المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال رائع عن فن الحوار ..مع المنصوري!!



ميعاد
07-01-2009, 03:21 PM
جريدة الشرق / الخميس 7/1/2009م


فن و أداب الحوار


في الآونة الأخيرة طلعت علينا بعض القنوات والبرامج التي تكاد إن تكون برامج فوضوية وتفتقر إلى مقومات النقاش الهادف الذي يخرج منها المشاهد بمعلومة مفيدة فتجدهم في صياح وسب وبعيد عن روح التحاور الفكري البناء.ونفس الكلام ينطبق على بعض المنتديات التي يكون فيها النقاش بصوره مفتوحة وبدون ضوابط أو رقيب لا يمكن إن تصل إلى نقطه معينة .ولكن يجب إن نتذكر أن أدب الحوار ليست مجموعة من الحيل التي يستطيع الفرد من خلالها التغلب علي غيره وإنما هي أخلاق كريمة ومهارات تحكم لغة التعامل الراقي بين الناس .

وللحوار آداب كثيرة بالمحاورة أن أللم بها فهو الطريق المختصر الذي يسلكه المحاور لكسب الآخرين والتأثير فيهم وإقناعهم بما تؤمن به وتقوله ولقد أعطي القران الكريم أهمية عظمي للحوار لما له من دور كبير في نشر هذا الدين وان الدين قائم على الحوار والحجة وهناك الكثير من الآيات الكريمة التي تحثنا على حسن الحوار وطرق الحوار الهادفة التي تصل بأخر الحديث إلى أهدافه التي يرجوها المحاور . فقال الله عز وجل:( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: من الآية83). وأيضاً قولة تعالى ( وجدلهم بالتي هي أحسن ) [سورة النحل : 125: 128] فهذا دستورنا وديننا الحنيف يدفعنا إلى التفكر في الآيات الكريمة السابقة لما لها من سحر وحلاوة في فن التعامل مع الآخرين.
والرسول صلي اله علية وسلم مدرسنا وقدوتنا قد بين لنا كيف تكون من خلال الحوار داعي إلى هذا الدين ومرغب فيه بالأخلاق وآداب الحوار يكون المحاور قد حقق أهداف كثيرة أولها إيصال إن الإسلام دين يدعوا إلى الحوار والمناقشة كم قال رسول الله (( الحكمة ضالة المؤمن أيمنا وجدها فهو أحق الناس بها ))
ونقتبس من كلام الإمام الشافعي رحمة الله ( ما كلمت أحداً قط ولم أبال بين الله الحق على لساني أو لسانه) وكما قال أبو حامد الغزالي من كتاب إحياء علوم الدين (أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين إن تظهر الضالة وعلى يده أو على يد من يعاونه ويري رفيقة معيناً لا خصماً ويشكره إذا عرفة الخطأ وأظهر له الحق)
وكما نعرف إن البشر يميلون إلى من يجذبهم بحلاوة الكلام واختيار الكلمات المناسبة دون مشقة في التركيز إنما ينساب الحديث ويصب في أذني المتلقي بدون العناء إلى الإصغاء له والابتعاد عن الغضب هي محاولة إفساد دعوي الخصم قبل إبراز البراهين على صحة قولة .وعندما أتى رجل لنبي صلي الله علية وسلم فقال : أوصني قال ((لا تغضب )) فردد ذلك مراراً لعلمه إن الغضب لا يوصل إلى قناع الآخرين وهذي من أسباب فشل الحوار وانحرافه عن مساره الصحيح
وليكن في معلوك آخى القارئ إن هناك من الآداب ما لا يمكن إن نشرحها كتابتاً ولكن ممكن إن نوصلها أليك لفظاً وقد تكون بالإشارة ولا يمكن إن تكون بالعبارة
وحقيقة لابد إن تعرفها إن ما تريده من محاورك هو نفس الشئ ينتظره منك فلا تتوقع إن تلتقيا في نقطة واحدة وتتفقا على شيء
فدع حوارك خالص لوجه الله




عبد الله المنصوري
Sweeep5@hotmail.com

الجزيرة
07-01-2009, 10:55 PM
... جميل المقال اختى


مشكوره على النقل

ميعاد
08-01-2009, 12:13 AM
الشكر لك أخوي الجزيرة على حسن المرور

تقبل تحياتي