المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المريخي: الأمة عجزت عن استرجاع حقوق فلسطين لتخليها عن دينها وهويتها



سيف قطر
10-01-2009, 06:22 PM
معربا عن أسفه لوقوع العرب في فخ الانهزامية ..المريخي: الأمة عجزت عن استرجاع حقوق فلسطين لتخليها عن دينها وهويتها
| تاريخ النشر:يوم السبت ,10 يَنَايِر 2009 12:58 أ.م.



الأمة الإسلامية في محنة شديدة والأعداء يتكالبون عليها
الدوحة – الشرق :
أعرب الشيخ محمد بن حسن المريخي عن أسفه لأحوال الأمة الإسلامية وتخاذلها حيال القضية الفلسطينية، وقال في خطبة الجمعة أمس: قدر هذه الأمة أن تظهر في دنيا الناس ويعاديها الناس كلهم اجمعون وتتداعى عليها الأمم في كل وقت وحين، وتتواصى الأجيال فيما بينها بعدم الرضى عنها، يقول تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" ويقول: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا".
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك ان تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل وليزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن".
فقال قائل: "يا رسول الله: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت" رواه ابو داود.
وفي رواية: يوشك ان تداعى عليكم الأمم من كل أفق.. رواه أحمد.
وهذا الحديث النبوي من معجزات نبوة رسولنا ونبينا صلى الله عليه وسلم أنبأنا عن حال لم يكن في حياته وزمن وجوده، وها هو خبر رسول الله يأتي كفلق الصبح، فها هي الأمة كثيرة العدد تبلغ المليار وربع المليار وتمثل جزءاً كبيراً من عالم الناس ولكنها ضعيفة الجانب مكسورة الجناح وقد اجتمعت عليها الأمم كما تجتمع الأسود على الفريسة كل يقطع منها وينال على قدر قوته وشدته، اجتمعت عليها الأمم وأخذت منها ما تشاء ولا تزال تنهش منها ما تشاء متى شاءت.
وأضاف: أمة تعيش بلا هوية بين الأمم، وتبحر بلا هدف أو غاية تتبع الأمم وتشارك معها وان خالفتها وعارضتها رضيت بان تكون على الهامشية، حين تخلت عن دينها وروحها ومصدر كرامتها وهيبتها، أمة لا تحسب لها الأمم أي حساب.
تخلت عن سر قوتها ومصدر رفعتها وهو دينها الإسلامي، أرخت لنفسها الحبل على الغارب تأخذ من كل الأمم دون تحقيق أو تدقيق، وتبحر في كل اتجاه وترسو على كل شاطيء.
تنازلت عن كثير من معتقداتها وثوابتها ومرتكزاتها، تظن انها ستبلغ الأسباب، فهانت على الناس "ومن يهن الله فما له من مكرم".
انخرط عقدها الكريم وتناثرت خرزاته وانفلت الرباط فلم تعد الامة تلؤوا على أحد ولا تستقر في مكان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقال: إن الأمة الإسلامية اليوم في محنة شديدة تداعت عليها الأمم وتكالب عليها الاعداء بعدوانهم وحسدهم وبغضائهم كل يساهم في الطعن فيها والنيل منها.
إن الأمة تخلت عن بصيرتها التي تبصر بها الحقائق وتعرف بها الدروب والسبل.
تخلت عن عقيدتها التي بها تميز الطيب من الخبيث والصادق من الكاذب، والعدو من الصديق. لان المسلم بلا معتقد صحيح كالاعمى الذي يسير بلا قائد يعوده ويوجهه يكاد يقع في الحفر والمزالق، وهذا الحال تماما نزل بالأمة بسبب اهمالها المتعمد في دينها ومنعه من توجيه دفتها وقيادتها ومن ذلك وقوعها في جهل عدوها وحقيقته وغاب عنها مكره وخداعه وكيده، رأت أنيابه بارزة فظنت انه يبتسم.
لقد بين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حقيقة اليهود والنصارى خاصة والاعداء عامة، لتحذر الامة سبيلهم ولا تركن اليهم.
يقول الله تعالى: "وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين" أي نبين ونوضح بالآيات والسنن طريق المجرمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، ندلكم ونطلعكم على جرمهم وفسادهم وأباطيلهم لتحذروا "ونبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال".
وأضاف المريخي: إن الأحداث التي تجري لإخواننا في فلسطين أو في غزة فلسطين قد كشفت حقيقة الأعداء سواء اليهود وقتلهم وتدميرهم لكل شيء أو من يساندهم في المحافل والهيئات الدولية الذين يقفون معهم بكل بجاحة ووقاحة، إن أحداث غزة لتدعو المسلمين إلى عقيدة القرآن والسنة في اليهود والنصارى خاصة الذين نبأنا من أخبارهم، "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين".
فهل رأيتم كيف يوالي بعضهم بعضا، ها هم يمكرون بالعرب ويحولون دون أي قرار يدين المجرمين اليهود وما يفعلونه بأهلنا في فلسطين, "يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق".
هل ترونهم يصدقونكم وقد خانوا الله تعالى ورسله وأنبياءه؟ هل ترونهم يسالمونكم وقد قتلوا أنبياءهم ورسلهم؟ كيف يصلحون وقد أفسدوا في الأرض منذ عهد النبوة الاولى.
من حيث هاتين الطائفتين أمرنا الله تعالى ان ندعوه في صلاتنا خمس مرات يوميا ليجنبنا مناهجهم وسبلهم، يقول الله تعالى في سورة الفاتحة: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين".
وثبت في الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى وحذرنا الله تعالى من مودتهم وصداقتهم والرضى عنهم وقال ان هذا منكم يورث النار وبئس المصير.
فقال تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" وأي ظلم أكثر من ظلم هاتين الطائفتين، أي ظلم أكبر من وصف الله تعالى بالنقائص والقصور وإضافة الولد والزوجة إلى الله تعالى وانه ثالث ثلاثة، (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)، (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)، (ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون)، وقال: إن أمة المسلمين وقعت في فخ الانهزامية، وانهارت من دواخلها أمام أعدائها.
(ولقد صدق عليهم إبليس ظنه إلا فريقاً من المؤمنين) خدعها يهود بما يسمونه السلام أو اتفاقيات السلام ومؤتمراته فإذا بالأمة تركض وراء السراب منذ ستين سنة ولم يتقدم في القضية شيء بل أخذت القضية في الغياب أكثر وأكثر، وفي كل فترة لهم خديعة ومكر، يقتلون كل شيء ويخربون كل شيء ولم يسلم منهم شيء، حتى كبلوا أمة المسلمين بما يسمونه معاهدات السلام التي حالوا بها دون تدخل بعض المسلمين لنجدة إخوانهم وانفردوا بمعاهدة السلام بقتل أهلنا في فلسطين.
إن البلية عندما تقع الأمة في الانهزامية أمام عدوها.
فقد ضاعت المقدسات والأجزاء الغالية من عالم المسلمين بسببها وذبح المسلمون وسالت دماؤهم وهدمت بيوتهم وخرت الأسقف على رؤوسهم. وأرسلت عليهم الصواريخ والقنابل الحارقة القاتلة المدمرة ولم يتمكن العرب حتى الساعة من إيقاف رصاصة واحدة عن أهل فلسطين واختفت منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية؛ بل العالم كله يتفرج على جرائم اليهود ومساندة المجرمين لهم المشاركين في قتل المسلمين في المنظمات الدولية وما يسمى بمجلس الأمن.
والله يا أمة العرب والمسلمين إن لم تكونوا ذئاباً تأكلكم الذئاب وإن لم تعدوا العدة كعدوكم كما أمركم ربكم يحصدونكم ولا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة. والله لن تمنعهم معاهداتهم معكم، ولا صداقات بعضكم معهم فإنه بالتجربة عندما يعتدون لا يستئذنون منكم ولا يلتفتون إلى مناداتكم وإذا ضربوا اخوانكم اليوم فسوف يضربونكم غداً ما لم تأخذوا حذركم وتعدوا عدتكم.
والله يا أمة العرب لو كان هذا الذي يجري في غزة فلسطين لكفار ملحدين لرأيتم كيف تتنادى المنظمات والهيئات والدول والأمم لإيقافه فوراً في ظرف ساعات قليلة، لكن أن يحدث هذا لمسلمين فلا بواكي لهم والكل يتمنى هوان المسلمين. وما ذاك إلا لهوان الأمة على الأمم وذهاب قيمتها ووزنها.
إن مصالح العالم كله في يد الأمة الإسلامية ولكن لا تستطيع الأمة استخدام هذه المصالح للضغط على العالم لصالح قضايا الإسلام والمسلمين.
وقال: ففي دنيا المسلمين من اغتر بالإسلام المزعوم فركض يلهث يدعو المسلمين في الفضائيات والصحف ومختلف أجهزة الإعلام إلى المسير مع ما يتطلبه السلام المزعوم والتوافق مع متطلباته.
فمن داع إلى تهنئة النصارى بشركه وكفره إلى مناد بوحدة الأديان مروراً بناعق إلى اعتناق ثقافة الآخر وقبوله ونبذ الكره والبغض لهم، وتبديل المناهج الدراسية والدعوة إلى حرية الاعتقاد إلى غير هذا من الانهزام والخور والانهيار في العقيدة.
فأين الآخر الذي تريد أن نقبله؟ وأين المحاور الذي طلبت منا أن نحاوره.
كيف أقبل الاخر وهو يقتل أخي في فلسطين وأختي وأمي وأبي ويدمر بيتي ويستأصل شأفتي ثم يقف معارضاً لي في الهيئات الدولية والعالمية، مؤيداً لقاتلي وهادما بيتي، أي حوار مع هذا؟ وأي ثقافة تنسيني غزة وما يحدث فيها؟ وكيف أقبل من رفع السلاح لقتلي. انها الانهزامية التي أحاطت بالبعض، نسوا الله فأنساهم أنفسهم. يحسبون القرآن ينطق عبثاً، إنه البعد عن القرآن والوحي، وإنه التخبط والارتجال عندما يقحم الإنسان نفسه معرضاً عن دينه وعقيدته متناسباً ما أنبأ الله تعالى به عباده المؤمنين عن الطغاة الكفرة المجرمين.
وأضاف قائلاً: إنه حال لا يصبر عليه، ستون سنة والأقصى والأرض المباركة في قبضة يهود. جربتم كل القوانين وجميع الطرق ولم تتركوا سبيلاً إلا وطرقتموه فلم تفلحوا.
كل القضايا العالمية حُلَّت وعادت الحقوق إلى أهلها إلا قضية المسلمين في فلسطين مازالت تراوح مكانها. ولا يبدو في الأفق شيء يبشر بخير. ذهبت جميع الوعود أدراج الرياح وتبخرت الاتفاقيات والمعاهدات.
فلماذا لا تتكلمون بالإسلام وتخاطبون العالم به وتطلبون حقوقكم على أساس منه وانطلاقٍ من تعليماته وبياناته. فهو الذي سوف يجمعكم ويوحد صفوفكم وكلمتكم ويجعلكم أمة واحدة، كما كانت في أول عهدها ويأتي لكم بالنصر والتمكين.
أما العيش في الحياة بلا هوية والرضا بما أنتم عليه فلن يجلب لكم إلا ما ترونه من التفرق والضعف.