ليــث قطر
05-01-2009, 11:45 PM
أحداث غزة .. والطابور الخامس
بقلم/ ليــث قطر
تسعة أيام مضت منذ بدء العدوان البربري الصهيوني على قطاع غزة الصامد، هذا العدوان الذي شن بتواطؤ عربي ودولي لم يسبق له مثيل يهدف إلى إسقاط نظام إسلامي قام في القطاع، وقد تابعت بدقة ردود الأفعال الصادرة من مختلف الشخصيات والأصعدة السياسية والدينية والشعبية، ومما أثلج صدري هو موقف مشايخنا السلفيين، فقد عبر الشيخ ناصر بن سليمان العمر عن الموقف السلفي الحقيقي في مقابلته مع قناة الجزيرة، فنقده الصريح لجميع المتواطئين كقناة العربية ومن خلفها التيار العلماني الذي أخذ يبارك العمليات الصهيونية إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتطرق الشيخ كذلك للجعجعة الفارسية – كما أسماها- من حزب اللات الرافضي الذي أخذ يروج لحزبه عن طريق الخطب الرنانة، أيضاً نقد الشيخ الصريح للحكام العرب كلها مواقف تعكس وجهة النظر السلفية الحقيقية التي يجب أن تقال.
في هذا المقال لا أود أن أتحدث عن الصهاينة أو عن حلفائهم الخارجيين كالأمريكان والأوروبيين أو مجلس الأمن الظالم، فهؤلاء هم أعدائنا منذ الأزل، وعداوتهم للإسلام ولكل ما هو إسلامي هي عداوة واضحة جلية، ما أريد الحديث عنه اليوم هو الطابور الخامس الذي يبارك ويتحالف مع العدو الصهيوني بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وهذا الطابور خطره اليوم على الأمة أشد من خطر اليهود والنصارى، فعدو الخارج الذي يواجهنا وجهاً لوجه أرحم من عدو الداخل الذي يطعننا من ظهورنا ، وسيعلم القارئ مدى اتفاق الكثير من الأفكار والتيارات على محاربة الإسلام، وربما تكون المواقف التي سأستعرضها لا تعبر عن آراء سياسية ذات ثقل، أو ربما لا تكون لها مخططات منظمة للوقوف مع الصهاينة، لكنني سأستعرضها وأترك الحكم للقارئ الكريم:
1- الطابور العلماني:
أخذ هذا التيار بالشماتة من حركة حماس، بل سارع إلى تحميلها مسؤولية ما حدث، بحجة أن الحركة تريد السيطرة على الحكم حتى لو ضحت بشعب أعزل، وما فتئت قنواتهم تزيد الحطب على النار، وعلى رأسها قناة العبرية اليهودية الهوى –تعبير الشيخ ناصر العمر- التي قامت بتخذيل المسلمين والفلسطينيين أولاً، وتصف الشهداء الذي سقطوا في القصف بالقتلى، وعندما سئل عبدالرحمن الراشد –كبيرهم الذي علمهم السحر- أجاب: أنا لا أستطيع منح الشهادة لأحد ! جواب جميل لكن ما يناقضه وصف جميع من قتل من مراسلي العربية في العراق بالشهداء ! فالعربية تقول: الشهيدة أطوار بهجت، فعبدالرحمن الراشد منح صك الشهادة لمراسلة قناته وناقض كلامه السابق، كذلك تتجاهل القناة بشكل واضح ردود الفعل العربية والإسلامية، والمظاهرات والمسيرات المليونية التي جابت عواصم العالم الإسلامي بل والغربي كلها تندد ما يفعله الصهاينة من جرائم.
أما الخبر الذي لفت نظري شخصياً فهو تقرير نشرته العبرية على موقعها يقول: أن نسبة الإنهيار النفسي لدى سكان غزة بلغ 100%، في محاولة مفضوحة لبث اليأس في أنفس الفلسطينيين وإشاعته لدى عموم المسلمين في العالم العربي، وهذا الخبر لا يخلو عندي من إحتمالين لا ثالث لهما:
-أن يكون الخبر مكذوباً بالكلية: وهذا هو الراجح، فتقارير القنوات النزيهة كالجزيرة والأقصى والمجد والقدس وغيرها تظهر إرتفاع كبير في الحالة النفسية لدى الفلسطينيين، بل أكاد أجزم أنها ربما المرة الأولى التي أرى الشعب الفلسطيني يشعر أنه يجاهد في سبيل الله مع إيمان صادق بوعد الله، وهذا بلا شك يرفع الحالة النفسية إلى أقصاها.
-أن يكون الخبر صحيحاً: وإن كان كذلك فليس هناك أي مصلحة في نشره، فربما يبدأ اليأس يدب في نفوس المجاهدين، وعلى الجانب الآخر التقارير والدلائل كلها تشير إلى إنهيار الحالة النفسية لدى الجانب الآخر من المعادلة، فالصهاينة اليوم في قمة الضغط النفسي جراء صواريخ المقاومة التي تسقط عليهم، وعدد كبير منهم اليوم يختبئ في الملاجئ.
2- الطابور الرافضي:
وجد الرافضة أحداث غزة فرصة عظيمة لهم للبدء في الترويج لأحزابهم السياسية وعلى رأسها حزب اللات الذي يقوم زعيمه حسن نصرالله بالترويج اليومي لحزبه وأنه يقف مع المقاومة في محاولة بائسة لتلميع صورة الحزب التي اهتزت بعد أحداث العراق، وتورط الرافضة في إعدام الرئيس العراقي صدام حسين غفر الله له، وبالإضافة للترويج السياسي بدأ الحزب بالترويج للتشيع في هذه الأحداث من خلال محاولة تشبيه الأحداث بالظلم الذي تعرض له الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في عاشوراء !!
لكنها جعجعة ! فلم يرسل الحزب صاروخاً واحداً لشمال إسرائيل كما فعل في السابق عندما كان يدير حرباً بأجندة إيرانية واضحة، أما اليوم فالحرب سنية إسلامية فلِمَ يتورط الرافضة في حرب مع الصهاينة للدفاع عن النواصب !
3- طابور عملاء فلسطين:
وعلى رأسهم حركة فتح الخائنة، فبجولة سريعة في منتديات ومواقع الحركة، اتضح لي جلياً مدى العداوة التي يكنها هؤلاء القوم لإخوانهم في حركة حماس، بل المصيبة عندما نقلوا أخبار عن استشهاد عدد من القياديين وعلى رأسهم المجاهد الشيخ الدكتور/ نزار ريان – رحمه الله – بدأوا يتشمتون وأخذوا يذكرون ما أسموه ماضيه السيء ! رغم أنه كان معتقلاً في سجون السلطة !! بل تواقحوا إلى أبعد من ذلك وأخذوا يكيلون السب واللعن والطعن في الأعراض لجميع قادة الحركة الأحياء منهم والأموات ! ليتضح لنا جلياً أن هناك منافقون في فلسطين أشد من منافقي المدينة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على الجميع تصريحات قيادات الحركة في تحميل حماس مسؤولية ما يحدث وعلى رأسهم نمر حماد مستشار الرئيس عباس الذي سارع بعد الهجوم بسويعات قليلة جداً إلى تحميل حماس المسؤولية ! ولا يخفى على الجميع التقارير التي تشير إلى تورط قيادات الحركة بالتواطؤ مع إسرائيل وعلى رأسهم محمد دحلان الذي قال محللون أنه هو الرأس المدبر للهجوم الإسرائيلي بل هو الذي دل إسرائيل على المواقع التي يتواجد بها أعضاء الحركة وأبطال كتائب القسام !!
4- طابور الحكام العرب:
أما هؤلاء فقد تطوروا كثيراً عن السابق، فبعد أن كانوا يقيمون المؤتمرات الهزيلة والتي كانوا يتفننون بها شجباً وإستنكاراً، تطوروا اليوم إلى الخلف بتخليهم حتى عن عقد هذه المؤتمرات !! وتحولوا من لغة الشجب والإستنكار إلى لغة الصمت المطبق إلى الوقوف الواضح المفضوح مع الصهاينة، ولا أدل على ذلك موقف القيادات المصرية الباسلة !
فالرئيس حسني مبارك يتهم حركة حماس بمحاولة السيطرة على معبر رفح، ويقول ان الأرض محتلة فمن حق إسرائيل أن تراقب المعبر ، فربما كانت هناك أسلحة تهرب !!!!
فحسني اليوم أصبح صمام أمان للحدود الإسرائيلية، وأصبح اليهود اليوم مطمئنون تماماً لحدودهم مع مصر، فرجلهم الأول حسني مبارك يحمي الحدود ويذود عن اليهود !
أما تصريحات أبوالغيط وزير الخارجية المصري بعد ساعات الهجوم الاولى وتحميله حركة حماس كامل المسؤولية عن الأحداث بل وقوله أن حركة حماس أطلقت ستين صاروخاً على إسرائيل – قالها مع استعظامه لهذا الحدث ! – وكأنه يحزن ويستنكر وبشدة سقوط صواريخ حماس على اليهود، وفوق ذلك كله يقول مسؤولو حماس أن السلطات المصرية كانت قد أبلغت الحركة بأن إسرائيل لن توجه ضربة للقطاع، وبعد أقل من 24 ساعة من التطمينات المصرية بدأ سلاح الجو الصهيوني بقصف القطاع، في تواطؤ لم يشهد له العالم مثيل، فإسرائيل والحكام العرب وحركة فتح الفلسطينية! والعالم بأسره شركاء في الجريمة الإنسانية التي تحدث اليوم بغزة !!
5- الطابور الجامي:
لم أتخيل يوماً أن من يدعون الإنتماء إلى منهج السلف أن يكونوا شركاء في الشماتة بإخوانهم في فلسطين، وفي التكالب الفلسطيني العربي الدولي على حركة حماس !
ففي جولة سريعة بشبكة سحاب السلفية –زعموا سلفيتها- نرى مدى الشماتة والسخافة من كتاب الشبكة فأحدهم يقول وبكل وقاحة:
يبدو أن حركة حماس لا تقرأ أذكار الصباح والمساء لذلك ابتلاهم الله بالهجوم !!!!
بالله عليكم هل يقول هذا مسلم ! بل هل يقول هذا من كان في قلبه مثقال ذرة من رحمة !
في غمرة الهجوم الصهيوني يأتي هذا ليتشمت بالمجاهدين !
وفي موضوع بأحد المنتديات يقول : مفتي المملكة يدعو أئمة المساجد للقنوت لنصرة إخوانهم في غزة ..
فإذا برد جامي تافه يعكس مدى سخافة تفكير صاحبه يقول:
(لابئس! ولكن لاننسى الدعاء على من كان السبب في تهييج الوحش!!
أرجو أن يكون هناك نصيب من دعائك على حماس ليفكنا الله من شرهم!! وجنونهم!!
فكل مايحصل في غزة نتاج حماس وعقلانيتهم
الإخوان المسلمين هذا نتاجكم!!فانظروا ماذا فعلتم)
وفي شبكة سحاب ينقل أحدهم مقولة للأمير نايف –قدس الله سره- يقول: "لكني أقولها من دون تردد : أن مشكلاتنا و إفرازاتنا كلها - و سمها كما شئت- جاءت من الإخوان المسلمين "
وينقلون عن شيخهم أحمد النجمي – غفر الله له:
"صدق -حفظه الله- و ما سبب دمار غزة و قتلاها الآن إلا هؤلاء الحمقى ، الذين يلعب بهم اليهود ؛ كلما أرادوا سفك الدماء ، وجدوا المفلسين سببهم "الرسمي" لذلك
اللهم اخسف باليهود الأرض و دمر أبدانهم ، و كف عنا شر الإخوان و امْحُ أثرهم من الأرض ، و كن لإخواننا عونا و نصيرا ، يا رب العالمين "
لا أدري ما فائدة هذه النقولات في ظل الأزمة !!
عموماً فليقذف المقاومة من يقذف ، فالمبشرات والله كثيرة بل أعيد وأكرر إنها المرة الأولى التي أرى الأمة كلها تتحد للجهاد في سبيل الله عزوجل –نحسبهم كذلك والله حسيبهم- فهم لا يقاتلون لعلمانية ولا لقومية ولا لشيوعية بل يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى !
ومن المبشرات الشهداء الذين سقطوا وهم يرفعون السبابة لله عزوجل وحده، والجرحى الذين يرددون وهم في قمة آلامهم (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، واللقاءات التلفزيونية مع رجال ونساء وأطفال غزة تبشر بكل خير، فهم موقنون بنصر الله عزوجل ولا يعولون على مجلس أمن ولا قمة عربية ولا حكام عرب !
اللهم يا ذا الجلال والعزة ، أنقذ وأنصر المؤمنين المجاهدين في غزة ،،
اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وتقبل شهداءهم وشافي جرحاهم يا رب العالمين ،،
*ستلاحظون وجود نقولات حرفية في المقال دون أن أشير إلى المصدر، وذلك لتعدد المصادر والعجلة في النقل.
بقلم/ ليــث قطر
تسعة أيام مضت منذ بدء العدوان البربري الصهيوني على قطاع غزة الصامد، هذا العدوان الذي شن بتواطؤ عربي ودولي لم يسبق له مثيل يهدف إلى إسقاط نظام إسلامي قام في القطاع، وقد تابعت بدقة ردود الأفعال الصادرة من مختلف الشخصيات والأصعدة السياسية والدينية والشعبية، ومما أثلج صدري هو موقف مشايخنا السلفيين، فقد عبر الشيخ ناصر بن سليمان العمر عن الموقف السلفي الحقيقي في مقابلته مع قناة الجزيرة، فنقده الصريح لجميع المتواطئين كقناة العربية ومن خلفها التيار العلماني الذي أخذ يبارك العمليات الصهيونية إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتطرق الشيخ كذلك للجعجعة الفارسية – كما أسماها- من حزب اللات الرافضي الذي أخذ يروج لحزبه عن طريق الخطب الرنانة، أيضاً نقد الشيخ الصريح للحكام العرب كلها مواقف تعكس وجهة النظر السلفية الحقيقية التي يجب أن تقال.
في هذا المقال لا أود أن أتحدث عن الصهاينة أو عن حلفائهم الخارجيين كالأمريكان والأوروبيين أو مجلس الأمن الظالم، فهؤلاء هم أعدائنا منذ الأزل، وعداوتهم للإسلام ولكل ما هو إسلامي هي عداوة واضحة جلية، ما أريد الحديث عنه اليوم هو الطابور الخامس الذي يبارك ويتحالف مع العدو الصهيوني بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وهذا الطابور خطره اليوم على الأمة أشد من خطر اليهود والنصارى، فعدو الخارج الذي يواجهنا وجهاً لوجه أرحم من عدو الداخل الذي يطعننا من ظهورنا ، وسيعلم القارئ مدى اتفاق الكثير من الأفكار والتيارات على محاربة الإسلام، وربما تكون المواقف التي سأستعرضها لا تعبر عن آراء سياسية ذات ثقل، أو ربما لا تكون لها مخططات منظمة للوقوف مع الصهاينة، لكنني سأستعرضها وأترك الحكم للقارئ الكريم:
1- الطابور العلماني:
أخذ هذا التيار بالشماتة من حركة حماس، بل سارع إلى تحميلها مسؤولية ما حدث، بحجة أن الحركة تريد السيطرة على الحكم حتى لو ضحت بشعب أعزل، وما فتئت قنواتهم تزيد الحطب على النار، وعلى رأسها قناة العبرية اليهودية الهوى –تعبير الشيخ ناصر العمر- التي قامت بتخذيل المسلمين والفلسطينيين أولاً، وتصف الشهداء الذي سقطوا في القصف بالقتلى، وعندما سئل عبدالرحمن الراشد –كبيرهم الذي علمهم السحر- أجاب: أنا لا أستطيع منح الشهادة لأحد ! جواب جميل لكن ما يناقضه وصف جميع من قتل من مراسلي العربية في العراق بالشهداء ! فالعربية تقول: الشهيدة أطوار بهجت، فعبدالرحمن الراشد منح صك الشهادة لمراسلة قناته وناقض كلامه السابق، كذلك تتجاهل القناة بشكل واضح ردود الفعل العربية والإسلامية، والمظاهرات والمسيرات المليونية التي جابت عواصم العالم الإسلامي بل والغربي كلها تندد ما يفعله الصهاينة من جرائم.
أما الخبر الذي لفت نظري شخصياً فهو تقرير نشرته العبرية على موقعها يقول: أن نسبة الإنهيار النفسي لدى سكان غزة بلغ 100%، في محاولة مفضوحة لبث اليأس في أنفس الفلسطينيين وإشاعته لدى عموم المسلمين في العالم العربي، وهذا الخبر لا يخلو عندي من إحتمالين لا ثالث لهما:
-أن يكون الخبر مكذوباً بالكلية: وهذا هو الراجح، فتقارير القنوات النزيهة كالجزيرة والأقصى والمجد والقدس وغيرها تظهر إرتفاع كبير في الحالة النفسية لدى الفلسطينيين، بل أكاد أجزم أنها ربما المرة الأولى التي أرى الشعب الفلسطيني يشعر أنه يجاهد في سبيل الله مع إيمان صادق بوعد الله، وهذا بلا شك يرفع الحالة النفسية إلى أقصاها.
-أن يكون الخبر صحيحاً: وإن كان كذلك فليس هناك أي مصلحة في نشره، فربما يبدأ اليأس يدب في نفوس المجاهدين، وعلى الجانب الآخر التقارير والدلائل كلها تشير إلى إنهيار الحالة النفسية لدى الجانب الآخر من المعادلة، فالصهاينة اليوم في قمة الضغط النفسي جراء صواريخ المقاومة التي تسقط عليهم، وعدد كبير منهم اليوم يختبئ في الملاجئ.
2- الطابور الرافضي:
وجد الرافضة أحداث غزة فرصة عظيمة لهم للبدء في الترويج لأحزابهم السياسية وعلى رأسها حزب اللات الذي يقوم زعيمه حسن نصرالله بالترويج اليومي لحزبه وأنه يقف مع المقاومة في محاولة بائسة لتلميع صورة الحزب التي اهتزت بعد أحداث العراق، وتورط الرافضة في إعدام الرئيس العراقي صدام حسين غفر الله له، وبالإضافة للترويج السياسي بدأ الحزب بالترويج للتشيع في هذه الأحداث من خلال محاولة تشبيه الأحداث بالظلم الذي تعرض له الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في عاشوراء !!
لكنها جعجعة ! فلم يرسل الحزب صاروخاً واحداً لشمال إسرائيل كما فعل في السابق عندما كان يدير حرباً بأجندة إيرانية واضحة، أما اليوم فالحرب سنية إسلامية فلِمَ يتورط الرافضة في حرب مع الصهاينة للدفاع عن النواصب !
3- طابور عملاء فلسطين:
وعلى رأسهم حركة فتح الخائنة، فبجولة سريعة في منتديات ومواقع الحركة، اتضح لي جلياً مدى العداوة التي يكنها هؤلاء القوم لإخوانهم في حركة حماس، بل المصيبة عندما نقلوا أخبار عن استشهاد عدد من القياديين وعلى رأسهم المجاهد الشيخ الدكتور/ نزار ريان – رحمه الله – بدأوا يتشمتون وأخذوا يذكرون ما أسموه ماضيه السيء ! رغم أنه كان معتقلاً في سجون السلطة !! بل تواقحوا إلى أبعد من ذلك وأخذوا يكيلون السب واللعن والطعن في الأعراض لجميع قادة الحركة الأحياء منهم والأموات ! ليتضح لنا جلياً أن هناك منافقون في فلسطين أشد من منافقي المدينة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على الجميع تصريحات قيادات الحركة في تحميل حماس مسؤولية ما يحدث وعلى رأسهم نمر حماد مستشار الرئيس عباس الذي سارع بعد الهجوم بسويعات قليلة جداً إلى تحميل حماس المسؤولية ! ولا يخفى على الجميع التقارير التي تشير إلى تورط قيادات الحركة بالتواطؤ مع إسرائيل وعلى رأسهم محمد دحلان الذي قال محللون أنه هو الرأس المدبر للهجوم الإسرائيلي بل هو الذي دل إسرائيل على المواقع التي يتواجد بها أعضاء الحركة وأبطال كتائب القسام !!
4- طابور الحكام العرب:
أما هؤلاء فقد تطوروا كثيراً عن السابق، فبعد أن كانوا يقيمون المؤتمرات الهزيلة والتي كانوا يتفننون بها شجباً وإستنكاراً، تطوروا اليوم إلى الخلف بتخليهم حتى عن عقد هذه المؤتمرات !! وتحولوا من لغة الشجب والإستنكار إلى لغة الصمت المطبق إلى الوقوف الواضح المفضوح مع الصهاينة، ولا أدل على ذلك موقف القيادات المصرية الباسلة !
فالرئيس حسني مبارك يتهم حركة حماس بمحاولة السيطرة على معبر رفح، ويقول ان الأرض محتلة فمن حق إسرائيل أن تراقب المعبر ، فربما كانت هناك أسلحة تهرب !!!!
فحسني اليوم أصبح صمام أمان للحدود الإسرائيلية، وأصبح اليهود اليوم مطمئنون تماماً لحدودهم مع مصر، فرجلهم الأول حسني مبارك يحمي الحدود ويذود عن اليهود !
أما تصريحات أبوالغيط وزير الخارجية المصري بعد ساعات الهجوم الاولى وتحميله حركة حماس كامل المسؤولية عن الأحداث بل وقوله أن حركة حماس أطلقت ستين صاروخاً على إسرائيل – قالها مع استعظامه لهذا الحدث ! – وكأنه يحزن ويستنكر وبشدة سقوط صواريخ حماس على اليهود، وفوق ذلك كله يقول مسؤولو حماس أن السلطات المصرية كانت قد أبلغت الحركة بأن إسرائيل لن توجه ضربة للقطاع، وبعد أقل من 24 ساعة من التطمينات المصرية بدأ سلاح الجو الصهيوني بقصف القطاع، في تواطؤ لم يشهد له العالم مثيل، فإسرائيل والحكام العرب وحركة فتح الفلسطينية! والعالم بأسره شركاء في الجريمة الإنسانية التي تحدث اليوم بغزة !!
5- الطابور الجامي:
لم أتخيل يوماً أن من يدعون الإنتماء إلى منهج السلف أن يكونوا شركاء في الشماتة بإخوانهم في فلسطين، وفي التكالب الفلسطيني العربي الدولي على حركة حماس !
ففي جولة سريعة بشبكة سحاب السلفية –زعموا سلفيتها- نرى مدى الشماتة والسخافة من كتاب الشبكة فأحدهم يقول وبكل وقاحة:
يبدو أن حركة حماس لا تقرأ أذكار الصباح والمساء لذلك ابتلاهم الله بالهجوم !!!!
بالله عليكم هل يقول هذا مسلم ! بل هل يقول هذا من كان في قلبه مثقال ذرة من رحمة !
في غمرة الهجوم الصهيوني يأتي هذا ليتشمت بالمجاهدين !
وفي موضوع بأحد المنتديات يقول : مفتي المملكة يدعو أئمة المساجد للقنوت لنصرة إخوانهم في غزة ..
فإذا برد جامي تافه يعكس مدى سخافة تفكير صاحبه يقول:
(لابئس! ولكن لاننسى الدعاء على من كان السبب في تهييج الوحش!!
أرجو أن يكون هناك نصيب من دعائك على حماس ليفكنا الله من شرهم!! وجنونهم!!
فكل مايحصل في غزة نتاج حماس وعقلانيتهم
الإخوان المسلمين هذا نتاجكم!!فانظروا ماذا فعلتم)
وفي شبكة سحاب ينقل أحدهم مقولة للأمير نايف –قدس الله سره- يقول: "لكني أقولها من دون تردد : أن مشكلاتنا و إفرازاتنا كلها - و سمها كما شئت- جاءت من الإخوان المسلمين "
وينقلون عن شيخهم أحمد النجمي – غفر الله له:
"صدق -حفظه الله- و ما سبب دمار غزة و قتلاها الآن إلا هؤلاء الحمقى ، الذين يلعب بهم اليهود ؛ كلما أرادوا سفك الدماء ، وجدوا المفلسين سببهم "الرسمي" لذلك
اللهم اخسف باليهود الأرض و دمر أبدانهم ، و كف عنا شر الإخوان و امْحُ أثرهم من الأرض ، و كن لإخواننا عونا و نصيرا ، يا رب العالمين "
لا أدري ما فائدة هذه النقولات في ظل الأزمة !!
عموماً فليقذف المقاومة من يقذف ، فالمبشرات والله كثيرة بل أعيد وأكرر إنها المرة الأولى التي أرى الأمة كلها تتحد للجهاد في سبيل الله عزوجل –نحسبهم كذلك والله حسيبهم- فهم لا يقاتلون لعلمانية ولا لقومية ولا لشيوعية بل يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى !
ومن المبشرات الشهداء الذين سقطوا وهم يرفعون السبابة لله عزوجل وحده، والجرحى الذين يرددون وهم في قمة آلامهم (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، واللقاءات التلفزيونية مع رجال ونساء وأطفال غزة تبشر بكل خير، فهم موقنون بنصر الله عزوجل ولا يعولون على مجلس أمن ولا قمة عربية ولا حكام عرب !
اللهم يا ذا الجلال والعزة ، أنقذ وأنصر المؤمنين المجاهدين في غزة ،،
اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وتقبل شهداءهم وشافي جرحاهم يا رب العالمين ،،
*ستلاحظون وجود نقولات حرفية في المقال دون أن أشير إلى المصدر، وذلك لتعدد المصادر والعجلة في النقل.