التيما
24-01-2009, 04:07 AM
جاني عن طريق الإيميل .. آلمني اجمل الكلام من هالانسان عن بلدي بصورة احرجتني لاننا لا نتكلم عنها بهذه الصورة ..
فهالانسان يأبى أن يكون ما ذكره دفاع عن قطر .. ولكنه أجمل ما يشعر ويكنه لقطر ..
7
7
7
اسمحوا لي قبل أي شيء أن أقدم أوراق اعتمادي وخلفية بسيطة عني قبل أن أعرض لأرائي وشهادتي التي أضعها للتاريخ، وإن كنت أعلم أنني قد افتقد الحيثية والأهمية التي يفترضها التاريخ في رجاله وصانعيه. ولرب مقولة تخلدها الأيام وتذكرها وليس قائلها بفارس ولا أمير ولا قائد ولا عضو لجنة سياسات ولا رئيسا لجمهورية ولا مفكرا وأديبا. أعرف أن صانعي التاريخ رجال بحجم قامة محمد حسنين هيكل مثلا أو عبد الناصر أو نزار قباني أو الحريري أو الملك فيصل وتستمر القائمة بلا نهاية إلى أن يشاء الله رب العالمين، ولن يكفيني شرف المحاولة.
أولا : أنا من مطاريد الدوحة بمعنى أنني أحد الذين عانوا من قوانين الهجرة والعمل القطرية حيث تم إبعادي عن البلاد إثر طلبي لنقل كفالتي لجهة حكومية قطرية ونتيجة لرفض الطلب تم إبعادي وأسرتي لمدة عامين. همس في أذناي أيامها البعض قطريون ومصريون بأنني أحمق لطلبي نقل الكفالة لجهة حكومية أو حتى لقطاع خاص أحصل فيه على راتب مميز وبرروا اتهامهم لي بالحمق بوجود قانون غير مكتوب يمنع هذا عن المصريين وبعض الجنسيات العربية الأخرى وإن كان تطبيقه على المصريين أقوى وأسرع. عدت إلى مصر مع أسرتي أجر أذيال الخيبة والأسى لما حدث لي.
لقد ذكرت ما ذكرت أعلاه لأوضح أنني لا أعمل بقطر ولا أعيش بها ولست قطريا ولا عميلا ولا ولا ولا .... بل إنني أحد الموتورين الراغبين في الانتقام ونهش اللحم ولعل ما حدث لي يؤسس لمصداقية ما أدلي به من رأي فيما يلي أدناه.
سافرت إلى الدوحة في عام 2004 وتزوجت بها في 2005 وأنجبت طفلتي في 2005 وطُردت منها في 2006. أي أنني دخلت قطر بعد ما يقرب من تسعة أعوام من تولي سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني.
شرفت بالعمل في قطر وأسعدني حظي نتيجة لطبيعة عملي كمترجم أن أختلط وأتعامل مع قطريين وقطريات وعرب وأجانب من كافة الجنسيات. عملت بجانب عملي الأساسي في الكثير من الأعمال التطوعية والتي كان من ثمارها عرض العمل الذي أدى في النهاية لترحيلي عن الدوحة.
وفي مصر ومنذ تخرجي من الجامعة وكقروي ساذج بلا واسطة ولا ظهر، شققت طريقي فعشت في العشوائيات وعملت في كافة الأعمال وسكنت وزرت أماكن لم يكن يخطر ببالي ولا ببال أهلي أني يوما زائرها. وبمرور السنين، تطور حالي ودخلت مجتمع الصفوة وعلية القوم وجالست أكلة السوشي ومتخذي القرارات السيادية وغير السيادية وجالست وزراء وفنانين ومفكرين وساسة وكل هذا بسبب طبيعة عملي وليس لأي أمر أخر.
وأعمل منذ عودتي من قطر بشركة أمريكية رائدة وأحصل على راتب جيد جدا والحمد لله وعن طريق عملي زاد تغلغلي في طبقات منفصلة ومستقلة من المجتمع المصري.
ما سبق هو تقديمي وشرح لظروفي للتأكيد على تضرري من قوانين دولة قطر ولنفي المصلحة عما سأكتبه فيما يلي.
"منذ عودتي لمصر من عامين تقريبا، والحملات تتوالى كل حين هجوما على قطر وحاكمها وجزيرتها. وقفت دائما ساكنا لا أعير تلك الحملات أي اهتمام وكان ذلك بالطبع موقفا سلبيا من إنسان كما نقول في مصر "لحم كتافه من خير قطر" ولكن وبسبب أحداث غزة وما تلاها وبسبب مقال نُشر في الطبعة الأسبوعية من جريدتي المفضلة عن مصري من مائة ألف مصري يعيشون بالدوحة، آثرت أن أعبر عما يراه باقي المائة ألف مصري يعيشون ويعملون بالدوحة.
أولا أحكي قصة قصيرة حدثت لي عام 1996، كنت طالبا بكلية الآداب بجامعة المنوفية بشبين الكوم، وكنت راكبا سيارة السرفيس متوجها للموقف لركوب سيارة لقريتي، وفجأة توقفت السيارة وحاصر الطريق قوات من الشرطة، وفوجئت ومعي باقي الركاب بسيارة فخمة وجميلة تتهادى في حراسة الشرطة، فرحت وزغرد قلبي، أمي دعيالي هشوف وزير ولا محافظ – التشريفة لم تكن تليق بمقام السيد الرئيس "حفظه الله ورعاه" – لكن صدمتي أن التشريفة وإيقاف الطريق وتعطيل مصالح العباد، كان بسبب مرور السيد المبجل رئيس المدينة!!!!!!!!!!
------------------------
يعادل هذا الموقف ما حدث لي وزوجتي وحماي العزيز بالدوحة بدوار مستشفى حمد والدوار لمن لا يعرفه هو أحد أوجه العذاب والتي حين كنت في قطر كانت حكومتها تعمل على أتمتتها وتحويلها لإشارات إلكترونية وكان بالدوار عسكري ينظم مرور السيارات عبره ولم يكن هذا العسكري قطريا بل كانت ملامحه أقرب للهنود، كنت نافذ الصبر لطول وقوفي بالدوار وإن لم أجروء بالطبع على مخالفة القانون والضغط على آلة التنبيه ومخالفة القانون، وفجأة أحسست بالهرج والمرج من حولي فتطلعت للسيارات بجواري فوجدتهم شاخصين بأنظارهم نحو سيارة ما ويلوحون بسعادة ودون هتافات لسيارة تقف معنا في الدوار، قلت في عقل بالي تلاقيهم شافوا فنان ولا شخصية مشهورة، وإذا فجأة أكتشف أن من يقف في الدوار مثله مثل مواطني شعبه ومواطني الشعوب الأخرى العاملة بدولته هو سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بنفسه – رجل يقود سيارته أمنا مطمئنا دون حراسة زائدة ودون غلق الطرق والمعابر ليمر. تذكرت حينها قول من قال "حكمت فأمنت فنمت يا عمر".
حاكم دولة ... أمير بكل ما تحمله الإمارة من وضع واعتبارات ... بلا حراسة تقريبا يتجول في الطرقات ... بل وما يزيد الأمر تعجبا أن يفتح نوافذ سيارته مخاطبا البشر من حوله ... والأكثر أن يقف في الدوار خاضعا لحكم القانون ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثاني، كنت بزيارة لصديق لي اسمه رضا عبد النعيم يعمل بمحل ما وأخبرني صديقي عن مدى حزن صاحب المحل الذي يعمل به. وعندما سألته لماذا حزن رئيسك في العمل أخبرني قصة مفادها أن – السيدة الفاضلة والتي أحب أن أطلق عليها شخصيا أم الرجال - سمو الشيخة موزة كانت بالمول تتسوق وزارت محلهم لشراء وضع تحت كلمة شراء مليون خط فالشراء يعني دفع الثمن وانتفاء الهدية بعض الأشياء ولم تجد كل ما تريد فاشترت ودفعت ثمن ما أخذت وانصرفت لمحل آخر تبحث عن باقي الأشياء وأخبرني صديقي أن صاحب المحل كان يود أن يشرف بتلبية كافة مشتريات سمو الأميرة. قلت لصديقي وطبعا كانوا قافلين المول ومضيقين على العباد ... يعني ناس تتسوق وناس تتمنع ... نظر لي صاحبي طويلا والحسرة والعجب يملئان وجه، أن المول كان مفتوحا للكافة ولكل من يريد الدخول والخروج. أضع هذه الحادثة أمام كل من يرغب في التحليل ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثالث، كجزء من طبيعة عملي أسافر لكثير من الدول العربية، ومنذ شهور قليلة زرت لبنان وما أجملها من زيارة، المهم خرجت في أول يوم أجوب شوارع بيروت وجلس على أحد المقاهي وطلبت فنجانا من القهوة، بجانبي يجلس مجموعة من الشباب اللبناني والعربي، يتحاورون ويتناقشون ويتبادلون الآراء ... لاحظوا اهتمامي بالحوار وما يدور به ولربما كشف وجهي عن رغبتي في المشاركة فدعوني لمائدتهم وعندما عرفوا أنني مصري، انهالوا علي بالأسئلة عن مصر وأحاطوني بجو من المشاعر الإيجابية التي عبروا فيها عن حبهم لمصر الشعب والموقف ... فوجئت أن الجالسين يمثلون طوائف مخالفة من الشعب اللبناني وشباب قطري قادم للبنان لدعم المقاومة والمشاركة في جهود أعمار لبنان ... شباب قطري مرفه ... يحمل على كتفيه هموم أمته .... عرفت أنهم سبق لهم زيارة غزة وأن بغزة وبيروت مجموعات من المتطوعين القطريين بجهدهم ومالهم لأعمار فلسطين ولبنان. ما أدهشني في البداية هو مستوى الحوار وأسلوبه وما زاد دهشتي رؤيتي لسباب كما الورد واهتمامهم وسماح حكومتهم لهم بأن يهتموا ويشاركوا ويعبروا ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الرابع، قطر تستضيف قاعدة أمريكية وفي نفس الوقت يخرج شيخ قطري ليهدي صدام طائرة وثان يمول جهودا حربية عراقية وشباب قطريين يدعمون المقاومة العراقية ... قلت أكيد مآلهم المعتقلات والسجون ولكن رأيتهم بعيني وتكلمت معهم فلم تستضيفهم الاستخبارات ولا المخابرات ولا على ولا أم على ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الخامس، تستعين بي صديقة مصرية تعمل بجهة أمريكية سيادية ... لمراجعة ترجمة قامت بها للعربية لبنود اتفاقية بين حكومتي قطر والولايات المتحدة الأمريكية ... واقرأ بنودا سرية لا أتذكرها للأسف حاليا ولكن كلها تؤكد على سيادة وحرية القرار القطري بل وتشير إلى أن وجود القاعدة هو لحماية مصالح قطر أولا ولا يحق استخدامها في أي عمليات عدائية غير دفاعية إلا تحت مظلة مجلس الأمن والأمم المتحدة... دولة تتمسك بحريتها في سيادة ترابها حتى ولو كان تمسكا شكليا كما قد يدعي البعض ... وأفراد آخرون تتيح لهم اتفاقيات وقوانين دولية غلق سمائهم وقناتهم وإعلامهم ضد الاستخدام العسكري ويتنازلوا عن هذا الحق ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف السادس، اعتقد أحد أصدقائي أن تعرض لحادثة نصب وسعى للذهاب لقسم شرطة السد للإبلاغ عن شكوكه وتوجيه الاتهامات ... يقابلنا ضابط قطري مهذب للغاية ... يدعونا للجلوس... يستوضحنا الموقف ... يثنينا عن توجيه اتهام رسمي للشخص الآخر حتى يقوم باستجلاء الموقف بطريقة ودية حتى لا نتسبب كمصرين في آذى مصري آخر يعيش ويعمل بالدوحة ... يا الله ... قطري يعمل على حفظ صورة المصريين والحفاظ على علاقات ودية بينهم ... يقوم بعمل اتصالات ... كان مفادها خروج المصري المعني بسيارة نقل تحمل البضائع التي أرسلها صديقي لأهله ... يتابع الضابط القطري الموقف مع السلطات السعودية حتى يعرف أن المذكور في انتظار العبارة ونفذ رصيده لذلك لم يستطع أن يتصل بصديقي ويطمئنه أو يرد على استفساراته ويأخذ تليفون الشاب المصري المذكور في مصر ويتابع معه حتى وصوله لمصر وتسليمه للمنقولات لأهل صديقي ويتفضل مشكورا بالاتصال بصديقي وطمأنته على أشيائه ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف السابع، ذهبت لجهة حكومية أمنية في قطر لإنجاز معاملات تختص بنقل الكفالة ... فوجئت بحاجتي لتصوير بعض المستندات وأنا بالدور الخامس ونحن برمضان وأنا شاب عمري 33 سنة ولكن من كثرة المشاوير بان التعب على ... كانت ماكينة التصوير لا تعمل ... فوجئت بالضابط القطري ... ينزل بنفسه للدور الأرضي ... حاملا أوراقي كاملة ... صور الورق وعاد لي وعندما حاولت أن أدفع ولو حتى مقابل التصوير ... رفض وكان مصرا إصرارا حقيقيا على دعوتي لتناول الإفطار معه ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثامن ... عندما عرفت بإبعادي نصحني البعض بالذهاب لوزير الداخلية وعرض الأمر عليه ولعل يكون في يده حل مشكلتي ... قلت إيه المجانين دول ... أروح أقابل وزير الداخلية ولو أنا رحت هقابله كده وفي نفس اليوم ... إذا كان أنا في الكلية كان دخولي لرئيس القسم ممكن يأخذ أيام لغاية لما يوافق يقعد معايا ومع زمايلي نناقش مشكلة ما ... المهم رحت وحدد لي موعد ثاني يوم وإن لم استطع الذهاب في الموعد لمرض ابنتي الشديد ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف التاسع، أكرمني الله ببنتي مريم في قطر ... كنت أيامها مفلسا وكانت ولادة مبكرة ولعدم اكتما الرئة لديها ظلت طفلتي في المستشفى في الرعاية الفائقة لمدة 30 يوما وظلت زوجتي مثلهم في الرعاية المركزة نتيجة لأعراض تسمم الحمل ... ذهبت لدفع الفاتورة حين الخروج من المستشفى ولم أدفع مليم أحمر ... لأن السيدة الفاضلة الشيخة موزة تتكفل بكافة مصروفات الولادة للقطريين والعرب ومصاريف العلاج للأطفال خلال العامين الأولين من عمرهم ... مقارنة بما حدث لي بعد ذلك بعامين من فقدي لابنتي الثانية سلمى لافتقار المستشفى للتجهيزات الطبية اللازمة وسدادي لمبلغ مرتفع جدا للمستشفى الخاص ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف العاشر، عملت بمركز الشفلح لذوي الاحتياجات الخاصة والخاضع لرعاية الشيخة موزة لمدة شهرين ولم أكمل العمل فيه لرفض نقل الكفالة وإبعادي وأسرتي عن البلاد ... لكن خلال هذه المدة القصيرة أسعدني الحظ وشرفت بالعمل مع خيرة العاملين العرب والقطرين والقطريات ... من عاش في دولة خليجية يعرف مدى الحرج والتحفظ الذي يتعامل الخليجي به مع عيوبه وعيوب مجتمعه ... لكن الشيخة موزة غيرت في تفكير القطري جعلته يدرك أن الضعف أساس القوة ... جعلته يدرك أن لا خجل أن يكون لي ولد أو بنت من ذوي الاحتياجات الخاصة ... عملت الشيخة موزة على توفر نقلة نوعية وكمية في التفكير القطري ... رسخت لمبدأ المساواة وحق الجميع في الحياة سليما كان أو مريضا ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الحادي عشر، أثناء عملي بمركز الشفلح والذي أعتقد أنه يعكس مدى التطور الحادث في دولة قطر، شرفت بالعمل مع قطريات يعملن ويجتهدن للحصول على أعلى الدرجات العلمية ولا يأنفن العمل ... عملت مع قطريات شرفن بالإسلام وشرف الإسلام بهم ... رأيت فيهن صورة المرأة العربية المسلمة الحقة ... رأيت فيهن السعي للعلم ... والعمل به ... قارنت بينهن وبين وضع قطر من عشرة سنوات مضت كما رأيتها وقرأت عنها على الإنترنيت وعرفت حينها أن مبادرات حكام قطر لم تكن عرضا إعلاميا ولكن تأسيسا لمجتمع مدني ... صحيح أنهم وفقا لليونسكو ما زالوا في ذيل القائمة ... ولكن يكفبهم شرف المحاولة والسعي ... نظرت من حولي فوجدت بعثات ترسل وجامعات عالمية معترف بها يتم إنشائها على أرض الدوحة ... فخرا بالعلم والثقافة والفن والأدب ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثاني عشر، وزير خارجية قطر على قناة الجزيرة مباشرة يتلقى الاتصالات والمكالمات بعضها هجوما وتأيدا وبعضها معارضة وتجريحا. والرجل يرد بكل أريحية ... بعضها من أصدقاء عرب ومصريين وقطرين على الهواء مباشرة ... بلا رقيب ... لا توجد خطوط حمراء ... كل ما يقال في غرف المعارضة المغلقة على الهواء مباشرة ... ولم يتم الحجر على رأي أو القبض على أي من أصدقائي المتصلين رغم عنف هجومهم ... عرفت حينها لماذا قناة الجزيرة وحينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثالث عشر، قناة الجزيرة تعرض برنامجا وثائقيا عن انقلاب الدوحة وتولي سمو الأمير حمد الإمارة ... عارضة السلبيات قبل الإيجابيات ومتيحة التعليق عليه بحرية على موقعها على الإنترنيت دونما رقيب ولا شرطي ولا أمن دولة ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الرابع عشر، بلدية الدوحة تمر على أماكن العمل وتعيد العاملين لبيوتهم لارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة مما يعرض صحتهم وليس حياتهم للخطر ... تتضمن قائمة العاملين بنجلاديشين وهنود ومصريين وأسيويين وسودانيين ... معرضة الدولة من جراء تكرار هذا القرار لخسائر مالية ... ورغم ذلك يخرج أحد مسئولو البلدية ليصرح أن صحة الإنسان لديهم وحياته أثمن من أي مبالغ مالية قد تخسرها مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الخامس عشر، عند ترحيلي وأسرتي لم أكبل بالأغلال أو أبقى في قسم الشرطة ولكن حدد لي الشرطي المسئول موعدا للقائه بمطار الدوحة والذي يتناسب مع موعد طائرتي وأنهى الإجراءات بكل لطف واحترام معتذرا عما حدث لي ومتمنيا لي خير سلامة والعودة ولو بعد حين ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
تتوالي المواقف وتعجز ذاكرتي عن سردها ... طوال ما يقرب من 3 أعوام قضيتها بالدوحة، لم أشهد سوى الكثير والكثير من الإيجابيات ... رأيت نهضة حقيقية تعليمية وحضارية وثقافية ... رأيت مجتمعا يتوجه نحو الليبرالية الإسلامية ... لقد أسعدني الحظ بزيارة دبي والبحرين ولبنان ... ولكن تظل الدوحة وأهلها وحكومتها في قلبي وروحي وعقلي ... فهنيئا لهم بحكامهم وهنيئا لحكماهم بشعبهم.
أسامة أنور راغب عبد المقصود
مترجم مصري
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=40353
فهالانسان يأبى أن يكون ما ذكره دفاع عن قطر .. ولكنه أجمل ما يشعر ويكنه لقطر ..
7
7
7
اسمحوا لي قبل أي شيء أن أقدم أوراق اعتمادي وخلفية بسيطة عني قبل أن أعرض لأرائي وشهادتي التي أضعها للتاريخ، وإن كنت أعلم أنني قد افتقد الحيثية والأهمية التي يفترضها التاريخ في رجاله وصانعيه. ولرب مقولة تخلدها الأيام وتذكرها وليس قائلها بفارس ولا أمير ولا قائد ولا عضو لجنة سياسات ولا رئيسا لجمهورية ولا مفكرا وأديبا. أعرف أن صانعي التاريخ رجال بحجم قامة محمد حسنين هيكل مثلا أو عبد الناصر أو نزار قباني أو الحريري أو الملك فيصل وتستمر القائمة بلا نهاية إلى أن يشاء الله رب العالمين، ولن يكفيني شرف المحاولة.
أولا : أنا من مطاريد الدوحة بمعنى أنني أحد الذين عانوا من قوانين الهجرة والعمل القطرية حيث تم إبعادي عن البلاد إثر طلبي لنقل كفالتي لجهة حكومية قطرية ونتيجة لرفض الطلب تم إبعادي وأسرتي لمدة عامين. همس في أذناي أيامها البعض قطريون ومصريون بأنني أحمق لطلبي نقل الكفالة لجهة حكومية أو حتى لقطاع خاص أحصل فيه على راتب مميز وبرروا اتهامهم لي بالحمق بوجود قانون غير مكتوب يمنع هذا عن المصريين وبعض الجنسيات العربية الأخرى وإن كان تطبيقه على المصريين أقوى وأسرع. عدت إلى مصر مع أسرتي أجر أذيال الخيبة والأسى لما حدث لي.
لقد ذكرت ما ذكرت أعلاه لأوضح أنني لا أعمل بقطر ولا أعيش بها ولست قطريا ولا عميلا ولا ولا ولا .... بل إنني أحد الموتورين الراغبين في الانتقام ونهش اللحم ولعل ما حدث لي يؤسس لمصداقية ما أدلي به من رأي فيما يلي أدناه.
سافرت إلى الدوحة في عام 2004 وتزوجت بها في 2005 وأنجبت طفلتي في 2005 وطُردت منها في 2006. أي أنني دخلت قطر بعد ما يقرب من تسعة أعوام من تولي سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني.
شرفت بالعمل في قطر وأسعدني حظي نتيجة لطبيعة عملي كمترجم أن أختلط وأتعامل مع قطريين وقطريات وعرب وأجانب من كافة الجنسيات. عملت بجانب عملي الأساسي في الكثير من الأعمال التطوعية والتي كان من ثمارها عرض العمل الذي أدى في النهاية لترحيلي عن الدوحة.
وفي مصر ومنذ تخرجي من الجامعة وكقروي ساذج بلا واسطة ولا ظهر، شققت طريقي فعشت في العشوائيات وعملت في كافة الأعمال وسكنت وزرت أماكن لم يكن يخطر ببالي ولا ببال أهلي أني يوما زائرها. وبمرور السنين، تطور حالي ودخلت مجتمع الصفوة وعلية القوم وجالست أكلة السوشي ومتخذي القرارات السيادية وغير السيادية وجالست وزراء وفنانين ومفكرين وساسة وكل هذا بسبب طبيعة عملي وليس لأي أمر أخر.
وأعمل منذ عودتي من قطر بشركة أمريكية رائدة وأحصل على راتب جيد جدا والحمد لله وعن طريق عملي زاد تغلغلي في طبقات منفصلة ومستقلة من المجتمع المصري.
ما سبق هو تقديمي وشرح لظروفي للتأكيد على تضرري من قوانين دولة قطر ولنفي المصلحة عما سأكتبه فيما يلي.
"منذ عودتي لمصر من عامين تقريبا، والحملات تتوالى كل حين هجوما على قطر وحاكمها وجزيرتها. وقفت دائما ساكنا لا أعير تلك الحملات أي اهتمام وكان ذلك بالطبع موقفا سلبيا من إنسان كما نقول في مصر "لحم كتافه من خير قطر" ولكن وبسبب أحداث غزة وما تلاها وبسبب مقال نُشر في الطبعة الأسبوعية من جريدتي المفضلة عن مصري من مائة ألف مصري يعيشون بالدوحة، آثرت أن أعبر عما يراه باقي المائة ألف مصري يعيشون ويعملون بالدوحة.
أولا أحكي قصة قصيرة حدثت لي عام 1996، كنت طالبا بكلية الآداب بجامعة المنوفية بشبين الكوم، وكنت راكبا سيارة السرفيس متوجها للموقف لركوب سيارة لقريتي، وفجأة توقفت السيارة وحاصر الطريق قوات من الشرطة، وفوجئت ومعي باقي الركاب بسيارة فخمة وجميلة تتهادى في حراسة الشرطة، فرحت وزغرد قلبي، أمي دعيالي هشوف وزير ولا محافظ – التشريفة لم تكن تليق بمقام السيد الرئيس "حفظه الله ورعاه" – لكن صدمتي أن التشريفة وإيقاف الطريق وتعطيل مصالح العباد، كان بسبب مرور السيد المبجل رئيس المدينة!!!!!!!!!!
------------------------
يعادل هذا الموقف ما حدث لي وزوجتي وحماي العزيز بالدوحة بدوار مستشفى حمد والدوار لمن لا يعرفه هو أحد أوجه العذاب والتي حين كنت في قطر كانت حكومتها تعمل على أتمتتها وتحويلها لإشارات إلكترونية وكان بالدوار عسكري ينظم مرور السيارات عبره ولم يكن هذا العسكري قطريا بل كانت ملامحه أقرب للهنود، كنت نافذ الصبر لطول وقوفي بالدوار وإن لم أجروء بالطبع على مخالفة القانون والضغط على آلة التنبيه ومخالفة القانون، وفجأة أحسست بالهرج والمرج من حولي فتطلعت للسيارات بجواري فوجدتهم شاخصين بأنظارهم نحو سيارة ما ويلوحون بسعادة ودون هتافات لسيارة تقف معنا في الدوار، قلت في عقل بالي تلاقيهم شافوا فنان ولا شخصية مشهورة، وإذا فجأة أكتشف أن من يقف في الدوار مثله مثل مواطني شعبه ومواطني الشعوب الأخرى العاملة بدولته هو سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بنفسه – رجل يقود سيارته أمنا مطمئنا دون حراسة زائدة ودون غلق الطرق والمعابر ليمر. تذكرت حينها قول من قال "حكمت فأمنت فنمت يا عمر".
حاكم دولة ... أمير بكل ما تحمله الإمارة من وضع واعتبارات ... بلا حراسة تقريبا يتجول في الطرقات ... بل وما يزيد الأمر تعجبا أن يفتح نوافذ سيارته مخاطبا البشر من حوله ... والأكثر أن يقف في الدوار خاضعا لحكم القانون ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثاني، كنت بزيارة لصديق لي اسمه رضا عبد النعيم يعمل بمحل ما وأخبرني صديقي عن مدى حزن صاحب المحل الذي يعمل به. وعندما سألته لماذا حزن رئيسك في العمل أخبرني قصة مفادها أن – السيدة الفاضلة والتي أحب أن أطلق عليها شخصيا أم الرجال - سمو الشيخة موزة كانت بالمول تتسوق وزارت محلهم لشراء وضع تحت كلمة شراء مليون خط فالشراء يعني دفع الثمن وانتفاء الهدية بعض الأشياء ولم تجد كل ما تريد فاشترت ودفعت ثمن ما أخذت وانصرفت لمحل آخر تبحث عن باقي الأشياء وأخبرني صديقي أن صاحب المحل كان يود أن يشرف بتلبية كافة مشتريات سمو الأميرة. قلت لصديقي وطبعا كانوا قافلين المول ومضيقين على العباد ... يعني ناس تتسوق وناس تتمنع ... نظر لي صاحبي طويلا والحسرة والعجب يملئان وجه، أن المول كان مفتوحا للكافة ولكل من يريد الدخول والخروج. أضع هذه الحادثة أمام كل من يرغب في التحليل ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثالث، كجزء من طبيعة عملي أسافر لكثير من الدول العربية، ومنذ شهور قليلة زرت لبنان وما أجملها من زيارة، المهم خرجت في أول يوم أجوب شوارع بيروت وجلس على أحد المقاهي وطلبت فنجانا من القهوة، بجانبي يجلس مجموعة من الشباب اللبناني والعربي، يتحاورون ويتناقشون ويتبادلون الآراء ... لاحظوا اهتمامي بالحوار وما يدور به ولربما كشف وجهي عن رغبتي في المشاركة فدعوني لمائدتهم وعندما عرفوا أنني مصري، انهالوا علي بالأسئلة عن مصر وأحاطوني بجو من المشاعر الإيجابية التي عبروا فيها عن حبهم لمصر الشعب والموقف ... فوجئت أن الجالسين يمثلون طوائف مخالفة من الشعب اللبناني وشباب قطري قادم للبنان لدعم المقاومة والمشاركة في جهود أعمار لبنان ... شباب قطري مرفه ... يحمل على كتفيه هموم أمته .... عرفت أنهم سبق لهم زيارة غزة وأن بغزة وبيروت مجموعات من المتطوعين القطريين بجهدهم ومالهم لأعمار فلسطين ولبنان. ما أدهشني في البداية هو مستوى الحوار وأسلوبه وما زاد دهشتي رؤيتي لسباب كما الورد واهتمامهم وسماح حكومتهم لهم بأن يهتموا ويشاركوا ويعبروا ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الرابع، قطر تستضيف قاعدة أمريكية وفي نفس الوقت يخرج شيخ قطري ليهدي صدام طائرة وثان يمول جهودا حربية عراقية وشباب قطريين يدعمون المقاومة العراقية ... قلت أكيد مآلهم المعتقلات والسجون ولكن رأيتهم بعيني وتكلمت معهم فلم تستضيفهم الاستخبارات ولا المخابرات ولا على ولا أم على ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الخامس، تستعين بي صديقة مصرية تعمل بجهة أمريكية سيادية ... لمراجعة ترجمة قامت بها للعربية لبنود اتفاقية بين حكومتي قطر والولايات المتحدة الأمريكية ... واقرأ بنودا سرية لا أتذكرها للأسف حاليا ولكن كلها تؤكد على سيادة وحرية القرار القطري بل وتشير إلى أن وجود القاعدة هو لحماية مصالح قطر أولا ولا يحق استخدامها في أي عمليات عدائية غير دفاعية إلا تحت مظلة مجلس الأمن والأمم المتحدة... دولة تتمسك بحريتها في سيادة ترابها حتى ولو كان تمسكا شكليا كما قد يدعي البعض ... وأفراد آخرون تتيح لهم اتفاقيات وقوانين دولية غلق سمائهم وقناتهم وإعلامهم ضد الاستخدام العسكري ويتنازلوا عن هذا الحق ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف السادس، اعتقد أحد أصدقائي أن تعرض لحادثة نصب وسعى للذهاب لقسم شرطة السد للإبلاغ عن شكوكه وتوجيه الاتهامات ... يقابلنا ضابط قطري مهذب للغاية ... يدعونا للجلوس... يستوضحنا الموقف ... يثنينا عن توجيه اتهام رسمي للشخص الآخر حتى يقوم باستجلاء الموقف بطريقة ودية حتى لا نتسبب كمصرين في آذى مصري آخر يعيش ويعمل بالدوحة ... يا الله ... قطري يعمل على حفظ صورة المصريين والحفاظ على علاقات ودية بينهم ... يقوم بعمل اتصالات ... كان مفادها خروج المصري المعني بسيارة نقل تحمل البضائع التي أرسلها صديقي لأهله ... يتابع الضابط القطري الموقف مع السلطات السعودية حتى يعرف أن المذكور في انتظار العبارة ونفذ رصيده لذلك لم يستطع أن يتصل بصديقي ويطمئنه أو يرد على استفساراته ويأخذ تليفون الشاب المصري المذكور في مصر ويتابع معه حتى وصوله لمصر وتسليمه للمنقولات لأهل صديقي ويتفضل مشكورا بالاتصال بصديقي وطمأنته على أشيائه ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف السابع، ذهبت لجهة حكومية أمنية في قطر لإنجاز معاملات تختص بنقل الكفالة ... فوجئت بحاجتي لتصوير بعض المستندات وأنا بالدور الخامس ونحن برمضان وأنا شاب عمري 33 سنة ولكن من كثرة المشاوير بان التعب على ... كانت ماكينة التصوير لا تعمل ... فوجئت بالضابط القطري ... ينزل بنفسه للدور الأرضي ... حاملا أوراقي كاملة ... صور الورق وعاد لي وعندما حاولت أن أدفع ولو حتى مقابل التصوير ... رفض وكان مصرا إصرارا حقيقيا على دعوتي لتناول الإفطار معه ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثامن ... عندما عرفت بإبعادي نصحني البعض بالذهاب لوزير الداخلية وعرض الأمر عليه ولعل يكون في يده حل مشكلتي ... قلت إيه المجانين دول ... أروح أقابل وزير الداخلية ولو أنا رحت هقابله كده وفي نفس اليوم ... إذا كان أنا في الكلية كان دخولي لرئيس القسم ممكن يأخذ أيام لغاية لما يوافق يقعد معايا ومع زمايلي نناقش مشكلة ما ... المهم رحت وحدد لي موعد ثاني يوم وإن لم استطع الذهاب في الموعد لمرض ابنتي الشديد ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف التاسع، أكرمني الله ببنتي مريم في قطر ... كنت أيامها مفلسا وكانت ولادة مبكرة ولعدم اكتما الرئة لديها ظلت طفلتي في المستشفى في الرعاية الفائقة لمدة 30 يوما وظلت زوجتي مثلهم في الرعاية المركزة نتيجة لأعراض تسمم الحمل ... ذهبت لدفع الفاتورة حين الخروج من المستشفى ولم أدفع مليم أحمر ... لأن السيدة الفاضلة الشيخة موزة تتكفل بكافة مصروفات الولادة للقطريين والعرب ومصاريف العلاج للأطفال خلال العامين الأولين من عمرهم ... مقارنة بما حدث لي بعد ذلك بعامين من فقدي لابنتي الثانية سلمى لافتقار المستشفى للتجهيزات الطبية اللازمة وسدادي لمبلغ مرتفع جدا للمستشفى الخاص ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف العاشر، عملت بمركز الشفلح لذوي الاحتياجات الخاصة والخاضع لرعاية الشيخة موزة لمدة شهرين ولم أكمل العمل فيه لرفض نقل الكفالة وإبعادي وأسرتي عن البلاد ... لكن خلال هذه المدة القصيرة أسعدني الحظ وشرفت بالعمل مع خيرة العاملين العرب والقطرين والقطريات ... من عاش في دولة خليجية يعرف مدى الحرج والتحفظ الذي يتعامل الخليجي به مع عيوبه وعيوب مجتمعه ... لكن الشيخة موزة غيرت في تفكير القطري جعلته يدرك أن الضعف أساس القوة ... جعلته يدرك أن لا خجل أن يكون لي ولد أو بنت من ذوي الاحتياجات الخاصة ... عملت الشيخة موزة على توفر نقلة نوعية وكمية في التفكير القطري ... رسخت لمبدأ المساواة وحق الجميع في الحياة سليما كان أو مريضا ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الحادي عشر، أثناء عملي بمركز الشفلح والذي أعتقد أنه يعكس مدى التطور الحادث في دولة قطر، شرفت بالعمل مع قطريات يعملن ويجتهدن للحصول على أعلى الدرجات العلمية ولا يأنفن العمل ... عملت مع قطريات شرفن بالإسلام وشرف الإسلام بهم ... رأيت فيهن صورة المرأة العربية المسلمة الحقة ... رأيت فيهن السعي للعلم ... والعمل به ... قارنت بينهن وبين وضع قطر من عشرة سنوات مضت كما رأيتها وقرأت عنها على الإنترنيت وعرفت حينها أن مبادرات حكام قطر لم تكن عرضا إعلاميا ولكن تأسيسا لمجتمع مدني ... صحيح أنهم وفقا لليونسكو ما زالوا في ذيل القائمة ... ولكن يكفبهم شرف المحاولة والسعي ... نظرت من حولي فوجدت بعثات ترسل وجامعات عالمية معترف بها يتم إنشائها على أرض الدوحة ... فخرا بالعلم والثقافة والفن والأدب ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثاني عشر، وزير خارجية قطر على قناة الجزيرة مباشرة يتلقى الاتصالات والمكالمات بعضها هجوما وتأيدا وبعضها معارضة وتجريحا. والرجل يرد بكل أريحية ... بعضها من أصدقاء عرب ومصريين وقطرين على الهواء مباشرة ... بلا رقيب ... لا توجد خطوط حمراء ... كل ما يقال في غرف المعارضة المغلقة على الهواء مباشرة ... ولم يتم الحجر على رأي أو القبض على أي من أصدقائي المتصلين رغم عنف هجومهم ... عرفت حينها لماذا قناة الجزيرة وحينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الثالث عشر، قناة الجزيرة تعرض برنامجا وثائقيا عن انقلاب الدوحة وتولي سمو الأمير حمد الإمارة ... عارضة السلبيات قبل الإيجابيات ومتيحة التعليق عليه بحرية على موقعها على الإنترنيت دونما رقيب ولا شرطي ولا أمن دولة ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الرابع عشر، بلدية الدوحة تمر على أماكن العمل وتعيد العاملين لبيوتهم لارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة مما يعرض صحتهم وليس حياتهم للخطر ... تتضمن قائمة العاملين بنجلاديشين وهنود ومصريين وأسيويين وسودانيين ... معرضة الدولة من جراء تكرار هذا القرار لخسائر مالية ... ورغم ذلك يخرج أحد مسئولو البلدية ليصرح أن صحة الإنسان لديهم وحياته أثمن من أي مبالغ مالية قد تخسرها مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
الموقف الخامس عشر، عند ترحيلي وأسرتي لم أكبل بالأغلال أو أبقى في قسم الشرطة ولكن حدد لي الشرطي المسئول موعدا للقائه بمطار الدوحة والذي يتناسب مع موعد طائرتي وأنهى الإجراءات بكل لطف واحترام معتذرا عما حدث لي ومتمنيا لي خير سلامة والعودة ولو بعد حين ... حينها عرفت لماذا أصبح للدوحة صوتا ومكانة.
تتوالي المواقف وتعجز ذاكرتي عن سردها ... طوال ما يقرب من 3 أعوام قضيتها بالدوحة، لم أشهد سوى الكثير والكثير من الإيجابيات ... رأيت نهضة حقيقية تعليمية وحضارية وثقافية ... رأيت مجتمعا يتوجه نحو الليبرالية الإسلامية ... لقد أسعدني الحظ بزيارة دبي والبحرين ولبنان ... ولكن تظل الدوحة وأهلها وحكومتها في قلبي وروحي وعقلي ... فهنيئا لهم بحكامهم وهنيئا لحكماهم بشعبهم.
أسامة أنور راغب عبد المقصود
مترجم مصري
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=40353