المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية خروف عربي شجاع



بورصجية
06-01-2009, 10:20 AM
في زاوية قصصية .. وبعيدا عن أعين الاعلام
كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه
منتظرا وصول أول خروف عربي من الزريبة المجاورة للمسلخ. في تلك اللحظة كانت الخراف في الزريبة تعيش وتاكل وتشرب وكأنها قد جاءت الى تلك الزريبة بضمان الخلود .
دخل الجزار فجأة الى وسط الزريبة فأدركت الخرفان بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة. وقع الاختيار على احد الخراف وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الزريبة، ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وذو قرنين قويين وقد شعر برهبة الحدث وجبن الموقف وهو يقاد الى الموت فنسي الوصية رقم واحد من دستور القطيع "وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور" وكان قد سمعها قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة وكانت الوصية تقول :- حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويعرض حياتك وحياة افراد القطيع للخطر. قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي لاينطلي حتى على قطيع الخنازير فكيف بنا نحن الخراف ونحن أشرف وأطهر؟ فاذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف فلا أعتقد انها ستضرني، فما جاء بنا هذا الجزار الى هذه الزريبة الا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا بعد الاخر فمقاومتي قد تفيد ولكنها بلا شك لن تضر. انتفظ ذلك الكبش انتفاظة الاسد وفاجأ الجزار واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع حيث نجح في الافلات من الموت الذي كان ينتظره. لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا فالزريبة مكتظة بالخراف ولاداعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب. فأمسك الجزار بخروف اخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة وكان الخروف الاخير مسالما مستسلما ولم يبد اية مقاومة الا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع. نال ذلك الخروف اعجاب جميع الخرفان في الزريبة وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو يقول: بسم الله والله أكبر

خيم الصمت على الجميع وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الزريبة. ولكنهم سرعان ماعادوا الى اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفضون أي فكرة لمقاومة ذلك المصير. وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحدا بعد الاخر.

وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد اذا وجد خروفا هادئا مطيعا فانه يأخذ معه خروفا اخر وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر في المرة الواحدة حتى وصل به الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة او اكثر لتسيرخلف هذا الخروف الى المسلخ وهو يقول : انها فعلا خراف تستحق الاحترام.

كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها وخوفا من أن تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيدا ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم مايمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ثم يقوم بسدحها وذبحها والاحياء منها تشاهد من سبقت اليهم سكين الجزار.

في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت واخراج بقية القطيع معه كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره ولم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب. وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة فلم يكد يصدق عينيه صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون خوفا من أن يكتشف الجزار ماحدث. وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع في انتظار قرارهم الاخير. تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بانفسهم من سكين الجزار وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع.

في صباح اليوم التالي جاء الجزار الى الزريبة ليكمل عمله فكانت المفاجأة مذهلة سياج الزريبة مكسور ولكن القطيع موجود داخل الزريبة و لم يهرب منه أحد ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفا ميتا وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث.

صاح الجزار انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس .

نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف "الارهابي" الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر.

كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء قائلا:

ايها القطيع كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل معكم ايها الخراف الجميلة لدي خبر سعيد سيسركم جميعا وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظيرأنا وبداية من هذا الصباح لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة كما كنت أفعل من قبل فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم وان ذلك يجرح كرامتكم كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ فاذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ فليأت واحد بعد الاخر وتجنبوا التزاحم على ابواب المسلخ وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم لا للمقاومة.

في الختام ... مجرد سؤال بسيط : هل الخرفان أصلها عربي ؟؟

الى متى سنظل خراف (العرب) ونضحي بفلسطين لنعيش بسلام مع الجزار (اسرائيل)

روميت
06-01-2009, 10:30 AM
الى متى سنظل خراف (العرب) ونضحي بفلسطين لنعيش بسلام مع الجزار (اسرائيل)



الجواب.........

(باختصار ومن غير فلسفة )
.

.

.



إن تنصروا الله ينصركم .

لا يغيـر الله ما بقـوم حتى يغيـروا ما بأنفسـهم .

بورصجية
06-01-2009, 11:50 AM
الجواب.........

(باختصار ومن غير فلسفة )
.

.

.



إن تنصروا الله ينصركم .

لا يغيـر الله ما بقـوم حتى يغيـروا ما بأنفسـهم .

فعلا
كلامك صحيح 100%
شاكرة المرور
دمتى كما تحبي

وتبقى الدنيا حلوه
06-01-2009, 11:54 AM
تسلم اخوووي

و بالفعل إن تنصروا الله ينصركم .

لا يغيـر الله ما بقـوم حتى يغيـروا ما بأنفسـهم .

بورصجية
06-01-2009, 11:55 AM
تسلم اخوووي

و بالفعل إن تنصروا الله ينصركم .

لا يغيـر الله ما بقـوم حتى يغيـروا ما بأنفسـهم .

على فكرة انا اختك موش اخوكي :shy:
وفعلا لازم نبتدي بانفسنا ومحدش يقول ماليش دعوة

شاكرة المرور مع احترامي