دكتور فيصل
22-01-2009, 02:17 AM
http://up1.m5zn.com/photo/2009/1/21/07/uyt732l01.jpg/jpg
وزير الأمن الإسرائيلي ... يكشف مخطط تل أبيب لتفتيت السودان!
د.على حمد إبراهيم
خمس سنوات مضت منذ أن فجرت مجموعات مسلحة في دارفور تمردا عسكريا فاجأ كل المراقبين المحليين والعالميين نسبة لقوة الهجمة التي بدأ بها التمرد وهي قوة تفوق قدرات المتمردين العسكرية والتقنية بصورة جلية.
ولم يمض وقت طويل حتى أخذت اصابع الاتهام تشير الى دور اسرائيل والمنظمات اليهودية في تفجير الاوضاع في الاقليم المنزوي في الاطراف الغربية من السودان والبعيد جغرافيا وسياسيا وثقافيا من اسرائيل، خصوصا بعد أن تجرأ بعض قادة التمرد بالحديث علنا عن دعم تلقوه من اسرائيل الى درجة الافصاح عن رغبتهم في فتح مكاتب اتصال فيها.
وكان على هؤلاء السيد عبد الواحد محمد نور المقيم في باريس والذي صار الوسطاء يخطبون وده وهو يردهم في تمنع ظاهري لا يعلم احد يقينا مدى الحقيقة والمصداقية فيه.
من جانبها التزمت اسرائيل الصمت ولم تشأ أن تنص علاقتها بتفجير الاوضاع في اقليم دارفور أو الاعتراف بدورها في الذي يحدث في الاقليم ذي الثقافة الاسلامية المتجذرة لدرجة التزمت. فهو الاقليم الذي يشار الى أهله بأنهم حفظة القرآن كابرا عن كابر. ورغم صمتها وعدم بوحها، الا أن اسرائيل اخذت تعلن من حين الى آخر عن تسرب مجموعات كبيرة من سكان اقليم دارفور الى داخل حدودها، وانها اضطرت الى قبولهم كلاجئين اليها لاسباب انسانية. ويبدو الامر هنا كنوع من التمهيد للاعتراف بدورها في ما يجري في الاقليم، لاسيما بعد ان تزايدت سخرية الساخرين من ادعائها بأنها قبلت بعض المهاجرين من دارفور لاسباب انسانية. اذ تساءل مراقبون كثيرون لماذا غابت الانسانية عن الوجدان الاسرائيلي على مدى نصف قرن من الزمن ارسلت فيه اسرائيل الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني الى المنافي البعيدة كلاجئين لا يحملون معهم غير مفاتيح منازلهم التي استولت عليها اسرائيل. ومع مفاتيح تلك المنازل حملوا صورها ومازالوا. ويبدو ان اسرائيل قد ادركت ان العالم قد اصبح قرية صغيرة في زمن الانترنت هذا بحيث لم يعد ممكنا التخفي خلف الاعيب السياسة والسياسيين. ولابد ان هذا هو السبب الذي حمل وزير الأمن الإسرائيلي، المستر آفي دختر، أن يحسم الجدل حول الدور الاسرائيلي في احداث دارفور ويكشف في محاضرة محضورة حكوميا واعلاميا القاها في يوم 4 يوليو من العام الحالي عن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه كل من لبنان، وسوريا، والعراق، وايران، ومصر والسودان. وقام معهد ابحاث الامن القومي الاسرائيلي بنشر نصوصها كاملة في الشبكة الدولية - الانترنت ليلتقط ناشط سوداني آثر تسريبات الجانب اليهودي من محاضرة وزير الأمن الاسرائيلي، مركزا على ما جاء فيها عن استراتيجية اسرائيل حول السودان عامة وحول اقليم دارفور خاصة، وكأن لسان حال ذلك الناشط السوداني كان يردد ما ردده الشاعر الأموي القديم:
أرى تحت الرماد وميض نار وأخشى ان يكون له ضرام.
ولكن ماذا قال وزير الامن الاسرائيلي عن مخطط دولته تجاه السودان فيما ترجم من محاضرته الصريحة الى درجة الوقاحة:
في بداية محاضرته سأل الوزير الاسرائيلي نفسه سؤالا لا بد انه كان يدور في خلد الكثيرين من مستمعي محاضرته وهو «لماذا التدخل الاسرائيلي في جنوب السودان في الماضي، والتدخل في د ارفور في الوقت الحاضر، رغم أن قدرة السودان على التأثير على الاوضاع في اسرائيل معدومة، ومعدومة كذلك قدرته على المشاركة الفعالة في قضية فلسطين؟
ويجيب الوزير الاسرائيلي على سؤاله بصراحة ووقاحة اكثر ويقول بالحرف:
«اسرائيل سبق أن حددت وبلورت سياساتها واستراتيجياتها تجاه العالم العربي بصورة تتجاوز المدى الحالي والمدى المنظور.ورأى الاستراتيجيون الاسرائيليون وقتها أن السودان، بموارده الطبيعية الكبيرة، ومساحته الواسعة، وعدد سكانه الكبير، اذا ترك لحاله، فسوف يصبح اهم من مصر والسعودية والعراق. وسوف يصبح قوة هائلة تضاف الى قوة العالم العربي.وذّكر الوزير الاسرائيلي مستمعيه ببعض اسهامات السودان في الماضي في المجهود الحربي العربي ضد دولة اسرائيل باعتبار نفسه دولة عربية تمثل عمقا استراتيجيا حربيا للجيش المصري. وقال ان السودان شارك في حرب الاستنزاف التي شنها الرئيس عبد الناصر ضد اسرائيل بين عامي 68 و 70 عن طريق ايواء سلاح الجو المصري، وتوفير المجال لتدريب القوات البرية المصرية. وحتى لا يتكرر هذا كان على الجهات المختصة الاسرائيلية أن تحاصر السودان في المركز وفي الاطراف بنوع من الازمات والمعضلات التي يصعب حلها».
ومضى وزير الامن الاسرائيلي في بجاحة من لم يعد يخشى شيئا، يقول في محاضرته إنه كان لزاما على اسرائيل ان تنزع المبادرة من يد السودان حتى لا يتمكن من بناء دولة قوية ومستقرة، وكان هذا العمل بمثابة التنفيذ الفعلي للاستراتيجية الاسرائيلية التي تبنتها رئيسة الوزراء الاسرائيلية جولدا مائير منذ العام 1967 والخاصة بإضعاف الدول العربية واستنزاف طاقاتها في اطار المواجهة مع اعدائنا. وكشف الوزير الاسرائيلي عن بؤر ومرتكزات اقامتها اسرائيل حول السودان لكي ينطلق منها المخطط الاسرائيلي. قال الوزير الاسرائيلي ان تلك البؤر أوجدت في اثيوبيا وأوغندا وكينيا وزائير، واشرف عليها قادة اسرائيل المتعاقبون من بن قوريون وليفي شكول وجولدا مائير ومناحم بيغن واسحاق شامير واسحاق رابين وارييل شارون. وذكر الوزير أن اقامة تلك المرتكزات والبؤر في الدول المذكورة والمجاورة للسودان حتمه بعد السودان الجغرافي عن اسرائيل. ويرى الوزير الاسرائيلي ان المخطط قد نجح في اعاقة قدرة السودان على اقامة دولة سودانية قادرة على تبوء موقع الصدارة في المنطقتين العربية والافريقية.
غير ان اخطر اعترافات وزير الامن الاسرائيلي حول السودان واكثرها استفزازا جاءت في الشق الخاص بأزمة دارفور من حديثه. فالوزير يقول بالفم المليان «إن تدخلنا في دارفور وتصعيد الاوضاع فيها كان حتميا. فنحن نضع نصب اعيننا دائما خلق سودان ضعيف ومجزأ.كما نضع في اعيننا كذلك حق سكان دارفور وواجبنا الادبي والاخلاقي تجاههم».
ومضى الوزير الى القول ان الموقف الذي يعبر عنه بصفته وزيرا اسرائيليا، تعبر عنه كذلك منظمات المجتمع الاسرائيلي. وقال لهذه الاسباب هم موجودون في دارفور لوقف الفظائع ضد شعبها، ولتأكيد حقه في التمتع (بالاستقلال) وادارة شؤونه بنفسه.وزعم الوزير أن العالم يتفق معهم في انه لابد من التدخل في دارفور.وقد ساعد الموقف العالمي - حسب زعمه - في تفعيل الدور الاسرائيلي واسناده كدور منفصل عن الدورين الأميركي والأوروبي.
ويكشف وزير الأمن الاسرائيلي في محاضرته ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون كان هو صاحب فكرة تفجير الاوضاع في دارفور حين يقول بالحرف ان ارييل شارون « اثبت انه يمتلك نظرا ثاقبا وانه يفهم الاوضاع في القارة الافريقية.وقد تبين ذلك من خلال خطاب كان شارون قد تحدث فيه عن ضرورة التدخل في دارفور. وهذا ما تحقق بالفعل، وبنفس الآلية والوسائل والاهداف التي رمت اليها اسرائيل. وطمأن الوزير الاسرائيلي مستمعيه بأن قدرا كبيرا وهاما من الاهداف الاسرائيلية تجد فرصتها للتنفيذ في دارفور الآن.
الفقرات الماضية لابد انها تمثل أجرأ ما يمكن ان يتحدث به وزير أمن، اسرائيليا كان ام غيره. وهي تعكس روح التحدي وعدم مبالاة اسرائيل بخصومها العرب. فها هو وزير الامن الاسرائيلي يذيع على الملأ اخطر اسرار التحرك الاسرائيلي ضد دولة عربية هي السودان، البعيد جغرافيا عن اسرائيل.
ربما كان هدف الوزير ومؤسسته التي يديرها هو اشاعة المزيد من الاحباط في نفوس الشعوب العربية بهذ الحديث غير المبالي والاستفزازي.والمثير للاستغراب. ولكن الشعور بالاستغراب سينتهي تماما عندما يطالع المستغربون ردود الوزير على اسئلة مستمعيه. ففي رده على سؤال من نائبه عن مستقبل السودان، اجاب الوزير اجابة خطيرة فحواها ان هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة ومصر ترى «ضرورة ان يستقل جنوب السودان واقليم دارفور».
قلت ان اجابة الوزير هي اجابة خطيرة.اذ انه من المعروف ان الولايات المتحدة لا تشجع اية انشطارات جديدة في افريقيا خوفا على الاستقرار الاقتصادي والتجاري والسياسي في المنطقة الغنية بالمواد الاولية التي تحتاجها الصناعات الاميركية. كما ان انشطار السودان سوف يغري الارومو في اثيوبيا لفعل الشيء ذاته، وسوف يفجر الاوضاع في أوغندا بين البوقندا اصحاب الارث الملوكي القديم الذين لم ينسوا بعد كيف كان صولجان الكباكا، وبين الاشولي القبيلة الحربية المشاكسة التي اضاع عليها عيدي أمين مجدها الذي حققته على يد فتاها ملتون ابوتي الذي حرر أوغندا ثم سلبه عسكر الكاكوا بقيادة عيدي امين سلطته لتبقى الضغينة الكامنة في النفوس انتظارا للفرصة المواتية. اما ادعاء الوزير بأن مصر هي واحدة من الدول التي تطالب باستقلال الجنوب ودارفور فهو قد يجعل القارئ لهذا التقرير يمدد رجليه كما فعل ابوحنيفة النعمان؟
الامل والرجاء هو أن يقرأ ابناء دارفور هذا التقرير بعين فاحصة وعقل متدبر. وأن يطرحوا بعض الاسئلة الضرورية على انفسهم: و ان يتدبروا قول الوزير الاسرائيلي أن كل ما تحقق في دارفور هوبعض ما خططه ارييل شارون ( وبنفس الآليات والوسائل!)
ودعونا نقول يحفظ الله السودان، البلد والشعب،من كيد اسرائيل التي لا تريد له ان يستقر. ولكن لابد من طرح الشق الآخر من السودان وهوكيف ولماذا نجحت اسرائيل في تنفيذ مخططها القديم في دارفور ذلك المخطط الذي ظل حبيس ادراج الصهاينة وصدورهم حتى وقت قريب. دعونا نوقد شمعة في الاركان المظلمة من حياتنا السياسية قبل أن نلعن الظلام. وليحفظ الله السودان من كيد نفسه ومن كيد اعدائه.
وللاخوة في دارفور اقول ان هذا التقرير جارح لكرامة الامة الدارفورية قبل كرامة عموم امة السودان. فغدا قد تذهب «الانقاذ» التي نعارضها، ولكن هل يبقى السودان؟ ذلك هو السؤال الذي يضنيني الانتظار للحصول على اجابة شافيه عليه.
http://tbn1.google.com/images?q=tbn:wiZd5akEscOGBM:http://www.moheet.com/image/60/225-300/603560.jpg http://tbn3.google.com/images?q=tbn:lTSDBRZ0o1eiEM:http://bp3.blogger.com/_GSOjk9HArII/R-mT-q7imiI/AAAAAAAAADE/4dTC9nhYfUE/s320/1615314109.jpg
علينا أن نسئل اين العرب من كل هذا التخطيط التخطيط اليهودي ضد دوله عربيه شقيقه؟
لماذا كل هذا السكوت الى أن يقع الفأس في الرأس؟
اليس طلب الغرب بمحاكمة الرئيس السوداني يذكرنا بمحاكمة الرئيس صدام ؟
وهل ينتظر حكام العرب حتى يأتوا برؤؤسهم واحد تلو اخر؟
اليس الاجدي ان نلغي كل عمليات التطبيع ونحمل السلاح ؟
اليس اذا تدخل القطريون او الايرانيون ستقوم القيامه ولاتقعد في ارض الكنانه ؟
أيوجد تصريح اقوى من تصريح الوزير الصهيوني ضد مخططاتهم ضد الدول العربيه واسلاميه معا؟
وبالمقابل لماذا نتحرك ضد اليهود ماداموا بعيدين عننا؟
وماذا يوجد في السودان من الخيرات لكي نهب لمساعدتها؟
اليس الاجدر أن هم انفسهم أي السودانيون بحلون مشاكلهم بعيدا عنا؟
ودمتم بخيــر
وزير الأمن الإسرائيلي ... يكشف مخطط تل أبيب لتفتيت السودان!
د.على حمد إبراهيم
خمس سنوات مضت منذ أن فجرت مجموعات مسلحة في دارفور تمردا عسكريا فاجأ كل المراقبين المحليين والعالميين نسبة لقوة الهجمة التي بدأ بها التمرد وهي قوة تفوق قدرات المتمردين العسكرية والتقنية بصورة جلية.
ولم يمض وقت طويل حتى أخذت اصابع الاتهام تشير الى دور اسرائيل والمنظمات اليهودية في تفجير الاوضاع في الاقليم المنزوي في الاطراف الغربية من السودان والبعيد جغرافيا وسياسيا وثقافيا من اسرائيل، خصوصا بعد أن تجرأ بعض قادة التمرد بالحديث علنا عن دعم تلقوه من اسرائيل الى درجة الافصاح عن رغبتهم في فتح مكاتب اتصال فيها.
وكان على هؤلاء السيد عبد الواحد محمد نور المقيم في باريس والذي صار الوسطاء يخطبون وده وهو يردهم في تمنع ظاهري لا يعلم احد يقينا مدى الحقيقة والمصداقية فيه.
من جانبها التزمت اسرائيل الصمت ولم تشأ أن تنص علاقتها بتفجير الاوضاع في اقليم دارفور أو الاعتراف بدورها في الذي يحدث في الاقليم ذي الثقافة الاسلامية المتجذرة لدرجة التزمت. فهو الاقليم الذي يشار الى أهله بأنهم حفظة القرآن كابرا عن كابر. ورغم صمتها وعدم بوحها، الا أن اسرائيل اخذت تعلن من حين الى آخر عن تسرب مجموعات كبيرة من سكان اقليم دارفور الى داخل حدودها، وانها اضطرت الى قبولهم كلاجئين اليها لاسباب انسانية. ويبدو الامر هنا كنوع من التمهيد للاعتراف بدورها في ما يجري في الاقليم، لاسيما بعد ان تزايدت سخرية الساخرين من ادعائها بأنها قبلت بعض المهاجرين من دارفور لاسباب انسانية. اذ تساءل مراقبون كثيرون لماذا غابت الانسانية عن الوجدان الاسرائيلي على مدى نصف قرن من الزمن ارسلت فيه اسرائيل الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني الى المنافي البعيدة كلاجئين لا يحملون معهم غير مفاتيح منازلهم التي استولت عليها اسرائيل. ومع مفاتيح تلك المنازل حملوا صورها ومازالوا. ويبدو ان اسرائيل قد ادركت ان العالم قد اصبح قرية صغيرة في زمن الانترنت هذا بحيث لم يعد ممكنا التخفي خلف الاعيب السياسة والسياسيين. ولابد ان هذا هو السبب الذي حمل وزير الأمن الإسرائيلي، المستر آفي دختر، أن يحسم الجدل حول الدور الاسرائيلي في احداث دارفور ويكشف في محاضرة محضورة حكوميا واعلاميا القاها في يوم 4 يوليو من العام الحالي عن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه كل من لبنان، وسوريا، والعراق، وايران، ومصر والسودان. وقام معهد ابحاث الامن القومي الاسرائيلي بنشر نصوصها كاملة في الشبكة الدولية - الانترنت ليلتقط ناشط سوداني آثر تسريبات الجانب اليهودي من محاضرة وزير الأمن الاسرائيلي، مركزا على ما جاء فيها عن استراتيجية اسرائيل حول السودان عامة وحول اقليم دارفور خاصة، وكأن لسان حال ذلك الناشط السوداني كان يردد ما ردده الشاعر الأموي القديم:
أرى تحت الرماد وميض نار وأخشى ان يكون له ضرام.
ولكن ماذا قال وزير الامن الاسرائيلي عن مخطط دولته تجاه السودان فيما ترجم من محاضرته الصريحة الى درجة الوقاحة:
في بداية محاضرته سأل الوزير الاسرائيلي نفسه سؤالا لا بد انه كان يدور في خلد الكثيرين من مستمعي محاضرته وهو «لماذا التدخل الاسرائيلي في جنوب السودان في الماضي، والتدخل في د ارفور في الوقت الحاضر، رغم أن قدرة السودان على التأثير على الاوضاع في اسرائيل معدومة، ومعدومة كذلك قدرته على المشاركة الفعالة في قضية فلسطين؟
ويجيب الوزير الاسرائيلي على سؤاله بصراحة ووقاحة اكثر ويقول بالحرف:
«اسرائيل سبق أن حددت وبلورت سياساتها واستراتيجياتها تجاه العالم العربي بصورة تتجاوز المدى الحالي والمدى المنظور.ورأى الاستراتيجيون الاسرائيليون وقتها أن السودان، بموارده الطبيعية الكبيرة، ومساحته الواسعة، وعدد سكانه الكبير، اذا ترك لحاله، فسوف يصبح اهم من مصر والسعودية والعراق. وسوف يصبح قوة هائلة تضاف الى قوة العالم العربي.وذّكر الوزير الاسرائيلي مستمعيه ببعض اسهامات السودان في الماضي في المجهود الحربي العربي ضد دولة اسرائيل باعتبار نفسه دولة عربية تمثل عمقا استراتيجيا حربيا للجيش المصري. وقال ان السودان شارك في حرب الاستنزاف التي شنها الرئيس عبد الناصر ضد اسرائيل بين عامي 68 و 70 عن طريق ايواء سلاح الجو المصري، وتوفير المجال لتدريب القوات البرية المصرية. وحتى لا يتكرر هذا كان على الجهات المختصة الاسرائيلية أن تحاصر السودان في المركز وفي الاطراف بنوع من الازمات والمعضلات التي يصعب حلها».
ومضى وزير الامن الاسرائيلي في بجاحة من لم يعد يخشى شيئا، يقول في محاضرته إنه كان لزاما على اسرائيل ان تنزع المبادرة من يد السودان حتى لا يتمكن من بناء دولة قوية ومستقرة، وكان هذا العمل بمثابة التنفيذ الفعلي للاستراتيجية الاسرائيلية التي تبنتها رئيسة الوزراء الاسرائيلية جولدا مائير منذ العام 1967 والخاصة بإضعاف الدول العربية واستنزاف طاقاتها في اطار المواجهة مع اعدائنا. وكشف الوزير الاسرائيلي عن بؤر ومرتكزات اقامتها اسرائيل حول السودان لكي ينطلق منها المخطط الاسرائيلي. قال الوزير الاسرائيلي ان تلك البؤر أوجدت في اثيوبيا وأوغندا وكينيا وزائير، واشرف عليها قادة اسرائيل المتعاقبون من بن قوريون وليفي شكول وجولدا مائير ومناحم بيغن واسحاق شامير واسحاق رابين وارييل شارون. وذكر الوزير أن اقامة تلك المرتكزات والبؤر في الدول المذكورة والمجاورة للسودان حتمه بعد السودان الجغرافي عن اسرائيل. ويرى الوزير الاسرائيلي ان المخطط قد نجح في اعاقة قدرة السودان على اقامة دولة سودانية قادرة على تبوء موقع الصدارة في المنطقتين العربية والافريقية.
غير ان اخطر اعترافات وزير الامن الاسرائيلي حول السودان واكثرها استفزازا جاءت في الشق الخاص بأزمة دارفور من حديثه. فالوزير يقول بالفم المليان «إن تدخلنا في دارفور وتصعيد الاوضاع فيها كان حتميا. فنحن نضع نصب اعيننا دائما خلق سودان ضعيف ومجزأ.كما نضع في اعيننا كذلك حق سكان دارفور وواجبنا الادبي والاخلاقي تجاههم».
ومضى الوزير الى القول ان الموقف الذي يعبر عنه بصفته وزيرا اسرائيليا، تعبر عنه كذلك منظمات المجتمع الاسرائيلي. وقال لهذه الاسباب هم موجودون في دارفور لوقف الفظائع ضد شعبها، ولتأكيد حقه في التمتع (بالاستقلال) وادارة شؤونه بنفسه.وزعم الوزير أن العالم يتفق معهم في انه لابد من التدخل في دارفور.وقد ساعد الموقف العالمي - حسب زعمه - في تفعيل الدور الاسرائيلي واسناده كدور منفصل عن الدورين الأميركي والأوروبي.
ويكشف وزير الأمن الاسرائيلي في محاضرته ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون كان هو صاحب فكرة تفجير الاوضاع في دارفور حين يقول بالحرف ان ارييل شارون « اثبت انه يمتلك نظرا ثاقبا وانه يفهم الاوضاع في القارة الافريقية.وقد تبين ذلك من خلال خطاب كان شارون قد تحدث فيه عن ضرورة التدخل في دارفور. وهذا ما تحقق بالفعل، وبنفس الآلية والوسائل والاهداف التي رمت اليها اسرائيل. وطمأن الوزير الاسرائيلي مستمعيه بأن قدرا كبيرا وهاما من الاهداف الاسرائيلية تجد فرصتها للتنفيذ في دارفور الآن.
الفقرات الماضية لابد انها تمثل أجرأ ما يمكن ان يتحدث به وزير أمن، اسرائيليا كان ام غيره. وهي تعكس روح التحدي وعدم مبالاة اسرائيل بخصومها العرب. فها هو وزير الامن الاسرائيلي يذيع على الملأ اخطر اسرار التحرك الاسرائيلي ضد دولة عربية هي السودان، البعيد جغرافيا عن اسرائيل.
ربما كان هدف الوزير ومؤسسته التي يديرها هو اشاعة المزيد من الاحباط في نفوس الشعوب العربية بهذ الحديث غير المبالي والاستفزازي.والمثير للاستغراب. ولكن الشعور بالاستغراب سينتهي تماما عندما يطالع المستغربون ردود الوزير على اسئلة مستمعيه. ففي رده على سؤال من نائبه عن مستقبل السودان، اجاب الوزير اجابة خطيرة فحواها ان هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة ومصر ترى «ضرورة ان يستقل جنوب السودان واقليم دارفور».
قلت ان اجابة الوزير هي اجابة خطيرة.اذ انه من المعروف ان الولايات المتحدة لا تشجع اية انشطارات جديدة في افريقيا خوفا على الاستقرار الاقتصادي والتجاري والسياسي في المنطقة الغنية بالمواد الاولية التي تحتاجها الصناعات الاميركية. كما ان انشطار السودان سوف يغري الارومو في اثيوبيا لفعل الشيء ذاته، وسوف يفجر الاوضاع في أوغندا بين البوقندا اصحاب الارث الملوكي القديم الذين لم ينسوا بعد كيف كان صولجان الكباكا، وبين الاشولي القبيلة الحربية المشاكسة التي اضاع عليها عيدي أمين مجدها الذي حققته على يد فتاها ملتون ابوتي الذي حرر أوغندا ثم سلبه عسكر الكاكوا بقيادة عيدي امين سلطته لتبقى الضغينة الكامنة في النفوس انتظارا للفرصة المواتية. اما ادعاء الوزير بأن مصر هي واحدة من الدول التي تطالب باستقلال الجنوب ودارفور فهو قد يجعل القارئ لهذا التقرير يمدد رجليه كما فعل ابوحنيفة النعمان؟
الامل والرجاء هو أن يقرأ ابناء دارفور هذا التقرير بعين فاحصة وعقل متدبر. وأن يطرحوا بعض الاسئلة الضرورية على انفسهم: و ان يتدبروا قول الوزير الاسرائيلي أن كل ما تحقق في دارفور هوبعض ما خططه ارييل شارون ( وبنفس الآليات والوسائل!)
ودعونا نقول يحفظ الله السودان، البلد والشعب،من كيد اسرائيل التي لا تريد له ان يستقر. ولكن لابد من طرح الشق الآخر من السودان وهوكيف ولماذا نجحت اسرائيل في تنفيذ مخططها القديم في دارفور ذلك المخطط الذي ظل حبيس ادراج الصهاينة وصدورهم حتى وقت قريب. دعونا نوقد شمعة في الاركان المظلمة من حياتنا السياسية قبل أن نلعن الظلام. وليحفظ الله السودان من كيد نفسه ومن كيد اعدائه.
وللاخوة في دارفور اقول ان هذا التقرير جارح لكرامة الامة الدارفورية قبل كرامة عموم امة السودان. فغدا قد تذهب «الانقاذ» التي نعارضها، ولكن هل يبقى السودان؟ ذلك هو السؤال الذي يضنيني الانتظار للحصول على اجابة شافيه عليه.
http://tbn1.google.com/images?q=tbn:wiZd5akEscOGBM:http://www.moheet.com/image/60/225-300/603560.jpg http://tbn3.google.com/images?q=tbn:lTSDBRZ0o1eiEM:http://bp3.blogger.com/_GSOjk9HArII/R-mT-q7imiI/AAAAAAAAADE/4dTC9nhYfUE/s320/1615314109.jpg
علينا أن نسئل اين العرب من كل هذا التخطيط التخطيط اليهودي ضد دوله عربيه شقيقه؟
لماذا كل هذا السكوت الى أن يقع الفأس في الرأس؟
اليس طلب الغرب بمحاكمة الرئيس السوداني يذكرنا بمحاكمة الرئيس صدام ؟
وهل ينتظر حكام العرب حتى يأتوا برؤؤسهم واحد تلو اخر؟
اليس الاجدي ان نلغي كل عمليات التطبيع ونحمل السلاح ؟
اليس اذا تدخل القطريون او الايرانيون ستقوم القيامه ولاتقعد في ارض الكنانه ؟
أيوجد تصريح اقوى من تصريح الوزير الصهيوني ضد مخططاتهم ضد الدول العربيه واسلاميه معا؟
وبالمقابل لماذا نتحرك ضد اليهود ماداموا بعيدين عننا؟
وماذا يوجد في السودان من الخيرات لكي نهب لمساعدتها؟
اليس الاجدر أن هم انفسهم أي السودانيون بحلون مشاكلهم بعيدا عنا؟
ودمتم بخيــر