السد
19-01-2009, 12:15 AM
بينما تتطلع عيون الجماهير في مصر الى قمة الكويت العربية الاقتصادية يوم الاثنين 19\1\2009م ، والتي سترفع اليها توصيات قمة قطر العربية التي انعقدت يوم 16\1\2009م بالعاصمة الدوحة وشهدت مشاركة 12دولة عربية بها الى جانب مشاركة من قبل دول اسلامية رئيسية مثل ايران وتركيا واندونيسيا والسنغال، تلك التوصيات التي عبرت عن الحدود الدنيا من طموحات يعلقها الشارع المصري والعربي والاسلامي على القادة العرب في تلك المرحلة من تاريخ الأمة العربية والأسلامية، هذا الشارع الذي ظل حتى الآن لمدة 22 يوم يتمنى ان يتحلى هؤلاء القادة في مصر والعالم العربي بالمسؤولية ويواجهوا العدوان على اهل غزة ويساهموا في ايقافه، الا أن هؤلاء القادة خيبوا امالهم حتى انعقدت قمة قطر والتي قاطعتها عشرة دول عربية تلبية لضغوطات امريكية، وهو الأمر الذي جعل ردود الافعال داخل مصر حول مقررات قمة الدوحة ايجابية ومعبرة عن العديد من مطالب القوى الوطنية والاسلامية في مصر في مواجهة العدوان على غزة، ويقول خبراء في القاهرة أن أيجابية قررات قمة الدوحة ربما تعود لعدم مشاركة الدول التي تغيبت عن حضورها، وعلى الرغم من ذلك فأن الناس العاديين او العامة بالقاهرة يرون ان القياة المصرية خيبت آمالهم عقب عزوفها عن المشاركة بقمة الدوحة، ومن ثم يعتقد غالبية الخبراء ان من قاطعوا قمة الدوحة واحبطوا اكتمال نصابها القانوني لايمكن ان يحتضنوا جانب واحد من قرراتها.
• الضمير الشعبي
فلقد استقبلت مصر الشعبية قرارات قمة الدوحة بابتهاج وفرحة كبيرة أيضا لكون أن قراراتها جاءت معبرة عن الحد الأدنى من طموحات أبناء مصر والأمة العربية الإسلامية في مواجهة العربدة والإجرام الصهيوني، أما على الصعيد الرسمي فتسببت القمة في أصابة القيادة المصرية بحالة من الغضب العارم تجاه دولة قطر التي تزعمت هذا التحرك، وبينما كان مئات الآلاف من أبناء مصر يتظاهرون عقب صلاة الجمعة ويصطدمون بقوات الشرطة التي اعتقلت العشرات منهم وحاولت قمع تظاهراتهم وفضها بالقوة، أنطلقت قمة الدوحة برئاسة الأمير الشيخ حمد بن خليفة رئيس دولة قطر وترجمت مطالبهم الى قرارات تم تنفيذ بعضها على الفور مثل تجميد العلاقات والتطبيع بين كل من موريتانيا وقطر من جهة والكيان الصهيوني من الجهة الأخرى، الى جانب وقف العدوان وفتح المعابر والأنسحاب الفوري من غزة.
و كان المصريون بالآلاف في القاهرة يخرجون من مساجد ضاحية المعادي التي يوجد فيها منزل سفير العدو الصهيوني وهم يهتفون "قاطع قاطع دول دبحوك.. واوعى تاكل لحم أخوك"، "كله بيسأل دورنا إيه؟.. قولنا جاهد لو بجنيه"، "مطلب واحد للجماهير.. فتح المعبر طرد سفير". وبينما كانت قوات الامن المصرية تعتدي على التظاهرات التي عمت مصر و تحاصر الجامع الأزهر الشريف وتفض تظاهرة نظمها حزب العمل الإسلامي المعارض وحركة كفاية وتعتقل عدد من كوادرهما ، كانت الجماهير بالأسكندرية اقصى شمال مصر تهتف : "يا حماس قولي للناس.. الجهاد هو الأساس"، .. يا حماسي يا حبيب.. دمر دمر تل أبيب". وامتدت التظاهرات من مدن الصعيد في جنوب مصر لتصل الى العريش بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث استفزت المتظاهرون اصوات القصف الصهيوني للحدود المصرية واختراق الطيران الصهيوني للاجواء الشرقية من سيناء وانهمار الغازات الكيماوية على رفح المصرية في وقت تترك الشرطة كل ذلك لتحاول فض تظاهراتهم فاشتبكوا مع الشرطة والتي اعتدت عليهم واعتقلت العشرات منهم . وقد شارك في التظاهرات برلمانيون وقيادت حزبية ونقابية ومنظمات حقوقية ناشطة وطلاب وعمال وشرائح من مختلف ابناء الشعب المصري.
• الموقف الرسمي
وفي الصورة الرسمية من المشهد المصري كانت وسائل الأعلام الحكومية والمقربة من السلطة المسموعة والمرئية والقروءة تشن هجوما جنونيا ضد دولة قطر وتتهمها باثارة الفتنة بين العرب وشق وحدتهم وافساد التحركات والمبادرة المصرية وذلك ما عكسه كتبة السلطة وعناصر في الحزب الوطني الحاكم وتحديدا في امانة السياسات التي يقودها جمال مبارك ورؤساء تحرير الصحف الرسمية. بيد ان حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية زعم أن الأجواء التحريضية السائدة حاليا فى بعض الأوساط تشبه الأجواء العربية فى الستينات والتى أدت إلى هزيمة 5 يونيو 1967 التى دفع كل من مصر والعالم العربى ثمنها غاليا، ومازال العالم العربى يدفع ثمنها إلى الأن، مؤكدا أنه لا يمكن أن يزايد أحد على دور مصر فى دعم القضية الفلسطينية.
وأضاف السفير حسام ردا على سؤال حول لماذا لا تقطع مصر علاقتها مع " إسرائيل " على غرار فنزويلا وبوليفيا .. قال حسام زكي إن هذا قرار سيادي، فعندما عقدت مصر إتفاقية كامب ديفيد كان ذلك بناء على قرار سيادي مصري وليس بناء على إجماع عربي.
وحول المزاعم التي تردد أن مصر رفضت عقد قمة عربية في الدوحة لوقف العدوان قال زكي إن مصر لم ترفض عقد قمة في الدوحة، ولكنها رأت أن القادة العرب سيجتمعون في قمة الكويت وأنه سيتم عقد اجتماع رسمي خلال قمة الكويت مخصص لغزة ومناقشة كيفية وقف العداون الإسرائيلى على غزة.
لكن احمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري عكس قال، إن "لكل دولة الحق فى الدعوة لأي اجتماع، والحق مكفول لمن أراد أن يحضر أو لا يحضر الاجتماع المدعو له". ثم مضى قائلا ايضا "لا يجب أن نناقش حق قطر أو غيرها في الدعوة لأي اجتماع، لأنه حق سيادى مطلق لكل الدول".
وأضاف قائلا "سبق أن قلنا أن مثل هذه القمة الاقتصادية التي تستضيفها الكويت ستتحول في مثل هذه الظروف إلى قمة سياسية وهو ما تم فعلا".
وأكد أبو الغيط أن القاسم المشترك بين جميع هذه اللقاءات والاجتماعات العربية، "أن جميعها تسعى إلى الدفاع عن الشعب الفلسطينى، وإنهاء المأساة التي يعانيها".
• رأي الاخوان
وفي اول رد فعل من قبل القوى السياسية المصرية ثمَّن الشيخ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين دعوة أمير قطر إلى ضرورة التكاتف العربي من أجل وقفٍ فوريٍّ للعدوان وانسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة، وفتح جميع المعابر، وتقديم كل المساعدات لأهله المنكوبين، وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، ومبادرته إلى الإسهام بمبلغ 250 مليون دولار، وإنهاء الحصار وضمان حرية حركة الأفراد والبضائع دون تعويق.
كما ثمَّن عاكف مقترحات الأمير بالدعوة إلى تعليق مبادرة السلام العربية ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني والعمل على محاكمة مسؤوليها أمام المحاكم الدولية على الجرائم التي ترتكبها في حقِّ الشعب الفلسطيني، وأكد المرشد العام للاخوان المسلمين أنه رغم تأييده هذه المطالب إلا أنه يعتبرها الحد الأدنى الذي يجب على الحكام اتخاذه بصفةٍ عاجلة، وإن كانت تطلعات الشعوب تسمو على ذلك بكثير؛ إذ إنه يجب قطع الغاز والبترول عن العدو الصهيوني والمقاطعة الاقتصادية له وللدول المؤيدة له، ودعم المقاومة بكل الوسائل، واستخدام سلاح البترول ضد الدول الداعمة للعدو وسحب الأرصدة العربية من بنوكها، وإحياء رُوح الجهاد لدى الشباب وإعدادهم له؛ لأن هذا العدو لن يكفَّ عن عدوانه على البلاد العربية وتطلعه إلى إخضاعها والهيمنة عليها ما دمنا ضعفاء.
• تقاعس مصري
واستنكر عاكف تقاعس بعض الدول العربية الكبيرة- وعلى رأسها مصر والسعودية والمغرب- عن الاستجابة لدعوة قطر، ورَفْضَها حضور مؤتمر القمة، وأدان بشدة سعي الدول المتقاعسة إلى إفشال انعقاده بتحريض دول أخرى على الحذو حذوها برفض الحضور؛ حتى لا يكتمل النصاب القانوني للانعقاد. وذكَّر عاكف أنه منذ هزيمة 1967م دعونا إلى انعقاد قمم عربية، طالبين مساندة الدول العربية بالمال والسلاح والدعم السياسي، ولقد استجابوا جميعًا لذلك رغم ما كان بين بعضها وبين النظام المصري من خلافاتٍ بل وعداوات، وتم استخدام سلاح النفط في حرب 1973م دعمًا لمصر وسوريا في حربهما، وضغطًا على الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، فلماذا نتنصل الآن من مسؤوليتنا الشرعية والقومية والإنسانية والأخلاقية؟!
* الخلاصة
ومن واقع اطلاعنا على المشهد كاملا في مصر نعرف ان الضمير الوطني والإسلامي في هذا البلد يقف في صف وخندق حزام الأمن القومي المصري المرتبط بالعالم العربي والإسلامي، وهذا الضمير الوطني المصري منذ اعوام طويلة وهو يتمنى ان تتجه قيادته للدول العربية والإسلامية التي تشكل حزاما استراتيجيا للأمن القومي المصري، وتلك التوجهات عبرت عن نفسها في صورة تقارير ودراسات رسمية، أضافة الى ندوات ومؤتمرات وتظاهرات ومقالات تناولت اهمية هذا الحزام العربي الإسلامي للقاهرة، ولكن القيادة المصرية التي بيدها القرار لاتستجيب لتلك الرؤى الإسترتيجية وان استجابت لاحدى تلك الرؤى نجدها تقدم رجل وتأخر الأخرى وعيونها دوما متجهة صوب واشنطن التي ترتبط معها بشراكة أستراتيجية، تلك الشراكة المرفوضة شعبياً في مصر والتي باتت مكشوفة الآن بعد أن تسببت تلك الشراكة المشبوهة كما قال لنا احد الساسة في اصابة مكانة مصر وسمعتها وأوضاعها باتتكاسة كبرى تتجلى الآن في ظل العدوان على غزة. وفي ذات السياق نتفهم لماذا شعر المصريون بابتهاج عندما أنطلقت قمة الدوحة لتحتضن المقاومة وتجمع دول حزام الأمن القومي العربي والأسلامي وفي مقدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية تلك المشاركة التي جعلت الحلف الصهيوني الامريكي واصدقائه يشعرون بالدوار ويفقدون توازنهم ، لكن ترنحهم ودوارهم هذا ضاع وسط زخم وحيوية الضمير الوطني وابتهاجه بقرارات وفعاليات قمة الدوحة، هذا الضمير الذي كان يتمنى أن تتواجد مصر مع دول عربية الى جوار اشقائها في تركيا وايران واندونيسيا والسنغال.
هدى امام مراسلة اذاعة الجمهورية الاسلامية الايرانية من القاهرة
عنوان الرابط : http://arabic.irib.ir/pages/Report/detail.asp?idr=4453
• الضمير الشعبي
فلقد استقبلت مصر الشعبية قرارات قمة الدوحة بابتهاج وفرحة كبيرة أيضا لكون أن قراراتها جاءت معبرة عن الحد الأدنى من طموحات أبناء مصر والأمة العربية الإسلامية في مواجهة العربدة والإجرام الصهيوني، أما على الصعيد الرسمي فتسببت القمة في أصابة القيادة المصرية بحالة من الغضب العارم تجاه دولة قطر التي تزعمت هذا التحرك، وبينما كان مئات الآلاف من أبناء مصر يتظاهرون عقب صلاة الجمعة ويصطدمون بقوات الشرطة التي اعتقلت العشرات منهم وحاولت قمع تظاهراتهم وفضها بالقوة، أنطلقت قمة الدوحة برئاسة الأمير الشيخ حمد بن خليفة رئيس دولة قطر وترجمت مطالبهم الى قرارات تم تنفيذ بعضها على الفور مثل تجميد العلاقات والتطبيع بين كل من موريتانيا وقطر من جهة والكيان الصهيوني من الجهة الأخرى، الى جانب وقف العدوان وفتح المعابر والأنسحاب الفوري من غزة.
و كان المصريون بالآلاف في القاهرة يخرجون من مساجد ضاحية المعادي التي يوجد فيها منزل سفير العدو الصهيوني وهم يهتفون "قاطع قاطع دول دبحوك.. واوعى تاكل لحم أخوك"، "كله بيسأل دورنا إيه؟.. قولنا جاهد لو بجنيه"، "مطلب واحد للجماهير.. فتح المعبر طرد سفير". وبينما كانت قوات الامن المصرية تعتدي على التظاهرات التي عمت مصر و تحاصر الجامع الأزهر الشريف وتفض تظاهرة نظمها حزب العمل الإسلامي المعارض وحركة كفاية وتعتقل عدد من كوادرهما ، كانت الجماهير بالأسكندرية اقصى شمال مصر تهتف : "يا حماس قولي للناس.. الجهاد هو الأساس"، .. يا حماسي يا حبيب.. دمر دمر تل أبيب". وامتدت التظاهرات من مدن الصعيد في جنوب مصر لتصل الى العريش بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث استفزت المتظاهرون اصوات القصف الصهيوني للحدود المصرية واختراق الطيران الصهيوني للاجواء الشرقية من سيناء وانهمار الغازات الكيماوية على رفح المصرية في وقت تترك الشرطة كل ذلك لتحاول فض تظاهراتهم فاشتبكوا مع الشرطة والتي اعتدت عليهم واعتقلت العشرات منهم . وقد شارك في التظاهرات برلمانيون وقيادت حزبية ونقابية ومنظمات حقوقية ناشطة وطلاب وعمال وشرائح من مختلف ابناء الشعب المصري.
• الموقف الرسمي
وفي الصورة الرسمية من المشهد المصري كانت وسائل الأعلام الحكومية والمقربة من السلطة المسموعة والمرئية والقروءة تشن هجوما جنونيا ضد دولة قطر وتتهمها باثارة الفتنة بين العرب وشق وحدتهم وافساد التحركات والمبادرة المصرية وذلك ما عكسه كتبة السلطة وعناصر في الحزب الوطني الحاكم وتحديدا في امانة السياسات التي يقودها جمال مبارك ورؤساء تحرير الصحف الرسمية. بيد ان حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية زعم أن الأجواء التحريضية السائدة حاليا فى بعض الأوساط تشبه الأجواء العربية فى الستينات والتى أدت إلى هزيمة 5 يونيو 1967 التى دفع كل من مصر والعالم العربى ثمنها غاليا، ومازال العالم العربى يدفع ثمنها إلى الأن، مؤكدا أنه لا يمكن أن يزايد أحد على دور مصر فى دعم القضية الفلسطينية.
وأضاف السفير حسام ردا على سؤال حول لماذا لا تقطع مصر علاقتها مع " إسرائيل " على غرار فنزويلا وبوليفيا .. قال حسام زكي إن هذا قرار سيادي، فعندما عقدت مصر إتفاقية كامب ديفيد كان ذلك بناء على قرار سيادي مصري وليس بناء على إجماع عربي.
وحول المزاعم التي تردد أن مصر رفضت عقد قمة عربية في الدوحة لوقف العدوان قال زكي إن مصر لم ترفض عقد قمة في الدوحة، ولكنها رأت أن القادة العرب سيجتمعون في قمة الكويت وأنه سيتم عقد اجتماع رسمي خلال قمة الكويت مخصص لغزة ومناقشة كيفية وقف العداون الإسرائيلى على غزة.
لكن احمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري عكس قال، إن "لكل دولة الحق فى الدعوة لأي اجتماع، والحق مكفول لمن أراد أن يحضر أو لا يحضر الاجتماع المدعو له". ثم مضى قائلا ايضا "لا يجب أن نناقش حق قطر أو غيرها في الدعوة لأي اجتماع، لأنه حق سيادى مطلق لكل الدول".
وأضاف قائلا "سبق أن قلنا أن مثل هذه القمة الاقتصادية التي تستضيفها الكويت ستتحول في مثل هذه الظروف إلى قمة سياسية وهو ما تم فعلا".
وأكد أبو الغيط أن القاسم المشترك بين جميع هذه اللقاءات والاجتماعات العربية، "أن جميعها تسعى إلى الدفاع عن الشعب الفلسطينى، وإنهاء المأساة التي يعانيها".
• رأي الاخوان
وفي اول رد فعل من قبل القوى السياسية المصرية ثمَّن الشيخ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين دعوة أمير قطر إلى ضرورة التكاتف العربي من أجل وقفٍ فوريٍّ للعدوان وانسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة، وفتح جميع المعابر، وتقديم كل المساعدات لأهله المنكوبين، وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، ومبادرته إلى الإسهام بمبلغ 250 مليون دولار، وإنهاء الحصار وضمان حرية حركة الأفراد والبضائع دون تعويق.
كما ثمَّن عاكف مقترحات الأمير بالدعوة إلى تعليق مبادرة السلام العربية ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني والعمل على محاكمة مسؤوليها أمام المحاكم الدولية على الجرائم التي ترتكبها في حقِّ الشعب الفلسطيني، وأكد المرشد العام للاخوان المسلمين أنه رغم تأييده هذه المطالب إلا أنه يعتبرها الحد الأدنى الذي يجب على الحكام اتخاذه بصفةٍ عاجلة، وإن كانت تطلعات الشعوب تسمو على ذلك بكثير؛ إذ إنه يجب قطع الغاز والبترول عن العدو الصهيوني والمقاطعة الاقتصادية له وللدول المؤيدة له، ودعم المقاومة بكل الوسائل، واستخدام سلاح البترول ضد الدول الداعمة للعدو وسحب الأرصدة العربية من بنوكها، وإحياء رُوح الجهاد لدى الشباب وإعدادهم له؛ لأن هذا العدو لن يكفَّ عن عدوانه على البلاد العربية وتطلعه إلى إخضاعها والهيمنة عليها ما دمنا ضعفاء.
• تقاعس مصري
واستنكر عاكف تقاعس بعض الدول العربية الكبيرة- وعلى رأسها مصر والسعودية والمغرب- عن الاستجابة لدعوة قطر، ورَفْضَها حضور مؤتمر القمة، وأدان بشدة سعي الدول المتقاعسة إلى إفشال انعقاده بتحريض دول أخرى على الحذو حذوها برفض الحضور؛ حتى لا يكتمل النصاب القانوني للانعقاد. وذكَّر عاكف أنه منذ هزيمة 1967م دعونا إلى انعقاد قمم عربية، طالبين مساندة الدول العربية بالمال والسلاح والدعم السياسي، ولقد استجابوا جميعًا لذلك رغم ما كان بين بعضها وبين النظام المصري من خلافاتٍ بل وعداوات، وتم استخدام سلاح النفط في حرب 1973م دعمًا لمصر وسوريا في حربهما، وضغطًا على الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، فلماذا نتنصل الآن من مسؤوليتنا الشرعية والقومية والإنسانية والأخلاقية؟!
* الخلاصة
ومن واقع اطلاعنا على المشهد كاملا في مصر نعرف ان الضمير الوطني والإسلامي في هذا البلد يقف في صف وخندق حزام الأمن القومي المصري المرتبط بالعالم العربي والإسلامي، وهذا الضمير الوطني المصري منذ اعوام طويلة وهو يتمنى ان تتجه قيادته للدول العربية والإسلامية التي تشكل حزاما استراتيجيا للأمن القومي المصري، وتلك التوجهات عبرت عن نفسها في صورة تقارير ودراسات رسمية، أضافة الى ندوات ومؤتمرات وتظاهرات ومقالات تناولت اهمية هذا الحزام العربي الإسلامي للقاهرة، ولكن القيادة المصرية التي بيدها القرار لاتستجيب لتلك الرؤى الإسترتيجية وان استجابت لاحدى تلك الرؤى نجدها تقدم رجل وتأخر الأخرى وعيونها دوما متجهة صوب واشنطن التي ترتبط معها بشراكة أستراتيجية، تلك الشراكة المرفوضة شعبياً في مصر والتي باتت مكشوفة الآن بعد أن تسببت تلك الشراكة المشبوهة كما قال لنا احد الساسة في اصابة مكانة مصر وسمعتها وأوضاعها باتتكاسة كبرى تتجلى الآن في ظل العدوان على غزة. وفي ذات السياق نتفهم لماذا شعر المصريون بابتهاج عندما أنطلقت قمة الدوحة لتحتضن المقاومة وتجمع دول حزام الأمن القومي العربي والأسلامي وفي مقدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية تلك المشاركة التي جعلت الحلف الصهيوني الامريكي واصدقائه يشعرون بالدوار ويفقدون توازنهم ، لكن ترنحهم ودوارهم هذا ضاع وسط زخم وحيوية الضمير الوطني وابتهاجه بقرارات وفعاليات قمة الدوحة، هذا الضمير الذي كان يتمنى أن تتواجد مصر مع دول عربية الى جوار اشقائها في تركيا وايران واندونيسيا والسنغال.
هدى امام مراسلة اذاعة الجمهورية الاسلامية الايرانية من القاهرة
عنوان الرابط : http://arabic.irib.ir/pages/Report/detail.asp?idr=4453