المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حال الأمه



فراغ
20-01-2009, 01:56 PM
حالة الأمة


منذ أبن خلدون الذي وافته منيته في مطلع القرن الخامس عشر لم تُخرج هذه الأمه مفكرآ يعترف به العالم ويأخذ منه
من ذلك الحين تأخذ عن غيرها دون أن تعطيه , تتلبس أرديته , تلتقط القشور من أفكارة, تعيش عائلآ على مبتكراته ومختراعاته بل أبسط منتجاته, تكاد تستورد منه حتى خبز يومها,تجتلب من غيرها الترف لمترفيها حتى أنه أورثها في أبدانها سقمآ , ودعك من روحها أذ تكاد أن تكون بلا روح منذ أن أسرفت على نفسها .
ثم راح مؤمنوها المزيفون يحمدون ربهم (( الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين)) صدق الله العظيم
منذ أبن خلدون لم يظهر فيها مبدع ألا ناوأته حتى نأى أو نازعته قوله حتى أنكره أو عاقبته

منذ أبن خلدون والأمه تخلط بين النابي والنبي , تكذب الأنبياء وتصدق الثرثارين والمهذارين الغربيين, مرشدها ضال, واعظها يروج للأفك, كاتبها قرصان,الأمين فيها لا يؤمن,لا يؤمن فيها ألا كل جبار عنيد,لا تميز بين الكذب والشهادة,زيفت على نفسها يومها وأمسها,فضلت الى الغد الطريق, شهودها كذابون أو منافقون , وشهداؤها ضحايا أو بائسون.
أمست الأمه وأصبحت تأكل ما لا تزرع,تكتسي ما لا تنسج,تسكن ما لا تبني,تسكن الى من لا تأمن,تضمر غير ما تفصح,تساير بدل أن تخاطر,لا تملك حيال المعتدي عليها صدآ ولا ردآ
فغابت من حسابات الأمم أو أستباحتها الأمم.

كانوا ينظرون تحت أقدامهم بدل التطلع الى الأفق

قادتهم أغواهم بريق السلطان فأحتموا بأعدائهم فتقاسمهم أعدائهم , نال الساعون الى السلطان ما شتهوا, أما من تفكروا وتأملوا فقد باتوا مخذولين , ولم يتفكر أخلافهم وأعقابهم في أصل الداء ولم يبحثوا عن الدواء, وورثوا ولم يزرعوا , فأشرفت أرض العقل على الجدب والتصحر
ماالعله
تفسد السمكة من رأسها
يبدوا أن الأمه أخطأت رؤية رأسها , ظنت حكامها رؤوسآ لها , بينما الحكام أنياب ومخالب أمامها وأمام الأجنبي أظلاف وأخفاف
رأس سمكة الأمه ألبابها والنابهون من أبنائها ومفكريها , لكن غالبية هؤلاء التحقوا بالسلطان, أستبدلوا حضورهم في الأمه بملازمة مجالس السلاطين , باعوا قرائحهم بالرضا , ألتزموا الموافقه وأجتنبوا المخالفه, حملوا المباخر ودقوا الدفوف وبدأ الرقص

حالة الأمه كما ترى
لا فرضآ أوفت, ولا أرضآ قطعت,ولا موطئآ عليه تقف,ولا مسندآ عليه تتكئ
خطابها شكر,ندائها مناشده,بل توسل,مسعاها أسترضاء العدو وأرضاء سنده وحليفه عليها,أمانها رايه بيضاء,وأمنها أستسلام وتسليم (( ومن دخل بيت أسرائيل فهو أمن))

حالة الأمه كما ترى
هجرت عقولها همومها,فأحكم بها ملوكها , فائتمر عليها مترفوها يفسدون فيها ,
فهل حق عليها القول يدمرها تدميرآ؟

boalia
20-01-2009, 11:46 PM
نسأل الله العافية