طبشور
07-01-2009, 02:11 PM
بقلم : ريم يوسف الحرمي ..
منذ ان ابتدأ العدوان الإسرائيلي على غزة وسقوط أكثر من 500 شهيد وأكثر من 2000 جريح والادارة الأمريكية الحالية في حالة صمت ، وعندما خرجت الادارة الأمريكية عن صمتها بادر الرئيس الامريكي جورج بوش بالتنديد بحماس بوصفها هي المسؤولة عن ما يجري الآن في غزة من عمليات عسكرية إسرائيلية وقتل للشعب الفلسطيني.
اما الادارة الأمريكية المقبلة التي سوف يتسلم أوباما مهامها رسمياً ابتداءً من العشرين من يناير الجاري فأيضاً هي الاخرى لم تخرج عن صمتها ولم تدل ببيان واحد لتدين الاعتداء الإسرائيلي على غزة او تنادي (بضبط النفس) او حتى تدين حماس كما فعلت الادارة الأمريكية الحالية ذلك وكما جرت العادة بوقوف الولايات المتحدة جنباً الى جنب في صف إسرائيل ، واستخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو في الامم المتحدة ضد اي قرار يصدره مجلس الامن يدين إسرائيل او يظهرها بمظهر (غير لائق) !
هل صمت الادارة الأمريكية المقبلة يعد نذير شؤوم لهؤلاء الذين عقدوا جميع آمالهم وعلقوها على الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما؟
كما هو معروف ان الرئيس المنتخب سوف يواجه مشاكل وصعوبات كثيرة لعل ابرزها قضية الحرب الأمريكية على العراق ، والمعتقلون في غوانتانامو والمشاكل الاقتصادية التي تعصف بقطاعات كثيرة مثل العقارات والسيارات وبالاخص جنرال موتورز بالاضافة الى فقدان الكثيرين من وظائفهم تلك الأزمة التي تلقي بظلالها لم تشهدها الولايات المتحدة منذ الخمسينيات او ما يعرف بالكساد الكبير ، ناهيك عن ترسبات والتراكمات من ادارة بوش الحالية التي يجب ان تتعامل معها ادارة أوباما المقبلة.
ومن ناحية اخرى وفي السياق ذاته ، نددت الدول الاوروبية (على استحياء) بما يقوم به الجيش الإسرائيلي من عمليات عسكرية وشددت على وقفه ، بينما موقف تركيا كان هو الابرز والاكثر مفاجأة على الصعيدين الحكومي والشعبي والظهور الرسمي لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردغان وتعنيفه للهجوم الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة وخطورته على العلاقات التركية -الإسرائيلية ناهيك عن استقالة البرلمانيين الاتراك من لجنة الصداقة التركية-الاسرئيلية احتجاجاً على العدوان الاسرئيلي ، وايضاً فالشارع التركي تظاهر بالآلاف للتنديد بالعمليات الوحشية الإسرائيلية وهو ما لم يحدث من قبل !
اما من الناحية العربية فنرى ان بعض الحكومات العربية لا تستطيع حتى الاتفاق على مكان انعقاد القمة العربية الطارئة ، وموقف احدى الدول العربية ورئيس وزرائها الذي (مازال يلمح) الى امكانية اتخاذ اجراءات دبلوماسية على حد قوله تجاه إسرائيل الى هنا والموقف السياسي الحكومي العربي هو نفسه وهو الذي اعتدنا عليه فالكل يلقي باللوم على الآخر انه هو السبب فيما يحصل وفيما حصل وفيما قد يحصل في المستقبل فتتشابك الدول مع بعضها بعضا وينسون القضية الاساسية والمهمة الا وهي العدوان الإسرائيلي على غزة ، ثم تأتي المفاجأة الكبرى وموقف مصر وحسني مبارك وأبو الغيط برفضهم فتح معبر رفح لأسباب واهية ومبرارت لا قانونية وتخلو من الشرعية ، او الانسانية ، فقد اكد الجانب المصري ضرورة وجود مراقبين دوليين ليتم فتح المعبر، هؤلاء المراقبون أنفسهم لم يعلقوا على فتح المعبر بعد، ذلك المعبر الذي يعول عليه الكثيرون لوصول الامدادات الانسانية والطبية وغيرها الى غزة واهلها.
تلك كانت نظرة على موقف بعض الحكومات العربية والعالمية ، أما أمين مجلس الأمن بان كي مون الذي وقف هو الآخر موقفاً مخزياً ولم يدن الاعتداءات الإسرائيلية فعلى ما يبدو لن يتحرك مجلس الامن ازاء غزة وها نحن ندخل في الاسبوع الثاني من الاعتداءات الاسرئيلية .
وبالعودة الى الولايات المتحدة فكما هو واضح أن صمت أوباما قد اقلق الكثيرين ممن كانوا متفائلين به بأنه سوف ينتهج منهاجاً غير بوش ازاء إسرائيل او على الاقل ألا يقف مكتوف اليدين ومكمم الفم!
يبدو ان السياسة الأمريكية تجاه الشرق الاوسط لن تتغير كثيراً هذا ان تغيرت اصلاً ، فمازال هنالك الكثير مما تعاني منه الولايات المتحدة وحينها لن تلتفت الى مصالح (الآخرين) الا من رأت فيه مصلحتها ، على ما يبدو ليس فقط العرب هم من ينتظرون حل النزاع القائم بين فلسطين وإسرائيل والاجتياح الإسرائيلي على غزة ، فهنالك شخص يدعى يوري أفنيري وهو داعية سلام إسرائيلي ويعتبر من مؤسسي حركة السلام الإسرائيلية التي ناهضت قيام دولة إسرائيلية ، سُئل أفنيري في عيد ميلاده الذي تجاوز الثمانين عن أمنيته فأجاب قائلاً: انه يتمنى بأن ترزق إسرائيل أوباما ، ليحقق السلام مع الفلسطينيين ، ما لبث أن قال امنيته تلك حتى اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة وقتلت اهلها بوحشية ، وظل أوباما يتفرج دون ان يعلق على ما اراده البعض بأن يعلق عليه ويندد به مثلما فعل في تفجيرات بومباي !
على ما يبدو ان لا الولايات المتحدة، او الاتحاد الاوروربي ، او مجلس الامن او دعاة السلام سوف يحركون ساكناً ازاء الوضع المتردي في غزة ويجب ألا ننتظر منهم ذلك ، فلقد واقولها بكل اسف (خذلتنا) دول عربية ، او على الاقل ظننتها لبرهة بأنها عربية ، فلا نتوقع من أوباما او سولانا او غيرهما بأن يبذلوا جهداً لمحاربة إسرائيل وانصاف الشعب الفلسطيني المنكوب في غزة ، ألا تعتقدون بأنه ليس من العدل ان نطلب المساعدة من الغير وبالأخص الحكومة الأمريكية بينما لا تستطيع الدول العربية مساعدة بعضها بعضا لمواجهة العدوان الإسرائيلي وتوحيد كلمة و(فعل) الصف العربي ؟!
وفي النهاية نسأل الله عز وجل ان يرحم الشهداء وينصر اخواننا في فلسطين على العدو إن شاء الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://shots.ikbis.com/image/122143/screen/630X700.jpg
منذ ان ابتدأ العدوان الإسرائيلي على غزة وسقوط أكثر من 500 شهيد وأكثر من 2000 جريح والادارة الأمريكية الحالية في حالة صمت ، وعندما خرجت الادارة الأمريكية عن صمتها بادر الرئيس الامريكي جورج بوش بالتنديد بحماس بوصفها هي المسؤولة عن ما يجري الآن في غزة من عمليات عسكرية إسرائيلية وقتل للشعب الفلسطيني.
اما الادارة الأمريكية المقبلة التي سوف يتسلم أوباما مهامها رسمياً ابتداءً من العشرين من يناير الجاري فأيضاً هي الاخرى لم تخرج عن صمتها ولم تدل ببيان واحد لتدين الاعتداء الإسرائيلي على غزة او تنادي (بضبط النفس) او حتى تدين حماس كما فعلت الادارة الأمريكية الحالية ذلك وكما جرت العادة بوقوف الولايات المتحدة جنباً الى جنب في صف إسرائيل ، واستخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو في الامم المتحدة ضد اي قرار يصدره مجلس الامن يدين إسرائيل او يظهرها بمظهر (غير لائق) !
هل صمت الادارة الأمريكية المقبلة يعد نذير شؤوم لهؤلاء الذين عقدوا جميع آمالهم وعلقوها على الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما؟
كما هو معروف ان الرئيس المنتخب سوف يواجه مشاكل وصعوبات كثيرة لعل ابرزها قضية الحرب الأمريكية على العراق ، والمعتقلون في غوانتانامو والمشاكل الاقتصادية التي تعصف بقطاعات كثيرة مثل العقارات والسيارات وبالاخص جنرال موتورز بالاضافة الى فقدان الكثيرين من وظائفهم تلك الأزمة التي تلقي بظلالها لم تشهدها الولايات المتحدة منذ الخمسينيات او ما يعرف بالكساد الكبير ، ناهيك عن ترسبات والتراكمات من ادارة بوش الحالية التي يجب ان تتعامل معها ادارة أوباما المقبلة.
ومن ناحية اخرى وفي السياق ذاته ، نددت الدول الاوروبية (على استحياء) بما يقوم به الجيش الإسرائيلي من عمليات عسكرية وشددت على وقفه ، بينما موقف تركيا كان هو الابرز والاكثر مفاجأة على الصعيدين الحكومي والشعبي والظهور الرسمي لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردغان وتعنيفه للهجوم الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة وخطورته على العلاقات التركية -الإسرائيلية ناهيك عن استقالة البرلمانيين الاتراك من لجنة الصداقة التركية-الاسرئيلية احتجاجاً على العدوان الاسرئيلي ، وايضاً فالشارع التركي تظاهر بالآلاف للتنديد بالعمليات الوحشية الإسرائيلية وهو ما لم يحدث من قبل !
اما من الناحية العربية فنرى ان بعض الحكومات العربية لا تستطيع حتى الاتفاق على مكان انعقاد القمة العربية الطارئة ، وموقف احدى الدول العربية ورئيس وزرائها الذي (مازال يلمح) الى امكانية اتخاذ اجراءات دبلوماسية على حد قوله تجاه إسرائيل الى هنا والموقف السياسي الحكومي العربي هو نفسه وهو الذي اعتدنا عليه فالكل يلقي باللوم على الآخر انه هو السبب فيما يحصل وفيما حصل وفيما قد يحصل في المستقبل فتتشابك الدول مع بعضها بعضا وينسون القضية الاساسية والمهمة الا وهي العدوان الإسرائيلي على غزة ، ثم تأتي المفاجأة الكبرى وموقف مصر وحسني مبارك وأبو الغيط برفضهم فتح معبر رفح لأسباب واهية ومبرارت لا قانونية وتخلو من الشرعية ، او الانسانية ، فقد اكد الجانب المصري ضرورة وجود مراقبين دوليين ليتم فتح المعبر، هؤلاء المراقبون أنفسهم لم يعلقوا على فتح المعبر بعد، ذلك المعبر الذي يعول عليه الكثيرون لوصول الامدادات الانسانية والطبية وغيرها الى غزة واهلها.
تلك كانت نظرة على موقف بعض الحكومات العربية والعالمية ، أما أمين مجلس الأمن بان كي مون الذي وقف هو الآخر موقفاً مخزياً ولم يدن الاعتداءات الإسرائيلية فعلى ما يبدو لن يتحرك مجلس الامن ازاء غزة وها نحن ندخل في الاسبوع الثاني من الاعتداءات الاسرئيلية .
وبالعودة الى الولايات المتحدة فكما هو واضح أن صمت أوباما قد اقلق الكثيرين ممن كانوا متفائلين به بأنه سوف ينتهج منهاجاً غير بوش ازاء إسرائيل او على الاقل ألا يقف مكتوف اليدين ومكمم الفم!
يبدو ان السياسة الأمريكية تجاه الشرق الاوسط لن تتغير كثيراً هذا ان تغيرت اصلاً ، فمازال هنالك الكثير مما تعاني منه الولايات المتحدة وحينها لن تلتفت الى مصالح (الآخرين) الا من رأت فيه مصلحتها ، على ما يبدو ليس فقط العرب هم من ينتظرون حل النزاع القائم بين فلسطين وإسرائيل والاجتياح الإسرائيلي على غزة ، فهنالك شخص يدعى يوري أفنيري وهو داعية سلام إسرائيلي ويعتبر من مؤسسي حركة السلام الإسرائيلية التي ناهضت قيام دولة إسرائيلية ، سُئل أفنيري في عيد ميلاده الذي تجاوز الثمانين عن أمنيته فأجاب قائلاً: انه يتمنى بأن ترزق إسرائيل أوباما ، ليحقق السلام مع الفلسطينيين ، ما لبث أن قال امنيته تلك حتى اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة وقتلت اهلها بوحشية ، وظل أوباما يتفرج دون ان يعلق على ما اراده البعض بأن يعلق عليه ويندد به مثلما فعل في تفجيرات بومباي !
على ما يبدو ان لا الولايات المتحدة، او الاتحاد الاوروربي ، او مجلس الامن او دعاة السلام سوف يحركون ساكناً ازاء الوضع المتردي في غزة ويجب ألا ننتظر منهم ذلك ، فلقد واقولها بكل اسف (خذلتنا) دول عربية ، او على الاقل ظننتها لبرهة بأنها عربية ، فلا نتوقع من أوباما او سولانا او غيرهما بأن يبذلوا جهداً لمحاربة إسرائيل وانصاف الشعب الفلسطيني المنكوب في غزة ، ألا تعتقدون بأنه ليس من العدل ان نطلب المساعدة من الغير وبالأخص الحكومة الأمريكية بينما لا تستطيع الدول العربية مساعدة بعضها بعضا لمواجهة العدوان الإسرائيلي وتوحيد كلمة و(فعل) الصف العربي ؟!
وفي النهاية نسأل الله عز وجل ان يرحم الشهداء وينصر اخواننا في فلسطين على العدو إن شاء الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://shots.ikbis.com/image/122143/screen/630X700.jpg