلت رأسي إلى الأسفل قال

ـــ لا ، دعيني أتأمل هذا الجمال حتى اشبع عيناي

رفعت رأسي و نظرت في عينه و إبتسمت لقد كان واقفاً و يتأملني قال

ـــ كل الليالي التي نمتيها بهناء هل تعلمين ماذا كان يحصل يحدث لي ؟

ـــ نمت بهناء

ومن دون ارادتي مددت يدي نحوه وواصلت كلامي

ـــ أنا كل ليله أدعو إلى ربي أن يجمعنا تحت سقفاً واحد و أن نكون لبعضنا البعض

أقفل الباب وإقترب مني و امسك يدي و جلس قربي و قال

ـــ لاأعلم ماذا فعلت من ثواب لكي يكافأني ربي و يهبني هذه الهديه الثمينه لما الان لا اصدق نفسي و كأني في حلم اخاف أن اصحوا و ينتهي هذا الحلم ، مريم كيف وقعتي من السماء إلى أحضاني أنا ؟ كنتي كل يوم كالقمر تظهرين على باب دكاني المظلم لتينيره بنورك .

مرمر!

إنّ عيناك بحراً شاسع تتلأ لأ فيه أضواء القمر

و تسكن فيه درر البحر ، عيناك شئ فريد من البشر

تلهمني القصائد ، فأنتي يا حبيبتي مثل القمر

تنيري ليلي بنورك ، فأنتي حبيبتي حدث الأمس و الغد

فكوني لي للأبد............. أحبكي مرمر



و بعد شهور من المعاناه و العذاب و اخيرا ضحكت من أعماق قلبي .

الجزء 13


كان صباحا استيقظت من النوم ، أين انا؟ الشمس كانت مشرقه ، يا الهى كم انا متعبه و كانت رائحه الخبز الطازج تملئ المكان ما زلت نعسه ما زال الوقت مبكرا سأنتظر إلى ان تأتي الدادا و تيقظوني ... فجأه استيقظت انا هنا في منزل أحمد في منزلي أنا زوجه أحمد.

إنفتح باب الغرفه و دخل احمد

ـــ ألن تنهضي بعد يا كسوله

ـــ واااااااا كم انا جائعه

ـــ أعلم لما شميتي رائحه انفتحت شهيتك

ـــ أنا كنت على وشك النهوض...

ـــ لا يحتاج بأن تنهضي ، يا مدللــه فأنا بنفسي جهزت لكي الفطور و غسلت الأطباق أيضا

يا الهي تذكرت بأنني البارحه نمت دون أن أغسل الأطباق قلت له و انا خجله من نفسي

ـــ الأطباق؟


خرجنا من الغرفه الصغيره لكي نتناول الفطور، أخذت قطعه من الخبز و لكن الجبنه كانت له رائحه غريبه

ـــ أحمد إنّ هذا الجبن له رائحه

ـــ أعطيني لكي أراه

أخذ الجبنه و شمه

ـــ الجبن طازج أنا بنفسي اليوم الصبح اشتريته فهو طازج و ليس له اي رائحه كلي ولا تتذمري

ـــ ياليت احضرت معي جبناً من القصر

ـــ كل الأجبان واحده ما الفرق ؟


مضت أربعه أيام على زواجنا و آحمد لم يذهب الى العمل مع إنّ ذهب و رأى الدكان الجديد

ـــ أحمد حبيبي ألن تذهب إلى العمل؟

ـــ هل تطردينني؟

ـــ لا والله و لكن ماذا بشأن الدكان

ـــ اولاً يجب أن أشتري له أغراض و لكني أحتاج إلى بعض النقود إن شاءالله سأتدبر الأمر

فذهبت بسرعه غرفه نومنا و رجعت

ـــ خذ هذه 54 تومان والدي أعطاني إياها خذها و دبر حالك بها

ـــ سأدبر حالي لكن إحتفظي بنقودك لنفسك، والدك أعطاكي هذه النقود لكي انتي

ـــ أنا وانت واحد ولا فرق بيننا و إن شاءالله بعدما تتحسن امورك سترّجعه لي اضعافاً

ضحك و دفع النقود نحوي كنت أصر عليه و هو يرفض أخذت النقود وقلت

ـــ إن لم تقبلها سأحرقها

ـــ أنا لم و لن أرى أكثر عناداً منكي يا فتات

وأخذ النقود من يدي و شدّ على يدي بقوّه لدرجهً إني صرخت من الألم و من الفرحه بعدها قلت له وكنت متردده

ـــ أحمد حبيبي ألا تفكر بالمدرسه العسكريه

تعجب و سألني

ـــ المدرسه العسكريه!؟

ـــ أجل ألم تكن تريد الذهاب؟ألم تكن تريد ان تصبح ذات شأن

فجأه تذكر و قال

ـــ أجل أجل.. طبعاً ، اولاً يجب أن أجهز الدكان و بعد الإطمئنان على اموره بعدها يجب أن أجد شخصاً لكي يحلّ مكاني

و ابتسم لي و من ثم اضاف

ـــ أجل سأستخدم احداً ، صبي نجّار و طبعا إن لم يرى فتات جميله و ينجن بجمالها ، بعدها سأذهب إلى المدرسه العسكريه

و كلانا ضحكنا، لم اكن أعرف كيف ادير المنزل و الأسوء من هذا إني لا أعرف كيف اشتري أغراض المنزل و ما يحتاجه ، أشعر بالعار بمجرد الذهاب الى البقال او الخباز او القصاب

OMM Ali
13-12-2005, 01:12 PM
شكرا لمرورك اختي بدور

القصه في غاية التشويق وكل الى تابعها يقول قصه موثره وانا تاثرت كثير منها وبعد في بعض تفاصيلها يبكي ويحزن اتمنى الكل يتابع القصه وسامحوني لانها ذات اجزا طويله بس تستاهل

وانشاءالله بكره اكمل الباقي

بدور
13-12-2005, 02:24 PM
شكرا لمرورك اختي بدور

القصه في غاية التشويق وكل الى تابعها يقول قصه موثره وانا تاثرت كثير منها وبعد في بعض تفاصيلها يبكي ويحزن اتمنى الكل يتابع القصه وسامحوني لانها ذات اجزا طويله بس تستاهل

وانشاءالله بكره اكمل الباقي



تسلمين حبيبتي وانا في انتظار باقي الاجزاء

OMM Ali
14-12-2005, 10:45 AM
كان احمد في كل صباح ينهض مبكراً و يذهب إلى شراء الخبز و يجهز الفطور و أنا كنت ارتب السرير وهو يغسل الأطباق و أنا كنت أشعر بالخجل و العار لم أكن اريد لزوجي أن يغسل الاطباق كنت اريد ان يكون لنا خادمه و لكن هذا كله من رابع المستحيلات حياتي الجديده عكس حياتي السابقه الان لا يوجد لا خدم و لا راحه الان يوجد عمل و تعب و عرق لكسب الرزق ويوجد أعمال و جهود لإداره المنزل ،الغسيل، الطبخ ، الكنس وووو

مع كل هذا العناء فالحياه ستكون جميله بقربه و سهله و ممتعه ، لما يراني في ذلك المطبخ الصغير و المظلم مجتهده في تحضير الغداء يقول لي

ـــ انتي كالماسه التي تشع في المنجم،لا تطبخي يا عزيزتي مرمر سنأكل طعاماً جاهزا انا لا اريد لهذه اليدين الناعمتين أن يفقدا نعمومتهما خساره...لم أكن اخبره بصعوبه عملي في المنزل، لم يكن يسمح لي بغسل الأطباق كل مره بعد رجوعه من العمل و بعد الغداء بنفسه يغسل كل الاطباق ، مع هذا الان قد بدأت أفهم ما معنى الطبخ و الكنس و أعمال المنزل،كل عملاً اقوم به في المنزل يكون بالنسبه لي صعباً و متعباً للغايه ،ان كل شئ يزعجني صوت الاطفال في الزقاق و اصوات الجيران و صراخ الاطفال و البائعين المتجولين و اصوات الخيول و العربات وووو كان بيت والدي كبيراً ولا ينسمع الضجيج داخل القصر و كان حيّنا لا يقارن بهذا الحي الوضيع و عذابي الاخر كان الحمام هنا لا يوجد حمام في المنزل و كان يجب علي الذهاب الى الحمام العام و لا يوجد شخصاً لكي يحمل ملابسي كان يجب علي ان افعل كما تفعل الدادا أحمل ملابسي في يدي و اذهب إلى الحمام ، لما كنت اريد الذهاب يوم قبل ذهابي

اجهز ملابسي و كنت احمل هم الحمام كثيرا كنت اذهب باكراً كنت اريد عامله لكي تحممني و لكني لم اكن معروفه مثل حيّنا فهنا لا احد يعرفني كان يجب علي أن أنتظر دوري او اتحمم بنفسي و ارجع الى البيت .

مشكلتي الثانيه ايضاً الملابس لا أعلم ماذا أفعل ملابسنا كلها متسخه و تحتاج للغسيل


اول الشهر لماأتت الداداوأحضرت النقود قلت لها

ـــ دادا قولي لعاملنا الذي في القصر ليأتي كل اسبوعين مره واحده و يغسل ملابسنا

ـــ لا عزيزتي فالطريق بعيد جداً فما أن يصل إلى منزلك قد يكون ظهرا

فهمت من كلامها بأن لا يجب أن يعرف العامل شيئاً عن حياتي أو بالأصح ان لا يرى الحياه التي اعيشها

ـــ إذن ماذا افعل ؟

ـــ أنا بنفسي سأجد لكي شخصاً

في ذلك اليوم الدادا بنفسها غسلت ملابسنا و قبل انتهاء الشهر يأتي مره واحده كل 15 يوم و يغسل الملابس


أخيرا بعد ثلاثين يوما أتت لزيارتنا والده احمد و لقد كانت تلح علي بأن تساعدني

ـــ سيدتي اقسم بأن ليس لدي عملاً تقومين به فقط سأذهب و اشتري بعض الأغراض و أرجع

بإلحاح أخذت النقود من يدي و ذهبت للتبضع وانا أخذت نفساً عميقاً لأنني كنت اكثر من كل شئ أشعر بالعار عندما اذهب إلى السوق، الأرز و الزيت احضرته الدادا من القصر و لكن كنت احمل همّ شراء الخضار و اللحم. بعدرجوعها من السوق نظفت البيت و رتبت كل شئ

رجع احمد من العمل و تناولنا الطعام معاً والده زوجي لطيفه جداً معي و انا كنت احترمها كثيراً

لما أرادت الذهاب الى البيت رافقهااحمد إلى الباب و لما اردت انا ايضاً مرافقتها لم تدعني و ذهبت مع احمد ووقفت في حديقه البيت الصغيره و بدأت تتهامس مع احمد و لقد ظهر القلق على وجهها كان يحرك يده بشده و بعصبيه يكلمها و من الواضح كانوا يتجادلون فجأه خرجت والده زوجي مسرعه و اغلقت الباب خلفها بشده كان مازال احمد واقفاً في مكانه قد وقف لفتره و بعدها اخفض رأسه غارقاً في التفكير و بعد فتره أتى إلى الداخل شعرت بالقلق وسألته

ـــ أحمد ماذا حدث؟

ـــ لا شئ ، هل كان يجب أن يحدث شيئاً؟

ـــ لا ولكن من الواضح إنك كنت تتجادل مع والدتك

ـــ لا، لقد كنا نودع بعضنا

ـــ و هل تسمي هذا وداع؟

ـــ اتركيني يا مريم ، انتي ايضاً اتركيني بحالي

لزمت الصمت و لم أكن أريد مضايقته مهما كانت مشكلته سوف يجد لها حلاً أو في النهايه سيلجاء إلى لكي اواسيه و حتى حلول الليل لقد كان على حاله

ـــ هل تريد عشاء؟

ـــ لا رغبته لي تعشي لوحدك يامرمر
الجزء14


ذهب و جلس في زاويه الغرفه ووضع يديه على وجهه و كنت اريد ان اعرف بماذا يفكر و ماالذي في قلبه و يعذبه؟ ماالذي يشغله؟ ماالذي قالت له والدته موكد الامر يخصني لانني سمعت

احمد يقول لها اخفضي صوتك ستسمعك موكد كان يقصدني انا بكلامه ذهبت و جلست بقربه

ـــ احمد حبيبي إن لم تأكل عشاءك انا ايضا لن أكل أخبرني ما الذي يجري؟

ـــ المسئله ليست مهمه انا بنفسي سأحلها

ـــ إذن أخبرني هل أنا فعلت شيئاً سيئاً ؟

رفع رأسه و نظر إلي و إبتسم إبتسامه حزينه و سأل

ـــ هل من المعقول أن تفعلي شيئاً سيئاً؟

ـــ إذن ماذا يجري لماذا لا تتكلم؟

ـــ أخاف بأن أضايقكي أنا بنفسي سأجد حلاً

ـــ أحمد هل تريد بأن تجنني ، استحلفك بالله تكلم ماذا يجري؟ اقسم بأني لن اتضايق

لزم الصمت و ركز نظره على يده و كأنه يريد أن يقول شيئاً و لكنه كان يشعر بالخجل قال و هو متردداً

ـــ أنا إقترضت شيئاً لست انا بل والدتي إقترضته لي و الان ذلك الشخص يطالب به

إرتاح قلبي قليلاً قلت

ـــ طيب إنّ هذه ليست بمشكله لقد اخفتني أعد له غرضه و ما هو هذا الغرض؟

ـــ الأقراط التى قدمتها لكي يوم زواجنا

أحسست و كأنه احضروا ماءاً بارداً واسكبوه فوق رأسي تفاجأت ، صعقت، انصدمت عم السكوت بيننا لفتره و بعدها بصوت منخفض و كله خجل واصل كلامه

ـــ أردت أن أجمع نقوداً و اعطيه ثمنها و لكن والدتي تقول إنه الشخص لا يريد المال بل يريد الأقراط...مرمر ، أنا سأشتري لكي أفضل منها

أحسست بأن قلبي كان ينزف لم أكن حتى اتوقع أن أرى هذا اليوم ولا في الحلم مع كل هذا أشفقت عليه المسكين و كأنه غروره مثل الشمعه يذوب قطره قطره و ينسكب على الارض وضعت يدي في يده

ـــ احمد حبيبي انا اريدك انت وليس الأقراط لماذا لم تخبرني من البدايه الان سأجلبها لك

ذهبت الى غرفه نومنا و احضرت الأقراط مع السوار التي أهدتني إياه والدته اعطيته اياه

ـــ لماذا أحضرتي السوار أيضاً ؟هذا لوالدتي وسأعطيها ثمنه بلأقساط

فإذن والدته كانت تريد السوار ايضاً تلك المرأه التي في ذلك اليوم من الصباح حتى المساء التي كانت تدعي لي بالسعاده والخير،تلك المرأه التي احببتها كاوالدتي

ـــ إذن والدتك تريد السوار أيضاً؟! إذن خذهم كلهم و أعدهم لها

ـــ تقول إنّ هذا السوار تذكار من زوجها وقالت لي ايضا ً أعطيتك هذا السوار لكي اجنبك الإحراج وفي النهايه كنت يجب أن تقدم لزوجتك شيئاً في يوم عقد قرانك، مرمر اذا اعجبكي صدقيني سأدفع ثمنها لأمي بالأقساط

في تلك اللحظه كرهت كل ما يسمى بالذهب و الجواهرو قلت

ـــ لا يا احمد خذهم و اعدهم انا لا اريد منك شيئاً أنا لم أتزوجك من اجل الذهب و الجواهر

جلس امامي و مسك بيدي و قال

ـــ مريم أنا خجلاً منكي...

وضعت يدي على فمه و قلت

ـــ لا ، احمد حبيبي لا تقل هذا الكلام كل شئ فداك

قبّل يدي و قال

ـــ انا سأغرق هذه اليد الصغيره بالأساور و سأضع في هذه الأذن الجميله أقراط من الماس و سأضع في هذه العنق البيضاء الجميله عقد من الزمرد سوف ترين يا مرمر في يوم عندما سأصبح مليونيرا ، فإن لزم الأمر من أجلكي سأعمل ليلاً و نهاراً إن لم أفعل هذا سوف ترين ، لتمر هذه السنه و ارتب امور الدكان.... سوف اذهب الى العسكريه حبيبتي مرمر كل ما تحبين سأفعله من أجلك

فرحت كثيرا من كلامه و من الشوق ضممته إلى صدري بشده و اغرقت وجهه من القبّل و قلت

اللعنه على الأقراط و اللعنه على الجواهر

OMM Ali
14-12-2005, 10:46 AM
و كأن الدنيا تضحك لي من جديد كنت بمنتهى السعاده كنت ذاهبه للتبضع و قدماي لا يحملانني من شدت السعاده، انا ابنه بصير الملك مشياً على الأقدام و لوحدي و أحمل السله في يدي و أتجه إلى البقال و القصاب ، لم اكن اريدان اشكي لأحمد لكي لا يحمل همي كنت اريد اصبح له الزوجه المثاليه،وصلت لدكان الخضار قلت

ـــ السلام عليكم، سيدي هل عندك خضار؟

نظر إلي البائع بتعجب ورد علي بقله ادب

ـــ إذن ما هذا؟عشب؟

ياله من رجل قليل الأدب لماذا يخاطبني بهذا الطريقه ومن دون احترام،يقول الشيطان لي لا اشتري وارجع البيت و لكن ماذا سنأكل إن لم أشتري منه من أين سأشتري فهذا دكان الخضار الوحيد في الحي و دائما سأضطر للشراء من عنده. ومن القصاب طلبت 3 كيلو لحم سألني

ـــ سيدتي هل لديكي ضيوف؟

لا ليس لدي ضيوف فقط انا و احمد و لكن كنت أرى في القصر شراء اللحم لا يقل عن 3 او 4 كيلو و انا اخجل بأن اشتري اقل من هذا و لكني ارى إن البائع محقاً في كلامه و نحن فقط شخصين قلت

ـــ طيب اعطني كيلو واحداً

نظر إلي بإستغراب و بينما كان يعطيني اللحم وكأنه كان يخاطب نفسه قال هي بنفسها لا تعرف كم تريد، اسمع النساء لما يأتينّ للتبضع يقلنّ للبائعين نريد خضاراً طازجاً، نريد لحماً نظيفاً...

و لكن الذي انا اشتريه كله لا يصلح لم اكن اعرف كيف اتصرف مسكيناً احمد كان يأخذه و يستبدله و يحضر الأفضل مع هذا شيئاً فشيئاً قد تعلمت و تعودت على هذه الحياه.


مره اخرى اخر الشهر أتت الدادا و اعطتني مصروفي و سألت عن أحوالي و لكن والداي لم يرسلا لي سلامهم مثل كل مره سألتني الدادا هل انا راضيه من حياتي ؟هل انا سعيده؟ طبعاً سعيده عندما جلست قلت

ـــ دادا اخبريني كيف حال والدي ووالدتي و اخواني و الجميع؟

بدأت تخبرني عنهم و انا في غايه الشوق اليهم لسماع اخبارهم.

بعد ذهاب الدادا وضعت النقود على الطاوله، الظهر لما رجع احمد لقد كان سعيداً لانه قد حصل على عملاً إضافياً ، اخرج بعض النقود من جيبه ووضعها على الطاوله بجنب نقودي و قال هذه دفعه مسبقه و فرحت لأجله كثيراً.

يا الهي كم انا مشتاقه لأهلي كنت افكر فيهم لقد ظهر الحزن على وجهي و لاحظ احمد علي و سالني

ـــ هل انتي متضايقه يا حبيبتي ؟

ـــ من ماذا؟

ـــ لا أعلم!

ـــ لا لست متضايقه و لكني تذكرت والدتي و انا مشتاقه كثيراً لها ، إقترب مني و جلس بجواري و رفع رأسي بيده و نظر في عيني و قال

ـــ لا اريدك أن تقولي هذا الكلام مره اخرى فأنا كل اهلكي

عندما يكون وجهه قريباً جداً من وجهي و عيناه في عيني انسى العالم بأسره ، رفعت رأسي و عندما اردت التقرب اكثر منه شممت رائحه خشب اختفت شهوتي و لم يعد يعجبني.

في ليله من الليالي احضر ورقه بيضاء و حبراً و قلم و جلس جنبي و قال

ـــ أريد أن اكتب لكي بيت شعر

و كتب البت الشعر الذي اعطاني إياه زمان في الدكان فجأه الذكريات كالموجه صفعتني علي وجهي ، و إحمر وجهي .

بإلحاح أجبرته يلعق ما كتبه على جدار الغرفه.


في يوم من الايام أتت حماتي إلى منزلنا و انا إستقبلتها بكل محبه و إحترام و لكن احمد لم يعرها اهتماماً ، اصريت عليها بأن تظل عندنا للعشاء و هي وافقت و بقيت للمبيت ايضاً عندنا و في اليوم الثاني و في الصباح الباكر كالمتعاد ينهض باكراً و يحضر الفطور كنت اريد النهوض لكي اساعده و لكنني كنت متعبه و أشعر بالكسل ، عندما كنا نتناول الفطور قالت حماتي

ـــ أحمد هل دجاجتك تريد أن تضع بيضتها الذهبيه ؟

لم أفهم كلامها و ما كانت تقصد سألتها

ـــ ماذا قلتي يا سيدتي؟

عوضاً عنها ردّ علي احمد

ـــ لا شئ كانت تسأل إن كنتي حاملاً اولا ، ليست حاملاً

قالت حماتي

ـــ أنا في الصباح عندما لم أرى مريم تنهض لتحضير الشاي قلت لنفسي موكد هناك خبراً ، مريم

أحمد يحبكي كثيراً لأنه عندما كان في بيتنا لم يكن يحرك ساكنا في المنزل

احترقت غيضاً لم أتوقع مثل هذا الكلام عندما كنت في بيت والدي لم يتجراء احداً بقول كلمه واحده عني قلت لها

ـــ أنا أيضاً عندما كنت في منزل والداي لم اكن احرك ساكناً

ضحكت بصوت عالي و بسخريه قالت

ـــ لهذا انتي مدللـــه زياده عن اللزوم

اشتعلت غضباً في داخلي كنت اريد أن ارد عليها و لكن الخجل و احترام الاكبر سناً مني منعني

جلست دون أن أكمل طعامي كنت اتمنى بآن آحمد يدافع عني أمام والدته و لكنه كان جالسا و لم يبالي و لم يلاحظ علي كم انا متضايقه و لكن والدته لاحظت و قالت

ـــ لماذا لا تأكلين؟ يا إمرأه انتي غداً ستحملين و ستنجبين و المرأه يجب عليها أن تأكل لكي تتغذى و تقوي جسدها

ـــ لا اريد

اكملت فطورها بشهيه و احمد كان نفس الشئ فجأه شعرت نحوهما بالغضب و الحقد.

إقترب العيد مره اخرى شعرت بشوقاً لأهلي مضى اربعين يوماً لم تأتي الدادا و في ذلك اليوم في الصباح و قد كنت للتو غسلت عيناي عن الدموع وصلت الدادا و لم تكن على طبيعتها أخذت أطباق الفطور من يدي لكي تغسله و بينما كانت تغسله جلست جنبها و قلت

ـــ دادا ألم يسألا والداي عني ألم يرسلوا سلامهم لي؟

ـــ والله يا عزيزتي مريم عند مجيئي كان القصر مزدحماً جداً و لم يلاحظوا خروجي

ـــ دادا لا تغيري الموضوع هل ارسلوا سلامهم ام لا؟

ـــ الحقيقه لا

قلت بألم

ـــ بعدم سوالهم عني يريدون تعذيبي؟

ـــ هم ايضاً يعانون و يتعذبون إلى حداً انهم قد نسيا همكي

توقف قلبي و بداء جسمي يرتجف

ـــ ماذا جرى يا دادا تكلمي؟

ـــ الحقيقه لم أكن اريد إخباركي لكي أجنبكي الحزن و لكن الان سأتكلم حتى لا تفكري بأن والدكي لا يفكران بك، بعد زواجك والدتك ارسلت رساله لأختها مراراً بخصوص شهرزاد ومن أجل ترتيبات الزواج و لكنهم كانوا يختلقون الأعذار و منذ عشرين يوم في يوماً من الايام أتت خالتك لعياده والدتك لانها كانت مريضه و مصابه بالزكام إغتنمت والدتك الفرصه و أخبرتها إن كانوا يريدونها فليعجلوا في الزواج و لكن خالتك ردت عليها و بصراحه من بعد زواج مريم من النجار ولدي غير رأيه و يقول انا لا اريد أن اناسب نجاراً.

إشتعلت غضباً ، شهرزاد تدفع ثمن ما فعلت ، و لكن خالتي كيف إستطاعت و بهذه الوقاحه بأن تجرح قلب والدتي المريضه ، سألت

ـــ كيف حال شهرزاد؟

كان قلبي يتقطع ألماً من أجل اختي

ـــ هي تقول بأنها لا تهتم لهذا الموضوع ولكن في ليله من الليالي بكت وقالت دادا لا تظني بأني أبكي لأنه تركني وعدل عن الزواج مني،أبكي لأنه أتت خالتي وعوضاً من أن تواسي والدتي

قد أكثرت من همومها

فأدمعت عيني وقلت

ـــ دادا أنا الملامه أنا التي تسببت بكل هذه ألالم لوالداي أنا السبب في فشل زواج شهرزاد

كنت مع الدادا حينما وصل أحمد و فتح الباب و دخل لقد كانت أزار قميصه مفتوحه و رائحته رائحه خشب شعرت بالخجل من أن تراه الدادا و هو بهذا الوضع إرتبكت و قلت

ـــ أحمد لا تدخل هكذا اغلق أزار قميصك

ـــ لماذا

ـــ إنّ الدادا هنا

ـــ فلتكن هل هذه اول مره تراني فيها؟

مازلت غاضبه بسببه من الصباح قلت

ـــ لا ليس المره الاولى و لكن لماذا تراك و انت بهذا الوضع، هذا ليس جيداً ، اصبر

رأيت الغضب في عينيه و لكنني لم أهتم أغلقت أزاره و قلت

ـــ احمد حبيبي ارجوك اولا إذهب و إغسل يداك ووجهك

الجزء 15


نظر إلي وكان الغضب ظاهراً علي وجهه ، ذهب،و اغتسل و دخل الى الداخل ذهبت إليه الدادا و سلمت عليه و رد عليها ببروده لاحظت عليه و بإشاره حركت يدها و سألتني ماذا يجري؟ وأشرت عليها لا شئ و لكن في داخلي كنت اشتعل غضباً لماذا عامل الدادا بهذا الشكل؟ لماذا انا لا استطيع امام والدته التي دائما تجرحني بكلامها أن أفعل أو أقول شيئا يسئ لها كل هذا بسببي لأنني لم أتجراء على الرد عليها ، ذهبت الدادا و ألم رأسي يزداد لم ابالي بوجود احمد و ذهبت إلى النوم إقترب و جلس بجواري و سألني

ـــ حبيبتي مرمر ماذا بك ؟ هل انتي متضايقه؟

ـــ لا ، اشعر بألماً في رأسي

و بداءت بالبكاء فضحك و قال

ـــ فألم الرأس لا يحتاج للبكاء الان انا سأشفيكي

ذهب و أحضر كل ما يعرفه من ادويه عشبيه و سقاني اياها و بعدها احضر الطعام ، مره اخرى شعرت بشوقاً لأهلي و تذكرت ايام القصر لما كنت لا احرك ساكناً هناك والان انا لوحدي في هذا المنزل اتعذب و اتألم اشفقت على نفسي و اكثرت في البكاء سألني احمد

ـــ أخبريني ماذا حدث؟ هل انا فعلت لكي شيئاً ؟ هل الدادا قالت شيئاً و احزنك؟

ـــ لا والله

ـــ إذن ماذا تكلمي؟ هل بسبب اني لم أغلق أزاري؟

عرفت بأنه كان يعرف السبب ، يعرف بسبب أزاره و بسبب تجاهله للدادا و مع هذا كان يتجاهل السبب قلت

ـــ لا

و بكيت قال

ـــ هل تعلمين تصبحين اجمل عندما تبكين احب أن اعذبك لكي تبكي و انا اتفرج عليكي عندما ترتجفين و انتي تبكين و لكن في النهايه لا يجب أن تبكي من دون سبب

ـــ ألا تعلم ألم تسمع والدتك ماذا قالت في الصباح ، ليس هناك من ضروره أن تنهض مبكراً و تحضر الفطور أنا لست عاجزه عن القيام بهذا العمل

ـــ اهااا إذن لهذا السبب انتي متضايقه ؟ هي لم تكن تقصد ألم تري كيف كانت تدعي لكي بالخير؟

ألم تري بأنها تضايقت عندما لم تفطري؟

من شطارت والدته و من غبائه غضبت اكثر وقلت

ـــ عندما قالت كل ما ارادت لم أعد اشتهي الفطور

ـــ طيب والدتي اخطئت هل ارتحتي؟ الان لا تبكي هل تريدين أن تعذبيني؟

فجأه أحسست بالخجل عندما قال والدتي اخطئت اشفقت عليها و قلت

ـــ يا الهي ما هذا الكلام من الممكن كان الخطاء مني و انا أسئت فهمها

ضحك و قال

ـــ انتي مثل الطقس كل لحظه و يتغير حالك

و تصالحنــــــــــــــــــــــا
ـــ واعععع، ما هذه الرائحه الكريهه رائحه الخبز كريهه

ـــ ما هذا ما هذا الكلام فالخبز طازجاً وليس له ايه رائحه

ـــ أجل، لماذا لون جدار هذه الغرفه أخضر أنا اشعر بالتقيوء من هذا اللون

ضحك قائلاً

ـــ حسناً ، في الغد سأجلب عاملاً لكي يغير لونها إلى أحمر

كنت أشتهي الأرز الذي ليس مطبوخاً واذهب بإستمرار وأكل وأكل .

الدادا احضرت من القصر حلويات العيد وارسل والدي لي نقوداً إضافيه غير مصروفي لكي أصرفه للعيد،لقد كنت اكره كل الرائحات الخبز الطازج والحلويات والورد وكل شئ كنت اتعذب وكنت بإستمرار أتقياء ،يأتي أحمد ويساعدني ويأخذني إلى الغرفه وأقول

ـــ لا تقترب مني لا تلمسني اشعر بالغثيان منك

ـــ مني أنا

ـــ أجل، اشم فيك رائحه،رائحه انسان

يضحك ويسألني

ـــ وهل الانسان له رائحه معينه؟

ـــ لا أعلم ولكنني أشعر بالغثيان من هذه الرائحه،الليله يجب أن تنام في الغرفه الثانيه لأنني اريد أن افتح النافذه

ـــ هل تمزحين؟ فالجو ما زال بارداً وستصابين بذات الرئه

ـــ أنا أشعر باالإختناق والغرفه مغلقه أشم رائحه السجاد والستائر كل هذا رائحته كريهه ويشعرني بالغثيان

لقد كان احمد مندهشاً ويضك من ما اقول

ـــ ما نوع هذا المرض؟

وأنا كنت في حيره لأنه كيف لا يشم هذه الرائحه كيف لا يستطيع أن يدرك شيئاً كهذا ؟وهل حس الشم عنده لا يعمل او ماذا؟

أتت الدادا و هي حامله مزهريه ورود، خجلت بأن أقول لها رائحتك رائحه إنسان فقط قلت

ـــ أه دادا ما هذه الورود ذات الرئحه الكريهه أعيديها لن تلزمنا و احمد كان يضحك و هومتحير و قال

ـــ انظروا الورود تعطي رائحه كريهه و نحن لا نعلم

من الواضح إن الدادا فهمت ما هو مرضي و قالت

ـــ عزيزتي مريم مبروك انتي حامل

OMM Ali
14-12-2005, 10:50 AM
الليله هي ليله العيد و احتفلنا انا و احمد بالعيد لوحدنا

ـــ احمد حبيبي فلنذهب لرويه والدتك

ـــ لالاداعي ، هي ستأتي بنفسها

و لم الح عليه فهمت أنه لم يكن يريد أن أرى بيت والدته

أتت والدته و أحضرت معها لي قطعه قماش رخيصه الثمن ، نفس القطعه التي والدتي كانت تقدمها للدادا ، شعرت بالحزن و لكني لم اظهر ذلك و قلت

ـــ يا سلام ما هذا الذوق الرفيع شكرا لك

و ضيفتي الثانيه كانت الدادا و الذي كان واضحاًبأن حماتي لا تسطلتفها مع هذا كانت الدادا بالنسبه لي ضيفه مميزه و عزيزه .



مره اخرى أتت الدادا و لم تجلب لي سلام والداي و لقد كان هذا الأمر يعذبني و يزيد من ناري

ـــ دادا كيف حال شهرزاد؟

ـــ والدك يعلمها اللغه الفرنسيه ويريد أن يجلب لها بيانو لكي تتعلم العزف عليه

شعرت بألماًيعصر قلبي ليس من الحسد بل من الحسره وحزني عليها سألت

ـــ ألا يريدون أن يزوجوها ألم يتقدم لخطبتها أحداً

ـــ لما لا، طبعاً هي لديها خطاب كثر ولكن لا هي تريد ولا الباشا ، مرتاً سمعته بنفسي و هو يقول

مازالت شهرزاد صغيره على الزواج أنا اريد أن تتعلم كل الفنون و الاداب بعدها تتزوج من شخصيه ذات شأن ولكي تعوض الاخر

قلقي من ناحيه شهرزاد قد زال و لكن فهمت كلام والدي جيداً و احسست بالحزن.

كنت بإستمرار أشعر بالغثيان ، من الوحده و من بقائي الدائم في المنزل ايام العيد كان الوحام قد اتعبني و اتقياء بإستمرار احمد كان يأتي و يأخذني الى الداخل

ـــ لا احمد، لا اريد أن تنام هنا إذهب و نام في الغرفه الثانيه

كان يداعبني بيداه الخشنتين و كانت رائحتهما خشباً و في ليله من الليالي نفذ صبري و لم أعد اتحمل أخذت الكريم من علبه مكياجي و أردت أن ارميها عليه

ـــ ما هذا !؟

ـــ لا شئ خذه وافركه علي يديك لتصبح ناعمه

ـــ و هل يداي أيضا أصبحت لا تعجباكي و هل تريدين أن أضع هذه الاشياء مثل النساء

ـــ لا والله ، هذه ليست للنساء فقط ... كان ابي ايضا يستعمله و كان يداه دائما ناعمه حتى الشباب يستعملونه، منصور .....

في الحال قطعت كلامي و عضضت على لساني رمقني بنظره و كلها غضب و رمي العلبه في تلك الجهه من الغرفه و نهض من مكانه ، لقد افتكرت بأنه سيذهب للنوم قال

ـــ مريم لماذا انتي تعترضين عل كل شئ أنا لن أضع هذه الأشياء و إن لم يعجبكي لن المسكي حتى

تضايق مني و خرج من البيت ماذا فعلت؟ لماذا انا هكذا ؟ لماذا اعترض على كل شئ؟ انا كنت اريد له الافضل من ما هو عليه ، نظيف و مقبول و لكن لماذا لا يريد؟ و هل هو لايعرف اني حامل و ان هذا من اعراض الحمل؟ اين ذهب؟ اخاف بأن لا يرجع لماذا ذهب و تركني وحيده في هذا المنزل، آه يا الهي اني اشتاق اليه وكم اتمنى بقربي الان
كان غروباً عندما رجع الى البيت و دخل الغرفه وقال

ـــ انا أتيت

و اقترب ليجلس اقتربت منه اكثر لكي احس بقربه و شممت رائحه انسان فيه و رائحه فمه كحول قلت

ـــ احمد انا لست بخير اذهب و دعني انام

ذهب و نام في الغرفه المجاوره . مع مرور الايام بدأت احوالي تتحسن و في يوم من الايام صباح يوم الجمعه استيقظت من النوم و قلت

ـــ احمد انا اشعر بالضجر من البقاء في المنزل

ـــ اين تريدين ان اخذك ، الحديقه العامه

ـــ اجل

نظر الي و ضحك

ـــ انهضي لكي نذهب

ـــ الان لا، لنذهب في وقت الغروب



و عند الغروب ذهبنا و لقد كان الشارع مزدحماً من الناس قال

ـــ هل تريدين ان نتمشى و نأكل شيئاً ؟ هل انتي بخير؟

ـــ اجل انا بخير

كان الجوجميلاً و صافياً و كان احمد بكامل اناقته و لقد كان وسيماً جداً و ملفتاً للنظر ، مرّ من امامنا رجلا عجوز وكان يبيع المكسرات و الحلويات قال

ـــ هل تريدين من هذا؟

و كالاطفال قلت

ـــ اجل، اريد اشتري لي

مروا من قربنا امراتان و شاب و كانتا متبرجتان و كانتا كاشفتان الخمار عن وجههما و كانتا تضحكان بصوتاً عالياً لاحظت إنّ المرأه الطويله كانت تنظر الى احمد و كان يبتسم لها و كانت عيناه تجري وراءهما التفت الي و سألني

ـــ ماذا تريدين ان اشتري؟

ـــ لا اريد شيئاً

نظر الي بحيره و قال

ـــ منذ برهه كنتي تشعرين بالجوع

مشيت و قلت له و انا غاضبه منه

ـــ كنت و لكن الان ،اوقف عربه و دعنا نرجع الى البيت

ـــ مريم لماذا تتصرفين هكذا؟

ـــ أتصرف ؟ اشعر بالتعب و اريد أن ارجع الى البيت

و كأني لأول مره الاحظ ما كان عليه من ثياب و كم كان وسيماً في تلك الملابس قلت

ـــ ما كل هذه الاناقه و هذه الملابس الانيقه؟

ـــ و هل الان رأيتها؟ انتي من يريد هذا ، اذن لماذا تختلقين الأعذار؟

نظرت الى الجهه الاخرى و انا غاضبه و كنا ننتظر العربه اخذت الخمار و كشفت عن وجهي و ركبت العربه و في تلك اللحظه كان شابا مرّ من جنبنا و صفرّ لي لاحظ احمد انني كاشفه عن وجهي كان يعض على شفاه من الغضب و قال

ـــ لماذا كشفتي عن وجهكي؟ و هل تريدين لي أن اتشاجر مع الناس و أن اسيل دماءاً؟

ـــ لا و لكني انا اردت ان تعرف إني انا ايضا اعرف ان اكشف عن وجهي

ـــ انا اعرف هذا من البدايه

لقد احسست في تلك اللحظه بطعنه في الصميم و لكن لم اظهر على نفسي ذلك

ـــ حسناً كنت تعرف بهذا الشي عندما تزوجتني

عندما رايته غاضباً احسست بالراحه، في النهايه وصلنا الى البيت و دخلت الغرفه أتي خلفي و هو غاضب عندما دخل انا كنت جالسه في زاويه الغرفه و انظر اليه خلع ملابسه و هو غاضباً قال

ـــ اللعنه لهذه الملابس و اللعنه على والداي إن ارتديتهما ثانيتاً و إن خرجت معكي مره اخرى خارج البيت انتي لم تتزوجي بل اشتريتي خادماً لكي يغسل الاطباق

قفزت من مكاني و قلت

ـــ انا لم اشتري خادما و غسل الاطباق لن يميتني

خرجت مسرعه من الغرفه و كان الجو بارداً و لكني لم اهتم لأني كنت غاضبه جداً اخذت الاطباق لكي اغسلها و كنت اقول مع نفسي الان سيأتي ، يجب أن يأتي و يأخذ كل هذا من يدي و لكي يراضيني و يعتذر لي و لكن مضى وقت و لم يأتي ، بعد فتره أضاء شمعه في الغرفه و أتي ووقف عند الباب و إتكاء عليه و ابتسم لي و قال

ـــ هل تصبين غضبكي على الاطباق

لم ارد عليه و حتى إنني لم التفت اليه و كنت اعمل قال

ـــ تعالي الجو بارد ستصابين بالزكام

كنت صامته و حزينه في تلك اللحظه قال

ـــ مرمر؟!!!

من دون ارادتي التفت اليه و بدأت انظر اليه و لشعره آآآآآه كم كنت اتمنى التأمل فيه لساعات طويله و لكن هل يعرف مدى تأثيره علي سألني مره اخرى

ـــ مرمر الن تأتي؟

و من دون ارادتي تركت ما بيدي و نهضت من مكاني لدرجه إني كنت لا ارى ما امام قدماي اقتربت منه و كنت ارتجف قال

ـــ اهااا انا احبكي هكذا ترتجفين و اتمنى ان اتأمل بهذا الجمال ساعات و ساعات

دخلنا الى الغرفه و اقفل الباب وبدأت دموعي تتساقط كالمطر من عيناي ، وقفت امامه ووجهي بوجهه امسك بيدي ، ارتجفت و الان احسست كم كنت اشعر بالبرد و كم كان الجو بارداً و كانت يدي ترتجف في يده آآآآه كم احسست الدفء و الامان و كم شعرت بالسعاده و كان العالم صغيراً علي و كان لا يسعني من الفرحه و من تلك الليله رجع كالسابق ينام في غرفتنا.

OMM Ali
14-12-2005, 10:50 AM
كنت في شهوري الاخيره و كانت الدادا تتردد علي و بإستمرار و من تردد الدادا علي شعرت بقلق والداي علي ، كانت يداي و قدماي متورمتان وجهي ايضا وكنت اكره ان انظر لنفسي في المراه

ـــ دادا لماذا اصبح شكلي هكذا؟

ـــ هذا بسبب الحمل و بعد ان تلدي فكل شئ سيرجع كما كان ، يا سيد احمد خذ عنوان القابله التي اشرفت على ابن ليلى و محمدرضا خذه و سيلزمك

ضحك و قال

التاسع وقد تلد في اي لحظه
ـــ مازال الوقت مبكراً يا سيدتي

ـــ لا يا عزيزي هي في الشهر
ـــ لا تخافي يا سيدتي إذا انتي قلقه لهذه الدرجه انا من الغد سأذهب و أجلب والدتي لكي تهتم بمريم إلا أن تلد

و في الصباح أتت والدته ارتحت من ناحيه الطبخ و الكنس و الغسيل و التبضع لقد كانت تقوم بكل شئ و انا كنت اشكرها الف مره و هي كانت تقول

ـــ انا هنا لست ضيفه فهذا بيت ولدي ولا يجب ان أضع يداً على يد و أتفرج

نعم كانت تقول بيت ولدي!

أتت العامله التي كانت تغسل الملابس فتحت والده احمد لها الباب و تحدثت معها و بعد ذلك أتت و قالت لي

ـــ مريم لماذا تريدين عامله اعطيني ملابسك لكي اغسلها بنفسي

ـــ لا يا سيدتي ما هذا الكلام فهذا ليس عملكي ، انها تأتي كل 15 يوما مره واحده و تقوم بهذا العمل

ـــ لماذا تهدرون اموالكم

ـــ كنت لا اريد لها أن تلمس ملابسي المتسخه و هي والده احمد والده زوجي و ليست غساله الحي

العامله غسلت الملابس، و ذهبت لقد كان ظهراً و اقترب موعد مجيئ احمد فجأه رأيت والده احمد أخذت ملابسها و جلست تغسلها و لم أكن أعرف ما كانت نيتها بهذا التصرف و لماذا تخطط

و لماذا لم تعطي ملابسها للعامله لتغسلها فجأه لا اعرف لماذا اعتراني الغضب، كنت متعبه جداً و كنت ثقيله ولا استطيع النزول او الصعود من على الدرج ، ذهبت قرب النافذه و نظرت اليها

ـــ سيدتي لماذالم تعطي ملابسكي للعامله للعامله لكي تغسلها؟

ـــ سأغسلها بنفسي لا امي كانت لديها عامله و لا ابي و غسل قطعه او قطعتين ملابس لن يميتني

احسست بوضوح بسوء نيتها و من دون أن اعيرها اهتماماً ذهبت و جهزت المائده سمعت صوت اقدام احمد يدخل الحديقه وقفت عند النافذه و نظرت اليه و كان واقفاً و ينظر الى الملابس المنشوره في الحديقه و القى نظره على والدته و قال

ـــ الم تأتي العامله اليوم ؟!

ـــ بلى . أتت

ـــ إذن لماذا لم تعطيها ملابسكي لكي تغسلها؟

ـــ مريم لم تقل لي إن كان لديكي ملابس متسخه اجلبيه الى العامله لكي تغسله

ارتجف جسمي من سماع هذا الكلام فأنا لم اعتد على هذا الأسلوب ، لدي إحساس بأنّ والدته تريد اشعال النار كانت تريد أن توقع بيني و بينه ، لا اعلم إن توجه احمد لهذا أم لا، فقط سمعت صوته و هو يقول

ـــ لما لم تجلبيه لها بنفسكي لكي تغسله فهي لا تعمل مجاناً عوضاً ستأخذ اجره و إن كنتي تريدين أن تغسليه بنفسك فهذا يجب ان يكون صباحا و ليس الان في وقت الغداء هل تريدين أن تغضبينني ؟

ركل ملابسها برجله و قال

ـــ خذي هذا من امامي و إن كنتي متضايقه من وجودكي معنا ارجعي الى بيتك

ـــ يا بني انا جئت لكي اساعد زوجتك الى اين اذهب ؟

ـــ هذا كلامي إن كنتي تريدين بأن تتصرفي على هذا النحو فزوجتي لا تحتاج الى خدماتك

ارتاح قلبي و انتهت المسئله علي خير





احضروا لي من القصر جميع ما يلزم لطفلي من ملابس و.... الخ ، من بعد رأت حماتي الأغراض و لكنها لم تأبه وحتى انها لم تقترب لكي تشاهده كنت اتمنى بسرعه أن ألد لكي هي ترجع الى بيتها.



القابله كانت فوق رأسي كانت تطلب ماء ساخن، قماش نظيف و كانت تقول لي ماذا افعل، اشعر بألماً شديد فإنّ الألم يقتلني و لقد كان احمد بجواري و ينظر الي بقلق و حزن و يده في يدي من شدت الألم كنت اراه ولا اراه و لم أكن اميز ما يقول كان يواسيني ، كان يسألني

ـــ مرمر حبيبتي هل تتألمين كثيراً؟

رديت عليه و انا اتألم

ـــ لا ... لا... ولادتي سهله

كأني كنت اركض بسرعه و كنت اتنفس بصعوبه و العرق يتصبب من وجهي و زوجي كان يمسح العرق من على وجهي ، اين والدتي؟ لماذا لا تكون في جواري في هذه اللحظه؟إذن متى

ستأتي؟ فأنا الان بأمس الحاجه اليها اكثر من اي وقت متى سيتذكرونني ؟إن مت ليله فسيكون لقانا في الآخره ، مره اخرى رجع الألم ووالده زوجي كانت تدخل و تخرج من الغرفه و في لحظه خرجت القابله من الغرفه

ـــ احمد حبيبي قرب رأسك

ـــ قولي ماذا تريدين

ـــ احمد حبيبي اريدك ان تعلم بأني احبك و سأظل احبك لأخر يوم في عمري

ـــ و انا ايضاً

طبع قبّله على وجهي و يداه ترتجف في يدي ، في هذه اللحظه دخلت والدته و رأت هذا المشهد

إبتسمت و قالت

ـــ مريم عزيزتي، اولاً دعي هذا الألم ينتهي بعدها فكري في الثاني

فرمقتها بنظره مليئه بالغضب ومن ثم نظرت الى احمد، فجأه عيناي امتلئت بالدموع فقال احمد لوالدته

ـــ امي هل ستصمتين أم لا

ضحكت والدته و قالت بسخريه

ـــ طيب أنا سأصمت إلى آن دجاجتك تضع بيضتها الذهبيه

OMM Ali
14-12-2005, 10:51 AM
مره اخرى صرخت من الألم. كان ولداً جميلاً و أحمر البشره و كان شعره خفيفاً و اسود اللون و لكنه كان مموجاً تماماً مثل شعر والده. و بعدها قبّلني و اعطاني هديه.

مضى على ولادتي اسبوع و لم أكن على ما يرام كنت أعلم بإنه في بعض النساء بعد الولاده يصيبهم بعض الارهاق و الكسل و انا المسكينه كنت من بعض هذه النساء

كان احمد يجلس و يتفرج علي و على الطفل و على كيفيه إرضاعه و على دموعي التي تذرف من دون سبباً. في ليله من الليالي و لما كنت احمل طفلي وكنت اداعبه واقبله قال

ـــ يا سيده مريم هل نسيتيني ، لما يأتي الجديد يهمل القديم

لقد كان يشعر بالغيره من إبنه،ضحكت وقلت يا غيور

ـــ على الأقل دعيه في الليل ينام عند أمي

ـــ لا تنسى الطفل ما زال صغيراًويحتاج الى الحليب دعه يبقىمعنا ثلاث شهور بعدها لما في وقت النوم لن ينهض ولن يحتاج الى الحليب ،حاضر سآعطيه الى والدتك لكي ينام عندها، غضب وقال

ـــ إذن دعيه عندكي الى أن يحين موعد زواجه، مع السلامه يا سيد فنحن ذهبنا

وفعلاً قد ذهب وهو غاضباً وزعلان . رجع في وقت متأخر وكانت رائحه فمه كحولاً.



في الصباح والدته كانت تأخذ الطفل وأنا نائمه ولست على ما يرام وهي التي تقوم بكل أعمال المنزل ،

جاءت الدادا وكان شتاءً والجو بارداً وكان الثلج يتساقط الدادا كانت فرحه من أجل ولادتي فما أن خرجت والده زوجي من الغرفه قالت لي الدادا بقدر ما أن تستطيعي إرضعي طفلك لكي لا تحملي مره اخرى تضايقت من كلامها هل الدادا ايضاً تنظر الى احمد بحقد ؟ لماذا لا تريد أن أحمل منه مره اخرى؟ يمكن هذا طلب والدتي وهي تبلغني به. اعطتنى 40 تومان وقالت

ـــ هذا والدكي أرسله لكي هديه ولادتكي

ومن ثم ذهبت.

تذكرت والدتي عندما انجبت اخي كم كان احتفالاً كبيراً والناس والإزدحام ،وأنا في هذه المكان لوحدي مرميه فقط والدته زوجي وأحمد الذي لم يأتي بعد . عندما رجع كان ليس على طبيعته تضايقت منه وبكيت والطفل بجواري نائم ووالدته كانت في المطبخ تغسل الأطباق كنت مستعده للشجار معه ولكن ما إن وقع نظري في نظره نسيت كل شئ كان شيئاً عجيباً ،كيف عندما أسمع صوت أقدامه قد تتبخر كل الامي وأحزاني وكل همومي فعلاً كنت احبه بجنون قال

ـــ السلام عليكم يا ست الكل

فلم ارد عليه قال

ـــ ما زلتي لما الان نائمه

ـــ اشعر بألم ولا أستطيع الجلوس

قرب وجهه الى وجهي وكانت رائحه أنفاسه كحول

ـــ مره اخرى شربت من هذه الحقاره

ـــ أجل وهل هذا يزعجكي؟

ـــ كثيراً،لا تشرب مره اخرى

أقترب اكثر مني لكي يقول لي شيئاً ولكن فجأه ظهرت والدته على باب الغرفه وقالت

ـــ ألن تكفاعن هذه الحركات يكفي هذه فأنتم لستم في شهر العسل

قال لها أحمد وبطريقه بدت لي طريقتاً وقحه

ـــ ماذاتريدين أن نفعل أهم من هذا

ـــ الليله هي الليله السابعه على ولادت طفلكما ويتوجب عليكم أن تختارو له إسماً

التفت إلي وقال

ـــ حبيبتي مرمر ما الإسم الذي اختارتيه له؟

قــــــــــلـــــــــت

ـــ لأنه ربي وهبك لي ولأنك والده سأسميه عنايت الله

ضحك بصوت عالي

ـــ إن ربي وهبني لكي يجب أن يكون اسمي انا أيضا عنايت الله ...

فصرخت والدته و قالت

ـــ اصمتوا فهذا ليس بلعب اطفال على العموم أسامي الاطفال يختارونها الكبار كالجده او الجده مثلا

قلت لها

ـــ سيدتي إن الجد و الجده في زمانهم اختاروا اسامي اولادهم بنفسهم و حسب رغبتهم و الان هو دورنا نحن، و نحن نريد أن نسميه عنايت الله

فجأه بدأت تبكي و غضبت و خرجت من الغرفه و ذهبت و جلست على الدرج و بصوت عالي و هي تبكي قالت

ـــ أنا المسكينه ليس لدي كلمه في هذا البيت و المقصر هو ابني ، هو الذي فقط يريدني لكي اخدم زوجته

تبادلنا أنا و أحمد النظرات متحيرين

ـــ إلى أين ستذهب ؟ احمد اتوسل اليك لا تتشاجر معها انا لست على ما يرام

ذهب دون ان يرد علي سمعت صوته وهو يقول

ـــ ماذا بكي؟ هل تريدين أن تحاربي؟

ردت عليه و هي تبكي

ـــ لا تخف ، لا اريد أن اتشاجر او احرب معك

ـــ هل تريدين بنفسكي أن تختاري اسم الطفل؟

ـــ اجل، اريد أن اسميه الماس ، على اسم والدك رحمه الله

ـــ طيب سميه الماس وهذا لا يحتاج الى الزعل و البكاء

عم السكوت و توقفت والده زوجي عن البكاء ، دخل احمد و هو مسرعاً و اغلق الباب قلت له

ـــ أحمد حبيبي إن إسم الماس هو اسم العبيد و انا لا احب هذا الاسم

صرخ و قال

ـــ الان دوركي انتي فالإسم إسم و هل العبيد ليسوا من البشر، إن لم تسميه الماس ستتضايق امي

ـــ لماذا انت غاضب ؟ انا فقط ...

ـــ أنتي من يجعلني دائما اغضب ، دائما تبحثين عن الأعذار والدتي طلبت شيئاً و انتهى

زعل و خرج من الغرفه و تلك الليله نام في الغرفه الثانيه، و سميا اسم ولدي الماس.





بداء يتحسن حالي شيئاً فشيئاً و بدأت أستطيع أن اقوم بأعمال المنزل و الإعتناء بطفلي ، والده زوجي قد طلبت من احمد بأن تبقى للعيش معنا في بيتنا ازعجني هذا الخبر و لكن مع الحاح احمد لبقائها اجبرت ووافقت و في النهايه هي والدته فهي قد بقيت بعذر انها تريد أن تساعدني في تربيه طفلي و اداره اعمال المنزل ، انا كنت متأكده بأنها تدبرأمراً، كل مشاكلي مع احمد هي سببها ، كم اتمنى أن امسكها من يدها و الغي بها خارج منزلي و لكنني لا أستطيع و لا أتجراء للقيام بهذا الشي ، انا لم اتعلم كيف ادافع عن نفسي كنت اتذكر كلام والدتي و هي دائما تقول لي

يا مريم كوني سيده محترمه.





أتت الدادا و أحضرت لي مصروفي كالعاده سألتني

ـــ هل مازالت هذه هنا؟

ـــ هي ستبقى للعيش معنا هي بعذر مساعدتي أتت و بقيت و لن تذهب ، اترجاكي يا دادا لا تخبري والداي بهذا الموضوع

ـــ لماذا أقول ؟ هل لكي اكثر من همومهم

غيرت الموضوع و سألتها

ـــ ما اخبار شهرزاد؟

ـــ لن تصدقي ماشاءالله قد اصبحت إمرأه فهي تتعلم العزف على البيانو و عندها الكثير من الأساتذه.......

لم افهم بقيه كلامها لقد كنت افكر في حياتي كأنني لست على علم بهذه الدنيا فأنا غارقه في عالمي و كأنني لست في هذا العالم بل في عالم اخر .



بعد أن ذهبت الدادا سألتني والده زوجي

ـــ ماذا كانت تقول الدادا ؟

ـــ لا شئ لقد كانت تتكلم عن اهلي

انزعجت و ذهبت و قالت و هي ذاهبه

ـــ و هل كنت اقصد إنّ الكلام عني الان نحن اصبحنا غرباء قولي انها قد احضرت لكي النقود و خلصينا فأنا تعودت اخدم مجاناً

قلت لنفسي إذن هي تريد مني المال ، لالا لا اعتقد و هل من الممكن ان يكون يوجد إنسان بهذه الحقاره و يحب المال لهذه الدرجه و يعيش في بيت ولده و ينتظر شيئاً ذهبت عندها و قلت

ـــ خذي يل سيدتي هذه النقود و اشتري لكي عبائه جديده .

بالبدايه لم تقبل أن تاخذه و قالت

ـــ ما هذا الكلام فأنا لا انتظر شيئاً من ولدي و زوجته

بعدها و من دون أن الح عليها أخذت النقود.

أتى احمد و سألني

ـــ هذه النقودناقصه و هل اعطيتي الدادا منها؟

ـــ لا ، اعطيت والدتك

ـــ و ما هي المناسبه؟

ـــ استحلفك يا احمد لا تقل شيئاً ففي النهايه هي تتعب في بيتنا و تعتني بالطفل و تقوم بأعمال المنزل استحلفك لا تقل شيئاً، ليس جيداً

أحسست بأن قلبي قد وقع من مكانه ذلك الذي لم اريد أن أفهمه قد فهمته و احمد دون أن يلاحظ

علي و بأي حالاً كنت ، كان تصرفه نسخه عن والدته. جلس اكل طعامه و بعدها انصرف و ذهب الى العمل . كنت محطمه القلب الان قد فهمت و عرفت طبعه السيئ و حرصه و حبه بالمال، واسيت نفسي مره اخرى اصمتي يا مريم انتي التي اردتيه و ما شأنكي بوالدته ؟ الم تكن عمتكي ايضاً تحب المال. اليست امكر من والده احمد و ألم تكن تخيف امكي و لكني كنت أعلم إن الفرق شاسع بينهما. لكني سأجعل من احمد رجلاً مهماً و سأفتح عينيه و سأجعله يميز الصواب من الخطاء ، فقط يجب أن اصبر هذه السنه و هو بنفسه قد طلب مهله مني لآخر هذه السنه.

OMM Ali
14-12-2005, 10:52 AM
شيئاً فشيئاً والده زوجي بعذراً إني لست ناضجه و لا خبره لدي في تربيه الاطفال و الف عذر اخر سلبت مني زمام الامور في كل شئ لدرجه إني لا استطيع السيطره على طفلي ، و مضت الايام والشهور واصبح عمر طفلي سنه وشيئاً فشيئاً بداء بالتكلم و اول ما نتطقه هي الشتائم و الفاظ السيئه والسوقيه التي كانت جدته دائما تكررها بالمزح او الجد ، لقد كانت تصطحبه معها الى كل مكان تذهب اليه و دون ان تستشيرني و عندما كان ابني يلفظ الكلام البذئ كنت اصرخ عليه و احاول منعه.

في يوم من الايام عندما كنا جالسين نتناول الفطور كان احمد ووالدته يفطران وانا كنت جالسه في زاويه و واضعه طفلي في احضاني كنت اتأملهما كيف كانا يأكلان و بشهيه بينما انا حتى لا رغبه لي في الاكل و كنت اتذكر كل ما اعانيه في حياتي بسببهما فجأه قلت

ـــ احمد حبيبي في النهايه ما هو قرارك ؟

تعجّب و بينما كان يأكل سألني

ـــ أي قرار؟ عن ماذا تتكلمين؟

ـــ ألم يتحسن وضعك ، ألست راضياً بشأن الدكان؟

ـــ طبعاً لماذا؟

ـــ كان من المفروض بأن تستخدم صبياً في الدكان ليحل مكانك و لكي انت تذهب إلى المدرسه العسكريه ألا تريد الذهاب؟

ـــ سأذهب ، في يوماً ما سوف اذهب

ابتسمت لي والدته و بسخريه،قلت انا

ـــ متى سيأتي ذلك اليوم يا احمد؟ كل شئ و له وقته و ما دمت شاباً يجب عليك الذهاب،يقولون إنّ المدرسه تحتاج الى الدراسه فإذن لماذا كل هذا التأخير لماذا لا تسرع؟

ـــ مريم هل ستدعيني أم ماذا؟

نهضت من مكاني و ذهبت الى نومي و اغلقت الباب بشده خلفي، فسمعت صوت والدته و ببراءه و لكن بصوت عالي و طبعاً لكي تسمعني قالت

ـــ هي ماذا بها لماذا تتصرف على هذا النحو

ـــ دعكي منها و اسكبي لي الشاي من الممكن انها متضايقه من أمراً ما

ـــ إن كانت متضايقه من أمراً ما فلماذا تصب غضبها علينا؟

بعدها سمعتها تهمس بصوتٍ منخفض في اذن احمد مره اخرى بدأت تحرض احمد علي، فجأه دفع الباب و بشده و رأيت والدته و بجوارها ولدي صامته و جالسه في زاويه و رأيت في وجهها علائم الانتصار سألني احمد و لقد كان غاضباً

ـــ ماذا بكي ؟ لماذا لم تتناولي فطورك؟

ـــ لا رغبه لدي

ـــ لا رغبه لديكي ؟ ماهذه التصرفات التي تقومين بها ؟ الا يحق لنا بمعرفتها؟

ـــ الا تفهم، الا تفهم بأني قد تعبت فهذه ليست حياه فالحياه ليست فقط طعام و شرب و نوم الا تريد أن تفعل لنفسك شيئاً ألم تفكر في إبنك ألا تفكر في مستقبله هل انت راضياً من هذه الحياه المحقره

وبإصبعي أشرت على المنزل صرخ قائلاً

ـــ لماذا لا تدعيني أن اعيش بسلام في منزلي ماذا تريدين مني لماذا دائماً تختلقين الأعذار لتنكدي علي حياتي انا لا افهمكي تكلمي بوضوح لكي افهم ما الذي يدور في ذهنكي ها انا كما كنت ألم ترينني منذ البدايه فأنا لم أجري وراءك و هل جريت؟ انتي بنفسك جئتي الي و رأيتيني وأعجبتك

لقد كان طفلي خائفاً من والده و هو يصرخ علي و كان يبكي صرخ احمد و قال

ـــ انتي لقد اصبحتي زوجتي،زوجتي انا، انا احمد النجار ماذا تريدين مني في البدايه لقد كان كل شئ فيني يعجبكي و يروق لكي،أزار قميصي المفتوحه و يداي الخشنتان و شعري الطويل و كل شئ الان ماذا حصل فجأه اصبح كل شئ فيني يزعجكي ولا يعجبكي

كان يقلد كل كلمه اقولها و بسخريه، سمعت صوت والدته من الغرفه المجاوره و هي تضحك بصوت عالي قلت

ـــ احمد تدرك ماذا تقول هيا اصمت

صرخ مره اخرى و قال

ـــ الان اصبحتي تأمرينني و تسيرنني على هواكي ، احمد حبيبي خذ هذا الكريم و ضعه على يداك لك تصبح ناعمتان، احمد حبيبي ازار قميصك مفتوحه اغلقهما ليس جيداً، احمد حبيبي سرّح شعرك و ادخله تحت القبعه، احمد حبيبي قص شعرك لانه يتساقط في الطعام إفعل هذا ولا تفعل هذا و في اليوم عشرون مره تسألينني احمد ألن تذهب الى المدرسه العسكريه إذن متى ستذهب

و هل عندما تعرفت عليكي كنت اذهب الي المدرسه، انا متى قلت لكي بأنني سأذهب الى المدرسه العسكريه

رديت عليه و انا غاضبه و قلت

ـــ خلف جدار حديقه القصر ألم تقل هذا الكلام؟

ـــ حسناً انا قلتها فقط لكي افرح قلبكي، غلطه و ارتكبتها و الان ادفع ثمنها

لم اتحمل كلامه صرخت وقلت

ـــ الا تتذكر ذلك اليوم عندما جردتني امك من السوار و الاقراط الم تقل لي سوف تذهب الى المدرسه العسكريه و بعدها ستحضر لي افضلها

صرخت والده زوجي من الغرفه الثانيه و قالت

ـــ إذن انتي تريدين ذهباً و جواهراً و لماذا تدخلينني انا بمشكلتك و هل كانت عيناكي على هذه الاقراط قاطعها احمد و قال

ـــ وماذا افعل لكي هل تريدين أن اسرق لكي جواهر و هل في المدرسه العسكريه يوزعون السوار و أقراط لقد اتعبتيني،انا لن اضع يدي كريم ليضعه ابن عمكي حتى تصبح يداه ناعمه فأنا لا أكل الخبز الجاهز لكي اضع كريم على يدي لتصبح ناعمه فأنا أكد و اتعب و اعمل ليل و نهار لكي اعيلكي انتي و طفلكي، انا لن اذهب الى المدرسه فالذهاب اليها يحتاج لمصاريف ووو.....

ـــ والدي سيتكفل بالمصاريف

ـــ انا لا اريد من والدكي المال ، هذا انا كما انا و لن اصبح افضل من ما انا عليه فأنا قد تزوجت زوجه و ليس زوج، هذا انا إن اعجبتكي أم لا

ـــ يكفي اذهب الان و تصرخ علي ولا تسقط نفسك اكثر من عيني

قالت والدته و بقصد جرحي

ـــ احمد عزيزي لا تحمل هماً يا عزيزي هي اخطئت و قالت شيئاً و هي الان نادمه سامحها

قلت لها

ـــ اتحسبينني لا اعرف بأن انتي من يحرضه علي و هل ارتحتي الان فكل هذه المشاكل انتي سببها

ـــ انا ؟ انا أم انتي التي تقولين احمد سقط من عينكي ألا تحبينه كالسابق و هل شبعتي و لا تدعيني أن أقول لكي اكثر

احمد أمر والدته بأن تسكت قالت

ـــ حسناً صأصمت و هذا جزائي و اللعنه علي والدي اذا بقيت دقيقه واحده في هذا المنزل

لقد كان إبني يبكي حملته في احضاني و كنت ارتجف ذهبت والدته واخذت امتعتها و من ثم خرجت من المنزل التفت احمد الي و قال

ـــ هل ارتحتي الان؟ و هل هذا ما كنتي تريدينه؟

وهو ايضاً اخذ المال من الصندوق و من ثمّ خرج من المنزل ظليت وحدي مع ابني،لم أعد اتحمل

و كانت دموعي احدق بإبني و ابكي على حظي و كانت دموعي تغسل وجه ابني بعدها ذهبت و البسته الملابس التي كنت اريدها ومن ثم نيمته كنت عاجزه عن الوقوف على قدماي اخذت الاطباق و غسلتها و نظفت المنزل و جعلته نظيفا و في العصر عندما استيقظ ابني من النوم لعبت قليلا معه و علمته بعض الكلمات لكي يقولها، حلّ الليل و لم يأتي احمد الى المنزل حضرت العشاء لابني و اطعمته و من ثمّ نيمته، كانت الساعه الثانيه صباحاً وانا كنت قد اقفلت باب الغرفه

أتي و من خلف الباب قال

ـــ مرمر حبيبتي تعالي لكي نتصالح لم اجب ركل الباب ومن ثمّ قلت

ـــ لا تحدث ضجه الطفل نائم، دعني و شأني يا احمد

قال و بصوت مرهق من خلف الباب

ـــ مرمر حبيبتي افتحي الباب ومن ثمّ سقط و نام مكانه خلف الباب

مضت اربعه ايام و نحن ما زلنا متخاصمين ولا نتكلم مع بعض و لكني كنت اشعر بالسعاده لأنّ والدته قد رحلت و كنت اتمنى أن لا ترجع ابداً و الليله الخامسه أتى احمد الى المنزل و كان واضحاً بأنه قد شرب مره اخرى من تلك القذاره و هذا الشئ كان يعذبني اكثركان ابني نائماً و انا كنت جالسه و مشغوله بالحياكه من دون أن يقول كلمه واحده احضر القلم و الحبر و الورق و جلس بجواري، نظرت اليه ومن دون اي مقدمه سألني

ـــ ماذا اكتب؟

لم أرد عليه بشئ مره اخرى سألني

ـــ ماذا اكتب؟

ـــ لا أعرف اكتب ما تريد

ـــ انا اريدكي انتي

اخذ القلم و من ثمّ كتب “ مريم مريم مريم” من دون أن أرد ذلك ابتسمت اليه ثم رمقني بتلك النظره التي تسحرني مدّ يده بإتجاهي و قال

ـــ مرمر

مره اخرى ضعفت و لم اتمالك نفسي ذهبت اليه من دون ارادتي

ـــ مرمر حبيبتي يجي ان اذهب و احضر والدتي

ـــ هي التي ارادت الذهاب

ـــ إلى أين تذهب لا يوجد مكان لتذهب اليه موكد قد ذهبت عند ابن خالتي في ورامين

<< ورامين هي مدينه من مدن ايران>> ستبقى يوم أو اثنين أو ثلاثه فهي لا تسطيع البقاء للأبد هناك يجب علي أن اذهب لإحضارها

اقترب مني اكثر و قال

ـــ هل تضايقتي؟

عندما اكون بقربه انسى الدنيا و ما فيها لقد نسيت كل همومي و مشاكلي، كم كان طيب القلب

ـــ لا لماذا اتضايق اذهب و احضرها

و في تلك الليله عندما كنت نائمه قلت

ـــ احمد حبيبي سامحني انا كنت المذنبه و كل الذي حصل بسببي سامحني

أبتسم لي ثمّ قال

ـــ لا عليكي


اول الشهر و أتت الدادا لزيارتي و كانت تنصحني و من ثمّ بأخبار الجميع كالعاده سألتها

ـــ ما اخر الاخبار؟

ـــ اخبار جيده

ـــ ماذا اخبريني بسرعه

ـــ منصور لقد تزوج

ـــ اها .

ـــ نعم منصور قد تزوج، ويقولون إن زوجته مثقفه وايضاً شاعره

ـــ ما اسمها؟

ـــ شهناز، يقولون انها تكبره بأربعه سنوات و عمرها تقريبا 34 و من كانت قد اشرطت و كان شرطها انها هي ليست اجتماعيه ولا تحب الذهاب الى المناسبات و إن كل واحد حر بما يفعله، و يقولون انها مريضه وبمرض اسمه آبله<> وهي تخجل بأن يرى أحداً وجههـــا .

و لكن لا اعرف لماذا شعرت بالغيره فأنا لا احب منصور ولكن ما هذا الشعور،ارتحت و فرحت كثيراً لأجله و قلت مع نفسي يستحق ذلك و بنفس اللحظه اشفقت عليه لانه قد تزوج من إمرأه

مريضه و اضافت الدادا

ـــ الجميع يمتدحها يقولون انها إمرأه بكل معنى الكلمه اصيله و الجميع يحترمها من الغرباء الى الخدم و الجميع يحبها، مريم عزيزتي لماذا لا تهتمين بمظهرك لماذا ما زلتي ترتدين نفس الملابس التي احضرتها معك من بيت والدك لماذا لا تشترين غيرها فأنتي شابه و يجب ان تهتمي بمظهرك من أجل زوجك

ذهبت و رأيت نفسي في المرأه لقد كانت الدادا على حق كنت في حاله يرثى لها انا و بهذا الشباب و بهذا الجمال لا أملك فستاناً جديداً ومن دون مقدمات قلت

ـــ دادا عزيزتي هيا بنا لنذهب للتبضع اريد أن اشتري قماشاً ، لكي تأخذيه لخياطه والدتي لتخيطه لي

ذهبنا إلى السوق و في الطريق قالت الدادا

ـــ لماذا لا تشترين قطعتين من القماش وتفصلي فستانين بدل الواحد

ـــ و لكن بمقاس من ستقوم بتفصيله؟

ـــ طبعاً بمقاس حبيبتي شهرزاد

ـــ هل هي كبرت إلى هذا الحد

ـــ ما شاءالله لقد اصبحت إمراه و لكن هي قليلا ممتلئه اكثر منكي فأنتي قد اصبحتي نحيفه جدا لم يبقى منكي سوى جلد و عظم

سألتها و انا فرحه كالأطفال عندما يفرحون لحصولهم على لعبه جديده

ـــ متى سيجهز الفستان؟

ـــ بعد 7 او 8 أيام انشاءالله


بعد مرور 8 ايام رجعت الدادا و احضرت معها الملابس الجديده و بإلحاح منها لبستها لكي تراها

علي المسكينه كم هي طيبه فهي سعيده من أجلي وفرحه لفرحتي و كأنني حقاً ابنتها كانت دائماً تدعي لي بالخير و السعاده و كانت تأخذ طفلي في أحضانها و تقبله بحراره و حنان و بلحظه اخفضت صوتها و كأنها لا تريد احداً أن يسمعها قالت لي

ـــ ماشاءالله يا له من ولداً جميلاً و محبوب و لكن مريم عزيزتي ، ابنتي انتبهي لكي لا تحملي مره اخرى

و لأنهارأتني احدق اليها متعجبه اضافت

ـــ لأنّ ما زال الوقت مبكراً و طفلكي ما زال صغيراً جداً

OMM Ali
14-12-2005, 10:53 AM
قلت مع نفسي فهذا ليس كلامها بل وصيت والدتي وأمر والدي ، قررت مع نفسي بأن أحمل بأسرع وقت . دخلت والده زوجي الى الغرفه لكي تأخذ الاكواب و رأتني و انا مرتديه الملابس الجديده رمقتني بحسد و دون ان تنتطق بكلمه واحده خرجت من الغرفه قالت الدادا

ـــ هي تغار و تموت حسداً

ـــ لا يا دادا ما هذا الكلام

و لكنني بدأت أفهم جيداً معنى نظرات والده زوجي وكنت اتألم من الداخل وقلت مع نفسي اللعنه علي إن أنجبت مره اخرى ما دام هذا الوضع مستمراً يكفي هذا الواحد ،اشعر أني شبيهه بالقماش يشدونني من الناحيتين ،من ناحيه والداي ومن الناحيه الاخرى زوجي ووالدته وانا اتمزق في وسطهما .


دورتي الشهريه تشير بأني هذا الشهر لست حاملاً فأنا منذ شهرين قد قمت بإفطام ولدي ،ولقد كانت والده زوجي بإستمرار لا تكف عن مضايقتي وعن ازعاجي و بادأت شيئاً فشيئاً اشعر بالندم لكوني أصبحت زوجه ولدها ،في كل لحظه ينضاف ألماً اخراً الى الامي كنت اقول مع نفسي احمد لايشبهها انه طيب و سيصبح افضل.


كنت قادمه من الحمام مرتديه ملابسي الجديده التي لما الان لم يراها احمد و كان شعري منثوراً على اكتافي وكنت بكامل زينتي،والده زوجي التي كانت جالسه على مائده العشاء و تنتظر قدوم احمد ترمقني بنظره مليئه بالحسد قالت

ـــ إلى أين و بكل هذه الأناقه

ـــ ولا مكان ، هنا في منزلي

لقد كنت فرحه جداً و كنت فاتنه جداً، لقداصبحت اطول وانحف من السابق، سألتني

ـــ كل هذه الزينه من أجل المنزل

ضحكت و قلت

ـــ طبعاً هل المرء فقط يجب أن يكون متزيناً عندما يذهب الى مكان فإن كل هذه الأناقه و الزينه من أجل زوجي

شدت على شفايفها من الحسد و الغيره و بقصد أن تجرحني قالت

ـــ في زمانا إن تزينا والده زوجنا تقوم القيامه على رأسنا و ما أن تشبعنا ضرباً مفصلاً من ازواجنا لا يرتاح بالها

ـــ فايه
والده ازواجكن تخطئ بأفعالها هذه

ـــ لا أعلم من الممكن نحن لم نتجراء على هذه الفعله أو لم نكن جريئين بما فيه الك
وصل احمد و هي سكتت في الحال لا اعرف من الخوف أم كانت تدبر لأمراً ما. برويه احمد مبتسماً لي و بنظرته إلي بوله وشغف كنت اقول مع نفسي إني انا المنتصره. بعد العشاء جلس بجواري احمد و والدته حملت طفلي الذي كان نائماً و انصرفت. فمنذ أن قمت بفطام ولدي هي بإلحاح و رغماً عني قد انتزعته مني و بالليل كانت تعجله ينام معها.لست متضايقه بهذا الشأن

فأنا معتاده على الدادا و في عائلتنا الطفل نادراً ما ينام مع والديه و الدادا كانت بمثابه الأم الثانيه للطفل و لكن المشكله هنا بأن والده زوجي تحرض إبني علي فهي تفعل ما بوسعها لكي تجعله يتعلق بها اكثر لكي لا يستطيع الابتعاد عنها و كان هدفها من هذا الشئ هو لكي ارغم أنا و أعيش معها تحت سقفاً واحد. بعد خروجها اقترب مني احمداكثر و سألني

ـــ لماذا دائماً عيناكي تسحرانني ، مرمر ماذا تفعلين لكي تزدادي جمالاً كل يوم؟

ـــ لا شئ ، فقط لأن عندي زوجاً طيباً

ـــ فقط هذا؟

كان قريباً مني و ينظر الي بلهفه و كنت انجذب اليه اكثر فأكثر فجأه سمعنا صوت احدهم يطرق الباب

ـــ في هذه الساعه؟

نهض احمد وبإكراه من مكانه و انا إبتعدت عنه ، و ذهب ليفتح الباب ، بعدها سمعت ترحيباً و بعدها صوت والده زوجي و هي ترحب و اصوات غريبه لم اسمعها من قبل ، دخل احمد مسرعاً

و رتب الغرفه وانا وضعت الحجاب على رأسي فتح الباب و والده زوجي قالت

ـــ تفضلوا بالدخول

دخلا رجلين ضخمين و برفقتهما إمرأه سمراء و نحيله ليست جميله و لكن ايضاً ليست بقبيحه كانت مقبوله و كانت تدعى كوثر كانت ملابسهم رثه و ومتسخه كان يبدوا عليهم قرويين ماإن دخلوا رائحه العرق مع رائحه حذائهما الكريهه قد فاحت في الغرفه من رائحتهم شعرت بالغثيان مع كل هذا فهم اقارب زوجي و الأدب يحكم علي أن احترامهم و فعلاً احترمتهم و استقبلتهم بكل ادب و رحبت بهم في منزلي و قمت بكل ما يلزم كزوجه و سيده بيت.

في الليل كان الرجلين مع والده زوجي يتحدثان في زوايه و انا و احمد و كوثر في زوايه اخرى من الغرفه جالسين فجأه نهض احمد و قال لكوثر

ـــ الان سأجلب لكي فراشاً

كأنه لا يراني و كأني لست موجوده ، و كوثر ايضاً دون أن تهتم لأمري قالت

ـــ لا اريد إزعاجك

ـــ هل تهتمين لأمري

ـــ كثيراً

ذهبت خلف احمد الى الغرفه و اغلقت الباب خلفي و قلت

ـــ احمد ما معنى هذا؟ نحن ليس لدينا فراشاً اضافياً

أشار الى فراشنا و قال

ـــ إذن ما هذا؟

ـــ و لكن هذا فراشنا!

ـــ فليكن، فهم لا يريدون أن يأخذوه معهم

ـــ إذن نحن أين ننام؟

ـــ فوق الارض ، هي ليله واحده و ليست مئه ليله هم اقاربي ولقد جاءوا لزيارتنا و من واجبي اكرامهم

ـــ و لكن ....

ـــ هل انتي متضايقه من وجودهم ؟ الان سأذهب و اقول لهم اذهبوا الى بيتكم، زوجتي لن تعطيكم فراشاً

توجه الى ناحيه الباب ركضت خلفه و امسكته من ذراعه

ـــ احمد !!!!

ـــ اتركيني، فأنا لا استطيع ان استقبل ضيفاً في منزلي

ـــ احمد حبيبي لا تفعل هذا ليس عدلاً أخفض سيسمعون لا تثر فضيحه تعال و خذ الفراش إليهم

و بحاله غضب و رجع و حمل كل فراشنا و اخذها اليهم، فرش فراش كوثر و قال

ـــ تفضلي كوثر و سامحينا

ـــ شكرا

انا و احمد و إبننا نمنا علىالسجاد من دون فراش و اخذت عبائتي و غطيت انفسنا قال احمد

ـــ غطي الطفل أنا لا اريد

ـــ و لكن ستصاب بالبرد فالجو بارد

ـــ انا لا اشعر بالبرد، هيا نامي

كنت مستلقيه و كنت لا اشعر بالنعاس ما زلت مستيقظه و بعد ساعه رأيت احمد فتح الباب بهدوء

و خرج ثم اغلق الباب خلفه شعرت بشيئاً يعصر قلبي، انصدمت و هل انا احلم؟ لالا انا مستيظه .

لماذا انا اصبحت حساسه ، من الممكن انه قد ذهب الى الحمام لقضاء حاجته موكد. الم يكن يذهب في الليالي السابقه؟ و لكن في تلك الايام لم اكن اشك كنت انام و انا مرتاحه البال و لا اشعر بالقلق من ناحيته و لكن اذا ذهب الى الحمام لماذا لا اسمع صوت باب الحمام هو ينفتح او يغلق؟

فجأه سمعت صوتاً خفيفاً و كان صوت ضحكه إمرأه و... نهضت من مكاني رغماً عني كنت لا استطيع الوقوف اظلمت الدنيا أمام عيني ، لم أذرف الدموع لا. لقد مضت ساعه على و انا هنا و في هذه الغرفه المظلمه منهاره ، و هل هذا الأحساس من الحسد؟ لا. من الغيره . من الإهانه التي وجهها الي . ومن تلك اللحظه التي فتح الباب و خرج من الغرفه احمد مات بنظري ، سقط من عيني . هل افتح النافذه؟ لا، ولدي سيصاب بالزكام، كيف استطاع أن يقدم على هذا الشئ الدنيئ و مع من؟ مع هذه المرأه القذره و الحقيره و الذي لا تساوي شيئاً كيف فضلها علي و كيف استطاع ذلك؟ في منزلي و في فراشي و من دون أن يخجلا و لكن لا ، موكد انا اتوهم و الاشياء و ليس اكثر و الان سيأتي الى الغرفه و انا سأشعر بالخجل من نفسي لأني فكرت هكذا و بهذه الطريقه. آآآآآآه إذن لماذا لا يأتي! مضت ربع ساعه ، نصف ساعه، ساعه .... انظر إلى الغرفه و كأني اول مره أراها . نظرت الى إبني كان كالملاك الطاهر و بملابسه الوسخه التي كانت جدته قد صنعتها له مرمياً على الارض و كان بجواري نائم اشفقت عليه و تقطع قلبي ألما عليه، الى أين أذهب و ماذا افعل به؟ هل ادعه هنا في هذا الجحيم و المكان الحقير أم أخذه معي؟

كيف استطاع زوجي بأن يفضل هذه المرأه على ابنت بصير الملك؟ على ابنت بصير الملك الذي بتلك الحواجب والعيون الجميله ومع هذه النظافه والأناقه! آآآآآه يا ليتني مت قبل أن اكتشف هذا

فخادمه القصر كانت اكثر نظافتاً واحتراماً من هذه، إن عرف والدي بهذا ،لا لماذا يعرف والدي؟

إن عرفت الدادا..... يا الهي كم أحببت هذا الرجل وتخليت عن كل اهلي وعن كل شئ من أجله والان!..... إن فتحت الباب ماذا سأرى؟يا الهي هل هذا هو عقابي؟ كنت اقول إني سأغيره الى الأفضل ولكنه لم يتغير كان يقول لي وبوقاحه الا استطيع أن استقبل ضيوفاً في منزلي ،هل هذا المنزل لك؟يا أيها الوقح...... هو ايضاً مثل والدته وقحاً ولا يخجل من نفسه ولا يعرف الصح من الخطاء ،هل رأيتم ماذا جنيت على نفسي،لقد كان والدي على حق لما قال هذا الشاب ليس لديه لا اصل ولا نسب ، كم قال وكم نصحوني ، انا المذنبه انا الذي جلبت هذا لنفسي ،والان علي ان اتحمل ،يا الهي ما هذه الغلطه التي ارتكبتها ! ... فجأه اصبت بالدهشه و تعرق جسمي. اليس هذا دعاء والدي لي؟ ليت دعاء الشر استجاب ولا دعاء الخيرآآآآه والدي العزيز كم كنت محقاً

يا لها من غلطه.. يا لها من غلطه... اللعنه عليكي يا مريم . هل هذا عشقكي؟ إذن تستحقين اكثر.

مضت اكثر من ساعه و انا في صراع مع نفسي. استلقيت بجوار ولدي و بقيت سارحه الى أن اقترب الفجر. فجأه سمعت صوت باب الغرفه يفتح اغمضت عيني و تظاهرت بالنوم و كان احمد

أتى و بهدوء و من دون ان يحدث ضجه نام بجواري .

في الصباح كنت مرهقه و اشعر بالصداع ذهبت الى المطبخ و شغلت نفسي بمساعده والده زوجي لم أكن أريد أن يقع نظري على تلك المرأه الوقحه عديمه الشرف الحقيره و لا عليه هو.

احمد لم يذهب الى العمل و بقى في المنزل كنت اسمع صوت ضحكته مع تلك المرأه و اخوها ووالدها.

تناولوا الفطور و لم يذهبوا إذن متى سيذهبون كان قلبي يتفطر من الداخل حان وقت الغداء قالت لي والده زوجي

ـــ انتي اذهبي و اجلسي معهم ليس لائقاً أن يظلوا وحدهم و انا سأذهب لأجلب الغداء

ـــ لا سيدتي انتي اذهبي عندهم و انا سأجلب الغداء

ـــ مريم ماذا بك؟ ماذا جرى مره اخرى لماذا انتي متضايقه ؟ هل هذا كله بسبب ضيوفي؟

ـــ دعيني و شأني فأنا لا رغبه لي في الكلام يكفيني ما انا عليه

ـــ لماذا وما الذي يضايقكي

ادرت لها ظهري وانصرفت وفي طريقي صادفت احمد قال لي وبصوت منخفض

ـــ مريم لا تدعين الضيوف يغادرون الليله ألحي عليم لكي يبقوا إن لم تطلبي انتي منهم فلن يبقوا

يا له من رجل وقحاً ولا يخجل من نفسه كنت اريد القول له ليذهبوا الى الجحيم ولكن إن قلت له هذا الكلام كان يجب علي ان اوضح له لماذا لا اريد هم أن يبقوا رمقته بنظره و كلها غضب و اشمئزاز ومن ثم ابتعدت عنه و ذهبت. لم يكن يلزم أن اطلب منهم البقاء فهم بنفسهم قد بقيوا.

الليله كانت كوثر قد اصبحت اكثر وقاحه من قبل قالت لوالده زوجي

ـــ الليله دوري اناانتي التي تبخطي وأنا سأ غسل الأطباق

والده زوجي نظرت الي وقالت

ـــ انظري ما اشطرها

لقد شعرت بكلامها كالسهم اخترقت قلبي ،قال احمد

ـــ إذن أنا سأساعدكي


جمعا الاطباق مع بعض وأخذوها الى المطبخ أردت النهوض من مكاني وأقول أنا سأقوم بهذا العمل ولكني لم أستطع كانت قدماي لا تحملانني لقد كانتا كالصخره لم يتحركا


لقد حان وقت النوم مره اخري تظاهرت بالنوم وهو ايضا تظاهر بالنوم ثم بهدوء نهض من مكانه و فتح و خرج و اغلق الباب خلفه .


ظليت وحدي ومع عذابي و آهاتي كنت اتنفس بصعوبه و ابكي على حظي فأنا الان احصد ما زرعت جلست ووضعت رأسي بين ذراعي وضغط عليه بقوه و مره اخرى اظلمت الدنيا امامي

تنفست بعمق، يا الهي انقذني آآآآآآآه يا لها من غلطه قد ارتكبتها والان ادفع ثمنها

لـؤلـؤة الـخـلـيـج
14-12-2005, 12:11 PM
مشكورة اختي والله اني اندمجت فيها ونسيت شغلي كله فعلا قصه مؤثرة ودرس لكل من يخالف ويعصي والدينه .

OMM Ali
14-12-2005, 01:08 PM
شكرا اختي لؤلؤة الخليج واليك الباقي
في الصباح الثاني نهضت بصعوبه لقد كنت ضعيفه و لم أكن انظر في وجه احمد كنت كالجثه بلا روح، نظرت الى نفسي في المرأه و تعجبت من لون وجهي،يا لهم من ناس كيف لم يلاحظوا على التي انا عليها.

مضت 3 ايام على وجودهم كنت في المطبخ عندما جاء احمد كان يريد التحدث الي و لم اكن ارغب بالنظر الى وجهه اقترب مني و قال

ـــ مرمر حبيبتي اليوم ايضاً اطلبي منهم البقاء

ـــ ما دخلي انا اطلب منهم بنفسك

ـــ إن انتي لم تطلبي منهم البقاء لن يبقوا

ادرت له ظهري و قلت

ـــ لكن البارحه بقيوا من دون أن اطلب منهم

ـــ و لكن الان ابن خالتي يريد الذهاب

ـــ الان ؟ و في هذا الوقت من الظهر؟ لا تخاف حتى لو قلت لهم اذهبوا فلن يذهبوا

حينها كانت والدته مرت و سمعت حديثنا قالت

ـــ لا تطلب منهم البقاء لقد تعبت من خدمتهم ان كانت هذه زياره خلاص قد انتهت دعمهم يذهبوا

لأول مره أردت أن أضمها و اغرق وجهها المليئ بالتجاعيد بالقبل كانت بالنسبه اللي كالملاك المنقذ الذي ارسله الله لي،صرخ احمد في وجهها و قال

ـــ ما دخلكي انتي فهم لا يحتاجون الى خدماتك

عندما يكون الأمرفي منفعته ينسى احترام والدته كان يعرف جيداً كيف يوقفها عند حدها قالت له

ـــ الان من أين أتى كل هذا الحب لإبن الخاله؟

فهم احمد ما كانت تقصد والدته قال لها

ـــ اخرسيو اخيــــراً قد ذهبوا و ارتاح قلبي و خرج احمد برفقتهم الى نهايه الزقاق كان حينها ظهراً كنت جالسه مع والدته في الغرفه و فجأه و بدون مقدمات سألتني

ـــ مريم لماذا وجهكي شاحب!انتي اصبحتي نحيله جداً

شعرت بأنها كانت مستأه من ابن الخاله و تريد أن تفضفض ما بقلبها لي ، لم اتحمل و انفجرت بالبكاء و قلت

ـــ كل هذا بسبب احمد

ـــ احمد؟ ماذا فعل؟

ـــ ماذا فعل؟! لقد كان في الليل يذهب عند كوثر

قلت و من ثم شعرت بالندم فوالده زوجي اندهشت و قالت

ـــ ماهذا الكلام؟

ـــ نعم هذه هي الحقيقه

ردت علي و ببروده

ـــ لا انتي تتخيلين الاشياء احمد لا يقدم على هذا العمل ولا كوثر

ـــ أنا بنفسي رأيته يا سيدتي فأنا لست طفله انا ابقى ساهره للصباح

ـــ طيب إن كنتي تقولين الصدق لماذا لم تذهبي و تمسكيه من ملابسه وتجرينه من احضانها لماذا لم تذهبي و تفضحينهم.

كانت محقه في كلامها لماذا لم اذهب ، لأنه لم يكن ممكناً فأنا حتى لا اقدم بالتفكير بهذا الشئ

ـــ خفت أن يأتي والد كوثر و يسيل الدماء

ـــ لا عزيزتي لقد خفتي أن ينجبر و يتزوجها

ـــ يتزوجها؟ هذه الحثاله؟ هل انا مت لكي يتزوجها؟

كنت اعارضها و بنفس الوقت كنت اعاني من العذاب الذي جلبته لنفسي كنت احارب من أجل شيئاً لم يعد له قيمه عندي و مع هذا كله كنت اريد أن أنتصر

ـــ لماذا لا يجب أن يتزوجها ؟ لماذا تتضايقين؟ هل هي تضايقت عندما أتيتي انتي و خطفتي خطيبها منها ألستس انتي من ملئ رأسه لكي يتركها و يتزوجكي؟

ـــ انا لم املئ رأسه ، هو الذي لم يكن يريدها، و الان بعدما شبع مني ذهب يجري خلف هذه الحثاله

انا بنفسي كنت مندهشه من كلامي و من الفاظي و أرى نفسي شيئاً فشيئاً بدأت اتكلم مثلهم

ـــ الحق علي لأني اردت أن افرغ ما بداخلي لكي انا اليوم بنفسي سأتكلم مع احمد و أضع له حداً

كنت كالأسد الهائج اجول في الغرفه ووالدته كانت في الحديقه تجول تنتظر قدوم احمد، فتح الباب و دخل احمد و لقد قال لوالدته

ـــ لقد ذهبوا هل ارتحتي الان

ـــ لماذا ارتاح انا بل قل لزوجتك لكي ترتاح و ليس أنا و منذ الصباح و هي تتفوه بالحماقات

غضب و اتجه الى ناحيه الغرفه و فتح الباب و رائحه الربيع تملاء المكان دخل ووقف امامي

ـــ تكلمي و اخبريني ماالذي تريدينه؟

ـــ حقاً لا تعلم ماالذي اريده؟الا تخجل؟

ـــ و ماالذي فعلته لكي اخجل هل قتلت احدهم؟

ـــ هل تظنني حمقاء لكي لا افهم أين تذهب في الليل

حتى إني لم ارغب بلفظ اسمها توقعت منه أن يعتذر مني و يعترف بغلطته و لكن و ببروده اعصاب قال

ـــ طيب ذهبت ،خيراً ما فعلت بذهابي هل عندكي مانع ؟

نظرت اليه بدهشه و صرخت في وجهه

ـــ إذن ذهبت؟الا تخجل من نفسك تاركاً زوجتك لوحدها ؟ والله عالم الى أين قد تذهب؟ ألم تقل لك إذهب الى الجحيم؟

ـــ لا لم تقل لي هي تحبني؟

ادرت له ظهري و قمت بتقليده

ـــ هي تحبني؟ يكفي احمد الا تخجل من نفسك؟ و هذه المرأه الا تخجل من نفسها؟

ـــ و هل انتي خجلتي من نفسكي؟ انتي ايضاً كنتي مثلها

ـــ انا ماذا فعلت؟ هل أتيت الى فراشك؟

ـــ لم تحصلي على الماء و الا كنتي سباحه ماهره

لقد عرف كيف يصوب السهم الى الهدف و بمهاره آآآآآه لقد تنهدت و لعنت نفسي الف مره

ـــ لقد صدقت بكلامك، فزوجه ساقطه مثلي تليق بزوجاً مثلك انت

رفع صوته و بداء يصرخ و قال

ـــ لقد اصبح لسانك طويلاً لقد اصبحتي كالسم لي ماذا حصل؟ ماذا تريدين مني؟

كانت عيناه شبيه بالحيوان الذكر المتوحش الذي ابعدوا انثته عنه آآآآه كم اشعر بالإشمئزاز منه،

هل هذا احمد الذي عرفته منذ زمن؟ قلت

ـــ لا لا اريد منك شيئاً اذهب و افعل ما شئت حتى إني لا اريد أن أرى وجهك مره اخرى

وصلت والدته و قالت

ـــ إذن لا تريدين أن تري وجهه مره اخرى كم اصبحتي جريئه

نظرت الى احمد و اضافت

ـــ لو كنت رميت في أحضانها 3أو4 اطفال لم تكن تتجراء و تطول لسانها فالمرأه إن لم تكن اسيره لأولادها تصبح متمرده و غير مطيعه إن كانت مجبره كل يوم على تغيير الحفاظات و الاهتمام بأطفالها لم تجد فرصه لتحك شعرها و التدخل في شئون زوجها و لتسأله أين تذهب و من أين انت قادم

ـــ سيدتي لا تحشري انفكي بما لا يعنيكي و احفظي احترامكي عندي

قالت

ـــ هل انتي تركتي احتراماً لأحد انا لا اعرف من أين و من من انتي متضايقه؟وأنا لا اعرف لماذا انتي تختلقين الأعذاردائماً؟ انتي تريدين لأحمد أن يذهب الى المدرسه العسكريه انتي لا تشفقين عليه فقط تريدين آن يرتدي ملابس العسكريه وأن يصبح ذات شأن ولكي انتي ايضاً تستطيعين أن تلبسي الملابس الجديده التي خيطيها موءخراً وتتباهي بها

رفعت يداي الى السماء وقلت يا الهي ارحمني ،لقد كنت محاصره من الطرفين والان ايضاً قد أصبحت مذنبه، احمد مثل الحيوان المصاب تحرك من مكانه

ــ أين ،أين هذه الملابس

صرخت وقلت

ـــ احمد ماذاتريد أن تفعل بملابسي

كنت قد احببت جداً هذه الملابس، ذهب مسرعاً إلى غرفه النوم ولم استطع الوصول اليه و قد ذهب الىالفستان الجديد و امسكه من الوسط و شده لكي يمزقه و لكنه لم يستطع ، كالحيوان هجم عليه بوحشيه ومزقه بأسنانه من ثم شطره بيده الى نصفين و من ثم رماه من النافذه الى اسفل الحديقه و قال

ـــ خذي هذا هوالفستان الجديد و انسي ذهابي الى المدرسه العسكريه و اعتبريه حلماً ولم و لن يتحقق

كنت اشعر بالكره ناحيته و بينما كنت ذاهبه ناحيته و اقترب منه حدقت في عيناه و قلت

ـــ لقد ارتكبت غلطه و اصبحت زوجتك اذهب و مره اخرى لا اريدك أن تلفظ اسمي إذهب الٍى كوثر فأنت تليق بهذا النوع من النساء هيا اذهب و تزوجها و اللعنه علي إن قلت لك لماذا؟

ـــ سأذهب و اتزوجها شئتي أم أبيتي سأتزوجها

ـــ الى الجحيم

خرج و من ثم رجع و قال

ـــ الزواج يحتاج الى المصاريف أين وضعتي النقود ذهب الى المكان المعتاد التي توجد فيه النقود و لم يرى شيئاً صرخ و قال

ـــ قلت لكي أين وضعتيها؟

ـــ اخر الشهر ، اي نقود ؟ افرغت كل النقود الموجود في بطن اقاربك المحترمين

ـــ قلت لكي أين المفتاح؟

كان يريد مفتاح الصندوق الذي بأمراً منه و منذ مجيئ والدته الى منزلنا طلب مني اقفاله ووضع المفتاح تحت السجاد و عند خروجي الى البيت اخذه معي، أخذ المفتاح و فتح الصندوق و اخذ النقود القليله التي كانت فيه،و لما رأي النقود قليله نظرا يميناً و شمالاً ثم قال

ـــ إنزعي هذا من يدك

ـــ ماذا؟

ـــ الأساور

ـــ لن أنزعه الا تخجل من نفسك؟

ـــ قلت لكي إنزعيه

كان يتصرف كالمجانين لم أكن أريد التصديق بأني مستيقظه بل أرى كابوساً امسك ذراعي بوحشيه وحاول نزع الأساور ، ذلك الأساور التي اهدتني اياها اختي ليلى في يوم زواجي و بينما كان يحاول نزعه جرح يدي قلت

ـــ اتركني انا بنفسي سأنزعه

تركني و قال

ـــ إنزعيه بالحسنى

نزعت الأساور و رميته نحوه

ـــ خذه و اغرب عن وجهي بسرعه اللعنه عليك

ـــ اللعنه على والدكي

هذه المره انا التي اصبت بالجنون ركضت ناحيته و قلت

ـــ اخرس و لا تلفظ اسم والدي قبل لفظه يجب عليك ان تغسل فمك فأنت لا تليق حتى بمسح حذاء والدي ولا تلفظ اسمه في هذا المنزل الحقير يا عديم الشرف

ـــ عديم الشرف هو والدكي ، والدكي ابن الكلب لوكان يملك ذره من الشرف لم يترك ابنته التي هي في الخامسه عشر من عمرها تتجول بجوار دكاني ذلك إبن الكلب الذي...

صرخت عليه و قلت

ـــ انت إبن الكلب الذي تركض خلف الكلبات القذرات التي تصادفهن و الذي بسبب ذهاب كوثر تنبح في وجه والدتك

فالصفعه التي تلقيتها كانت شديده الى حداً إني لم اعرف ما الذي حدث ،أصابني الدوار اتكأت على الجدار فهذه الصفعه لم تكن حتى في الحسبان سقطت على الارض وكان مكان الصفعه يوءلمني

فهذه الصفعه قد فتحت عيناي الى الواقع فألمها كان بالنسبه لي أقل من الألم الذي اشعر به في صميمي لدقائق كنت احدق ولا اصدق ما حدث قلت له

ـــ لك الحق في هذا انا المذنبه انا استحق هذه الصفعه لأني اخطئت خطاً فادحاً بالزواج منك و لكن لن ابقى ولا حتى للحظه واحده في هذا المنزل

ظهرت والدته أمام الغرفه و القلق ظاهراً على وجهها و كانت تحمل ولدي الذي كان خائفاً من ما يجري قال احمد

ـــ إذهبي سوف أرى إلى أين ستذهبين

قالت والدته و بصوت هادئ

ـــ مريم عزيزتي تعوذي من الشيطان و ارجعي

ـــ اتركيها دعيني أرى كيف ستذهب ؟

ذهبت و انا مسرعه الى غرفه النوم ملابسي في الحقيبه ووضعت العقد الذي اهداني اياه والدي يوم زواجي في عنقي و ايضاً الخاتم الذي اهدتني اياه والدتي وضعته في اصبعي و القلاده الذي اهداني اياها احمد في يوم ولاده ابني، صرخ احمد قائلاً

ـــ أعطني هذه

قالت والدته

ـــ احمد اتركها

ـــ أنا أعطيتها اياها و اريد استرجاعها

OMM Ali
14-12-2005, 01:09 PM
رميت القلاده في وجهه،فألطقطها ووضعها مع الأساورداخل جيبه،اتجهت ناحيه ولدي و اخذته من بين ذراعي جدته ووضعت عبائتي على رأسي و حملت الحقيبه و ذهبت لكي انتعل حذائي رأيت حذاء احمد أمامي فركلته بقدمي وظل يتدحرج في الحديقه الى أن وصل امام المطبخ، أنا أيضا قد اصبحت مثل احمد متوحشه يجب أن أخرج من هذا المنزل بسرعه قبل أن أصبح نسخه ثانيه عنه و عن والدته يجب أن أذهب قبل أن اغرق اكثر ، أنا لم أستطع أن اغير احمد انسان و لكن انا التي كنت اتغير و اصبح مثله ، كنت على وشك الخروج الى ان خرج احمد من الغرفه حافي القدمين ركض و اعترض طريقي قلت

ـــ تنحى جانباً من طريقي اريد الذهاب

ـــ تريدين الذهاب ؟ و بهذه السهوله؟ اخذتي كل ما في البيت و تريدين الذهاب ؟

نظرت الى الحقيبه في يدي ثم رميتها و بقوه الى الارض و قلت

ـــ الان تنحى جانباً اريد الذهاب

ـــ هذا النصف و لكن النصف الأهم مازال معكي

نظرت اليه و انا متعجبه و قلت

ـــ الأهم؟

إقترب مني و انتزع طفلي من بين ذراعي ووضعه جانباً و من ثم تنحى جانباً من طريقي و قال

ـــ ألان تفضلي بالخروج ، هرررري

انتزع قلبي من مكانه كان طفلي يبكي توقفت مكاني دون حراك و سقطت العبائه من على رأسي

بعدها ذهبت ناحيه جدار الحديقه و اتكأت عليه وظليت احدق الى نقطه معينه و افكر و لكن عيناي لا تريان شيئاً، بهدوء و بينما اجروا قدماي و بصعوبه على الارض ذهبت الى الغرفه يا الهي لقد اصبحت اسيرته فولدي قيدني ، سمعت صوته وهو يقول لوالدته

ـــ امي اسمعيني جيداً ليس لديها الحق بأن تخرج الولد خارج المنزل يجب عليكي انت التي تأخذينه برفقتكي الى الحمام هل فهمتي؟ فأنا أمنتكي إياه

و من ثم ذهب . كنت اتمنى أن أستيقظ من النوم و اكون في القصر و في ذلك الزمان الذي تقدم لخطبتي ابن عطاء الدوله و في الوقت الذي ارادني منصور أو أي شخص اخر يكون من مستواي ، أنا في هذا المنزل غريبه ووحيده فأنا لا أفهم لأصولهم ولا افهم لعاداتهم يا لها من غلطه و ارتكبتها.




مضت 3 شهور و احمد لم يرجع الي المنزل و ترك لي والدته التي كانت كالحارسه تتعقبني أين ما ذهبت و لكنني لم اعرها اهتماماً فأنا حياتي و موتي كانا شيئاً واحداً بالنسبه لي، لو مت لكنت ارتحت و لكن ماذا عن ابني و ماذا سيحصل له من بعدي؟ كيف سيكون اكيد سيكون احمداً آخراً النسخه الثانيه عن والده كنت محتاره ولا اجد من يخلصني من هذا العذاب ، في الليل انام متأخره و أجلس و احيك لكي اشغل نفسي لأنني لا اشعر بالنعاس و عندما يأتي الصباح أتأمل السماء الزرقاء التي كم كانت في عيني رماديه اللون، لم اكن استطيع النهوض من السرير اشعر بالإرهاق و بالحزن بأن يأتي يوماً اخراً و عندما انهض من على و أرى والده زوجي التي كانت بالنسبه لي كالشيطان،آآآآه كم اتمنى لو كانت اختي ليلى معي و ترشدني ماذا افعل و بما اجيب على والده زوجي لكن لا والدي لن يأذن لها بهذا و زوجها ايضاً وهل سأراها مره اخري قلت لنفسي ماذا افعل وحيده في هذا البيت؟ مرهقه و بعيده عن والداي حتى زوجي ليس موجوداً و هل تركت بيت والدي لكي اعيش مع عجوزاً و هي تستمتع وتتلذذ لرويتي و انا أتعذب؟ كنت سأجن من الندم .


أتت الدادا وأحضرت لي النقود و قالت

ـــ مريم عزيزتي ماذا حصل ؟ هل انتي بخير؟

ـــ سأقول لكي و لكن استحلفكي لا تخبري احداً بأنني تشاجرت مع احمد

كنت اريد أن افضفض لأحداً ما بقلبي لكي يواسيني و يمسح دموعي من على وجنتاي و يتنهد من الحسره علي و الدادا لهذا السبب كانت موجوده تقول

ـــ اتركيه و ارجعي الى منزل والدكي ...

ـــ وماذا بشأن ولدي؟ الطفل يحتاج الى والد

ـــ سأصبرإلى أن أرى ماذا سيحدث،في النهايه يجب أن اتحمل فكل المتزوجون يحدث بينهم خلاف

ـــ لا ترضي بالظلم يا مريم و لا تحترمي الذي لا يحترمكي فهذه المرأه تكرهكي و هي متسلطه و انا نصحتكي

لم أقل للدادا بأن أحمد مضى عليه 3 شهور وهو غائب عن المنزل و لم اقل لها بأنه ضربني و انه أسرني فقط قلت لها إننا تشاجرنا لكي لا تخبر والدي شيئاً.لم يمضي الربيع بسرعه فهذا الربيع اللعين لم ينتهي فكل ليله و يوم فيه كانت ذكريات الامي و عذابي و كل لحظهً فيه تمضي بهم و غم متى سينتهي هذا الربيع المشئوم.


كان اوائل الصيف و في الليل كنت جالسه في الغرفه و احيك و كان الماس ابني نائماً جنبي أتت والدته و سألتني

ـــ الا تريدين أن تنامي؟

ـــ لا، انتي ستأخذين الماس معكي او ستدعينه الليله ينام معي؟

ـــ إن كان نائما فليبقى هنا

و ذهبت ، غطيت ابني و ظليت افكر في كل ما جرى ، فجأه سمعت صوت المفتاح يدور في قفل الباب و بعدها صوت الباب و هو ينفتح ثم يغلق بعدها سمعت صوت اقدام تقترب بدأ قلبي يخفق ليس من الحب بل من الكراهيه من التنفر و الاشمئزاز.

كان احمد سعيداً و مرحاً و كأنّ لم يحدث بيننا شئ قال

ـــ السلام عليكم

ـــ و عليكم السلام

و انحنى لكي ينزع حذائه قلت

ـــ احمد

رفع رأسه و إبتسم لي ادرت رأسي الى الناحيه الاخرى و سألته

ـــ أين كنت طوال هذه الفتره ؟ أينما كنت إرجع من حيث ما أتيت؟

ـــ حاضر

انتعل حذائه و انصرف هذه المره غاب عن المنزل 6 شهور

هذه المره غاب 6 شهور وعندما رجع كان عمر طفلي تقريبا 3 سنوات. هذه المره أيضاً أتى في الليل و عندما وصل كانت والدته مستيقظه و طفلي أيضاً كان مستيقظاً و ينظر الى وجه والده.

احمد بوقاحه و من دون خجل قال لوالدته

ـــ الا تريدين الذهاب الى النوم؟

نهضت والدته من مكانها لكي تذهب قال لها

ـــ خذي هذا معكي أيضاً

كان بهذا يقصد إبننا، أصبحنا لوحدنا و كان قلبي مليئ من الكراهيه، كنت اشعر بالإشمئزاز منه

إقترب مني و قال

ـــ مرمر حبيبتي انتي ما زلتي جميله و كل يوم تزدادين جمالاً

كنت صامته قال

ـــ لقد طلقت كوثر ، وهل ارتحتي الآن؟

تعجبت من حماقته و سذاجته لا يعرف إنه المرأه قد تسامح زوجها على كل شئ الا الخيانه، الخيانه التى رأيتها بعيني ، إقترب مني اكثر و همس في اذني< دل مى رود زدستم صاحبدلان خدا را> البيت الشعر الذي اهداني إياه قبل زواجنا و قرب الدكان، كنت ارتجف ليس من الحب بل من الإشمئزاز و لمجرد التفكير بأنه كان يوماً بأحضان تلك المرأه القذره و من إنه كان يحسبني ساذجه لكي يخدعني و ينسيني ما مضى ااااه كم أشمئز منه،بدأت أشمئز لسماعي هذا الشعر و من الدنيا كلها ، مدّ يده و بداء يداعب وجنتاي دفعت يده و قلت

ـــ اتركني احمد، لا تلمسني

رفع صوته و قال

ـــ تريدين الشجار مره اخرى، انتي تريدنني و ها انا قد رجعت

OMM Ali
14-12-2005, 01:10 PM
لقد كان اكثر سذاجتاً و غبائاً من أن يدرك عمق جرحي، كم اتمنى أن أقول له لم أعد احبك، احمد الذي احببته قد مات أنا كنت احب ذلك الشاب الطيب و الصادق ،هو كان حب حياتي والذي مظلوماً و حنوناً أما هذا الذي أراه أمامي الان ليس احمد الذي أحببته بل حيوان متوحش لا يعرف الرحمه هذا الذي جالس أمام عيني و يبتسم لي و بكل وقاحه لا اريده لم أعد احبه و لكنني لم أتجراء للبوح له عن الكره الذي اكنه له في داخلي ،أنا لست بحاله تسمح لي بالشجار و الضرب ، كنت مثل الخروف الذي يأخذونه الى المذبح رغماً عنه ، دون أن أقول شيئاً اطعته و ذهبت معه إلى غرفه النوم و كل ما حصل بيننا كان برضاه و بكرهاً مني.


بعد مرور ايام أتت الدادا

ـــ دادا عزيزتي طمنينني ما الاخبار؟

ـــ خبر خير؟ و اخيراً ليلى انجبت توأم من البنات انهن جميلتان جداً، و شهرزاد قد اصبحت عازفه ماهره ومحمد رضا اصبح كبيراً ماشاءالله عليه ووالدكي يدللــه كثيراً

كم أشعر بالشوق اااااه كم انا مشتاقه اليهم اتحرق شوقاً لليلى واطفالها و لسماع عزف شهرزاد ومحمد رضا الذي لما الان اتذكر وجه البرئ و ضحكته الطفوليه عندما كنا في مزرعه عمي

ـــ وماذا أيضاً يا دادا

ـــ و أيضاً خالتك أمير قد اصبح مدمناً و كل ما يحصل عليه من المال يهدره على إدمانه

و إقتربت مني اكثر و قالت

ـــ صحيح ألم اخبركي

ـــ ماذا؟

ـــ السيد منصور قد تزوج

ـــ انتي قد اخبرتني انه تزوج وايضاً رزق بولد

ـــ لالا، لا اتكلم عن زواجه السابق بل هو تزوج مجدداً و اسم عروسته اشرف السادات و هي من عائله محافظه و محترمه

فتحت فمي من الدهشه

ـــ هل انتي جادّه؟

ـــ اوووووه مضى على زواجه 3 شهور و انا قد كنت نسيت ان اخبركي

ـــ من منصور بعيد هذا الشئ، ماذا ستفعل زوجته السابقه

ـــ مسكينً منصور هو لم يرد الزواج بل شهناز زوجته السابق من أجبره على هذا الزواج هي قد قالت له الا و بالله تتزوج، قد قالت ايضاً انا اريد ان امضي كل وقتي في الصلاه و العباده و لا استطيع ان اكون لك الزوجه المثاليه و هي بنفسها قد اختارت له الزوجه و لكن من سوء حظها الفتاه حملت و يقولون انها لا تتفق من السيده شهناز، المهم قد جعلت من حياه منصور جحيماً و جعلت ايامه كلها سوداء و منصور يلوم السيده شهناز لأنها هي التي أجبرته على الزواج بها و هي التي جلبت له هذه المعاناه

إذن منصور ايضاً يعاني مثلي و معاناته لا تقل عني بشئ ، يا إبن عمي المسكين ! ارتاح قلبي و لا اعرف لماذا و لكنني شعرت بالإرتياح من هذا الخبر.


مره اخرى أتى الصيف و حراره الشمس جعلت رائحه الخشب الجافه تفوح في الهواء، رائحه الخشب مع طلاء النوافذ و الابواب انتشرت في الهواء، مره اخرى رائحه الخشب تفوح من احمد و اتقياء من رائحه الطعام ، مره اخرى اشعر بالتعب و الكسل و مره اخرى اشعر بالغثيان لرويتي الطعام ، نفسي في الرمان اشتهي الرمان و مره اخرى والده زوجي تقول مبروك و احمد يضحك

شعرت و كأن السماء قد سقطت على رأسي اااااااه يا الهي لااااااا ، هل رأيتم مره اخرى انا حامل لن اقول للدادا بأنني حامل لا اريد ان ازيد من هموم والداي يكفيني ألمي و معاناتي، كان احمد سعيداً يعرف تماماً انه قد قيدني و جعلني اسيرته اااااه إذن ماذا حدث لدعاء والدي بالخير لي ، انا مقيده بقيود هذا الشيطان و كل يوم يصبح اكثر شراً من قبل ، في الصباح لا يذهب الى العمل و الظهر لا يأتي للغداء و في الليالي يأتي متأخراً و رائحه الخمره تفوح منه ، اخشى في النهايه أن يصبح مدمناً

ـــ احمد إذن أين كنت الظهر؟

ـــ خلف تعاستي في العمل

ـــ انت سابقاً في وقت الظهر لا تعمل في الدكان !

ـــ هل نسيتي ؟ إذن في السابق متى كنتي تأتين لرويتي الم تكن الساعه الواحده ظهراً ؟ منذ ان تزوجتكي لم اعد اذهب الى الدكان في وقت الظهر

ـــ إذن لماذا في الصباح تستيقظ متأخراً؟إستيقظ مبكراً لكي تنهي عملك مبكراً لكي لا تتضطر بالعمل ظهراً

ـــ ارجع لماذا؟ لكي اتفرج عليكي و انتي تتقيأين او لكي اتفرج عليكي و انتي جالسه في زاويه من الغرفه و كأنكي في مأتم

ـــ انا حامل و لست بخير و انت تعرف هذا الشئ

ـــ و عندما لم تكوني حاملاً ماذا؟ نفس الشئ، المرء حتى لا يستطيع اكلكي و لا حتى بالعسل

ـــ و لكن انت شبعت

ـــ اصمتي و الا صفعتكي على فمكي ، لا تستفزينني

عندما اكون لوحدي ابكي بحرقه و ندم و اقول لنفسي مريم هل رأيتي ما الذي جلبتهي لنفسكي وما حجم الغلطه التي ارتكبتها ، فهذا لا يوجد في قلبه ذره من الرحمه أو الشفقه وهو لا يتحلى حتى بالرجوله ولا بل إنصاف .


أنهيت شهري الأول ومن الصباح الباكر جهزت ملا بسي لكي أذهب الى الحمام ،سآلتني حماتي

ـــ إلى أين ؟

ـــ سأذهب إلى الحمام ،تعال يا ولدي ،اريد أن أخذه معي

ـــ لا ،غير ممكن

أمسكت يده وجرته وأفلتته من يدي وقالت

ـــ لا، ألماس سيذهب معي أنا الى الحمام لقد امرني والده بأن لا يخرج معكي

كنت متعبه و مرهقه بسبب التقيوء الذي حصل لي في الصباح وصعوبه الحمل و مشاكلي الزوجيه، خرجت من المنزل و ذهبت الى الحمام، شيئاً فشيئاً بدأت لا اشعر بالعار عند ذهابي الى الحمام والسوق للتبضع و التجول في الزقاق لقد تعودت على ذلك و على كل شئ ، شيئاً فشيئاً بدأت أغرق في تلك القذاره الذي هي حياتي الزوجيه. كنت اريد لأحمد الأفضل ولكن كان يعذبني.

الحمام كان مزدحماً و جلست في زاويه و لم اكن بخير اشرت بيدي لعامله من عاملات الحمام و قلت لها احضري لي إناءً او شيئاً اريد أن اتقياء فيه ضحكت و قالت

ـــ مبروك و هل انتي حامل؟

حركت رأسي لها بنعم ضحكت و قالت

ـــ إذن هذه المناسبه السعيده تحتاج الى حلوان...

بحزن قلت

ـــ هذه ليست سعادتي بل تعاستي

ـــ لماذا؟ لا قدّر الله، الستي انتي و زوجك على اتفاق

فجأه سالت الدموع من عيوني لقد وجدت شخصاً لأفرغ ما بقلبي له و لم يكن من داعياً بأن اخذ حذري منها لانها ليست والده زوجي و ليس من داعي بأن اتظاهر بالإبتسامه امامها لأنها ليست الدادا لكي تذهب و تخبر والدتي ، لكي تحمل همي،هذه المرأه لا تعرفني أنا لا استطيع أن افرغ ما بقلبي لها، الدموع لم تسمح لي بالتكلم

ـــ هل يضربكي؟

ـــ نعم

و بينما كنت امسح دموعي التي تتساقط كالمطر على وجنتي قالت لي

ـــ إذن لماذا حملتي؟

ـــ ماذا افعل ؟ كان رغماً عني لو تعلمين كم احمل من اشياء ثقيله و كنت اقفز من اماكن مرتفعه و عملت المستحيل لكي اجهض الجنين و لكن من دون فائده

نظرت يمينها و شمالها و اخفضت صوتها و قالت

ـــ انّ كل هذا لا يفيد، هكذا لن تجهضي يجب لشخصاً ما أن يقوم بهذه المهمه

رفعت رأسي و توقفت دموعي لحصولي على أمل سالتها

ـــ من يقوم بهذا العمل؟

ـــ و هل حقاً تريدين تجهضي؟

ـــ نعم ، اريد. وهل انتي تعرفين شخصاً ليقوم بإجهاضي؟

ـــ نعم اعرف شخصاً

من الفرحه امسكت بذراعها و قلت

ـــ من يكون؟

ـــ انتي ما شأنكي من يكون؟ هي إمرأه و هذا هو عملها

ـــ تعالي لنذهب الان اليها

ـــ الان! لا استطيع يا إمرأه يجب اولاً أن اتكلم معها و لكنها طماعه كثيراً

ـــ فليكن، أنا موافقه على الذي ستطلبه و حقكي انتي ايضا سيكون محفوظ عندي

ـــ وااه ، ما هذا الكلام انا اريد سلامتكي انتي فقط و كل المال لا يساوي شعره من شعركي

ضحكت و قلت مع نفسي فهي لم تتعرف علي الا من ساعه و تفضلني انا على النقود سألتها

ـــ متى ستكلمينها؟

ـــ في يوم من هذه الأيام سأذهب اليها و اكلمها و إن وافقت في المره القادمه عندما ستاتين الى الحمام سنذهب معاً اليها

ـــ لا ارجوكي لقد مضى على حملي شهر و سيكون الوقت متأخراً اذهبي غداً اليها

ـــ و لكن انا مشغوله و لدي زبائن غداً

وضعت 3 تومان في يدها و اندهشت لرويتها للنقود قلت

ـــ سأدفع لكي أجركي ليوماً كاملاً و اذهبي اليها و خذي موعداً و بعد غد سنذهب اليها و ننهي الموضوع

ـــ و لكن لا يجوز بهذه العجله. انا غداً عند العصر سأذهب اليها و اتحدث اليها و هل تستطيعين المجيئ صباح يوم الأربعاء؟

ـــ أجل سأأتي مهما يكن

ـــ حسناً إذن موعدنا يوم الأربعاء سأنتظركي

كان يجب أن أبحث عن عذراً للخروج يوم الاربعاء. في الليل انا و احمد ووالدته و طفلي تناولنا العشاء . كنت مرتاحه البال من الخطط التي خططتها و كنت أكل بشهيه و احاول الأكل جيداً لكي أكون في اليوم الثاني قويه و نشيطه. والده زوجي كانت تنظر الي بإستغراب و مع كل هذا الحماس لا انكرشعوري بالخوف . غداً سأضع حياتي بين ايدي إمرأه لا أعرفها ، كنت اشفق علي ولدي عندما انظر اليه و قلبي يتفطرمن أجله بمجرد التفكير بأنه سيصبح يتيماً و من دون والده اااااه كان قلبي يحترق عليه و كم ارغب بالبكاء، قبلته و ضممته مرات الى صدري و من ثم التفت الى احمد و قلت

ـــ احمد حبيبي أنا أشعر بالنعاس ألن تأتي للنوم؟

كان مشغولاً في الكتابه قال

ـــ إذهبي انتي و نامي

ـــ من دونك انت؟

رفع رأسه و حدق في عيناي متعجباً قال

ـــ ولكن انتي التي كنتي بالتقيوء مني

و إبتسم لي و بوقاحه، و انا أيضا و بصعوبه بادلته الإبتسامه و قلت

ـــ هكذا هو الانسان في يوم يكره شيئاً و في اليوم الاخر يرغب به

والده زوجي حركت رأسها يميناً وشمالاً و بإشمئزاز، ثم حملت الطفل و بينما كانت توشك علي الخروج من الغرفه قالت

ـــ يالوقاحتكي والله هذه المرأه لا تشعر بالحياء.




وضعت ملابسي في كيس و اضفت لملابسي عبائه اضافيه و بعض الأقمشه و أخذت كل ما يوجد من نقود في المنزل و من ثم ارتديت عبائتي و ذهبت ، كالمعتاد ظهرت والده زوجي في طريقي

ـــ الى اين؟

OMM Ali
14-12-2005, 01:10 PM
فهي بأمر من احمد ومن بعد تلك المشاجره كان يتوجب علي أن اشرح لها سبب خروجي من المنزل

ـــ سأذهب الى الحمام

تعجبت و قالت

ـــ كيف ؟!فأنتي منذ يومين قدذهبتي الى الحمام

اجبتها و بكل وقاحه

ـــ كيف ، فهذه اسئلي احمد عنها، هذا ليس ذنبي

تفاجأت من ردي لها و انزاحت من طريقي و قالت

ـــ مريم لقد أصبحتي قليله الحياء

مثل العصفور الذي قد تحرر من قفصه خرجت من المنزل




ـــ هل تكلمتي معها ؟ هيا بنا لنذهب

ـــ انتظري قليلاً فلدي زبونه

كنت بعجلهٍ من أمري قلت

ـــ اتركيها انا سأدفع لكي ضعف ما ستدفعه هي

ـــ لا فهذه من المهمين ومن الزبونات الدائمات عندنا إن لم أذهب اليها ستذهب الى مكان اخر و سأفقدها انتظريني سأذهب و أرجع بسرعه

جلست و انتظرتها كنت فرحه لأنني سأتخلص من الجنين الذي في أحشائي و في النهايه أتت

ـــ هيا بنا لنذهب تأخرنا

ـــ لنذهب بالعربه

وصلنا الى حي فقير و حقيرو بدا لي الناس هناك لا يوحون بالثقه و كان هذا الحي يقع في جنوب طهران و لم اكن مرتاحه ، شعرت بجسمي بارداً كالثلج ،ترجلنا في اخر الزقاق كنت ارتجف ولا استطيع التنفس أخذت نفساً عميقاً فسالتني رقيه

ـــ هل انتي خائفه؟اذا كنتي نادمه دعينا نرجع

بدا لي هي ايضاً خائفه قلت

ـــ لالا ، لنكمل طريقنا

دخلنا الي منزل صغير جداً ووضيع وكانت هناك إمرأه يقارب عمرها الثلاثين و كانت تدعى سوسن خانم ، رحبت بنا و ادخلتنا في صغيره و كانت توجد في الغرفه إمرأه عجوز. ذهبت سوسن خانم الى العجوز و بدأت تخاطبها بصوت منخفض ثم رجعت و قالت لرقيه

ـــ انا لن اتحمل النتائج و لا وجع الرأس هل فهمتي؟

ـــ زوجها قد تركها و ذهب و تزوج اخرى و تأكدي بأنّ لن يعرف احداً

ـــ كم معكي من نقود؟

ـــ كم تريدين؟

ـــ يجب أن لا يقل عن الثلاثين او اربعين تومان

لقد كنت اشعر بالخوف وبالعذاب في داخلي قالت لي سوسن خانم

ـــ هيا استلقي يا حلوه ولا تخافي ، لن تشعري بألم سأخدركي حتى لا تشعري بشئ، احضرت لي شيئاً لكي اشربه قلت لها

ـــ ما هذا؟

ـــ مخدر هيا اشربيه لكي لا تشعري بالألم

شربته و هي جلست بجواري تتحدث مع رقيه و تنتظر و في كل لحظه تسألني

ـــ الا تشعرين بالنعاس؟

لقد كنت قلقه على المنزل و طفلي ، كان ظهراً شيئاً فشيئاً بدأت اشعر بالنعاس ، رأيتها تحمل ريشه دجاجه في يدها و سألتها

ـــ ما هذه؟

رفعتها بسخريه و كانت تقلدني و قالت

ـــ ماذا ستكون ألا ترين إنها ريشه دجاجه

شعرت بألم فضيع في احشائي صرخت وفتوقفت يداها عن الحركه و قالت

ـــ ماذا بكي يا مدللــه فأنا لما الان لم افعل شيئاً!

كنت اشعر بالألم و الإرهاق و لكن كنت مرهقه لدرجه إني لم استطع الصراخ. قلت لنفسي اصبري يا مريم الان سينتهي كل شئ . رقيه كانت تنظر الي و هي قلقه علي قالت سوسن خانم

ـــ هو قطعه من جسمكي لا تتحركي و اهدئي

من شده الألم صرخت. سوسن خانم قالت

ـــ الان سينتهي كل شئ

بعدها رأيت الريشه في يدها ملطخه بالدماء و بعدها لم أعرف ماذا حصل. سمعت احداً يناديني

ـــ انهضي ..انهضي الا تريدين الذهاب الى منزلك؟

نهضت و كنت مرهقه جداً يبدو انى قد نمت لفتره طويله

ـــ هل تحتاجين لشئ؟

ـــ لا. اريد الذهاب الى المنزل ، الساعه كم الان؟

ـــ الساعه الثانيه ظهراً لو تركتكي كنتي ستنامين الى الليل

بصوت مرهق و منخفض قلت

ـــ ااه تأخر الوقت نهضت من مكاني و جلست فما أن جلست أحسست بأن قطعه كبيره من الدماء قد خرجت مني. كنت فرحه لأني أجهضت، بصعوبه اخرجت النقود وأعطيتها لسوسن خانم سألتني

ـــ هل تريدين عربه؟

ـــ أجل

ارتدت عبائتها و بمساعده منها ومن رقيه وصلنا الى نهايه الزقاق ثم اوقفت عربه وسعدنا وبكل حركه من حركه العربه اشعر بالدماءتخرج مني كالسيل ،بعدها شعرت بألم في ظهري وبطني في نصف الطريق نزلت رقيه وبقيت وحدي ،وصلنا الى المنزل قلت للسائق توقف هنا،توقف وانا مازلت جالسه مكاني ولا استطيع النهوض قال سائق العربه

ـــ سيدتي هل انتي بخير،لماذا لا تنزلين؟

ـــ لا استطيع آنا متعبه جداً

تمسكت بالعربه وحاولت النهوض ولكن دون جدوى لم استطع كنت أتألم كثيراً،لاحظ السائق على الحاله التي كنت فيها ، فلا أعرف من الخوف أم من الشفقه نزل من العربه وسألني

ـــ سيدتي أين منزلكي؟

أشارت بيدي هذا هو،أمسكني من خصري وحملني كالدميه وأنزلني أمام باب المنزل ثم طرق الباب وبسرعه قفز الى العربه وابتعد،سمعت صوت والده زوجي وهي تقول

ـــ ها هي قد أتت

فهذا يعني انه احمد قد رجع الى المنزل،من خوفي من احمد ومن شده نزيفي بدأت ارتجف ،أتكأت على الباب ثم انزلقت وسقط على الأرض وكيس ملابسي ايضاً سقط من يدي لقد كنت اشعر بالضعف ،فتح الباب والده زوجي و رأتني مرميه علىالارض شعرت بالخوف وصرخت

ـــ احمد تعال هيا بسرعه تعال

ظهر احمد ورأني خاف هو ايضاً وقال

ـــ ماذا حصل ؟لماذا هيا مرميه على الارض؟

ـــ يبدو بأنه قد اغمى عليها

حملني احمد ليأخذني الى الغرفه وبينما كان يحملني رأى وجهي يتصبب عرقاً قال لي

ـــ مرمر حبيبتي ماذا جرى لكي؟ هل اغمى عليكي وانتي في الحمام؟

والده زوجي قالت

ـــ انزلها على الفراش ،فهي لم تكن في الحمام

نظر اليها احمد وبغضب قال

ـــ كيف عرفتي؟

ـــ من شعرها فهو جاف وليس مبللاً ومن ملابسهاكانت نفس الملابس التي خرجت بها...

احمد بحذر وضعنى على الفراش و مع هذه الحركه شعرت بألماً شديدا في بطني و مره اخرى

شعرت بأن قطعه من الدماء قد خرجت مني ، والدته انزعت العبائه من على رأسي ، كنت ارتدي فستاناً ابيض و طويل، و قالت لأحمد

ـــ ارفعها قليلاً لكي اجروا العبائه من تحتها

رفعني احمد و صرخت والدته و قالت

ـــ انظر يا احمد انها تنزف

نظر احمدالى ملابسي الملطخه بالدماء من الخلف و بعدها نظر الى وجهي و لاخوف ظاهر على وجهه، لقد كنت شبه واعيه و كنت اسمع اصواتهم و أراهم من بعيد قال

ـــ مرمر حبيبتي، ماذا حصل؟ هل سقطي من فوق شئ ؟إذن ماذا؟

كشفت والدته عن فستاني وبدأت بالإرتجاف و انصدمت وبعدها قالت و هي غاضبه

ـــ اللعنه عليكي ايتها اللعينه، فهي قد اجهضت

صعق احمد بالخبر و حدق الى والدته لفتره ثم سأل

ـــ ماذا؟! ماذا قلتي؟

ـــ فالسيده قد ذهبت و انزلت جنينها بالقوه

فجأه تغير شكل احمد و تغير لون عيونه و اصبحت عيونه حمراء ارفع يده لكي يصفعني و صرخ قائلاً

ـــ أيتها الحقيره ،عديمه الرحمه

امسكته والدته من ذراعه و قالت

ـــ ماذا تفعل؟ هل تريد ان تقتلها انظر اليها فهي من شده النزيف تكاد تموت اذهب و احضر لها حكيماً

OMM Ali
14-12-2005, 01:11 PM
كان صيفاً و الحر شديد مع هذا اشعر بالبرد كنت اقول مع نفسي اغلقوا النوافذ و الابواب


نمت و استيقظت كان ليلاً كنت اشعر بألم كان احدهم ماسكاً يدي اشعر بالصداع و ألم رهيب في بطني و بكل حركه اقوم بها تخرج مني قطعه من الدماء كانوا يطعمونني الأكل و يغيرون الفوط لي و يمسحون العرق من على جبيني .

طلع الصباح ، صرخت اغلقوا الابواب كنت اريد أن تصبح الغرفه مظلمه، من بعدها لم اعرف متى يكون صباحاً و متى يكون مساءاً وشيئاً فشيئاً بداء ألمي يخف و لم أعد أشعر بالبرد ولا بالألم.

استيقظت من النوم ياله من يوماً جميلاً كنت اشعر بالجوع، احضرت لي والده زوجي الطعام لقد كانت شاحبه و نحيله و عيناها من قله النوم كانت حمراء استطعت ان اجلس و أتكأ على الجدار

سألتها

ـــ اليوم ما هو من الايام؟

ـــ السبت

ـــ هل كل هذه الفتره كنت نائمه؟

ـــ لقد كنتي محظوظه جداً لإنكي مازلتي على قيد الحياه ربكي يعلم كم من حكيم احضرنا لكي مسكين احمد تعب كثيراً من أجلكي أربع ليالي لا هو ولا انا ذقنا طعم النوم حقاً كنتي محظوظه


رجع احمد الي المنزل واشعر بالراحه لاني تخلصت من مشكلتي وكنت اتماثل بالشفاء بسرعه عندما عرف اني اصبحت افضل لم يعد يدخل الغرفه التي كنت موجوده فيها في النهار كان يأتي ولدي عندي و كنت الاعبه و في الليل كان احمد يذهب الى الغرفه المجاوره و هناك كان يتناول العشاء مع والدته و لقد كانت والدته تحضر الطعام لي في الغرفه حتى عند النوم كان ينام في تلك الغرفه ، كم كنت اشعر بالسعاده كنت اتحسن بسرعه و مضى شهر على اجهاضي استطعت المشي على قدماي و لكن الدادا لم تأتي شيئاً فشيئاً بدأت اشعر بالقلق.

دخل احمد الى الغرفه و حدق في عيني و كان كالبركان الذي كان على وشك الانفجار لقد فهمت هذا الشئ من نظرته لي قال

ـــ احتاج الى النقود فهذا الشهر لم تأتي الدادا و انا لا املك المال قلت لكي انا احتاج الى النقود ماذا فعلتي بالمال تكلمي؟

ـــ لقد صرفتها

ـــ صرفتيها على القتل؟ ذهبتي و انزلتي جنينكي و كل نقودي اعطيتي من؟ اخبريني ذهبتي الى من لكي يسقط جنينكي

ـــ كل ما عندي من مال فهو موجود في الصندوق خذه و اذهب

دون ان يقول شيئاً ذهب الى الصندوق و اخذ النقود و خرج، كنت كالدجاجه التي قطع رأسها كنت ليلاً و نهاراً اعض اصبعي ندماً لم يكن يأتي يوم و انا لا اقول فيه يالها من غلطه و ارتكبتها يا مريم. شيئا ًفشيئاً بدأت أشعر بالقلق على الدادالقد تأخرت كثيراً ماذا يعني هذا؟ افكاري مشوشه هل والدتي مريضه؟ هل حدث مكروهاً لوالدي؟ احمد يسألني

ـــ ألم تأتي هذه الدادا؟

ـــ لا، لا اعرف لماذا تأخرت فأنا قلقه جداً

ضحك بسخريه و قال

ـــ لا تخافي لم يحدث شيئاً، موكد قد أخذت النقود و هربت

لقد كنا نعامل بعضنا ببروده ،بداء احمد يهتم بمظهره كان يلبس ملابساً أنيقه و لقد أصبح له شارب و كان يهتم كثيراً بمظهره و ينظر الى نفسه في المراه الف مره قبل أن يخرج و انا كنت مستغربه لماذا لا يتشاجر معي ، كان منشغلاً بنفسه و لكن هذا لم يعد يهمني أنا من رويتي له اشعر بالقرف.


سمعت صوت الباب كانت الدادا قد أتت و مع إنها كانت تعمل جاهده لكي تبتسم و بصعوبه ركضت نحوها و كنت حافيه القدمين ضممتها ومن ثم اغرقتها من الأسئله

ـــ دادا عزيزتي، أين كنتي؟ماذا حصل؟لماذا تأخرتي؟ لا تكذبي علي فأنا اشعر إن هناك شيئاً قد حصل هل أصاب والدي مكروهاً؟أم والدتي؟إذن ماذا حصل؟ بسرعه اخبريني

ـــ اللعنه على الشيطان ما هذا يا فتاه لم يحدث شيئاً،ألن تقدمي لي الشاي؟

جلست و شربت الشاي و انا كنت متوتره للغايه وضعت النقود امامي و قالت

ـــ سامحينا قد تأخرنا عليكي بالنقود لقد كنا مشغولين

ـــ دادا انتي تعذبينني هيا تكلمي ماذا حدث؟

ـــ ماذا اقول لكي ياعزيزتي، قدتتضايقين... ولكن اشرف خانم....

ـــ اشرف خانم؟ زوجه منصور؟ ماذا بها؟ هيا تكلمي!

ـــ لقد توفيت و هي تلد

و مسحت دموعها بيدها و كنا و والده زوجي ننظر اليها و كنا منصدمتين تابعت

ـــ في شهرها السابع شعرت بالألم و بدأت بالنزيف، ثلاثه ايام كانت و هي كانت تتألم قد أحضروا لها كل الأطباء و لكن من دون جدوى لقد كان جسمها في فتره حملها متورما جداً و في اليوم الرابع المسكينه توفيت

ـــ جنينها ماذا حصل له؟ هل هو أيضاً مات؟

ـــ لا لقد كان ولداً جميلاً و قوي البنيه

ـــ و كيف حال منصور الان هل هو حزين؟

ـــ أجل هو حزيناً جداً




رجع احمد كالمعتاد متأخراً الى المنزل كان إبني نائماً في غرفه جدته عند تناول العشاء قالت والدته

ـــ اليوم كانت الدادا هنا

لقد كانت كالجاسوسه وتخبره بكل شئ قال

ـــ مبروك إذن قد وصلت النقود

ـــ دعني و شأني فأنا لا مزاج لي بالنقاش

ـــ و انتي متى كان لكي مزاج

ردت والدته و قالت

ـــ في الصباح لقد كان مزاجكي جيدا و لكن بعد مجيئ الدادا و نقلت لكي اخبار كل الموتى تعكر مزاجكي

رد احمد و قال

ـــ موت؟ موت من؟

ـــ أشرف زوجه منصور

وسالت دموعي قال لي

ـــ لماذا تبكين عليها و انتي لم تريها في حياتك ؟ هل تريدين أن تعزي لكل من يموت؟

بعتاب قلت له

ـــ احمد هي مازالت في عز شبابها و في النهايه هي انسانه

و بقصد أن يجرحني قال

ـــ إن كان هكذا فإذن لماذا ذهبتي أنتي في ذلك الوقت و اسقطي جنينكي قطعه قطعه اليس هو ايضاً انساناً و روح

النار التي كانت في قلب احمد و التي كنت احسبها قد خمدت لقد بدأت بالإشتعال

ـــ انتي ذهبتي وأجهضتي طفلكي و طفلي و من دون علم احد، الان تأتين و تبكين على اشرف خانم هل تريدين ان اصدق بأن يوجد في قلبكي رحمه لا يا عزيزتي

ـــ ذلك لم يكن طفلاً بل كان دماءاً و انزلته لأن كان يوجد لدي سبب

ـــ يوجد لديكي سبب؟ اخبريني ماهو السبب؟

قالت والدته

ـــ السبب هو انها تريد التفرغ لنفسها وتتزين وتتبرّج و انت تتعب و تشقى في العمل و انا ايضا اعمل في هذا المنزل كالخادمه و هي تصبح الأمره الناهيه و تأمرك انظر لهذه و لا تنظر لهذه و لا تتكلم مع هذه ولا تتزوج كوثر و يجب أن لا ترزق بطفل من إمراه اخرى و بينما هي و تذهب و من دون علمك تجهض ابنك

ـــ يا سيده هل تتدركين ماذا تقولين لماذا لا تتدعين احترمكي محفوظاً عندي

إشتعل وجه احمد غضباً و صرخ و قال

ـــ هل تكذب ؟ هل تكذب؟

لقد كانت عيناه حمراء و كم بدا لي هذا الوجه كريهاً و لم اكن اعرف ماالذي احببت فيه

ـــ احمد ارجوك اتركني و شأني

ـــ ألا تريدين الإنجاب مني ها؟?! هل تشعرين بالعار من ذلك ؟ الان اصبحت بالنسبه لكي اعععع؟

ـــ هل تتذكرين عندما كنت في الدكان كيف كنتي مسحورتاً بي و كدتي تأكلينني بعيناكي؟

ـــ حينها كنت طفله ولا أعي شيئاً أما الان بدأت افهم الغلطه التي ارتكبتها أحسست بالصفعه لقد كانت كالصوت على وجهي ،هذه المره لم تتدخل والدته للدفاع عني فقط قالت وبتلذذ

ـــ تستحقين

بينما كنت واضعه يدي على خدي التفت اليها وقلت

ـــ يا سيده هل انتي مسلمه وتصلين؟

ردت علي وبسخريه

ـــ لا، فقط انتي التي تصلين

ـــ تصلين وهكذا تختلقين الفتن بين زوجين ،هل لكي وجهاً أن تشعلي هذه النار وبعدها تواجهين ربكي الا تخافين من هذا العمل التي تقومين به ،وبماذا ستنفعكي تعاستي ؟ و ما الذي فعلته لكي غير الاحترام خافي من ربك، أنا لست راضيه عنكي

كانت تصرخ بصوت مرتفع جداًً ،لم يعد يهمني الجيران لم اعد اقول لهم اخفضو اصواتكم الجيران سيسمعون ،فأنا بنفسي قد اصبحت مثلهم قال احمد وهو غاضب

ـــ ماذا دهاكي لماذا ترفعين صوتكي قلت

ـــ احمد لماذا تفعل بي هكذا؟ فأنا لست بأسيره لديك ذهبت وأسقط جنيني ؟خيراً ما فعلت هل تعلم لماذا ،بسببك انت ووالدتك وتجريحها الدائم لي فأنا لا اريدالإنجاب ولماذا انجب؟ لكي أكون أسيره عذابك انت ووالدتك ؟لم أعد اتحمل اريد الهرب من هذا المنزل فأنتم اصبتوني بالجنون الى متى سأتحمل وسأصبر وسأسكت ؟ سيأتي يوماً وسوف ترى اخذه ابني و ذاهبه

رفع صوته وقال

ـــ تأخذين ابنكي وتذهبين؟ إن رأيتي اذنكي من الخلف سوف ترين إبنكي،سأجعلكي تنجبين الكثير من الأطفال لدرجه انكي لن تجدي فرصه لتحكي رأسكي ،الان هذا الواحد قد أسقطيه أما ماذا عن البقيه ؟منذ الان سأجعلكي كل سنه تنجبين واحدا ً

و امسك بذراعي و جرّني الى غرفه النوم

ـــ احمد لا تفعل فأنا ما زلت مريضه و أحس بالضعف و لا اتحمل دعني و شأني

نهضت والدته و خرجت من الغرفه و اغلقت الباب خلفها قال

ـــ انتي مريضه. فأنتي لستي مريضه بل بصحه جيده و ممتازه

مسك شعري و جرني منه و من شده الألم نهضت و ذهبت معه الى غرفه النوم ثم رمى بي الى الارض فما زال جسمي ضعيفاً بسبب الإجهاض و لم استطع مقاومته مزق ملابسي بقوه و بوحشيه......


مره اخرى الدوره الشهريه أكدت لي بأني لست حاملاً ،احمد ووالدته كانا متضايقين من هذا الأمر سألني احمد

ـــ هل انتي حامل؟

ـــ لا

ـــ هل انتي سعيده؟

ومن خوفي كذبت و قلت

ـــ لا

ـــ لا تفرحي الليل طويل و الى الشهر المقبل عندنا فرصه30 ليله


مره اخرى الدوره الشهريه تشير بأنني لست حاملاً شهر، شهرين، ثلاثه، سته و مضت سنه و لم أحمل لقد أصبح عمر ولدي خمس سنوات وانا لم أحمل إرتاح بالي فلم أعد ادعي كل ليله بأن تنكسر رجل أحمد قبل أن يدخل الى المنزل ، طلب مني الذهاب الى الحكيم وذهبت فقط خوفاً منه و كانت والده زوجي ترافقني لتطمئن على ذهابي الى الحكيم وصف لي الحكيم دواء و هي بعض الأعشاب التي لم تجدي نفعاً، كانت والده زوجي تراقبني كل ليله و تحرص على تناولي للدواء كانت تجلس أمامي و تنظر الي الى أن اتناوله رغماً عني و كنت اطلب من ربي أن لا تكون هذه الأعشاب مفيده و موثره و لكن على ما يبدو ريشه الدجاجه قد فعلت فعلتها.

وانا في اليوم عشرون مره اشكر ربي أما احمد ووالدته كانا مستائان جداً من هذا الأمر .


أتت الدادا عاتبتها و قلت

ـــ دادا مره اخرى تأخرتي

ـــ ألا تعرفين يا عزيزتي احمل لكي خبراً ساراً

ـــ ما هو؟ اخبريني

ـــ ستتزوج شهرزاد

نهضت من مكاني شوقاً و فرحاً، فالحمل الذي كان يثقل على كاهلي منذ 6 سنوات قد زال الان شهرزاد لا تدفع ثمن حبي المزعوم قلت

ـــ من؟ متى ؟كيف....؟

ـــ صبركي علي لكي اخبركي رويداً رويداً

ضممت الدادا و بشده و قبلتها

ـــ ااه مريم لقد خنقتني، أنا السبب في زواج ابنتي شهرزاد

ـــ انتي؟ كيف؟

ـــ لقد كنت مريضه جداً و اصرت شهرزاد علىأن تصطحبني الى العياده ، ذهبنا و كان هناك يوجد طبيباً لا تتصورين كم كان وسيماً و طيباً و محترماً ، كان رجلاً بكل معنى الكلمه في البدايه انا دخلت فحصني و اعطاني الدواء و قال: والدتي انشاءالله ستكونين قريباً بخير و بينما كان يرافقني الى الباب ما إن رأى شهرزاد التي كانت قد كاشفه الخمار عن وجهها فأنتي تعرفين بأنّ شهرزاد لا تضع الخمار جيدا مره تضعه و مره لا، قال لي الطبيب والدتي اجلسي لكي افحصكي مره اخرى لكي اطمئن بعدها لم افهم ماذا قال ردت عليه شهرزاد و باللغه الفرنسيه اعتقد انه كان يكلمها عن صحتي و لفتره كانا يتكلمان باللغه الفرنسيه في النهايه الدكتور قد اعجب بشهرزاد و قال الاسبوع القادم ايضاً تعالوا للمراجعه

سألتها و بعدها ماذا جرى؟

OMM Ali
14-12-2005, 01:12 PM
ـــ لا شئ ذهبنا الإسبوع الثاني فحصني و بعدها قال تعالوا الاسبوع الذي بعده ، بعد مرور الاسبوع ذهبنا قلت حبيبتي شهرزاد هل تعرفين شيئاً انا لن ادخل برفقتكي اذهبي لوحدكي و انا سأبقى في العربه اقسم لكي بأني قد اصبحت بخير وذهبت لوحدها قد سأل شهرزاد هل تسمحين لي بزياره والدكي ردت عليه يجب اولاً أن أستشير والدي ، في الطريق قلت لشهرزاد يبدو انكي قد علقتي قالت اجل يا دادا فأنا منذ أن رأيته لأول مره لا اعرف ماذا حصل لي و لكن إن قال والدي لا فأنا سأطيعه لا اريد أن أكسر قلبه مره اخرى مثل....

و سكتت الدادا و قلت

ـــ قولي يا دادا مثل من؟ مثلي انا هي محقه انا لن اتضايق ، فكلام الحق لا يضايق

ـــ اجل حبيبتي قالت يكفي ألم واحد للقبيله، في النهايه أتى الدكتور و تكلم مع والدكي و كان والدكي سعيداً للغايه و راضياً جداً من هذا العريس لو ترينه قد اصبح شابا مره اخرى، لقد تمت خطبه شهرزاد و كانوا اهل العريس محترمين و من عرق اصيل و بعد شهرين سيتزوجان و قالت لي

ـــ مريم عزيزتي انتي ايضا تعالي

ـــ هل والدتي تريد هذا؟

فكرت قليلاً و قالت

ـــ لا و لكن إن أتيتي لن يلقوا بكي خارجاً

ـــ لا دادا دعيني و لا تلمسي جرحي


و أتي اليوم الذي كانت شهرزاد ستتزوج فيه وانا أخذت إبني و البسته ملابسه لكي نذهب و نتفرج من بعد و أيضاً كنت لإبني أن يرى عظمه و روعه بيت جده كنت اريد بأي طريقه أن اشارك في زواج اختي حتى و لو كان ذلك من بعد ،أتت والده زوجي و قالت

ـــ الى أين و في هذا الوقت من الغروب؟

ـــ سنذهب لنتفرج على زواج اختي شهرزاد

ـــ لو ارادوا لكي ان تذهبي لأرسلوا لنا بطاقه دعوه لا عزيزتي أنتي لن تصطحبي الولد الى اي مكان احمد قال لا يحق لكي ذلك

ـــ حسناً سأذهب بمفردي

ـــ و إلى ماذا تخططين ايضاً؟ اذا تريدين الذهاب اذهبي و لكن بعدها انتي من سيببرر سبب خروجكي لأحمد

رأيت إن ذلك لا يستحق أن أشرح أو ابرر له لكنني لم أعد اتحمل الضرب لقد تعبت و قد اصبحت نحيفه و اصبحت ملابسي واسعه علي هذا يكفي و مره اخرى قلت لنفسي انتي التي جلبتي لنفسكي هذا يا مريم انتي التي ارتكبتي هذه الغلطه لقد قالوا لكي لا تفعلي تحديتي الجميع و فعلتي و الان احصدي ما زرعتي واشربي من كووس الأمر ، أردت الرجوع الى الغرفه و لكن ولدي كان يريد الخروج و عندمارأني تراجعت بداء بالبكاء قالت جدته له

ـــ إذهب و العب امام الباب وإن اردت الذهاب الى منزل السيد الصادق اذهب

خرج من المنزل و انا كنت متعبه و مرهقه رجعت الى الغرفه .


لقد اصبح عمر ابني 7 سنوات و كان نهايه الشتاء و الثلج يتساقط كنت انا و ابني جالسين في الغرفه و كان احمد يجمع الثلج من الحديقه كان ابني يريد الذهاب عند والده في الحديقه و لكنني منعته رجع احمد الى الغرفه و كان يفرك يداه من شده البرد ذهب و تغطى بالبطانيه و قال لولدي و بمزحه

ـــ اووه الماس خان كم الجو بارداً!

قلت لولدي

ـــ هل رأيت الحمدلله بأنك لم تذهب الى الحديقه و الا كنت قد اصبت بالبرد

رد احمد و هو يضحك

ـــ نعم يا عزيزي ليصاب والدك بالبرد وانت لماذا تذهب؟

ضحكت و قبلت رأس ولدي و بينما كان احمد ينظر الي و بمزحه قال لولدنا

ـــ عزيزي الماس الا تريد أخاً او اختاً لكي ننجب لك

ضحكت و قلت

ـــ اخجل يا احمد

نهض من مكانه و قال

ـــ خساره يجب علي أن أذهب
كان سعيداً خرج من الغرفه و ترك الباب مفتوحاً هو لا يذهب الى العمل كل يوم و اليوم في هذا الجوالبارد الى أين سيذهب؟سألته

ـــ إلى أين

رد علي و بطريقه و لكي يدعني في شك قال

ـــ الى مكاناً جميلاً

ذهب و ارتدى ملابسه و أخذ المفتاح من تحت السجاده قلت له

ـــ احمد ماذا تريد؟

ـــ نقود

ـــ ليس لدينا نقود ، لا تنسى فنحن في اخر الشهر و هذه النقود القليله هي لمصروفنا

لم يعرني اي اهتمام سألته

ـــ هل تريد أن تشرب من تلك القذاره مره اخرى ؟

ـــ انا سأفعل ما أشاء هل عندكي مانع؟

سرّح شعره و ذهب كان ولدي حينها نائماً نهضت من مكاني منذ اسبوع لم أذهب الى الحمام من شده البرد لا رغبه لدي بالإستحمام و لكن مع هذا لا استطيع طوال فتره الشتاء أن أبقى دون إستحمام لقد كان الجو مشمساً و جميلاً أخذت ملابسي و ذهبت و لكن قبل هذا قد ذهبت الى الغرفه للإطمئنان على ابني عندما فتحت الباب استيقظ و بداء بالبكاء و قال

ـــ انا ايضاً اريد المجيئ، انا ايضاً اريد المجيئ

جلست بقربه و قلت له

ـــ أين ستأتي يا عزيزي انا اريد الذهاب لأستحم

ومع إنه كان يكره الاستحمام نهض من مكانه ووقف على السريره الصغير و لقد كانت عيناه الواسعتين مليئه بالدموع ، عيون احمد نفسها! قبلت وجهه البرئ و قال لي مره اخرى

ـــ اريد المجيئ

ـــ هل تريد أن احممك و اغسل شعرك

حرّك رأسه بعلامه نعم و قال

ـــ نعم

ضحكت و قلت

ـــ يا شقي ! إن بقيت هنا سأعطيك شيئاً تحبه

ـــ ماذا؟

كنت اعرف انه يحب الحلوى و لكن في ذلك اليوم لم يكن يوجد في البيت ، كذبت و قلت

ـــ الحلوى

فرح و بداء يقفز من الفرحه و قال

ـــ أعطيني .. اعطيني ..أعطيني

ـــ الان سأقول لجدتك لكي تعطيك

ناديت جدته له و قالت له

ـــ تعال لنذهب اريد أن أعطيك الحلوى و الان والدتك سترجع ، مريم ارجعي بسرعه ، ركضت و أحضرت له الكنزه التي اناكنت قد حكتها له والبسته و قلت

ـــ سيدتي الجو بارد جداً لا تتركيه يلعب في الخارج

ـــ انتي اذهبي و لا تقلقي، الماس سيبقى معي


لقد رجعت من الحمام و كان الجو دافئ و مشمس و كنت بأحسن حال و كانت الشمس تبعث الدفئ الى جسدي و كنت قد اشتريت في طريقي بعض الحلوى لإبني وصلت الى اول الزقاق ورأيت حشداً من الناس بقرب منزلنا قلت لنفسي ماذا حصل للناس و هم فاضين و ليست عندهم اشغال لكي يتجمعوا و في هذا الجو يا ترى ماذا يفعلون؟ لقد كانت المسافه التي تفصلني بينهم مئه قدم سمعت صوت صراخ يبدو انه قد اصاب الجيران مكروهاً لقدكانت زوجه الجيران تصرخ و لكن لا انا مخطئه فهي هناك امام منزلنا واقفه و تنظر الي حتى انها لم تكن بكامل حجابها لفتره كنا نحدق في بعض و انا كنت قد كشفت عن وجهي و لقد كانت عيناي تطرح الأسئله و عيناها كانت في عذاب و حيره فصاحبت هذه العيون كانت تتألم وتتعذب بعدها غيرت مسار نظرتها ، سمعت احدهم يقول ها هي قد أتت والدته أحسست بأن قلبي قد سقط من مكانه ماذا يعني؟ كانوا يقصدونني ماذا حصل يا ترى؟ ركضت الى ناحيه المنزل كان الباب مفتوحا مررت من بين الناس و دخلت الى الداخل ، كان هناك جالساً واقفين كان واحداً منهم إبن الجيران الذي كان دائماً يلعب مع الماس لقد بدا لي وجهه متورماً من البكاء كنت اسمع صوت صراخاً و صوت والده زوجي ايضاً عندما اقتربت اكثر رأيت والده زوجي كانت دون حجاب و بشعرها كانت تشد على شعرها و تصرخ فما أن وقع نظرها علي صرخت و قالت

ـــ هل أتيتي ؟ تعالي و انظري، اقتربي و انظري ماذا حصل لكي و كانت تضرب بيدها و بشده على ركبتيها نظرت من حولي ووجدت جسدا صغيراً وممداً على قطعه خشب و كان مغطى بقماش ابيض لم استوعب ماالذي قد حدث ، ماذلك الشئ الذي كان تحت الغطاء لم اكن اريد أن أعرف كان صوتاً في داخلي يقول لي هذا احمد هذا احمد كنت انظر اليه و بخوف كان شخصاً ما تحت الغطاء كان احمد و لكن احمد في الدكان و احمد ليس بهذا الحجم الصغير كانت والده زوجي تضرب بيدها علي صدرها و رأسها و تبكي و هي تقول : صغيري .. صغيري.. ، لا ، لا يجب أن اصدق ارفض التصديق لماذا الدنيا اظلمت في عيني ؟ لماذا هذا المكان غريبا و موحشاً ،أنا هنا واقفه و اتفرج على الناس و لكن لا يمكن أن تكون هذه الكارثه قد حلّت علي ، لماذا انا؟ ممكن لغيري و ليس لي أنا و لكن كانت تقول صغيري .. صغيري.. يعني كانت تقصد إبني الماس هنا و تحت هذا الغطاء ، وقع كيس ملابسي من يدي ركض احدهم محاولاً امساكي وقعت العبائه من على رأسي اقتربت من الغطاء و انحنيت لكي اكشف عنه و لكن لم اتجراء ظليت فتره احدق اليه من فوق الرداء و لكني لم اكن اريد رويته فكلما تأخرت كان افضل فما دمت لم أراه فأنا اكذب نفسي و ما حصل و لكنني رأيته كشفت عن وجهه كان مغمض العنين و كانت عيناه كاعيناي والده ، فجأه اكتشفت و لأول مره اكتشف كم كان يشبه اختي ليلى، مع ذلك الفم و الجسم الممتلئ و كأنها كانت ليلى و هي نائمه....اااااه كنت أعرف انه بعدها كلما سأرى ليلى سأتذكره، طبعاً إن رأيت ليلى مره اخرى، قلت و بصوت عالي : إن رأيت ليلى مره اخرى ... إن رأيت ليلى مره اخرى ، سمعت اصواتاً من خلفي وهم يقولون يبدوا انها قد اصيبت بالجنون وانا صرخت إن رأيت ليلى مره اخرى ، اردت النهوض و لكنني لم استطع ما معنى هذا ؟ لماذا قدماي متجمدتان جريت نفسي الجدار و كأن الشمس لم تشرق بعد قلت بصوت منخفض اااه يا والدي اااه يا والدتي و لم يكن احداً أين انتي يا دادا كم انا بحاجهٍ اليكي تعالي و انقذيني من هذا الغرق ، كنت اهذي مع نفسي كم كان صراخ والده زوجي يزعجني و يعذبني لم اعد اذرف الدموع لأن لم يكن في عيناي دموع لقد جفت دموعي ، تحركت بصعوبه و اقتربت من إبني و كنت اتنفس بصعوبه و كنت اترجاهم و اقول ارجوكم ساعدوا ابني إذهبوا و احضروا طبيباً زوجي ليس موجوداً في البيت و لكن لا اعلم لماذا كانوا ينظرون الي بعضهم البعض لماذا اخفضوا روءسوهم الى الاسفل لماذا لا يسرعون بإحضار الطبيب صرخت و قلت اذهبوا و احضروا طبيباً احدهم رد علي و بصوت منخفض إحضار الطبيب لن يفيد بشئ ، رنت هذه الجمله ألاف المرات في اذني ما معنى هذا؟ هل يعني هذا إنّ الماس قد توفي.... تعجبت من نفسي و انا الفظ هذه الكلمه لقد اصبح فمي جافاً و كنت عاجزه عن الكلام بصعوبه نطقت و سألت كيف حدث هذا؟ اجابني احدهم لقد سقط في حوض الماء، ما معنى هذا؟ موكد هناك خطاً ما منزلنا ليس فيه حوض و لقد كانت جدته هنا

حوض اي حوض؟

ـــ حوض بيت السيد صادق لقد سقط هناك

ـــ مات؟

سكوت ، صرخت و قلت

ـــ مات؟....

لقد فقدته و بهذه السهوله لماذا؟ الأطفال الذي كانوا بعمره ما زالوا بصحه جيده و هم الان في احضان امهاتهم الان الجميع سيرجعون الى بيتهم و هم سعداء لانّ هذه الكارثه لم تحل عليهم لقد حلّت علي انا، انا هنا وحيده مرميه و ايضا لا استطيع الانجاب مره اخرىاااااااه، كنت على وشك السقوط على الارض احدهم امسكني و قال اذهبوا لإحضار زوجها فهي ليست بخير لم اكن اعرف ماذا كان يجري ، فالعزاء و هذه الحالات لا يستطيع بأن يصفها ويصعب شرحها .

قبل مجيئ احمد قد كانوا اخذوني الى داخل الغرفه أتى احمد و دخل الغرفه كانت عيناه حمراء كنت اشعر بالإشمئزاز من نفسي لماذا لا يدعونني اذهب الى الخارج قلت

ـــ احمد اجلبه الى هنا في الخارج الجو بارداً

وكنت قد مددت يدي نحوه و اترجاه ، و احمد و بعيناه الحمراء و يبدوا انه قد كان يتألم كثيراً اقترب و إتكأ على الجدار و من دون أن ينطق بكلمه ظل يحدق الي

OMM Ali
14-12-2005, 01:12 PM
كان البيت موحشاً و مظلماً و يغطيه الأسى و الحزن. والده زوجي في زاويه من الحديقه و انا في الزاويه الاخرى . احمد لم يكن يتحمل و كان يخرج من البيت . كنت اتمنى أن يكون بقربي لكي أضع رأسي على كتفيه و ابكي و هو يهديني و يشاركني الألم و يمنحني الهدوء و الأمان.

كنت أتمنى ان اقول له احمد يكاد الحزن يقتلني،أنقذني ،كنت اتمنى أن يرد علي ويقول لي لا يا مرمر لا تفعلي هذا بنفسكي . كنت اتمني أن أراه في الليل و أن يكون مستيقظاً مثلي ويحدق في السقف وأن أرى دموعه و من دون صوت تتساقط على المخده . ولكن احمد لم يكن هنا ، لم يكن سنداً لي و كأني معلقه بين ما بين الأرض والسماء .


أتت الدادا ،سمعتها تتحدث مع والده زوجي ،كان قد مضى على وفاه ابني15 يوماً رأيتها والدموع تتساقط من عينها تأتي إلي من دون أن تقول شيئاً أخذتني في أحضانها وقلت:

ـــ آآآآآه، دادا،دادا،دادا

وسالت دموعي ،في الغروب ذهبت الدادا ولكن لقد رجعت بسرعه

ـــ دادا عزيزتي لماذا رجعتي؟

ـــ رجعت لكي ابقى معكي يوم أواكثر

ـــ ماذ قالت والدتي؟

ـــ ماذا ستقول يا حسره ؟ انها حزينه جداً

ـــ ماذا عن والدي؟

ـــ جالس في الغرفه وحيداً ولا يقول شيئاً ووجهه شاحباً لقد انصدم من الخبر

في الليل نامت معي واحمد نام في الغرفه المجاوره،كنت اتنهد وأبكي ولقد كنت أشكي لها همومي وأفرغ لها ما بقلبي من هموماً

ـــ دادا لقد كانت يداه توءلمه، دادا عندما كان يتفوه بالألفاظ البديئه كنت اضربه على فمه الصغير...دادا عندما كنت اتشاجر مع احمد كان يخاف ويبدأبالبكاء... دادا لم يكن عندنا حلوى لكي اعطيه.

قالت الدادا وهي تبكي :

ـــ يكفي يا مريم،انتي ستقتلين نفسك يا عزيزتي

الحزن والهموم دائماًكان يقضي علي ابكي عند تناولي للطعام أتذكره أين هو الان هل هو وحيد ؟آآآآآه يادادا!


لقد كنت اتجنب النظر الى والده زوجي واحمد ايضاً لم يعد يكلمها.اكثر من مئه مره قلت لها لا تدعي الطفل يتجول في الزقاق. لم اعد ارقب بالمرور من جنب بيت السيد الصادق، هناك ، مكان مقتل ولدي، في الليل بصعوبه استطيع النوم و أي نوم؟ كنت اريد النوم و لكني بالخوف من النوم عندما انام اراه في منامي وعندما اكون مستيقظه اراه امام عيناي و صوت جدته مازال يرن في اذني ، صغيري.. صغيري ... ااااااه أين انت يا حبيبي ااااااه كم افتقدك.


مضت ثلاثه شهور شيئاً فشيئاً بدأت امواج الامي و عذابي تهداء كانت الحياه عاديه و هادئه و لكنها قد تركت خلفها جرحاً عميقاً في قلبي الذي كان و بأي سبب يطفح و يجعل روحي تتألم و تتمزق كان ألماً يصعب وصفه. كنت اتمنى بآن لا يعرفه اي انسان . لقد خف حزن احمد قبلي و في يوم من الايام و في الصباح رأيته بكامل أناقته يستعد للخروج ، لا اعرف كيف يستطيع عمل ذلك؟ و بينما طفلنا .... اااااه و أنا لم اكن استطيع

ان افعل مثله ، كيف كنت استطيع أنا هنا مرحه و بينما كان طفلي هناك ... لالااستطيع ، لم يكن بيدي.

مضت شهور و انا ما زلت على حالي منطويه على نفسي و لا اعرف متى كان يأتي الصيف و يمضي و متى الشتاء.

و في ليله من الليالي كنا انا و احمد جالسين في الغرفه و انا كنت مشغوله بالحياكه و لم يعد لي الا هذا العمل لكي اشغل نفسي .

كان احمد جالساً و انا كنت انظر اليه بدّقه و كأني أراه بعد غياب طويل كم كان قد تغير و في الآونه الاخيره قد اصبح يدخن و فمه دائما كان يفوح منه رائحه المشروب كان هادئاً و لا مبالي بشئ حدق الي و من ثم نهض من مكانه و ذهب و احضر قلم وورقه و حبر جلس امامي و بداء بالكتابه سألته

ـــ احمد ماذا تكتب؟

ادار الورقه لكي أقراءها كان نفس بيت الشعر الذي كتبه لي اول مره و دائماً كان يكتبه

<< دل ميرودزدستم،صاحبدلان خدا را>>

ـــ كم تحب هذا الشعر ؟ ! فأنت قد كتبت واحداً من قبل

و أشارت بيدي على الجدار ضحك و قال

ـــ احب ان اكتبه مره واحده بعد مرور كل سنه

بعد كتابته وضعه على الطاوله لكي يجف ، و في الصباح عندما استيقظت من النوم لم تكن لدي رغبتاً في النهوض و لا أملاً اعيش من اجله في هذه الحياه . كان ظهراً عندما

استيقظت و نهضت من الفراش، لم أرى الورقه على الطاوله ، كان احمد قدأخذها معه.

كان نهايه الشتاء ، أتت الدادا ، كنا جالسين في الغرفه و نشرب الشاي ، ما إن أراها تنفتح جروحي و ابداء بالبكاء كانت تقول الدادا

ـــ يكفي يا عزيزتي لماذا تعذبين نفسكي؟ متى ستكفين عن هذا؟

ـــ دادا عزيزتي جرحي و ألمي ليس بواحد فأنا لم أعد استطيع الانجاب مره اخرى

قالت الدادا و من دون ان تقصد

ـــ افضل . الحمدلله ، مع هذا الزوج عديم المسئوليه....

و سكتت

ـــ ماذا؟

ـــ ولا شئ انا لم اقل شيئاً لا تهتمي لي

ـــ اخبريني دادا اعرف انكي تعرفين شيئاً

ـــ من أين سأعرف هكذا قلت شيئاً

نظرت اليها و بصوتٍ عالي قلت لها

ـــ دادا تكلمي

ـــ ماذا اقول؟ لا يوجد شيئاً لأقول إمرأه قد اخبرتني إنها عندما كانت تمر من جنب دكان احمد تقول انها قد رأت شيئاً

ـــ مثل ماذا؟

ـــ لا اعرف فقط هذا الذي قالته ، مريم ارجوكي لا تخبري احمد بما اخبرتك قد يكون هذا الكلام غير صحيح

ـــ أعرف هذا أنا لست صغيره يا دادا

من البدايه كنت اشعر بأن هناك أمراً غريباً و لكن كان قلبي يرفض التصديق، كنت افهم من غيابه المتكرر عن البيت و من مظهره و الاهتمام بنفسه و من كتابته ذلك الشعر....

تناولت الغداء و احمد لم يكن في المنزل تظاهرت بالنوم ووالدته ايضا كانت نائمه بغرفتها بهدوء و من دون أن اصدر اي ضجه اخذت عبائتي و حذائي و خرجت على اصابعي الى الحديقه و هناك ارتديت عبائتي و حذائي ووضعت الخمار على وجهي و غطيته و توجهت الى دكان احمد ، لم اصادف احداً في الزقاق وصلت الى جنب الدكان وسمعت صوت المنشار و لم ارى شيئاً غريبا اردت الرجوع الى البيت و في طريقي رأيت فتاه قصيره و سمينه و قد كانت كاشفه عن وجهها مرت من جنبي و اقتربت من الدكان بعدها لم اعد اسمع صوت المنشار اقتربت اكثر سمعت ضحكتها ثم وقفت لبضع دقائق شعرت بقلبي يتحطم ، لقد كان موت ابني اخر ضربه يتلقاها حبنا و بسيفٍ حاد فصل قلبينا الى نصفين و الان و بهذا تصرفه الوقح يضع الملح على جرحي بعد فتره خرجت من الدكان مرت من جواري كم كانت قبيحه الوجه تعقبتها الى ان دخلت منزلاً بعدها تحريت عنها من تكون ، لقد كانت فتاه سيئه السمعه لم تكن محترمه و جاهله هي و اهلها ، كانت تدعى معصومه .

و رجعت الى المنزل كنت اريد الرجوع بسرعه و كنت متعجبه من نفسي ، في الحقيقه لست متضايقه ابداً من هذا الشئ و كأني كنت بعيده عن كل شئ و كأن هذه المسأله لا تخصني و لا تتعلق بي قلبي قد اصبح كالحجر، فالحزن و الفرح يتعلق بالناس الذين توجد في اجسادهم روحاً للناس الأحياء و الذين عندهم هدف و أمل في هذه الحياه و انا قد فقدت قوه ادراكي و احساسي لم اكن مباليه بشئ و بعيده عن هذا العالم ، ماذا كنت اريداقوى من هذه الضربه التي وجهت لي و التي هي موت ابني ، كان قلبي مليئاً بالهموم و لقد نسيت مانوع الحياه و كيف هي من دون آلام و هموم ، لقد كان الشارع شيئاً فشيئاً يبداء بالإزدحام كنت ارى الناس و اطفالهم و لكن أين هو الماس لم يكن موجوداً ااااااااه

وصلت الى المنزل دخلت الى الحديقه و حاولت بأن لا يقع نظري على المكان الذي كان منذ اشهر ابني ممدداًفيه و تحت قماشاً ابيض. لم يكن من داعي لأتجنب النظر لأنّ قد ظهرت والده زوجي امامي وبدأت بطرح الأسئله

ـــ أين كنتي؟

ـــ في الخارج

رفعت رأسي و حاولت العبور من امامها سألتني

ـــ قلت لكي اين كنتي؟

ـــ و ما دخلكي، سيدتي هل انا سجينتكي؟

ـــ لقد امر زوجكي بأن كل من يخرج او يدخل هذا المنزل يجب ان يكون بإذناً مني،الا يجب أن اعرف ما الذي يجري هنا؟ ابني المسكين الا يجب ان يعرف ماذا يدور في منزله و ماذا يجري؟

ـــ منزله؟ من متى قد اصبح هو صاحب هذا المنزل، انتي مخطئه فهذا منزلي انا ، سيدتي لقد نسيتي هذا الشئ بسرعه

دهشت من ردي لها و لكنها لم تستسلم

ـــ لا تحاولي تغير الموضوع اخبريني اين كنتي؟

OMM Ali
14-12-2005, 01:13 PM
ـــ لو كنتي و بنصف هذه المراقبه التي تراقبينني بها الان قد اهتممتي او راقبتي حفيدكي لكان الان ما زال على قد الحياه

ردت علي و بينما كانت تقلدني قالت

ـــ و انتي ايضاً عوضا من ان تذهبي لإنزال جنينكي و كنتي حقاً قد ذهبتي الى الحمام لكان الان بيتكي مليئاً بالاطفال

لقد صوبت السهم في الهدف و من مكانه اشتعل الغضب رفعت صوتي و بدأت بالصراخ

ـــ لا تخافي فالعروس الجديده ستملئ المنزل لكي بالأطفال

و لأني رأيتها تنظر الي و هي مندهشه اضفت و قلت

ـــ هل حقاً تريدين ان تعلمي اين كنت؟ ذهبت ارى العروس ذهبت اخطب لإبنكي ، مبروك ، ذهبت و خطبت معصومه خانم لإبنك، حقاً ابنكي قد اختار المرأه المناسبه و التي تليق بكم

ـــ هذا الكلام لا ينطبق على ولدي المسكين هو من الصباح و حتى الغروب يشقى و يتعب...

قاطعتها و قلت

ـــ انا بنفسي قد رأيت و بهذه عيناي الإثنتان قد رأيت ، لقد كانوا معاً في الدكان

إطمئنت و كأنها أيضاً قد فرحت قالت و هي تضحك

ـــ اهااا ...! إذن انتي متضايقه من هذا ، من ان يوجد شخصاً في دكانه و يتكلم معه و لكن هذه ليست المره الاولى الذي يفعل هذا الشئ إن كانوا الفتيات هن الاواتي يذهبن اليه ما ذنبه هو فهو شاباً ووسيما و هن اللواتي يركضن خلفه من بنات الطبقه المخمليه الى الطبقه السفلى

لقد كان كلامها كله تجريح

ـــ فليذهب و يتزوجها فهذا الصنف يليق بكم كوثر ام هذه الفتاه التي لا تستطيع حتى بأن تكتب اسمها و ابنكي يذهب و يكتب لها الشعر لقد اصبح سيئ الطباع انا اتمنى من ربي ان يتزوج هذه الفتاه لكي تعرفوا قد ناسبتم من ، ابنكي لا يعرف ما هي الأسره المحترمه يجب لشخصاً ان يعلمه هذا الشئ انا قد تعبت كل ما قلتموه و كل ما فعلتوه بي ظليت صامته و لم اشتكي او اتذمر ، الان ناسبوا من يعلمونكم الاحترام و الادب.

ـــ و ما ذنب ولدي يبدوا انّ الفتاه هي التي تجري خلفه الم تكوني انتي ايضاً قد فعلتي نفس الشئ و ولدي ماذا فعل لكي ؟ و انا ما الذي فعلته لكي ؟ و من الذي ارغمكي على الزواج به ؟ الان هو لم يفعل شيئاً لابد انه يريد الزواج مره اخرى و هذا يحق له لانه يريد ان يكون له سنداً و انتي لا تستطعين ان تقدمي له هذا الشئ ، و حتى لو كان احمد لا يريد الزواج انا بنفسي سأبحث له عن زوجه و ازوجه اياها

لم يعد من داعي لمتابعه النقاش معها فهي لا تدع لي مجالاً للكلام اشعر بالإشمئزاز من نفسي لأني اعيش بينهم ادرت ظهري لها و بينما كنت اذهب الى الغرفه قلت

ـــ انظروا الي اتكلم مع من!

رجع احمد في الليل الى البيت. أخذته والدته الى الغرفه معها مضت نصف ساعه و هو معها بعدها أتى الى الغرفه و لم يكن على طبيعته قلت له

ـــ السلام عليكم

ـــ سلام ووجع، اليوم و في وقت العصر اين كنتي؟

ـــ هل والدتك قد قدمت لك تقريراً كاملاً؟

ـــ قلت أين كنتي؟

ـــ و لا مكان كنت قد شعرت بالملل و خرجت لكي اتمشى و جئت الى الدكان و بعدها جئت الى الدكان و رأيت معصومه خانم هناك قلت لنفسي لن ازعجكم

استغرب و دهش من ردي لم يكن يتوقع إني قد اعرف كل هذه المعلومات قال

ـــ إذن هكذا لقد كنتي تتجسسين علي

ـــ عاجلاً أم آجلاً كنت سأعرف عندما ستحضر العروس الى المنزل

التفت ناحيه والده زوجي و قلت

ـــ هل تعرفين سيدتي ، انّ معصومه ساقطه و تليق لإبنكي

اقترب احمد مني و ركلني و قال

ـــ لا تدعيني اوسعكي ضرباً و ركلاً

لقد تعودت على هذا منه ومن دون ان ابالي بالركله قلت

ـــ كنت ارى السيد لا يذهب الى الدكان في الصباح و بل كان يذهب في الظهر لأنه كان يرتب مواعيد

ـــ أجل افعل موتى غيظاً و حسره و هل مازال عندكي كلام؟

ـــ انا لا ، لا كلام عندي ربما اهل معصومه خانم عندهم كلام

رأيت و بوضوح الخوف في عيناه اقترب و قال

ـــ تستطيعين ان تذهبي و تحضري لي معركه معهم . إن مره اخرى اخرى سمعتكي تتكلمين عنهم ، سأضربكي على فمكي و اجعلكي تفقدين اسنانكي

تدخلت والدته و قالت

ـــ في الآونه الاخيره قد اصبح لسانها طويلاً جداً ، بيتي ، دكاني، البيت ملكي انا، و الدكان ملكي انا و احمد ليش لديه شيئاً و لا اعرف ماذا

التفت احمد الي و قال

ـــ حقاً قد قلتي هذا الكلام؟

التفت الى والدته وسألتها

ـــ هل انا ذكرت الدكان؟

ـــ لا لم تذكري و لكن تكلمتي عن زواج احمد

احمد كان صامتاً و يتجول في الغرفه و بعد فتره قال

ـــ ومن قال لكي بأني سأتزوج؟

ـــ من قال؟ والدتك التي تقول اني عاجزه عن الانجاب ...

ولم احتمل و اضفت و انا ابكي

ـــ تقول انّ احمد يريد سنداً له، و انا ايضاً قد رأيت الفتاه بنفسي امام الدكان و كانت تكلمك

قالت والدته

ـــ يالكي من مدللــه و ما ارق قلبكي...

التفت احمد الى والدته و قال

ـــ اذهبي الى غرفتكي فأنتي سبب كل هذه المشاكل

ذهبت. و بعدها جلس احمد في زاويه من الغرفه ووضع رأسه بين ذراعيه و بعدها بصوت هادئ و منخفض و كأن يتكلم مع نفسه قال

ـــ لم يمر يوم و انا أأتي هذه الحثاله و لا يكون صراخاً و شجاراً و لم تمر ليله و أضع رأسي على المخده مرتاح البال مريم لماذا لا تدعين ان نعيش حياتنا بسلام؟

ـــ انا لا ادع ، انت لماذا كل يوم تركض خلف واحده فبعذر العمل تبقى في الدكان و تفعل ما تشاء

قل لي ما هو عيبي؟ هل انا عمياء؟صماء؟أم ماذا؟ تكتب الشعر وتأخذه الى تلك الفتاه الذي شكلها كالبومه

ـــ من قال لكي بأني قد اهديتها شعراً؟ انتي بنفسكي قلتي بأنها تشبه البومه و هي تأتي جنب الدكان و تتحرش بي والله و بالله انا احسب حساب أشقائها فمرتين قد ذهبتوا برفقتهما الى الحمام و في مره هذه الفتاه قد احضرت لي رساله من شقيقاها الى الدكان و هذا كل شئ و من حينها لا تدعني و شأني و في كل مره و بأي عذر تأتي الى الدكان ، الان انتي تريدين أن لا أتاخر في الدكان ، حاضر لن أتأخر وسأرى هل سيكون لكي عذراً اخراً ام لا ، و هل انا اترككي انتي و بقولكي و بهذا الجمال و الكمال و ابنه بصير الملك و اذهب خلف فتاه لا تساوي شيئاً أين ذهب عقلكي يا مرمر لن أتأخر مره اخرى لقد تبت هل ارتحتي الان؟

خجلت و لم اقل له اني بنفسي قد رأيتك انت تمسك ذراعها و تجرها الى داخل الدكان ، مازلت اريد ان اعيش ، الان ان كان هو قد اعترف بغلطته فيجب انا ايضا ان التزم الصمت و اسامحه

اقترب و جلس بجواري و قال

ـــ الا تريدين ان تسكبي لي الشاي

سكبت له الشاي ووضعته امامه و لقد كنت متوتره جداً و يداي ترتجفان امسك يداي و قبلهما و قال

ـــ انظري ماذا تفعلين بنفسكي انتي تعذبينني انا ايضاً معكي عندما اراكي و انتي مهمومه و حزينه فكري فيني انا ايضاً انا لست من حجر من ناحيه ابني و ناحيه اخرى زوجتي التي اراها شيئافشيئاً تتلاشى و تنتهي امام عيناي.

مره اخرى عيناي اذرفت الدموع و تذكرت ابني

ـــ والدتك تقول انها تريد ان تزوجك . تقول اريد ان يكون لولدي سنداً تقول .....

ـــ والدتي مخطئه ، انا ان كنت اريد طفلاً اريده منكي ، منكي انتي و ليس من اي إمرأه اخرى انا اريدكي انتي مرمر حبيبتي ، اريد الانجاب منكي انتي وحدكي لما الان تفهمي هذا الشئ؟ انا اتزوج و انتي تتعذبين ، لا، لا مرمر أنا لست الى هذا الحد عديم الشرف و الرحمه سنبقى معاً و معاً الى الابد ما دمنا أحياء سنبقى معاً عندما اكون قد مت ستحررين مني و سترتاحين مني فقط بعض الاحيان تعالي و إقرائي الفاتحه على قبري

رميت نفسي في احضانه و ضممته بقوه و كانت الدموع تسيل على وجهي قلت

ـــ لا تقل هذا يا احمد لا اريد ان يأتي ذلك اليوم و إن أتي عسى أن يكون يومي قبل يومك إن كنت تريد الزواج فأنا لا مانع لدي اذهب و تتزوج

تذكرت شهناز خانم زوجه منصور و قلت

ـــ أنا بنفسي سأذهب و ابحث لك عن زوجه و لكن ليس من هذا الصنف من النساء بل فتاه محترمه و من عائله محترمه

ـــ دعيني و شأني يا مريم انا ماذا سأفعل بالزوجه ، تكفيني زوجه واحده انتي و امي كالسكين و الجبن لقد سلبتموني راحه البال و ماذا ان انضافت اليكم واحده ثالثه لا انسي هذا الأمر و لا تذكريه امامي ، اسكبي لنا الشاي لكي نشربه قبل ان يبرد.

لقد زالت كل الهموم التي كانت تضغط على روحي ، احسست بالراحه، مره اخرى اصبح طيباً معي ، مره اخرى كان ينظر الي بالنظره التي كانت دائماً تسحرني ، لقد أحيا كل الأحاسيس التي انا قد افتكرتها ماتت في داخلي كنت اسيره جسدي و كنت شابه جداً و كان عمري 22 عاماً و لكن تجربتي مع الهموم كانت تجربه شخص في الخمسين من عمره افتكرت إن مع موت ابني انا أيضاً قد مت ، ولكن لم يخطر على بالي إني مره اخرى سأرتمي في احضان زوجي و احس بحبه وبإن تستيقظ المشاعر التي قد تصورتها ماتت ، انتصف الليل وكنا مستلقين جنب بعض وكنا مستيقظين و كان مستيقظاً و ليس كباقي الليالي يأتي و ينام هذه المرأه كان ماسكاً يدي بيد واحده و باليد الاخرى كان يدخن و كم كنت احب هذا الهدوء كنا نحدق الى السقف قال

ـــ انا ظننت انكي قد تكوني عدلتي عن حبي و لم تعدي تحبينني

ـــ انت الذي لم تعد تحبني

OMM Ali
14-12-2005, 01:14 PM
ابتسم لي و شدّ يدي بقوه و حراره و كنت اشعر بأنفاسه على عنقي و من شده الحب سالت دموعي كيف يكون صاحب هذا الوجه ان يكون سيئاً؟ انا مخطئه انا التي كنت سيئه انا التي كنت فقط افكر بنفسي و ماذا فعلت لكي يفكر بهذه الطريقه بأني لا احبه قال

ـــ و في ذلك الوقت عندما ذهبتي و انزلتي جنينكي قلت مع نفسي من الممكن انها تكرهني و كنت دائماً اخاف، اخاف مره اخرى و بعذر ذهابكي الى الحمام ان تذهبي و ترجعي الى المنزل

ـــ احمد ...!

و لكن البكاء لم يدعني اكمل أطفاء السيجاره و استدار نحوي و إتكأ على يده اليسرى و قرب وجهه الى وجهي و بداء يحدق الي في الظلمه و بإصبع يده اليمنى مسح دموعي و قبلني و قال

ـــ هل تبكين ،اخجلي يا فتاه!

انا كنت ابكي وهو كان يحاول تهدئتي و انا كنت استمتع بذلك و لكن مع هذا اشتد بكائي و كأنّ كان سداً أمام عيني و الان قد إنهار هذا السد، كانت الآلام التي كانت بقلبي و الذي لم اجد احدا اتكلم معه و افرغه له كانت هذه الآلام قد انحلت و امتزجت مع دموعي و كانت مداعباته لي كالبلسم الشافي على جروحي ، إن مت في تلك اللحظه و إن ربي اخذ روحي في تلك اللحظه سأرحل و انا اسعد واحده على هذه الارض و ماذا كنت اريد اكثر من هذا؟ لا اريد من ربي شيئاً اخر قلت

ـــ احمد لا تجعلني اتعذب مره اخرى فأنا لم اعد اتحمل المزيد و ليس لدي سواك ، كن معي دائماً و لا تتركني وحيدهً اتعذب مره اخرى

قال و بمزحه

ـــ ماهذا الكلام ؟ ابنة بصير الملك ليس لديها احداً إن انتي وحيده و لا احد لديكي فماذا عن الناس المساكين ماذا يقولون؟ لا تقولي هذا الكلام امام احداً الناس ستضحك عليكي انتي تعرفين ان احمد الذي هو لا شئ ليس لديه غير مريم خانم الثريه

من تواضعه لي و لأنه قد أقر بأنه اقل شأناً مني تقطع قلبي و اشفقت عليه وشعرت بالإشمئزاز من نفسي لقد كنت خجله من معاملتي له وضعت يدي امام فمه و قلت

ـــ احمد لا تقل ذلك كل ما املك هو انت ، انت تساوي عندي كل كنوز الدنيا و اكثر من ذلك و سأعيش معك على الحصير انا زوجتك و انت فخري و سروري و رغماً عن كل الناس كل املك هو لك انت انا بنفسي اردتك انت ان اصابك مكروه سوف اموت انا فخوره بك كيف ما كنت ، انا احببتك و اردتك و سأبقى على ذلك و انا لست نادمه

ـــ هل تقولين الصدق مرمر؟

ـــ اختبرني يا احمد ، اختبرني

ـــ لا تفعلي مرمر حبيبتي ، لا تفعلي بنفسك هكذا أنا لا احتمل رؤية دموعكي الغاليه يا غاليتي

كانت رائحه قبلاته سيجار ، نظر الي و كأنه من سنوات لم يراني و قال

ـــ مرمر لقد اصبحتي نحيفه و تغير شكلكي

ـــ هل اصبحت قبيحه؟

ـــ لا مرمر انتي اصبحتي إمرأه ، سيده

و في الصباح عندماأراد الذهاب الى العمل قال لوالدته و بصوت مرتفع لكي اسمعه انا

ـــ امي، مرمر أينما أرادت الذهاب لتذهب لا اسمع مره ثانيه بأنكي قد منعتيها ها?!

كم كانت أيام جميله ،أيام ممزوجه بالأحزان و الأفراح ، احمد لم يعد يبقى الظهر في العمل و في الغروب كان يأتي الى المنزل و لم يعد يشرب من تلك القذرات.

أتت الدادا و احضرت النقود و انا وضعت النقود في المكان المعتاد و لكن احمد لم يعد يلمسها ، و كانت والدته تحترق غيضاً و حسداً و انا كنت لا اهتم و لا ابالي بما تقول و كنت سعيده لأن احمد ايضاً لا يعرها اهتماماً ، يجب أن أغلق النوافذ و انسى كل شئ و ارتمي في احضان احمد.

أتت الدادا و ذهبنا معاً الى الخياطه لكي تخيط لي فستاناً ، كانت الدادا فرحه لأجلي و ذهبنا الى السوق لكي نشتري بعض الأغراض ، حذاء، عطر، بعض الإكسسوارات و ماكياج و كل هذا للليل،

عندما يأتي احمد، اذا كانت توجد جنه على الارض أو يوجد مفهوم او معنى للسعاده ليس الا حب الزوجين ، ليس الاحب الزوجه لزوجها و انتظارها له و هي تعد الساعات و الثواني لوصوله الى البيت و ايضا رغبه وصول الزوج الى البيت و الى زوجته التي تنتظره. فعلاً قد تغير احمد كان عمره يقارب الثلاثين يبدوا إنه قد عاد الى صوابه. في ليله من الليالي وصل احمد الى البيت و كان متعباً ، شرب الشاي و قال

ـــ ماذا أرى .. ماذا أرى حبيبتي مرمر ما أجملها

ـــ لم اكن جميله من قبل؟

ـــ اصبحتي اجمل

قبلني و جلس في زاويه و غرق في افكاره سألته

ـــ احمد حبيبي هل أحضر العشاء؟

سكت . و سألت مره اخرى

ـــ لا تشعر بالجوع؟

ـــ الحقيقه لا رغبه لدي. انتي تناولي العشاء لوحدكي

ـــ اذ انت لن تأكل انا أيضاً لن أريد، لماذا لا ترغب بالعشاء ، ما الذي حدث؟

ـــ لالا أنا افكر و اتحسر على تعاستي

وقع قلبي من مكانه

ـــ ماذا حدث؟ احمد استحلفك بالله تكلم ماالذي حصل؟ افتح لي قلبك حبيبي ؟

قدماي اصبحت لا تحملانني ، لا استطيع أن أتحمل مصيبه ثانيه ، سكت و قال

ـــ و الله واحد نجار و من النجارين المشهورين و من الذين يعملون في القصور و لدى الأشراف و الوزارات ، أتى و رأى عملي وأعجبه قال لي اريد ان اسلمك كل ما استلمه من طلبات و ربع الذي سيعطونني إياه سيكون لك و لكن صاحب الطلب يجب أن لا يعرف بهذا الامر

ـــ لماذا؟

ـــ لأنهم يعرفونه و سلموه طلبهم لأجل مهارته و شهرته و اذا عرفوا سيسحبون طلبهم و هو الان يريد رأيي في الموضوع و انا قلت له امنحني الفرصه لكي افكر

ـــ وافق إن اردت هذه فرصه ولا تعوض و لماذا انت تنتظر؟

ـــ انا اريد أن اوافق و لكن اذا ثلاث أو اربع مرات إستلمت بنفسي مثل هذه الطلبات سيصبح اسمي على كل لسان و سأصبح مشهوراً و لكن كل ما في الموضوع شريكي يريد أن اسهام بالمال و انا لا املك المال و انتي تعرفين هذه الأعمال تحتاج خشب و كل الاغراض اللازمه

ـــ و كم يريد؟

ـــ أيّن كان المبلغ فأنا لا املكه

ـــ إذن يجب أن نفكر، إقترض من احدهم يا احمد

من الخجل اخفض رأسه الى الأسفل و قال

ـــ انا قلت له اقرضني النقود لكي أأمن كل الأغراض اللازمه و بعدها سأدفع لك عندما استلم حصتي ، لم يقل شيئاً و لم يعترض على ذلك و قبل بذلك و لكن قال لي يجب أن ترهن لي شيئاً للإطمئنان

فكرت كثيراً و قلت ما العمل ؟ فجأه خطرت لي هذه الفكره و قلت

ـــ احمد إرهن الدكان

ـــ لا الدكان لن يفيد بشئ فهو صغير و لا اعتقد بأن الشريك سوف يقبل

تعجبت ثم قلت

ـــ حسناً سنرهن البيت و هل هذا يكفي ؟

ـــ بنظري انا فكره جيده و لكن المهم أن يقبل هو و اذا لم يقبل سنرهن الإثنان ، البيت و الدكان

ـــ انت في بدايه الامر تكلم معه بخصوص البيت و سنرى ماذا سيقول انت قم بكل الإجرات و انا لا مانع لدي في رهن البيت

رفع رأسه و لكنه لم ينظر في عيني بل حدق الى الأعلى و قال

ـــ لا، انا لا اريد بأن تتورطي بهذا العمل و تضطري ان تأتي هنا و هناك ، هناك يوجد رجالاً

ـــ طيب اينما ستذهب سنكون معاً و لن اكون بمفردي

ـــ لا ليس جيداً إن كنتي تريدين رهن البيت.. انا اقول ..

ـــ ماذا تقول؟

ـــ كيف اقول لكي؟ في رأيي انا ... اولاً أن تجعلي البيت ... بإسمي بعدها انا سأرهنه

تفاجأت،إنصدمت و الحمدلله بأنه لم يكن ينظر الي لاني كنت احدق اليه بإندهاش، اشم رائحه خيانه ، من البدايه و مع كل هذه المقدمات و القصه التي رواها لي لم يستطع اقناعي كنت في اعماقي مشكوكه و لكن قلبي يرفض التصديق لم اكن اريد لعلاقتنا الجيده ان تنهار مره اخرى قلت

ـــ احمد حبيبي ما الفرق بيني و بينك انا و انت شخصاً واحد ، سنذهب عند كاتب العدل معاً و نوقع و ننهي الأمر

ـــ أنا لا اريد لزوجتي أن تذهب الى المحاكم وبقولكي انتي انا وانتي شخصاً واحد،غداً سنذهب وتكتبين البيت بإسمي و أنا سأتولى الباقي

ـــ الان لماذا انت مستجعل ؟ولماذا غداً؟دعني اولاً افكر...

وبينما كان يحاول أن يخفي غضبه قال

ـــ تفكرين بماذا؟الرجل مستعجل وإن تأخرت عليه سيذهب لغيري،وهو لن يجلس ويضع يداً على يد وينتظركي أن تفكري وبماذا تفكري هل انتي لا تثقين بي

ـــ بلى حبيبي اثق بك ولكن المسئله ليس مسئله ثقه ولكن....

شيئاً فشيئاً بداء صوته يرتفع

ـــ إذن ما هي المسئله؟ لا تريدين أن تكتبي البيت بإسمي هل تخافين أن أستولي على البيت؟هل تخافين من هذا الشئ

مره اخرى رأيت الحقد في عينيه قلت

ـــ للآن أنا ما زلت مشوشه الفكر ولا أستوعب الأمر و ما الموضوع؟

ـــ مشوشه الفكر أم لا تثقين بي؟ألم أقل لكي انتي لا تحبينني

ـــ احمد ما هذا الكلام! وما علا قه هذا بحبنا

ـــ إذن مهو الذي يتعلق بالحب ؟أنا لقد تغيرت معكي ولمده شهر كامل وأنا تحت أمركي و تصرفكي،قلتي لا تتأخر في العمل قلت حاضر، في الليل تعال مبكراً الى البيت قلت حاضر، قلتي اريد أن أذهب الى اي مكان اريده قلت اذهبي ومره اخرى تقولين ما الموضوع؟ الموضوع هو إنكي لا تريدين أن تجعلي البيت بإسمي

سألته وانا مندهشه من ما اسمع

ـــ إذن لأجل هذا تغيرت معي شهراً كاملاً ولازمت البيت؟كنت تريد أن أجعل البيت بإسمك؟

ـــ لقد طفح الكيل و هل تفكرين إني سأخدعكي

ـــ احمد!

ـــ ستجعلين البيت بإسمي ام لا؟

و عندما رأني صامته قال

ـــ انتي ماذا ستفعلين بالبيت؟ انتي ليس لديكي اولاد و انا من يعيلكي... و الان البيت إن كان بإسمكي او بإسمي لا فرق بهذا و هل تريدين ان تأخذي البيت معكي الى الاخره؟

ـــ إذن هكذا الموضوع...إذن قصه الشريك و بيوت الاشراف وووو لم يكن الا عذراً لإقناعي ؟

OMM Ali
14-12-2005, 01:15 PM
الان وقد رحل ابني عن هذه الدنيا تريد ان اجعل البيت بإسمك خوفاً من ان يذهب البيت لشخصاً اخراً من بعدي؟ تريد ان تجردني من ما املك لا حبيبي فأنت تحلم بهذا الشئ

فجأه قد اصبحت ذكيه و بدأت استوعب كل شئ و انزاحت الغشاوه من امام عيني لم اتوقع كل هذا الغباء يوجد فيني كيف لم افهم من قبل؟ لقد زال القناع من على وجهه و ظهرت امامي ملامحه الكريهه مره اخرى صرخ وقال

ـــ يجب ان تجعلي هذا البيت بإسمي هل فهمتي؟

ومن دون ان اهتم اجبته

ـــ انا لن اجعل البيت بإسمك

ـــ اخرسي، الان سنرى إن لم تجعلي البيت بإسمي فكل ما سترينه، سترينه بعينيكي

ـــ اجعل البيت بإسمك لماذا؟ لكي ماذا يحدث؟ لابد ستجلب معصومه خانم هنا

ـــ اجل سأجلبها عناداً لكي و لكي تنجب الكثير من الأطفال و انتي العاقر تموتين حسداً

ـــ و في ذلك انا سأبقى و اتفرج

ـــ لا حينها ستذهبين الى منزل والدكي ذلك الذي طردكي من بيته

لقد كان غاضباً جداً و كان يقلد كلامي احمد حبيبي كن سندي ... انا لم يظل لي سواك ...

ـــ اصمت احمد مره اخرى لقد اصبحت متوحشاً

ـــ المتوحش هو والدكي الكلب

ـــ اخرس ولا تلفظ اسم والدي على لسانك

ـــ أنا أخرس؟

أحسست بصفعه التي كانت كسرعه البرق على وجهي وخلفها تلك الضربات والركلات واللكمات

وكأنه كان يعوض الفتره الذي كان فيها معي طيباً،بعد أن تعب من ضربي تركني وذهب في زاويه من الغرفه وجلس وسأل

ـــ ستجعلين البيت بإسمي أم لا؟

ـــ لا لا لا،تلك معصومه خانم إن تزوجتها تتحضر لك منزلاً معها

ـــ لا هي لن تجلب لي منزل بل هي ستصبح سيده هذا المنزل وانتي ستصبحين جاريتها ومربيه اولادها فأنا لست عقيماً بل انتي العاقر وأنا اريد ولداً لكي يرثني ،كانت امي علي حق عندما قالت اني اريد سنداً خلفي

بصعوبهً نهضت من مكاني ودخلت والدته الغرفه وكانت تنظر وتستمتع بالتفرج ،التفت الى احمد وبغضب ضحكت وقلت

ــ طبعاً لأنك محترم جداًوعالماً وثروتك باقيه وتخاف عليها لهذا تريد ولياً لكي يرثك الان افرض بانك انجبت ثلاثه أم اربعه،إن كنت لا تملك الخبز لكي تقدمه لهم فالأفضل ان تضل بل اولاد،الاطفال الذي قد تكون انت والدهم و معصومه الساقطه والدتهم فا عدم وجودهم افضل من وجودهم

مره اخرى نهض من مكانه وكالحيوان المفترس الذي يريد ان ينقض على فريسته وبكل ما يملك من قوه ضربني على فمي لدرجه إني وقعت على الارض صرخ و قال

ـــ ألم أقل لكي أن تخرسي؟ هل تظنين انكي انتي الوحيده الجميله ؟ هل رأيتي نفسكي في المرأه فأنتي نكره ، او ان تجعلي البيت بإسمي او إن اجعلكي جثه هامده

وضعت يدي على فمي و عندما رأيتها ملطخه بالدماء قالت والدته و كأنها تريد أن تهداء الوضع

ـــ يا إمرأه اتركي عنكي العناد لماذا تغضبينه ؟ لكي يضربكي هكذا ، انتي تعلمين كيف هو زوجكي فأنتي في نهايه الأمر ستفعلين ما يريد اذن لماذا لا تفعلين ذلك من البدايه و تخلصين نفسكي من الضرب

ـــ إن رأيتم أذنكم من الخلف سترون البيت

صرخ احمد قائلاً

ـــ لن تعطيني ، الان سأريكي ماذا سأفعل سأجردكي من كل شئ و سأجعلكي تموتين في البيت جوعاً ذهب مسرعاً و هو غاضب و أخذ كل ما يوجد من جواهري و نقود و كان يكلم نفسه و يقول

ـــ ابنه الكلب لا الحسنى تنفع معها ولا الضرب سترين ماذا سأفعل بكي

قالت والدته

ـــ الم أقل لك؟ الم أقل إنّ لسانها قد اصبح طويلاً الم اقل لك لا تدللها كثيرا و هذه هي النتيجه

ـــ لا سيدتي، لا يوجد شخصاً بلا لسان و لكن البعض يخجلون و يحترمون الأخرين و هذا الشئ ليس الجميع يستطيع فعله و لكن هذه الامور انتم لا تفهمونها لأني من البدايه كنت صامته على ما تفعلونه بي انا المذنبه بحق نفسي اللعنه علي يجب علي ان أحصد ما زرعت لقد جعلتموني اندم من اول سنه في زواجي لقد تركت الجميع واخترت ابنكي

قاطعتني و قالت

ـــ لا يا عزيزتي إن كنتي قد وجدتي افضل من ابني لم تكوني لتتركيه لابد إن الذي يليق بكي هذا ابني

احمد دون ان يهتم لكلامنا قال

ـــ أين عقدكي ؟

تراجعت الى الخلف و انا خائفه لأن تلك الليله قد وضعت هذا العقد في عنقي من أجله و هذا العقد تذكاراً من والدي وضعت يدي عليه و قلت

ـــ لن اعطيك إياه

امسك يدي ادارها خلفي لم يعد انساناً بل حقاً كان كالحيوان المتوحش و المفترس و بيده اليمنى امسك العقد و بوحشيه انتزعه من عنقي ومن ثم التفت الى والدته و قال

ـــ منذ الغد إن وضعت رجلها خارج المنزل الويل لكي و لها

و ذهب مسرعاً و اقفل باب المنزل و رجع و قال لي

ـــ الى ان يأتي فكري جيداً من الممكن ان تتعقلي فأنا اريد هذا المنزل و بأي طريقه سأخذه فالأفضل لكي ان تعطيني اياه بالحسنى

ذهب الى غرفه والدته و كلاهما قد ناما هناك ظليت مستيقظه الى وقت متأخر من الليل لم اكن استطيع النوم فوجهي و فمي و يدي و كل اجزاء جسمي و حتى بسبب انتزع العقد يولمني و لكن الألم الأكبر قد كان في قلبي، إذن اين قد ذهب احمد الذي كنت اراه في الدكان ؟ متى ذهب؟ لماذا ذهب؟ هل انا المذنبه أم هو؟ لماذا لم ادعه يبقى مع كوثر ؟إن كانت كوثر مكاني ماذا كانت ستفعل؟ يا ترى الم تكن هي تليق به اكثر مني ؟ يا ترى تلك المرأه الم تفهمه افضل مني ؟

كنت مرهقه و لم يعد يوجد دموعاً في عيناي كنت جالسه كالتمثال لم اعد استطيع ان افكر ، كنت احدق الى الارض الى يجب علي ان اشكي؟ انا بنفسي و بعينين مغمضتين قد رميت نفسي في البئر، الان قد تأخر الوقت على الندم لم اكن اعرف ماذا افعل ، فقط اعرف بأني لم أعد استطيع تحمل المزيدو لقد طفح الكيل ، يكفي ،ان هذا العشق قد دمرني ، حرق قلبي و مزقه و قتل روحي،إن الحياه ليست بلعبه و لا هوايه ان الورطه التي وقعت فيها هي كالجحيم تحرقني ، تطبخني ، شيئاًفشيئاً بدأت ادرك و افهم كلام والدي.


لم أعرف نمت و متى استيقظت كان الليل حالكاً اطفت النور و نمت في مكاني على الارض و نمت و انا اتألم و في كل لحظه استيقظ ثم انام من الألم كان الليل طويلاً ، ايها الليل لماذا انت طويل ؟ متى ستنتهي ايتها الاحزان اتركيني ام خذي روحي ، يا الهي انقذني ، خلصني مره واحده و ليش رويداً رويداً خلصني من نفسي لكي ارتاح .

كانت السماء مليئه بالغيوم استيقظت من النوم يالها من الليله قد امضيتها ، جلست مكاني و حدقت الى زاويه من الغرفه تذكرت ابني اااااه كنت اراه كيف كان يقفز من على السلم و كيف كان يشعر بالخوف عندما كنا نتشاجر انا و والده و كيف كان يبداء بالبكاء ، فتح الباب دخلت والده زوجي و انا كنت كالتمثال جالسه و صامته في مكاني منذ البارحه وقع نظرها علي تعجبت ثم قالت

ـــ هل مازلتي هنا منذ البارحه

لم اجبها اقتربت و قالت

ـــ اخ اخ انظري ماذا قد فعل بكي لماذا تغضبينه هو عصبي جدا و هو مثل والده تماماً رحمهالله عليه تعالي و اجعلي البيت بإسمه و اتركي عنكي هذا العناد والله انا اريد الخير لكلاكما

OMM Ali
14-12-2005, 01:16 PM
ظهر احمد و قال

ـــ امي ، دعكي منها الكلام لا يفيد معها فهي عنيده جداً تنحي جانباً

وقف امامي و قال

ـــ ستجعلين البيت بإسمي ام لا

لم اجب عليه

ـــ الا اكلمكي؟ جالسه كالتمثال و تنظر من حولها ، سألتكي هل ستجعلين البيت بإسمي ام لا؟

رفعت راسي و كان فمي يولمني و يبدوا انه قد تورّم قلت


ـــ لا، لا، لاااا

ركلني في رجلي و بقوه و قال

ـــ ايتها اللعينه انظروا اليهاتبدوا و كأنها قد جأت من عالمٍ اخرو المرء يجب عليه ان يكفر قبل النظر اليها

التفت الى والدته و قال

ـــ امي ، انا سأذهب الان او سأنصرف الان و عندما ارجع يجب ان أرى قد جمعتي كل السجاد الذي في المنزل لاني اريد بيعه فأنا بحاجه الى النقود

ثم انصرف قالت لي والدته

ـــ هل ارتحتي؟ الان سيذهب و يبيع كل شئ في المنزل و من ثم سيصرفه على اللهو


لم اجبها تركتها و ذهبت لم اكن في حاله تسمح لي بالنقاش او الشجار معها كان وجهي يولمني ذهبت الى المرأه و دهشت برويه نفسي و بهذه الحاله لقد كان طرف وجهي الايسر متورماً و عيني اليسرى كانت نصف مغمضه و متورمه و فمي الذي قد وجه لكمه عليه لقد اصبح ازرقاً خفت من رويه وجهي بهذه الحاله و تعجبت من بقائي على قيد الحياه لما الان تعجبت كيف نجوت من ركلاته و ضرباته المتوحشه و ما زالت اذني تولمني من الصفعه التي تلقيتها عليها، فجأه خطر ببالي شئ ذهبت مسرعه و اخذت الحقيبه و جمعت ملابسي و بعض الحاجيات الذي قد احضرتها معي يوم زواجي ثم حملتها و انصرفت للخروج من المنزل و لكن ظهرت في طريقي والدته

ـــ الى اين؟

ـــ اريد الذهاب لقد طفح الكيل و لم اعد استطيع تحمل المزيد

ـــ الى اين ستذهبين؟ الا يوجد صاحباً لهذا المنزل ؟الم تسمعي ماالذي قاله زوجك؟

ـــ اي زوج؟ انا لم يعد لدي زوج

ـــ يا عيني ما هذا الكلام الجديد الذي اسمعه؟

فتحت فمي و كل ما احمله في قلبي منذ سنين اخرجته في تلك اللحظه

ـــ ذلك الرجل الحقير ليس زوجي ، اشعر بالعار من قولي انه رجل و زوج

ـــ هل تشكين من رجولته؟

ـــ لا لست اشكي من رجولته بل من طباعه السيئه و المتوحشه ، انتي لا تفهمين ماالذي اقوله، ولا هو ايضا يفهمه و من من عليه ان يتعلم؟ له الحق ان لا يعرف ما معنى الشرف و الغيره ! فهو لا يقدر الا علي انا الضعيفه لكي يسحقني تحت اقدامه و ركلاته

لم اعد اخاطب والده زوجي بالسيده لانها لا تستحق هذا انها جاهله و لم اعد التزم الصمت امام تجريحها لي و لم يعد احترامها محفوظاً عندي لانها لا تستحق الاحترام أو ممكن لانني قد اصبحت اشبههم ولقد تعلمت منهم عدم الاحترام و المعامله السيئه ولم اعد اعرف ما هو الصواب و ماهو الخطاء، قالت لي

ـــ جمعتي كل ما يملك ولدي و تريدين الذهاب

ـــ اي ملك؟ هل ابنكي يملك شيئاً ؟عندما تزوجني كان كل ما يملك الملابس الذي كان يرتديها، الان اصبح له املاكاً؟

ـــ اولاً ستضعين الحقيبه بعدها تذهبين

ـــ حاضر

رجعت الى الغرفه و هي ايضاً اطمئنت و رجعت الى عملها في المطبخ ، دخلت الغرفه التي كانت في يوماً عش زواجي و حبي قفلت الباب خلفي و قلت مع نفسي مريم ماذا تريدين ان تأخذي معكي ؟ هل ترغبين مره اخرى ان ترتدي هذه الملابس ؟ و هذه الأحذيه ؟هذا كله سيذكركي بمأساتكي مع هذا المتوحش ماا ستفعلين؟ احرقيها،أتلفيها،مزقيها يا مريم

اخذت المقص و اخذت كل الملابس واحداً تلو الاخر و مزقتها الى قطعه قطعه و من ثم رميتها على الارض من ثم هجمت على الحذاء و لكن المقص لم يقصه ذهبت و اخذت شفره حلاقه و قطعت حذائي و بينما كنت اقطعه جرحت يدي و لكني لم اشعر بالألم ، لقد اصبحت متوحشه ، اخذت الغطاء من على السرير و مزقته قطعه قطعه و مزقت كل ما يوجد في الغرفه بعدها ذهبت الى الفراش الموجود و بينما كنت امزقه كنت استمتع بذلك و كأنني امزق احمد أو لسان والدته بعدها ذهبت الى السجاد و قطعتها قطعه قطعه و انا استمتع بهذا الشئ و استمتع عندما اتخيل رده فعل احمد و اندهاشه و من غضبه و هو يرى كل هذا اشعر بالفرح ظهرت على شفاهي بسمه الانتقام على شفاهي المتورمه ووجهي المتورم و الذي لونه قد اصبح اسوداً من الضرب

ثم اخذت الجمر من المدفئه و اخذت عبائتي كانت والده زوجي تتمنى ان تملك واحده مثلها امسكت الجمره بالعبائه لكي لا تحترق يداي وضعته على السجاد و بعد انتهائي من هذا وقفت جانباً لأتفرج ثم وقع نظري على الصندوق قلت لنفسي هل اكسره ام احرقه لكي ادفن كل شئ و لكن تذكرت إن ابني الماس كان يضع قبعته في ذلك الصندوق حملت الصندوق و لبست عبائتي لكي اخرج وللأبد من هذا الجحيم و بينما كنت اريد الخروج ظهرت والده زوجي مثل الشيطان امامي

ـــ أرى انكي تريدين الخروج مره اخرى!ألم يوءثر فيكي ضرب البارحه

ـــ تنحي جانباً عن طريقي و دعيني اذهب

ـــ لا لن تذهبي

ـــ انا تركت حقيبتي في الغرفه.الان دعيني اذهب

ـــ إذن ما هذا الذي في يدك؟

ـــ هذا يخصني انا و لا يتعلق بكي

ـــ كل ما هو في البيت ملك ولدي و يتعلق بي انا ايضاً

ـــ الحمدالله ابنكي لم يترك شيئاً لي أو له،قلت لكي تنحي جانباً من طريقي

صرخت في وجهي وقالت

ـــ ال تخجلين يا امرأه والان تقولين لي تنحي جانباً وانتي الا تخجلين من الخروج من المنزل وبهذا الوقت من الظهرتخيلي.....

قاطعتها وبهدوء سألتها

ـــ ألا تريدين أن تتنحي جانباً

ـــ لااااااا

وضعت الصندوق على الارض ثم نزعت عبائتي من علي رأسي ووضعتها فوق الصندوق

وبيدي اليسرى امسكتها من شعرها و شديتها منه و عضضتها من يدها و بينما كنت اعضها اقول

ـــ الم اقل لكي ابتعدي من طريقي؟

شديت شعرها بقوه، قالت

ـــ اللعنه عليكي

حاولت الدفاع عن نفسها و تخلصها نفسها مني امسكت يدها بيدي اليمنى عضضتها بكل ما اتيت من قوه و كادت اسناني تنغرز في جسمها و شعرت بان اسناني اوشكت على ان تتلاقي ببعضها و كم استمتعت بما افعل صرخت صرخه و لا شك انّ صرختها قد وصلت الى سابع جار و في ذلك الوقت ليس من الخوف من صرختها بل لانني انا اردت ذلك تركتها و كان مكان اسناني مرسوما على يدها لا اعلم لماذا لم افعل هذا الشئ من قبل بدأت بالصراخ و بالشتائم قلت لها

ـــ اخرسي اخرسي

لم اتحمل صراخها كان يزعجني لقد كان صراخها كالمطرقه التي تضرب على رأسي قلت لها مره اخرى

ـــ هل ستخرسين ام لا؟

بيدٍ واحده امسكتها من فمها بقوه و بيدي الثانيه دفعتها الى الجدار و كانت عيناها تكاد ان تخرج من مكانها من شدت الخوف سحبتها من شعرها و اخذتها الى المكان الذي كان في يوم جثه ابني ممده فيه دفعتها بقوه الى الجدار و بقدمي اليمنى ركلت رجلها بقوه ، مثل السمكه انزلقت من بين اليداي و حاولت الهروب و لكنها وقعت و بقوه على الارض قالت و هي تتالم

ـــ اخ كسرت عظامي ،اخ ظهري،قتلتني ايتها اللعينه

و بدأت بالبكاء و الصراخ و الشتائم وقفت امامها كالمدرس الذي يأمر التلميذ أشارت لها بإصبعي و قلت

ـــ ألم أقل لكي بأن تخرسي ؟ألم أقل لكي لا ترفعي صوتكي قلت هذا أم لم اقل؟

مره اخرى مسكتها من فمها و بكل قوه كنت كالوحش بلا احساس و لا شعور و كنت استمتع بضربها و تعذيبها ، مره اخرى بكت و لكن من دون صوت قلت لها

ـــ لا تبكي ،بكاء أيضاً لا يجب ان تبكي و لا اريد ان اسمع صوتكي

قربتها الى وجهي المتورم و قلت لها

ـــ افتحي اذناكي جيداً و اسمعي جيداً ما سأقول انا الان سأخرج من هذا البيت و الى الابد

استدرت و اشارت بإصبعي الى المكان الذي هي فيه و قلت لها

ـــ انتي ستجلسين الى ان يأتي ابنكي المعتوه و الويل لكي إن صرختي بعد خروجي إن سمعت صوتكي سوف ارجع من اخر الزقاق و اخنقكي و بعدها سأرمي جثتكي في الحوض لكي يظنوا انكي غرقتي يا إمرأه

نظرت الي و هي خائفه و حركت رأسها بعلامه نعم و من شدت خوفها لم تكن تستطيع الكلام لقد شعرت بأني لا امزح معها و يبدوا انها قد ادركت بأنني اصبحت كالمجنونه و انا ايضاً كنت مندهشه اكثر منها ادركت بأنني قادره على فعل هذا الشئ، لم يكن تهديداً ام لإخافتها بل كنت واثقه من نفسي و من اني استطيع فعل هذا الشئ و لا يصعب الامر علي ،لو تكلمت او صرخت او رأيت اي حركه لكنت في الحال سأفعلها و أخنقها جلست لدقيقه و بدأت احدق اليها و كنت انتظر اي حركه و صرخه منها و كنت اتمنى من ربي ان تظل صامته بلا حراك لكي لا يكون عندي عذراً لخنقها هذه المره قد استجاب الله لدعوتي ، العجوز كانت خائفه و صامته نهضت من مكاني و ركلتها بقوه ، كم كان احمد مدرساً جيداً كان استاذاً ماهراً في التعذيب و الضرب و انا كنت تلميذته المتفوقه و هل كان احمد يستمتع لهذه الدرجه بضربي مثلي انا ؟ قلت

ـــ طوال هذه السنوات احترمتكي و لكني لم تستحقي ذلك ،ولم اكن اعرف بأنكي تفضلين الضرب و الشتائم على الاحترام ، و هذا جزاءكي.

اخذت عبائتي ووضعتها على رأسي و حملت الصندوق و لم ارجع لإلقاء نظره على المنزل و مكان ابني الفارغ كنت اعلم انّ مكانه كان في القبر . كنت استطيع فيما بعد الذهاب اليه نظره اللوداع لم تلزم فتحت الباب و خرجت و من ثم اغلقته بقوه خلفي ، تحررت، و تحررت من احمد ولم اعد اسيرته لقد استجابت دعوه والدي ، كان ذلك الفصل الذي تزوجت فيه . كان فصل الخريف

OMM Ali
14-12-2005, 01:16 PM
كالجثه الهامده ، بلا روح ، كنت امشي في الأزقه ضائعه، تائهه و مشوشه الأفكار ، كنت مرهقه جداً و كان الشارع مزدحماً اااااه اشعر بالصداع أين أذهب؟ الى من الجأ ؟ قد قال والدي ما دمتي زوجته لستي ابنتي و لا تأتي الى القصر. اين اذهب؟ الى بيت اخواتي ؟ و بهذه الحاله؟

و هل اذهب لكي احرجهن امام ازواجهن؟ سأذهب الى بيت عمتي؟واسعد قلب عدوه والدتي؟ أأذهب الى بيت عمي و عند زوجه عمي؟ و بهذه الحاله؟أين أذهب يا الهي؟ سأذهب الى بيت حسن خان شقيق عصمت خانم ، ضره والدتي و مهما كانت العواقب. وصلت الى امام المنزل ، ماذا افعل هنا؟ اااااه يا الهي ماهذه الفضيحه التي سأتسبب بها ، اعرف إن لم يعد احداً ينتظرني في هذه الدنيا ، يجب أن أرجع لكن إلى اين لقد هدمت كل السلالم من خلفي و لم يعد طريقاً للرجوع ، لا خيار لدي ، شعرت بألماً يعصر قلبي ، ترددت ، احسست ببرد الخريف و نظرت من حولي و قبل أن انصرف و من دون ارادتي طرقت الباب و في الحال فتح الباب ، شاباً قد فتح الباب و توقعت ان يكون هادي إبن عصمت خانم يبدوا انه كان علي وشك الخروج من المنزل ، غطيت نفسي اكثر لكي لا يراني و انا بهذه الحاله قلت

ـــ السلام عليكم

لقد كان صوتي حزيناً و منخفضاً لدرجه إني تعجبت فهذا الصوت لم يكن الصوت الذي خرج من حنجرتي هذا الصباح رد علي و قال

ـــ عليكم السلام ، هل من خدمه

ـــ أنا اريد عصمت خانم

ـــ اسم حضرتكي؟

ـــ أنا .. أنا .. اكون ابنه السيد بصير الملك و ابلغ السيده عصمت اني مريم

فتح الباب اكثر و شعرت انه ارتبك و قال

ـــ سامحيني لم اعرفكي تفضلي بالدخول

و فتح الباب لي ووقف جانباً و بكل احترام لكي امر. دخلت الى الداخل و اغلق الباب خلفي و قال

ـــ الان سأذهب واستدعي والدتي

دخلت الى الداخل و كان المنزل يسكنه الهدوء و تأخرت عصمت خانم قليلا لكان قد غلبني النعاس و انا واقفه مكاني و لكنها وصلت و هادي من خلفها، عصمت خانم لم تراني من قبل فهي لم ترى و لا واحداً منا و لا نحن قد رأيناها كنت مضطربه و متوتره جداً و كنت اريدأن ارى شكلها و كيف هي و لكن ما إن رأيت ملامحها هداءت ، كانت إمرأه طويله و نحيله و تهيأ لي انها اكبر سناً من والدتي ، لا أعلم إن كان عمرها كبيراً أم هموم او المصاعب التي مرت بها هي السبب ،

لا اعلم و بدت لي حنونه و ما إن وقع نظرها علي رحبت بي

ـــ مرحباً مريم خانم ، لماذا انتي واقفه هنا تفضلي الى الداخل ، شرفتينا

فتحت باب الغرفه و قالت

ـــ تفضلي بالدخول و سامحينا ، هل تناولتي الفطور ، هادي حبيبي إذهب و اجلب شيئا

كذبت و قلت

ـــ اجل يا سيدتي شكرا لكي لا هادي لا تزعج نفسك

و كنت حينها اتظور جوعاً قالت عصمت

ـــ إذن ليكن شاياً

و ابتسمت لي تلك الابتسامه التي كلها حنان و طيبه لدرجه اني عضضت شفاهي لكي لا انفجرمن الحزن و ابدأ بالبكاء ، بعد مرور كم دقيقه أتى هادي و احضر الشاي ثم انصرف ، جلست عصمت خانم بجواري و مره اخرى تغطيت جيداً و هي تنظر الي و بإستغراب ، موءكد إنها كانت تتسأل مع نفسها لماذا اتغطى امامها ، أعلم إن مئه سوالٍ و سوال في ذهنها الان ، لماذا انا هنا؟

أين زوجي ؟ وووو... دون شك إنها قد شعرت بشيئاً غير طبيعي و لكن كانت أذكى من تظهر ذلك على وجهها و كانت تعرف حدودها جيداً، سألتني و بكل احترام

ـــ كيف حال زوجكي ؟ و لماذا لم يشرفنا؟

قطعت حبل افكاري توترت، ارتبكت سألتها

ـــ نعم .. نعم .. ماذا؟.. ماذا قلتي؟

ـــ زوجك؟ سألت كيف حال زوجك؟

قلت

ـــ لم يعد لي زوجاً

امتلئت عيني دموع و انزلت رأسي الى الاسفل لكي لا تراها كانت تنظر الي و فمها مفتوحاً من الدهشه سألت

ـــ لماذا ما الذي حدث؟ هل اختلفتم او حصل شجاراً بينكم؟

و بينما كان رأسي في الاسفل قلت

ـــ اكثر من هذا؟

ـــ لماذا؟ماالذي قد فعله؟

كشفت عن وجهي و التفت اليها و ما ان رأتني قالت

ـــ آخ .. يا الهي الان سأقول لهادي أن يذهب لإحضار الطبيب

ـــ لا عصمت خانم لا داعي للطبيب سيتحسن بنفسه فهذه ليست المره الاولى

ـــ هل رفع يده عليكي من قبل يا الهي ، أيها النذل انظروا ماالذي فعله!

ـــ لا مشكله انا قد تعودت على هذا الأمر، دعي هادي يذهب الى المدرسه

ـــ لا اليوم هو في عطله

سألتها

ـــ إذن اليوم عطله؟ هل حسن خان هو ايضاً في المنزل؟

ـــ لا شقيقي قد خرج من المنزل و لكنه سيرجع عند الظهر يا ليت يرجع بسرعه لأرى ماالذي علي فعله؟ هل يوءلمكي كثيرا؟

ـــ وجهي؟ لا، هنا يوءلمني

و أشارت الى قلبي وفجأه بدأت تذرف دموعي و لم استطع منعها كانت تذرف و تذرف لوحدها لم اكن اريد البكاء امام هذه المرأه لم اكن اريد ان اكون ضعيفه امامهاو كنت اخجل من ما انا عليه و لكن الأمر ليس بيدي الان قد اصبحت موضع الشفقه من هذا و هذا يا ليت كانت قد جفت دموعي يا ليت قد كسرت رجلي قبل أن تططئ عتبه هذا المنزل يال سخريه القدر الان انا هنا في هذا المنزل و في منزل هذه المرأه ضره والدتي ، الان اجلسي هنا يا مريم و دعي هذه المرأه تنظر اليكي بفماً مفتوحاً من الدهشه و ابنها الذي الان في الحديقه ينظر اليكي بشفقه و لكي يأتي حسن خان و يجد حلاً لمصيبتك و انتي هنا جالسه ، عاجزه و لا تستطيعين فعل شئ ، ابكي يا مريم ، ابكي حتي تكونين موضع فرجه الجميع و لكن لا، عصمت خانم كانت تذرف الدموع اكثر مني قلت

ـــ انظروا في يوم العيد كيف ازعجتكم و اشغلتكم بمشاكلي و في هذا اليوم بالذات، انا الان استأذن

ـــ ماهذا الكلام؟ هذا منزلكي و هل تظنين بأنني سأدعكي تذهبين والله إن تفوهتي بهذا الكلام مره اخرى سوف اتضايق منكي والدكي كان صاحب فضلٍ علينا و كان طيباً معنا ... والان و قد أتت إبنته ضيفه ليوم واحدالى بيتنا نتركها تذهب و بهذه الحاله؟

مره اخرى سالت دموعي ، لماذا هذه الدموع لا تفارقني ، لماذا عيني تذرف و تذرف رغماً عني و لكن رغم هذا اشعر بالراحه شيئاً فشيئاً ، كم كنت هادئه ما الطف و اطيب هذه المرأه كم كنت اتمنى ان اضع رأسي على كتفها و افرغ لها ما بداخلي كانت قريبهً مني قلت لها

ـــ هل تعلمين بأني قد أحببته في البدايه؟

كانت تعرف

ـــ هل تعلمين بأني اصبحت زوجته رغماً عن الجميع؟

كانت تعرف ، كان شقيقها بنفسه قد اصطحب احمد و إشترى له الملابس

ـــ هل تعلمين اني قد رزقت بولد؟

كانت تعرف،كان ابي قداخبرها بكل شئ

ـــ هل تعلمين إنّ إبني قد مات في الحوض غرقاً؟

كانت تعرف

ـــ هل تعلمين كم حزنت و تألمت عليه ؟

كانت تعرف ، كانت دموعها التي تذرف من عيناها تخبرني بأنها تعلم بكل شئ و في النهايه هي ايضاً لديها إبناً واحداً ولا غير


كان ظهراً تناولنا الطعام انا و عصمت و هادي و بعدها احتسينا الشاي ثم نمت، تقريبا كانت الساعه الثالثه ظهراً احسست بيد تداعب جبيني كانت عصمت خانم تويقظني من النوم فتحت عيني و حاولت ان اتذكر اين انا هل هذا احمد؟ هل هي والدته ؟ لا اهااا لحسن حظي هذه عصمت خانم التي كانت بصوتاً هادئ و كله حنان تقول لي

ـــ مريم عزيزتي هيا استيقظي حسن خان يريد التكلم معكي

حسن خان كان اكثر شباباً من ما تصورت و له صوتاً كله حنيه، عندما دخل الغرفه كانت عبائتي على اكتافي ما إن اسرعت لوضعها على رأسي دخل الغرفه و القى التحيه. نهضت من مكاني احتراماً له و بينما كان يجلس قال

ـــ سيدتي هذا الرجل ماذا فعل بكي ؟ كيف فعل هذا ؟ كيف استطاع أن يفعل هذا؟ و هذا ايضاً بسيده محترمه مثلكي؟

بصعوبه استطعت تمالك نفسي و امنع نفسي عن البكاء و مع كل هذا امتلئت عيني من الدموع

سألني

ـــ الان ماذا قررتي؟هل تريدين أن اتدخل؟

ـــ لا ، اريد الطلاق

لم يستغرب من هذا الامر و لم يعترض قال

ـــ هل والدكي على علمٍ بهذا؟

ـــ لا، اولاً أتيت الى هنا لاني كنت ضائعه و لم اكن اعرف ماالذي علي فعله و لكن الان لن ازعجكم اكثر وسأذهب الى منزل والدي

ـــ لا ياسيده، ليس من الصواب أن تراكي والدتكي و انتي بهذه الحاله ، انتظري قليلا في البدايه يجب علينا ابلاغ والدكي ، لكي يأتي و يرى وضعكي وهو سيقرر ماذا يفعل

عصمت خانم قالت

ـــ شقيقي على حق إن ذهبتي و بعد كل هذه السنوات و رأتكي والدتكي بهذه الحاله سيتوقف قلبها ، يجب أن نرسل احداً لكي يبلغ والدكي

لم اكن اصدق بأن يوجد ضره تشفق على ضرتها، فكل ما مررت به و جربته في هذه السته سنوات التي مضت قد جعلت قلبي قاسياً و متحجراً و كنت اتصور بأن كل الناس متوحشين و سيئين ولا رحمه في قلوبهم شيئاً فشيئاً قد بدأن اتذكر الانسانيه ، حسن خان قال

ـــ هادي هل تستطيع ان تذهب الى قصر السيد بصير الملك؟

ـــ لماذا لا استطيع يا خالي ؟ طبعا استطيع

هو ايضا يشفق علي و كان يريد ان يخدمني بأي طريقه قالت والدته

ـــ يا الهي و لكن هادي ، لم يذهب يوماً الى بيت السيد ، فالسيد قد منعنا من الذهاب الى هناك لكي لا تعرف زوجته و يصبح خلافاً بينهما

قال حسن خان

ـــ انا اعلم جيداً ماالذي علي فعله


خرج من الغرفه و من ثم رجع و كان يحمل في يده رساله و اعطاها لهادي و قال

ـــ ستذهب الى القصر و ستطرق الباب و تقول لهم اريد مقابله السيد و إياك ان تدخل حتى إن اصروا فلا يجب عليك الدخول فقط تقول لهم لم يوءذن لي بالدخول ستعطيهم الرساله و تخبرهم ليعطوها فقط للسيد و لا غير و تقول إنها رساله عاجله و هامه

شعرت بالقلق و سألت

ـــ على ماذا تحتوي هذه الرساله

اجابني

ـــ لا تخافي يا ابنتي لقد كتبت له : يجب ان تشرفنا الى المنزل بخصوص مشكله ابنتك مريم خانم

و تتحدت اليها شخصياً ووضعت اسمي و توقيعي على الرساله . فقط هذا ما تحتويه الرساله

كنت اتصبب عرقاً من الخجل و كنت في قلبي اشتم احمد، رفعت رأسي و قلت لهادي

ـــ سامحني لقد ازعجتك انت ايضاً معي

ـــ لا انتي لم تزعجيني الان سأذهب و ارجع بسرعه

OMM Ali
14-12-2005, 01:17 PM
ذهب هادي و بدأ قلبي يخفق بسرعه لم اعد قادره على الجلوس ، كنت مضطربه و متوتره للغايه فبعد مرور كل هذه السنوات سيأتي والدي، سأرى والدي طبعاً إن أتى و إن اراد روءيتي ، كانا عصمت خانم و حسن خان يهدوءنني كنت اشعر بأن فمي قد اصبح جافاً و جسمي بارداً و يرتجف و كانت عصمت خانم مضطربهً مثلي، سمعت صوت الباب،تجمدت،قال لي حسن خان

ـــ هيا اذهبي الى الغرفه لكي اطلعه على القضيه اولاً

ركضت الىالغرفه دخلت ومن ثم استرقت النظر من خلف فتحه الباب،عصمت خانم فتحت الباب ،اولاً رأيت والدي يدخل من ثم هادي من خلفه لم اكن اريد ان يراني والدي و انا بهذه الحاله إمرأه تتألم بدلاً من تلك الفتاه المدللــه و المرحه و ما إن دخل والدي صرخ

ـــ حسن خان

اقترب حسن خان منه لإستقباله إنشغل والدي بالكلام معهما كنت أرى ملامح وجهه من النافذه اااااه كم تغير ، لقد اصبح شعره اكثر بياضاً و اصبح نحيلاً و يبدوا لي اكبر سناً من سنه و كان يبدوا لي مضطرباً و في كل لحظه يصبح اكثر إضطراباً و بينما كانوا يتحدثون كان مره ينظر الى حسن خان و مره الى عصمت خانم التي كانت تقاطع كلام شقيقها لكي تقول رأيها ، بعدها عم السكوت بينهم للحظه ، تنفس والدي بعمق و سأل سوالاً و رأيت حسن خان أشار له الى الغرفه التي كنت موجوده فيها ،إقترب والدي من الغرفه ووقف بقرب الباب و كأنّ حاله لم يكن افضل من حالي ناداني



ـــ مريم ?!

امتلئت عيناي من الدموع إقترب خطوه اخرى و قال

ـــ لماذا لا تخرجين ؟

كان صوته هادئاً و حزيناً اخفضت رأسي الى الاسفل و فتحت الباب و إتكأت عليه و بما إن رأسي كان في الاسفل كان شعري يغطي وجهي ،بصوتاً منخفض قلت

ـــ سلام

ـــ و عليكم السلام

اقترب مني ووقف امامي وطرف وجهي المصاب و المتورم كان مخفياً تحت شعري و كان والدي يحاول روءيه وجهي يريد بعد مرور كل هذه السنوات ان يرى ابنته و انا كنت خائفه من أن يراه و بهذه الحاله كنت انظر الى حذائه بصوتٍ منخفضاً قال

ـــ هل الططمَ رأسكي بالصخره يا مريم ؟

ـــ لا تعاتبني يا والدي

و بدأت دموعي تذرف على الارض بين قدمينا و في حياتي لم ارى قطرات من الدموع و بهذا الحجم قال

ـــ لا لست اعاتبكي ، بل خيراً ما فعلتي بقدومك

كان صوته يرتجف ثم صمت و تنفس بعمق و حاول تمالك نفسه قال

ـــ إرفعي رأسكي انظري الي

لم اتحرك قال

ـــ هل تحقدين علي؟

حركت رأسي بعلامه لا

ـــ إذن لماذا لا تريدين النظر في وجهي

ـــ اريد...

و بعدها رفعت رأسي و كانت عيناي مليئه بالدموع، في بدايه الامر لم يظهر اي رده فعل فقط كانت عيناه تكاد ان تخرج من مكانها من الدهشه حدق الي بدقهٍ اكثر و كأن شخصاً اخر يقف امامه عوضاً عن ابنته، حسن خان واخته كانا ينظران الينا بتأسف ، فجأه رجع والدي الى وعيه

ادخل اصابعه بين شعره من الغيظ و قال

ـــ آخ ...

نظر الي و كأنه يكلم نفسه قال

ـــ انظروا ماالذي فعله...

و بما انه كان يعرف الرد من البدايه سأل

ـــ من الذي فعل بكي هذا؟

ـــ احمد ... يا والدي ... أحمد

و بدأت بالبكاء، اصبح كالاسد السجين في القفص كان يسير يميناً و شمالاً ثم رجع ناحيتي و قال

ـــ زوجكي فعل بكي هذا ؟ فعل هذا بزوجته؟ بشرفه ؟ اتفووو عليه من رجل

قال حسن خان

ـــ و هذه ليست المره الاولى

نظر الي والدي وقال

ـــ هل هذا صحيح؟ وانتي بقيتي هناك؟ وتحملتي؟ واستمريتي بالعيش معه؟

ـــ كنت اقول ربما سيتعقل يا والدي

ـــ يتعقل؟ لا يا عزيزتي ،كل هذه الفتره وهو يضربكي ولنتي لم تشتكي ولم تتركيه انظري لنفسك انظري ما الذي فعله بكي ،يا له من حيواناً غريباً،وهذا بالفتاه التي تخليت عن كل شئ من أجله، بابنتي الفتاه التي كانت أرق من الورده.....

لم يستطع ان يكمل ،للحظه رأيت الدموع في عينيه في الحال ادار ظهره الي ثم تابع وقال

ـــ هل يظن بانه قد اعتقل اسيراً، سوف أجعله يدفع الثمن غالياً،ولكن لماذا بقيتي معه ؟ لماذا كل هذه الفتره تحملتي و صمتي يا مريم؟ لماذا؟

كان صوته هادئاً و لكن كلامه عتاباً قلت

ـــ من أجل إبني يا والدي

لم يقل شيئاً و لكن وجهه اصبح شاحباً ،و ندمت على ما قلت ظل صامتاً و رأسه الى الاسفل ، كانت عصمت خانم تذرف الدموع ، قال

ـــ اعلم بأنكي عانيتي الكثير

قلت و انا أبكي

ـــ والدي العزيز لا احد يعلم لا احد

تركني الى ان اهدء ، كم من مرهً اراد التكلم و لكن كانت شفاه ترتجف و لم يستطع بعدها قال

ـــ حسناً لا تحملي هماً لقد انتهى كل شئ انا بنفسي سأتولى الأمر لقد شرفتينا بقدومك و في النهايه هو الخاسر لانه قد خسر إمرأه مثلكي انتي انا لا اعلم كيف لم يقدر و يحافظ على جوهرهً مثلكي و هذا من سوء حظه و من سوء حظ اناسً الذين لا يقدرون النعمه الذي وهبهم الله.

بعدها ذهبنا الى الغرفه و جلسنا قال والدي

ـــ الان ماذا ستفعلين؟

ـــ اريد الطلاق

ـــ هذا هو الصواب و لكن مع كل هذا فكري جيداً مره اخرى

ـــ من سنهً بعد زواجنا و انا افكر بهذا يا والدي

فكر والدي ثم قال

ـــ انا لا استطيع اخذكي الى القصر و انتي بهذه الحاله ، والدتكي المسكينه لن تتحمل روءيتكي هكذا

قال حسن خان

ـــ و هذا رأيي انا ايضاً

التفت والدي الى حسن خان و قال

ـــ هل تسمح لمريم ان تبقى لبضعه ايام هنا الى ان يخف وجهها و تختفي الكدمات من على وجهها بعدها انا بنفسي سأحضر و أخذها

حسن خان و عصمت خانم تكلما في نفس اللحظه و قالا

ـــ هذا منزلها و قدر ماأشأت تستطيع البقاء

عندما كان والدي على وشك الانصراف وضع يده في جيبه و اخرج بعض النقود ووضعها في يدي،لا عند قدومه قبلني و لا عند إنصرافه ، أعلم لماذا؟?! لأنني مازلت زوجه احمد،ظليت في منزل عصمت خانم كم هي طيبه لقد وفرت لي كل ما احتاجه من ملابس والى.... كان كل شيئاً نظيفاً و جديداً حتى انها في ليلهً ذهبت و اشترت بعد الملابس لي ومع اصاري لإعطاها النقود و لكنها لم تقبل و لم تدعني اقوم بشيئاً في المنزل ، كانت تقول لي : مازلتي ضعيفه فكري بصحتك و بنفسك ، لقد ارتحت لها كثيراً و عندما يحين الليل كنت افتح لها قلبي و اشكي لها همي

ـــ عصمت خانم لا استطيع الانجاب مره اخرى ، اريد ان اتعالج لا اعلم هل سيفيد العلاج أم لا

ـــ لماذا لا يفيد يا عزيزتي ، انشاءالله سيفيد و لكن انتي لا تعذبي نفسكي اكثر ، لماذا تريدين إنجاب الاطفال انتي بنفسكي مازلتي طفله، والله الأطفال لا يجلبون الا العذاب إن الذين لايستطيعون الإنجاب و يحملون هم الانجاب هم بلا عقل

ـــ عصمت خانم انا واحده منهم ، ولكن لا احمل هماً لقد فات الآوان على الهم و التحسر و لكني أتألم و أتحسر لأنني أصبحت ناقصه، اصبحت عاجزه، اصبحت عاقر و كل هذا بسبب ذلك الرجل الذي لا شئ

كانت عصمت خانم تنحني و تقبل رأسي و تمسح دموعي لقد احببتها و احببت منزلها لهدوئه


يوم الاحد الذي كان اليوم الرابع أتى والدي لزيارتي لقد كان قد خفّ الورم من شفاهي و الكدمات التي في وجهي قد اصبحت صفراء اللون قال

ـــ لم يبقى الكثير لقد تحسن حالكي انا سوف أأتي يوم الجمعه لأخذك

ـــ والدي ?! هل والدتي على علمٍ بشئ

ـــ لا ، لم أقل لأحداً يوم الجمعه انا بنفسي شيئاً فشيئاً سأوضح الأمرَ لهم

لم تكن عصمت خانم في الغرفه قلت وانا خجله من نفسي

ـــ هل ستخبرها بأنني طوال هذه الفتره كنت موجوده هنا

ـــ لا يوجد خياراً اخر غير هذا ما عساني ان اقول غير هذا

ربما هذه اول و اخر مره يكون فيها والدي يلفظ اسم عصمت خانم و شقيقها في القصر و في حضور والدتي و هذا فقط من أجل غلطتي، الى صباح يوم الجمعه كنت أتألم و أتأسف لأجل والدتي ، كنت من الصباح الباكر انهض وساعاتاً تمضي وانا اتقلب في الفراش و اكون في صراعاً مع نفسي و مع افكاري و كانت حياتي كالفلم السينمائي تمر من امام عيناي و في النهايه لما افقد صبري اجلس على الفراش و اضع رأسي بين ذراعي و اقول ااااااااه يالها من غلطه و ارتكبتها

OMM Ali
14-12-2005, 01:17 PM
صباح يوم الجمعه أتى والدي و كنت مستعده ، من مسافه بعيده تعرفت على عربه والدي ، لقد اصبحت قديمه و كأن والدي قد كان يقراء افكاري و ما يجول في خاطري قال

ـــ هذه العربه قد اصبحت قديمه و يجب علي أن افكر بشراء سياره

و السائق ايضا قد اصبح قديماًكالعربه فما إن رأني قال

ـــ مرحبا يا سيدتي الصغيره

و مع هذه الجمله لقد اعادني الى ذكرياتي و الايام الجميله في الماضي مره اخرى احسست بالحزن و اردت البكاء و بينما كنت اركب العربه قلت

ـــ اهلا فيروزخان لقد اصبحت مسناً

ـــ سيدتي انا و العربه و الأحصنه ثلاثتنا اصبحنا مسنين

ااااه مره اخرى رأيت ذلك الشارع و ذلك الزقاق و ذلك السوق الصغير و ذلك دكان النجار اللعين

الذي لحسن الحظ كان مغلقاً و مازالت الخشبه مثبته على باب الدكان... و جدار حديقه القصر و..

وصلنا . كنت على غير طبيعتي ، كنت متوتره و قلبي كان يخفق بشده ، والدي قد اخبرني إن اخواتي وأزواجهن و اطفالهم سيأتون الى القصر للغداء و لروءيتي و لكنهما لم يصلا بعد.

و ما ان دخلت و كأن ملكه دخلت عليهم الدادا و الخدم و الطباخ و البستاني والجميع اقتربوا لإستقبالي إذن أين هي والدتي ؟أين اخي محمد رضا ؟ توجهنا الى داخل القصر و بينما كنا نصعد على السلالم رفعت رأسي شعرت بأن قلبي قد وقع من مكانه فوق السلم كان طفلاً مختبئاً و ينظر الي و هو متحير لم يكن يشبه إبني الماس و لكن اسلوبه و حركاته شبيهه به قلت

ـــ محمد رضا؟

اراد الإختباء ركضت و ضممته و كان خائفاً قال والدي

ـــ محمد القى التحيه على اختك ،هذه مريم


حملته و قبلته و شممته و كنت ابحث في وجوده عن ابني رفع رأسه و هو في احضاني و قال لوالدي

ـــ ليلى اختي ، شهرزاد اختي

ضممته بشده و قبلته و قلت له

ـــ انا أيضاً اختك يا عزيزي .. انا أيضاً اختك

توجهت الى الداخل و فتحت باب غرفه الجلوس كانت والدتي جالسه على الأريكا وقفت امام الباب و قلت

ـــ والدتي العزيزه سلام

فتحت ذراعيها و قالت

ـــ هل جئتي يا مريم ..هل جئتي ، إفتكرت بأني سأموت دون أن أراكي ، افتكرت بأن لن تأتي و بعد ستأتين علي قبري

كانت عيناها حمراء من شده البكاء وقعت العبائه من على رأسي ركضت و رميت نفسي في احضانها كم كانت رائحتها رائحه الأمومه ، رائحه الهدوء و السكينه ، رائحه طفولتي ، قبلت رأسها ووجهها قبلت يداها التي في يوماً قرصتني بهما ، وضعت رأسي على صدرها الذي كان مليئاً بهمومي و شعرت بالراحه.

لقد وصلوا اخواتي مع اطفالهن و ازواجهن ، كانا والداي مقهورين لم تعد والدتي مرحه كالسابق لم اكن اعلم السبب هو مرور الزمن أم بسببي انا .

لقد كانوا ازواج اخواتي ينظرون الي و كأني قد أتيت من عالمٍ اخر ، كنت اقارن احمد مع ازواج اخواتي و كنت اتصبب عرقاً من الخجل ، في يوم من الايام و في هذا القصر سألتني مرتاً شهرزاد ما الذي قد اعجبني فيه ؟ الان انا اسأل نفس السوال و لكن لا اجد له اجابه .

كان لدى ليلى طفلتان جميلتان وولد و كان زوجها كما هو لم يتغير ، و اما شهرزاد قد اصبحت إمرأه طويله و نحيله و أنيقه و كان لديها طفله تبلغ من العمر6 شهور كانت كالدميه ناعمه و بيضاء البشره ، اخواتي قبلوني بحراره و كنت في نظرهم قد اصبحتوا نحيله و مريضه و يجب ان اهتم بنفسي و لا يجب ان احمل هماً و لقد انتهي كل شئ ، قبلت اطفالهم و ضممتهم بشده لقد كان زوج شهرزاد رجلاً بمعنى الكلمه و لقد ارتحت بصحبته كان مودباً و محترماً جلس بجواري و بكل حب وضع يدي في يده و بداء يكلمني و يهدوءنني و يسكن الامي كالطبيب ، شيئاًفشيئاً

بأت عائلتي تتعرف علي و مره اخرى استعدت مكانتي في العائله ، اخذتني ليلى جانباً و قالت لي

ـــ مريم يجب عليكي ان تشتري ملابس جديده و ان تهتمي بنفسك


في صباح اليوم الثاني بعد الإفطار استدعى والدي الدادا و قال لها

ـــ دادا خانم سوف تذهبين الى ذلك النذل و تقولين له يوم الإثنين عند الغروب ليحضر هنا

كنا نعلم من هذا النذل، عند الغروب كان قلبي يخفض بسرعه و كنت متوتره، هذه المره ليس من الحب بل من الكراهيه و الخوف ، يا الهي كم يجب على هذا الجسم ان يتحمل ؟ كنت ضعيفه جداً و لا استطيع تحمل كلما يحصل لي.

كان غروباً و كان والدي جالساً في الغرفه ، وقفت خلف الباب ، تماماً مثل اليوم الذي جاء فيه لطلب يدي سمعت صوت الدادا و هي تقول

ـــ ادخل من هنا

لم تقل له تفضل ، فكلمه تفضل هي للناس المحترمين، للناس المثقفين و المهمين و لكن كلمه تعال كانت ايضاً ليست لائقه و مهما كان فهو مازال زوجي، كنت اسمع صوته اقدامه و هو يصعد السلالم و قال: ياالله ، ثم دخل.





فجأه ومن إسلوب نزع حذائه و القائه التحيه و تواضعه ومن كل حركاته شعرت بالإشمئزاز ليس منه بل من نفسي بل من نفسي لأني في يوم أحببته، الان اراه بالعين التي يجب كنت أن أراه من قبل6 سنوات. يوم الذي جاء لطلب يدي.ذلك اليوم الذي شهرزاد سألتني فيه هل تحبين هذا؟ رجل من العامه ، جاهل و لا يساوي شيئاً، مع إنّ هذه المره كان يرتدي البدله، مره اخرى زرين من ازار قميصه كان مفتوحاً لم يكن مرتباً و شعره الذي كان يبدوا بأنه لم يسرحه منذ زمن و ذقنه طويل لقد كان في حاله يرثى لها ، بوجهه الحزين و حتى بأنه قد شعر إن وجوده لم يكن مناسباً في هذا المنزل و ماذا إن كان هو زوج ابنه هذا الرجل المسن و المحترم، يبدوا إنه كان أيضا ثملاً بعض الشئ ، لفتره ظل رأسه مخفوضاً الى الاسفل و لكن بعدها رفع رأسه و بدأ ينظر الى الابواب و جدران الغرفه بدهشه و كأنه لأول مره يرى ذلك المكان و كأنه لا يصدق إن ابنه هذا القصر هي زوجته أو كان يحلم ،أمره والدي و قال له

ـــ إجلس

اراد الجلوس على الارض و لكن والدي أشار عليه بأن يجلس على الاريكا التي كانت موجوده في اخر الغرفه و قال

ـــ ليس هنا، بل هناك


التاريخ يتكرر و الماضي يعود و الإثنان يتصرفان التصرف ذاته الذي كان في يوم طلب يدي ، أطاعه و جلس عم السكوت بينهم لفتره و بعدها والدي قال

ـــ احسنت و ما قصرت

وهو بينما كان رأسه في الاسفل قال

ـــ والله انا لم أفعل شيئاً

ـــ ماذا كنت تريد أن تفعل اكثر من هذا؟ هل كانت ابنتي زوجه سيئه لك؟ و هل قصرت في حقك يوماً ما؟ و ما هي شكواك منها؟

كنت أرى في ظاهر والدي الهدوء و لكن اشعر بغضبه من الداخل كنت اشعر بالهدوء الذي يكون قبل العاصفه ، و لكن احمد كان ساذجاً و بسيطاً و احمقاً لا يشعر بشئ و لا يدرك ذلك و لهذا السبب تجراء و قال

ـــ ابنتك التي لم تقصر، الا تعرف ماالذي فعلته بوالدتي

سأله والدي و بكل هدوء

ـــ مثلاً ماذا فعلت؟

ـــ ماذا فعلت؟ اسئل ماالذي لم تفعله؟ لقد احرقت و دمرت حياتي، لقد رفعت يدها على والدتي و ضربتها، العجوز المسكينه كادت تموت من الخوف

قاطعه والدي و قال

ـــ لقد احرقت و دمرت حياتك؟ و اي حياه؟ و مالذي احرقته؟ اخبرني لكي ادفع لك ثمن كل ما احرقته و كل ما سببت لك من خسائر

ـــ حسناً ، طبعاً كان كل شئ ملكها ، السجاد و السرير ....

ـــ طيب عرفنا هذا، إذن لنذهب لمسئله والدتك ، في الشهر كم من مره كانت تضرب والدتك؟

ـــ فقط ذلك اليوم عندما تشاجرنا و خرجت من المنزل

ـــ فقط ذلك اليوم؟ هذا لس عدلاً، انا يجب علي بأن اعقابها و بشده ايضاً لأن لو كنت انا مكانها و هذه السته سنوات لم أجني الا التجريح و العذاب منها و تعذبت وتألمت كثيراً بسبب هذه المرأه

لكنت في الاسبوع سبعه ايام على التوالي سأقوم بضربها، ابنتي يجب عليها ان تعاقب على عدم جرأتها لفعل هذا الشئ

قال هذا و هو يبتسم بغيظ،احمد رفع رأسه و نظر الى والدي و هو متعجب ، و يبدوا إن الان قد فهم إن والدي لا يعره اي اهتمام و لا يبالي به ، كنت أرى ملامح وجهه بوضوح من خلال فتحه الباب و كان تحت عيناه متورم و يبدوا إنه في مرور هذه الخمس عشر يوم لم يكف عن الشرب

إذن كل هذه الفتره قد قضاها في السكر و الثماله وهو ايضاً كان يتعذب و على طريقته ، لم اشفق عليه مره اخرى، لم يعد يوجد في قلبي ذره رحمه أو شفقه و كنت استمتع و اتلذذ بالعذاب الذي يتعذبه قال والدي وهو غاضب

ـــ ايها الرجل ألم تشعر بالخجل عندما رفعت يدك على ابنتي و عندما سحقتها تحت ركلاتك و لكماتك لها تلك الزوجه التي كانت بلا حمايه ، وحيده و التي تخلت عن كل شئ و تمسكت بإنسان معدم مثلك و هل تسمي هذه رجوله ،الم تشعر بالخجل عندما اخذت مجوهرات زوجتك وتبيعها و تذهب الى تلك الاماكن لتهدر نقودك على الشرب و السكر و مع النساء الساقطات و الان تشتكي من اجل والدتك و هل الرجل يسمى رجلاً عندما يفعل هذا بزوجته التي هي شرفه

تفاجأت و كانت عيناي تخرج من مكانها و احمد ايضاً قد تفاجاء مثلي و قال

ـــ انا؟.. انا؟ .. و من قال إني اذهب الى تلك الاماكن؟ مريم؟مريم تكذب

ـــ اخرس ولا تلفظ اسم ابنتي ، هي تكذب ؟ المسكينه هي لا تعلم بشئ انا الذي كنت في هذه السته سنوات اراقبك و كنت اريد ان أرى متى ستخجل من افعالك و تتعقل و متى السكين ستصل الى عظام ابنتي و متى ستتعب و تضجر من سكرك وقذاراتك ، انت لم تقدر هذه المسكينه التي تحملت طوال هذه السنين و لم تحاول التذمر منك و تشتكي ولو لمره واحده، انت لم تقدر هذا الملاك الذي وهبه إياه لك الرب ، لا احد كان يستطيع تحمل زوجاً مثلك ، مثل ما فعلت هي

ـــ و كيف كنت تريدني ان اقدرها ، هل اضعها فوق رأسي و اجول بها؟

شيئاً فشيئاً قد بداء يتخطى حدوده في الكلام و على الفور ادرك والدي هذا الشئ قال له

ـــ تكلم مثل ما يتكلم الناس ولا تكثر من الكلام يجب عليك في الحال أن تطلق ابنتي و بالثلاث و دون رجعه هل فهمت؟

اصبح لون احمد شاحباً و انا كنت اعرفه جيداً عندما كان يشعر إنّ مصالحه في خطر و عندما يغضب وعندما يشعر بالخوف كنت اعرف جيداً رده فعله قال

ـــ لماذا اطلقها؟ هي زوجتي و انا احبها و لن امنحها الطلاق

ـــ تحبها؟! تحبها و انت قد ضربتها ضرباً مبرحاً، فلنفرض حينها ماتت بين يداك ماذا كنت ستفعل ؟ ها؟ سأجعلك تتعلم كيف يجب على الرجل أن يعامل زوجته و لا تفكر بأن ابنتي سترجع معك الى منزلك .. لا بل لكي تصبح انساناً و لكي عندما تقع مسكينه اخرى في شباكك و تدخل الى جحيمك لا تعاملها بهذا الشكل و ليكن عبره و درساً لك

بكل وقاحه قال

ـــ كل المتزوجون يتشاجرون و يتخاصمون و انت عوضاً أن تعقلها و تنصحها بالرجوع الى بيتها و حياتها الزوجيه تشعل النار اكثر، مريم تريدني انا ، تحبني، انا اعرف هذا و انا ايضاً احبها و لن اطلقها

صرخ والدي و قال

ـــ مريم .. مريم ادخلي

كنت بكامل زينتي و اناقتي كان شعري منثوراً على اكتافي و كنت متعطره دخلت الغرفه بغرور و من دون ان اهتم أو ابالي و كنت من دون حجاب كنت اريد و بالأخص في هذا اليوم ان يراني انيقه و جميله دون نقص ، كنت اريد لأول و اخر مره ان يبصرني هكذا ، دهش لرويتي بذلك الوضع و لفتره بداء يتأملني بعدها نهض من مكانه و قال

ـــ سلام

لم ارد على سلامه كنت كالسيده التي تواجه خادمها، فكل ما اشعر به الان هو الحقد و الكره و الإشمئزاز لإنّ في يوماً كان زوجي و قد لمس جسدي، كم رميت من ملابس قديمه و كم لبست الجديد و كم تحممت و تنظفت لكي ازيل كل هذه القذارات من على جسدي و كل هذا لم يكن كافياً بنظري و لم يرضيني قال

ـــ مرمر

ـــ وجع


لقد تعلمت هذا الاسلوب في الكلام منه ، تعلمت هذا منه عندما كنت في منزله و في قبضته و كالحمامه مكسوره الجناح اسيرته هو ووالدته ، كنت اسمع الشتائم و لأنني كنت دون حمايه ووحيده لم اكن اشتكي أما الان قد انعكس الامر قال

ـــ والدكي يريد ان اطلقكي

ـــ ليس والدي الذي يريد بل انا التي تريد

ـــ لماذا؟

ـــ يالك من انسان وقح مازلت لما الان تسأل لماذا؟

ـــ و لكن انتي تحبينني

ـــ في يوماً ما أحببتك أما الان لم أعد احبك ، حينها كنت طفله و عقلي صغير وإن لم يكن صغيراً لم يختارك انت الذي لا شئ

OMM Ali
14-12-2005, 01:19 PM
فجأه صرخ و قال و بصوتٍ محكم

ـــ إذن انا ايضاً لن اطلقكي ستبقين الى ان يصبح لون شعركي مثل لون اسنانكي

ارتجفت قدماي جلست على الكرسي بجوار والدي و نظرت اليه لقد كنت خائفه من هذه اللحظه كنت شيئاً من هذا القبيل لقد كنت اعرفه جيداً نهض من مكانه و ضحك تلك الضحكه الوقحه و الذي كلها خبث قال والدي

ـــ اجلس و اغلق فمك

رفع صوته لأنه الان كانت الورقه الرابحه في يده كان يريد بصراخه أن يثير فضيحه امام الخدم لكي يرعب والدي صرخ و قال

ـــ لا يوجد لدي كلاماً اخر لكي اجلس و هذا اخر كلامي ، انا لن اطلق ، انا احبها و اريدها و لن اطلقها، ايها المسلمون تعالوا و انظروا او ليس لديكم انصافاً ؟ هذا الرجل يريد ان يفرق بين زوجين و بالقوه يريد ان يفصل الاظافر من اللحم

لقد ثار البركان، لقد هبت العاصفه في البحر ، ثار والدي غضباً و صرخ

ـــ أيها النذل ، إبن الكلب، اخفض صوتك هل تخفيني بصراخك يا عديم الشرف؟ و هل كنت تتعامل مع ابنتي علي هذا النحو؟ الا تعرف ان تتكلم بهدوء و دون صراخ؟ هل تعتقد بأني مره اخرى ساأخاف من الفضيحه بمواجهتك ، اتفووو عليك من رجل ، فكلما عاملوك بالحسنى و بالطيبه تصبح اكثر وقاحتاً ، ها تعتقد بأننا لا نعرف أن نعلي صوتاً و لا تظن بأنني لا استطيع الصراخ مثلك ، لا تظن بأنني أخاف من الفضيحه فأنا لو كان لدي ذره من الشرف لما كنت زوجت ابنتي لك انت النذل ، سأكون عديم الشرف إن لم احصل على طلاق ابنتي منك

و انا كنت جالسه كالتمثال ، تجمعوا الخدم وهم في حيره من امرهم لكي يتدخلوا لدفاع عن سيدهم فتحت والدتي الباب و ادخلت رأسها و قالت

ـــ باشا!...باشا!..

كان والدي لأول مره يرفع صوته عليها و قال

ـــ اخرجي .. اخرجي و اغلقي الباب

خرجت والدتي و اغلقت الباب خلفها قال له والدي بصوت هادي و امر

ـــ افتح اذناك جيدا و اسمع ما سأقول لك ، في مصلحتك ان تطلق و لن يفيدك عنادك إن فعلت ، فعلت و إن لم تفعل ...

و كان يعد بأصابعه...

اولاً يجب و بحضوري انا أن تدفع نفقه ابنتي كل شهر و هذا طبق حقوق المرأه الذي قرره القانون و الله و رسوله “ص” و إن لم تفعل هذا ابنتي لن تأتي معك الى المنزل و يجب ان يكون لها مصروفها الخاص و تأمن لها كل الوسائل اللازمه و يجب في كل سنه على الاقل بأت تدفع مصارف ملابسها و الحمام و الادويه و كل مصاريف البيت و هذا من البيت و مصاريفه، ثانياً و لعلمك إن ابنتي قد جعلت البيت و الدكان بإسم حضرتي و بهذا يجب عليك ان تشتري لها بيتاً...

قاطعه احمد و قال

ـــ من اين لي؟

ـــ اهاااا ، هنا بيت القصيدو اساس الموضوع و هذا ليش بشئ و لكن انا لم اكمل كلامي واصل الموضوع هنا ، يجب عليك ان تدفع مهرها كاملاً مكملاً و انت تعرف انه ليس بقليل و هو مثل القرض و عند المطالبه به يجب ان تدفعه يعني المرأه متى ما ارادت بالمطالبه بمهرها يجب ان يدفع لها و ان تأخذه و هذا و ما إن قبل أو بعد الطلاق

ـــ انا لا املك النقود من اين لي لكل هذا و هل أسرق لكي أقوم بتأمين كل هذا؟

ـــ على كل هذا حال يجب عليك ان تأمن المهر أو إنني سأضعك في السجن الى أن يصبح لون شعرك ابيضاً كأسنانك

صمت احمد و لم يستطع أن يضيف كلمه اخرى على كلام والدي ، تابع والدي و قال

ـــ الا اذا وافقت أن تطلق اولاً : لن اطلب منك موءخراً و ثانياً: سأجعل الدكان بإسمك

ـــ و ماذا عن المنزل؟

ـــ هذا و لا في الحلم ، لن تحصل على البيت يل لك من وقح و دون حياء

ـــ انا اريد المنزل ايضاً و لا استطيع العيش في الشارع

ـــ على العموم ، فكر جيداً ، فقط الدكان و إن لم تقبل سأرسل من يحضر أشقاء معصومه خانم ليأتوا و سأشرح لهم من الأف الى الياء و سأجعل الدكان و الموءخر بإسم معصومه خانم و ابنتي ايضاً سوف تشهد بأنك كنت على علاقه بهذه الفتاه لكي تتزوجها رغماً عن انفك ، لقد ابلغتك بهذا و فكر جيداً بكلامي

اااااه كم ارتاح قلبي كنت اريد القفزفي احضان والدي و اقبل وجهه، و كان احمد حينها يأساً و حائراً سأل

ـــ متى علي ان اطلقها ؟ و أين؟

ـــ غداً في الصباح الباكر ، ستأتي الى هنا و ستذهب برفقه السائق الى المحضر و انا لقد قمت بكل الإجرات مسبقاً و كل ما عليك هو التوقيع فقط هل فهمت ؟ تطلق بالثلاث و بعد ان توقع و ينتهي انا في اليوم الذي بعده سأعطيك الدكان و الموءخر في هذا المحضر و سأجعل الدكان بإسمك

ـــ من أين لي أن اعلم بأنك بعدها لن تتراجع عن كلامك؟

ـــ من هناك ، بأني أنا لست مثلك ناكراً للجميل

ـــ و من سيدفع تكاليف القضيه؟
ـــ انا ... انا

و نهض من مكانه ليخرج فمعنى هذه الحركه إن يجب على احمد ايضاً الإنصراف و انا ايضاً اردت الخروج من الغرفه ، قال احمد

ـــ مرمر!

التفت والدي و سأله بغضب

ـــ ماذا تريد منها؟

ـــ اسمح لي اكلمها لبضع دقائق ، الن تدعني اودعها؟

تردد والدي و نظر الي، كان يخشى من مره اخرى اضعف امامه و ارضخ له و ايضا كان يعرف بأن احمد ينوي خداعي و التأثير علي مره اخرى ، هذان الرجلان ، والدي و احمد كانا يعتقدان إن مازال قلبي كالسابق طيباً و رقيقاً و حنوناً و إنه مازال قلب تلك المغمضه العينين و الاذنين و الساذجه التي تنخدع بسهوله ، حقاً الرجال ساذجون و مثل الاطفال ، اقتربت من احمد ووقفت امامه و قلت له بكل بروده و جفاف و بصوتٍ آمرو كالغريب الذي يخاطب غريباً

ـــ قل ما عندك ، ماذا تريد؟

ووالدي بينما كان يخرج قال

ـــ انا لن ابتعد و سأكون في الجوار و قريباً جداً

و كأنه كلامه كان يقصد احمد لكي لا يفكر بأذيتي او يرفع يده مره اخري علي ، خرج و اغلق الباب خلفه ، احمد رفع رأسه و نظر في عيناي و إبتسم لي إبتسامه حزينه و قال

ـــ مرمر كم اصبحتي جميله

قلت له و ببروده

ـــ لقد مضى على هذا الكلام

ـــ ذهبتي ؟ و من دون وداع!

ـــ انت قد ودعتني بما فيه الكفايه في تلك الليله

و بقصد تجريحه اضفت

ـــ صحيح كيف حال والدتك؟

ـــ لقد ارسلتها الى بيت ابن خالتي

ـــ صحيح ؟! لقد تأخرت 6 سنوات في ارسالها

ـــ مرمر اتركي عنكي هذا العناد و ارجعي الى بيتك

ـــ لا مره اخرى لن تخدعني ، هذا إن رأيت اذنك من الخلف ستراني مره اخرى

ـــ مرمر الم تعدي تحبينني؟

التزمت الصمت وفكرت بسوءاله وبحثت عن الإجابه في قلبي و في النهايه وجدت الجواب وقلت

ـــ لا، انت الذي لم ترد ذلك

لقد كنت واقفه امامه وكنت بارده وجافه معه وهو وبإلتماس رفع رأسه ونظر إلي

ـــ اعلم بأني قد اسئت اليكي ولمن والله أنا نادم على ما فعلته وكان ذنبكي انتي ايضاً لانكي كنتي ترضخين لكل ما اقول فعلتي شيئاً ،كي اظن انكي تحبينني وتعشقينني لدرجه ان اعتقد بأن لن يأتي اليوم الذي ساتتخلين عني فيه وتتركينني ،الآن أدركت بأنني كنت مخطئاً ،اغفري لي يا مرمر ،سأتوب

لقد كنت استمتع واتلذذ بشعوري بالانتصار

ـــ إنّ توبه الذئب هي موته، فما أن أرجع مره اخرى سيمتلئ دكانك بالنساء الساقطات و بقول والدي الذي هم اسوء منك

ـــ اعدكي ، اعلم إني اخطئت ، اعطيني يدك لاقبلها، كنت اقول نفسي عندمل لم يكن لد لا بيت و لا دكان و لا شئ إمرأه مثل مريم احبتني و جرت خلفي و لم تنقطع من امام دكاني لابد الان لما... الان لما...

ـــ الان لما ماذا ؟ لما اصبحت تملك شيئاً؟

ـــ انتي قولي كل ما اردتي، كنت اعتقد مره اخرى ايضاً سأحصل على واحده مثلكي و افضل منكي ستكون من نصيبي ، كنتي بريئه جداً و كنت اعتقد بأنكي طفله ولا تستوعبين شيئاً انا اقول الصح ، المقصره هي انتي ، انتي التي جعلتني هكذا، طبعاً انا ايضاً كنت شاباً، اقسم أن انتي أيضاً تدينين لي، الان دعيني اقبل يدكي

ـــ انت على حق ، انا ايضاً ادين لك و ادين لك بالكثير و الان حان الوقت لكي نصفي الحساب ، منذ 6 سنوات و انا كنت اريد أن اسدد لك هذا الدين

رفعت يدي اليمنى و بكل ما لدي من قوه قد جمعتها في يدي و صفعته على وجهه و بشده لقد كانت الصفعه شديده لدرجه إن رأسه قد استدارللجهه الاخرى ، شعرت بكف يدي من خشونه ذقنه و من شده الضربه بدأت توءلمني ، لفتره بقى على تلك الحاله و بعدها اخفض رأسه و امسك يدي اليمنى و قبلها شعرت بشيئاً دافئاً يذرف على يدي ، هل يا ترى كانت دموعه التي تذرف على يدي؟ ابعدت يدي و بقوه من يده، لم تكن دموعاً لقد كان على يدي دماً ، الدم الذي قد سال من أنفه، بكراهيه و إشمئزاز مسحت يدي في فستاني و نظفتها ، رفع رأسه و قال

ـــ مرمر حبيبتي! لقد أسالتي دمائي ، هل ارتاح قلبكي الان ؟

لقد ارتاح قلبي و لكن ليس بما فيه الكفايه الان اصابعي انرسمت على وجهه الذي كنت في يوماً إن سقطت غبارتاً عليه اموت من شده الحسره عليه، الان وقع نظري على عنقه الذي كنت يوماً الذي كنت اتمنى أن ادفع حياتي ثمناً بشرط ان اقبل هذه العنق لمره واحده و اموت ، قلت له

ـــ لا لم ارتاح لو كنت استطيع ان افصل هذه العنق عن جسدك في تلك اللحظه سأرتاح في حاله واحده سأرتاح لما أرى الدماء تسيل من عنقك

امسك يدي و بداء يتوسل الي و قال

ـــ انا احب هذه النمره المتوحشه ، مرمر هذه النمره و ليست تلك العنزه البريئه و المظلومه التي كانت في بيتي ، حبيبتي مرمر لا تطلبي الطلاق، فأنا لا استطيع العيش من دونك سوف اموت من دونك يا مرمر .. سوف اموت

ضحكت ضحكه انتصارو غضبٍ في أنٍ واحد إذن انا كنت في نظرك عنزه مظلومه و ابعدت يدي عن يده قلت

ـــ اتركني و إذهب الى الجحيم

و كان يقول و هو يترجاء و بحزن

ـــ مرمر حبيبتي ، كبف يستطيع قلبكي؟

و بينما كنت اخرج من الغرفه و اغلق الباب خلفي قلت

ـــ يالك من نذل

OMM Ali
14-12-2005, 01:19 PM
بعد يومين اصبحت مطلقه و احمد قد اخلا البيت، ذهبت الى والدي في المكتب كان جالساً هناك ، اقتربت منه و قلت

ـــ والدي العزيز لقد ارتاح قلبي و انتهى كل شئ

انحنيت اليه وقبلت يده و جلست بقربه وبكل حنان كان يداعب شعري و حينها بصوتٍ هادئ قال

ـــ مره اخرى قد اصبحتي ابنتي

ومن حينها لم أعد اسمع عن ماضيي لا من لسانه ولا من لسان الغير، والدي لقد منع هذا الشئ.




مريم حبيبتي أين تذهبين خذيني معكي، مريم الليله سأنام معكي ، مريم حبيبتي يجب ان تغيري ملابسي ، اخي محمد لقد تعلق كثيراً بي و لم يفارقني للحظه و أين ما اذهب يكون برفقتي اصبح كولدي ، اصبحت بالنسبه له الوالده و الدادا و المعلمه و انا كنت ارتاح معه كثيراً. أتى الجميع لروءيتي عمتي، زوجه عمي و خالتي و الجميع و لكن ماعدا منصور و زوجته و التي يقولون إنها حامل و في الشهر السادس و لم اتضايق من هذا، كان محقاً بعدم مجيئه لاني قد اسئت التصرف معه.

اقترب الشتاء و امرَ بكشف الحجاب << كشف الحجاب: الذي صدر بأمرٍ من شاه ايران ، محمد رضا بهلوي في ذلك الزمان>>

حينها لقد تقدموا لطلب يدي الكثيرين من الرجال المحترمين و لكن اغلبهم كانوا مسنين و مطلقين و أرامل أولديهم اطفال، كنت اتحسر على نفسي و على قدري و مستقبلي و أهم شيئاً كان عندي و الذي هو مصدر هدوئي و ارتياحي هو رجوعي الى بيت والدي مره اخرى و اخي محمدرضا الصغير كان كالبلسم على جروحي يهداء جروحي و يسكنها ، لقد استعدت مكانتي كالسابق بين اهلي و لكن رغم هذا اشعر بالنقص. كنت بإستمرار ازور بيت حسن خان و عصمت خانم دون علم والدتي ليس لإني اخفي عنها هذا الامر بل كنت اخاف على مشاعرها .و في يوماً عندما رجعت من بيت حسن خان سمعت الدادا تقول

ـــ زوجه منصور قد أنجبت طفلها

مره اخرى شعرت بالحسد في داخلي ، شعرت بالحزن و التأسف على حالي قلت

ـــ مبروك ، ماذا انجبت ؟
ـــ فتاه ، عندما قالوا لشهناز لقد انجبتي طفله قالت هذا الذي تمنيه من ربي و منصور ايضا...

و بينما كانت والدتي تدخل من الباب و كأنها لاحظت على حالتي قالت

ـــ انجبت فليكن دادا ما الموضوع و في اليوم مئه إمرأه تنجب و هذه واحده منهم

اااااه مره اخرى اشتعل قلبي ناراً و بدأت بحرقي من الداخل و كل هذا سبب عجزي من الإنجاب، كنت أعرف إني لن اكون مثل شهناز أو أي إمرأه اخرى و كنت اعرف اني لن استطيع مره اخرى أن اصبح اماً ، اللعنه عليك يا احمد .

بعد يومين قالت لي والدتي

ـــ مريم عزيزتي هل ستأتين معنا لزياره شهناز خانم؟

ـــ لا لن أأتي

ـــ لماذا لن تأتي ؟ زوجه ابن عمك قد وضعت مولودها

ـــ و هل منصور و زوجته قد أتوا لزيارتي و سألوا عني؟

ـــ المسكينه شهناز هي لا تخرج من البيت على الاطلاق و هي مشغوله ببيتها و اولادها و المسكينه ايضاً مريضه بالقلب و الولاده و الحمل كانا خطراً عليها...

قاطعتها الدادا و قالت لها

ـــ ماهذا الكلام يا سيدتي ، هي لا تريد أن يرون وجهها المليئ بالثقوب والله هو ليس وجهاً بل يبدوا و كأنه الغربان قد ...

قاطعتها والدتي و قالت

ـــ هذا يكفي يا دادا و لا تقولي هذا الكلام امامي مره اخرى إن هذا الكلام لا يروق لي ، إمرأه و بهذه الرقه و تقولين عنها هذا؟

قلت

ـــ انتم إذهبوا و انا سأذهب الى بيت ليلى

الدادا و محمد رضا قد ذهبوا بصحبه والدتي و عندما رجعوا سألتهم

ـــ كيف كان شكل الطفله؟

اجابت والدتي

ـــ طفله كباقي الاطفال ، انها جميله

وخرجت من الغرفه . الدادا كانت تراقب والدتي بينما كانت تخرج و عندما اطمئنت بأنها ذهبت و ابتعدت عن الغرفه قالت و بصوتٍ منخفض

ـــ كانت فتاه جميله كباقه الورود ، بيضاء و حمراء البشره وممتلئه الجسم و لديها عينين كبيرتين و المرء يستمتع بمجرد النظر اليها ، محمد لم يرد ان يتركها و طوال الوقت كان يداعبها و يقبلها و أرادان يصحبها معه الى المنزل و لكن والدتكي منعته

سألت

ـــ شهناز ماذا تقول؟

ـــ لا شئ ، المسكينه كانت لا تظهر ذلك و كانت تقول بإستمرار إنه طفل دعوه يلعب معها و لكن كان واضحاً إن هذا الكلام ليس من قلبها

ـــ ماذا اسموها؟

ـــ منصور يريد ان يسميها ناهد


مره اخرى قد حل العيد. ليلى و شهرزاد و ازواجهن و اطفالهن و عمتي و عمي و زوجته و بناته و منصور مع اولاده إبن شهناز و إبن اشرف السادات رحمه الله عليها قد أتوا الى القصر للاحتفال بالعيد، سلم علي و سأل عن حالي و كان موءدباً و رسمياً جداً و كأنه وللآن ما زال متضايقاً مني و كان كالمعتاد أنيقاً و لكن هذه المره قد اصبح قليل الكلام، جاف و جدي و كان ينظر الى الجميع بلا مبالاه وشارد الذهن و في هذه الفتره لم أراه يبتسم و لو لمره واحده. هذا العيد كان من أفضل الأعياد التي مرّت في حياتي .


قالت ليلى

ـــ زوجه عمي قد دعتنا لنمضي عطله العيد في مزرعتهم وبرفقتهم وشهناز خانم ايضاً سوف تكون هناك

ـــ لا ،انا لن أأتي

ضحكت ليلى وقالت

ـــ طيب لا تأتي ،إذن أين تريدين الذهاب

ـــ سنذهب الى مزرعه والدي


ذهبنا الى مزرعه والدي كنا نحن وليلى وشهرزاد وأزواجهم وأطفالهم وبنات عمي الذي تركو مزرعه والدهم وأتو من أجلي والجميع كان يريد أن يكون معي وأنا ايضاً،ابنه عمي الكبرى قالت

ـــ مريم كم تغيرتي لقد اصبحتي نحيله واطول
وحقاً قد تغيرت ، تلك مريم التي كانت في الماضي الفتاه المرحه الممتلئه الجسم وكأنه قد أخذو تلك الفتاه احضرو مكانها هذه وحقاً تلك مريم قد ذهبت، قد ماتت.


بعد الظهرأتي منصور و اولاده الى مزرعه والدي همست شهرزاد في اذني انا و ليلى

ـــ هذا أيضاً من أين أتى ؟

قالت ليلى و بصوت منخفض

ـــ أتى لكي يرينا سيارته الجديده



و ضحكت و انا و شهرزاد ايضا ضحكنا على ما قالت ،كان واضعاً رجلاً على رجل و يتحدث مع الدكتور زوج شهرزاد انا كنت اشعر بالخجل منه و لكنه لم يكن يبالي بي و كأنّ هو ايضاً يفكر بسوء حظه و تعاسته ، حقاً كان منصور رجلاً وسيماً و انيقاً و لطيفاً جداً جداً ، لكن هو في نظري انا كان فقط مجرد رسماً على جدار كنت اعلم جيداً بأنه مازال عاتباً علي، نهضت من مكاني وناديت الدادا ثم اخذتها جانباً و قلت لها

ـــ خذي الحساء الى سائق السيد منصور و لا تنسين الشاي ايضاً

لقد كنت اعطي الاوامر بدلاً من والدتي لأنها كانت مريضه و بقت لتستريح في المنزل

كنت واقفه و فجأه وقع نظري على منصور كان واقفاً و يحدق الي فما إن وقع نظري عليه قد غير مسار نظرته فقط كانت للحظه و يالها من لحظه قصيره لدرجه إني قلت لنفسي إن هذه مجرد خيال و لكن في الحقيقه احسست بأن قلبي قد وقع من مكانه ليس حباً بمنصور بل خوفي من السبب الذي جلب منصور الى المزرعه .


مضى الصيف و انتهى الخريف و اقترب الشتاء و في هذه الفتره أحياناً كنت أرى منصور في بيت عمي و بيتنا أو في بيت ليلى أو بنات عمي و لكن تلك النظره السارقه لم تتكرر ، انا كنت فرحه بهذا أو من الممكن كنت من البدايه مخطئه لتصوري بهذا ، من الأفضل بأن لا تكون هذه النظرات ، لا اشعر بشيئاً حيال منصور و لكن كنت استمتع جداً عندما ينظر الي و يجاملني و انا مثل اي إمرأه كنت استمتع عندما يجاملني احدهم ، لكن إن فكر الرجل بأن هذا الاستمتاع بمعنى الاستسلام فهو مخطئ، فالعشق مره واحده قد أسرني و سحقني و انا لي قلب واحد و هذا القلب قد مات و اندفن أو ربما قد كبرت و تعقلت، اتمنى لواغرم مره اخرى ، اغرم بشخصاً مثلا كمنصور و بتلك الحراره و اللهفه و الشوق ، ياليتني مره اخرى يصيبني هذا المرض و لكني عرفت بعدها أن للحب سيفين الأول يقتلك به حين يدخل و الثاني يدفنك به حين يخرج. فآمنت أن العشق لا يمكن مرتين. و لكن لقد مضى على هذا الشئ و بقول والدي رأسي قد الططم بالصخره و يالها من لطمهً قويه.

OMM Ali
14-12-2005, 01:20 PM
كان الثلج و المطر يتساقط،كنت أتيه من الخارج دخلت القصركنت ارتدي معطف و قبعه، اعطيك الدادا المظله و خلعت المعطف و اعطيتها اياه احسست بأنها تريد ان تقول شيئاً و لكنها لا تستطيع لابد إن والدتي قد منعتها من البوح سألتها

ـــ أين محمد رضا؟

ـــ في غرفته يكتب الواجب

ظهرت والدتي وبصوتٍ منخفض بعض الشئ و بينما كانت تشير بيدها قالت

ـــ مريم اقتربي اريدكي في موضوع

ـــ ماذا يجرى؟

ـــ منصور منذ العصر و هو هنا ينتظركي يقول اريد مريم في موضوع مهم،أتيت لأتكلم معها

ـــ معي انا؟

ـــ هكذا يقول

ـــ اين هو الان؟

ـــ في غرفه الجلوس

ـــ انتي ايضا تعالي

ـــ لا اذهبي بمفردك و اعرفي ماالذي يريده منكي

و كانت عيون والدتي تضحك في عيون الدادا



لقد كان واقفاً امام النافذه و ينظر الى الخارج

ـــ سلام

ـــ و عليكم السلام

ـــ لا تعلم كم من الثلوج يتساقط في الخارج

ـــ كيف لا اعلم فأنا اراه

لقد تفوهت بالتفاهات كنت ابحث عن موضوعٍ لكي اطرد السكوت اللي بيننا فأنا السكوت كان خطيراً، السكوت يجعله اكثر حميميه و يمسح الخجل و يجعله يبوح بشيئاً لم اكن اريد سماعه سألته

ـــ هل تناولت شيئاً؟

ـــ اجل لقد قاموا بالواجب معي

ـــ الان إن شربت كوباً اخراً من الشاي لن يضرك، فأنا اشعر بالبرد الشديد و احتاج للشاي

ـــ انتي تأمرين و انا اطيع

نظرت في عيناه كانت نظراته جديه و لكن كلامه كان له معنى اخر ،قلت وانا مرتبكه

ـــ لماذا انت واقف ؟ تفضل بالجلوس

دخلت الدادا و احضرت الشاي قدمته من ثم انصرفت، قال

ـــ مريم ، جئت للتحدث معكي ، الان قد حان وقته

ارتبكت. اردت النهوض من مكاني وضعت كوب الشاي على الطاوله و قلت

ـــ إذن دعني انادي والدتي

امسك ذراعي و اجبرني بالجلوس و لكنه لم يتركها قال

ـــ قلت فقط معكي

كانت يدي على ركبتي و يده فوقها ، كأنه ليلى من يمسكني ، كأنه شهرزاد من يمسكني و لكن رأيت وجهه احمر ، لم يشد علي يدي فقط انزل رأسه الى الاسفل للحظه نظر الى يدينا و بعدها

بهدوء ابعد يده عن يدي ، لدقائق عم السكوت بيننا بعدها قال

ـــ مريم انا مازلت اريد الزواج بكي

ارتجفت و للحظه تصورت امامي إمرأه تعاني من المرض ولديها ابنه رضيعه و تربي ولداً لها وولداً لضرتها، شعرت بالغضب من منصورحتى طريقه كلامه بدت لي و كأن يامرني بهذا و كأن انا انتظر هذا الطلب و كنت اتمنى هذه الساعه و اعد الدقائق له قلت

ـــ انا مازلت لما الان ارفض ان اكون زوجتك

نهض من مكانه و مره اخرى ذهب امام النافذه و بدأ يتفرج على الثلوج التي تتساقط ، لثواني صمت و بعدها قال

ـــ ستصبحين و يجب ان تصبحي

ـــ منصور انت لديك تلك المرأه التي لم اراها بعد و لكنني سمعت بأنها طيبه وعاقله و هي إمرأه بكل معنى الكلمه و هي تربي إبن ضرتها ، ابنك ، ايضاً لم تمر سنه على ولادتها بينما انت تأتي و تتطلب الزواج مني؟?!

وضع يده على جبينه و كأنه يتألم قال

ـــ هل تظنين بأنني لا افهم كل هذا؟ مئه مره قد قلت لشهناز هذا الكلام و لكن منذ ان سمعت بإنفصالكي عن زوجك قالت يجب ان تتزوج مريم وإن لم تذهب انت و تطلب يدها سأذهب بنفسي،فهي ترغمني على هذا العمل ، فبالنسبه لموضوع اشرف ايضاً ارغمتني تلك المره لم اكن اريد و لكن هذه المره اريد،فأنا حقاً اريدكي يا مريم

استدار ناحيتي و اقترب مني و انحنى و وضع يده على الكرسي الذي كنت جالسه عليه واقترب

كثيراً مني ، لدرجه اني قلت لنفسي الان سيقبلني فأخذت كل احتياطاتي و قلت ان فعل هذا ، أم سأنهض و اخرج من الغرفه أم اصفعه علي وجهه و لكنه لم يقبلني فقط قال

ـــ مريم انا احبكي و منذ البدايه احببتكي، يجب ان تصبحي زوجتي ، انتي بنفسكي تعرفين هذا الأمر جيداً، فقط اخبريني متى؟

ـــ لن يأتي هذا اليوم

ـــ لماذا؟

ـــ لأنك متزوج و لديك زوجه طيبه وهي لا تستحق ذلك و انا ايضاً احببت مره واحده و جننت و ارتكبت خطاءاً فادحاً بزواجي، منصور لا استطيع ان احب شخصاً مره اخرى ، ليس لأني مازلت افكر في ذلك الرجل الحقير ، لا ، ابداً الامر ليس هكذا ، فقط لأن لم تعد تلك الرغبه موجوده في قلبي لم اعد اتمنى بأن احب أي شخصاً اخر ، انا لا اريد ان احب مره اخرى او اتزوج ، إن كان هوساً فيكفي مره واحده ، قد يكون هذا من سوء حظي بأن يكون احمد النجار الذي هو لاشئ أن اقع في حبه و من النظره الاولى كنت كالكلبه اركض خلفه اما انت يا منصور اراك بهذه الأناقه وهذه الرجوله و هذا الادب حينها اعتبرك كأخٍ لي ، لا تستاء من كلامي ها !... و لكنني انا لا احبك فإذن لماذا اقهر زوجتك؟ انا قد ذقت هذا و اعلم جيداً ماذا يعني هذا؟

ـــ اعلم جيداً بأنكي لا تحبينني ولا اتوقع منكي هذا و اعلم انكي ترين الحياه بمنظاراً اخر، فحياتكي التي قضيتها مع احمد و تجربتكي المريره معه جعلتكي تخشين الزواج مره اخرى، مريم الامر ليس كما تظنين انتي قد ارتكبتي غلطه مره واحده و لا تحاولي ان ترتكبيها مره اخرى، ان كنتي ترين عيباً فيني فأخبريني و ان كان غير هذا اقبلي و تزوجيني و دعي هذه المره شيئاً فشيئاٌ يدخل الحب الي قلبكي فأنا لا انتظر منكي الحب التي كنتي تكنينه لأحمد و لكن دعيني اخدمكي دعيني اسكن الامكي ، دعيني اصبح زوجكي و انسيكي كل شئ ، فالحب سيأتي بعدها

مريم انحيني فرصه ربما استطيع اسعادكي

ـــ منصور! كلامك صحيح الحب اهلكني مره واحده كنت اقول يا الهي لماذا تعذبني ماالخطيئه التي ارتكبتها لكي تعاقبني عليها ؟ لكي احب احمد و منصور الذي هو بكل هذه المحسنات لم تجعله يدخل الى قبلي لماذا؟!...

قاطعني و قال

ـــ مريم ، هذا هو القدر، القدر الذي كتب على جبينكي ، هو القدر الذي اخذكي الى دكان النجار و جعلكي زوجته، انا في ما بعد فهمت هذا بعد ما اصبحتي زوجته في ذلك الوقت عندما دهستيني برجلك عندما حطمتني و جرحتي كبريائي و حطمتي غروري ، كنت اقول لنفسي انظروا فضلت من علي؟! و لكن بعدها هدأت و قلت يجب رويه ليلى من خلال عيون قيس ، اتفووو عليك ايها القدر ، ثم ذهبت و تزوجت بشهناز كانت تقول لي والدتي لا تفعل هذا منصور لا تفعل هذا بنفسك قلت لها انا احببت مريم و لكن لم تكن من نصيبي و الان من اجلكي انتي سوف اتزوج فما الفرق اتزوج بمن؟ ان كانت جميله ام قبيحه؟ كأنني كنت اعاند نفسي ايضاً ، قصتها طويله، قالت والدتي اللعنه عليكي يا مريم قلت العنيها يا والدتي ، العنيها لأنها هي السبب في تعاستي مره اخرى العنيها ...

ـــ منصور يكفي .. يكفي... يكفي ارجوك

ـــ لا، مازلنا في البدايه انتي قد اصبحتي تعيسه ام لم تصبحي انتي تقولين كلما تحاولين ان تحبي شخصاً اخراً لم تستطيعي ، فإذن اصبحي زوجتي و على الاقل اسعديني انا ، اسعدي قلبي

مريم انا سأتزوجكي شئتي ام ابيتي تلك المره لقد اخطأت ، حينها كنت شاباً و ولا افهم ما يدور حولي ، كان علي منذ ذلك الوقت الذي قلتي لي فيه انكي لا تحبينني كان يجب علي ان اخذكي و رغماً عنكي الى المحكمه و اتزوجكي فبهذه الطريقه سيكون هذا في مصلحتنا نحن الاثنين

ان قلت انني لم اشعر بلذه من اسلوب كلامه فأنا كاذبه ، نهضت من مكاني قال

ـــ الى اين ؟

ـــ سأذهب لإحضار الشاي

ـــ اجلسي، انا لا اريد شاياً بل اريدكي انتي ، اريد ان اتزوجكي ، اريد ان تصبحي زوجتي امام الله ، عندما انظر اليكي اتعجب في هذه السنوات التي مضت لقد تغيرتي كثيراً العذاب و المعاناه بدل ان يشيبكي قد زادكي جمالاً ، لقد اصبحتي اكثر جمالاً و جاذبيه و انتي لا تعلمين بهذا ، لقد اصبحتي طويله و نحيله و اكثر نضجاً و معاملتكي اصبحت افضل من قبل، لست ملاماً عندما تمنيت و منذ الطفوله ان تصبحي زوجتي

ـــ اذن ماذا عن شهناز خانم؟!

ـــ نحن كنا عكس المتزوجون في ليله الدخله فقط جلسنا و تكلمنا هي قالت: انا عانيت كثيراً و كم من التجريح سمعت الذي الله وحده يعلم،اخواتي الذي اصغر مني تزوجوا وانا بقيت، و بما ان لم يتقدم لي احداً عانيت من كل هذا حينها قد طلبت من ربي ان يبعث لي زوجاً محترماً و يقدرني حتي و ان كان زوجي بالإسم و امام الناس و انا اعلم بأنني اكبرك سناً واني مصابله بهذا المرض

و لا انتظر منك شيئاً انا راضيه بقدر ان يقولوا شهناز قد حصلت على زوجاً طيباً و نبيلاً و هذا يكفيني، منذ هذه الليله انت حر ووقت ما اردت ان تتزوج ، تزوج من إمرأه شابه و جميله و بصحه جيده ، و يجب ان تتزوج لا يجب ان تضيع شبابك معي ، لكن فقط اوعدني بأنك ستحفظ احترامي و بأنك لن تتذمر مني و لن تجعل الناس يحتقرونني فقط هذا. ومن ذلك الوقت قد احترمتها و لم اقصر معها هي بنفسها اصرت و ذهبت و خطبت اشرف السادات و زوجتنا تقول: اعلم بأن الحياه لك انت الشاب المرح صعبه بقربي ، انا من البدايه كان شرطي مع اشرف و لكنها منذ شهرين بعد الزواج بدت تتذمر و تقول: لماذا شهناز تكون السيده الكبيره و انا السيده الصغيره ، لماذا لا تطلقها و انا قلت: اختار ان اطلقكي و لا اختار ان اطلق شهناز فهذه المره ملاك و لا تقدر بثمن. بعد انفصالكي انتي قالت لي شهناز: انا اعلم بأنك تحب مريم إذهب و تزوجها فأنا لا مانع عندي . قلت لها: مره اخرى تبحثين عن المشاكل؟ قالت: لا، هي تختلف عن اشرف كإختلاف الارض و السماء هي تحمل دمك و هي ايضاً لا تنج....

منصور قطع كلامه و انا اكلمت و قلت

ـــ ولا تنجب ايضاً صح ؟ هل هذا ما قالته؟

ـــ نعم، هذا ما قالته ، قالت : إمرأه مثلكي لن تتذمري منها و لن تسقط اطفالي من عينك لكي يظلوا اطفالها العزيزين و المدللين ، قالت : انت في النهايه يجب عليك ان تتزوج و مريم المرأه المناسبه . إنها على حق يا مريم انتي فقط احفظي احترام شهناز و دعيها تكون هي سيده المنزل ، دعي قبلها يفرح بلقب السيده الكبيره، وملكه قلبي ستكونين انتي



و بعتاب قلت له

ـــ و لماذا لم تتكلم مع والدي في البدايه؟

ـــ لماذا؟ لكي لا تقولي مره اخرى لا اريده ، كان عمري 15 سنه و كنتي جاهله وطائشه و لا تعرفين الصواب من الخطاء.والان يجب ان اكلم والدكي؟ مره اخرى لن اصغي لكلامكي ، انا اريدكي يا مريم ، انتي فقط تقبلي شهناز و اتركي الباقي علي

ـــ انا لم اوافق بعد لكي تضع شروطك؟!

ـــ ستوافقين .و يجب ان توافقي ، فكري جيداً قبل ان تعطيني الرد

رفعت رأسي وقلت له بغضب

ـــ هل تعاتبني على ما فات؟ والدي لم يعاتبني على ذلك و انت ليس لديك الحق بهذا، انا لن انجب ابداً و هل انت سعيد بهذا الخصوص ، انت لا تريدني لروحي بل تريد ان اعوض لك قباحه شهناز و لهذا هي الاصل و انا البدل.

كنت اعلم جيداً ان لم يكن علي التفوه بهذا الكلام، اعلم اني قد رفعت صوتي و بدأت اصرخ مثل والده احمد و اجرح في كلامي و لكن لم يكن بيدي و لكن رغم هذا كنت اتعذب من كل شئ اعاني من نقصي و عجزي عن الانجاب و الله يعاقبني علي هذا و لكن ليس هذا وحده بل الحياه التي عشتها بقرب احمد النجار قد علمتني كل هذا لقد علمتني درساً في الصراخ و الشتائم و العنف و الوقاحه و التجريح. لقد كنتي تلميذه متفوقه يا مريم ، كنت افقد اعصابي لاجل اي شئ و قد فقدت هدوء و الإتزان، انا ايضاً قد اصبحت مثل زوجي السابق فقدت الاحترام و الاخلاق ، لقد انزلتي نفسك الى مستواه يا مريم. كان منصور ينظرفي عيناي هو مستغرب، كأنه لم يتوقع مني هذا الكلام و هذا الاسلوب في الكلام مني، رأيت في عينه الحزن و اراه يترجف من الحزن كما كنت انا ارتجف من الغضب و بعدها نظر الي و قال بصوتٍ منخفض و منخفض جداً

ـــ ان كنتي تظنين هكذا ، فكري كما يحلو لكي

فجأه مره اخرى اراد قلبي ان يطلب مني هذا الطلب و لكن لم يفعل و قال

ـــ فكري جيداً

و ذهب

OMM Ali
14-12-2005, 01:21 PM
كانا والداي سعيدين و عمي و زوجته ايضاً لم اكن اعرف ماذا افعل كنت ابحث عن عشق منصور في قلبي و لكن لم يكن له وجود و في النهايه لا يوجد قلباً لكي يعمل كان بارداً و قاسياً كالصخر، في اليوم مئه مره اقول لنفسي سأذهب لكن لا، لا اريد اجرح قلب شهناز انا لا اريده اذن لماذا سأجرح قلبها؟ لماذا سأعذبها؟ و لكن أرى والداي متحمسان لهذا الزواج و نظراتهما مليئهً بالشوق و سكوتهم الذي يملئه الرجاء يجبرني على هذا الشئ ، لم اكن اريد مره اخرى ان اتسبب بالحزن لهم ، و كلما يذكر اسم منصور ارى بريقاً من السعاده في عيون والدتي والابتسامه على شفاه والدي، اعلم بأن والدي قد طلب من والدتي بأن لا تفاتحني بهذا الموضوع، و إن لم ارد لا تضغط علي بهذا الخصوص والدي كان اعقل من ان يجبرني على الزواج كان يخشى من فشلي في الزواج مره اخرى و كام يخشِ على معنوياتي و لكنني انا كنت اعلم جيداً بأن يجب علي الزواج ولكن من من؟ فلن يحالفني الحظ مره اخرى بالزواج،لن يكون هناك رجلاً شاباًيقبل بالزواج من مطلقه وعاقر،وكل هذا النقص الذي اعاني منه سببه موافقتي بالزواج من احمد وايضاً لأني ذهبت مع رقيه الى ذلك المكان وفصلت جزاً مني ورميته و بهذا قد قتلت السعاده بداخلي، كنت أعلم جيداً بأن العشق الجنوني لن يسحقني مره اخرى ، كنت اعلم بأن الحل الوحيد لإنقاذي من مراره هذه الحياه ومن تكرار النهوض في الصباح و النوم في الليل و من الفراغ الذي اعيشه ، و التفكير و السهر في الليل و من شعوري بالفراغ و امنيتي بالموت هو الزواج مجدداً ومع إني قد تغيرت جزرياً لقد تحولت الى إمرأه بارده و دون احساس ، مع كل هذا كنت اعلم بأن منصور الوحيد الذي سيتحملني و انا سأستطيع تحمله بقربي ، كنت اريد أن أجد الامان و السكينه و البحث عن هدف في حياتي،كنت فرحه لأني سأسعد قلب والدي المحطم و كنت أرى بعين العقل بأني لن اجد افضل من منصور ، هذه المره اريد ان اقرر بتحكيم العقل و المنطق و بإختيار والدي، يريدون مني أن أبقى طوال عمري السيده الصغيره فليس باليد حيله فهذا افضل من الوحده و الإنطواءبنفسي طوال عمري، بعثت برساله الى منصور<< قبلت أن أصبح زوجتك>> .



لقد كانت حفله صغيره و بسيطه جداً ، هذا كان مراعاتاً لشعور شهناز ، في تلك الليله عمي و زوجته و بناته مع ازواجهن و اطفالهم و خالتي و عمتي فقط أتوا الى القصر و احتفلنا بزواجي.

منصور أخذني الى منزله الذي كان في المزرعه قد بنى هذا المنزل من اجل شهناز و بناءاً على طلبها، و الذي هو ايضاً اصبح منزلي ، لم تكن شهناز في المنزل لقد كانت قد ذهبت مع اولادها مشهد<<مشهد: مدينه من مدن ايران>> كنت اعرف لماذا؟ لقد اخلت المنزل من اجلنا ، اعلم بأن الليله قلب منصور سعيد و بينما قلب شهناز يطفطر من الغيره و الألم ، كان بيتي الصغير مجهزاً بكل ما يلزم و كم كان يختلف عن بيتي السابق كإختلاف الارض السماء ، كان منصور طيباً و حنوناً معي و كان مجنوناً بي، الحاله التي كان فيها تذكرني بماضيي ، كنت احبه و كنت اشفق عليه و لكن كنت بارده و جافه معه و احاول جاهده لكي لا يلاحظ هذا، كنت واقفه امام النافذه وانظر الى الناحيه الاخرى من المنزل الذي كان يخص شهناز، و كان ذلك البناء القسمه الرئيسيه للمنزل و كان منصور جالساً و يتأملني و من ثم قال

ـــ هل تعرفين يا مريم بأن ليس فقط شعركي المنكوش و المنثور على اكتافكي الذي يسحرني و ليس فقط وجهكي الذي بهذا القدر من الجمال، بل كل شئ

ضحكت و قلت

ـــ عندما تكون في الجمع لم تكن حتى تجامل احداً بل تكون بارداً و جدياً، و لا احد يصدق بأن منصور ايضاً يعرف هذا النوع من الكلام. هل تتذكر ليله العيد؟ كم كنت جافاً و جدياً لدرجه انني اردت ان أسألك بماذا تفكر؟ لماذا انت بعيداً عن العالم؟ ماهو الشئ الذي يشغلك و لا يدعك تشارك الاخرين في فرحتهم بالعيد

ـــ هل حقاً كنتي تريدين ان تعلمي؟عندما كنتي تقفزين من على النار عندما كان شعركي منثوراً على اكتافكي ووجهكي الذي قد اصبح احمراً ذلك الوقت عندما لم تعيرني اي اهتمام كنت انظر اليكي و انتي حتى لم ترمقيني ولا حتى بنظره واحده، كنت اعرف بأن في اعماقكي تحبينني و ربما انتي بنفسكي مازلتي لا تعلمين بهذا

ضحكت و قلت

ـــ ما هذا الكلام ؟ انا في تلك الليله حتى لم اكن افكر بك

ـــ إذن لماذا لم تكوني تعيرني اي اهتمام؟ لماذا قفزتي مع الكل من على النار الا انا ؟ لماذا شهرزاد و ليلى كانتا يمازحنني و لكن انتي كنتي تتجاهلينني؟

كان يبتسم و يتكلم بهدوء و كان صوته محكماً و خشناً و يشعرنني بالامان والسكينه، كنت احب هو يتكلم و انا اصغي له و كانت نظراته لي كالبلسم الشافي و يشفي جروح قلبي و كنت اعلم بأنني استطيع الإتكاء و ااعتماد عليه كنت اعلم بأنه سيحميني كان رجلاً يحترم و يقدر زوجته، و مرت الساعات و الايام بقربه كالثواني ، مضى شهراً على زواجنا .



رجعت شهناز و اولادها من المشهد الساعه تقارب العاشره صباحاً و حينها كنت نائمه براحه و هدوء بقرب منصور، لقد ايقظنا صوت صراخ الاطفال ،نهض منصور و ذهب امام النافذه و رأي الاطفال ، ارتدى ملابسه بسرعه و في تلك اللحظه قال

ـــ مريم ارتدى ملابسكي بسرعه ، أتت السيده يجب ان نذهب لزيارتهم
قفزت من على السرير كنت اشعر بالارتباك و ابحث عن ملابسٍ مناسبه لكي ارتديها، لم اكن ماذا افعل و منصور من تكراره السيده، السيده... يفقدني صوابي ،انا لست غبيه كنت اعرف جيداً بما يتوجب علي فعله ، ياليت منصور لم يكرر اوامره لكي لا ارتبك بهذا القدر و مع كل هذا كنت ابتسم و بينما كنت ارتدى حذائي قلت

ـــ حاضر منصور الان سأجهز

و في نفس الوقت كنت احترق غضباً من الداخل، لم اتبرج ، لم اكن اريد الاهتمام بمظهري ، لم يكن له من داعي قال منصور مره اخرى

ـــ حبيبتي مريم اجمعي شعركي ولا تدعيه منثوراً على اكتافك

لم اكن افهم إن كان حقاً يحبني مثل ما يقول ، اذن لماذا يسعى ليكسب قلبها؟

ـــ حاضر منصور

و ابتسمت في وجهه و كنت احاول جمع شعري بينما حضرت خادمه شهناز و ابلغتنا بأن السيده قادمه الى هنا ، كنت للتو انتهيت من جمع شعري انفتح الباب و دخلت إمرأه و كانت ملتفه بعبائتها و من طريقه التفافها بلعبائه عرفت انها شهناز، كان وجهها مغطى تحت العبائه و كانت عيناها فقط ظاهره من تحت العبائه و مع انه آثار المرض كانت واضحه على جفونها مع هذا كان لديها عينان كبيرتان وواسعتان

ـــ سلام

توترت و يبدوا اني لم اربط شعري جيداً و انفتح رباط شعري و قد انتثر مره ثانيه علي اكتافي

ـــ و عليكم السلام، لماذا ازعجتي نفسكي بالحضور، انا اردت الان الحضور اليكي

نظرت الي من رأسي الى رجلي و قالت

OMM Ali
14-12-2005, 01:22 PM
ـــ ماالفرق ؟ انتي عروس جديده و انا المفروض ان أتي اولا لزيارتك

كانت اطول مني ، كانت تقريبا بطول منصور ، جلست على الكرسي و اشعلت النار في المدفئه، كنت اشعر بنظراتها و هي تنظر الي قلت

ـــ سامحيني الان سأتي

كنت امام المراه اجمع شعري ، احضرت خادمتي الشاي و بعض الفواكه و كان منصور قد ذهب لرويه اطفاله ، جلست بجوارها و قلت

ـــ شرفتينا بحضورك يا سيدتي

ـــ حقاً انتي جميله جداً

اخرجت من تحت عبائتها علبه صغيره ووضعتها امامي و قالت

ـــ اقبلي هذه الهديه المتواضعه مني انها هديه زواجك

فتحت العلبه كانت قلاده كانت بهذه الهديه تعلن استسلامها ، اشفقت عليها

ـــ لم يكن له من داعي

فجأتاً ضج المنزل بصراخ الاطفال ابنها وابن اشرف رحمه الله عليها ، قبلت الأثنين وبأمراً منها ابلغت خادمتها بأحضار ناهد،لقد احضروها ووضعوها في حضني ،ارتجف قلبي تمنيت حينها لو تكون لي، تكون إبنتي كم كانت لطيفه ومحبوبه،ذهبوا الأولاد ليناموا وناهد ايضاً نامت على رجلي لقد كانت ناعمه جداً قلت

ـــ انتي محظوظه

ـــ انا محظوظه؟

ـــ اجل لأن لديكي ماشاءالله كل هذا الاطفال الرائعين

نظرت الي و رأيت في نظرتها الحزن ، صمتتو من ثم خلعت عبائتها و قالت

ـــ انظري الي جيداً لكي لا تتحسري

صدمت برويتها، ماذا قد فعل بها المرض! كل وجهها كاملاً و عنقها لا يوجد مكاناً لم يصل اليه المرض و الأسوء من كل شئ هو شعرها و المرء قد يستطيع عده ، الان فهمت جيداً لماذا كان منصور يريدني ان اجمع شعري ، لقد شعرت بالخجل شعرت بأنني انسانه خبيثه خجلت من شعري الكثيف و الطويل، لقد اصبحت تحت تأثير شخصيتها القويه و الحنونه و رأيتها إمراتاً تستحق الاحترام فعلاً ، فجأه شعرت بأنها قد دخلت الى قلبي ، ابتسمت و سألتني

ـــ هل مازلت محظوظه ؟

دون ارادتاً مني قلت

ـــ انا أيضاً عاقر و لا استطيع الانجاب مره اخرى

و تجمعت الدموع في عيني

ـــ اعرف

و صمتت، حينها و بينما كان رأسها في الاسفل قالت

ـــ أتيت لكي اطلب منكي شيئاً ، لا اريدكي ان تسقطيني من عين منصور انا عندي اطفال ، انت ايضاً لن ترضي بأن يصبحوا اطفالي دون والد ، فقط هذا

ـــ لا ، انا لن افعل هذا ، كنت اعرف من البدايه بأن لديكي اطفال وان منصور قصر معكي بشئ فأنا لن اسمح بذلك ، اولاًيجب عليه ان يخرجني من هذا المنزل من ثم بعدها يفعل ما يشاء.



لقد قلت هذا من اعماق قلبي و لم يكن نفاقاً او مجامله ، حتى في حضورها لم اسمح لنفسي ان اخاطب منصور بزوجي لم اكن اريد بأن تشعر بعلاقتنا الحميمه ، لم اكن اريد بأن تعاني ، قالت

ـــ إياكي في لحظه أن تظني في لحظه بأني قد اردت من منصور ان ينام معي ليله بعد ليله فأنا يكفيني إن هناك يوجد رجلاً يحميني و اكتفي بهذا القدر من الاطفال الذي وهبني اياهم الرب و يكفيني اسمه الذي منحني اياه و يكفيني ان يكونوا اولادي تحت حمايته و حبه

ـــ انا لا أرضى بأن يصيب اولادكي مكروهاً ، انا ايضاً كان لدي ولداً

و بدأت الدموع تذرف على وجنتاي قلت لنفسي ،مره اخري ام تتمالكي نفسكي يا مريم ، لماذا؟ و لكن جرحي القديم لا و لن يلتئم ابداً ، قالت

ـــ اعذريني لم اقصد ان اسبب لكي الحزن و هذا من الصباح الباكر

ـــ انتي سببتي لي الحزن؟ لا، انتي لم تفعلي، انا التي جلبت لنفسي هذا الحزن و العذاب و هذه التعاسه و لا يمر علي يوماً و لا انا لا اتندم على هذه الغلطه التي ارتكبتها

نهضت من مكانها و قبلتني على جبيني و قالت لي و بكل حنان

ـــ الكثير يتمنون ان يكونوا مكانكي و انا واحده منهم

و لبست عبائتها و ذهبت. جلست لوحدي قرب النافذه و انظر الى الخارج كنت متعجبه من القدر و لعبته ، لقد نحن الثلاثه نشكل ثلاثياً بالهموم ، كان لدينا كل شئ و لم يكن لدينا شئ، كانت شهناز تريد اطفالاً و رجلاً يحميها و تحمل اسمه و الباقي لا يهمها و منصوريريد إمرأه و زوجه جميله لكي يعوض وجهه زوجته المليئ بالثقوب و انا ... ماذا عني انا؟ كان لدي زوج و لم يكن لدي ، كان لدي اطفالاً و لم يكن لدي ، كان حضوري في هذا البيت ضرورياً و لم يكن ضرورياً، كنا إمراتان و كنا نكمل بعضنا البعض ، كنا سعداء بوجودنا مع بعضنا البعض و لم نكن كذلك،و كنا في نفس اللحظه نتعذب هذا هو قدري و هذا نصيب منصور و شهناز الذي خطاه قلم القدر لنا.


لقد كان منصور يعشق فنون الرسم و العزف على آله العود لقد كان بيتنا مليئاً باللوحات الثمينه و التي تعود لأشهر الرسامين و عندما يكون دوري مع منصور انتظره بكامل زينتي و اناقتي و انثر شعري على اكتافي كما يحب و عندما يدخل كان يناديني : حبيبتي مرمر و انا كنت اموت من الغيره و اقول مع نفسي و هل يا ترى ينادي شهناز ايضاً هكذا و بهذا اللحن و هل يقول لها ايضاً حبيبتي ، كان يناديها امامي بالسيده و انا ايضاً بحضورها يناديني بالسيده و كنت انا استغرب من هذه الغيره و لماذا؟ انا لست مغرمه بمنصور فإذن لماذا اريده لي وحدي ، اريده كاملاً؟ قلبه ، روحه ،اريدهما ومع بعض و كنت لا اريد ان يشاركني به شخصاً اخر و يبقى لي وحدي فقط، كان يجلس و يتأملني لساعات كنت اذهب و أأتي و أمشي و اعمل وهو يظل يتأملني و يقول لي:إياكي ان تقصي شعركي يا مريم ، اتركيه منثوراً على اكتافك،و كل مره يناديني مرمر حبيبتي اتذكر احمد و اعض اصابعي ندماً إن اكن قد ارتكبت هذه الغلطه لم اكن الان السيده الصغيره و لم اكن عاقراً، و كان الان ابناء منصور في احضاني مع اني اشعربأن ابناء منصور كأبنائي تماماً و لكن رغم هذا اشعر بالنقص، وصوتاً في داخلي يقول لي لقد خسرتي جوهره ثمينه.



شيئاً فشيئاً تمضي الأيام والجميع كان يكبر ،الاطفال والكبار قد أصبحو مسنين،مثل والدي .

رن الهاتف وكانت والدتي ،شعرت بأن قلبي قد وقع من مكانه كنت اعلم بأن والدي مريضاً وكنت بإستمرار اذهب لزيارته ولكن في ذلك اليوم قالت لي والدتي وبصوت حزين ان والدي يريد روءيتي ،يريد ورءيه ابنته،وعند وصولنا انا ومنصور الى القصر كانو الجميع هناك،كان والدي قد طلب روءيه بناته للتحدث معهم ،سأل والدي

ـــ ألم تأتي مريم؟

ذهبت الى غرفته ومنصور برفقتي ،قال والدي

ـــ اتيتي يا ابنتي؟

جلست على ركبتاي قرب سريره وقلت

ـــ أجل يا والدي العزيز،كيف حالك؟

ـــ سيئ ياعزيزتي سيئ جداً

بدأ جسمي يرتجف ومتى الدموع سوف تدعني وشأني؟لا أعلم،قلت

ـــ والدي العزيز

ـــ لا تبكي يا ابنتي فالموت حق

ـــ اه لا،انا لا ابك....

جلس منصور بقرب والدي و كانت عيناه حمراء ايضاً من شده البكاء ، امسك بيد والدي و قال

ـــ مرحبا عمي ، كيف حالك؟

قال والدي

ـــ تعيش مئه سنه يا ابني ، اوصيك مريم و انا مرتاح البال لأنك انت ولي امرها، انت تعرف عندما تروجت مريم كم فرحت و ارتحت لذلك

إبتسم منصور إبتسامه حزينه

ـــ ماهذا الكلام يا عمي العزيز
قال والدي

ـــ انصتي لي يا مريم و اسمعيني جيداً، ذلك البيت الذي اشتريته لكي في السابق و الذي جعلتيه بإسمي من اجل طلاقكي قد بعته، و هل اخطأت بذلك؟

تذكرت ولدي و هو مغطى تحت القماش الابيض و في تلك الزوايه من البيت آاااه كم اتمنى لو اقص تلك القطعه من الارض بمقصٍ و احتفظ بها و لكي اضعها في صندوق ذكرياتي ، قلت

ـــ لا انت لم تخطئ لقد فعلت الصواب و حسناً ما فعلت

كان لدى والدي الوكاله التامه لكي يتصرف بكل شئ، قال

ـــ عوضاً عن ذلك لقد اشتريت لكي قطعه ارض و تقارب 500 متراً و لكن في النهايه قد تكون افضل. اريد ان اعرف هل انتي راضيه؟

ـــ انا راضيه يا والدي العزيز و كنت دوماً راضيه

ـــ مريم اوصيكي بأخيكي محمد و قد اوصيت اخواتكي من قبل، محمد يجب ان يتعلم و اذا استلزم الامر بأن يذهب الى اي مكان فليذهب و لا تبخلوا عليه بشئ و يجب أن يتعلم في افضل المدارس و انا اوصيكي انتي به،اول كلامكي انتي ومن بعد كلام والدتكي ،ربما اراد الذهاب الى اروبا للدراسه ووالدتكي بسبب عاطفه الأمومه قد لا توافق على ذهابه ولكن انتي يجب ان تقفي معه وفي كل خطوه يخطيها ،انتي سوف تكوني خليفتي من بعدي هل فهمتي يا مريم؟

قد فهمت يجب أن أعتبر محمد كأبني ،الإبن الذي لا وجود له،كنت من شده البكاء غير قادره على التنفس والكلام قال منصور

ـــ عمي العزيز، اقبلني انا ايضاً ،أعدك عني وعن مريم ،وانت لا تحمل هم هذا الموضوع

قال والدي له

ـــ الله يخليك ولا يحرمنا منك ، لقد ارتاح بالي

صمت ومن ثم شرح لي بخصوص التركه وعن نصيبنا انا ومحمد رضا ،رغم انه قد قام بكتابه الوصيه رسمياً وبحضور المحامي وفي تلك اللحظه قال

ـــ عزيزتي مريم اعرف انكي تذهبين لزياره عصمت خانم و لكن اوصيكي ايضاً بأن لا تقاطعيها و ساعديها هي و ابنها ، هم لا احد لهم

ـــ طبعاً سأذهب يا والدي العزيز ، و حتى إن لم تقل ذلك فأنا لن اتركهما

ضحك و مسح يده علي رأسي و قال

ـــ مازلتي كما انتي و لم تتغيري ، هيا الان انهضي و اذهبي ، اريد ان انام

كانت الدموع لا تدعني و شأني

ـــ إنهضي يا ابنتي ،فأنا للآن مازلت امامكي

نهضت من مكاني، وأرى الذكريات تمر من امام عيني، الليالي التي نقضيها انا ووالدي في قرأه الاشعار، ليله ولاده محمد رضا،يوم عقد قراني وبيت حسن خان واليوم الذي حضر احمد فيه الى القصر من أجل طلاقي وشتائم احمد والشتائم التي كان يشتمني بها وكان يقول لي إبنه الكلب و.... لقد كان يشتم هذا الرجل الشريف،ااااااه..... فجأه تمنيت لو يكون هنا واجنقه بيداي.

انحنيت وبينما كانت يدي في يد والدي سألته

ـــ والدي العزيز؟....

أخذت نفساً عميقاً وقلت

ـــ والدي العزيز...هل انت راضياً مني؟

OMM Ali
14-12-2005, 01:23 PM
ااااه كم تمنيت في تلك اللحظه لو كنت خرساء ولم أطرح سوءالي امتلئت عيناه بالدموع،وشد على يدي وقبلها بكل حراره وكل حنان،يدي،يدي أنا ،أنا التي لم أجلب له سوا الهموم والالام طوال هذه السنين،فارق والدي الحياه و مرى اخرى اظلمت الدنيا امام عيناي.



ما زالت الحياه مستمره وانا لقد كنت مجنونه ،اريد طفلاً و لكن هذا ليس ممكناً ، لماذا دائماً عندما اتمنى شيئاً يصبح مستحيلاً، ذهبت للعلاج و بدأت في العلاج المنزلي كل ما قالوه فعلت ذهبت للمسنين، و المشعوذين و لكن كل هذا لم يجدي نفعاً و كنت على علماً بهذا منذ البدايه ، انا كنت على علمٍ اكثر من الباقيين بالذي جلبته لنفسي ، هل اذهب للأطباء ايضاً ، أعلم بردهم مع كل هذا اخبرت منصور بأنني اريد الذهاب للعلاج و بأنني مصممه ضحك و قال

ـــ حبيبتي مرمر خيراً ما تفعلين

و لكن بدا لي ليس متحمساً و لا مبالياً و قال هذا الكلام فقط لكي يرضيني هو لديه اولاد و ليس ناقصاً مثلي، كنت اعرف جيداً و اتألم من الداخل كثيراً، كانت شهناز على علمٍ بأنني اريد ان العلاج و كان القلق واضحاً في عينيها ،لقد طلبت المساعده من زوج شهرزاد و لقد نصحني بأطباء مختصين في هذا المجال و كنت اذهب و قلقٍ اجلس في انتظار النتيجه و كان قلبي يخفق نفس خفقان ذلك اليوم الذي عندما ذهبت و كنت سعيده بإسقاط جنيني و لكن مع الاسف الشديد الاطباء ايضاً لم يتمكنوا من إسعادي و كان ذهابي لهم بلا فائده ، لم يكن يوجد املاً في تمكني من الانجاب مره اخرى ، لقد عانيت كثيراً بسبب هذه الموضوع و لقد اصبحت مريضه و حساسه و عصبيه و مزاجيه و لكن فقط هذا مع منصور اما البقيه كنت اتمالك نفسي ، فقط و بقرب منصور اذرف الدموع و اتذمر و لقد جعلت ايامه كلها مراره ،في النهايه خفت من انه شيئاً فشيئاً يلجأ الى احضان شهناز.

في نهايه الامر فتحت قلبي لليلى و شكيت لها

ـــ ليلى اكاد ان اموت من الحزن

نظرت الي بحزن و قالت

ـــ لا تفعلي هذا يا مريم ، لا تفلي هذا بنفسك

ارتفع صوتي و بدأت بالصراخ

ـــ ماذا افعل؟ ليس بيدي حيله فأنا اغار من شهناز و اريد منصور لي وحدي فقط ، لي انا فقط، يعيش معي انا...

قاطعتني ليلى و قالت لي و هي تعاتبني

ـــ مريم ، لا تتضايقي من كلامي و لكن انتي قد اصبحتي متطلبه و انانيه و تبحثين عن المشاكل ، لقد اصبحتي مثل والده زوجك ، مثل والده احمد.... فوالدانا لم يربيانا على هذا النحو و لم اعهد هذا التصرف منكي لقد اصبحتي متسلطه و تبحثين عن الاعذار و ترمين بأخطأكي على الاخرين و تحبين تعذيب الابرياء و تغارين من شهناز المسكينه التي تحترمكي و تحبكي و تتألم لأجلكي ، انتي التي من جلب هذه المصيبه لنفسك و عليكي تحملها

انها على حق ، كلامها صحيح ، انها تقول نفس الكلام الذي منذ البدايه مئات المرات قلته لنفسي

سألتها

ـــ إذن ماذا افعل يا ليلى؟ اخبريني ماذا افعل؟

ـــ سافري و غادري طهران، ابتعدي لمده شهرين عن حياتك الزوجيه ، اذهبي الى المشهد ، اذهبي و غيري جو لكي ترتاح نفسيتك و ايضاً تعرفي غلاه منصور عندكي و هو ايضاً يعرف غلاتك.



سألني منصور وبإستغراب

ـــ شهرين؟!...

ـــ اجل ، منصور يجب علي ان اغادر لمده شهرين لكي ترتاح اعصابي و اهدء

ـــ انتي تهدئين؟ انا لا اصدق هذا .انا لم أرى في حياتي مخلوقاً متقلب المزاج اكثر منكي

ضحك و قال

ـــ و هذا الشئ الذي يخيفني



لقد سافرت الى المشهد و رافقتني الدادا ، لقد امضيت الشهرين كله في العباده و الدعاء لربي لكي يشفيني و يرزقني و لو بطفلٍ واحد.

لقد مضى الشهرين بسرعه،لقد هدأت و لم اعد اذرف الدموع في النهايه لقد تقبلت الواقع وفي طريق العوده كنت اتحرق لرويه منصور.


لقد وصلنا الى طهران و الى المنزل و الجميع كان بإستقبالي ، شهناز و اولادها و منصور لم يكن في المنزل عندما وصل الى المنزل كنا جميعاً مجتمعين على المائده في منزل شهناز، لقد كان كالمعتاد بارداً و جدياً و كأنه قد نسى بأنني كنت مسافره، في البدايه القى التحيه على شهناز و بعدها رد التحيه على الاطفال واخيراً التفت الي و انا ايضاً كنت مثله بمنتهى الجديه ، جالسه مكاني ، قال

ـــ الحمدلله على السلامه ، هل استمعتي بالرحله؟



انا ايضاً رسميه جداً في ردي عليه و لكن كنت اعلم بأن خلف هذه البروده و الجد يوجد رجلاً متلهفاً و بمجرد دخولنا الى غرفتنا هذا الرجل البارد ولا مبالي سيتحول الى رجلاً حنوناً و متلهفاً

ذهبت الى غرفتي و غيرت ملابسي و تمددت على الاريكا و بعد مرور دقائق دخل منصور الى الغرفه ، وقف و ظل يحدق بي و كأن يتفرج على تحفهً، مددت يدي ناحيته ، اقترب مني و الشوق ظاهراً في عينيه ، ضمني بحراره و قبلني و قال

ـــ مادمت على قيد الحياه ليس لديكي الحق مره اخرى بالسفر من دوني

بعدها جلس بجواري و بدأ يعزف لي العود قلت له

ـــ منصور، لاحظت بأن ناهد مع مرور الايام تزداد جمالاً

ـــ اجل ، هي تصبح كوالدتها، ووالدتها ايضاً لو لم تكن مصابه بالمرض لكانت إمرأه جميله ، ناهد تشبهها

ـــ اهاااا

و احترقت من الغيره ، قال

ـــ المسكينه لم تكن قبيحه لكن المرض هو السبب و هو يغطي وجهها الى اكتافها

إذن باقي جسمها لم يتشوه بسبب المرض و مازال سليماً ، إذن جسدها جميلاً ، موءكد انه جميل مع هذا الطول و الرشاقه و بياض بشرتها و مشيتها المميزه و فعلاً كانت جميله و رشيقه الجسم و من يراها من الخلف يتمنى ان يرى صاحبه هذا الجسم الرشيق و الجميل، إذن جميله ، قلت

ـــ لكن الا تلاحظ بأنها قد اصبحت ممتلئه الجسم قليلاً

و بلا مبالاه قال

ـــ هي حاملاً مره اخرى

شعرت بأن احدهم ضربني على رأسي بقوه و اشتعلت نارالغيره و الغضب بداخلي ،إذن كل هذا الدعاء و العباده لم يجدي نفعاًو قد ذهب سوداً آااااه ، مره اخرى قد استيقظت خصائل المرأه بداخلي ، رغبتاً في التملك و التسلط ، انا انتظر خفقان القلب الذي في صدر زوجي لكي يخفق من اجلي ، ذلك الانتظار الذي كان ممنوعاً. في اليوم الاول، اكلت الفاكهه ومن ثم طردت من الجنه، ماذا انتظر؟ و لماذا اخدع نفسي؟ الى متى؟ لماذا لا اريد التصديق بأن في حياه منصور شخصاً اخر غيري؟اشعر بأني مثل المرأه التي تتعرض للخيانه لأول مره من زوجها و احاول جاهدتاً ان اتظاهر بالهدوء و ان اضبط مشاعري، لن اخدع نفسي مره اخرى.

ـــ في اي شهر هي؟

ـــ لقد انهت الشهر الثالث

إذن صحيح ، في ذلك الوقت الذي بدأت العلاج فيه ، في تلك اللحظه كان منصور بقربها يضحك علي، في تلك الليالي و الايام التي كنت انا في المشهد و مشغوله بالدعاء و العباده. كانت شهناز في تلك الايام في مرحله الوحام و تتدلل على منصوروكانوا يهزئون بي. قلت

ـــ مبروك

من شدت الغيره و الحسد لم اعد قادره على الكلام ، لا اعرف إن كان منصور لم يلاحظ علي و لا إنه لا يظهر ذلك ، نهضت من مكاني لك اخرج من الغرفه قال

ـــ مرمر تعالي و اجلسي بقربي

ـــ اشعر بالصداع ، منصور سأذهب لأنام

نظر الي بنظره كلها حب و قال لي بعتب

ـــ و ذلك في هذه الليله عندما انا هنا؟

كان يشعر بغضبي و كان يعرف جيداً لماذا، و انا كنت اموت من الغيره، و هل الغيره من خصله من خصائل النساء أم بدأت شيئاً فشيئاً احب منصور؟ و هل هذا معقول؟ أجل، مره اخرى اعشق من جديد، إذن لهذا السبب بدأت اغار مره اخرى.إذن سهر الليالي و انتظاري طوال اليوم شوقاً له لم يكن عاده بل هو الحب، الحب الذي لم اكن اريد الاعتراف و الاقرار به، كنت اخاف،اخاف ان احب و لم اعرف إني قد احببت دون ان اعرف. مازال جسمي الصغير في صراع مع روحي المرهقه، كنت ارتعب من جسدي لأني اراه يغلبني ، بدأ قلبي يدفء من جديد ، بدأ يخفق من جديد، انا التي كنت اتمنى الرحيل من هذه الدنيا، كان الحب من جديد يجرني الى حب الحياه و العيش لأجل من احب و لكن هذه المره مشاعري هادئه ، حبي هادئ و هل استجاب الله لدعائي؟ رجعت الى ناحيه الباب و كان منصور يترجاني و قال

ـــ لا تديري لي ظهرك يا مريم

قلت

ـــ احمد حبيبي ليله واحده لن تصبح الف ليله

و في الحال عضضت على لساني، انصدم من ما قلت ، نظر الي و انا ايضاً كنت انظر اليه و كنت خائفه و من ثم رمى بالعود على الارض ، اقترب مني و امسكني من اكتافي و قال

ـــ انظري الي ، انظري الي جيداً، انا منصور و لست احمد، انا لست ذلك الشخص الذي تحبين، انا هذا الذي اصبحتي اسيرته ، ذلك الذي تتهربين منه.

ترك اكتافي و ذهب ناحيه الباب ووضع يداً واحده على الباب و الاخرى على جبينه و قام بتقليد كلامي و قال

ـــ منصور اطفئ النور، لا تعزف ،اغلق الستائر ، لا تفعل هذاالشئ،لا تضحك بصوتٍ عالي شهناز ستسمع، كل هذا مجرد اعذار يا مريم ، كل هذا اعذار، انتي لا تحبينني انا اعلم بهذا و لكن ماذا افعل لكي تحبينني بنصف ما انا احبك، اريد ان ادفع كل مااملك في سبيل ان تحبينني ، منذ اليوم الذي رفضتيني فيه بسبب حبيبكي احمد و انا عايش في عذاب و أسى و الغيره تحرقني الى هذا اليوم ، انا، و الذي بقولكي بكل هذا العز كنت اتعذب من الغيره و كنت اتمنى لو كنت مكانه ، اخبريني يا مريم ، اخبريني ماذا افعل لكي تحبينني؟ فهذا العذاب ينهش جسمي من الداخل

OMM Ali
14-12-2005, 01:23 PM
كان غاضباً وصوته يرتجف ولكنه لم يكن يصرخ ولم يكن يشتم ولم يكن يضرب ،ولكن انا ايضاً ايضاَ لم أكن هادئه بل كنت ايضاً غاضبه وفقدت أعصابي ،فالمعاناه التي عانيتها و العذاب الذي تعذبته في بيت احمد قد ترك اثر و جرحاً عميقاً في حياتي ، كنت عدائيه ،فهذا يحتاج زمناً لكي أرجع كالسابق ،قلت

ـــ منصور لقد أخطأت،هذا الأسم من دون قصد خرج من فمي ،لقد عشت سته سنوات معه وكنت كل يوم اناديه هكذا ،ليس بالسرور ها بل بحكم الأجبار،لقد تعودت على هذا الأسم والان ايضاً ليس بسبب الرغبه بل بسبب العاده خرج هذا الأسم من فمي ،هل انت تغار؟اذن ماذا عني انا؟الست انسانه؟اليس لدي قلب؟هل انامن حديد؟ زوجتك حاملاً ،بينما أناكنت في المستشفيات اراجع الأطباء، حضرتك كنت مشغولاً مع زوجتك كنت أرى ولا اتكلم،ليس لاني أتذمرو ليس لأنها زوجه سيئه بل هذا فقط من سوء حظي و تعاستي؟ ليس بيدي ،الى متى سأحترق في هذا العذاب و الى متى سأصبر؟ لا استطيع ان أراك بقربها و بغرفتها، انظر الي منصور ما أنا؟ لست الا حثاله في الهواء لا انفع بشي ، ماذا عندي؟أنا احب اطفالك،أنا احب اخي محمد و لكنني لا املك شيئاً من نفسي ، كل يوم اسأل نفسي هذا السوال مريم ماالذي تفعلينه هنا ؟ ماذا تفعلين هنا في وسط هذه العائله لا فرقاً بين وجودي و عدم وجودكي ، اقول لنفسي انتي هنا موضع تسليه و لكن مره اخرى عندما اسمع صوت اقدامك يرتجف قلبي، مره اخرى انتظرك و عندما ارى كتبك و قبعتك و عصائك و ملابسك مرميه على السرير ، اتذكرك و يهداء قلبي و احاول ان ارضي نفسي بنصف وجودك المتعلق بي، في يوماً ما احببت احمد بجنون و لكن الان اشعر بالإشمئزاز منه و من نفسي و من الدنيا كلها، ابداً لن اسمح نفسي على ما فعلت و لكن لا اعلم ربما اسم احمد يرمز الى الحب و العشق ، ربما عندما اقول لك حبيبي احمد فهذا يعني اني احبك ، احبك و ليس لدي سواك ، انا لست مثل شهناز هذه انا اكون ، التي ليس لديها سواك ، انا قد تعلقت بك و اريدك من صميم قلبي، انا لا اكذب، مره اخرى ذلك الشعور الحارق لن يحيى في داخلي ، ياليت يحيى و لكن و لم يحيى لما الان، ماذا تسمي كل هذه الليالي الطويله و الساهره و الحلم بك و رغبتاً بروءياك قبل النوم، اليس هذا هو الحب؟ إذن ماذا هو الحب ؟ قل لي ماذا يعني العشق؟ لماذا لست منصفاً بحقي؟ إن كنت انا لا اظهر شعوري بالغيره لأنني لا اريدك ان تتعذب،كل هذا لأجلك انت فقط لكي تكون مرتاح البال، لكي تكون سعيداً،اليس هذا هو الحب؟ إذن ماذا؟ و عندما تكون غاضباً و ترفع صوت علي و في تلك اللحظه اتمنى لو اكون بقربك و احاول تهدئتك ، اليس هذا حباً ؟ امنحني الفرصه و اشعر بألمي ، كم اتمنى لو استطيع ان احبك كما احببت و بجنون احمد ، و لكن ذلك لم يكن عشقاً بل كان هوساً، منصور، كان هوساً، التي كانت كالصاعقه دمرتني و دمرت كل شئ.

OMM Ali
14-12-2005, 01:24 PM
كان منصور ينظر وهو في حيره من امره و انا ايضاً ابادله النظره دون ان اعي شيئاً ، حينها ادركت ماالذي تفوهت به ، ماذا فعلت؟ الان اتضحت لي فلسفه السته سنوات من العذاب و المعاناه و كنت كالذي يتكلم في النوم قلت

ـــ اجل منصور ، الان فهمت و ادركت ذلك حقاً كان حباً بل كان هوساً

ذهب و جلس على الاريكا لقد كان في كامل هدوءه ،احبه كثيراً، قال لي و بصوت منخفض و هادئ و حزين

ـــ و لكنني انا احبكي مثل ذلك الحب الجنوني الذي كنتي تكنينه لاحمد ، اللعنه عليكي يا مريم ، انظري ماذا فعلتي بي و بنفسك ، هل تعتقدين اني من دونكي سعيداً ، لا يا مريم ، انا اكون سعيداً معكي و بقربكي و هل تعتقدين بأنني راضياً من هذه الحياه و هذا الوضع؟.....

و بيده اشار الى الى المنزل و قال

ـــ في اليوم مئه مره ادعي و اقول يا ليت تصبح مريم حاملاً ، يا ليت لو كل هذا الاطفال يكونون اطفالها، في الليل اغمض عيناي و ابحث عنكي في وجود شهناز، هل تظنين ان هذا الامر سهلاً؟

انا، الانسان المتعلم و الواعي يكونوا لدي زوجتان؟ مع واحده استقبل الضيوف و مع الاخرى اخرج الى الخارج ، اذهب الى المطاعم و الكافتيريا ومن نساء مختلفات يكونوا لدي اطفالاً مختلفين، انتي يا مريم، انتي من جلب لي كل هذا، انتي ايضاً دمرتني يا مريم و لكن مع هذه المصائب التي جلبتها لي و مع قسوتك و تجريحكي لي لا اعلم لماذا مازلت احبكي و بجنون ،عندما اراكي على اتفاق تام مع شهناز، اتمنى لو يكون العكس و تكون شهناز زوجه سيئه و ليست على اتفاق معكي لكي تدفعني الى طلاقها و ارتاح و لكن ماذا افعل فهي بريئه وعاجزه عن أذيت احد، انا لا اعيش معها بدافع الحب بل بدافع الشفقه وهي ايضاً لا تنتظر مني الحب، انا ايضاً اكثر ما يوءلمني إننى اقترب منها بدافع الشفقه و ليس بدافع الرغبه و انتي ايضاً لا تعذبيني اكثر و لا تزيدي من تعاستي

صمت و من ثم نهض من مكانه و كان يتمشى في الغرفه و كان غارقاً في افكاره و كأنه يريد قول شيئاً و لا يعرف من أين يبدأ و في النهايه التفت الي و قال:
هل تتذكرين كم كنتي قاسيه وبلا رحمه عندما قلتي لي انكي لا تريدينني؟ و فضلتي ذلك النجار علي؟ و هل تعلمين ماذا فعلتي بحياتي؟ لا، كنتي فقط تفكرين بنفسكي و كنتي انتي الأهم و رغبتكي الجنونيه ،كنت اتمنى لو حينها كان لدي الحق بأن اشبعكي ضرباً أو اضمكي الى صدري و هل تعرفين بأني في ذلك اليوم ركبت فوق الحصان و ذهبت الى البعيد حتى تجف دموعي و لم اكن اريد الرجوع الى البيت ذهبت الى المشهد وامضيت هناك يومين ، ذهبت الى مكاناً اكون غريباً و لكي لا احد يسألني ماذا بك و من ماذا تشكو؟ لقد كسرتي غروري و جرحتي كبريائي هل تعرفين إنّ شهرين بعد زواجكي قضيتهم في المزرعه وحيداً و اعاني ، اياماً كنت اتظاهر بالامبالاه و اذهب لزياره والدتي لأتجنب الاسئله و الأجوبه و لكي لا ارى وجه والدي الحزين و في الليل ارجع الى المزرعه و كل هذا الطريق الطويل اعبره مشياً على الاقدام و اجلس لوحدي في المزرعه و اعزف على العود و بعض الاحيان ، ووالد شهناز احياناً عندما يرى انوار المنزل مضائه يأتي من المزرعه المجاوره و يجلس معي و نتحدث أو انا اذهب الى منزلهم، كان رجلاً فاضلاً لم يسألني ماالذي يحزنني و يضيق صدري و لكن كان دائماً يتفلسف و يقول كلاماً يريحني شيئاً فشيئاً بدأت ارتاح بصحبته كان يريد التخفيف عني كان يريد ان يقول لي فألمك انت ليس بألماً ، فالألم هذا و الحزن يعني هذا ، يعني الفتاه التي هي كالورده المتفتحه و تصاب في الثانيه عشر من عمرها بالمرض، ووالداها في اليوم مئه مره يطلبون من ربهم موتها وموتهم ، فالألم يعني هذا، لن اقول البقيه و الحمدلله على كل حال،شهناز لم تكن تخفي وجهها عني و لم يكن يخطر على بالها بأني سأطلب منها الزواج، كانت تأتي و تذهب و تنظر الي بشفقه دون ان تعلم ماالذي يحزنني و فجأه انا ايضاً لم اكن اعرف ماذا حدث او كيف قد طلبت يد شهناز من والدها ، ربما قلت لنفسي بما إني انا اصبحت تعيساً فلماذا لا اسعد شخصاً اخراً ، ربما بهذا كنت اريد الانتقام منكي و من نفسي ، و عاندت الجميع و اغلقت عيناي و قررت الزواج بها و لم اكن ابالي لا بمعارضه والدي و لا والدتي و في النهايه دمكي ايضاً يجري في عروقي و لكن حالي انا كان اسوء من حالكي ، لا تعرفين في الليالي عندما اكون بقرب شهناز اموت من الغيره لمجرد ان اتصور بأنكي انتي في منزل ذلك النجار و نائمه بقربه ، كم من مره اقفز من النوم و اعاني، اللعنه عليكي يا مريم لماذا تجعلينني ابوح لكي بكل هذه الأشياء؟ هل تريدين تحطيمي؟

جلس على الاريكا و بداء ينظر الى الاسفل جلست بقربه لكي انظر في عينيه و لم يرفع رأسه،سألته

ـــ منصورهل تضايقت مني؟

لم يرد علي، لم اتمالك نفسي و قلت

ـــ لقد افرغت ما بقلبي لكي اخفف عن نفسي ، عزيزي منصور دعني اقول لك عن ما يعذبني لكي ارتاح و الا سأموت من الحزن

و بينما كنت ابكي سألته

ـــ الا تريد النظر الي؟

ـــ لا، لا اريد روءيه دموعكي

و بينما كانت الدموع تذرف ن عيني ابتسمت له و قلت

ـــ الان ماذا؟ الان انا اضحك

ضحك و قال

ـــ احبكي هكذا


رأيت في المناك بأني اركض من المنزل الى الدكان احمد،كنت محجبه و لم اكن، كنت ابكي و لم اكن، كنت اشعر بأن احدهم يراقبني و لم يكن احداً. وصلت الى دكان احمد و انا اتنفس بسرعه كان الوقت غروباً ، يبدوا انه كان ربيعاً ، كنت اشم رائحه الورود، احمد كان واقفاً و مديراً ظهره الي ، قلت لنفسي الحمدلله ، هل رأيتي إن كل هذا كان حلماً فأنا لم اتزوج بعد من احمد و قريباً كنا نريد الزواج و كل الذي حدث كان كابوساً و كابوساً مريعاً، كان احمد واقفاً هناك، كان بريئاً و مظلوماً و غافلاً عن كل شئ و بصوتٍ منخفض ناديته: احمد....

و كان صوتي شبيهاً بالنفس الذي يخرج من صدري ، نفساً عميقاً و طويلاً ، التفت الي و اتجه نحوي ، لم يكن احمد بل كان منصور، اقترب مني و مدّ يده نحوي بشوقاً قال: كوثر هل أتيتي ؟ تعالي ، اقتربي . و بعدها قفزت و انا مفزوعه من النوم و رأيت الواقع و كل شئ كان كما كان و قبلت بالواقع كما هو،قبلت منصور،وقبلت بوضعي وتقبلت حمل شهناز وهذا هو كان الواقع بأنّ انا كنت كوثر الذي شيئاً فشيئاً احببت منصور وهذا هو قدر الذي كتب على جبيني.


لقد بعنا قصر والدي وبعد ثلاث سنوات سافر محمد رضا الى اروبا للدراسه،وإشترينا منزلاً صغيراً لتسكن والدتي فيه مع الدادا الذي قد اصبحت مسنه ،بعد محمدرضا ابن منصور الاكبر سافر الى انجلترا ،ابن اشرف خانم رحمها الله لقد كان يملك طباع والدته مستهتراً ولم يكمل دراسته وهدر كل امواله واموال والدته،كان يرى والده قلق على مستقبله .لكنه لم يكن يبالي شيئاً فشيئاً بدأت تسوء و تتدهور صحه شهناز لقد اوصتني على ابنائها و قالت

ـــ مريم اعتني بناهد جيداً و كوني لها اماً من بعدي و الاولاد الثلاثه فهم رجال و لا يخشى عليهم و لكن ناهد مازالت شابه صغيره و بعد كم سنه ستتزوج و ذلك من دون والده...

ـــ شهناز خانم ماهذا الكلام الذي تتفوهين به؟ انتي بخير الحمدلله

ـــ لا ، لقد مضى على هذا الكلام.... ارجوكي يا مريم كوني كالأم لناهد عندما تتزوج

ـــ هل تريدين الصدق ، اتمنى لو إنّ ناهد تتزوج بأخي محمد لا اعرف إن كنتي موافقه على هذا أم لا؟

سكتت للحظه و فكرت ومن ثم قلت انا

ـــ هل انتي موافقه؟

ـــ إن هي ارادت ذلك .. إن هي ارادت ذلك

و بعدها امسكت بيدي و كانت تترجاني و قالت

ـــ عزيزتي مريم ، ليس رغماً عنها ، ارشديها لكن لا ترغميها على مالا تريد، انا اريد منكي هذا لأني اعرف بأن منصور يحب كل ما انتي تحبين أنا اخشى لا سمح الله ومن أجل ارضائكي يرغمها بالزواج بمحمد رضا و في النهايه منصور يحبكي و لا يرفض لكي طلباً

ضحكت و قلت

ـــ اولاً ناهد ليست من البنات اللواتي يرغمن على مالا يردن و ايضاً لقد مضى على هذا الكلام و ثانياً منصور لا يحبني انا و لا انتي ، الذي اعرفه إنّ منصور يحب إمرأه واحده في هذه الدنيا و هي ناهد و انتي ارتاحي و لا تحملي هماً بهذا الخصوص ناهد ابنتي مثل ما هي ابنتك

إبتسمت و هداءت.


مره اخرى لقد اوصيت ، انا كنت و منصور، انا كنت و الاولاد و البيت الكبير، الاولاد بعد موت والدتهم قد تعلقوا بي كثيراً و على ما يبدوا كانوا يخشون أن يفقدونني انا ايضاً.

لقد تقدم الكثير لطلب يد ناهد و انا كنت اقول رأيي بهم و بصراحه و بعد ذلك اقول لها: اذهبي و اجلسي مع والدكي و قرري. هي لم تكن تعلم بما يجري بداخلي الى ان تقول رفضها ، ارتاح و اهدء، رجع اخي محمد من اروبا و ذهبنا لروءيته في منزل والدتي لقد كانت ناهد حينها تبلغ من العمر عشرون عاماً و كانت بكامل أناقتها و كان شعرها منثوراً على اكتافها ، كم كانت جميله و كم كنت اتمنى لأخي محمد بأن يتزوج بفتاه كهذه الفتاه ، اخذني محمد جانباً و قال

ـــ من تكون هذه يا اختي؟

ـــ هذه ناهد

ـــ اهاااا ؟! وهل هي تلك الفتاه المدللــه و المغروره؟

ـــ ماهذه التفاهات ، هي صح مدللــه و لكن ليست مغروره ، هل تعلم بأن الكثيرين قد تقدموا لطلب يدها؟إذن بسرعه تقدم لطلب يدها قبل ان يسبقك شخصاً اخر


أتى الذي سوف يحدد فيه مهر ناهد و انا كنت والده العروس و انا التي حددت المهر و كيف يكون الزواج

ـــ يجب ان تجعل نصيبك من المزرعه بإسم ناهد

قالت ليلى و بينما كانت تمزح

ـــ وااا ؟!! اختي هل انتي مع العروس أم مع العريس

قالت لي ناهد

ـــ انا اعتقد بأن المهر لا يجلب السعاده

أنا ايضاً لا اعتقد و لكن كنت مسئوله . التفت الى ليلى و قلت

ـــ أنا مع الاثنين يا اختي و لكن إن كانت ناهد ابنتي و سأزوجها لشاباً كأخي محمد سأزوجها له من دون ان اطلب شيئاً منه، و لكن انا الان مسئوله عنها و كل ما افعله لأجلها اقول لنفسي لو كانت والدتها موجوده لفعلت الافضل و ربما والدتها الان ليست راضيه و ربما انا قصرت بشئ و أن لم تريدوا لمحمد ان يجعل نصيبه من المزرعه بإسمها ، انا التي سأجعل نصيبي من المزرعه بإسمها.

سكت الجميع و كان منصور يبتسم لي و كانت ناهد جالسه بقربي و الله هو العالم كم تمنيت لو كانت ناهد ابنتي و ابنه منصور،والله هو العالم كم انا نادمه و اتحسر على ما مضى.

لقد تزوجت ناهد و ذهبت. بقينا انا و منصور و ابنه الصغير ، كان منصور بقربي دائماً، لقد كان سنداً لي و كان بإستمرار يقول لي

ـــ هل تذهبين لزياره حسن خان و عصمت خانم وأين هادي ؟ و ماذا يعمل؟

هادي لقد اصبح مديراً عاماً

OMM Ali
14-12-2005, 01:25 PM
حياتنا الدافئه و المليئه بالحب لم تدوم اكثر من سبع سنوات ، انا اصبحت صاحبه عائله صغيره و دافئه، كنت سعيده و راضيه من حياتي ، شيئاً فشيئاً بدأت انسى الماضي و لكن الدنيا لم تجعل الماء العذب بأن يمر من عنقي . كل شئ فد بداء بآآآخ ، قفز منصور من النوم و هو يتألم اااخ

سألته و انا مفزوعه و خائفه

ـــ ماذا حصل؟

ـــ لا شئ ربما قد اصبت بالزكام

في الحقيقه لم يكن زكاماً بل السرطان ، شيئاً فشيئاً بدأت عوارض المرض تظهر عليه و انا كنت متوتره جداً و لا اعرف ماذا افعل الان بدأت اعرف من يكون منصور بالنسبه لي، كان المرض يقضي عليه شيئاً فشيئاً و كلما اصبح ضعيفاً و هزيلاً احبه اكثرواكثر، لقد اصطحبته الى امهر الاطباء و الى افضل المستشفيات ولكن كل هذا لم يجدي نفعاً اردت اصطحابه الى اروبا للعلاج و لكن قالوا لا فائده من ذلك لقد تأخر الوقت على ذلك ، كنت اراه مدداً على سريره و لقد اصبح جلداً و عظماً و لونه اصفر و رغم كل هذا اريده و احبه و اتذكر حياتي الماضيه معه ، كنت اتذكر نظراته السارقه لي في العيد، كنت اتذكر اللحظات السعيده التي امضيتها بقربه . الحياه السعيده التي بحثت عنها و التي شيئاً فشيئاً بدأت كالماء تتسرب من بين اصابعي و تذهب، كنت احاول الإحتفاظ به و لكن لم اعد قادره على ذلك ، لم اكن اريد فقدانه ، لم اعد افهم نفسي لقد اصبحت كالمجنونه هل هذا هو العشق؟ إن لم يكن هو إذن ماذا يكون هذا؟ كان يقول
مريم، لا تدعيني و تذهبي ابقي بقربي و حدثيني و انثري شعركي على اكتافكي ، اريد لروءيتك بكامل زينتك و اريد ان اشبع ناظري بروءياكي يا حبيبتي دعيني اتأملكي الى ان اشبع و عندما ارحل لتكن صورتكي مطبوعه في عيناي

كنت اترجاه و اقول له

ـــ ما هذا الكلام يا منصور ، انت لن ترحل الى اي مكان

ـــ اتمنى ذلك لكن لا استطيع ، ليس بيدي حيله ، قد حان وقت رحيلي و انا ايضاً لا اصدق و ارفض التصديق


كان زوج شهرزاد يأتي بإستمرار لزيارته و الإطمئنان على صحته ،كانت حرارته مرتفعه و كان بحاله سيئه ، لقد كان يتألم و يتصبب عرقاً و كانت يدي في يده و كان يواسيني و يهدوءني قلت

ـــ منصور الله وحده العالم كم انا نادمه و كم تمنيت في ذلك اليوم في المزرعه لو اخذتني و بالضرب و بالقوه و رغماً عني و تزوجتني

إبتسم لي و كان الارهاق واضحاً على وجهه و قال

ـــ المرء يجب ان يكون نذلاً و لا رحمه لديه لكي يضربكي انتي

كان قلبي ينزف و يتقطع ألماً و بعدها اضاف

ـــ أنا قلق على ولدي إن لم أكن أنا لا اعرف ماذا سيحل به؟

ـــ إذن أنا ماذا هنا؟الم اكن مكان والدته طوال هذه السنين؟و لم اتعب واسهر عليه ، هل قصرت بشئ ولا تفكر إنه كان من أجلك بل لأني انا أيضاً احبه و عندما يجلس بقربي اشعر بأنه ولدي و انا والدته الحقيقيه و عندما يتأخر ساعه خارج المنزل يجن جنوني

ـــ اعرف هذا يا مريم و لكن انتي مازلتي شابه و يجب ان تتزوجي و انا لا أعارض ومع اني قد اموت من الغيره...

قاطعته و نهضت من مكاني و احضرت القرآن و قلت له

ـــ اقسم بهذا القران الكريم إني لن اتزوج من بعدك ابداً ، فليرتاح بالك و اقسم ايضاً إني ساكون لإبنك الوالده و الوالد ، هذا لأجلك انت و لأجلي انا، احمد ربك بأني لم ارزق بالاطفال، كن راضياً ولدك سيكون لي ، الله وهبني اياه مكان ابني

تنهد من الحسره و اغلق عيناه و لقد كان ضعيفاً جداً و قال

ـــ الله وحده يعلم كم اتمنى لو كان هذا الولد منكي و ليس هذا فقط بل كل ابنائي

ـــ هذا جزائي ولكن عوضاً من هذا أنا لقد سرقت اطفالك

ضحك وقال

ـــ الله يلعنكي يا مريم

ـــ لقد لعنني،لقدلعنني،كيف يلعنني اكثر؟

انحنيت وقبلت جبينه وشفاه الساخنتان


قالو لأجل سلامته يجب أن تنذري،يجب أن تبيعي شيئاً عزيزاً وغالياً عليكي وتوزعي نقوده على الفقراء،ذهبت و احضرت العقد الذي هو اعطاني اياه لكي ابيعه و بالرغم من معارضه الجميع ، بعته ووزعت نقوده على الفقراء و لكن كل هذا لم يجدي نفعاً، كان قدره محتوماً.

كانت يدي في يده و كانت عيناه في عيني و كان يناديني عندما فارق الحياه.

ااااااه اصبحت وحيده ، فجأه احسست بالظلام الحالك قد خيم على حياتي لقد رحل و تركني، تركني وحيده في هذا العالم ، لقد رحل من كان يعطيني الامان، لقد رحل من كان يمسح دموعي

الان قد فهمت ما معنى الوحده و كنت احاول و ابذل قصار جهدي لكي لا اجعل ابنه يشعر بالوحده ، لقد اصبحت له الأم و الأب . لقد احترق قلبي حسرتاً و حزناً على رحيل منصور ذلك الذي منحني الحياه و الامان ، ذلك الذي احبني بصدق المشاعر ، ااااه كم هي ظالمه هذه الدنيا.


محمد و ناهد لم يسمحا لي بالبقاء و العيش وحدي، لقداصبح مكانه فارغاً في حياتي التي لم تعد لها معنى و لا طعم من بعده.و للآن مازلت احتفظ بعوده الذي كان يعزف عليه في زاويه من زوايا غرفتي و كل ليله أتأمله و اتذكر الماضي عندما يقع نظري عليه و كأنه مازال يعزف عليه و يبتسم لي و يقول: اللعنه عليكي يا مريم. كم كانت نظراته حنونه و مهدئه و ذكرياته كانت تمنحني الهدوء و السكينه.




~¤¦¦§¦¦¤~ النهــا يــة ~¤¦¦§¦¦¤~

بدور
14-12-2005, 08:36 PM
تسلمين أختي OMM Ali

اشكرك على نقل هذه القصه

حلووووووووووووووه وحزينه ودموووووعي كل شوي تنزل

بدايتها الى نهايتها حزن تكفين شاركي بقصص من هالنوعيه

لالالالالالاتتأخرين بليززززززز انا بانتظار مشاركاتك

ويعطيك العافيه حبيبتي

OMM Ali
15-12-2005, 02:16 PM
شكرا اختي بدور على مرورك على القصه وانتظري مني مزيد من القصص

بدور
15-12-2005, 03:34 PM
شكرا اختي بدور على مرورك على القصه وانتظري مني مزيد من القصص



تسلمين حبوبه ويعطيج العافيه وانا بانتظار مشاركاتج