المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (((((((((((((((((((((((سلسلة قصص الجهاد و المجاهدين في الثغور))))))))))))))))))))))))



(السيف)
24-01-2009, 11:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين - اما بعد :-


بإذن الله سأنقل لكم سلسلة قصص الجهاد والمجاهدين في الثغور وهي عبارة عن 60 قصة عن حياة المجاهدين و قصصهم والكرامات والطرائف والاحزان .



كتبها لكم المجاهد حمد القطري والمجاهد همام وبعضها سيكون باللهجة القطرية وبعضها بالعربية الفصحى.


وبالله نستعين

(السيف)
24-01-2009, 11:06 PM
القصة الأولى



سالفة تضحك منها .....في الجبهة

والله وأنا أقرا قصص اخوي همام تذكرت بعض السوالف اللي صارت لنا وللشباب ويانا ...... سبحان الله ذكريات ارض الجهاد يحيا المجاهد بذكرها....
كنا في جبهة شريشا في البوسنة والهرسك(طبعا جهاد البوسنه اوروبي) ....بييييه لو تشوفون اشكالنا شان تموتون ضحك علينا ....تصدقون من غبره وعجاج وحر ....وشيفة الافغان والعرب....اينما تلفت تقول الله يرحم الفتنه والله ماتفكر تجي لأي واحد منا كلنا جياكر...المهم...
الجبهة اللي احنا فيها جميله ايما جمال....تتذكر الدوحة من جمالها.....او القويعيه.. .....أشجار خضراء وانهار تجري ......وعصافير تغرد .....وجو بااااااااااارد يالله الينه...يه يه يه والله معاد نبغى اهلنا شنو هذا.....براد وخضره وماي ووو....وووو....ووو.....,ووويه حسن الله اكبر سبحان من صورهم ......المهم كنت احرس في احد الخنادق في الجبهة وكان اخونا رحمة الله عليه ابو عبدالله الشباني ....توه واصل من السعوديه وأول ارض له في الجهاد هي البوسنة .....الولد مؤدب ومحترم ......زي حالتي... ..يلسنا نسولف ويا بعض ....عن الرياض وحي الشفاء لأن خوالي من هناك.....المهم بعده ما تعود على اكل الجبهه.....بوفيه مفتوح من المعلبات والأشياء المنتهيه صلاحيتها.....بييييييييييه ....سألني عن دورة المياه.......فيلست اضحك ضحك بغيت انبط ....يبه شوف لك شيره واستر نفسك واعملها....انت مو في بيت اهلك....راح اخونا ويلس بين شير وغطى جذوعها ببطانيه صارت دورة مياه .50 سم في .50 سم يلس اخونا يعبر عن شعوره ونزلت قذيفة هاون ثمانين وبعدها وحده وصوتها مرعب وشان يطلع بوعبدالله من الدوره ويركض حمد ......حمد ....شنو هذا .....تصدقون طلع وسرواله معلق على جذع الشيره.......بس الحمدلله الريال لابس قندهاري يعني ساتر روحه ......قلت له بييييه ...طالع نفسك شلون ....يلله يبه روح استر نفسك والبس سروالك ...وهو من روعة الصوت مو قادر يركز ........يوم رجع لوعيه شان يروح جري ويلبس سرواله.....بعدين تعود على اصوات القذائف الى ان قتل رحمة الله عليه.......فكن كل ما نتذكر وياه الموقف نموت ضحك.........

حمد القطري

(السيف)
24-01-2009, 11:10 PM
القصة الثانية


حتى جراحهم عن الناس مختلفة ...!!


كنت في يوم من الأيام في مدينة كويتا.....
الحدودية مع أفغانستان.........
وكان معي احد المجاهدين من قطر.......
قلت لصاحبي ...شرايك نزور الشباب في المستشفى الكويتي......
قال والله خوش فكره...يلله بسم الله......
دشينا المستشفى ....وزرنا الشباب الجرحى......
هذا ريله طايره....والثاني ايده...والثالث كله شظايا ....والرابع ملاريا........
والخامس....والسادس....لكن تجمعهم صفه وحده....
لما تقارنهم بغيرهم من الجرحى المدنيين او المرضى المدنيين من الافغان....
تجد العجب العجاب....نفس المرض ونفس الجرح ونفس الاصابه ....
ولكن هذا يتألم باستمرار والمجاهد اقل بكثير مما يعانيه الاخر...؟؟؟...
حتى ان الاطباء هناك والممرضين ...بل والناس العاديين قد ادركوا هذه الخاصيه للمجاهد....
نعم والله فجراحهم سرعان ما تبرأ ....وامراضهم سرعان ماتزول....
فسبحان الله العلي العظيم.....
من الطرائف دشينا على اخ ملفوف راسه بالشاش لفه عوده.....
قلنا سلامات ...طهور ونور....لابأس ان شاء الله ...في أي جبهه اصبت..؟؟؟؟.
التفت علينا وقال أي جبهه...؟؟؟.... وهو منقهر.....قلنا له ايه يبه ....
قال اصبت في ريلي شوف الشاش عليها ....
وقال يوني ربعك العرب وزخوني في البيك اب....
وجان يطق راسي الحديده وينشلخ ....قلت لهم ليتكم ما انقذتوني...
فكوني من شركم....وصار الجرح جرحين.....وهو يضحك معانا.....
اختم بقصة بومحمد الكويتي ....الله يرحمه ويتقبله......
اصيب في عملية من العمليات معانا بطلقه دخلت من باطن رجله وخرجت من ظهرها .....
واحدثت فتحه كبيره حتى اننا نشوف العظم منها.....
المهم قال لنا الدكتور ماراح يبرى الجرح الا بعد شهرين.....
ويمشي بعد اربعة شهور مشي بسيط.....وهذا علميا مستحيل...
قلنا له انزين ...بلا علميا بلا خرطي....
يلله ياقعقاعوه تعال اقر على الرجال.......ونييب عسل حضرمي.....
وبالملعقه نملا الجرح وفتحته واسبوعين على هالحاله......
ويلتئم الجرح ....ردينا للدكتور انبهر وماصدق..وراح ينادي على ربعه الدكاتره...
تعالوا شوفوا شنو هذا مو معهود....قلنا لهم هذا من الله سبحانه....
فما اجمل تلك الايام....
وما اجمل جراحهم...
وما اجمل ذكراهم.....

حمد القطري

لوسيل
24-01-2009, 11:36 PM
بارك الله فيك أخوي الغالي السيف

فعلاً قصصهم جميلة وصحبتهم رائعة أسئل الله العلي القدير أن يجمعنا وأياكم في جناته

رحم الله شهدائنا وتقبلهم في عليين

(السيف)
25-01-2009, 01:50 PM
بارك الله فيك أخوي الغالي السيف

فعلاً قصصهم جميلة وصحبتهم رائعة أسئل الله العلي القدير أن يجمعنا وأياكم في جناته

رحم الله شهدائنا وتقبلهم في عليين



اللهم آمين


بارك الله فيك

(السيف)
25-01-2009, 01:54 PM
القصة الثالثة



سرعة الاستجابة......من إماراتي مترف شهيد


يقول الله عز وجل (يا ايها اللذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم...)
الله عز وجل يستنهض همم عباده بدعوات كريمات سخيات من رب الارض والسماوات يعرض بها الله الجنات.....على من يستحقها ويعقد لها النيات.....
ويقدم روحه على كف التضحيات.....ويصارع امواج المعارك العصيات.....
ليفوز برضى رب الارض والسماوات.....بين انهار وحوريات.....
.تتبادل مع اصحابك الابتسامات ......
ما ان سمع الصحابي الجليل ابن الحمام خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان مابين الرجل ودخول الجنة الا ان يقتله هولاء...) ....
.وكان يأكل تمرات كانت بيده .....
.فألقى بها على الارض وهو يقول ......
.ويتحدث بنار الشوق الى لقاء الله ....
.الله اكبر مابيني وبين ان ادخل الجنة الا ان يقتلني هولاء.....
والله لئن بقيت حتى آكل هذه التمرات انها لحياة طويله ....
.فتقدم يخترق صفوف جيش الكفار وانغمس بينهم حتى قتل ....رضي الله عنه وتقبله.........
.وهاهو التاريخ يعيد نفسه.... والأبطال تتقدم الى ساحات الوغى ولسان حالهم يقول ..... ....
.والله لئن بقيت حتى آكل هذه التمرات انها لحياة طويله......
وقصتنا هذه ليست في القرون المفضله......
او التي تليها انما وقعت في هذه الأيام وبالتحديد العام الماضي .....
.وفي ارض الشيشان المباركه ....حينما كان اثنين من المجاهدين العرب من الخليج احدهماابوالمنذر الاماراتي....يتحدثان عن فضل الشهادة والجهاد ..
.فأورد المجاهد الآخر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان الله ليعجب من الرجل يغمس يده بالعدو وهو حاسر....) ..................
.ترددت الآيات والاحاديث في قلب ذلك الشاب الصغير في عمره الكبير في همته .....
اللذي جرب حياة الترف والنعيم في الامارات وما ادراك ماالامارات في نعيم اهلها وترفهم ..
.فطلق ذلك كله ليذهب الى ارض بها الخوف والقتل والاسر والبرد الشديد وما الى ذلك....
.ترك بلد .....يتمنى ان يقدم اليها آلاف بل ملايين الناس في جميع انحاء العالم ليتنعموا بها ويتزودوا من اموالها ...فكيف به هو من اهلها ....
..فاذا بها لحظات حاسمات والايمان يرتفع عنده والخواطر تخالج ذاكرته .....
.اذهب واغمس نفسك حاسرا واقتلهم ويقتلوك فتفوز برضى الله عز وجل وهو يضحك لك ..........فماهي الا لحظات واذ بالاسد ينقض لوحده .....
كالوحش الكاسر على اعداء الله الروس فشتتهم شر مشتت وفرقهم شر مفرق ....
.وضرب هاماتهم ....وهو حاسر بلا درع واقي من الرصاص ..
.حتى قتل رحمه الله وتقبله........
الله اكبر والله انها نماذج من نماذج الصحابه....
.وقصص كقصصهم .... وهمم كهممهم....

يا أيها البطل الذي فارقت ارضك في سكون
ورحلت تشدو باسما ترجو الكرامة والمنون

اما آن لنا يا اخواني ان نستجيب لله وللرسول ......
اما آن لنا ان نترك هذه الدنيا الفانيه بحطامها ...وزينتها وزخرفها الغادر ....
.بلى والله .......
ولكنه الخذلان من الله عز وجل ان ييسر الله لك طريق الجهاد ولاتذهب ......
وتتعذر بأعذار واهيه...زوجتي ....اهلي.....
.والداي......اموالي.......وظيفتي.......
فليس لي رد عليهم سوى قول الله عز وجل ( اولئك اللذين كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ...) واترك لكم اكمال الآيه .........
اللهم لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ....ولاتحرمنا خير ماعندك بسوء ماعندنا ....
.اللهم لاتثبطنا عن الجهاد .....اللهم لاتحرمنا فضله واجره
......اللهم آمين ...آمين ........آمين....


حمد القطري

بومحمد911
25-01-2009, 02:03 PM
تبي الصراحه طوبى لهم المجاهدين

كل ما اشوفهم واسمع قصصهم ودي اكون معاهم

الله ينصرهم على عدوه وعدوهم

ويتقبلهم شهداء


شكرا على الموضوع

(السيف)
25-01-2009, 02:14 PM
تبي الصراحه طوبى لهم المجاهدين

كل ما اشوفهم واسمع قصصهم ودي اكون معاهم

الله ينصرهم على عدوه وعدوهم

ويتقبلهم شهداء


شكرا على الموضوع



ومالذي يمنعك ان لا تكون معهم - النية اولا ثم العمل والمحاولة.

(السيف)
25-01-2009, 02:17 PM
القصة الرابعة


قبور يخرج منها نورا

لاشك في ان لله عز وجل كرامات يعطيها اولياؤه الصالحون ......
وهذه الكرامات ثابتة بالكتاب والسنه واقوال السلف.....
يقول شيخ الاسلام ابن تيميه..( والكرامات ثابتة بالكتاب والسنه وكلما ضعف ايمان الناس زادت الكرامات...)....
ووالله ويشهد الله انه ماعندي شك في ذلك .....وقد شهدت عدة كرامات بنفسي ....
منها اننا اخرجنا شهدائ من قبورهم بعد مقتلهم بعدة اسابيع لسبب تعديل القبله للقبر ولم يتغير منهم شيئا ...ومن اراد الاستزاده يرجع للقصص التي كتبناها عن الشهداء العرب....
ناهيك عن رائحة المسك المنبعثة من الأجساد الطاهره ............
واعماء الله عزوجل لنظرات الأعداء عنهم......وما الى لك ...ولعل التفصيل عن ذلك في وقته...
نشرت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 1422هـ/12/7 مقالا عن قبور اشهداء العرب من جراء الاحداث الأخيره في افغانستان......
وذكروا وساقوا اقوالا لشهود عيان انهم رأوا نورا يخرج من قبورهم .....
وان الحمام الابيض يدل على جثث الشهداء العرب....وان روائح المسك تفوح منبعثة من اجسادهم....ويدعم ذلك ماذكره الكاتب فهمي هويدي وزاد عن ذلك الكثير .....
وكذلك الصليب الاحمر بشهادته يقول ان جثث العرب ومن معهم لاتتعفن.......
نحن ننقل هذه الاقوال فقط للمرضى النفسانيين من ابناء امتنا اللذين لايصدقون سوى مايقوله الاعلام الغربي ومن دار في فلكه....اما عندنا فهي مسلمات نؤمن بها من الله....
والشيء بالشيء يذكر....
سبق وان ذكرت وكتبت سيرة القائد الشجاع الشهيد ان شاء الله ابومصعب الطائفي ....
وهو في رقم 8 من سلسلة قصص الشهداء العرب التي كتبتها....
ذكر لي الشيخ ابوعمر السيف حفظه الله من الشيشان انه قال كنا في حراسة بالقرب من قبر ابي ذر الطائفي(مصعب)....فأتاني احد المجاهدين مسرعا وهو يقول رأيت نورا يخرج من قبر ابي ذر باتجاه السماء.....
واذكر اخونا ابودجانة القحطاني وقد ذكرت سيرته من قبل انه كان برفقته احد المجاهدين حين قتل فأتانا وهو يبكي ويقول والله لقد رأيت نورا يخرج من فم ابي دجانه صاعدا الى السماء....
والقصص يطول ذكرها ويشهد الله على صحة ماذكرت ورأيت ....
اللهم اختم لنا بالشهادة ......


حمد القطري

هدهد سليمان
25-01-2009, 02:20 PM
بارك الله بك اخي السيف .. نعم فضل الجهاد كبير وبه تعلوا الأمه

حرقطر
25-01-2009, 02:39 PM
جزاك الله خير ياخوي

وننتظر الجديد

(السيف)
25-01-2009, 02:41 PM
بارك الله بك اخي السيف .. نعم فضل الجهاد كبير وبه تعلوا الأمه

وفيك بارك الله


نعم صدقت تعلوا ويكبر عزها وقوتها بالجهاد

(السيف)
25-01-2009, 02:41 PM
جزاك الله خير ياخوي

وننتظر الجديد

وجزاك خيرا

ان شاء الله ... القصص تأتي تباعا .

(السيف)
25-01-2009, 02:43 PM
القصة الخامسة



ليلة في الحراسة

في ليلة العاشر من شعبان لعام 1415هـ ..........
في ليلة قد امتلأت الأرض بها من الثلوج ....وكثر قصف الصرب بها ....
المكان في البوسنة والهرسك في منطقة باليانيك قرب مدينة زافيدوفيتش ......
كنا في خندق مساحته ثلاثة امتار في ثلاثة ونصف ...وبه البخاري مال التدفئه.....
كان بيننا وبين الصرب مايقارب المائه الى المائه وخمسين مترا حسب خط الجبهه......
كان معي في الخندق ابوعمر الحربي رحمه الله وابوزيد القطري رحمه الله واميرنا وانا.....
واما الباقون فهم بوسنويين ..تصدقون كان عددنا اثناعشر رجلا ماتوا من اجل صندوق....
زحمه حيل ومضايقين والخندق يخر علينا من الماي والثلج ....
واذا اخذت لك وضع انبطاح بعد جهد جهيد فانس موضوع انك تنقلب على جنبك الثاني.....
وتبديل الحراسه كل اربع ساعات على ثلاثة من المجاهدين ......عشان تطلع من الخندق يبغي لك معجزه عشان تتحرك من السواتر البشريه النايمه جدامك......
محد راضي يتحرك من التعب والبرد والضيج.......وما اجمله من تعب وبرد وضيج .....
مره قبل حراستي مع بوزيد القطري سمعنا صوت بوعمر يصرخ بقوه ...آآآآآآآآآآآه....شان نصحى كلنا من النوم...شسالفه شصاير احنا ننام جدام بعض سته جدام سته والله يعينك على ضم ريولك........فيه واحد من البوسنويين الطوال تحمس بالنوم وشان يمدريله بأقوى ماعنده على بطن بوعمر الحربي وطج لنا صفارة الانذار بصوته .... ضحكنا عليه وهو يتألم من الضربه ...
المهم طلعنا نحرس وقت حراستنا ....انا في جهه وبوزيد في جهه واميرنا في جهه......
الله اكبر والله ما اجملها من لحظات وانت على ثغر من ثغور المسلمين مرابطا .....
تستشعر انك تقدم شيئا للاسلام .....وتتعبد الله بطاعة عظيمه وجو ايماني عظيم واصوات القذائف الصربيه وطلقاتهم المنهمره بغزارة وكثره من يمينك وشمالك منهمره.....
اطالع برفيجنا بوزيد القطري وانادي عليه .....يه شفيك ماترد ....واطالع الريال مو معان واركض صوب اميرنا واناديه تعال شوف ونناديه ومايرد علينا.......؟؟؟؟؟......
حتى قربنا منه وننفضه بقوه بوزييييييييييد ....شفيك مسرح .......
قال مافيني شي......قلت والله ان تقولنا شفيك....؟؟؟؟؟؟.....
قال والله اني شفت امرأه من اجمل مارأيت تشير بيدها للسلام علي......
سكتنا وما قلنا شي .... وبعدها بأربعة اشهر قتل رحمه الله في عملية الفتح المبين.....
اللهم تقبله والحقنا به آآآآآآمين.......

حمد القطري

(السيف)
25-01-2009, 03:43 PM
القصة السادسة



من سوالف خطاب في الشيشان


قد قيض الله للأمة الإسلامية في هذا الزمن الغبر ...الذي تكالبت عليها الأمم من كل الأديان والمذاهب رجالا هم رموز شموخ للأمه .... وشامة عز في جبينها...... قيض الله اناس يذكروننا بتاريخ اجدادنا الصحابة الكرام .....اناس قد والله اعادوا لنا قصص الصحابة بدمائهم الزكيه ...وتضحياتهم الفتيه ... فما ذلك الصحابي الجليل الطود الشامخ سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه .....الا نموذجا لاتجد مثله نموذجا في شتى اصقاع الارض ......ووالله ان اخينا خطاب نسأل الله ان يثبته ويطيل بعمره على الطاعه وان يختم لنا وله بالشهاده الا نموذجا صورة طبق الأصل من سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه .... نعم فلكم ابكى خالد بن الوليد المشركين وشردهم ...ولكم ابكى خطابا الروس في افغانستان وطاجكستان والشيشان فهو متخرج من جامعة الجهاد الأفغاني ورسالته الماجستير عن كيفية نصرة الاسلام في الطاجيك عملي ورسالته الدكتوراه في كيفية ذبح وتقتيل الروس الملاحده ونصرة دين الله في الشيشان واخيرا اصبح بروفيسور على مستوى العالم في انهاك الروس وضرب هاماتهم ...... اذا هو جيش في رجل يصدق فيه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه .... ارسلت لك اربعة رجال عن اربعة آلاف فارس....
بعد انتهاء القتال في طاجكستان او بالأصح الاتفاق اللذي جرى بين الحكومه الطاجيكيه والمجاهدين بدأت خلالها احداث الشيشان الأولى (عام1994م) فطار الى هناك عارضا خبرته ونفسه فداء لاخوانه المسلمين هناك.......وصل الى ارض الشيشان واذ بالوضع العسكري للمجاهدين متشتت ....وكل مجموعه تقاتل لوحدها دون تنسيق بين اكثر الفصائل هناك ..... اجتمع بالقادة هناك واقترح عليهم عدة اقتراحات عسكريه اهمها هو اجتماع الفصائل الجهاديه المقاتله لتكون تحت قيادة واحدة منسقه بينها العمليات ... وتقديم التدريبات اللازمه لبعض الأفراد على بعض الأسلحة.....كان القادة في البداية يستهجنون رأيه ....ولكن بعد استجابة البعض له واخراج من استجابوا له كوادر قادرة على الكر والفر والمناوره واثبتوا وجودهم على الساحه ...فكانت اول عملية كبيرة يشارك بها القائد خطاب على ارض الشيشان هي عملية القافله..... التي دمر بها عشرات الآليات وقتل بها عشرات الجنود واكثر من 25 ضابطا روسيا ....... اذ بالقوافل تأتيه من كل مكان واذ بالقادة يدينون له بالطاعه والمشوره........
فكانت اول عملية كبيرة يشارك بها القائد خطاب على ارض الشيشان هي عملية القافله.....
التي دمر بها عشرات الآليات وقتل بها عشرات الجنود واكثر من 25 ضابطا روسيا .......
اذ بالقوافل تأتيه من كل مكان واذ بالقادة يدينون له بالطاعة والمشورة........
بعد هذه العمليه برز اسم القائد خطاب الغريب عن البلاد والقادم من الخارج بين الناس.....
ويوجد طبع لدى بعض القادة الشيشانيين منتشر ....
الا وهو الكبر ...واعتقاد انهم أفضل من غيرهم في القياده....
ولكنهم حينما اقتربوا من خطاب وجدوا شخصية اخرى.....
ووجدوا تواضعا وخبرة تتضاءل معها كل الخبرات التي لديهم......
وشجاعة مفرطة بتعقل متزن وتخطيط سليم قلما يجدوه لدى شخص آخر.....
طبعا قبل هذه الاحداث التقى بالقائد البطل جوهر دوداييف رحمة الله عليه....
حيث ذهب الى مقره في قروزني ووجد الصحافيين من شتى دول العالم عنده ملتفون....
طلب من الحرس مقابلة جوهر فأذن له مباشرة ودون تأخير بل وقدمه على غيره...
التقى البطلان وتبادلا السلام الحار بينهما وعرف كل منهما بنفسه ....
فقال له الرئيس جوهر دودايف ...انت اول عربي اقابله منذ بداية الحرب فأين انتم....
اين حكومات الدول العربيه لم تعترف بنا اولسنا مسلمين....
الم نعلنها دولة اسلاميه وطلبنا اعتراف اخواننا في الدول الاسلاميه ولكنهم الى الان لا استجابه...
قال خطاب فأطرقت برأسي خجلا ولم استطع الرد عليه....
وعرض القائد خطاب ما لديه من افكار وخطط وبرنامج ومالديه من خبرات في القتال....
رحب به جوهر ايما ترحيب وأمر بتسهيل كل مايريده ووضع لديه الامكانات....
بعدها حصلت عملية الكمين التي الى الان نتائجها العكسيه على الروس مستمره....
وهكذا من عملية لاخرى ومن نصر لاخر حتى وضع له القبول في الشيشان......
استطاع القائد خطاب بتوفيق من الله ومساندة من المجاهدين المخلصين امثال حكيم المدني...
ويعقوب وابو الوليد الغامديان وغيرهم كثير من انشاء اول نواة للقوات الاسلاميه في الشيشان...
ومن توفيق الله كان هناك رجلا يدعى ابوسياف الشيشاني وهو شيخ كبير في السن...
وصاحب فضل وعلم وكان ممن شارك بالجهاد في افغانستان وله محامد كثيره...
كان اميرا للجماعة الاسلاميه في الشيشان ووضع كل من فيها تحت تصرف الامير خطاب......
بدأ حطاب ومن معه بتديب الشيشانيين على السلاح والخطط الحربيه ...
وبدأوا بتعليم اخواننا الشيشانيين ما يحتاجونه من العقيده والفقه وامور الدين الاساسيه.....
فأقبل عليه الشباب والشيوخ من كل اقطار الشيشان حتى انه يرد منهم اعدادا كبيره....
وبفضل من الله استطاع ان يخرج اسودا واشاوس وقمم في الجهاد الشيشاني.....
وما زالت بذورها الى الان بل وتعدت حدود الشيشان الى الجمهوريات الاسلاميه المجاوره....
بدأ خطاب ومن معه من المجاهدين بتقسيم انفسهم الى مجموعات صغيره ومرتبه....
بحيث تستطيع ان تضرب بالعمق الروسي بأقل الخسائر الماديه والبشريه.....
فدارت رحى الحرب لتطحن القوات الروسيه الكافره بفضل من الله ....
فلا يمر يوم الا وتسمع اخبار الهلكى من الروس بالعشرات بفضل من الله....
كانت لخطاب ومن معه من المجاهدين قصص اقرب الى الخيال منها الى الحقيقه...

حمد القطري

ريان
25-01-2009, 04:27 PM
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان

ووفقهم لما تحبه وترضاه

جزاك الله خير اخوي -السيف

(السيف)
25-01-2009, 06:32 PM
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان

ووفقهم لما تحبه وترضاه

جزاك الله خير اخوي -السيف


اللهم آمين


وجزاك اخي ريان

(السيف)
25-01-2009, 06:34 PM
القصة السابعة


الثلج ... والغبار .. في البوسنة

دشينا البوسنه بعد الحصار الكرواتي على آخر الشتاء.........
بييييييه اول ما وصلت للبوسنه شان التفت صوب الشرق واقول تف يا حر الخليج .....
تفو عليك ...ويه ماحلاه ربي......الفانيله لازقه في الجسم من الحر مال الدوحه...
وشان انسدح اتبرد ......الله اكبر اذا هذي المناظر في الدنيا بالله شلون الجنه؟؟؟؟؟
تقابلت مع بعض الشباب التحف والله ....توهم جدد من السعوديه والكويت واليمن ...
بحكم ان العادات والنفسيه متقاربه لبعضنا صرنا نروح ونجي سوا.....
مرت الأشهر الحاره ؟؟؟؟؟على وصف البوسنويين ...والبارده على وصفنا...
والشباب يشرحون لنا شلون الثلج ونزوله ...والتفت صوب ربعي....
كل واحد فيهم فاتح اثمه ويتخيل ...شنو الشي اللي مثل صابون التايد ابيض ينزل بكل نعومه.....
واحنا جالسين نسولف نقول بيييييييه وين الغبار والله مايعرفونه هني؟؟؟؟؟؟ شوي وشان يدش علينا واحد من اهل الثقبه من الخبر ....اخونا اول مره يطلع من السعوديه بكبرها .......شاف له مناظر عمر آبو جد آبو آبوه ماشاف مثلها(على حد وصفه هو موآنا)...
ويصيح بأعلى صوته وشان نقوم ننتفض وكل واحد راح صوب سلاحه ....وياخذه قلنا الصياح هذا معناته ان الصرب وصلوا لنا؟؟؟.....
واحنا جالسين في كتيبة المجاهدين في مدينة زينيتسا...في الدور الثالث.....
هاااااااااه ياشبااااااااب .....شفت الثلج وهو ينزل ابشركم.....وكلنا رحنا ركضي وراه ...ووقفنا عند الدريشه(النافذه) ......سبحان الله ....نراقب الثلج وهو ينزل .....مثل حبات البودره الناعمه......
الشباب من تحت يطالعونا وتبطحوا ضحك علينا....احنا سبعة اشخاص والدريشه 2 في 2 م ....
وتكومنا عليها .....اللي راز وجهه...واللي حاشر روحه....
شوي واسمع ضحك من ورانا........وينادي علينا ....
فشلتونا الله يفشل عدوكم.....انزلوا يابدو ......يا....يا؟؟؟؟يا....
قلت له خلوه يا الأوروبي حتى انت مثلنا ......
يابومعاذ (صار بومعاذ الكويتي الله يرحمه) ....اترك الشباب ينبسطون.....
قال اجل تعالوا معاي تحت.....ونزلنا معاه وشان ياخذ ثلج ويكوره بيده ويضربنا فيه.....
ولا توجع ضربته؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.....بييييييه ليته ماعلمنا عن شي وشان تنقلب ساحة الكتيبه معارك بالثلوج ...ماكو صغير ولاكبير الا اخذ حقه من الثلج.......
وماانسى المنظر الخلاب .....الدنيا كلها بيضاء .....شنها فراش ابيض.......
سبحان من صورها سبحانه...
وفيه طلعه بجنب الكتيبه تغطت من الثلج صارت شنها زحليقه......
وشوي الأطفال يخرجون من بيوتهم ومعاهم الزلاجات الثلجيه مالتهم.....
والشباب وراهم ..شوي لوسمحتوا بنجرب التزلج.........
واخذوا الزلاجات مالت الأطفال.....
ومن يد نشيط لأنشط وانا اطالع في الأطفال وهم يبكون بكاء يبغون الزلاجات مالاتهم....
شلون نطلعها من يدين الشباب.......
خذ المنظر الأول واحد سمين حيل ...مصك......ركب الزلاجه الصغيره من فوق الطلعه وانفك بسرعه قويه ومارده الا شبك المزرعه ......تكسرت نظاراته .....ويده.....وتعور......وشال شبك الجيران وسورهم......
صار تريله ماشاء الله ........
ماجاء المغرب الا والشباب منتهين مابين مكسور ومتعور وخراب اراضي جيران الكتيبه وبكاء الأطفال .....و....و...,... عفسوا القريه عفس ....
هذا اول يوم ......شلون بالله ثاني يوم وثالث يوم خلها على ربك.....
وتبقى ذكرى البوسنه(الجهاد) وسوالفها في القلب محفوره......


حمد القطري

swedan_qatar
25-01-2009, 06:42 PM
مواقف بالفعل رجوليه ومشرفه شرفنا الله بها

(السيف)
25-01-2009, 07:32 PM
مواقف بالفعل رجوليه ومشرفه شرفنا الله بها


بارك الله فيك

(السيف)
25-01-2009, 07:35 PM
القصة الثامنة



رسالة من مسلمة أسيره عند النصارى


نورد هنا مقتطفات من رسالة ارسلتها احدى المسلمات الى المجاهدين قبل عملية بدر البوسنه وفيها:
{ …الى اخواني المجاهدين ، اكتب لكم هذه الرسالة بمداد دمعات عيوني والم يعتصر قلبي وذكرى شنيعه لاتفارق مخيلتي ….اكتب لكم هذه الرساله بعد ان نجاني الله من الم الأسر عند اعدائه الصرب ….اكتب لكم هذه الرساله والآلاف من المسلمات يرزحن تحت نير الجلاد الصربي….لااعلم من اين ابدأالحديث يا حماة الاسلام …ولكني سأبدأ … اسرت مع من اسر من قريتنا حين دخلها الصرب من كل مكان فكانوا يقتلون الرجال ويضربون الأطفال ويسبون النساء …كانت ليله من اعظم الليالي التي مرت علينا كان الجنود الصرب يقوموا بأبشع انواع الضرب والحقد والألفاظ القذره التي تدل على نياتهم القبيحه قبح افعالهم ختى وصلنا الى مكان رهيب ممتلئ بالجنود الصرب وكل يهدد ويتوعد ونحن المسلمات النساء الصغيرات قد غصت بنا الحافلات وادخلونا داخل هذا المعسكر واللذي كان معسكرا كبيرا للاعتقال …. وأما عن المعامله فلا تسل واما عن البرنامج فيبدأمع طلوع الفجر حيث يقوموا بإيقاظنا من النوم وحمل نصفنا على الشاحنات الى الجبهه حيث نقوم بحفر الخنادق للصرب وتقطيع الأشجار والحطب وجلب الماء من الأماكن البعيد وحين يخيم الليل بظلامه يقوموا بإرجاعنا الى المعسكر …وليت الأمر يقف على ذلك …..خيث اذا رجعنا قام الضباط الصرب بإنتقاء المسلمات واخذهن الى حفلة له ورفاقه بها الخمر ويقوم الكلاب الصرب بإغتصابنا وبكل وحشيه حتى يتناوب على الفتاة المسلمه اكثر من رجل وهم يسبون الاسلام والمسلمين……عذرا اخواني اسد الله لا استطيع ان اكمل لكم المأساه وقد سمعت انكم ستقومون بمعركة كبيره على الصرب…فأناشدكم الله وسألتكم بالله ان تأخذوا بحقنا من هؤلاء الصرب المجرمين وان تنتقموا لنا منهم وان تريهموهم عزة المسلم واخذه بالثأر لعرضه و…,….و…}
هذا مقطع من رسالة ارسلتها احدى المسلمات فبالله عليكم كيف كان وضع المسلمات الأخريات فالله المستعان.
ومن قصص هؤلاء الصليبيين انهم دخلوا في بداية الحرب على مدينة سراييفوا وقاموا بإحتجاز المسلمات من سن 15 الى سن 25 سنه في داخل ملعب رياضي مغلق ، دخل اربعة من الضباط الصرب والصالة تعج ببكاء المسلمات من المصير اللذي ينتظرهن ؟ والصاله قد امتلأت من المسلمات ومن الجنود الصرب عليهم لعنة الله ، فصاح احد الضباط الصرب بصوت عالي مرتفع …..سنجتث الاسلام من هذه البلاد ارحلوا فليس لكم مكان هنا …هذه بلاد نصرانيه وستبقى للأبد كذلك …ثم قام بأخذ احدى المسلمات من المدرج وكان معها طفل رضيع بعمر شهرين او اكثر اخرجها من المدرج والمسلمات ينظرن بأسى فقام هذ العلج بتعرية المسلمه امام المئات من الأسرى المسلمات وامام الجنود الصرب ومن ثم قام بإغتصابها بكل وحشيه وقام الضابط الآخر كذك بإغتصابها بكل وحشيه فبكى الطفل الرضيع طالبا من أمه الحليب فقام الضابط الصربي بغمس اصابع يده في جمجمة الطفل وقام بقطع رأس الطفل ورماه بكل قوه على الأرض فانتثر المخ والأم تشاهد والنساء الأسرى يشاهدن ولا يملكن سوى البكاء ….
وليت الأمر توقف على ذلك بل قاموا بقطع اثداء هذه الأم المسكينه بسكين حاده وفقأ اعينها الاثنتين بالسكين وتركوها تزف حتى فارقت الحياه …فالتفت هذا المجرم الصربي الى المسلمات وقال لهن كلكن سنفعل بكم هكذا….( وهذه الواقعه استطاع ان يصورها احد البوسنويين بكاميرا فيديو وهي موجوده في مركزجرائم الحرب في سراييفو)..
ومن قصصهم ايضا انهم دخلوا ذات يوم الى بيت من بيوت المسلمين فوجدوا الأم تحضر الطعام للأب والابن فقام الصرب بقتل الأب والابن ومن ثم تقطيعهم وأمروا الأم المسكينه ان تبدل الطعام بلحم زوجه وابنها ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم….
ومن قصصهم انهم ذات يوم في قرية من قرى زافيدوفيتش دخلوا على بيت من بيوت المسلمين فوجدوا ام وابنتها فقال لها الربي اما ان اقتل ابنتك او اقوم بإغتصابك …. فسكتت من هول المصيبه فقام العلج الكافر بإغتصابها وقتل طفلتها .. ومن فضل الله سقط هذا الصربي اسيرا بيد المجاهدين العرب بعد هذا الحادثة بعام كامل وتعرفت الأم المكلومه عليه فأخذ بحقها اسد الله …
ومن قصصهم انهم ذات يوم دخلوا قرية سيمزوفاتس قرب سراييفو وذهبوا الى امام المسجد وامروه ان يبصق على المصحف فأبى وحاولوا معه فأبى فقاموا بقتله وقتل كامل اسرته ودفنوهم تحت المسجد وحرقوا المسجد ووضعوه زريبة للخنازير …..

حمد القطري

(السيف)
25-01-2009, 08:05 PM
القصة التاسعة



يوم في الجبهة


الجبهة ليست جبهة الانسان اللي في راسه.....
الجبهه هي خط المواجهة بين الأطراف المتحاربه ومسرح معاركهم......
الجبهه في افغانستان تختلف من منطقة لاخرى وكذلك طاجكستان.....
الجبهه في البوسنه والهرسك قريبة جدا من الجبهه في الشيشان ......
عموما ما نطول عليكم ندش في الموضوع مباشره.....
في افغانستان ترى الغبار وتستنشقه ويتغير لونك به .....
وملابسك وشعرك كلك حالتك حاله خصوصا جبهات جلال اباد وقندهار.....
اما البوسنه يوم وصلناها .......
كل شي اختلف اختلاف جذري عن افغانستان .....
الخضره والانهار ...لاصحاري او غبار.....
حتى اللباس يختلف تلبس اللباس العسكري المموه مو البدله القندهاريه ......
حتى الناس والسكان غير شكل في النظافه والاهتمام باللبس.....
وبيني وبينكم العرب اشكالهم تكسر الخاطر ...تفشل.....
يلله مو مجال كلامنا هني المهم .......
شلون يبدأ اليوم في الجبهه ؟؟؟؟ وشنو البرنامج؟؟؟....
يبدأ اليوم في الجبهه من الفجر مو من الساحات.....
الجبهه عبارة عن خنادق حفورة بالارض على شكل غرف صغيره بعضها يتسع لثلاثه ....
وبعضها اربعه وهكذا ...ولكن في الغالب لاتتعدى الثمانيه....
محفور بين كل خندقين خندق ارضي يسمى ارتباطي او ترانشيه.....
يتحرك فيه الحارس يمينا وشمالا يحرس الثغر وهو في وسط الخندق.....
يبدأ ترتيب الخنادق وحفرها بعد العمليه مباشره ....
اذ يحدد الامير شكل الخط ويوزع الخنادق وكل مجموعه تحفر خندقها وتتولى حراسة منطقتها....
تكون الحراسه على كل شخص او شخصين او ثلاثه كل ساعتين او اربع ساعات بالتناوب.....
ويكون هناك مجموعات اخرى غالبا من كل خندق شخص يذهب مع الامير الى الترصد....
والترصد هو النزول الى المنطقه الفاصله بين المجاهدين والعدو وجمع المعلومات من العدو.....
وتحديد مواقع خنادق العدو على الخريطه ومن ثم توصيل خط بينهم وهكذا يتبين خط العدو....
والعدو كذلك ينزل ويقوم بالترصد وقد يتقابل الاثنان فتدور معارك خفيفه بينهما او يكون اسر...
التموين يأتي غالبا من القرى الخلفيه او خنادق التموين على خيول او بغال يتم حملها....
اما الماء فتكون هناك عيون او منابع للماء يذهب كل شخص من كل خندق لاحضار حاجتهم منه...
اما الوقت فيتوزع بين قراءة القران والذكر والحراسه والترصد وخدمة المجاهدين.....
وللجبهه انواع كثيره ....
الخط الثابت – الخط المتحرك – حرب العصابات – حرب المدن – وغيرها كثير.....

حمد القطري

(السيف)
25-01-2009, 08:30 PM
القصة العاشرة


أبو هاجر العراقي


بلاد العراق .....
بلاد عظيمه ...اخرجت لنا الابطال على مر الازمان.......
بلاد احمد بن حنبل ....وابوحنيفه.......والخطيب البغدادي....
بلاد عرفت على مر التاريخ الاسلامي انها الحصن الحصين للمسلمين والاسلام......
بلاد الخلافه الاسلاميه التي قال عنها هارون الرشيد حينما رأى السحابه.....
امطري حيث شئت فان خراجك سوف يأتيني.....
فلذلك ركز النصارى واعداء الاسلام جهدهم وهمهم لتدمير هذا البلد....
وسلخ المسلمين من روحهم الأبيه وعزتهم الاسلاميه فهم من هم بشدة البأس وصلابة الرأس....
حتى آل الحال بهذا البلد العظيم الى ما نراه الان ونسمعه ولاحول ولاقوة الا بالله .....
في خضم هذه الاحداث ...انتشرت البدع والخرافات ....
وقويت شوكة الرافضه والعلمانيين واللادينيين .....
ومن رحم هذه الظلمات يولد الابطال.....
ابوهاجر العراقي......فك الله اسره ...
من والد اصله يوناني مهاجر....درس الهندسه الكهربائيه وتخرج بدرجة عاليه منها.....
منذ صغره كان يميل بفطرته الى التدين والمحافظة على الصلاه....
اجتمع هو وابوابراهيم وبلال وغيرهم من شباب الصحوة وقرروا العيش منفردين....
...(انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى)....
اشتروا لهم بيوتا صغيره حول بغداد في قرية منعزله وانشأوا لهم مجتمعا اسلاميا خاصا فيهم...
مكثوا فترة متكاتفين مترابطين هم وزوجاتهم واطفالهم ينعمون ببيئة اسلاميه اخويه....
عندها قرر ابوهاجر الذهاب الى افغانستان وفاتح زوجته بالموضوع ....
اتبعته زوجته وهي تردد لمن تتركنا ...وهي تكرر موقف هاجر زوجة نبينا ابراهيم عليه السلام...
حتى قررت اللحاق به ....وفعلا ذهبوا مشيا على الأقدام الى الحدود الايرانيه ....
وحدثت لهم كمائن واطلاق نار من الجيش الايراني ....
حتى نجاهم الله واوصلهم سالمين الى باكستان ومنها الى افغانستان.......
استفاد منه المجاهدون ايما فائده ...رجل جاد وحازم وعملي وتقي ولانزكي على الله احدا..
من اعماله الجليله للمجاهدين ....ان المجاهدين كانت اتصالاتهم ضعيفه جدا .....
وبحكم انه مهندس كهربائي استطاع تطوير اجهزة الاتصالات عند المجاهدين....
مما جعله بتوفيق الله يربط افغانستان ببعضها عبر المركز الرئيسي للاتصالات....
وكان مركز اتصالات المجاهدين موجود في جاجي......
كنا نتمنى الصلاة خلفه في بيت الانصار......
واذا صلينا خلفه فلا تسل عن صوته المميز.....
صوت عذب اعطاه الله مزمارا من مزامير آل داوود......
وقع في الاسر ظلما وقهرا في المانيا وسلم الى عدوة الله امريكا.....
وهويقبع الان في سجون النصارى الصليبيين ....
اللهم فك اسره واسر اخوانه .....
اللهم آمين......

حمد القطري

ولد الخال
25-01-2009, 08:42 PM
مشكور أخوي على هذه القصص البطولية التي تبين معدن الرجال

(السيف)
25-01-2009, 09:38 PM
مشكور أخوي على هذه القصص البطولية التي تبين معدن الرجال

الشكر لله


بارك الله فيك

(السيف)
25-01-2009, 09:39 PM
القصة الحادية عشر


غربتهم شديدة ... أهل الجهاد



يقول عليه الصلاة والسلام...(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ...فطوبى للغرباء...)....
والله كلما تأملت في حال اخواني المجاهدين لتكاد عيني ان تدمع.......
كل من ذهب للجهاد سابقا وخاصة هذه الايام فهو في غربه......
نعم غربة بين اهله.......
غربة في التفكير والاهتمامات .....
غربة في الطرح العام للمواضيع في المجالس العامه والخاصه...
غربة بين اصحابه الروح بالروح حال العوده من الجهاد....
الكل يهرب ...الكل ينفر....هذا مجاهد ....هذا ارهابي....
هذا تكفيري....هذا يسب العلماء.....هذا يعادي الحكومات....
هذا مراقب من قبل امن الدوله.....هذا سيذهب بي الى السجن ان رافقته.....
واذا ذهب الى الولائم الخاصه والعامه ...يلمزونه بأبشع العبارات......
وين العمل الان يا ابو فلان...؟؟؟....وين وصلت في الدراسه...؟؟؟؟...
وكلها مقصدهم انظر لقد ضيعت نفسك ومالك ومستقبلك ودمرت حياتك....
لقد كنت في دراستك متفوقا ...
والمال عندك وسمعتك بين الناس واهلك طيبه ولا احد ينفر منك.....
ولكنك جلبت كل هذا لنفسك......
الفصل من الدراسه ...او العمل.....والمراقبه ...بل والسجن ......
وما الى ذلك.....اما لك عقل قبل ان تذهب الى الجهاد لتقدر هذه الامور....
الان مستقبلك كله قد انتهى ...واوراقك البيضاء انقلبت سوداء ....
اعوذ بالله.... اعوذ بالله...... اعوذ بالله.......
نعم والله ان هذا الكلام واشد منه يكاد يكون بشكل شبه يومي حين عودة الاسد المجاهد اللذي غزا في سبيل الله ودافع عن اراضي المسلمين...
بمثل هذا الكلام يستقبل ....وبمثله يتهم....وبمثله ينتقص.....
اقلوا عليهم لا ابى لأبيكم.................من اللوم او سدوا المكان اللذي سدوا
اصبحت موازين الناس اليوم مقلوبه.......
يقيمون الرجل بمنصبه بوظيفته بدراسته وقبل ذلك بماله....
اصبح طالب الدنيا هو الرجل هو الفاضل هو المقرب والمقدم في المجالس.....
وطالب الاخره هو المسكين...اللذي دمر مستقبله ...وعاش في اوهامه.....
وغفلوا عن قول الله عزوجل...(فليقاتل في سبيل الله اللذين يشرون الحياة الدنيا بالاخره....)....
وقوله عليه السلام...(ما انا والدنيا الا كراكب استظل تحت ظل شجره ثم قام وتركها....)...اما هم استظل تحت ظل الشجره وخلد تحتها ....
اين هم عن سير الصحابه والتابعين والسلف الصالح .........
والله ...والله ....والله.....تنهم ليعلمون اكثر مني ومنك ....
ولكن لانقول الا الله المستعان وعليه التكلان......
رساله اليك يا اخي المجاهد.......
لاتعبأ ولا تهتم بهذه الامور فكلها زائله والدنيا فانيه فاحمد الله على ان جعلك من اللذين نفروا في سبيل الله....
في حال مكوثك في بلدك واصل دراستك او تعليمك او وظيفتك.....
ولاتترك فراغا في وقتك الا وملأته بالمفيد ....
واكثر من الدعاء بان يختم الله لك بالشهاده ...
وتذكر موعود الله ورسوله عليه السلام لأهل الجهاد والاستشهاد.....
واياك ان تنكس عن هذا الطريق بعد ان عرفك الله اول معالمه ...
ووقفت عليه بنفسك.....فالدنيا حلوه يتزوجها العشاق....
وما تزوجها احد الا واغتالته في ليلة زفافها......
اختم بهذا الحديث العظيم.....
يعود الإسلام غريبا كما بدأ... ويلتفت المسلم حوله اليوم ليرى مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... فطوبى للغرباء... فمن هم الغرباء...؟ هم إخوان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين قال عنهم: ” وددتُ أنّا رأينا إخواننا ” ، قيل أولسنا إخوانك يارسول الله؟ قال: ” أنتُم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعدُ ”... هؤلاء الغرباء إخوان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... هم الذين استقاموا على طريقته ، فاتمروا بأمر الله وساروا على نهج نبيه واشتاقوا للقاء ربهم والشرب من حوض الكوثر من يد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، سواء عندهم الحياة أو الممات ، يستغفرون إن أخطأوا ويشكرون ربهم على نعمائه ، ويصبرون على قضائه ويعبدونه حتى يأتيهم اليقين ، يفرّون من المعاصي فرارهم من وحوش الغاب ، ويرجون رحمة ربهم يدعونه خوفا وطمعا ، تتقلب الدنانير والدراهم بين أيديهم وليس في قلوبهم شيء منها ، فهي أموال الله هم مستخلفون في هذه الدنيا برعايتها ، يعيشون مع الناس بأجسادهم وقلوبهم محلقة في علياء ربهم ، يعيشون مع ملائكته ، يعمرون أرض الله بذكر الله وإعلاء كلمته ، لو علم الملوك بحالهم وسعادتهم لقاتلوهم على تلك السعادة بالسيوف...وهم لا يخافون في الله لومة لائم... إنهم غرباء بين لائميهم... فطوبى لأولئك الغرباء...


حمد القطري

سيزن
26-01-2009, 01:05 AM
اااالله يا السيف ......سلامي عليك .



http://www.islamonline.net/arabic/famous/2001/10/images/PIC2.jpg




الله يبارك في جهودك اخي السيف . واااصل الله يجزيك الفردوس.

اكسجين
26-01-2009, 02:28 AM
ما قصرت أخي( السيف )

الله يرحم والديك و يبيض الله وجهك على هالموضوع .

(السيف)
26-01-2009, 04:19 AM
اااالله يا السيف ......سلامي عليك .



http://www.islamonline.net/arabic/famous/2001/10/images/PIC2.jpg




الله يبارك في جهودك اخي السيف . واااصل الله يجزيك الفردوس.


سلام الله عليكم وبارك فيكم ... بإذن الله سنواصل

جزاكم الله خيرا

(السيف)
26-01-2009, 04:19 AM
ما قصرت أخي( السيف )

الله يرحم والديك و يبيض الله وجهك على هالموضوع .


ووالديك بارك الله فيك

(السيف)
26-01-2009, 04:22 AM
القصة الثانية عشرة


عملية بيرفوموسكوييه....قصه بطوليه من حرب الشيشان الاولى


وقعت احداث هذه المعركة البطوليه في شتاء عام 1416هـ - 1996م ...على مقربة من ارض الشيشان ...وذلك خلال الحرب الشيشانيه الاولى(1995-1996م) ... دعونا نتحدث عن مفارقات هذه العمليه...والارهاصات التي ساقت بلورة هذه المعركه على نطاق بوتقة ينصهر فيها كل مقياس دنيوي....وكل مقياس عسكري....الا المقياس الايماني.....

لايختلف اثنان على شراسة الحرب الروسية في الشيشان....ومدى القتل والتدمير اللذي اخدثه الروس في بلاد المسلمين تلك...ولكن المجاهدين بفضل من الله وتثبيته ثبتوا ...وقاوموا ...واستبسلوا في الدفاع عن دينهم وارضهم وعرضهم.....وتلبية لنداء الرحمن ...ونصرة لأهل الاسلام هب ثلة من شباب الاسلام ...تاركين وراءهم متاع الدنيا وحطامها...وزينتها وبهرجه...لينصروا اخوانهم في الشيشان...ويتقاسموا معهم القتل والتشريد والجوع والخوف....
طلبا لرضى الله عز وجل ...وطمعا في جنته ولا نزكي على الله احدا.....
وصل الى ارض اذربيجان مجموعة من المجاهدين العرب...هم ابوعاصم التبوكي...وابواسامة التميمي....وابومعاذ السوري...وحسن الموريتاني...وصهيب المصري.....وغيرهم.......
يسر الله لهم دخول ارض الشيشان...والتحقوا بالمجاهدين هناك...فلا تسل عن فرحتهم ...وتوقدهم للقاء ربهم.... فكان من نصيبهم ..معركة من اصعب المعارك....الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود.....معركة قلما تحدث في هذه العصور المتأخره...معركة كسرت موازين القوانين العسكريه...

قام القائد الفذ سلمان رادوييف (فك الله اسره) بجمع مجموعة من جنوده الأشاوس المخلصين....وتبايعوا على الموت ..... وذلك ليقوموا باختراق الحدود الشيشانيه وعبور النهر الفاصل بينها وين داغستان ...وعبور ارض داغستان...وحرس الحدود الروسي...والتسلل مايقارب الثمانين كيلو مترا داخل اراضي داغستان ليصلوا الى مدينة كيزلار...التي يرابط بها الجيش الروسي...واللتي بها قاعدة التموين الاولى للجيش الروسي..من طائرات ودبابات وذخائر وجنود...حيث تنطلق منها الطائرات لتدك مواقع المجاهدين الشيشان....وتنطلق منها الدبابات لضرب رؤوس المدنيين العزل...وينطلق منها اعداء الله الروس لتعذيب المهاجرين من النساء والشيوخ والاطفال......فعزم القائد سلمان رادوييف على تدمير هذه القاعده....ودكها على رؤوس الروس ...
وتسوتها باالارض ليريح المسلمين من شرها....وليخفف الضغط على الشيشان ....ويعطي الروس ضربة عسكريه لن ينسوها على مر التاريخ.....

وصلت الأسود الى مدينة كيزلار...

واخذ المجاهدون مواقعهم....وهم يرقبون العدو الروسي....ويحصون الطائرات الجاثمه على ارض المعسكر (الثكنه العسكريه) وعدد الدبابات المتواجده....وشاء الله ان ينكشف المجاهدون قبل ان تبدأ العمليه....ولكنهم واصلوا التحرك الى اثكنه العسكريه وهم مشبكين مع الروس بالاسلحه ....مباشرة وجها لوجه....والقوات الروسيه آخذة بالقدوم من كل حدب وصوب....فدمر المجاهدون اربع طائرات كانت جاثمه .....واعطبوا عددا من الآليات والدبابات ...وقتلوا من قتلوا من الجنود الروس.....وحينما شعر المجاهدون بأن الروس قد اطبقوا الحصار عليهم....توجهوا صوب المستشفى العسكري (كما فعل شامل باسييف من قبل) واحتجزوا الجرحى من الجنود والضباط الروس.....واحكموا سيطرتهم على مداخل ومخارج الأبواب ...وشدوا وثاقهم على الاسرى...وفيهم ضباط ذوو رتب عاليه ... تجمعت القوات الروسيه خارج المبنى.... وحاولوا اقتحام المبنى بلا جدوى
وصلت الاخبار الى موسكو ...وتنامت الى مسامع الكهل الخمار بوريس يلتسين رئيس روسيا اخبار ما قام به جند الله فأدخل على اثر الخبر الى المستشفى....طلب الروس المفاوضات وتتملكهم الدهشة والرهبه...والنظر بعين الاستكبار لما فعله الجنود الاشاوس بهم.... وافق سلمان رادوييف على المفاوضات واشترط ان يحضروا له تسعة من وزراء داغستان وعدد من الضباط كرهائن عند سلمان .وان يجهزوا للمجاهدين عددا من الباصات لنقلهم الى الحدود الشيشانيه .....ومن هناك يتم اطلاق سراح الرهائن..... وافق الروس على هذه الخطه ...فجهزوا للمجاهدين عددا من الباصات لنقلهم...

واحضروا لهم عددا من المسؤولين الروس والداغستانيين ........وفعلا نزل الاسود وبكل ترتيب هادئ ....بعيدا عن الفوضى والغفله.... واستقلوا الباصات وتوجهوا صوب الشيشان والطائرات والمدرعات ترافقهم من كل اتجاه....تحرك المجاهدون حتى وصلوا الى الحدود الشيشانيه ....وما بقي عليهم سوى ان يعبروا الجسر اللذي يصل بين الشيشان وداغستان...وهو على نهر يشكل فاصلا طبيعيا بين الشيشان وداغستان......وصلت مقدمة اول باص لتضع عجلاتها على الجسر للعبور .....والاسد المجاهده من الجهة الاخرى مرابطة على الثغور يرتقبون وصول اخوانهم....فأتت طائرة هيلكوبتر وقصفت الجسر فتحطم .....فأحس المجاهدون بالخيانه وتوجهوا الى قرية على الحدود ...هي قرية بيرفوموسكوييه...قرية سكانها من المسلمين الداغستانيين.....نزل المجاهدون ومعهم اسراهم الى المدرسه ....وطلبوا من اهل القرية مغادرتها بكل ما يستطيعون حمله..... وتخندق المجاهدون وحفروا خنادقهم وجهزوا اسلحتهم..... والروس يحشدون لهم ....بطوق من القوات الخاصه الروسيه ...وخلفه طوق من المدفعيه الثقيله وخلفهم طوق من المشاة والقناصين متربصين على طول الحدود وعلى النهر تحسبا لهرب المجاهدين......اذا اذا تخيلت الوضع لابد انك سيتسلل اليك اليأس من نجاتهم او مقارعتهم......قسم سلمان رادوييف المجموعات ووضع على رؤوس بعضها المجاهدين العرب ..امثال ابواسامة التميمي وابوعاصم التبوكي وحسن الموريتاني ومعاذ السوري وصهيب المصري ...واعطى لكل واحدا منهم جهاز (مخابره) لاسلكي ليتحدثوا باللغة العربيه ويلتقطها الروس مما يشعرهم بالخوف والرهبه ان معهم مجاهدين عرب كثر.......

في اليوم الاول من الحصار استعد المجاهدون للقاء الله تعلوهم السكينه والثقة بنصر الله لهم....وعلى مسافة بعيده من آلاف الكيلومترات ....وعلى البحر اختطف خمسة مسلحين شيشانيين باخرة سياحية روسية كانت متجهة الى تركيا وعلى متنها العشرات من السياح الروس....وهددوا بتفجير الباخره واغراق من فيها اذا لم يفك الحصار عن المجاهدين في قرية بيرفوموسكوييه......

وفي آخر اليوم اختطف اربعة عشر جندي روسي من قروزني .... وهددوا بالقتل ذبحا اذا لم يفك الحصار عن المجاهدين........وفي اليوم الاخر فجرت محطتين للقطارات في موسكو ....وهددت باقي المحطات بالنسف اذا لم يفك الحصار......وهكذا ( لله در شعب قليل العدد قوي البأس....من كلام الامام عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن الشعب الشيشاني)...
وفي اليوم الثالث لم يجد الروس بدا من اقتحام القريه وقتل المجاهدين وانقاذ سمعة الجيش الروسي التي وصلت الى الحضيض.....استعد المجاهدون وتبايعوا على الموت ...وقسمت المجموعات ...واستعدوا للقاء الله بدأ الروس بالقصف المكثف فعلم المجاهدون ان الاسرى لاقيمة لهم فذبحوا الروس منهم واطلقوا الباقين....وامر سلمان المجاهدين بأن يقتحموا على القوات الروسيه ..وموعدهم الجهة الاخرى من النهر على ارض الشيشان.....تفاجأ الروس بالمجاهدين وهم يقتحمون عليهم مواقعهم الحصينه ...وتعالت الاصوات وارتفع التكبير والتهليل....وثار الغبار وقتل انا مصيرهم الى الجنة واخرون الى النار.....قتل ابوعاصم وابواسامه وحسن وصهيب ومعاذ رحمهم الله وتقبلهم في هذا الاقتحام ......وقتل عدد كبير من الشيشانيين ....واستطاعت مجموعة كبيرة من المجاهدين ان يقتحموا الطوق الاول من القوات الخاصه الروسيه ....والطوق الثاني من سلاح المدفعيه ......والطوق الثالث من الجنود والقناصة وحرس الخدود ...وعبروا النهر ووصلوا الى ارض الشيشان .....ونجوا باعجوبة وكرامة من الله عزوجل .....
تناقلت وسائل الاعلام هذه الاخبار والروس في ذل وهزيمة وفضيحة امام العالم لايستطيعوا ان يجدوا لها تفسيرا.....افضل القوات وافضل المدفعيه وامهر القناصه ومع ذلك اخترقتهم مجموعة مسلحة باسلحة بدائيه .....ونجا ممن نجا القائد سلمان رادوييف.....ويوجد في الشيشان محطة ارسال تلفزيزيوني متنقلة على شاحنة صغيره....يستطيعون من خلالها ايقاف بث التلفاز الروسي لدقائق معدوده.....فقاموا بقطع الارسال وخرج لهم الاسد سلمان رادوييف معلنا انتهاء الحصار ونجاح المهمه...وتدمير القاعده ......وختم بالتهديد لبوريس يلتسين والجيش الروسي بتكرارها.....

وهكذا انهت هذه الملحمه.....وقتل فيها خيرة من الشباب العربي والشيشاني.....رجع بعض الاخوه الى ارض المعركه فيما بعد ليتفقدوا من وجد حيا او جريحا بعد مده...فاذا بأجساد الشهداء العرب تفوح منها روائح المسك ...وتعلوا محياها الابتسامه العجيبه.....والارض تعبق بريح المسك ...ولم يتغير شي في اجسادهم.......وكانت رائحة المسك مميزة من ابي عاصم التبوكي...ذلك الشاب اللذي ترك دراسته الجامعيه العلميه وباعها لله عز وجل.......

حمد القطري

(السيف)
26-01-2009, 06:18 AM
القصة الثالثة عشرة


أمانة مجاهد ..قصة من البوسنة


في عام 1993م وفي خضم المعارك مع الكروات في البوسنه والهرسك ....حدثت هذه القصه......
عندما نكث الكروات عهودهم مع المسلمين وبدت اطماعهم في اراضي المسلمين......
اشتد الحصار على المسلمين ووقعوا بين فكي كماشه.......
المهم صاحبنا ابوعلي المغربي وفقه الله وحفظه ....اتاه ابوعلي الكويتي رحمه الله واعطى اباعلي المغربي مبلغا من المال كأمانة معه ......
رجع ابو علي المغربي الى منطقة جليزونوبولي مع المجاهدين العرب هناك.....
واذ بهم يستنفرون لخوض معركة شديده ومهمه مع الكروات .....
وزعت المجموعات وقسمت المجموعات ....وتحركت صوب الكروات....
ذهب ابو علي المغربي الى احد اخوانه الحاضرين وهمس في اذنه ...
اذا قتلت او حدث لي مكروه ففي جيبي مبلغا من المال هو امانة لأبي علي الكويتي....
فقال له الاخ خيرا ان شاء الله ...وانطلقوا نحو المعركه.....
بدأت المعركه مع الكروات ...وحمي الوطيس واشتد البأس....وانطلقت القذائف...
وتقدم المجاهدون ....واذ بعلج كرواتي ....يحمل سلاحه الآربي جي ويقذف به على ابي علي وصاحبه اللذي اسره بالوصيه......وتسقط القذيفة قرب ابوعلي وتأتي شظاياها فتضرب صفحة وجهه فشق وجهه وسال دمه....وقطعت اجزاء من لحم وجهه......
وخر مغشيا عليه.....قام صاحبه بسحبه والنزول به الى الخط الخلفي......
وكل من رآه يقول ...لا حول ولا قوة الا بالله ....نسأل الله ان يتقبله شهيدا.....
ادخل صاحبنا يده في جيب ابي علي المغربي فاذ به يحرك يده ويمسك يد صاحبه بضعف شديد ....الله اكبر انظر الى حرصه حفظه الله على الامانه وهو في حالة يعذر بها امام الله ....
فقال له الاخ ....انا فلان الذي اخبرتني بالوصية ...فترك يده ....
نزلوا به الى مستشفى مدينة زينيتسا....وكل من رآه من الاطباء يقول .....
لا داعي بأن تتعبوا انفسكم ....هذا الرجل طبيا لن يعيش......
واجمع الاطباء على ان الرجل ينازع ولا توجد طريقة لأنقاذه.....
اتى احد الاطباء المجاهدين العرب ...وتولى انقاذه ......والاخوه المجاهدون يقرأون عليه القرآن ..... حتى شفاه الله وعافاه ...
ولم يصدق الاطباء ان ذلك الرجل اللذي رأوه ستكتب له الحياه..؟؟؟....
ولكنها كرامة من الله عز وجل .....

حمد القطري

(السيف)
26-01-2009, 07:14 AM
القصة الرابعة عشرة


لحظات وداع الجبهة




ان من اصعب الذكريات على المرء اللذي اكرمه الله بالجهاد هي لحظة انتهاء الجهاد.....والاستعداد للرحيل عن ارض شارك بها اخوانه المسلمين احزانه وافراحه ... واتراحه....يقلب المرء ناظريه يمنة ويسره .... ويتأمل كل شي حوله وكأنه ينظر الى منطقته اول مرة ...لتعلق مناظرها في ذاكرته على مدى العصور .... حينما اعلن اميرنا ان البوسنويين والصرب والكروات قد اتفقوا في قاعدة دايتون على اتفاق سلام البوسنه ..... وان القتال قد انتهى وتوقف .... وان علينا نحن المجاهدين الرحيل الرحيل..

كادت قلوبنا ان تنفجر كمدا.... وفاضت اعيننا غزيرة بلا شعور ... وانقلبت افراحنا احزانا ... وآمالنا اشتاتا....حرجت بكل حزن والم ارقب المستقبل ماذا يخبئ لنا بقدر الله من امور...الله المستعان انتهى الرباط....والجهاد....والراحة النفسيه.....بدأنا نصبر بعضنا بعضا .... وان هناك ارضا جديده اسمها الشيشان قد فتح الله بها سوق الجهاد(الحرب الاولى) .... فكان هذا هو عزاؤنا الوحيد..... يقول عمرو بن الجموح رضي الله عنه وارضاه...وهومن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان خرج مع النبي عليه السلام الى احد الغزوات وهو يدعو الله ويقول.....اللهم لاترجعني الى المدينة مخزيا......... اللهم لاترجعني الى المدينة مخزيا...يقصد بذلك ان يتقبله الله شهيدا في سبيله ..... يقول هذا الكلام في حالة رجوعه من ذروة سنام الاسلام ...الله اكبر مع ان النبي عليه السلام اخبرنا ان قفلة من جهاد كغزوه ....ولكنها والله مرارة ترك الجبهة والقتال لأن الجهاد له حلاوه في القلب وهو كالرضعة المخدره ...كل من ذاقها ادمن عليها والله....كيف لا والنبي عليه السلام يقول (عليكم بالجهاد فانه باب من ابواب الجنه يذهب الله به الهم والغم) ..... نرجع الى قريتنا ..... تلك القرية التي قدمت ابوعبدالله الشرقي ....وابوالحسن المدني....وابودجانة العبيدي.....وابومحمد الكويتي...وخطاف البحريني....وذي النورين الجزائري...وابوسعيد الجزائري ... وابوعلي الفرنسي.....نسأل الله ان يتقبلهم ويعلي درجتهم في جناته وان يلحقنا بهم في شهادة يسبق امنها فزعها....

استأذنا من صاحب المنزل بالرحيل ...وهو رجل كبير في السن ...قد بلغ السبعين من عمره ......فما ان اخبرناه بخبر رحيلنا حتى انفجر باكيا...كالطفل الرضيع ..... واذ بزوجته العجوز( المايكه) معناها ام ونحن ندعوها بأمنا ...فكم من يوم قدمت لنا الحليب من بقراتها... وكم من مرة قد غسلت لنا ثيابنا ...وكم من مرة مسحت لنا جزمنا العسكريه من الطين حتى اذا خرجنا من المنزل نبحث عن جزمنا(اعزكم الله ) نضن انها سرقت او بدلت ...وهي تبلغ من العمر الستين عاما .... ولكنها اصرت على خدمة ابنائها المجاهدين ....انتشر الخبر في القريه والقرى التي حولنا ...فاذا بالبوسنويين يأتون من كل مكان في منظر مهيب وكأنه موكب للعزاء ...متشحين بالبكاء وبالحزن والنحيب....وهم يحاولون ان يثنوننا عن قرار الرحيل ... وعرضوا علينا ان نتزوج منهم ويعطوننا منازلهم لنسكن بها ...ولكن ...انها مشيئة الله .... واذ بالأطفال الصغار ...اللذين تربو على الشهداء اللذين كانوا يدرسونهم ويعلمونهم ويشتروا لهم الحلويات والهدايا ....ابوعبدالله...وابومحمد ...واذ بهم يخروا والله من البكاء كأنهم فقدوا احد والديهم ..... ونحن ماضون في عمل حزين ...نقوم بانزال العفش والأحمال والشنط والأغراض من البيت (الخط الخلفي) ......خلا البيت من الناس ..... اين اصحاب قيام الليل ...اين المجاهدين اللذين كانوا يحيون المنزل بالذكر والعباده ..... وكنت انا آخر من خرج من البيت ارمقه بنظرات الوداع...... وانا اتمتم في نفسي اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها...... اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها...... خرجت من المنزل ولم استطع ان اطيل النظر بالناس اللذين التفوا حولنا .... وهم يرددون الى من تتركوننا ...فليبق منكم اناس ليجبروا بخواطرنا ........سلمت عليهم وودعتهم .....وانا اكتم عبرتي بل انفجر الدمع على الخدود جاريا من هول المصيبه...فقد اصبحوا لنا كالأهل ... والجهاد كالوطن.....ولكنها مشيئة الله سبحانه وتعالى....

تحركت السيارات في موكب حزين ...تشق صفوف البوسنويين المساكين ...وكأننا نحمل جنازة معنا ...فوداعا يا بوسنه.....ولنا لقاء على ارضك ان شاء الله اذا عاد الجهاد....

حمد القطري

لوسيل
26-01-2009, 09:01 AM
جزاك الله خير الجزاء أخوي السيف

اللهم أنصر أخواننا المجاهدين في كل بقاع الأرض يارب العالمين

اللهم تقبل شهيدهم وأشفي جريحهم

اللهم آمــــــــــيـــــــــــــــــــــن

(السيف)
26-01-2009, 09:28 AM
جزاك الله خير الجزاء أخوي السيف

اللهم أنصر أخواننا المجاهدين في كل بقاع الأرض يارب العالمين

اللهم تقبل شهيدهم وأشفي جريحهم

اللهم آمــــــــــيـــــــــــــــــــــن



وجزاك خيرا اخي وحبيبي في الله لوسيل

(السيف)
26-01-2009, 09:31 AM
القصة الخامسة عشرة


اكبر رائحة مسك خرجت في أفغانستان من


الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين....
الحمد لله الذي وضع لعباده آيات وكرامات ليثبتهم على دينه....
وهو غني عنهم وعن عبادتهم ولكنها الرحمة الالهيه......
من الكرامات الشائعه في الأزمان الاخيره وخصوصا في الجهاد.....
هي خروج رائحة المسك من اجساد الشهداء الطاهره......
واشهد الله واقسم بالله لست بكاذبا انني ممن اكرمني الله بشم مثل تلك الرائحه.....
استفاضت وتواترت الاخبار وبحمد الله لامكذب لها الا من خدع نفسه.....
اذا اردت ان يرتفع ايمانك فبحث عن من شارك في الجهاد.....
لفترة طويل ودعه يقص عليك مارأته عينه او سمعت به اذنه ....
والله ليتملكنك الشعور الايماني المنبعث من التصديق بالكتاب والسنه.....
رائحة المسك خرجت من اجساد شهداء كثيرين في بلاد الافغان وغيرها.....
ولكن .....هناك رائحة قويه خرجت واستمرت لوقت طويل كرائحة اخونا ....
حيدرة التبوكي.....اللذي قتل في معارك الحزب تقبله الله وشم الرائحة منه اكثر من مائة وعشرين مجاهد......
اما صاحبنا فهو ....
ابوبدر الحربي.......رحمه الله وتقبله......
فقد كان مسؤولا عن الاتصالات ....وكان يستقبل اتصالات من والده وزوجته وابنائه يحثونه على الرجوع الى السعوديه وهو يقول لهم انا عند الايتام وسأرجع قريبا...
ثم يأتي الينا ويقول .....وهو يضحك اعطينا الوالد ركبه...(كذبه).......
ذهب بعد فترة الى جلال اباد ...وكانت المعارك على اشدها....
وبينما هو في الحراسه مع ابوعبيدة القصيمي اذ اتتهم قذيفة هاون....
فقتلتهم جميعا رحمهم الله وتقبلهم....
عبقت رائحة المسك بالمكان ....حتى غطت المنطقه فسبحان الله ....
حمله الاخوه ...ودفنوه واتى احدهم الى بيت الانصار(اللهم اعده كما كان).....
وعبقت رائحة المسك بالمكان ففتش الاخوه حتى وصلوا الى ثوب هذا الرجل القادم حديثا من عند ابوبدر الحربي....
ووجدنا بثوبه بقعة دم من ابي بدر.......
رحم الله ابوبدر .....
واصلح له ابنه بدر ....
.وابنته سميه....
.وزوجته .....

حمد القطري

(السيف)
26-01-2009, 10:17 AM
القصة السادسة عشرة



ما أجمل الغنائم

الغنائم من اجمل الاشياء في المعارك........تعرف لماذا..؟؟؟...
لانك بعد لن تنكل بالعدو وتهزمه بفضل الله تنقض كالأسد على ممتلكاته حلالا عليك....
في عملية بدر البوسنه .....كنا قد اعددنا لهذه المعركه العدة .......
واخذت منا وقتا وجهدا.....تم التسلل بنجاح بفضل الله الى المنطقه .......
والمنطقه عبارة عن لسان داخل في اراضي المسلمين على امتداد 12 كلم وبه 52 قريه.....
كلهم من الصرب المتعصبين ....تقسمت المجموعات ...وكل اخذ موقعه .....
ومع بزوغ الفجر وبعد ان صلينا صلاة الفجر فرادى ....اتت الاشاره.....
وبدأ القتال مع الصرب ....قاوم الصرب بشراسة ولكن انى لهم من المجاهدين.....
صعدنا قمة الجبل بعد سقوطه....ومن خلال المناظير المكبره رأيت العجب العجاب.....
رأيت الشاحنات الصربيه مصطفه على القرى تحمل نساء واطفال الصرب ....
تتملكهم مشاعر الخوف ورغبة الهرب ....فقلت الحمدلله ذوقوا مثل مايعانيه المسلمون....
المهم فتح الله المنطقه وضرب الشباب المجاهد بها اروع الامثله .....
وقد ابتلي فيها ابوثابت المصري ايما ابتلاء حتى لقي ربه في هذه المعركه...
ثم تم نزول المجاهدين لتمشيط المنطقه الشاسعه وجدنا من الغنائم الشي الكثير....
ابقار واغنام وسيارات وشاحنات وذخائر ودبابتين واسرى .......واسيرات........
دخلت احد البيوت الصربيه للتمشيط ومعي ثلاثة من المجاهدين.....
وجدت القدر على النار والبصل مقطع والرز على الرف.....وانا بل كلنل هلكى من الجوع....
فقلت هذا رزق من الله ...جهزنا المشبوس(الكبسه)....وتردد في نفسي لو انه يوجد دجاج ...
فسمعت اصوت الدجاج وكأنها تقول احنا هني تعال يبه خذنا....خلف المطبخ ....
وشان اطمر على الدياي واصيد لي ثنتين لو كان فيه صربي شان اخذني اسير معاه وسموني بعد جذي اسير الديايه........
وتمت الكبسه بنجاح والاكل بنجاح .......بعدها رحنا ندور الفراش والصرب مازال بعضهم مختبئ

اعجبني في ذلك اليوم مناظر الغنائم التي اول مره نغنم بهذه الكميات الكبيره من الصرب ...
ناهيك عن منازل كامله ومؤثثه بالكامل كانت من نصيب العرب المتزوجين من بوسنويات....
وكلما رأيتها تذكرت حديث الحبيب عليه الصلاة والسلام...(...جعل رزقي تحت ظل رمحي...)...


حمد القطري

(السيف)
26-01-2009, 11:53 AM
القصة السابعة عشرة


اللهم ارزقني الشهادة في الاندلس

من الأشياء الجميلة في الجهاد.....
والتي تدل على إيمان عميق بأهله وأصحابه....
هو التبايع على الموت او العهد .........
اذكر في قندهار تعاهد الشباب بها على انهم اذا بدأ القتال والتحم الصفان ....
الكل يدعو بالشهادة له ولأخيه ...لأن الدعاء في هذا الموطن مجاب من الله....
ذهب الشباب استعدادا للعمليه على الشيوعيين ....
وبينما هم يسيرون اذ اتى القصف المكثف والمركز على المجاهدين ...
حتى انهم انحازوا لوادي صغير يحتموا به من القصف....
فبدأ الكل يدعوا بالشهادة ولأخيه....وكان بينهم احد المجاهدين من السعوديه....
صاحب طرفه ...فقالوا له ما سمعتنا دعاؤك ...؟؟؟...
قال اللهم ارزقني الشهادة في الأندلس........
اخذ المجاهدون يضحكوا عليه بقوه والقصف عليهم مستمر......
انظر رحمك الله الى تثبيت الله لهم الموت امامهم وهم يتضاحكون فيما بينهم.....

حمد القطري

(السيف)
26-01-2009, 12:32 PM
القصة الثامنة عشرة


نظرت إليه ...فأخبرني... !!


نزلت الثلوج بغزاره وكثافه......
نزلت كأنها حبات البودره البيضاء الخفيفه.....
واكتست الارض بالبياض شيئا فشيئا ......
اللون الاخضر يفارق المرأى ......
بلاد البلقان تسمى ثلاجة اوروبا وخصوصا بعض مناطق البوسنه.....

البلد : البوسنه والهرسك...
المكان: قرية جبليه اعلى مدينة ترافنيك الجبليه .....
كنت مع اخ لي من الشباب العربي المجاهد في حراسة في احد الخنادق .....
الصرب من الجهة الاخرى والثلج ينهمر بغزاره.......
تساوت السماء والارض بعد لحظات بلون واحد فقط.......
السماء بيضاء من تساقط الثلوج والارض بيضاء من الثلوج ......
الطقس بارد والماء متجمد والاشجار عاريه .......
رأيت احد المجاهدين من احدى الدول الخليجيه منعزل عنا ومتعمق بالتفكير.....
لم تكن بيني وبينه علاق قويه فاقتربت منه ودنوت حتى استاذنته بالجلوس فأذن...
انهمكت معه بالكلام والسوالف فارتاح لي وبدأ يتكلم عن نفسه.....
قال لي هل تصدق يا حمد انني لم اكن على الاسلام..؟؟؟؟....
صعقت لهذه الكلمه وشعرت بحراة جسمي والثلوج تتساقط ....
قال ابي كان متزوجا من امرأة نصرانيه وحدث الطلاق بينهما وانا ابن سنتين.....
وبحكم القانون اخذتني امي معها الى بلاد الكفر ونشأت على النصرانيه...
حتى انقذني الله بأن استرجعني ابي الى البلاد واسلمت وتعلمت الاسلام.....
واشكر الله ان عرفني طريق الجهاد ويسره لي......
ثم بدأ يخبرني بقصصه العجيبه ومواقفه الغريبه حتى قطع اللقاء قذيفة هاون....
عموما رجعنا بعد ان اكلنا طن من الثلوج لنكمل الحديث .....
كنت ارقبه من فترة لاخرى حتى دخلنا عملية من العمليات ....
فرأيت العجب العجاب ...؟؟؟؟....

هل هذا هو الشاب الهادئ المترف اللذي بالكاد تسمع منه كلمه ...؟؟؟....
كيف انقلب الى رجل شرس ومغامر يقتحم صفوف الصرب بلاخوف او تردد..؟؟؟...
هل هذا هو صاحبي ابن العشرين عاما صاحب البشرة الناعمه ...؟؟؟....
نعم انه هو ...انه الجهاد والايمان يفعلان بالمرء اشد من هذا ......

فيا اخواني الأفاضل ........
هذا رجل نصراني خليجي من الله عليه بالاسلام والجهاد.....
وهو لم ينشأ بين الحلقات والمساجد والعلماء والمسلمين نفر الى الجهاد.......
فيا اخي هلا وقفت مع نفسك وحاسبتها محاسبة شديده...؟؟؟....
الى متى وانا لم اجاهد وانا اعلم من الدين والاحاديث العلم الجم...؟؟؟...
اما تخشى ان يختم عملك ولا تجد في صحائفه رباط او اصابه او جهاد في سبيل الله
لاشك ان الأعمال الخيره كثيره ولكن والله والله والله لا يعدل الجهاد بالنفس والمال شي......
اللهم ثبتنا وارزقنا الجهاد والرباط والاستشهاد...........

حمد القطري

(السيف)
26-01-2009, 01:20 PM
القصة التاسعة عشرة


البتو الأخضر


كان عندنا مستودع لا يصل إليه نور الشمس ..
غرفة صغيرة .. أرضيتها تراب و جدرانها طين .. بدون شبابيك و رائحتها عفنة من الرطوبة
غير مرتبة .. طبقات من الغبار و الأتربة تغطي كل شيء
أغراض قديمة .. شنط و ملابس .. و أحذية لم يعد لها أصحاب
و لا أحد يسأل عنها ..
إذا أراد أحد الشباب أن يسافر إلى أهله .. رمى بشنطته و أغراضه في هذه الغرفة و ذهب
تتكوم الأغراض .. تمر فترة طويلة قبل أن يرتب المستودع و تؤخذ الأغراض و توزع على المحتاجين
دخلت يوماً أبحث عن شيء .. نسيت ماذا كنت أريد
و لكني لن أنسى ما حصل أبداً ..
الغبار يخنقني .. كل شئ تحركه يخرج منه سحابة من الغبار
و يتراكض من تحته مجموعة من الفئران الصغيرة ..
كانت الملابس معبأة في خياش كبيرة .. ملابس بأحجام و ألوان مختلفة .
كنت أفتح الخياش .. أبحث عن شيئ لا أدري ما هو ..
ربما قميص أو سروال .. أو بتّو .. ( البتّو هو رداء الأفغان متعدد الاستعمالات )
فتحت الأكياس الواحد تلو الآخر .. و أنا في عجلة من أمري
أريد الخروج قبل أن أموت اختناقاً ..
فتحت أحد الأكياس .. فانبعثت منه رائحة زكية لا أستطيع أن أصفها ..
طيب .. يسحرك .. يطير بك في جو من النشوة و الانشراح فتشعر بخفة و كأنك عديم الوزن
تشعر و كأنك لا تقف على الأرض . ..
استنشقت بعمق .. و مرة أخرى .. لأتأكد ..
الله أكبر .. ما أجملها .. غطت على كل روائح المستودع الصغير .. و على الرطوبة و الغبار
لم أعد أشم إلا تلك الرائحة .. سبحان الله .. ما أزكاها
فتشت داخل الخيشة .. أشم في الملابس و أرمي .. حتى وجدت مصدر الرائحة
بتّو ( رداء أفغاني خفيف صيفي مطرز أخضر اللون ) لن أنسى شكله ..
كان ملطخاً ببقع من الدم قديمة ناشفة ..
و تنبعث منه رائحة من أجمل ما رأيت في حياتي .. إنها عين الرائحة ..
أخذت البتّو .. و ذهبت أسأل الشباب .. واحداً واحداً .. هل تعرفون صاحب هذا الرداء
كلهم يجيب بالنفي ..
أخذته .. و ذهبت إلى الشفاخانة .. سألت الدكتور ..
أخذه و شمّه .. و تعرف على الرائحة .. و على البتّو ..
قال إنه رداء ( عبدالحي ) الأفغاني .. مر علينا جريحاً قبل أكثر من شهر ..
لا إله إلا الله .. يا جماعة ..
قطعة من القماش الملوثة بالدماء .. ملقاة في مستودع قذر .. لمدة أكثر من شهر
كيف تكون رائحتها ....
تذكرت عبدالحي .. ...
جاءوا به من الخطوط الأولى جريحاً ينزف .. أسعفه الدكتور في الشفاخانة ..
ثم حملوه إلى باكستان .. لا أدري
هل مات في الطريق .. أم لا يزال حياً ..
و لكن الرائحة بقيت في ثيابه .. كل تلك المدة .. سبحان ربي ..

همام

(السيف)
26-01-2009, 02:26 PM
القصة العشرون



حتى المجاهدين ينضلون


أحد الشباب كان معنا .. فلسطيني .. حبيب .. حبيب .. تعجز و تقول حبيب
كان من أحسن الناس خطاً .. و رسماً
كان خطاطاً و رساماً بمعنى الكلمة .. و شاعر بعد
أذكر المدرب يشرح و حنا كل واحد و دفتره (طلاب عقب هالعمر )
و هو طايح رسم بهاللوحات الطبيعية .. دفتره صاير تحفة فنية .. ما شاء الله (شكلها متأخرة)
المهم .. الظاهر إن الشباب (أنا قلت الشباب ) .. جــــــــابــــــــوه .. !!
سمعت عنه أنه أصيب بشظية هاون في رأسه
لما أحضروه للمستشفى في بشاور .. زرته
فرأيت أمراً عجباً ..
تجلى فيه إبداع البارئ سبحانه .. و قدرته .. و دقة صنعه .. و كمال خلقه .. لا إله إلا الله
و الأمر لا يخلو من الطرافة ..
رأيت الرجل .. بكامل عافيته الجسدية .. ما فيه إلا العافية
كأنه مفلوق .. لو ما هالعصابة الصغيرة على جبهته ما تقول إنه مصاب
إلا أنه .. فقد القدرة على الكتابة .. و النطق .. سبحان الخالق
اسمعوا إلى قصته الطريفة يرويها بنفسه .. فقد كانت قدرته على النطق ترجع يوم بعد يوم
و يوم زرته كان يتكلم و لكن بقي حرفين أو ثلاثة ما زالت لم تهتدي إلى مخارجها بعد ..

يقول :
كنت .. على النهر أتوضأ ..
سقطت بجانبي قذيفة هاون .. انبطحت كالعادة ..
عندما انجلى الغبار .. و زال الخطر .. قمت أنفض عن نفسي التراب
و أنا لا أحس بشيء أصابني .. إلا أن مؤخرة رأسي كانت تثعب دماً
اجتمع الشباب حولي لإسعافي ..
فلان كيف حالك .. سلامات
قلت لهم .... أنا بخير .. و الإصابة بسيطة ..
لا يردون علي ..
أقول لهم .. لا بأس علي .. إني على ما يرام
يشتغلون بإسعافي .. و ما أحد معطيني وجه
تعجبت لماذا لا يردون علي كلامي ..
قلت لهم ما لكم .. أنا بخير و الحمدلله .. لا داعي لكل ما تعملون
الجماعة مطنشين .. يربطون راسي .. و يحملوني
قلت .. أنا أستطيع أن أمشي .. و بالفعل كنت أمشي طبيعي جداً .. مجرد جرح في الرأس
لماذا لا أحد يسمعني ..
اكتشفت فيما بعد أنني لم أكن أتكلم ..
الأوامر تخرج من الدماغ .. و لكن اللسان لا ينفذ
أليس عجيباً .. يقول و الله إنني أحس أنني أتكلم .. و لم أعلم أنني لم أكن أنطق
إلا عندما رأيت الناس لا يستمعون إلي و لا يردون علي
طيب .. اسمعوا الأعجب من ذلك ..
يقول :
عندما تيقنت إني لا أستطيع الكلام ..
.. استخدمت الإشارة و أشرت للشباب أن أحضروا لي قلم و ورقة لأتفاهم معكم
يقول .. جاءوا بالقلم و الورقة
و كم تفاجأت – و ضحكت على نفسي – حينما وضعت القلم على الورقة لأكتب
فينزلق القلم و يكتب خطوطاً لا علاقة لها بأي لغة بالعالم
أركز .. ثم أضع القلم بقوة .. فيتحرك يميناً و شمالاً كأنه جهاز تخطيط القلب
لم أستوعب الأمر .. حاولت .. عقلي معي .. و يدي ما فيها إلا العافية
ما فيه فائدة .. لم أستطع أن أكتب حرفاً واحداً ….
فاستسلمت لهم
أقوم معهم .. و أقعد .. و آكل .. و أركب في السيارة .. و أسمعهم يتحدثون و افهم عليهم
غير أني لا أتكلم .. ولا أكتب .
و ما عدا ذلك فكل شي على مايرام ..
حتى القراءة أستطيع أن أقرأ ..
سبحان الله ..
تلمس رأسه فتجده طبيعياً .. ما عدا ثقب بحجم القرشين .. بدون عظم .. بس جلد
مثل الفتحة في رأس الطفل أول ما يولد .. تحس بها باصبعك
دخلت الشظية .. و أصابت من الدماغ .. فقط .. محطة الإرسال
الخاصة بالكتابة .. و الثانية الخاصة بالنطق .
أليس خلق الله عجيب .. ما هذه الدقة في الصنع .. لا إله إلا الله .
قلت له : و الحين شلون ..
قال : يا خوي شف خطّي شلون صار .. كأني طفل في الابتدائية

--------------------------------------
أخونا .. رجعت إليه قدرته على النطق .. ثم الكتابة تدريجياً ..
و لا أدري هل رجعت كاملة .. بمعنى أنه رجع خطاطاً و رساماً مثل أول
أم لا ..

همام

(السيف)
26-01-2009, 03:46 PM
القصة الواحدة والعشرون


ازمراي ...رجل بألف رجل - البطل الأسير أسامة ازمراى (ابن فرغانة )



ولي خان أمين شاه .. أو أزمراي (كما أطلق عليه الأفغان) .. وتعني باللغة الأفغانية: الأسد، هو شاب تركستاني الأصل، مدني النشأة، أفغاني الجنسية، في العقد الثالث من العمر، متزوج وله من الأولاد سمية، وخبيب، ومريم، وفاطمة التي توفيت بعد اختطافه بسنتين، ولما علم بذلك، نظم قصيدة يرثيها.

هاجر والداه مع المهاجرين الأوائل فراراً من جحيم وإلحاد الشيوعية، عند دخول الروس إلى الجمهوريات الإسلامية في بداية القرن الماضي، واستقرا في المدينة المنورة، وقد ولد أزمراي ونشأ وترعرع في طيبة الطيبة، ولما اجتاح الاتحاد السوفييتي أرض أفغانستان، وشرد الشيوخ ورمل النساء ويتم الأطفال، كان من أوائل من نفر إلى أفغانستان، وظل هناك يعمل في مخيمات المهاجرين، ويساعد المجاهدين في قتالهم ضد الشيوعيين، حتى دحر الله الروس من أفغانستان، ثم استقر فيها، وحصل على الجنسية الأفغانية. وقد فقد ثلاثة من أصابع يده اليسرى في انفجار أثناء الجهاد الأفغاني.

ورغم انه شارك في هذا النصر، وأصبح مواطنا أفغانياً، إلا أنه لم يشأ أن يشارك فيما بدا له أنه صراع على السلطة، فترك ساحة الخلاف في أفغانستان، وهاجر إلى جنوب شرق آسيا، واشتغل بتجارة البن والعود والعسل.
وحين كان في رحلة تجارية إلى كوالالامبور عاصمة ماليزيا، اختطفته الحكومة الأمريكية، واحتجزته بتهمة أن اسمه ورد في قرص ضوئي (CD) وجد ضمن مقتنيات رمزي يوسف (المتهم في حادث تفجير مبنى التجارة العالمي، والتخطيط لتفجير عدد من الطائرات الأمريكية مع زميله عبدالحكيم مراد)، وبالرغم من أن رمزي يوسف نفى أي صلة لأزمراي بحوادث التفجير المتهم بها مع زميله، ومع أنه لا يوجد أي دليل لدى الحكومة الأمريكية ضد أزمراي يسمح لها بمحاكمته أو احتجازه، إلا أنها تحتجزه ظلماً وعدواناً، وهذا ما صرح به المحامي ديفيد جرينفيلد David Greenfield (الذي عينته الحكومة الأمريكية نفسها؛ للدفاع عن أزمراي)، حيث قال: إن الشرطة الفلبينية قد لفقت الدليل ضده. (حين صادروا مقتنيات رمزي يوسف من شقته في مانيلا).

منذ تاريخ اختطافه في شهر ديسمبر 1995م، وهو ينقل من سجن إلى آخر، ومن زنزانة انفرادية إلى أخرى أضيق منها، وأسوأ. منذ ذلك التاريخ .. منذ سبع سنوات وهو مضطهد .. ومحروم من أدنى الحقوق .. لا يسمح له بالاتصال بوالدته العجوز التي أحرقت قلبها الحكومة الأمريكية حين اختطفت ابنها بدون ذنب، ثم احتجزته في سجونها الانفرادية بدون أي دليل ضده. ولكن هذه العجوز المؤمنة لم تفقد الأمل برجوع فلذة كبدها إليها، فهي تضرع إلى الله صباح مساء، بأن يعيده إليها ويخلصه من ربقة التعجرف الأمريكي الأرعن.
كذلك هو محروم من محادثة أطفاله الصغار الذين ربما نسوا شكله مع طول المدة .. وقد تناوشتهم الأمراض لفقد العائل، والقلب العطوف، ولم ييئس هؤلاء الصغار، فكل يوم يتوقعون رجوعه، وكلما تذكروه تفطرت أفئدتهم الغضة، واختنقت العبرة في أعينهم البريئة، فالله المستعان وعليه التكلان .. وإليه المشتكى أولاً وآخراً.

يحدث هذا كله في بلد الحرية !!؟ والديموقراطية !!؟ ومعقل المنافحة عن حقوق الإنسان ، بل وحتى الحيوان !! ولو كان هذا يهودياً أو نصرانياً، لنافح عنه وخلصه بني دينه، وإن كان مذنباً، ولكن المسلمين لا بواكي لهم، وإن كانوا أبرياء.
فإلى الله المشتكى والملجأ .. وعليه وحده المعول أولاً وآخراً في فك أسر هذا البريء، وسائر أسرى المسلمين في أرجاء الأرض.
من قصايده نعيتم فؤادى

ولم يلبث في السجن سنتين حتى نعيت إليه زهرة فؤاده وريحانة حياته:
فاطمة ..
فكتب هذه الأبيات المؤثرة يرثيها، التي كأنها (... روح تسيل فتقطر).
أيا قـبراً حوى مني فـؤادي *** سقتك العين دمعاً والغـوادي
نعـيتم لي فـؤادي إذ نعـيتم *** سـواد العين منها والأيادي
دفـنتم بضعـة منـي بقفـر *** فليت وسادها ليلا وسـادي
يسيل الدمع من ذكرى حبيب *** ونار القلب مني في ازدياد
صدعتم قلب محزون أسـير *** ترقب طيفها سحراً ينـادي
إذا طلع النهـار عليَّ أبكـي *** وكل الليل أبكي في حـداد
أفـاطمةً نعيتم ويح نفسـي *** أما خفتم على دنفٍ وصـادِ
ءأحيـا بعدها أسِفاً حزيـناً *** كسير النفس مسلوب الرقاد
أتطلع شمسـنا في كل يـوم *** وفاطمة على فُرُش المرادي
ذريتم بالقـذى عينـي وقلتم *** كفى دمعاً وأجمل بالرشـاد
عَجِبْتُم أن أُرى سَـهِراَ مُعَنَّى *** وكيف النوم في شوك القتاد
صبرت لفقدها حُـبّاً لربـي *** وفقد الحِبِّ من سنن الجهاد
فيـا ربي إليك رفعـت كفي *** لتجمعنـا بظلك في المعـاد
----------------------------------------------------------
أثار صوت نورس مر بقرب السجن أشجانه، فنظم هذه الأبيات
يا طـائر النورس الحـر الطليق ألا *** تدنو فتسمع مني بعض ألحـاني
قد كنت فيما مضى نسراً أجوب ذرى *** لا يبلغ السيل طوداً فيه أوطاني
أغـدو فأطـعم أفـراخـي وأمـهم *** في الوكر مسرورة بالبشر تلقاني
فـوق البراري وقد مـد الجناح بها ***لا البحر يُرْهِبُني والبر يهـواني
حتى إذا قيل قد حـاز العلا شـرفا *** سارت إلي شباك الغادر الجاني
فصرت في الأسر مشدوداً إلى طنب *** وأجرع الهم ممزوجـاً بأحزاني
دمـعي على الخد أنهـار لذكركـم *** في كل ليل وفي الإشراق خلاني
أغص بالريـق من حزن ومن كمد *** لا أبـعد الله خلا ليس ينسـاني
قد صرت من طول هَمٍ بعدكم شبحاً *** كم أغمض العين عل الطيف يلقاني
ويـلي تفطـر مني بعدكـم كـبدٌ *** ألا رفيق فيسمـع بعض أشجـاني
قد كنت أحباب قلبي خـادماً لكـم *** فـكيف بالله قد قـامت لتنعـاني
هذي القيود وباب السجن موصـدة *** كيف الخلاص وهذا العلج يرعاني
إن غبت عن ناظريهم لحظة وثبـوا *** نحو المعـابر والأبواب تنهـاني
سـدوا علي بأسـوار الحـديد وقد *** فـاقت صفائحها في العد سجـاني
لله در الفتـى إذ كـان معـتليـاً *** تلك الذرى بين أشجـار وأفنـان
وعاذل لام ذكـري وجهكم سحـراً *** (كفى فقد ذبت من وجـد وهذيان)
فقلت دعـني فما يدريك يا صاحِ *** ما في القلب من وله يعلو فيغشاني
وكيف أسـلو وقد بانوا بليل وهم *** يا صاحبي بشغاف القلب جيراني
سمعاً فذا صوت حـاديـهم وإنهم *** لبالحجـاز تنيخ العـير بالبـان
---------------------------------------------------------
يـا أيهـا القمـر المُدِلُّ بنوره *** قل لي أزرت ربوع طيبة والحرم
إن كنت قد وافيتها فلقد أرى ***فيك السعادة زاهراً رغم الظلم
فهـلم خبرني بحـال أحـبتي ***قد طال سيرك بعدهم والليل تم
كيف الذين تركتهم سهرى بها *** قد شفهم شوق وأضناهم سقم
هل يذكرون على تطاول عهدنا *** عهدي ويوم تبادلوا معيَ القسم
عهد الحبيب إلى الحبيب يصونه *** كم فيك يا قلبي لعهدك من ألم
احكي لنا عن نخلهـا وجبـالها ***وعن العقيق وعن قباء وذي سلم
احكي ولا تكتم لها خبرا عسى *** أن ينجلي بحديثهم عني السـأم
خذني إلى قربـان أو لحـزامها *** قبل الصبـاح وسر بنا نحو العلم
هذي مقـابر حمـزة ورفـاقه *** من حولها ناحت حمائم في الأكم
وأمـرر بنا فوق البقيـع لعلنا *** نهدي سلاماً للذين حوى وضم
يا حُسن منزلهم على بعد النوى *** يـاليتني فيهـا بلحـد إذ رُدِم
فيهـا قبور الصـالحين عليهمُ *** رحمـات ربٍ غـافرٍ منذ القدم
وإلى العـوالي ودِّنا يا صـاحبي *** فبهـا لنا أهل النـداوة والكرم
هدّي بنا فوق المسـاجد إن لي *** فيها معـانٍ كم بها ذكرى وكم
لا تُعْجِلَنِّي قد أتيت وطـالمـا *** هب النسيم على كثيب أو رضم
يا سـاكن البلد الحبيب تحـية *** قد غار جرحي في هواك وما التئم
أبكي فـراقك والليالي بيننـا *** يـا راحة القـلب المعـنى لا تلم
حكم الإله ولا معقب إذ قضى *** فهو المليـك وما سـواه إلى عدم
فارحم بكائي ياكـريم وعافني *** يا خـالقي إني ببـابك ملـتزم

- العقيق: أحد أكبر أودية المدينة. وذو سلم أحد روافد وادي العقيق.-
قباء: إحدى ضواحي المدينة، وفيها مسجد قباء.- قربان، والحزام، والعوالي، والمساجد (المساجد السبعة): أحياء في المدينة.-
البقيع: بقيع الغرقد المذكور في السيرة، وهو مقبرة أهل المدينة.

كيف نستطيع مساعدة هذا المظلوم، ودفع هذا الحيف والغدر الذي تولت كبره راعية حقوق الإنسان في العالم، المدافعة عن الكلاب والقطط بل والحمير، وفي نفس الوقت لا تخجل من الزج بشخص بريء في السجن لأكثر من سبع سنوات - حتى الآن - بدون أي دليل يدينه سوى ظنون كاذبة، لا دليل عليها، وأنه مسلم جاهد في أفغانستان.

محب الجهاد

(السيف)
26-01-2009, 04:01 PM
القصة الثانية والعشرون



على الريق


كان القمر بدراً تلك الليلة ..
أشعته الفضية تتسلل إلى الغرفة ذات الشباك الواحد ..
و تستلقي على السرير تحت الشباك مباشرة .. فتقسمه نصفين ..
ليلة من ليالي الربيع .. باردة النسمات ..
كان يجلس على حافة السرير في الجانب المظلم منه .. عارياً ..
ينظر إلى الجدار مقابله .. وقد ألقى عليه ضوء القمر ظلال قضبان زنزانة باردة ..
هل أنا في سجن فعلاً .؟؟ ..
لم تكن تلك القضبان إلا ظل القضبان الحديدية للشباك ..
تنهد و استلقى على قفاه و غاص في السرير الكبير الفاخر ..
الجوال على الطاولة .. و السيارة الجديدة تقف عند الباب ..
و زوجة حسناء خرجت من عنده للتو .. و صحة و عافية ..
هل هناك سبب آخر للسعادة .؟؟ ..
.. إلتفت إلى القمر .. فشعر بحنين جارف لا يدري ماهيته ..
رجعت به الذاكرة سنين طويلة ..
يا لعجيب خلق الله في هذه الذاكرة .. كيف تختزل الأعوام المديدة في لحظات ..
سافرت عيناه إلى القمر .. اقترب منه .. حتى أصبح ملء عينيه .. أطال في تأمله ..
ثم رجع فوجد نفسه في سفح جبلٍ أشم .. في طرف من أطراف العالم المنسي ..
في صحبة فتية غرباء .. و هذا هو القمر بعينه .. الذي كان يشرف عليهم من خلف الجبل ..
يشهد كلامهم .. و يسمع نشيدهم ..
كانت وجوههم تلمع بألوان الذهب و الفضة ..
فتارة تعكس لون ألسنة اللهب الذهبية من النار التي يتحلقون حولها ..
فإذا خفت اللهب .. انعكست على وجوههم أشعة القمر الفضية ..
لم يتذكر نشيدهم .. ربما كانوا يرددون .. لبيك لبيك لبيك .. أو كلمة نحوها ..
كان كل واحد منهم يحتضن رشاشه في حنان و مودة .. و كأنه طفله بين يديه ..
قصصهم شبيهة بالأساطير .. فهذا يسند رأسه على سبطانة سلاحه
و يقص حكايات بلاد المغرب .. التي جاء منها .. و هذا يروي قصص أقصى الشرق ..
و آخر بدوي يروي قصة صحراء مهلكة .. و كيف وصل إلى بلاد لم يسمع بها أبداً ..
لم يتخلل جلستهم رنين جوال أو بيجر .. و لم يكدر صفوها صوت مذيع .. أو معلق كرة ..
لا تتوسطهم لمبة كهربائية .. لا أزيز محرك .. و لا أنوار من بعيد .. و لم يكن هناك أي أثر للسيارات ..
ليس ثمة إلا القمر .. و الحطب .. و الخيل صافنات قد ربطت إلى الشجر ..
ضحكات متفرقة .. تقطع هدوء الوادي المهجور ..
.. لقد أحبهم كما لم يحب أحداً من قبل .. كم هو في شوق لتلك الجلسة ..
قطع عليه سيل الذكريات صوت الباب .. رجعت عرسه و قد اغتسلت ..
فزادها الماء بهاءاً و جمالاً .. نظر إليها .. جميلة .. كما أرادها و تمناها ..
تذكر أولئك الفتية .. و كيف كانوا يشربون الشاي و يتحدثون عن العرس ..
أي عرس .. و قد كانت النساء أبعد ما تكون عنهم ..
ربما أقرب امرأة من جلستهم تلك مسيرة أربعة أيام ..
أي عرس .. و أي امرأة ترضى بهم .. و بثيابهم الرثة .. و جيوبهم الخاوية ..
طبقات التراب على أجسادهم .. يشتكي بعضها من بعض .. و القمل يتزاحم على رؤوسهم ..
لا يملكون بيوتاً و لا حتى خياماً .. لا يملكون مهوراً .. إلا .. دماءهم ..
فهل هناك من ترضى بالدم مهراً لها ؟؟ ..
نعم .. كان هناك نساءاً يحبون هذا النوع من المهور الغالية .. بعيدات جداً .. قريبات جداً ..
بعيدات بعد السماء .. قريبات .. أقرب لأحدهم من شراك نعله ..
فبين أحدهم و بين عرسه طلقة أسرع من الصوت ..
أو شظية كانت في طريقها إليه و هو في مكانه ذلك ربما لن تمهله حتى ينتهي من كأس الشاي
.. أو لغم متحفز له على بعد أمتار من جلستهم .. ينتظر قفوله .. يكمن بينه و بين حصانه ..
كانت الحور العين .. أقرب إليهم من نساء الدنيا ..
ذلك العرس الذي كانوا يتحدثون عنه .. بشوق ..
و هذا العرس الذي كان يحدث به نفسه .. بشوق أيضا ..
كانوا يتحدثون .. و كان الله أعلم بما في قلوبهم ..
لقد حضر زفاف أكثرهم .. فقد دفنهم الواحد تلو الآخر ..
.. ثم رجع لعرسه الذي تمنى .. و لم يحضر زفافه أحد منهم ..
دمعة حارة .. تدحرجت على خده ..
ليتني صدقت مع الله .. كما صدقوا ..
مسحت عرسه الدمعة .. . ما الذي يبكيك أيها الحبيب ..
أفي ليلة مثل هذه يبكي الرجل .. هل رأيت مني ما يكدرك ..
بكت معه .. و لم تدري ما به ..
و لن يدري أحد ما به .. و لا حتى هو نفسه ..
ربما يبكي شوقاً إليهم .. أو حزناً عليهم .. أو على نفسه ..
ربما يبكي لأنه تذكر ذلك الشرط المخيف .. لمن أراد أن يلحق بهم ..
شرط .. و مــــا بـــدلـــوا تــبــديـــلاً ..

همام

(السيف)
26-01-2009, 10:03 PM
القصة الثالثة والعشرون



عندما يغض التاريخ طرفه




يسألوني لماذا لا تكتب ..
و ماذا أكتب ؟ و كيف أبوح ؟؟ ..
و قلبي يتقطع ألما و حزناً ..
و هل هناك كلمات في قواميس لغات العالم تكفي للتعبير عما نراه اليوم و نسمعه ..
إن الواقع يجل عن الوصف ..
يعربد الروم و يسكرون في أرض الأفغان علانية ..
أشجار عيد الميلاد المزينة تباع في شوارع كابل ..
و قتلانا لا بواكي لهم ..
الفضائيات الأمريكية تنقل احتفال الناس بعيد الفطر .. على أنها احتفالات بالكريسماس ..
المذيعة الشقراء تتمشى بالجينز و تسلم و تقابل الرجال طوال اللحى ..
و يبادلونها السلام و الابتسامات ..
و قتلانا لا بواكي لهم ..
و البرقع الأفغاني رمز الإيمان و الحشمة و الحياء .. اصبح محل سخرية
هل رحل الإسلام عن أفغانستان برحيل طالبان ..
جاءت أمريكا .. كعادتها .. لتزرع الكفر في قلوب الناس بهدية و ابتسامة ..
عادت معهم السينما و الخمور و الرقص و الطرب و الخنا .. و الكفر ..
و قتلانا لا بواكي لهم ..
الجنود الأمريكان يتصلون على عائلاتهم و أطفالهم و يبادلونهم التهاني بالعيد
و هم الذي سحقوا عوائل المجاهدين عن قصد و قتلوا زوجاتهم و أطفالهم بلا رحمة ..
لأول مرة في تاريخ الحروب البشرية .. لا يجد جرحى الحرب من يعالجهم ..
و يجبر الجريح على القتال بأطراف مقطعة و عظام مهشمة .. يقاتل حتى الموت ..
و عليه أن يختار بين أمرين ..إما الموت .. أو الموت ..
و هل حصل في التاريخ أن يقاتل الجريح و هو على السرير الأبيض !! ..
أخواننا .. أحبابنا هناك .. يا من نصحو و نغفو و ليس على بالنا غيركم ..
أيها العرب الأفغان .. أيها الأفغان العرب .. نعم أنتم القاعدة .. أنتم القاعدة ..
أنتم أساس البنيان المرصوص .. الذي يقف سداً منيعاً يحول بين أعداء الأمة و بين ما يشتهون ..
لن أقول سوف يخلد التاريخ ذكركم .. فليس ذلك راجع إليه .. ( مو بكيفه يعني )
و لكن أقول .. على التاريخ أن يطوي أوراقه و يغض بصره حياءً منكم ..
على التاريخ أن يقف على قدميه و يصمت .. هيبة لكم
على التاريخ أن ينشر نفسه بين أيديكم .. أوراقاً بيضاء تكتبون فيها ما تشاءون ..
تسطرون بدمائكم ملحمة من أروع الملاحم التي عرفها تاريخ البشرية ..
ملحمة أذهلت العالم .. و وقف أمامها التاريخ مشدوهاً .. لا يدري ما يكتب ..
و هل يجرؤ التاريخ أن يسجل ما تفعلون و ما يفعل بكم ؟ ..
لن يقدر .. لأنكم سابقة في تاريخ الصمود و البسالة .. لم يمر عليه شبهاً لكم عبر العصور ..
و هل شهد التاريخ عصابة مثلكم .. اجتمع عليها الكون بأسره ..
و هل وجدت عصابة في التاريخ اجتمع عليها المسلمين و الكفار
و العرب و العجم و الترك و الصين و البربر ..
و السود و البيض و الحمر و الصفر ..
حتى الخطيب .. في آمن بقعة على وجه الأرض .. في المكان الذي يأمن فيه الطير .. يخاف ..
يخاف .. أن تتحرك شفتاه بالدعاء لكم .. أو أن يزل لسانه بذكركم …
أيها المرضى النفسيين
أيها البطالين
أيها الخوارج
أيها الشباب السذج المغرر بهم ..
أيها المتطرفين المتهورين المغسولة أدمغتهم ..
أفقكم ضيق .. و نظرتكم سوداء .. و بصيرتكم عمياء .. و فقهكم أعوج ..
و مع ذلك كله .. أحبكم .. أحبكم .. أحبكم ..
أحبك لا تسأل لماذا لأنني .. أحبك هذا الحب ديني و مذهبي
فليقولوا عنكم ما يشاءون ..
أما أنا ..
فسأبكيكم ما جادت بذاك عيني ..
و سأدعو لكم ما طاوعني لساني ..
و سأدعمكم .. ما تحركت جوارحي ..
و سأذكركم .. ما دام في جسدي عرقاً ينبض ..
و سألعن من يلعنكم ..

همام

Suhaib
26-01-2009, 10:04 PM
جزاكم الله خير

(السيف)
26-01-2009, 10:05 PM
القصة الرابعة والعشرون


يوم في جاجي


حارس آخر نوبة يؤذن و يدخل الخندق ليوقظ النائمين لصلاة الفجر ..
تخرج من الشرنقة .. ( كيس النوم ) ..
تطلع إلى الخارج .. يصفقك الهواء البارد .. و تتلفت فلا ترى إلا بياض في بياض ..
أشجار صنوبر كأنها دمى من الثلج .. الأرض كأنها دكان نداف متروس قطن ..
و الأرض تحتك طين جامد .. و ماء يتكسر تحت أقدامك مثل الزجاج ..
وش ذا الحلم .. تتذكر الدفايات الزيتية سيمنس .. و البيلر
تجد صعوبة في لبس الحذاء المتجمد الشمالي .. تناقز على الطين .. اللي صاير مثل السكاكين ..
تدخل أطراف أصابعك في الحذاء و تمشي .. يدفى مع كثر الدوس ويلين شوي ..
تأخذ الماء من (البخاري) .. حار يغلي ..
تغسل يديك بالماء فإذا هو دافي .. تغسل وجهك فإذا هو فاتر ..
تغسل رجليك فإذا الماء بارد ..
تنتهي من الوضوء .. فإذا الماء المتبقي يجمد في قاع الإبريق ..
بعد الصلاة .. و الأذكار .. (الله يا طول الأذكار ذيك الساعة .. علشان ما تبي تروح للمطبخ ) ..
تذهب للمطبخ .. الدور عليك في الخدمة اليومية .. كل يوم الطبخ على اثنين من الشباب ..
تدور على كم قطعة حطب تحت الثلج ..
الحطب صاير قوالب ثلج .. تلقاه لازق في الأرض .. تشوت فيه بالبسطار أبو السفتي حتى يطلع ..
تصب عليه الديزل .. يحترق الديزل .. و يبقى الحطب .. كما هو ..
تصب ديزل مرة ثانية .. يحترق الديزل .. و يبقى الحطب .. كما هو ..
و الديزل يسوي روحه عسل .. يتمغط .. تشوفه ثقيل ما له خلق يشب ..
تصب ديزل .. و تصب .. و تصب .. حتى تذوب طبقات الجليد داخل الحطب ..
و يحن عليك الحطب و يشب .. و يطفى .. و يشب .. و يطفى .. و يشب ..
تتخيل الحطبة تلتفت عليك و تقول : عربي .. و الله كسرت خاطري .. علشانك و الله هالمرة ..
لكن مرة ثانية اجمعوا الحطب و حطوه في مكان مسقوف .. أحد يجمع الحطب بعد تساقط الثلج ؟؟ ..
البيض .. و ما أدراك ما البيض .. لو تفلق فيه كافر أسلم ..
صلابيخ .. ضد الكسر .. يتقشر تقشير ..
و ما تدري هو القشر اللي يطيح و إلا أظافرك ..
ما تعرف أصابعك من أصابع خويك .. ما عاد تحس فيها ..
تطلع البيضة بعد التقشير .. آيسكريم أصفر .. ترميها في القدر .. دردب .. صخرة ..
تقلب البيض بالقدر كأنك تطبخ حصى .. خرخشة .. و قرقعة ..
حتى يذوب البيض .. و يستوي .. و ما يمديه يوصل داخل الخندق إلا و هو صاك مرة ثانية ..
ثم تبدأ رحلة البحث عن المواعين تحت الثلج .. الثلج اللي نزل البارحة ..
الله يهدي الخدمة حقين أمس .. ما غسلوا المواعين ..
أما غسيل .. ما لك أمل ..
الماعون عقب بيض ؟؟ .. حط فوقه بيض ..
الماعون عقب مربى ؟؟ .. حط فوقه مربى .. و اخلطه شوي ..
و هكذا هلم جرا دواليك طوالي..
بعد الفطور الشباب يستغلون النار اللي توها تدفى و تتمغط .. و تاكل بعضها برفق و حنية ..
يجلسون عن النار .. قبل لا يتجهون للأعمال الشاقة حقت أبونوفل .. الله يسامحه ..
كل واحد قاعد يشوي حذاءه ..
صراحة .. معلق حذائه في حطبه طويلة .. و قاعد يحميه .. علشان يلين .. و يطاوع ..
علشان يقدر يدخل رجله فيه ..
و بعد عملية تطويع الأحذية ..
ينتشر الشباب إلى الأعمال الشاقة ..حفرخنادق .. و مد الأسلاك الشائكة ..
كريكات .. و فواريع .. و مرزبة .. و عتلة .. و شغل مساجين ..
و لا يرجعون للخندق إلا عند صلاة الظهر .. للصلاة و الغداء ..
ثم يعودون للعمل حتى المغرب حيث العشاء .. ثم صلاة العشاء .. ثم النوم ..
و هكذا جرا دواليك هلم على طول ..
ناهيك طبعاً .. (لاحظوا ناهيك ) ..
أقول ناهيك عن الإنزلاقات العفوية و التقلبات الجمبازية و الحركات البهلوانية ..
طبعاً الشباب ما تعودوا على المشي على الثلج ( اخوكم مقطوع سره في بيروت )
و طبعاً الحكم ضدنا و الأرض و الجمهور .. و لا ننسى الضغط النفسي للصحافة .. و المدرب الغشيم ..
المهم .. صار الواحد منا يمشي مثل رامبو .. .. وخر عنه ..
طلعت لنا عضلات في أنحاء متفرقة من الجسم مع احتمال تدني في الرؤية الأفقية جعلها الله عضلات خير و بركة ..
و صراحة .. حتى ما نظلم حبيبنا أبونوفل ..
كان هناك استراحة بين الشوطين .. شاي بالطين .. و حلاوة أفغانية .. إن وجدت ..
الساعة عشرة تقريباً .. بس هناك في أماكن العمل .. الشاي يدور عليهم .. و الحلاوة ..
أحلى أيام ..
أذكر مرة سويت لهم حلاوة ..
أنا أعرف المقادير .. لكن ما أعرف الطريقة .. سميد و مويه و سكر .. و زيت ..
حطيت المقادير كلها في القدر على النار .. و قعدت أقلب فيها ..
حتى استوت .. طلعتها من النار .. و أنا أحركها .. اشوف الخلطة تثقل .. تثقل .. تثقل ..
حتى صارت صبة .. الله وكيلك اسمنت .. حتى الملاس صكت عليه ..
طبعاً .. ما عجبت الشباب .. أصلاً ما قدروا يذوقونها .. قطعة بلوك مصبوبة في قدر ..
ما تصلح معها الملاعق .. هذي توكل بإزميل و مطرقة ..
ناس ما تقدر المواهب .. لا تشجيع و لا ترقيع .. شلون الواحد يتعلم ؟؟ ..
عاد أنا تحسفت أكب الخلطة .. لكن كيف أخلص القدر و الملاس .. المتفجرات يمكن تعور القدر ..
رحت و حطيت القدر لحمار المركز .. أعزكم الله .. يمكن يحل المسألة و يأكل شوي من الحلاوة ..
الحمار .. طالع في الصبة .. شمها .. طالع فيني ..
ثم قلب وجهه .. و راح ..
حتى أنت يا أبوصابر ..
لكن أنا من الناس اللي مجاديفهم تعصى على التكسير ..
يعني وجه عريض مغسول بمرق .. صرت طباخ غصب ..
و في المرة الثانية أعلمكم عن سالفة المطازيز اللي سويناها في كابل ..

همام

(السيف)
26-01-2009, 10:22 PM
جزاكم الله خير

وجزاكم خيرا ان شاء الله

(السيف)
26-01-2009, 10:25 PM
القصة الخامسة والعشرون


إضاءة


جوانب كثيرة مضيئة من الجهاد الأفغاني ..
لم يسلط عليها الضوء ..
و لم يعرفها أحد .. و لم تدون
قصص كثيرة .. غريبة .. عجيبة
قصص في البطولة و الشجاعة .. و البأس و الإقدام
قصص في العبادة و الزهد ..
قصص في الإيثار و البذل ..
قصص في الصبر و الشدة ..
كنا نرى .. في بعض الأحداث .. تكراراً لقصص كنا نسمعها و نقرأ عنها في كتب السلف
قيام الليل مثلاً .. أحدثكم عن قيام الليل
كان من الطبيعي جداً ..
في معسكر تدريب .. أو في الجبهة .. سواء في خندق أو في خيمة أو في بيت من الطين
أن تستيقظ في أي ساعة من ساعات الليل .. فترى شباب هنا و هناك قياماً يصلون
رحم الله أبا حسين المدني ..
و الله العظيم إني كنت أعجب من هذا الرجل ..
كنت لا أستيقظ في أي ساعة من أول الليل أو وسطه أو آخره .. إلا و أجده قائماً يصلي
في بعض الجبهات .. كان الشباب يرتبون الفرش للنوم بشكل عمودي جهة القبلة
حتى يستطيع من أراد أن يقوم لصلاة الليل أن يصلي في فراشه دون أن يضايق من بجانبه
.. في بعض الليالي كنت أحياناً أفتح عيني .. فأرى أنني الوحيد النائم .
و عن يميني و يساري الشباب قيام يصلون .. و ما أقوم إلا من قرائتهم
أذكر .. في أحد معسكرات التدريب ..
كان هناك شاب مغربي اسمه مهند .. كان بمثابة الساعة المنبهة للمعسكر
تعطيه الوقت الذي تريد أن تقوم فيه و مكان نومك ..
فيأتيك ليوقظك في الوقت الذي حددته له بالضبط
يصلي من أول الليل .. ثم يذهب يوقظ فلان و فلان و فلان
ثم يرجع يصلي ساعة أو ساعتين .. ثم يذهب يوقظ فلان و فلان .. و هكذا
في أي وقت تريد .. يوقظك .. إن شئت تنام في المسجد .. و إن شئت يأتيك إلى خيمتك
كان المسجد لا يخلو من المصلين طوال الليل ..
كل يصلي ما كتب له .. ثم ينام .. أما هو
… فلا ينام .. يصلي الليل كله ..
قد يوقظك فتجد نفسك كسلان فتقول له .. أوقظني بعد ساعة ..
فيذهب ثم يرجع يوقظك بعد ساعة .. منبه بشري 
أذكر .. في أحد الجبهات .. و نحن في مركز في جبال تورغر
مر بنا مجموعة من المجاهدين العرب .. خمسة عشر نفراً
مجهدين .. قد ساروا في الجبال منذ الفجر .. و بلغ منهم التعب مبلغه
قدمنا لهم الأكل .. ثم ما إن مست رؤوسهم الأرض حتى غطوا في نوم عميق
أميرهم .. لما أحس أن الجميع نيام رفع رأسه … نظر إلى الجثث الهامدة من التعب
لم أكن نائماً .. و لكني كنت في مكان بعيد نائم على التراب
لأننا أخلينا لهم مكاننا ليناموا .. كان عليهم أن يواصلوا المسير في الصباح
كنت أسمع عنه أنه لا يترك قيام الليل .. و الله لو كان تاركه لكان حري به أن يتركه تلك الليلة
قام .. و انسل من بينهم .. ذهب إلى الماء و توضأ
ثم ذهب إلى شجرة بعيدة .. و شرع في الصلاة
نمت .. و لا أدري كم صلى ..
أحد الشباب رحمه الله .. من شباب الشرقية
في جلال آباد .. في آخر الليل و الناس هجوع
و الهدوء يعم المكان .. يصلي في خيمته و اخوانه حوله نيام
يركع .. فتأتيه رصاصة طائشة ..
العدو في الليل يرمي كل حين رمي عشوائي خوفاً من تقدم المجاهدين
فيقتل في مكانه .. راكعاً لله .. في وقت السحر ..
لقمان الليبي .. رحمه الله .. من لا يعرفه يحسبه أبكم
كان قليل الكلام .. كثير العمل .. شديد السمرة .. ابتسامته لا تفارقه
كنت عقبه في الحراسة .. إذا انتهت حراسته أيقظني
ثم ذهب و توضأ .. و شرع في الصلاة
أقضي حراستي ساعة و نصف أو ساعتين
ثم أرجع لأوقظ الذي بعدي فأرى لقمان ما يزال قائماً يصلي
أوقظ الحارس .. و أخلد إلى النوم .. و هو قائم
ذهب الى مركز الهاون .. ثم أتانا خبره بعد أيام .. قتل و هو يقرأ القرآن
يخبرني أحد الشباب ( أخي الذي أخبرتكم قصته في يوميات مرافق )
يقول عندما قتل لقمان كان جالساً يقرأ القرآن فسقطت بجانبه قذيفة فقتل في مكانه
و سقط رأسه على المصحف على الصفحة التي كان يقرأ بها ..
يقول فلما رفعته و رفعت المصحف .. فإذا به كان يقرأ في سورة لقمان ..
قيام الليل .. كان هدي الشهداء ..
في بعض المراكز كان الشباب يوقظونك للصلاة دون أن تطلب منهم ذلك
أذكر أحدهم .. يندسني برفق فأفتح عيني فإذا الشباب كلٌ في زاوية يصلي
فيقول لي .. ألا تقوم تصلي لك ركعتين .. و هو مبتسم
كان ليلنا طويلاً ( لعدم وجود الكهرباء ) .. شديد الظلمة .. هادئاً
فكان له روحانية و إيمانية عجيبة .. تحلق بك في ملكوت الله
فتشعر أنك لا تقف على الارض ..
كان في أحد المعسكرات .. معنا شاب جزائري .. بكّاء
لم أر في حياتي أكثر بكاءً منه .. كان يبكي في الفروض الخمسة
فإذا دخلت المسجد في الليل .. و جدته في المحراب قائماً يصلي و يبكي ..
و الله إن على وجهه لهالة من النور لا تخطئها العين ..
و قد سأل أحد السلف عن سر النور في وجوه قواّم الليل
قال : خلوا بخالقهم بالليل فكساهم من نوره في النهار
القصص كثيرة جداً .. و المقام لا يتسع لبسطها
و لعله يتسنى لي أن أكتب لكم عن جوانب أخرى مضيئة من حياة الشباب العرب
هناك .. من صيام و زهد و اقدام و صدقة و محبة و ايثار و فداء
لعلنا .. نسلط الضوء على جوانب خفية لم يطرقها أحد
من الذين ركزوا على عيوب ظاهرة و نفخوا فيها ..
حتى أصبحت صورة شباب الجهاد .. عند كثير من الناس
تقابل الجهل و الحماس و التهور و الطيش و قلة الفقه و بغض الناس و حب القتل و التخريب
لعلنا ننصفهم ..
إذ لم ينصفهم أحد ..
هؤلاء الصفوة من الشباب .. ظلمهم العالم أجمع
و رماهم الناس عن قوس واحدة ..
و ظلم ذوي القربى
أشدُ مضاضةً ..


همام

سيزن
27-01-2009, 01:50 AM
آآآشهد انها قصص مـــــــــــــا تنمل .



والله داخل النت اليوم لقراة هذا الموضوع فقط .
الله يسعدك دنيا وآخرة يا السيف .

(السيف)
27-01-2009, 02:44 PM
آآآشهد انها قصص مـــــــــــــا تنمل .



والله داخل النت اليوم لقراة هذا الموضوع فقط .
الله يسعدك دنيا وآخرة يا السيف .


ولك مثل دعوتك يا اخي وحبيبي في الله سيزن

(السيف)
27-01-2009, 02:48 PM
القصة السادسة عشرة

يوميات مرافق



أفففف ..بفف .. تفووووه ..
همام يفزع من نومه و ينفض رأسه و وجهه من التراب و ينظر إلى السقف
أووه .. إنه هذا الفأر الخبيث مرة أخرى ..
..إذا نام الشباب .. تسلط الفأر و أخذ يحفر و يحثو التراب عليهم
مرة من المرات كادت تحدث كارثة عندما قمنا مفزوعين بالليل على صوت ضرار الجزائري (رحمه الله )
و هو يأخذ الكلاشنكوف و يوجهه على الفأر في السقف صارخاً به ( لا أدري ماذا قال صراحة )
الله ستر .. و قدرنا نهدّيه .. و نقول له تحط عقلك بعقل فأر
نحن في هذه الخنادق نعيش مع الفئران بسلام ..
يعني لو دخل عليك الفأر بيتك .. ممكن تطرده بكل الوسائل أو تقتله
أما أن تدخل عليه أنت بيته .. و تطرده .. صعبة
من أجل ذلك.. ما عمري آذيت هذه المخلوقات القبيحة
إلا مرة .. عندما عض أحدها إبهام يدي و أنا نائم .. و خرعني
وصيت على شدّاخات (مصائد ) من بيشاور .. و صدت مائة فأر .. و أعدمتهم
عندها عرفت أن هناك أمم و شعوب من هذه الفئران معنا في هذه الحفر ..
عندئذ تركتها و حالها ..
يا أخي غطي رأسك إذا نمت و تنتهي المشكلة ..
نرجع لسالفتنا ..
همام استعاذ من الشيطان و غطى وجهه .. و نام
هناك أصوات في الخارج .. أحدهم يتكلم بالمخابرة ( اللاسلكي )
صوت أقدام تركض نحو المتحدث
أصوات المجاهدين يسألون عن الخبر
قذيفة دبابة .. جرحى .. مصابين .. كم واحد
عرب .. من ؟ .. فلان ..
همام بين اليقظة و المنام متدفي بكيس النوم .. البرد شديد في الخارج
الناس ظهر و القصف توه يهدأ
فأراد أن يستغل هذا الوقت الهادئ .. للنوم .. فهو لم يتهنى بالنوم منذ كم يوم ..
لكن .. فهم مما سمع أن هناك مصابين و جرحى عرب ..
ركض إلى خارج الخندق .. باتجاه صاحب المخابرة
شالسالفة .. سكتوا
بعضهم ينظر إلى بعض
.. سمعتكم تذكرون اسمه.. ماذا به .. هل أصيب
قالوا .. نعم .. إصابة بسيطة
أين هو الآن .. نقلوه إلى مركز المجاهدين العرب
همام .. يدخل الخندق .. يأخذ سلاحه على كتفه .. يلبس حذائه
و ينطلق باتجاه المكان ..
المسافة نصف ساعة دقيقة تقريباً ..بالمشي السريع
همام لحظة أجي معك .. أحد الشباب يصرخ و هو يركض
لم يسمعه .. لم يحس به .. و لا بالطريق
باله مشغول .. شريط من الذكريات يمر أمام عينيه الآن
فلان .. عشرة عمر ..رفقة درب .. أنيس الطريق
لبضع سنوات لم نفترق .. نسافر معاً .. نأكل معاً .. نضحك معاً .. نبكي معاً
نقاتل معاً .. نتشاجر أحياناً ..كم فارقنا من أحباب .. كم دفنا من عزيز ..
كم حملنا من جريح .. كم فقدنا من أخ .. كم مشينا في الليل
كم كمنا في النهار .. كم ركضنا تحت القصف و زخات الرصاص
كم ضحكنا ضحك طفلين معاً
هو الذي يجوب بنا جبهات الأفغان .. مع أني أحب أكون مع العرب ..
لكن من أجل أن يكون دائما في المقدمة و في الاقتحامات .. الأفغان يقدمون العرب في الحرب
بالأمس فقط تركته على الجبل و نزلت إلى الخطوط الخلفية لأنام ..
فوق الجبل .. لا نوم .. لا ماء .. لا وضوء .. تيمم .. خوف .. القصف الجوي و الأرضي لا يتوقف ..
و المكان مكشوف .. و العدو متربص .. رباط و أي رباط على ذلك الجبل .
كان يعشق الشهادة .. و يحلم بها بالليل و النهار
هل هو يومك يا فلان ..
هل يختارك الله .. و تتركني وحيداً ..
احساس غريب يجتاحني ..
ما هذا .. لم أعد أرى الطريق بوضوح .. شيئ في عيني
ما هذا ....
دموع ‍‍‍‍…. بربك ؟؟ .. دموع .. صعبة .. فشلة ..
همام .. لا أحد يشوفك .. تبكي ؟؟ ..أفا
أخي تجلد .. لا تتركني .. كل هذه المدة و العشرة ..
الآن فقط .. في هذه اللحظة ..
عرفت .. كم أحبك
عندما وصلت إلى المركز لم أكن بحاجة إلى السؤال
كل من رأني كان يشير إلى مكانه
هناك جمهرة من الشباب
شققت طريقي بينهم
و هناك .. على الأرض
كان يرقد ..
كان غائباً عن وعيه .. لا يحس بمن حوله
كان يرتجف بقوة .. كأنه مكينة هايلكس قديم
يرتجف و يزبد و ينتفض بكامل جسمه ..
الدماء على يديه و رجليه و وجهه و رأسه و ثيابه
طبيب مغربي يحاول يعطيه إبرة في الوريد
اثنان من الشباب .. يحاولون تثبيت يديه
كان التراب و الغبار يغطيه من شعره إلى أخمص قدمه
حتى عينيه و خشمه و حلجه متروس تراب
و مع الدم .. التراب لازق في كل مكان .. صاير شكله تحفة فنية
صفنت ..
همام مقضي عمره بالصفنات
يصفن في الأوقات الحرجة ..
... علاش واقف هكّا ..
الطبيب المغربي يصرخ بي
فهمت أنه يقول .. إما تساعدنا أو تطس ..
الرجال ما هو في وعيه .. يثني يديه و يثني رجليه .. لا شعوريا
و الطبيب له ساعة مو قادر يعطيه ابرة ..
الدنيا برد .. و الرجال فقد كمية من الدم .. يعني مثلج
عبثاً حاولنا نحن الأربعة مد يده حتى يأخذ الإبرة
الرجال بدا يتكلم .. ***ن وعي .. و هو ينتفض
هههدددددنييي .. (هدني) .. اقوووول لك هددددنييي
يا فلان .. أنا همام .. ( الرجال غايب )
وخخخخخرر عنننني .. و هو يرتجف .. و قام يهاوش ..
الطبيب قام يصرخ عليه .. ماكو فايدة .. وخرو عني ..لا أحد يمسكني ..
.... هدني لا أشوتك .. … ( ؟ )
فلان .. نلعب كرة حنا ؟.. تشوت منهو ؟.
بعد خمس جولات من المصارعة الحرة .. قدرنا نضمد ايديه الثنتين و راسه و ركبتيه
و جاءت سيارة الإسعاف ..(المسميات هناك على غير مسمى )
الإسعاف عبارة عن هايلكس دفرنسين مصندق و مفروش باسفنجة نفرين
صفيناهم .. اثنين جرحى .. هو و واحد باكستاني أصيب معه .
ركبت و قعدت عند رجليه ..
و تحركت السيارة … .. السواق واحد من الشباب من أهل مكة حبيب مرررة
الطريق طويل … صخري .. وعر .. صعود ..
قامت السيارة تخضخض فينا .. و الرجال في الغيبوبة ..
و أنا صافن عليه .. صج الانسان ضعيف .. قذيفة دبابة تسوي فيك كذا
تذكرت أول مرة نلتقي فيها .. في مأسدة الأنصار .. في قمم جبال بيضاء
.. نعيش في كهوف تغطيها الثلوج .. كأننا رجال الاسكيمو
تذكرت أياماً جميلة قضيناها معاً .. لا أستطيع وصفها .. لأنها أغرب من الخيال
في اللوقر و ميدان و بغمان ..
ففي تلك البلاد .. في القرى و بيوت الطين .. كأنك ترجع إلى الماضي عبر آلة الزمن
لا وجود للكهرباء .. أمم من الناس لا تعرف التلفزيون و لم تره مرة في حياتها ..
شي لا يصدق .. الحطب هو الوقود الوحيد للطبخ و التدفئة ..
التنقل بالخيول و البغال و الحمير .. ..لا يوجد شوارع .. و لا إنارة ..
الماء من البئر .. تزعب بيدك .. لا يوجد خزانات و لا دينمو
لا حنفيات و لا مواسير و لا مغاسل
تنسى طعم البيبسي و الكتكات .. لا بقالات و لا مطاعم ..
أتذكر كيف كنا نفرح باللحم ..
فجأة فتح عيونه .. يطالع حوله .. يطالعني
ابتسمت له .. فلان كيف حالك
يطالع نفسه .. ملفلف بالضماد كأنه مومياء فرعوني
قال : شالسالفة و ش صاير ..
قلت :..لا أبد ما فيه شي .. الدبابة اللي تخبر مسحت في خشتك الأرض
***ن أي كلمة .. غمض عينيه مرة ثانية …
رجع إلى الغيبوبة .. و رجعت لهواجسي .. أفكر في هذه الدنيا العجيبة
في هذه البلاد .. التي تركنا بلادنا و جئنا إليها من كل أنحاء العالم
هذه البلاد التي أحببناها .. استنشقنا فيها هواء .. له طعم لم نجده في أي مكان آخر من العالم
طعم العزة .. كم هو احساس جميل .. أشعر بانتشاء كلما تذكرته
كم هو احساس جميل أن يشعر الإنسان بأنه عزيز .. و آمن .. إلا من عدو يحب قتاله
أليس عجيباً وسط الحرب و الألغام من تحتك و الطائرات من فوقك . أن تشعر بالأمان
و عندما تكون في بيتك و ليس هناك عدو يتربص بك .. تحس بالخوف ..
فتح عينه مرة ثانية .. وقفوا السيارة .. محصور
طيب .. طقينا على السواق الدريشه .. ايش بكم يا بويا ..
وقفنا .. سحبته إلى حافة السيارة .. و جيت أشيله ..
طالعني بعين حمراء .. وخر عني .. قلت ما تقدر تمشي
قال ما عليك مني وخر عني بس .. ما يدري عن عمره مسيكين
قلت طيب .. جاي بثقة يبغى يوقف
دردب ..و يجيك على وجهه … و الا هو متمدد على الأرض ..
همام .. تعال شيلني ..
طيب .. أشيله و أمشي فيه إلى أن توارينا عن الناس ..خلاص هدني ..
أخاف تطيح ..
ما عليك هدني ………. هديته
و يجيك على وجهه مرة ثانية .. الرجال مو قادر يوقف على ركبه
كل ركبة جايها شظية ..
تعال .. طيب .. شلته مرة ثانية
خلك ماسكني .. لا تهدني ..أبشر
صرت وراء ظهره و عاقد ايديني على صدره .. و صديت
الرجال ينطر .. ينطر .... و أخونا المكّاوي مشكل على البوري
قال رجعني للسيارة خلاص
مسكين .. عنده احتقان ..
مشينا .. بعد فترة نصف ساعة .. وقفوا ..السواق قفلت معاه ..
إيش هادا يا بويا كل شوية وقف وقف نبغى نوصل دحينا الطريق طويل مررررة
المهم الرجال وقفنا أربع مرات .. و ماكو فايدة .. المواسير تحتاج تسليك
أخر شي .. جاب السواق قارورة صحة ..
و قال : خد هادي و الله ماني موقف مرررة تانية .
الحمدلله انفكت عقدته بالقارورة
رجع نام و ارتاح و رجعنا للخضخضة ..
تورات الشمس خلف الجبال .. و جاء الليل بكل هدوءه و هيبته
.. ما تسمع إلى صوت الهايلكس و هو يصارع الصخور
و صوت أنين اخونا .. . كان يحس بآلام شديدة .. اكتشفنا فيما بعد أن أحد أضلاعه مكسور
أسأل الله أن يتقبل منك أخي .. تذكرت حديث ما من كلم يكلم في سبيل الله ..
الله أكبر .. تفكرت كم هو عظيم أن يختارك الله من بين أمم من الناس
لتحمل السلاح و تقاتل في سبيله .. نعمة عظيمة لا يحظى بها إلا القليل
أن تكون مجاهداً .. ترابط على الثغور .. تتعرض للقاء الله في أي لحظة
ما كان أغبانا عندما تركناها باختيارنا ..
فجأة ..
و بدون سابق إنذار
قام اخوي من النوم .. قعد على حيله
استقبلني بوجهه و هو يأشر على فمه … لا أدري ما يريد
نعم أخي .. …و من زود المحبة مسكته من ايدينه و صار وجهي بوجهه ..
شي يعورك اخوي .. تبي ماء .. تبي ..
ما لحقت أكمل ..الا الرجال نفض اللي في بطنه كله في وجهي
النيشان مضبوط .. ما طلعت قطرة واحدة خارج حضني
ماي ورد .. ماي ورد ..تمون يا حسينوه .. تمون
ووعععع .. كرهت نفسي .. عاد أنا ما أذكر آخر مرة تروشت فيها .
نقع قميصي كله .. الرجال ارتاح رجع نام و لا كأنه صاير شي ( أوريك لما تطيب )
..مشينا الليل كله .. قريب الفجر .. و صلنا خوست
هذي الليلة الأولى طبعاً ما ذقت طعم النوم .. قاعد على حيلي ..
و أنا اللي أول النهار مستانس نازل من الجبل عشان أرتاح و أنام ..
خوست هذي مدينة داخل أفغانستان .. فتحها المجاهدون
و كانت معركة رهيبة ..و فتح عظيم .. قتل فيها عدد من المجاهدين العرب ..
منهم أبو العباس الحايلي .. اللي قلت لكم قصته ( في موضوع رؤيا صادقة )
و فيها مستشفى .. ( نرجع لسالفة المسميات )
مستشفى مجازاً ..يعني تقدر تقول مركز صحي .. المهم لقينا طبيب مصري
قعد يخيط فيه .. في شق في راسه كبير ..
تهاوش مع الطبيب طبعاً .. عصبي .. و مصاب بعد
و الطبيب يخيط جروحه بدون بنج
خلص الطبيب من التضميد بعد طلوع الشمس
همام .. ابي أطير الشراب .. رحت أركض جبت له ذي اللي يبولون فيها في المستشفيات
بغى يكفخني فيها .. و دني الحمام ..
سم طال عمرك .. اكتشفنا أن ما فيه حمام .. الأفغان كل شغلهم سفري
طيب طلعني برة .. و أزخه .. و أطلعه بره .. و نفس الطريقة ..
ما أطول عليكم السالفة
ركبنا الاسعاف مرة ثانية …. بس هالمرة أربعة جرحى في السيارة
و إلى ميران شاه ( حدود باكستان )
مشوار اربع ساعات بعد .. طريق صخري .. و سيول .. ومياه ..
في مثل هذه الظروف .. تذهل عن الطعام
لا غداء و لا عشاء .. و حتى الآن لا فطور
و الرجال يون ونة كمبيوتر خربانة مروحته .. ....
تحركنا من مستشفى خوست مع الجرحى متجهين إلى باكستان
-------------




يتبع باقي القصة -----

(السيف)
27-01-2009, 02:48 PM
اربعة مصابين .. مصفوفين على الرفوف على جانبي الصندوق
كل واحد على رف .. و صاحبي في الجهة اليمنى تحت
و أخوكم .. قاعد تحت ..
بس .. اربط هذا .. و أمسك ذاك
أربع أو خمس ساعات .. لم أعد أذكر .. كل شوي طايح علي واحد من هالجرحى
و أردّه مكانه ..
إلى أن .. وصلنا .. مستشفى الهلال الأحمر ..
طبعاً ما تعطلنا في الحدود .. لأن الحدود عبارة عن حبل مثل الحبال اللي ننشر عليها الغسيل
طوله اربعة أو خمسة متر .. أحياناً تلقاه مرمي في الأرض .. يعني أعبر بسرعة
و أحياناً مشدود.. يعني .. يبيلها شوية سوالف ..
تقول له السلام عليكم .. يقول و عليكم السلام .. و ينزل الحبل
طبيب مصري .. يكشف عليه ..
ما فيك إلا العافية .. أخونا تهاوش معاه كالعادة طبعاً ..
ما يدري من أي مكان يتألم .. ركبته و لا راسه و لا ظهره ..
و يقول له ما فيك شي .. إنت بس بتتدلع
طيب ودوه لبيشاور .. ما عندنا إسعاف ..
و ينام ذيك الليلة .. في ذاك المستشفى ..
و هذه الليلة الثانية .. ما نمت ..
مرابطين أنا و واحد من الشباب عند راسه .. نتناوب ..
الصباح .. قلنا وش رايك يا فلان .. نروح للصليب الأحمر .. يمكن يعطونا اسعاف
قال .. شوركم .. صليب أحمر أخضر المهم أوصل بيشاور
و نشيله على الأيدي .. إلى الصليب الأحمر
عند البوابة .. تهاوشنا مع الحراس ..
داخل .. تهاوشنا مع الممرض ..
و في النهاية .. تهاوشنا مع الطبيب .. ( ارهابيين ما علينا شرهة )
قالوا نوديكم على شرط .. نعالجه في المستشفى الألماني في بيشاور
معصي .. توصلونه لبيشاور و بس .. و بعدين حنا ناخذه للفوزان أو الكويتي ( طرّار و يتشرط )
قالوا لا .. قلنا لا ..
و نشيله مرة ثانية .. وين .. وين .. وين نوديك يالبلشة
و إلى سرا التكاسي ..
و الله و نأجر باص .. و أقعد في الكرسي الطويل
و أحط راسه في حظني .. و يالله
ست ساعات .. إلى بشاور .. و الرجال .. يصحى .. و ينام
و ينام .. ويصحى .. و يأن و يتألم ..
كلما فتح عيونه شافني فوق راسه .. ابتسم في وجهه ( شفتوا الرحمة و الانسانية )
وصلنا لسرا بيشاور .. و ناخذ ركشة
الركشة هذه مخلوق عجيب .. مما تفتقت عنه أذهان الباكستانيين في عالم التكاسي ..
المهم .. و نوصل بيت الأنصار بعد معاناة عصيبة عجيبة ..
عمركم سمعتوا عن بيت الأنصار ..
آه .. وش أقول وش أخلي ..
بيت الأنصار هذا يحتاج له مجلد كامل …
ما أطولها عليكم ..
دخلنا البيت شايلين الرجال .. بدمامينه و ترابه .. طازة
و حطيناه في السرير في غرفة المرضى
و تجمعوا الشباب يسلمون و يسألون ..
و كنت أنا طبعاً المتحدث الرسمي ..
لكن ألاحظ الشباب .. يسلمون علي و يكلموني من بعيد
يعني الواحد منهم أحس أنه ما وده أقرب يمه
وش فيكم ؟.. شكلي يخرع ؟ .. ..
شالسالفة ..
طبعاً ما أحد قال لي و لكن أنا بفطنتي و ذكائي الخارق
تذكرت أن الرجال غاسل كبده في هدومي قبل البارح .. كرهت نفسي ..
طالعت نفسي بالمرآة .. ( لأول مرة من كم شهر )
و الله لهم حق .. هذا شكل بني آدم
دم .. زواع .. تراب .. طين .. سنو .. ( اللي ما يعرف السنو يسأل صنيتان )
و أشتري بدلة جديدة من دكان بيت الأنصار .. و أشتري بدلة للرجال بعد ( كريم و شهم و خوش ولد .. أنا )
عطيته البدلة و قلت له قم تروش ..
و اشيله و أدخله الحمام و أحطه على التخت ( كرسي خشب ) .. تبي شي ؟؟
لا .. خلاص اطلع برا و صك الباب
تقدر تتروش ؟؟
ما عليك مني .. اطلع برا
طيب .. و أروح أتروش في حمام ثاني ..
طلعت من الحمام .. همام ثاني .. أحس اني خفيف .. نقص وزني
و أجي .. و الا الشباب يدورون علي .. خير
تعال .. الرجال ينادي عليك .. معيي أحد يدخل عليه ..
يقول نادوا لي همام . ..
........
........
المهم .. خلصنا من الترويشة ..
--------------
نتائج الفحوصات ..
شق كبير في مؤخرة الرأس ..
شظايا في الركب .. وفي اليدين و الظهر و في أنحاء متفرقة من الجسم مع احتمال تدني في الرؤية الأفقية
لكن الشظايا صغيرة جداً .. لا ترى بالعين المغمصة
كانت شظايا حجرية .. و ليست شظايا القذيفة
لأن الأخ كان متوزي وراء صخرة كبيرة .. يترصد على الدبابة
و أصابت قذيفة الدبابة هذه الصخرة اللي محتمي فيها و جعلتها شذر مذر
الرجال أقلع طبقاً للقانون الفيزيائي اللي يقول ( طار في الهوا شاشي )
و صقع في الارض و فقد الوعي
و ما حس إلا و هو في بيت الأنصار
يعني القصة أخذت معي ثلاثة أيام .. و ما أخذت معه إلا دقائق معدودة
تصدقون كل صحواته و كلامه معنا في كل هالوقت بغير وعي
و الله ما يذكر منه شي أبد ..
المهم .. بقينا في بيت الأنصار كم يوم .. أعطيه الدواء بانتظام
و هو يتألم من ظهره .. كل ليلة أمسج ظهره بالجيزال حتى ينام ( الرحمة و الانسانية مرة أخرى )
بعد إلحاح شديد منه شخصياً .. سوينا له أشعة !!!!
طلع عنده ضلع مكسور ( و أنا أقول ليش يشكي من ظهره .. حسيت صراحة بتأنيب الضمير )
بعد أسبوعين سافرنا للرياض
بعد أسبوعين تقريباً ..
جئنا للديرة زيارة .. و كل واحد راح لأهله ..
بعد كم يوم .. إلا الرجال راز خشته عندي .. مسيّر ..
عقب ما تغدينا و عينا من الله خير .. إلا الرجال يتمدد
تشنجت رجوله .. و طاح علينا .. ما يقدر يمشي ..
.. و أنا مبتلش فيك هني و هناك ..
و الله .. و أمدده بالسيارة .. و طيران على أحد المستشفيات الحكومية
و أدخل الاسعاف و أجيب له كرسي متحرك ..
غرفة الفحوصات فيها فلبيني .. ســـديـق ..
يفحصه .. و يسولف ..
سديييييييييق إيس في مُسـكلاااااااه ؟؟ .. ليــس في سـوّي كدااا ؟؟
لا أبد مافيه شي .. قذيفة دبابة ..
الفلبيني يضحك ضحكة مشوبة بالشك .. إييييس دابابا ؟؟!!
قلت: تانك .. معلوم تانك .. بوووووم
.. سكت .. بطل يسولف المسيكين ..
في غرفة الطبيب .. ننتظر الطبيب .. ..
الحين يجي الطبيب ..
و الله و كان يجي الطبيب ..
حيا الله الطبيب ..
حنّا من وعينا على الدنيا و الطبيب عندنا .. صلعة و نظارة .. و لا مؤاخزة يعني ..
بس هذا طبيب غير شكل ..
فتح الطبيب الستارة و الا أنا في وجهه .. مباشرة ..
كل اللي شفته في النظرة الأولى .. المساحة .. يعني الطول في العرض ..
النقاب .. العيون .. و البالطو الأبيض ..!!!
نزلت وجهي في الأرض .. ما أدري من طفّى المكيف .. صارت الدنيا حر حيل
أسمع صوت من بعيد كأني في جليب .. يقول وين المريض ؟؟
ركبي سافت .. و الله و أشيل عمري و أزرق من جنبها ..
انحش يا ولد .. برّا الغرفة .. و أقرب كرسي و أذب نفسي عليه ..
و أتعوذ بالله من الشيطان .. لكن ماش ..
ابليس ذاك اليوم ما نفع معاه رقية .. لزقة ..
يا جماعة وش السالفة ..
الحين .. هالفلبينيات من الصبح .. روشة .. واحدة رايحة و واحدة جاية .. و لا شي
كأنك في مزرعة دواجن .. قصيرات و ماكو خشوم
و كلهن لابسات أبيض .. و ما تسمع إلا بق بق بقيق .. بق بقيق
هذولا الممرضات ما هم حريم .. و لا رجال .. هم في منزلة بين المنزلتين ..
... عاد أنا حياوي بزود .. ( ذيك الأيام يوم كنت صغير )
بس يا جماعة .. ودّي أبرئ ذمتي
إذا فيه واحد من المتزوجين ذاك اليوم جاه شي .. تراه من عيني .. لا تقولون ما قال ..
حسدت كل المتزوجين على وجه الأرض ذيك اللحظة ..
اللي حس بشي غير طبيعي قبل عشر سنين ثنعش سنة ..
يطبع هذا الموضوع .. و ينقعه و يشرب مايه
محد راضي بدنياه .. ذيك الأيام أحسد المتزوجين
و الحين الحمدلله متزوّج . .. و أحسد العزاب المجاهدين .. ماكو فايدة ..
و الله ما جابنا من هناك على خشومنا إلا الحريم .. .. المهم ..
أنا أدري أن الرجال الحين يسب و يتوعد فيني .. ليش طلعت و خليته بروحه ..
و الله و أطل عليه .. و الا هو مسيكين مدنق راسه .. وده الأرض تنشق و تبلعه ..
و الحرمة الله يستر عليها ما مدت حتى إيدها ..
بس تسأل و هو يجاوب و هو راسه في الأرض كأنه طالب ابتدائي ..
كتبت له دواء مسكن و راحت ..
طبعاً ما عرفت وش علته .. لأن ما عندها صلعة أصلاً .. و لا حتى نظارات ..
و طلعنا .. أدفه على عربية ..
و يقبصني ذيك القبصة .. قمت ألابط بإيده كأني سمكة توها طالعة من الماي
( إذا بتنتقم من أحد ادع عليه يطيح بإيده .. كنا نسميه الزرادية ما شاء الله لا قوة إلا بالله )
ليش تطلع و تخليني مع الحرمة لحالي يا .. ( فراغ )
قلت له : نفسي نفسي يا خوي ..
عند باب المستشفى .. قلت له .. كله منك أنت ..
وش مودّيك عند الدبابة يالملقوف .. كان قعدت في الخندق مثل خلق الله ..
رفع راسه قبل لا يركب السيارة و طالع فيني .. صرّ عينه و قال :
أي دبابة ؟؟؟؟!!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-----------------
ما أطوّلها عليكم .. الرجال طاب و لله الحمد مع الزمن ..
بس عنده شوي .. الذاكرة .. الله بالخير ..
و الركب .. الله بالخير بعد .. و الشوف .. الله بالخير بعد ..
و الإصابة منعته من أن يعود لأرض الجهاد مرة أخرى ..
و لو إنه زرق للبوسنة فترة .. لكن ماش .. الرجال مو اللي تخبر ..
فكانت آخر محطة في رحلته الجهادية الطويلة
نسأل الله أن يتقبل منا و منه .. و يكتب له أجر الشهادة ..
و بعد ذلك .. استسلم .. و رفع الراية البيضاء .. و تزوج
و كان زواجه حدث من الأحداث الهامة و منعطف خطير في حياة شباب الجهاد ..
فبزواجه سقط لواء العزوبية الذي كان يحمله و يناضل عنه ..
بعد أن بدأ الشباب يتساقطون في فخ الأقفاص الذهبية ..
و كان يأبى أن ينزل اللواء إلا عند الحورية .. ..
و لكن يأبى الله إلى أن يذيقه من عسيلة الدنيا أولاً ..
و لا ندري ماذا تخبأ لنا الأيام ..
و هل يقدر الله لنا نفرة .. تداوي الحسرة التي في قلوبنا ..
نسأل الله أن لا يحرمنا الجهاد في سبيله ..
-------------------
أوف .. ما بغت تخلص هالقصة


همام

(السيف)
27-01-2009, 10:27 PM
المعذرة القصة السابقة هي السادسة والعشرون وليست السادسة عشرة.





القصة السابعة والعشرون

القتل عندهم أهون الخطبِ

قبل كم شهر جاءني خبر مقتل أبوالخطاب .. ليلاً ..
ثم تأكدت بأن الخبر مجرد إشاعة بفضل الله و منه و كرمه .. صباحاً ..
و كان بين الخبر الأول و نفيه ..
فترة قصيرة ..
و لكنها كانت كافية لأن تخرج مكنون الصدر تجاه هذه الفاجعة ..
عندما تأكدت من عدم صحة الخبر .. حفظت هذا المقال ..
و قد أخرجته الآن مع بعض التعديل لعله يكون من باب
و حرض المؤمنين على القتال ..


--------------------------------------------------------------------------------

نمر مفترس .. لم يستأنس
حرٌ نادر .. ليس كبقية الصقور .. التي تصيد لغيرها .. و ترضى من الغنيمة بقطعة
أسد .. لم يحتويه قفص .. و لم ترمى له قطعة لحم
ذئب وحشي .. لا يمل من الركض
لهفي عليك أبا الخطاب .. تعب الحديد و لم تتعب
و إذا كانت النفوس عظام .. تعبت في مرادها الأجسام
أما آن لك .. أن تضع سلاحك .. و تنفض الغبار عن جسدك المنهك
سنشهد لك .. نحن الذين قصرت هممنا عن مجاراتك
سنشهد بأنك واصلت المسيرة و تخاذلنا .. صبرت و لم نصبر .. فزت و خسرنا
قصقصت الدنيا جناحنا .. و عصى ريشك على المقص .. نفس حر .. و همة غيور
.. ستشهد لك كل أرض غبرت فيها قدمك في سبيل الله
ستشهد لك صحراء غزني .. و جبال تورغر .. و سيشهد لك نهرا الجنة .. سيحون و جيحون
ستبكيك كل أرض نزفت فيها قطرة دم .. دفاعاً عن حمى الإسلام .. و أعراض المسلمات
و ستتنازع فيك .. كل أرض نكأت فيها عدواً .. و رفعت فيها راية الإسلام
ها هي صحراء غزني ما زالت تبحث عن الفتى الجريح الطريد الذي ضل طريقه بين قراها
و جلال آباد تطالب بحقها في تلك الكلوم التي فديت بها ثراها
أما بلاد الطاجيك فقد رضيت ببعض بنانك .. و آثرت السلامة
فهل تفوز بك أخيراً .. أرض الشيشان
خذل الله بلاداً زهدت بك .. و لها عذرها
فمن يجرؤ على إيواء أسد مثلك .. يأبى على الترويض .. في زمن الجبن الدولي
ليت شعري أين سوف تضع رحلك .. و متى تنهي غربتك
.. فعمّ تبحث أبا الخطاب ؟؟ .. و إلى أين تمضي ؟؟
أتنفر إلى كل أرض ينتهك فيها عرض مسلمة ؟؟ .. تطول الغربة إذاً .. و يشط المزار
أركضاً خلف العيناء التي سحرتك بنصيفها الذي هو خير من الدنيا و ما فيها
أم هي الحوراء التي لو أطلت على الدنيا لطمست نور الشمس و لملأت ما بين السماء و الأرض ريحاً
و هل يطفأ ظمأك سوى ريقها .. الذي لو قطر في البحر المالح لأصبح عذباً فراتاً
.. قالوا .. قتل أبو الخطاب .. قلت .. ذاك عنده أهون الخطب
و هل يبالي مثله .. أوقع على الموت .. أم وقع الموت عليه
لقد ألف الموت أبا الخطاب ..فهو يأكل و يشرب و ينام معه .. منذ سنين
أهي الشهادة التي أحفيت قدميك في طلبها ؟؟
أبا الخطاب .. هل تفرحون بالشهادة .. ؟؟ .. هنيئاً لكم
عادي .. نحن أيضاً نفرح باللاندكروزر
أبا الخطاب .. هل سمعت عن الجهاد الإلكتروني؟؟
نعم ..لم لا تبيع سلاحك و تشتري كمبيوتر لتدك مواقع اليهود كما نفعل ..
و لكن اغسل يديك حتى لا تلطخ الماوس بالدماء .. فجهادنا لا شوكة فيه
لا تضحك منى أبا الخطاب .. فقد حملت السلاح معك يوماً
ألا تذكرني أبا الخطاب .. ؟؟ .. لازلت أذكرك .. تلومني على الرجوع
و من يطيق ما تطيق أبا الخطاب .. من يطيق ما تطيق
لله بطناً حواك .. و ثدياً أرضعك .. أحليباً رضعت أم عزةً ؟؟
سبحان ربي .. لم تلتفت خلفك يوماً .. كم كنا نعجب منك و من جلدك
سألتني : بالله عليك هل يسعك القعود ؟؟ .. بل .. كيف تطيق القعود ؟؟ .. تريد الجواب
.. إنه الوهن أبا الخطاب .. الوهن .. حب الدنيا .. و كراهية الموت
الوهن .. المرض العضال الذي فتك بالأمة .. و لم ينجو منه إلا من رحم ربي
.. و لكن أبشر .. فقد لاح فجر جديد
فالأمة بفضل الله اليوم .. انتبهت من رقادها .. و تفقدت جسدها الممزق
لتعرف مواقع الخلل .. و مواضع التقصير .. و أسباب الخذلان
فعرفت الداء و الدواء .. و وضعت يدها على العلاج
إنه .. سوق الخضار
فبدأت بتدريب الشباب .. على بيع الخضار
فأبشر بالنصر

همام

(السيف)
27-01-2009, 10:35 PM
القصة الثامنة والعشرون



رؤيا صادقة




"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، و ما بدّلوا تبديلاً "
أبو العباس الحايلي أحد هؤلاء الرجال الذين قضوا نحبهم .
شاب صغير السن من أهل حائل هجر الدنيا و لذاتها و فارق أهله و أحبابه
و نفر إلى الجهاد في سبيل الله
و لم يمكث إلا فترة وجيزة - ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء -
حتى اختاره الله تعالى و قتل في معارك فتح خوست ( 1410 أو 1411 لا أذكر )
له قصة عجيبة ، و الأعجب أنه قتل و لم يسمع بتلك القصة

أبو القعقاع مجاهد من الأردن من أهل معان
ليلة المعركة أتاه آت في المنام و قال له أن الله سيفتح على المجاهدين و هذه أسماء الشهداء
يقول أبو القعقاع و لم يثبت في ذهني من القائمة إلا شيئين :
عدد الشهداء ، و اسم (أبو العباس الحايلي )
يقول صحوت من النوم و اسم أبو العباس الحايلي في رأسي
من هو ، لم أسمع بهذا الاسم من قبل
ذهب إلى مركز المجاهدين العرب ( مركز أبو الحارث في تورغر ) و سألهم
هل تعرفون أحداً باسم أبو العباس الحايلي
قالوا نعم هو مجاهد معنا من السعودية و قد ذهب لتوّه مع المجاهدين إلى العملية
قال فقد رأيت في المنام أنه سيقتل اليوم مع عدد من إخوانه

فكان أن فتح الله على المجاهدين مدينة خوست بعد قتال عنيف و اختار الله لجواره عدداً من المجاهدين العرب
بنفس العدد الذي أخبر عنه أبو القعقاع و كان من بينهم أبو العباس الحايلي

فكانت الشهادة أسرع إليه من البشارة .

و لقد سألت أبو القعقاع بنفسي عندما قابلته في خوست عن القصة و أعادها علي بحذافيرها
و قال و الله لم أعرف أبو العباس و لم أقابله و لم أسمع باسمه في حياتي
إلا ما كان من ذلك المنام

رجع المجاهدين و بقي أبوالعباس هناك
تحت التراب في مكان ما بين تلك الجبال قريباً من مدينة خوست
لا أحد يعلم مكانه
و قليل من يعلم قصته
ربما لا أحد يزور قبره
أو ربما جرفته السيول أو واسته بالأرض
نسيه الناس ، و ربما نسيه أهله و أحبابه
و لكن الله يعرفه " و ما كان ربك نسياً "
" و اللذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم
سيهديهم و يصلح بالهم
و يدخلهم الجنّة عرّفها لهم "
وا حُرَّ قلباه ……أبو العباس …… ليتنا خُلِّفنا معكم

همام

الكواري 1972
27-01-2009, 10:51 PM
جزاك الله خير

(السيف)
27-01-2009, 11:53 PM
جزاك الله خير

وجزاك خيرا ان شاء الله

(السيف)
27-01-2009, 11:55 PM
القصة التاسعة والعشرون



قبر في أوروبا !!


رأيته أول مرة في بيشاور قادما من مطار اسلام آباد
كان فتاً يافعاً .. قادماً لتوه من المدينة
يقلب طرفه في وجوه الموجودين .. حائراً لا يعرف أحداً و لا أحد يعرفه
اقتربنا منه أنا مع أحد الأخوة و تعرفنا عليه .. أبوالعباس المدني ..
دمث الأخلاق .. حييّ .. قليل الكلام .. لا تكاد تسمع صوته إذا حدثك
افترقنا من اليوم التالي .. ذهب إلى معسكر التدريب ..
ثم سمعنا أنه ذهب إلى قندهار ..
دارت الأيام .. و الشهور .. و السنوات
التقيته كذا مرة .. في خوست .. ثم استقر في جلال آباد
كان يدرب الشباب على قيادة الدبابات
…..
عندما التقيت به آخر مرة .. كان أميراً لسرية حطين
و كان أن فتحت جلال آباد و استسلمت للمجاهدين ..
في تلك الليلة كان الفرح يعم المجاهدين المرابطين حول المدينة
و ترى الطلقات النارية من الرشاشات وصواريخ ( آر بي جي ) تتعانق في السماء
و كان الشباب يحيون سمراً حول النار في سرية حطين احتفالاً بسقوط المدينة
لمحته .. منعزلاً .. شارد الذهن
حزيناً ..
اقتربت منه .. أبو العباس .. الناس يفرحون و يحتفلون
ماذا أصابك .. لماذا هذا الحزن
التفت إليّ وقال : و بعدين ؟؟ ..
أبو العباس .. ماذا تقصد : و بعدين
قال : يعني هل انتهى الجهاد .. هل نرجع إلى بيوتنا
كانت عبراته تخنقه .. لم يختارنا الله
لسنا أهلاً للشهادة ..
أخذت بيده إلى مكان السمر .. فهو أمير القوم
الشباب في انتظارك
….
عندما رحع إلى إهله في المدينة ..
كان أبوه يقول .. إنه لم يكن ينام على السرير مثل إخوانه
.. كان يفرش له حصير وينام عليه

ثم كان أن نفر الشباب إلى البوسنة لنصرة المسلمين المستضعفين
فكان أبو العباس و أبو الزبير المدني أول النافرين
و كانا .. أول الشهداء
لم أسمع عن استشهاده ..
و في أحد الأيام .. كنت عند أحد الإخوان ....
فقال لي .. سوف أريك صورة رجل تعرفه
.. أحضرها
فإذا هي.. صورة أبو العباس المدني .. بعد قتله
كأنه نائم .. و مبتسم ابتسامة توحي بأنه ليس ميتاً

خنقتني العبرات .. تذكرت تلك الليلة
قلت .. …هنيئاً لك أبوالعباس .. فقد اختارك الله
" فمنهم من قضى نحبه .. و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً "
أبو العباس .. لقد كنت ممن ينتظر ..
و كل من عرفك .. يشهد .. بأنك لم تبدل تبديلاً
سبحان ربي
لو قلت له تلك الليلة في بلاد خراسان ..لا تحزن فإنك
سوف تقتل .. بعد سنة أو سنتين
و تدفن في وسط أوروبا
لضحك علي ..و قال أنت تحلم .. ..
و لو قال لي ذلك .. لضحكت و لقلت له أنت تحلم

و ماتدري نفس ماذا تكسب غداً
و ما تدري نفس بأي أرض تموت ..

الناس تغدو و تروح هناك .. في البوسنة .. مشغولون في دنياهم
ربما يمرون من أمام قبر لا يعرفون صاحبه ..
قليل من أهل البوسنة .. من يعلم أن هذا القبر يضم جسداً لفتى من أهل المدينة المنورة
فارق أهله و احبابه .. و هجر أرضه و وطنه .. ليقاتل دونهم .. و ليحمي أعراضهم
قليل من أهل البوسنة .. من يعلم من هو أبو العباس .. و لماذا جاء إلى هنا .. و أين يرقد الآن
و لكن حسبه أن الله يعرفه .. و يعلم مكانه ..
و الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم .. سيهديهم و يصلح بالهم
و يدخلهم الجنة .. عرفها لهم .

همام

(السيف)
28-01-2009, 01:50 PM
الحلقة الثلاثون


الشـفـاخانـة

الطريق طويل إلى بغمان ..
يمشي الهايلكس أربعة أيام .. و نحن .. مجموعة من الشباب .. في الصندوق الخلفي
مع الأغراض و الشنط .. بعضنا نصفه في الصندوق ونصفه معلق في الهواء
و البعض .. رجله خارج نطاق التغطية .. و البعض واقف ليس له مكان يجلس .
يقطع بك الوانيت جبال بكتيكا العالية و أوديتها .. ثم صحاري غزني بغبارها و أتربتها ..
ثم سهول و مزارع ميدان وردك .. بجمالها و روعتها
تقف السيارة أخيراً في كرخمار .. قرية جميلة جداً .. مزارع و أشجار باسقة
و بيوت طين .. الأنهار تجري خلالها .. المياه في كل مكان ..
ترى الصلابيخ في قاع النهر صافية كأن ليس بينك و بينها ماء ..
أعذب من مياه الصحة المعبأة .. و باردة بطبيعتها .. فلا حاجة إلى ثلاجة ..
أشجار التوت .. و المشمش .. في متناول اليد ..
قرية عامرة .. ترى الرجال يخرجون إلى حقولهم في الصباح الباكر
و الأطفال يلعبون في أزقة القرية و سككها .. و بعض الصبية الصغار يخرجون بالماعز لترعى في الجبال
و النساء في أفنية البيوت يخبزن الخبز .. و يكنسن أحواش البقر .. هذه كل حياتهم ..
لا يدرون أن خلف تلك الجبال .. عالم آخر ..
فلا شيئ يربطهم بالعالم .. لا تلفون .. و لا تلفزيون .. و لا حتى جرايد
تبيت في هذه القرية .. لتنطلق في الصباح
تصعد الجبل المجاور للقرية .. لتنزل منه .. إلى جحيم المعركة ..
أليس عجيباً .. أن يفصل هذا الجبل فقط بين جنة الدنيا .. و نارها ..
مجرد أن تنتهي من صعود الجبل و تبدأ في النزول .. يبدأ الاستقبال
قرووم .. قرررام .. شووونج .. فتكمل بقية الطريق ركضاً
و انبطاح .. ركض .. و انبطاح .. لين ينهد حيلك
الطريق مرصود من العدو من بداية نزول الجبل ..
و المجاهدين لا يمشون فيه إلا في الليل ..
و لكن ربعنا .. عرب ..
الحمدلله .. عدّت على خير ..
لا يوجد إصابات .. إلاّ .. حصان .. انقطع نصفين ..
و بوسة على الرأس .. لأحد الشباب ..
شظية صغيرة .. حبّت راسه و هي ماشية ..
حتى إذا وصلت المجموعة إلى قاع الوادي توقف القصف .. العدو لم يعد يرانا
وصلنا إلى المكان المطلوب .. في وادي صخري يقيم المجاهدين على جنباته في خنادق أفقية
محفورة في الجبل .. هناك .. أمضينا فصل الصيف ..
كان معنا طبيب .. الله يحفظه و يغفر له و يتقبل منه .. حبيب ..
عصبي .. بس حبيب
أنشأنا مستشفى ( شفاخانة ) هناك .. عبارة عن غرفة واحدة بثلاث أسرة
اثنان للتنويم .. و واحد خشبي لتقطيع اللحم ( عفواً أقصد للتضميد و الخياطة )
تدخل المستشفى تحسبه ملحمة ( قصاب )
أرجل السرير الخشبية .. صارت عنّابية من تعاقب الدماء عليها ..
و لكن .. سأروي لكم إن شاء الله .. كم مرة ..
شممت .. في ذلك المستشفى .. و من تلك الدماء ..
تلك الرائحة الزكية العجيبة ..
التي لم أشم إلى الآن مثلها .. و لن أنساها ما حييت ..
.. تشمها بأنفك و صدرك و قلبك .. فتنسيك هموم دنياك
تحس بارتياح بالغ ... شيء لا يوصف
لا شك .. أنها من عالم آخر ..
فهي لاشك .. ليست من أطياب الدنيا
وش رايكم .. ؟؟


--------------------------------------------------------------------------------

الشـفـاخـانــة /2 ...... مـهـجـتـي

قذيفة هاون يتيمة غريبة تسقط على سفح الوادي ..
كان هناك .. يعمل في المخبز كعادته ..
خباز .. من الفجر .. يعجن و يخبز الخبز للمجاهدين
أصابت شظية أحد فخذيه .. أعلى الفخذ
فجرحت الشريان الكبير .. و تفجر الدم .. كأنها ماسورة بلدية مكسورة ..
نقله ولده على ظهره .. خطوات فقط .. من المخبز إلى الشفاخانة
و لكنه خلال هذه المدة القصيرة فقد كل الدم الذي في جسمه
كان لونه أصفر .. أصفر
اسمه .. مهجتي ..
حاول الطبيب إسعافه .. و لكن ..
كان قضاء الله أسرع ..
كان ولده يبكي عنده و نحن حوله .. واجمون من هول المفاجأة
لم يكن هناك قصف .. قذيفة واحدة فقط .. تائهة ؟؟ ..
لا والله ليست تائهة .. بل عارفة دربها .. مرسلة له ..
مكتوب عليها اسمه .. مهجتي ..
جاءت تبحث عنه من بين مئات المجاهدين
و هو .. إذا عد المجاهدين لم يذكر معهم .. .. لم يحمل السلاح ..
و لكنه .. قضى عمره .. يخبز للمجاهدين
أشعث أغبر .. ذو طمرين .. مدفوع بالأبواب
لم يكن يؤبه له ..
لحظات من الوجوم .. سبحان الله
إن للموت هيبة .. كان الصمت يلفنا ..
كان ممداً على السرير يحتضر ... و ابنه جاثياً على ركبتيه يبكي كالطفل ..
مات مهجتي ..
و ما إن فارقت روحه جسده .. حتى انبعثت تلك الرائحة العجيبة
فعطرت أجواء الشفاخانة ..
نظر بعضنا إلى بعض .. كل منا يخاف أن يسأل الآخر
فمن خصائص تلك الرائحة .. أنه لا يشمها كل أحد
وقعت عيني على عين الطبيب .. فابتسم
فهززت رأسي أن نعم ..
ثالث من الشباب .. أدرك لغة العيون ..
فهز رأسه .. و أنا أيضاً أشمها ..
ما أزكاها ..
كثير من الموجودين .. لم يحسوا بشيء .. سبحان الله لا ندري ما هو السر
خرج الجميع يجهزون أغراض الجنازة ..
و بقينا نحن ..مع مهجتي ..
و الرائحة تغيب .. و تعود .. تنتشر .. ثم تختفي ..
نفحات جميلة جميلة .. نتلقفها .. و ننتظرها .. فإذا انبعثت
رأيت بعض الشباب .. يتنشق بعمق .. و الآخر يحاول أن يمسك بها قبل أن تغيب
يالها من لحظات تاريخية ..
يجب عليك أن تسجلها في ذاكرتك
لعلك لا تشم هذه الرائحة مرة أخرى في هذه الدنيا ..
جاءوا و حملوا الجنازة ..
راح مهجتي ..
و بقيت الرائحة .. على السرير .. بقايا من القطن و الدماء
اخذ الطبيب قطنة ناقعة بدماء مهجتي .. و وضعها في ظرف
سبحان الله ..
ظلت الرائحة في هذه القطنة أسابيع ..
كلما جاءنا ضيف جديد .. أخرجناها له ..
فمنهم من يشمها كأجمل رائحة رآها في حياته ..
و منهم .. من لا يشم شيئاً ..


--------------------------------------------------------------------------------

الشفاخانة / 3 ...... البتّو الأخضر ..

كان عندنا مستودع لا يصل إليه نور الشمس ..
غرفة صغيرة .. أرضيتها تراب و جدرانها طين .. بدون شبابيك و رائحتها عفنة من الرطوبة
غير مرتبة .. طبقات من الغبار و الأتربة تغطي كل شيء
أغراض قديمة .. شنط و ملابس .. و أحذية لم يعد لها أصحاب
و لا أحد يسأل عنها ..
إذا أراد أحد الشباب أن يسافر إلى أهله .. رمى بشنطته و أغراضه في هذه الغرفة و ذهب
تتكوم الأغراض .. تمر فترة طويلة قبل أن يرتب المستودع و تؤخذ الأغراض و توزع على المحتاجين
دخلت يوماً أبحث عن شيء .. نسيت ماذا كنت أريد
و لكني لن أنسى ما حصل أبداً ..
الغبار يخنقني .. كل شئ تحركه يخرج منه سحابة من الغبار
و يتراكض من تحته مجموعة من الفئران الصغيرة ..
كانت الملابس معبأة في خياش كبيرة .. ملابس بأحجام و ألوان مختلفة .
كنت أفتح الخياش .. أبحث عن شيئ لا أدري ما هو ..
ربما قميص أو سروال .. أو بتّو .. ( البتّو هو رداء الأفغان متعدد الاستعمالات )
فتحت الأكياس الواحد تلو الآخر .. و أنا في عجلة من أمري
أريد الخروج قبل أن أموت اختناقاً ..
فتحت أحد الأكياس .. فانبعثت منه رائحة زكية لا أستطيع أن أصفها ..
طيب .. يسحرك .. يطير بك في جو من النشوة و الانشراح فتشعر بخفة و كأنك عديم الوزن
تشعر و كأنك لا تقف على الأرض . ..
استنشقت بعمق .. و مرة أخرى .. لأتأكد ..
الله أكبر .. ما أجملها .. غطت على كل روائح المستودع الصغير .. و على الرطوبة و الغبار
لم أعد أشم إلا تلك الرائحة .. سبحان الله .. ما أزكاها
فتشت داخل الخيشة .. أشم في الملابس و أرمي .. حتى وجدت مصدر الرائحة
بتّو ( رداء أفغاني خفيف صيفي مطرز أخضر اللون ) لن أنسى شكله ..
كان ملطخاً ببقع من الدم قديمة ناشفة ..
و تنبعث منه رائحة من أجمل ما رأيت في حياتي .. إنها عين الرائحة ..
أخذت البتّو .. و ذهبت أسأل الشباب .. واحداً واحداً .. هل تعرفون صاحب هذا الرداء
كلهم يجيب بالنفي ..
أخذته .. و ذهبت إلى الشفاخانة .. سألت الدكتور ..
أخذه و شمّه .. و تعرف على الرائحة .. و على البتّو ..
قال إنه رداء ( عبدالحي ) الأفغاني .. مر علينا جريحاً قبل أكثر من شهر ..
لا إله إلا الله .. يا جماعة ..
قطعة من القماش الملوثة بالدماء .. ملقاة في مستودع قذر .. لمدة أكثر من شهر
كيف تكون رائحتها ....
تذكرت عبدالحي .. ...
جاءوا به من الخطوط الأولى جريحاً ينزف .. أسعفه الدكتور في الشفاخانة ..
ثم حملوه إلى باكستان .. لا أدري
هل مات في الطريق .. أم لا يزال حياً ..
و لكن الرائحة بقيت في ثيابه .. كل تلك المدة .. سبحان ربي ..


--------------------------------------------------------------------------------

الشفاخانة / 4 ....... سر المهنة

جاؤا به يحملونه .. إلى الشفاخانة
صبي مجاهد .. أفغاني في السادسة أو السابعة عشر من عمره
لم ينبت الشارب و اللحية بعد ..
غائب عن الوعي .. و لكنه يتلوى و يتأوه ..
كانت كلمتان على لسانه ..
الله أكبر .. لا إله إلا الله
الله أكبر .. يرددها ..
و يتنفس بسرعة و يشهق
كان من الصعب الإمساك به ..
تشعر أنه يتألم .. بشدة ..
لم يكن هناك أي جرح في جسده .. أو دماء
و لكن كان ينزف من الداخل .. قليل من الدم يخرج من إذنيه
و قليل من أنفه ..
سقطت على الغرفة التي يجلس فيها قنبلة طائرة من الوزن الثقيل
لم يصبه شئ منها .. و لكنه تأثر من اختلال الضغط ..
و نحن نحاول الإمساك به .. حتى يتعامل معه الطبيب ..
قام .. و تقيئ .. دماء كثيرة .. خرجت من بطنه ..
ارتاح .. و سكنت حركته ..
فرح الطبيب .. و قال إن شاء الله خير ..
أخرج الجميع من الشفاخانة .. و استبقاني ..
وضع هوز ( لي ) طويل متصل بكيس من طرفه .. في ذكر الصبي
فخرج من مثانته .. بول أحمر مخلوط بدم .. كثير
فارتاح أكثر .. ..
مازال يردد .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله .. حتى نام
قال الدكتور فلننقله إلى سرير النوم ليرتاح ..
إن شاء الله يكون أحسن .. بعد أن أخرج ما في جوفه من الدم
حملناه أنا و الطبيب ..
و بينما أحمله من سرير القصاب (العمليات) .. إلى سرير النوم
قربت منه .. فإذا بها تمر علي مثل الطيف .. تلك الريح الطيبة
هي .. لحظة واحدة .. سريعة .. و لكنها .. كافية لأن تغيب عقلك
و تسرح بك في عالم آخر ..
كان تنفسه قد انتظم .. و حالته أفضل من الأول
كان الطبيب فرحاً و مستبشرا بأن حالته تحسنت .. و أنه سوف يعيش بإذن الله
قلت له : لا أظنه من أهل الدنيا يا دكتور ..
استغرب .. و قال لماذا ؟ .. قلت : مجرد ظن . ..
بالفعل .. رقد الفتى رقدة .. لم يصحو بعدها أبداً ..
و كان لسانه لا يفتر يردد .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله
قال لي الدكتور .. أنت الطبيب أم أنا .. كيف توقعت أن يستشهد ..
قلت .. سهلة
شممت منه رائحة الشهداء ..


همام

(السيف)
28-01-2009, 02:33 PM
القصة الواحدة والثلاثون




جـلـد الـضـب




أنا رجّال حضري .. حيل ..
ما آكل الضب و لا عمري ذقته ..
لكن أمر الله شق الجربة ..
إذا قرصك الجوع تاكل حتى الحياي .. ( يعني الحيّات )
يا معوّد الشباب أكلوا البرسيم ( الجت ).. بس مطبوخ ..
و في بعض الروايات .. أكلوا تبن .. ( بس أنا مو معاهم .. )
الضبان أهون يا معوّد ..
و الله طحنا في الضبان طيحة قشرة .. حتى الواحد صار يخاف تطلع له عكرة ..
لكن العهدة على الشباب الخبيرين .. يقولون هذا ضب ..
و اللي أشوفه صراحة إن شكله أقرب إلى الورل .. .. و أنتو بكيفكم ..
الشباب يقولون إن لحم الضب مثل لحم الدجاج .. هذا بالتواتر ..
و اللي شفته هناك إن لون لحمه و طعمه مثل لحم السمك بالضبط .. زفر ..
و بعدين الضب ما يسبح .. هذا أنا شايفه يسبح في الماي شوف عيني .. تقل تمساح ..
و بعدين .. هذا راسه مثل راس الورل ..
و له لسان مشقوق نصفين مثل لسان الحية بالضبط ..
لكن الصراحة .. بعيداً عن الرأس .. بقية الجسم مثل الضب
خاصة العكرة .. عكرة ضب ما فيها كلام
علاوة على أنه طامن ما هو دفرنسين مثل الورل ..
المهم .. ما كذبنا خبر .. لحم ببلاش .. صرنا نرسل فرق استطلاع
و فرق ترصد .. و فرق اقتحام .. لصيد الضبان ..
وش نسوي .. خاست بطوننا من هريسة أبو الجدايل .. أكلنا منها خياش خياش ..
و الطارش ما رجع .. ( أبو الخطاب راح لباكستان يجيب لنا ارزاق ) .. و هذا درب الضيف ..
و لا عندنا فلوس نشتري لحم .. الخروف بخمسة و أربعين ألف روبية ..
المهم .. أهم شي .. لا يدرون الأفغان إننا ناكل هذا المخلوق الزاحف ..
الأفغان .. كل شي عندهم حرام .. إلا بهيمة الأنعام .. ..
حتى كنا نصيد الوبر في كابل .. و نحطها في خياش .. و نسلخها بعيد
ثم نشويها و ناكلها .. و نقول لهم .. هذي طيور ..
حتى واحد منهم أكل معنا على أنها طيور .. ثم أخبرناه إنه وبر
قعد مدة طويلة يستغفر الله و يتوب إليه ..
المهم .. نرجع لسالفتنا ..
كنت أوصي الشباب أن يذبحون الضب و يسلخونه في الخفاء بين الشجر و يدفنون المخلفات ..
الأمور مشت على ما يرام .. ردحاً من الزمن ( لاحظ ردحاً .. ترى ما تلقاها في مواضيع فدغون )
إلى أن جاء أحد الأيام ..
زارنا الأفغان .. يشربون عندنا الشاي .. و حنا نتاغر زفر ..
و سالفة رايحة .. و سالفة جاية .. و ابتسامات صفراء .. و نظرات الشك و الاتهام ..
قال واحد منهم :
شفتكم أمس من فوق الجبل تلاحقون ضب .. ؟؟ ..

طن طن طرن .. صارت ..

اسقط في يدي .. ( و هذي بعد لو ينقز فدغون ما يجيبها )
قلت له .. لا أبد الشباب يلعبون .. .. تسلية يعني .. رياضة ..

قال : يعني ما تاكلونه ..

ضحكت باستغراب .. ههه .. ناكل ضب !! .. وع .. ( الله من الكذب .. عسى ربي لا يعاقبنا )
و يلتفت الرجال .. اثاريه شايف آثار الجريمة
و يؤشر على الجلد .. اللي نسى الشباب يدفنونه ..
قال .. أجل ليش تسلخونه ؟؟ ..

قلت له .. : إيــــــــــــــه .. احم ..

هذا طال عمرك .. حنا نصيد الضبان و نسلخهم
علشان ناخذ جلدهم .. ( و أشرت إلى رجلي )
نــــســــوي فــيــه نــــــــعـــــــل ..
حشا .. قحطة مو همّام ..
المهم الرجّال بلعها و سكت ..

همام

(السيف)
28-01-2009, 04:12 PM
القصة الثانية والثلاثون



تغط بالكمبل




تعرفون كيس النوم ( sleeping Bag )
زين .. اللي يعرف يعلم اللي ما يعرف ..
كيس النوم هذا .. صديق الشباب هناك .. لهم معاه سوالف ..
---------------------------------------
وادي ( سرخاب ) في اللوقر .. وقت القايلة .. و الشباب متطرحين ..
اللي نايم تحت شجرة و اللي نايم في الخيمة ..
فجأة يصرخ أحدهم .. إنـتـشـــــــــــــــار
ما تدري أيهم أسبق .. صرخته .. أم أزيز الطائرات التي رمت بحملها في بطن الوادي
الشباب تناثروا ..
بالفطرة طبعاً مو بكيفهم ..
طلعوا من الخيمة يتراكضون .. إلى الخنادق البرميلية ..
باقي في الخيمة واحد ..
وش سالفته .. ليش ما طلع .. أكيد هذا شجاع حيل .. و الا ثقيل نوم
لا هذي .. و لا تلك .
الرجال قام فزعاً مثل غيره ..
يبي يقوم مو قادر .. كيس النوم ضيق .. و غاطس فيه إلى إذنه
طيب مو مشكلة .. فك السحّاب .. الزنجيز
إلا .. فيه مشكلة .. السحّاب اختفى ..
الرجال يتقلب و هو نايم .. و السحّاب صاير وراء ظهره ..
يحاول يمين يسار .. صار مثل المربّط .. مو قادر يقوم .. و لا هو قادر يطول السحّاب
الطائرات تقصف .. و أخونا يتصارع مع الكيس ..
و كلما سمع صوت قذيفة .. كلما اشتد في المصارعة مع الكيس ..
بعد ما راحت الطائرات .. و انتهى القصف ..
و إذا بالشباب .. يرونه خارج من الخيمة .. يناقز و هو داخل الكيس
خطوتين و الثالثة على وجهه ..
كأنه الدودة اللي تطلع بالرسوم المتحركة ..
-----------------------------------
لا صرت في ( سرخاب ) و القصف حاديك
تغط بالكمبل خل عنك المصاخة
يا خوي في الخندق تناديني و لا جيك
محبوس في الكيس من زود الدلاخة

همام

(السيف)
28-01-2009, 08:12 PM
القصة الثالثة والثلاثون




ليلة القبض على


ليلة خميس ..
بعد صلاة العشاء
الساعة التاسعة مساءاً .. على وجه التحديد ..
البيت ما فيه أحد .. و بينما كنت أغير ملابسي للذهاب للربع ..
فإذا بجرس الباب يرن ..
غريبة .. من هذا الذي يدق علي الباب في هذا الوقت ..
أنا أصلاً .. نادراً ما ينطق بابي .. تخبرون الكرم و لوازمه ..
أوجست في نفسي خيفة .. و الفار بدأ يلعب مرة ثانية ( لا حنا و لا هالفار ) ..
تذكرت الشباب الذين يأخذون من بيوتهم .. ثم لا يرجعون ..
رفعت سماعة الأنتركوم .. على وجل ..
قلت بكل أدب .. نعم ..
فإذا بصوت خشن جهور .. يتكلم بلهجة آمرة .. لا تخلو من القسوة ..
واجهني عند الباب الله لا يهينك ..
بس .. رحت فيها يا ولد .. قلت له .. سم طال عمرك ..
تخيلت الجيب واقف عند الباب ..
شلون الحين ؟؟ .. أروح أفتح لهم .. و إلا أطل عليهم من السطح ؟؟ .
و إلا أروح أجرد الأشرطة اللي في البيت و الأوراق ..
و الله ما عندي شي يخرّع .. كله الدويش و المنجد و ابن عثيمين .. و (الطفل و البحر) ..
و أنزل الدرج و أنا أحاول أتذكر الدعاء الطويل .. ما ذكرت منه إلا كلمة
.. إلا طارق يطرق بخير يا رحمن .. ما أدري وش قبلها وش بعدها ..
أنا كنت متوقعهم من زمان .. لكن ما استعديت .. ما قالوا لي ..
تذكرت الطراقات .. و الكفوف و الرفسات ..
قلت مو مشكلة كل هذا يهون .. لكن .. نزع الأظافر و الكهرباء ..
شلون أسولف على الماسينجر بدون أظافر ؟؟ .. هذا إذا طلعت من السجن .. يا خسارة شبابك يا همّام ..
قعدت أفكر .. مين مين ؟؟ .. من اللي سواها فيني
معقولة يكون فدغون .. مو بعيدة ..
لا لا ..لا .. فدغون رجال طيب .. شامل أجل ؟؟ .. لكن شامل أطيب من فدغون بواجد ..
محب الجهاد ؟؟ ..أكيد .. ما في غيره .. حاسدني .. و يبي يكوش على المنتدى ..
طيب يا محب الجهاد . إذا ما سحبتك معي ..
المهم . وصلت للباب .. بعد عناء .. بسبب ما يسمى بأم الركب ..
و أنا أعد في بالي أجوبة للأسئلة .. و أعد أيضا قائمة بالشباب اللي بأسحبهم يونسوني بالسجن ..
إينعم .. على قولة حسينوه .. يا نروحش سوى .. يا ما نروحش سوى ..
فتحت الباب .. فإذا برجل طويل عريض ذو قسمات صارمة .. شكله ضابط كبير ..
وجه قاسي الملامح .. و نظرات واثقة خارقة حارقة .. يعرفون من يرسلون في مثل هذي المهمات ..
مديت يدي أسلم عليه .. و أنا أتلفت يمين و يسار .. وين السيارات و السيفتي ؟؟
أكيد منتشرين في الطرقات و السكك علشان يسدون علي الطريق إذا انحشت ..
فإذا به يتكلم بصوت عالي .. رافع الرأس بلهجة الواثق من نفسه
و ينظر إلي بعينين كالصقر قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ..
كان يتحدث بلهجة صفرسبعية ما فهمت منها شي .. و أنا ما غير أتلفت .. و أدوّر الجيوب ..
و أثناء كلامه أدخل يده في جيبه ليخرج ورقة .. ( أمر بالاعتقال ؟؟ )
.. تذكرت عيالي .. و قلت أشوى إنهم عند خوالهم .. لا يشوفون أبوهم مكبل بالحديد ..
لكن مو معقولة .. نروح السجن بليموزين .. الرجال ما معه سيارة ..
و صراحة . ما نيب رايح معه بسيارتي .. نكد على الحكومة بعد ؟؟ .. إلا كان يعطوني فلوس البنزين ..
الرجال خلص كلامه و سكت .. حاولت أتذكر الكلام اللي قاله .. لأني ما كنت حوله يوم يقوله ..
ما تذكرت إلا بعض الكلام مثل ( الوجيه الطيبة شرواكم ) .. و ( مقادير الله )
.. قعدت أتفرس في وجهه .. و هو ساكت .. و أنا أتفرس .. و هو ساكت ..
أنطره يتكلم .. يكفخني طراق .. يسحبني على وجهي .. ماش .. مو حافظ السيناريو ..
و هو ينطرني أتكلم .. ينتظر الجواب .. فكان الصمت أبلغ جواب ...
تخبرون المصاب بأم الركب .. يفقد القدرة على النطق مؤقتاً ..
أثناء ذلك ..حاولت أفك الشفرة اللي قالها .. بتحليل بعض الكلمات اللي فهمتها ..
و بربط الجمل ببعضها البعض .. و لعدم وجود الجيب ..
خمنت بفطنتي و ذكائي المعهود .. أنه سائل .. و الورقة اللي معه .. صك إعسار ..
بلعت ريقي .. بردت أطرافي .. بدأ قلبي يرجع لمكانه الطبيعي ..
عقب ما أخذ جولة مكوكية في أنحاء بطني .. و بغيت أطيح على وجهي ..
أحس كأني راكب أصنصير .. وش أسوي فيك الحين .. ؟؟
وش أســــــــــوي فـيـــــــــــك ؟؟؟ ....
تذكرت قول الله تعالى ( و أما السائل فلا تنهر ) ..
فاعتذرت له بصوت مبحوح لا يكاد يسمع .. هو أقرب إلى الشهيق منه إلى الكلام
الله يرزقنا و إياك ..
الله يعطينا و يعطيك ..
قلت له ذلك .. و أنا أقاوم رغبة ملحة في بكس أفرغ فيه كل هالخرعة ..

همام

(السيف)
28-01-2009, 09:10 PM
القصة الرابعة والثلاثون



استغاثة صنم .. و استغاثة يتيم


تكسير الأصنام .. من أعمال الأنبياء .. عليهم السلام ..
تكسير الأصنام .. هي ملة إبراهيم عليه السلام ..
( فراغ عليهم ضرباً باليمين )
تكسير الأصنام .. هي ملة موسى عليه السلام ..
( وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً .. لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفاً )
تكسير الاصنام .. هي ملة محمد عليه الصلاة و السلام ..
حيث كان يكسر الأصنام ويقول( و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً .. )
تكسير الأصنام .. هي شريعة الإسلام .. ( لا تدع صورة إلا طمستها .. و لا قبراً مشرفاً إلا سويته )
تكسير الأصنام .. هو هدي الأنبياء الكرام و الأئمة الأعلام و شيوخ الإسلام و قادة الفتح
تكسير الأصنام .. هو الكفر بالطاغوت ..
تكسير الأصنام .. هو التوحيد ..
عندما فتح محمود بن سبكتكين الهند و خلص إلا صنمهم الأعظم و طاغوتهم الأكبر و كان تمثالاً هائلاً مصبوباً من الذهب الخالص أشار عليه بعض قواده بإذابته و بيعه و الاستعانة بثمنه في تجهيز الجيوش
و القتال في سبيل الله .. (فوائد اقتصادية)
فقال رحمه الله .. (لئن أنادى يوم القيامة بمحمود مكسر الأصنام .. أحب إلي من أن أنادى بمحمود بائع الأصنام )
فكسره و نسفه ..
فقال فيه شاعر الإسلام إقبال :
من ذا الذي رفع السيوف ليرفع اسمك فوق هامات النجوم منارا
كنا جبالاً في الجبال و ربما سرنا على موج البحار بحاراً
و كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها و نهدم فوقها الكفارا
لو كان غير المسلمين لحازها و صاغها الدرهم و الدينارا

هاهم عباد بوذا .. و أنصار الوثنية في العالم أجمع .. يهبون و ينادون بأعلى أصواتهم ( لا تذرن ألهتكم ..)
و هاهم مشركي العصر الحديث ينافحون و يقاتلون من أجل بقاء أكبر رموز الشرك و الوثنية في العالم و لسان حالهم يقول ( أعل هبل .. )
و ليس من هذا العجب .. فهذا نهج المشركين في كل زمن .. ( فاقتلوه و انصروا ألهتهكم ) ..
و لكن العجب كل العجب .. من أناس من أهل الإسلام .. بل من أهل العلم و الدعوة .. يحزنون من أجل الصنم ..
و يجاهدون من أجل ثني المؤمنين عن الإقتداء بإمام الحنفاء .. و يشدون الرحال .. من أجل الدفاع عن الوثن ..
يشدون الرحال إلى أرض .. مات فيها قبل شهر خمسمائة مسلم من شدة البرد ..
يشدون الرحال إلى أرض .. يفتك المرض و الفقر بأهلها المسلمين منذ سنين ..
لم تحركهم دموع الثكالى و لا أنين اليتامى و لا نداء المساجد المهدمة و لا آلاف المشردين للتفكير في زيارة هذا البلد في يوم من الأيام .. و لكن حركهم صرخة استغاثة من بوذا عندما أراد المؤمنين أن يجعلوه جذاذاً ..
هنيئاً لك يا بوذا .. فقد وجدت ناصراً .. يوم لم يجد اليتيم في هذه الأرض من يمسح رأسه ..
هنيئاً لك هذه النصرة .. التي لم يحظ بها نساء المسلمين اللاتي يبتن في العراء ..
هنيئاً لك هذه النصرة التي لم يحظ بمثلها مسلمين ماتوا من البرد و لا غطاء لهم ..

ثم العجب أيضاً .. كل العجب .. من الذين أخذ الله عليهم ميثاق الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه ..
يصمتون يوم أصبح العالم كله بانتظار كلمتهم ..

همام

(السيف)
28-01-2009, 09:20 PM
القصة الخامسة والثلاثون


طــراقـات .. !!




تك .. فتحت الباب ..
..
..
الليل يحتضر ..
يلفظ أنفاسه الأخيرة .. مودعاً هذا الكون
و يختلط سواده المهيب ببياض الفجر ..
فيتكون الغلس .. المرحلة الأولى من بداية اليوم الجديد ..
شعور عجيب يخالط قلبك و أنت تتوجه إلى بيت الله لإجابة نداءه
عندما تشعر بأن الكون كله نائم .. و تستشعر أن الله اختارك من بين ملايين البشر
لتقوم و تتوضأ و تجيب نداءه ..
الجو في تلك الساعة جميل .. محروم منه كثير من الناس ..
الهدوء و السكون يخيم على الكون ما عدا أصوات خفيفة تأتي من بعيد
تعرف منها قرع نعال الرجال المتوجهين لأداء الصلاة
كانت هذه هواجس خطرت في نفسي و أن أمشي إلى المسجد
فجأة قالت لي نفسي : .. لماذا كل هذا الفرح .. هل أنت معجب بعملك ..( طراق !!)..
قلت .. كيف لا أفرح و قد انتصرت على الشيطان و قمت إلى الصلاة
إني أفرح بما ينتظرني عند ربي من أجر على هذه الطاعة ..
سكتت نفسي على مضض .. و قد أعدّت لي درساً ..
دخلت المسجد .. صليت السنة و جلست ..
قالت لي نفسي : انظر يمينك ..
نظرت حيث أشارت .. فرأيت جارنا الرجل الطيب المحافظ على الصلاة
صحيح أنه غير ملتزم ببعض الواجبات الظاهرة و هو يدخن أيضاً ..
و لكنه يدخل المسجد قبل أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر .. يومياً ..
قالت نفسي :.. و أنت اللي شايف نفسك .. تصلي مع الجماعة صلاة الفجر يوم و تنام عنها يوم أو يومين
و ربما فاتتك تكبيرة الإحرام أو ركعة كاملة .. و لا تصلي السنة الراتبة .. (طراق ثاني ‍!!)
انظر شمالك .. نظرت فرأيت ولداً صغيراً لا يتجاوز المرحلة الابتدائية
تصاغرت نفسي ..
انظر إلى المصلين كلهم .. جال بصري في الموجودين .. يقرأون القرآن ينتظرون الإمام
كل هؤلاء يحضرون الصلاة يومياً منذ سنوات .. و أصبح القيام للصلاة عندهم طبيعي فهو شيء تعودوا عليه
و أنت إذا حضرت صلاة الفجر مع الجماعة .. تهت و خلت على نفسك ذلك اليوم
و كأنك الوحيد الذي قام و صلى مع الجماعة .. (طراق !!)
تعال إلى صلاة الفجر يومياً .. لتعرف من هو الملتزم ..
همّام .. اصح لنفسك .. لماذا تظن نفسك أفضل من الناس .. بماذا تظن أنك سبقتهم ....
( شالسالفة.. وش فيها نفسي اللوامة اليوم شابّة علي طراقات ..)
بحثت في نفسي لأجد جواباً لسؤالها .. و حاولت التماس الأعذار ..
قالت : لعلك غرك قولهم مطوّع .. ملتزم .. مستقيم ..
فماذا فعلت في كل تلك السنين و أنت محسوب من جملة المطاوعة ..
انظر إلى الذين التزموا في مثل وقتك .. كيف قضوا أيامهم
و كيف قضيت أيامك ..
منهم من حفظ القرآن .. تعلم القرآن و علمه
و منهم من حفظ مع ذلك الحديث و ترقى في طلب العلم حتى أصبح شيخاً فقيهاً يعلم الناس أمور دينهم
و منهم من أصبح واعظاً مرشداً أو خطيباً يعلم الناس الخير و يرشدهم إلى طريق الله ..
فما نصيبك أنت من كل هذا .. قلت : هاه !! ..
بل أين حقيقة هذا الالتزام .. أين التقرب إلى الله بالطاعات و النوافل من صلاة و صيام و صدقة و بر
و قراءة قرآن و صلة الأرحام .. فضلاً عن العلم و الدعوة و الجهاد ..
السالفة ما هي خذني جيتك .. سلعة الله غالية ..
قلت : كل ميسر لما خلق له .. ( اسمع الحجة ) ..
قالت : كأنك تعرّض بالجهاد .. لعلك غرك بضع سنوات يسر الله لك أن تقضيها مع المجاهدين ..
( نعم .. نعم .. تنفست شوي .. بعد فيه أفضل من الجهاد ؟؟ )
طيب .. قالت نفسي ..
و أين أنت الآن من الجهاد ؟؟ .. أين أصحابك الذين نفروا معك إلى الجهاد ؟؟ ..
منهم من أكرمه الله بالشهادة .. و منهم من لا يزال يركض خلفها .. يبتغي الموت مظانه ..
( فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر .. و ما بدلوا تبديلاً )
انظر إلى نفسك .. هل أنت من الذين لم يبدلوا تبديلاً ؟؟ ..
هاهم أصحابك المجاهدين الحقيقين .. يقودون الكتائب في الشيشان ..
و أنت تقود فريق كرة الطائرة آخر الأسبوع .. (طراق قوي !!)
اكتفيت ببضع سنوات في الجهاد لا تدري هل تقبلها الله أم لا
ثم جلست .. تحدث بها و كأنها قصص عنترة و أبو زيد ..
( هاه ؟؟ !!.. قلبي قام يعورني .. شوي شوي يا نفس )
.. تجتر تلك الذكريات ..و تعلكها حتى لا تنسى و لتبقى تعيش في جهاد وهمي ...
نعم .. توهم نفسك أنك ما زلت تحسب من المجاهدين
لم تزل تحدث بتلك الأعمال مذ رجعت ..
فما زدت على أن أخرجت أعمالك من ديوان السر إلى ديوان العلانية ..
فهل ترجوا بعد ذلك عليها أجراً ..
أدع الله أن ينجيك من عاقبتها و يخرجك منها كما دخلت بالكفاف لا أجر و لا وزر ..( طراق !!)
همّام .. وين رحت ؟؟ ..
(هاه ؟؟ ..موجود وين أولّي .. بس ما خليتي لي فرصة أقول شي .. ) ..
قالت : طبعاً .. وش تقول .. معجب بنفسك .. أنت معجب بنفسك .. على شنو ؟؟.. ما أدري
إصحَ يا هيه .. الله بالخير .. الله بالخير أقول .. إصحَ ..
إذا ذكر طلبة العلم .. فلست واحداً منهم بلا شك و لا ريب ..
و إذا ذكر المجاهدين .. فلست منهم .. مهما حاولت تتلزق بهم .. فهم هناك و أنت هنا ..
و إذا ذكر الدعاة المخلصون العاملون .. فأنت أبعد الناس عنهم ..
و إذا ذكر العباد الزهاد الذي استغلوا أيامهم بالاجتهاد في العبادة .. فلا تلحق بهم و لا تشوف غبارهم ..
فعلى ماذا ترفع خشمك و تنظر إلى الناس تلك النظرة ..
و تكلم الناس بلسان الناصح المشفق .. أشفق على نفسك .. (طراق !!)
همّام .. لا يغرّك مدح الناس . .. و ثنائهم .. ؟؟
ترى أنت أعلم الناس بنفسك .. استغفر من ذنوبك و ابك على خطيئتك
ترى أعمالك ما توصلك راس الشارع … و أنت تطمع بالجنة ..
ما أشد إعجابك بنفسك .. فقد فرحت بالإنترنت
لتبني لنفسك فيها مجداً جديداً .. بعد أن بدأ نجمك يأفل بطول سنين القعود ..
ها أنت كلما دخلت .. ركضت إلى مقالاتك .. تقرأها بنهم
تبحث عن كلمة مدح أو عبارة ثناء .. في ثنايا الردود
فإذا قرأتها انتفخت ..و فرحت بهذا الثناء و لعله يكون هو نصيبك الوحيد من أجر كتابتك ..
هذا إذا سلمت من وزر الرياء و السمعة و العجب ..
تتناسى أن الله يعلم منك ما لا يعلم هؤلاء المساكين .. فربما تنفعهم كتاباتك و تضرك أنت ..
فتكون كمن يداوي الناس و هو عليل ..
يا مسكين . انتبه لنفسك .. أفق من أحلام اليقظة و انظر حقيقة ماذا قدمت لغد ..
( ما حسيت و نفسي تكفخني بهالطراقات .. إلا و أنا عند باب البيت ..)
ما أقسى النفس اللوامة إذا عرّتك أمام نفسك ..
و نزعت عنك كل ثيابك التي تستتر بها من الناس ..
و ألقتك في عراء الحق المحض .... حقيقة مجردة ..
فتحت الباب ..و قد غرقت في ذكرياتي .. أبحث فيها عن أي عمل ..
أحاج به هذه النفس اللي فضحتني عند نفسي و خلتني بيزة ما أسوى .. فلم أجد ..
و في لحظة يأس .. اكتوي فيها القلب بنار الندم و الحسرة ..
تمر خاطرة كالبرق تضيء جوانب القلب المكلوم .. تخفف جراح الخطايا .. و تحيي الأمل بالله ..
انتبهت لأعظم الأعمال و أشرفها ... فسرّي عني بعض الشيء ....
لا إله إلا الله .. خرجت من لساني .. فنزلت على قلبي كما ينزل الماء البارد على الكبد الحرّى ..
اللهم لم أعمل لك عملاً في هذه الدنيا هو أرجى عندي من هذه الشهادة ..
شهادة التوحيد ..
اللهم ارحمني بالتوحيد .. و اغفر لي ما دون ذلك ..
..
..
تك .. سكّرت الباب

همام

(السيف)
28-01-2009, 10:04 PM
القصة السادسة والثلاثون



سنة نساء


رابط خالد بن الوليد رضي الله عنه .. سنة في الحيرة .. أثناء مسيرته الجهادية الطويلة في فتوح العراق و الشام
فكان إذا ذكر تلك السنة .. قال : تلك كانت ســنـة نــســـــاء ..
.. الله أكبر ..
.. و إذا كانت النفوس كبار .. تعبت في مرادها الأجسام
سنة نساء يا أبا سليمان ؟؟..
رباط في سبيل الله على ثغر من ثغور الإسلام في استعداد و تحفز لا تدري متى تنشب المعركة .. تسميها سنة نساء ؟؟ ..
كيف لو رأيتنا في هذا العصر يا أبا سليمان .. رضي الله عنك
سنة نساء ؟؟ .. قل سنوات نساء ..
عقد نساء .. قرن نساء .. بل جيل نساء
إذا كانت سنتك تلك في الثغر .. سنة نساء
فعمرنا نحن كله .. عمر نساء ..
يولد الرجل فينا .. و يعيش ما يكتب الله له
.. ثم يموت .. لم يغز غزوة في سبيل الله
بل لم يغدُ غدوة أو يروح روحة في سبيل الله
بل يعيش الرجل و يموت .. لم يرمِ بسهم ..
و لم يطلق طلقة واحدة ولو على سبيل الإعداد
سنة نساء يا أبا سليمان .. ؟؟ رضي الله عنك ..
لقد أصبحنا .. في هذا العصر ..
و لا فرق فيه بين النساء و الرجال إلا الشوارب و اللحى ..
ليت شعري .. ماذا سيقول خالد رضي الله عنه .. لو عاش بيننا
و رأى كثرة عددنا وعدتنا .. و وفرة ذلنا
و كيف سيقول لو رأى اليهود يدنسون القدس ..
و ليس بينه و بينهم إلا بضع كيلوات .. و حيل بينه و بين قتالهم ..
ماذا سيقول أبو سليمان .. لو رأى العلوج يجرون نساء المسلمين من شعورهن على شاشات التلفاز .. يجرونهن إلى المعتقلات و السجون .. أو ربما يسحبونهن في الشوارع و يركلونهن بالأقدام
تحت نظر شباب الأمة الذي يرى كل ذلك و هو يأكل الشيبس و يشرب البيبسي و يضحك ملء شدقيه ..
ثم يحرك المؤشر على قناة أخرى ليراقب مباراة كرة قدم ..
أو ليتابع أغنية ماجنة تتراقص فيها بنات المسلمين يعرضن أجسادهن العارية لكل رائي ..
ماذا سيقول أبو سليمان رضي الله عنه ..
لو رأى قادة الأمة الأبطال ..
يصافحون بكل حرارة أيدي العلوج الكفار الملوثة بدماء المسلمين
و يهنئونهم بأعياد ميلادهم و يتمنون لهم المزيد من التقدم و الرفاهية .. لهم و لشعبهم ( الصــــديـــق )
سنة نـــســاء يا أبا سليمان ؟؟ .. رضي الله عنك
ليت شعري .. كيف تقول يا أبا سليمان لو قرأت رسائل المسلمات .. يستفتون في قتل أنفسهن .. أو قتل أجنة وضعهم في بطونهن أعلاج حمر مشركين .. تحت سمعنا و بصرنا ..
ثم نكافأهم بأن نأتي بهم فنحكمهم فيما يشاءون من بيت المال .. حتى يتكرمون و يوافقون على تدريب فرقنا الباسلة ..
يدربها على ماذا .. على اللعب .. بالكرة ..
فإذا نجحوا في إدخال الكرة إلى الشباك .. حملوهم على الأعناق و طافوا بهم سبعة أشواط حول الملعب ..
يقبّلون الكافر و يعانقونه بدموع الفرح و يشعرون له بالفضل و الامتنان و يحملونه على أعناقهم ..
و يسبّحون بذكره في صحافة الغثاء الذي نجبر على تجرع مرارة قراءته يومياً .. حتى تبلد احساسنا ..
يا أمة .. سخرت من جهلها الأمم ..
سنة نساء ؟؟ أي نساء يا أبا سليمان .. رضي الله عنك ؟؟ ..
و الله لنسائكم .. أرجل منا .. و أقدر على حمل السلاح ..
و أغير على حرمات الله ..
لقد أصبحنا أمة رقص و غناء .. رجالنا يرقصون بالآلاف .. يتمايلون مع أنغام الموسيقى ..
أوبريت .. يسمونه أوبريت .. شي لم تعرفوه و ننزهكم عن أن تعرفوه أو تسمعوه به أو تقرّوه
مئات الرجال .. منهم من يهز وسطه .. و منهم من يتمايلون كالسكارى بسيوف الذل و الهوان ..
على أنغام الموسيقى .. يصاحبها مجموعة من اشباه الرجال ..
مخنثين يتغنون و يتمايلون كالنساء ...
و الله يا أبا سليمان .. لو كان رجالنا اليوم ..
مثل نساؤكم أنتم .. ما تجرأ اليهود على أن يطئوا أرضنا
أبا سليمان .. رضي الله عنك .. و أرضاك ..
كلب الروم الذي أرسلته له رسالتك الخالدة
أصبح يتحكم في رقابنا .. و أموالنا.. و أعراضنا ..
و يضرب من مكانه .. أي قطر شاء من أقطار المسلين .. في أي وقت شاء
و يهدم البيوت على أصحابها .. و يقتل المسلمين بالجملة .. و أمة المليار تغني و ترقص على جراحهم ..
كلب الروم .. يرسل كلابه يجوسوا خلال الديار التي فتحتها بسيفك .. يفتشون كل بيت و زاوية و يدخلون قصور الحكم .. بعزة لا نملك عشرها ..
كلب الروم .. يخلع خليفة .. و ينصب آخر ..
في أي مصر من أمصار الإسلام ..
إذا لم يعطي له الجزية و هو صاغر ..
و إذا لم يقدم له فروض الطاعة و الولاء .. بكل معاني الـــولاء ..
وإذا لم يتقرب له بقرابين من دماء الصالحين ..
يا أبا سليمان .. أين رجالك .. الذين هددت بهم كلب الروم في رسالتك الخالدة ..
( فقد جئتك برجال يحبون الموت .. كما تحبون شرب الخمر )
رجالنا .. أبطال من نوع آخر .. يحبون الألوان ..
يعشقون الأزرق و الأصفر و الأخضر و جميع ألوان الطيف ..
يعادون و يوالون في الألوان ..
فوارس بواسل .. أخذوا للمعركة عدتها .. فحسروا عن أفخاذهم ..
و غدوا إلى ميادين البطولة ..
يصولون و يجولون في بلاد الكفار .. يدكون عقول الكفر و الإلحاد .. بقتال لا شوكة فيه ..
و يرفعون رايتنا عالية خفاقة تحمل كلمة التوحيد ..
جنب إلى جنب مع عشرات الأعلام التي تحمل الصلبان .. ..
يصافحون العدو و يعانقونه و يقبلونه و يقدمون له الهدايا و القرابين ..
قبل و بعد كل معركة حامية الوطيس .. لا تراق فيها قطرة دم ..
فإذا رجعوا إلى البلاد .. استقبلوا استقبال الأبطال الفاتحين ..
ماذا أقول .. و من أين أبدأ .. و أين أنتهي ..
رضي الله عنك و أرضاك يا أبا سليمان ..
رضي الله عنك و أرضاك يا أبا سليمان ..
كم نشتاق إلى سيرتك .. ألست القائل ..
------------------
ما من ليلة تزف إليّ فيها عروس أنا لها محب .. أو أبشّر بغلام
بأحب إليّ من ليلة شديدة البرد غزيرة المطر ..
في سرية من المهاجرين
أصبّح بها العدو

همام

(السيف)
29-01-2009, 07:11 AM
القصة السابعة والثلاثون


هــلــهــلــة ..!!



هل تدب الحياة من جديد في مأسدة الأنصار .. جاجي ؟؟ .. و لكن أين أبوقتيبة و ياسين و شفيق
و هل تمتلئ خنادق العرين بالذخائر .. وينك يا أبورضوان ..
هل تتعالى صيحات التكبير على قمة جبل قباء مرة أخرى .. بدون جابر و ابراهيم ..
هل تزمجر راجمتنا العتيدة من فوق تورغر مرة أخرى .. أم قد علاها الصدأ ..
أبوالخطاب .. أتراه يعود لعرينه في أحد .. أم قد سلبت لبه معشوقة أخرى ..
أيفك أسر ازمراي ... و يريهم كيف يفعل الأسد بلا قيود ..
هل ينفض الغبار عن شبابيك بيت الأنصار .. و تنصب شبكة الطائرة ..
و عندك واحد منجا يا سبع الليل ..
هل نسمع بوري الهايلكس في حوش البيت مع طلعة الشمس ؟؟ .. و لكن . .. أبوعنتر مات ..
هل تجهز القوافل إلى اللوقر و بغمان .. فمن تراه يقودها بعد أبوروضة ..
هل تراها تمتلئ أوطاقات قندهار بأهل مكة و الأحساء .. كيف و قد قتل سراتهم ..
و هل يحلو السمر في ليالي جلال آباد .. بلا صوت أبو الزبير .. و زوامل أبوطارق اليمني ..
و هل يعود أبوهاجر .. ليصلي بنا التراويح و القيام ..
و من يخطب بنا الجمعة .. بعد الشيخ عبدالله .. ؟ ..
و هل نسمع ثانية من عمر سيف .. وصف الحور .. و نعيم الجنان ..
هل ينتعش سوق خيبر بازار بعد الركود .. و هل تشتغل عصارات المنجا و الرمان في صدر ..
هل تفتح المحلات أبوابها في أفغان كالوني ..
ليت شعري .. هل نعود لنرى الركشات تمخر شوارع بشاور .. تقل تلك الوجوه السمر ..
لا إله إلا الله ..
هل ما زال هناك متسع في مقبرة الشهداء في طورخم ..
هل ظمئت يا أرض الأفغان ثانية .. هل بهت خضابك ..
أما كفاك ما شربت .. و ما خضل ثراك من دمائنا ..
أتطلبين المزيد ..؟؟ .. لا بأس .. إنهم قادمون
رغم أن بعوض جلال آباد لم يبق شيئاً .. من الدماء ..
إلا أنهم في كل تلك السنين قد أحسنوا الطبخ و الأكل و النوم .. حتى انتفخت أوداجهم ..
فسيترعونك من الدماء و يسقونك حتى الثمالة ..
لك الله يا أرض الأفغان ..
فقد اختارك الله لتكوني مسرحاً للفصل الأخير من قصة كل امبراطورية تفسد في الأرض و لا تصلح ..
الله أكبر ..
يبدو أن الحصار المرير قد طال كل شيء ...
حتى العزة .. و الكرامة .. و الأنفة .. قد حارت .. فلم تجد طريقاً لتخرج من أرضك ..

همام

روميت
29-01-2009, 12:44 PM
أحسنت وجزااااااك الله خير.

و

يحفظ في المفضلة .
<<<<<<<<<<<<<<<

(السيف)
29-01-2009, 12:58 PM
القصة الثامنة والثلاثون


كتاباً مؤجلا


طائرتين فقط ..
جاءت في مهمة ..
رأيناهما التفتا لفة في الهواء ثم انقضتا كالنسر على خندق خليل ..
خليل هذا أخو جلال الدين حقاني و هو مسعر حرب ..
كنا نسمع أن حقاني سوف يأتي اليوم لزيارة الجبهة و سوف يكون في هذا الخندق ..
الظاهر أن العدو أيضاً عنده علم ..
الطائرتان لم تخطئا الهدف .. هدمت الخندق على من فيه ..
ضربت ضربتها بسرعة و رجعت من حيث أتت ..
و لكن حقاني لم يكن موجوداً ..
فعادة الأفغان التورية في مثل هذه الأمور .. يطلقون خبراً و يفعلون خلافه ..
و لكن كان هناك الكثير الكثير من المجاهدين داخل الخندق و خارجه .. فهو خندق القيادة ..
الخندق كان عبارة عن قناتان محفورتان في الجرف الطيني من الوادي العريض
يلتقيان من الداخل بقناة أخرى .. كعادة خنادق الأفغان .
و لأن الأرض ترابية طينية فقد انهدت الخنادق على من فيها ..
استمر المجاهدين لمدة أيام طويلة يحفرون و يستخرجون الجثث ..
حتى العمليات توقفت و انشغل المجاهدون بقتلى و جرحى خندق خليل ..
كان المتطوعين للحفر يقدمون من كل مكان من الصباح .. حتى تغيب الشمس
و هو يحفرون و يستخرجون الجثث ..
القصة العجيبة ..
أنه و بعد ثلاثة أيام .. و أثناء ما كانوا يحفرون ..
وجدوا جثة لأحد المجاهدين .. فلما رفعوها .. فإذا تحتها جثة أخرها ..
و لكن صاحبها لم يكن ميتاً ..
كان يتحرك ..
و بمجرد ما أن تحرر و استطاع الحركة ..
حتى نهض واقفاً و انطلق يركض .. يركض .. لا يلوي على شيء
المجاهدين يحاولون الإمساك به ..
و هو يركض .. لم يكلم أحداً .. و لم يسلم على أحد ..
و لم يستطع أحد الإمساك به ..
فتركوه ليروا أين يريد ..
فاتجه إلى النهر ..
توضأ ..
ثم استقبل القبلة
ثم كبر و شرع في الصلاة
أي صلاة
لا أحد يدري .. و لا هو يدري ..
المهم .. يريد أن يصلي و بس ..
سبحان الله ..
تذكرت الآية
(رب ارجعون .. لعلي أعمل صالحاً )

همام

(السيف)
29-01-2009, 01:37 PM
أحسنت وجزااااااك الله خير.

و

يحفظ في المفضلة .
<<<<<<<<<<<<<<<

وجزاكم ان شاء الله


بارك الله فيكم

(السيف)
29-01-2009, 01:38 PM
القصة التاسعة والثلاثون



يا سلا خاطري




كان في جلال آباد .. في منطقة (أده)
كان هناك راجمة صواريخ (BM 12) ..
يرمي عليه أسد من أسود الله .. ودك تحب راسه ..
أغاظ الأعداء فعلاً .. جاب لهم الصمرقع ..
يرمي بالليل و النهار و الفجر و السحر و في كل وقت ..
كانت دبابات العدو و مدافعه الميدانية و راجماته لا تهدأ في محاولة اسكات هذه الراجمة ..
و كان هو لا يهدأ أبداً و لا يمل من الرمي على العدو .. و لا يغير مكانه ..
رغم أن موقعه مكشوف .. و العدو يعرفه ..
بل إنه لا يكيف و لا يطرب .. و لا يشتد بالرمي .. إلا إذا بدا العدو بالرد عليه .. فترى العجب ..
ترى قذيفته تخرج في نفس الوقت الذي تسقط عليه قذائف الأعداء ..
يرسل و يستقبل في نفس الوقت
حتى أننا كنا نرى الطائرات تأتي له خصيصاً .. تبحث عنه
و ترمي جام غضبها .. و نيرانها عليه .. و تفرغ على موقعه حمولتها من الموت الحمر ..
من القنابل الثقيلة و الخفيفة بأنواعها .. و ترجع لقواعدها ..
فنقول .. قد استشهد الرجل .. أو أصيب ..
فإذا بقذائف الراجمة تخرج من بين الغبار و الدخان الذي لم يتفرق بعد ....
فنكبر .. و يكبر الجميع .. و نحمد الله على سلامته .. و نتمنى لو يمسك حتى تذهب الطائرات
و لكن هيهات .. فهذه هوايته .. مشهد عجيب ..
لقد كان يسخر من الطائرات .. و المدافع و الدبابات التي تركز في قصفها عليها لتسكته ..
بل كان يرمي أحياناً .. و الطائرات ما تزال فوقه ..
في تحدي جرئ .. نادر ..
لله دره من رجل .. كنا نعجب منه جداً .. و نعجب من جرأته ..
كان في رمضان .. يصلي الأعداء بحمم راجمته .. مع أذان المغرب ..
حتى كنا نفطر عندما نسمع صوت الراجمة التي عشقناها .. و أصبحنا نطرب لصوتها ..
و كنا نسأل عنه .. إذا تأخر الرمي عن وقت الأذان .. عسى ما أصابه مكروه ..
و أحياناً .. كان نذهل عن الفطور .. و نقف على أقدامنا فوق التل
لنرى الفاصل الإعلاني الظريف الذي يقدمه وقت الأذان ..
فهو يلعب مع الطائرات .. لعبة القط و الفأر ..
تنزل الطائرات عليه كالنسور .. و ترمي قذائفها الموجهة نحوه ..
و يعلو الغبار .. .. و ما أن تدبر الطائرات ..
حتى تسمع صوت صفير راجمته .. و ترى ستة أو ثمانية قذائف منطلقة من هذا الغبار ..
متجهة جهة العدو .. قروووووووووم .. قرووووووووووووووم
قروووووم .. قروووووووووم .. قروووووووووووم .. قرووووووووووووم ..
وييييييييييييي .. وييييييييييييييييي .. ويييييييييييييييييي .. وييييييييييييييييييييييييي ..
غرررررررررزز .. غرررررررررزز .. غررررررررزز .. غرررررززززززز
هذا هو الطرب و الله ..

فلا عجب إذا أنشد المنشد :
أهوى حنين الدشكا .. و البي إم دوازده

و قال أبوطارق اليمني رحمه الله :
يا سلا خاطري لا حنّ الستنجر .. و المدافع رمت دانة قفا دانه

همام

لاداعي
29-01-2009, 01:56 PM
جزااااك الله خير

(السيف)
29-01-2009, 10:14 PM
جزااااك الله خير

وجزاك ان شاء الله

(السيف)
29-01-2009, 10:16 PM
القصة الاربعون




عندك فلوس ؟؟




أشار لي بيده .. فتبعته ..
أخذني إلى ركن قصي في بيت الأنصار ..
عندك فلوس ؟؟ ..
نبشت جيبي .. فوجدت فيها خمسمائة روبية ..
ليس معي غير هذه .. فقال لا بأس أعطني إياها بسرعة قبل لا يروح الرجال ..
أخذها .. وضعها في ظرف .. و أغلقه .. و كتب عليه .. تصل إلى فلان ..
و أعطاها أحد الأخوة ليوصلها إليه .. و اشترط عليه أن يقول أنه أخذها من شخص لا يعرفه ..
كانت هذه عادته .. في تتبع حاجات الإخوة .. و كتمانها ..
و حسب الميانة .. إذا لم يكن عنده شيئاً .. جاءني .. و أخذ كل ما معي ..
.. كلما حل في جبهة أو معسكر تتبع أحوال الشباب و استقصاها .. و هو ساكت ..
فإذا إذا رجع إلى بيشاور .. اشتغلت المظاريف المغلقة ذات العبارة المشهورة ..
تصل إلى يد فلان ..
كانت حياة التكافل هناك و الإيثار و الزهد شيء لا يوصف ..
مئات من الشباب لا يملك أحدهم إلا ملابسه التي عليه .. و التي توزع في مكتب الخدمات أو المعسكرات ..
كنا نذهب إلى النهر .. فنغتسل .. ثم نتزر بالرداء الأفغاني (البتو) .. حتى نغسل ملا بسنا و نشرها في الشمس حتى تجف
ثم نلبسها مرة أخرى ..
ما بين فترة و أخرى كان يصل لأحدهم شيء من المال صحبة رسالة من أهله ..
فما هي إلا أيام حتى يصرفها كلها على الشباب .. فيشتري لهذا حذاء و لهذا بدلة .. و يرسل لآخر نقداً ..
كان ملك أحدهم حق مشاع للجميع ..
و لا يجد أحدهم حرج من أن يسأل اخوانه شيء من المال يشتري به حاجة ضرورية له ..
كان حضور أخ جديد من البلاد .. تعني وجبة دسمة من الكباب أو البيتزا ..
ثم ما يلبث أن يصبح واحد منا بعد أن ننظف جيوبه .. ..
لم نكن نحسن أن نقول لراعي الدكان .. واحد بيبسي ..
لم يكن لأحد حاجة في أن يجمع المال .. أو يحفظه أو يكنزه ..
لا يفكر في الغد .. ينفق ما معه .. و هو يعلم أن رزق غده مكتوب له ..
لقد أصبحنا الآن نخطط لعشرات السنوات القادمة .. و نكنز المال احتساباً للظروف ..
يمر أحد الجيران أو أحد الاخوان بضائقة مالية و تلم به مصيبة .. فلا نملك له إلا الدعاء ..
فهل تغيرنا نحن ؟؟
أم تغيرت الظروف ؟؟ ..
أم ضعف اليقين ..؟؟
هل كنا سفهاء .. ؟؟ .. و لم يأنس منا الرشد إلا الآن ؟؟ ..
هل هو الحزم و الحكمة ؟؟ ..
أم هم الأولاد .. المجبنة المبخلة .. ؟؟
هل اهتزت عقيدتنا في أن الله كتب رزقنا قبل أي يخلقنا ؟؟
أم المعرفة شيء آخر .. غير اليقين ؟؟
( لقد ألقى روح القدس في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها و أجلها ) ..
.. فمم الخوف ..؟؟
يقول الشيخ عبدالله عزام .. أن أغلب ما يمنع الناس من الجهاد هو الخوف على الرزق و الأجل ..
و هم يعرفون أن الله تكفل بهما ..
.. و لكن أين اليقين ؟؟ ..

همام

(السيف)
29-01-2009, 11:05 PM
القصة الواحده والاربعون


تقديم موعد العرس



على أحد القمم مركز للمجاهدين
و على القمة الثانية .. مركز للشيوعيين
بين القمتين مسافة مائتين إلى ثلاثمائة متر فقط ..
مناوشات يومية
سفح العدو ملغم .. و سفح المجاهدين بدون لغم واحد
أحياناً يتقدم العدو .. فيردونه بالرشاشات الخفيفة و الثقيلة
أرسل المجاهدون .. يريدون تلغيم السفح الذي يلي العدو .. ليأمنوا شرهم
جئنا .. ( 911 ) .. ثلاثة من الشباب .. خليجي و مصري و فلسطيني ..
و ما ذكرت الجنسيات .. إلا لتعلموا كيف اختفت هناك الحدود الجغرافية
و ذابت كل الحواجز و العوائق و الترسبات الجاهلية .. و لم يكن هناك سوى أخوّة الإسلام
المهم .. معنا عدة الشغل ..
جلسنا في النهار مع المجاهدين .. ننتظر حلول الظلام ..
أحدهم ( رئيس المجموعة ) .. فرحان جداً ..
يسولف عن عرسه .. الذي ينوي النزول في الصباح الباكر إلى قريته لإتمامه
كان يتكلم و هو في غاية السرور و البهجة ..
سوف يتزوج غداً ..
و كان أغلب الحديث يدور حول العرس و ترتيبات الزواج ..
في منتصف الليل .. و على ضوء القمر .. نزلنا من قمة المجاهدين على السفح الذي يقابل العدو
زرعنا قذائف هاون و بي إم .. مشرّكة ..
و وصلناها بالأسلاك الكهربائية .. إلى القمة ..
المصري كان هو المعلّم ... و نحن مساعداه ..
كنا نعمل .. نحن الثلاثة فقط .. و نسمع صوت الشيوعيين .. و هم يتحدثون بينهم ..
عند الحارس فوق .. وضعنا طرفي السلك و البطاريات ..
و علمناهم .. إذا سمعتم صوت أو رأيتم تقدم من العدو .. فاشبكوا طرفي السلك بالبطارية
و بس … يتفجر الحقل كاملاً .. و تغدي الدنيا نهار
انتهت المهمة .. كنا نتجهز للعودة إلى مركزنا ..
فإذا بصوت انفجار عظيم .. و صرخة ..
سألنا الأفغان .. تفقدوا أنفسهم .. فقدوا رئيسهم
أين هو .. قالوا حصانكم الذي جئتم به فك رباطه و راح يتمشى جهة العدو
فركض خلفه .. خوفاً عليه من الألغام .. حصان العرب عزيز و غالي
يعني فشلة .. جايين يساعدونا .. و يموت حصانهم عندنا ..
الرجال ركض ورا الحصان ..
الحصان رجع سالماً .. و الرجال .. انفجر فيه لغم ..
ركضنا إلى القمة .. فإذا الرجل بيننا و بين العدو .. وسط حقل الألغام
يصيح و يتألم .. و ينادي ..
الأفغان أسقط في أيديهم .. يطالعون بعضهم .. و يطالعون فينا
و حنا نطالع بعضنا ..
تقدم إليه أحد المجاهدين .. فإذا به يطير هو الآخر في الهواء ..
صاروا اثنين .. يصرخان و ينادينان ..
الأفغان .. ينظرون إلينا ..
نحن .. أحدنا ينظر إلى الآخر ..
موقف رهيب .. رهيب .. خليط من الخوف و الشفقة و الرحمة و الغيظ و الذهول
العدو .. ساكت ..
و صراخ المصابين يشق سكون الليل ..
أنقذونا .. تعالوا .. أخرجونا .. و الجبال تردد معهم ..
أميرنا .. الله يذكره بالخير
قال .. لن أدخل حقل الألغام .. و لا فائدة في أن نصاب واحد تلو الآخر
و لكن .. لن أمنع من يريد الدخول على مسئوليته ..
نظرت إلى الفلسطيني .. فقال .. سوف أذهب لأحضرهم ..
اللي عليك عليك يازلمة . ..
غاب عنا دقائق .. و عاد يحمل على ظهره بقشة .. ( الرداء الذي يضعه الأفغان على أكتافهم )
وضعها على الأرض ..
فإذا بداخلها .. نصف رجل ..
نصفه العلوي فقط .. رجلاه مقطوعتان .. من أعلى الفخذ ..
قال سأذهب لأحضر الثاني ..
قلت سأذهب معك ..
تقدمنا .. نمشي و نحن جالسين .. مشية البطة
عندما وصلنا بداية الحقل .. كان بيننا و بين الرجل مسافة عشرة أمتار فقط
أ مسك أخي يدي و قال قف هنا
لا داعي لأن ندخل نحن الإثنين .. معاً
و تقدم هو ..
فلما وصل للرجل و أراد أن يحمله .. فإذا الرجل كامل و ثقيل
رأيت أنه لا يستطيع أن يحمله وحده ..
دخلت خلفه .. وصلت عنده ..
الدنيا ظلام .. ولعت الكشاف الصغير ..
فإذا به ليس حقل .. بل كوم ألغام ..
كثير منها واضح .. أزال المطر و السيل ما عليه من التراب
و إذا بها من ألغام الأفراد القديمة الكبيرة اللي ما تغشمر ..
تشهدت .. من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ..
همس أخي .. أطفئ الكشاف .. خلينا نمشي على عماها أحسن
وضع الرجل على ظهره .. و أمسكت رجليه ..
كانت رجلاه مقطوعتان تقريباً .. كل رجل متدلية من الركبة بجلدة أو عرق ..
وصلنا بالسلامة .. و الفضل و المنة لله وحده .
وضعناهم بجانب بعض ..
أعطيت كل واحد منهما .. إبرة مسكن قوي ( Sosigon )
في الفخذ طبعاً .. و من ورا الهدوم .. بعد
لإن عروقهم كانت .. لازقة .. ما فيها دم ..
شفتي يا المجهولة .. ما قلت لك اني أصلح ممرض ..
طلبنا النجدة .. و جلسنا نراقبهما .. يحتضران
كان أحدهما .. يوصي أحد المجاهدين ..
و الآخر .. يهذي ..
مات الأول .. ثم الآخر بعده بساعة ..
جلست أنظر إليه .. تذكرت سمرنا أول الليل ..
و سواليفه عن الزواج .. غداً ..
غداً .. كان ينوي .. ترك الجبهة ..
غداً .. يضع السلاح عن كتفه .. و يغسل عنه غبار الخنادق
غداً .. يدخل على عروسه التي تنتظره في القرية الصغيرة خلف تلك الجبال
قلت في نفسي ..
هنيئاً لك ..
لقد تقدم موعد عرسك .. بضع ساعات

همام

قـذاف الــدم
30-01-2009, 01:43 AM
يعطيك العافيه اخوي السيف والله يكثر من امثالهم

(السيف)
30-01-2009, 03:36 AM
اللهم آنس وحشته


إذا تركت (كرخمار) تلك القرية الحالمة في ظهرك ..
و صعدت جبل كوتل مارشال الضخم و انحدرت منه تجاه أرغندي في طريقك إلى بغمان ..
و إذا وصلت إلى قعر الوادي و استوت الأرض و بدأ الوادي في الإتساع ..
و أشرفت على قرية قديمة مهجورة مدمرة من جراء القصف تتخللها الأنهار
و لاحت لك في الأفق أشجار التوت و المشمش .. قف عندك ..
إلتفت عن يمينك على سفح الوادي الأيمن ..
فربما رأيته .. و ربما حالت بينك و بينه الثلوج المتراكمة ..
و لكن قل .. سلام عليكم دار قوم مؤمنين .. فقد يرد عليك السلام ..
إنه قبر وحيد .. ليس حوله قبر آخر يؤنس وحشته ..
ليست مقبرة .. و إنما قبر واحد ..
في ذلك المكان المهجور .. إلا من بعض القرويين الذي يسلكون هذا الطريق
ذاهبين إلى كابل أو آيبين من بغمان ..
.. ربما لو سألت أحد المارة .. إين قبر كي آست .. لهز رأسه وقال .. خبر نا دارِم ..
و لو سألت عنه أهل القرى المجاورة .. لما وجدت عندهم ما يشفي حيرتك ..
فيوم دفن فيه صاحبه كانت القرى خالية و كان أهلها قد هجروها فراراً من الحرب ..
و ربما القلة الذين يعرفونه .. قد لحقوا به .. قتلوا .. أو تفرقوا عنه ..
كل رجع إلى بلده .. حتى الأفغان تفرقوا في ولاياتهم .. و بقيت خنادقهم خاوية
تصفر الريح في جنباتها .. أقفرت بعد العمار .. و استوحشت بعد الأنس ..
لم يعد ذاك الشعب المتصل بالوادي ينبض بالحياة ..
و لم تعد رائحة البارود تنبعث من أرجاء الخنادق ..
و لم تعد أصوات الضحكات تعلو في المطبخ ..
و لم تعد خيل الكراكاش تجلب المؤن ..
و لم يعد هناك جرحى في الشفاخانة .. بل و لا حتى طبيب ..
لم يبق هناك .. إلا هو .. وحيداً فريداً ..
يلتحف قبره بالثلوج طيلة الشتاء ..
و يكتسي بالخضرة اليانعة و الورود في الصيف ..
لايزوره أحد ..
و ربما لا يسلم عليه أحد من المارة ..
قد يكون القبر قد اندرس و عفى مكانه ..
و لكن إن جهله أهل الأرض ..
فهو معروف عند من في السماء عرشه .. و في الأرض سلطانه .. و ما كان ربك نسيّا ..
.. إنه قبر أبو سليمان القطري (خالد هادي) ..
وجه منور و صمت وقور و لحية وافرة و قلب صافي و ابتسامة تشرح الصدر ..
اللهم آنس وحشته .. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ..
اللهم تقبله عندك في الشهداء ..
لك الله يا أرض أفغانستان ..
لقد شربتِ من دماءنا حتى الثمالة ..
و لو طلبت المزيد فلن نبخل ..
و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا .. و لكن على أقدامنا يقطر الدمُ

همام

http://www6.0zz0.com/2008/03/17/20/842873880.jpg

http://www6.0zz0.com/2008/03/17/20/163523099.jpg


اللهم آمين آمين آمين

نحسبه شهيدا ولا نزكيه على الله - فهنيئا لكم يا أخي موظف بالبورصة واسأل الله أن يلحقكم به الى جنات الفردوس الاعلى مع الشهداء الابرار والصديقين .





ملاحظة: استشهد الشهر الماضي همام القطري في افغانستان ونحسبه شهيدا ولا نزكيه ... وليس هو همام كاتب الكلمات اعلاه او السلسلة التي اطرحها لكم ... ولكنهم كلهم من أهل الجهاد... اسأل الله أن يلحقنا بهم.



ولاتنسونهم من صالح دعائكم

(السيف)
30-01-2009, 02:29 PM
القصة الثالثة والاربعون



إذا طاح الجمل .. كثرت سكاكينه !!

إطعن ..
فقد كشفوا لك ظهره ..
لا تتردد .. و اطعن ..
فما رأينا كاليوم .. أسداً .. تطعنه هرّه ..
اطعن لا تخف .. لا تخش شرّه ..
فقد ولّى وجهه للأعداء ..
و إليك أسند .. ظهره ..
فاغتنمها فرصة .. ذهبية ..
فطالما .. عبثاً .. حاولت ضرّه ..
هو الملوم فكلما .. نهشتموه .. صبّ عليكم خيره ..
هاهو الراصد الصنديد .. يعلن على الملا فخره
أضل من حمار أبيه .. و أجهل من فأره ..
و أخونا مضحك القوم .. يصبح جهاده .. حسره ..
لولا أنا نعرفهم .. بسيرتهم .. و سيماهم .. و في لحن القول ..
لقلنا خيرا .. أيضا .. هذه المرة ..
و عبيد القادة السبعة .. وقود الفتنة .. كلٌ يعبئ وكره ..
في الظلام يعدون المال .. صرّة .. صرّة ..
يجمعون مال الكرام .. ليعيدوها جاهلية .. جذعة .. فتيّة .. حرّة ..
اشحذوا سكاكينكم .. كلكم .. كلكم ..
و تأهبوا .. و أبشروا .. و أملوا ..
فقد أزمع الروم نحره .. بل أجمع العالم .. نحره ..
ستأكلون لحمه .. ميتاً ..
كما أكلتم في حياته .. خيره ..
و تنامون بهناء .. كنوم طفل في المهاد ..
ففي أحضان الروم .. يحلو الرقاد ..
و تحتفلون مع الأسياد .. بأعياد الميلاد ..
فلتعلق الزينات .. على أجياد الغانيات ..
و ليفرح العالم المفتون .. برّه .. و بحره ..
فما تشاءون إلا أن يشاء صاحب القدرة ..
و موتوا جميعاً .. بغيظكم ..
فليثنا أجمع الكرّة ..
أسامة .. أجمع الكرّة ..

همام

(السيف)
30-01-2009, 02:32 PM
القصة الرابعة والاربعون

كيف تخرج الحمار من المزرعة ؟؟

دخل حمار مزرعته ..
و راح يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه و بذره و سقيه ..
كيف يخرج الحمار .. ؟؟
أسرع الرجل إلى البيت .. جاء بعدة الشغل .. السالفة ما تحتمل التأخير
أحضر عصا طويلة و مطرقة و مسامير و قطعة كبيرة من الكرتون المقوى
كتب على الكرتون ..
( يا حمار أخرج من مزرعتي )
ثبت الكرتونة بالعصا الطويلة .. بالمطرقة و المسمار ..
ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة ..
رفع اللوحة عالياً ..
وقف على هذه الحالة رافعاً اللوحة .. منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس ..
الحمار لم يخرج ..
حار الرجل .. ربما لم يفهم الحمار ما كتبت على اللوحة ..
رجع إلى البيت و نام ..
في الصباح التالي .. صنع عدداً كبيراً من اللوحات ..
و نادى أولاده و جيرانه ..و استنفر أهل القرية ..
صف الناس في طوابير .. يحملون لوحات كثيرة .. ( أخرج يا حمار من المزرعة )
( الموت للحمير ) .. ( يا ويلك يا حمار من راعي الدار )
و تحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار
و بدأوا يهتفون .. أخرج يا حمار .. أخرج أحسن لك ..
و الحمار .. حمار .. يأكل و لا يدري بما يحدث حوله ..
غربت شمس اليوم الثاني .. و قد تعب الناس من الصراخ و الهتاف و بحت أصواتهم ..
فلما رأوا الحمار معطيهم الخامس .. رجعوا إلى بيوتهم .. يفكرون في طريقة أخرى
في صباح اليوم الثالث ..
جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر .. خطة جديدة لإخراج الحمار .. فالزرع أوشك على النهاية ..
خرج الرجل باختراعه الجديد ..
نموذج مجسم لحمار .. يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي ..
و لم جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة ..
و أمام نظر الحمار .. و حشود القرية المنادية بخروج الحمار ..
سكب البنزين على النموذج .. و أحرقه ..
فكبر الحشد ..
نظر الحمار إلى حيث النار .. ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة ..
.. يا له من حمار عنيد .. لا يفهم ..
أرسلوا وفداً يتفاوض مع الحمار ..
قالوا له .. صاحب المزرعة يريدك أن تخرج .. و هو صاحب الحق .. و عليك أن تخرج ..
الحمار ينظر إليهم .. ثم يعود للأكل .. أبو لابس ..
بعد عدة محاولات .. أرسل الرجل وسيط آخر ..
قال للحمار .. صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحتها ..
الحمار يأكل و لا يرد ..
ثلثها ..
الحمار لا يرد ..
نصفها ..
الحمار لا يرد ..
طيب .. حدد المساحة التي تريدها .. و لكن لا تتجاوزها ..
رفع الحمار رأسه .. و قد شبع من الأكل .. و مشى قليلاً إلى طرف الحقل ..
و هو ينظر إلى الجمع و يفكر .. ( لم في أر في حياتي أطيب من أهل هذه القرية .. يدعونني آكل من مزارعهم و لا يطردونني و يضربونني كما يفعل الناس في القرى الأخرى .. )
فرح الناس .. لقد وافق الحمار أخيراً ..
أحضر صاحب المزرعة الأخشاب .. و سيّج المزرعة و قسمها نصفين ..
و ترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه ..
في صباح اليوم التالي .. كانت المفاجأة لصاحب المزرعة ..
لقد ترك الحمار نصيبه و دخل في نصيب صاحب المزرعة .. و أخذ يأكل ..
رجع أخونا مرة أخرى إلى اللوحات .. و المظاهرات ..
يبدوا أن لا فائدة .. هذا الحمار لا يفهم ..
إنه ليس من حمير المنطقة .. لقد جاء من قرية أخرى ..
بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار .. و الذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مزرعة أخرى ..
و أمام دهشة جميع الحاضرين و في مشهد من الحشد العظيم ..
حيث لم يبق أحد من القرية إلا و قد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار ..
جاء طفل صغير .. خرج من بين الصفوف .. دخل إلى الحقل ..
تقدم إلى الحمار .. و ضرب الحمار بعصا صغيره على قفاه ..
فإذا به يركض خارج الحقل ..

همام

(السيف)
30-01-2009, 03:58 PM
القصة الخامسة والاربعون

الكلام من ...... ذهــب ..



الذكاء و الدهاء و المكر .. صفات نعترف بأن حكمتيار يمتلكها ..
حكمتيار .. قائد سياسي محنك يجيد استغلال الأحداث لصالحه .. كل الأحداث
و يعرف بالضبط ماذا يقول .. و متى يقول ..و أين يقول ..
يعرف كيف يؤثر على الرأي العام .. و يستميل قلوب المسلمين لصالحه ..
قلوبهم .. و ليس عقولهم
فمن يفكر بعقله .. بتجرد ( بدون حزبية ) ..
يعلم أن حكمتيار .. مثل غيره .. رجل يسعى للحكم .. بأي وسيلة .. أي وسيلة ..
بل يعادي و يوالي في الكرسي .. يغضب لأجله .. ويرضى لأجله .. و يقاتل من أجله ..و يسالم من أجله
و لا ينكر هذا إلا مكابر .. او .. حزبي ..
تعاطفنا معه كثيرا و أحببناه .. ليس لدواعي حزبية .. و لكن لدواعي شرعية ..
ثم تبين لنا .. و لكل عاقل متابع للأحداث (بدون حزبية ) .. أن حكمتيار رجل (مصلجي) درجة أولى
لا يهمه أمر المسلمين و دماءهم و أعراضهم ..
بقدر ما يهمه هذا الكرسي العجيب الذي أطار ألباب الرجال ..
عندما عرفناه و جربناه .. تكشف لنا عن ذئب في جلد حمل ..
و لا أرى كبير فرق بينه و بين رباني .. بل و لا حتى قرضاي ..
بل إني لأظن أنه أحب لأمريكا من قرضاي .. لأنه أقوى .. و أمكر و أدهى ..
لكنه أذكى و أفطن من أن يرمي نفسه على الامريكان كما يفعل قرضاي ..
و يعلم إن فعل هذا فإنه نهايته السياسية و الجماهيرية
نعم هو ضد أمريكا .. لأن الوضع الآن يتطلب منه أن يكون ضد أمريكا ..
هو مع طالبان .. (بالكلام فقط ) .. لأن الوضع الآن يتطلب منه أن يكون مع طالبان .. ( ولو بالكلام ) ..
و إلا كلنا يعلم إنه رفض المبايعة .. علنا .. و رفض الدخول و القتال تحت راية طالبان .. و هذا ليس سرا
و كلنا يفهم أن مواقفه دائما .. مخالفة لتصريحاته .. و لكن الحزبيين لا يعقلون ..
فليس عند حكمتيار أصلا إلا الكلام ..
لذلك لا يضره أن يقول .. إنه على استعداد لإرسال عشرة آلاف مقاتل للدفاع عن باكستان ضد الهند ..
لأن الكلام لا يحاسبه عليه أحد .. و في نفس الوقت .. يكسب به قلوب الناس ..
كما كسبها عندما قال نفس الكلام .. لطالبان في بداية الحرب .. فنسى الناس فجأة .. من هو حكمتيار
و لم يسأله الناس .. أو يسألوا أنفسهم .. أين هو طيلة هذه السنوات ؟؟ .. لماذا لم يدخل تحت حكم الإمارة الإسلامية
هل يرى أنه يجب عليه جهاد الإمارة .. كما جاهد الروس .. ؟؟
و ليت شعري أين يخبئ حكمتيار هذه الأعداد الهائلة من المقاتلين ؟؟
الذين يتبرع بهم ( بالكلام ) لكل الأمم المستضعفة في الأرض ..
و كلنا يذكر الحركة التي فعلوها .. عندما أرسلوا بعض المقاتلين أيام حرب الخليج ..
كلام .. يتحول بقدرة قادر إلى أموال طائلة تصب في خزانة الحزب الإسلامي ..
و هذا يناقض المقولة التي تقول ( يعطيهم من الرخيص )
فالكلام عند حكمتيار .. ليس بالرخيص ..
بل هو يحلب الملايين بكلامه هذا .. و الحزبيين يعرفون هذا جيدا ..
حكمتيار تناصف أفغانستان مع رباني لمدة أكثر من ست سنوات .. فماذا فعل في الحرث و النسل ؟؟
و بأي شريعة حكم البلاد التي دانت له طيلة هذه المدة .. أو على الأقل الولايات التي كانت تخضع لسيطرته
لم يحكمها بشرع الرحمن ..و لا بشرع الطاغوت .. بل لم يكن هناك أي شريعة تحكم ..
شريعة الغاب وحدها التي حكمت الناس لمدة سنوات ..
حتى ضجت الناس و اشتكت البهائم إلى بارئها .. من هؤلاء الطغاة ..
أليس حكم حامد قرضاي أرحم بالناس من حكم حكمتيار .. إي و ربي ؟؟ إي و ربي ؟؟
لكن الحزبيين لا يعقلون ..
و ستكشف لكم الأيام .. الحزبيين على حقيقتهم ..
و سترون الكثير الكثير من طلبة العلم .. الذين نصروا طالبان .. نصراً ضعيفا هزيلا
و الذين صمتوا أيضا .. فلم يعلم لهم موقف محدد .. و أصحاب المواقف الهلامية ..
سترونهم كيف يفزعون لحكمتيار .. و يغضبون له غضبة مضرية ..
فهو الفارس الذي لا ينبوا سيفه و لا يكبوا فرسه
و هو القائد العسكري المحنك .. و القائد السياسي الداهية
و هو أولا و أخيرا .. هوى الحزبيين ..
و كلنا يعرف أن الهوى .. داء .. لا دواء له ..
اللهم إن نسألك أن تكفي عبادك المجاهدين الصادقين .. شر ما يحاك لهم ..
اللهم اكف الملا عمر و أسامة بن لادن و أنصارهم شر كل ذي شر ..
اللهم اكفهم شر الكافرين الخبثاء ..
اللهم اكفهم شر المنافقين العملاء ..
اللهم اكفهم كيد الحزبيين الأدعياء ..
اللهم ليس لهم إلا أنت ..
اللهم خذلهم البعيد و القريب
و تخلى عنهم العدو و الحبيب
اللهم انقطعت بهم أسباب الأرض ..
فأمدهم بسبب من السماء
يا قوي يا عزيز ..

همام

(السيف)
30-01-2009, 05:05 PM
القصة السادسة والاربعون



قلوب المجاهدين الرحيمة




قبل ان أسوق القصة لابد من مقدمة بسيطة.....
لاشك ان المجاهدين في عمومهم ذوو قلوب قاسيه.....
بل وقلوب متوحشة لا تعرف الرحمة والشفقة ....
وآخر شي يرد المجاهد عن الفتك بفريسته هو قلبه ......
ولكن لهذا القلب القاسي ظوابط شرعيه .....
فهي قلوب قاسية على الكفار المقاتلين .....
ورحيمة على المسلمين واخوانهم ....
كما قال الله عنهم....(أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين).....
حينما تعاشرهم وتخالطهم تجد العجب العجاب......
الرقة فيما بينهم الإيثار الذي لا نجده الا في الكتب تراه مطبقا بينهم.....
الرحمة على الصغير خدمة الكبير التواضع .....
ولكم في قصصهم التي ذكرت وذكرها غيري ابسط الأمثلة الواقعية.......
نرجع الى موضوعنا......
حينما يظفر أعداء الله الكفار بالمسلمين ماذا يفعلون بهم..؟؟؟؟....
يتفننون في اختراع الأساليب الوحشية في تعذيبهم وقتلهم .....
ولا يفرقون بين صغير أو كبير....
رجل أو امرأه ...رضيع ام شيخ ......القتل القتل فقط.....
ضرب المجاهدون في البوسنة والهرسك أروع الأمثلة في فن التعامل مع العدو.....
ولعلي اقتصر على مثال واحد فقط.....
أسرى الكروات النصارى ونساؤهم وأبناؤهم عند المجاهدين ......
اسرى الصرب ونساؤهم عند المجاهدين .......
اما قصتنا فهي بعد عملية بدر البوسنة في عام 1995م......
سقطت المنطقة بيد المجاهدين وهي عبارة عن قرى كثيرة تقدر ب52 قرية......
وقطعت طرق الهرب عن الصرب ...
فهرب منهم من هرب وبقي منهم من بقي.....
في اليوم الثاني بعد المعركة وبينما بعض المجاهدين العرب يجوبون القرى يمشطونها.....
اذ وقعوا على امرأة صربية ومعها ابنتها مذعورين من اكتشاف أمرهم.....
رآهم إخواننا المجاهدين العرب بعين الشفقة ....
وبدأوا يتكلمون معهما لماذا لم تهربا..؟؟؟....
فقالت الأم لم نستطع ...!!!!...
فساقهم المجاهدون العرب إلى خط قريب من خطوط الصرب وقالوا للصربيتين .....
اذهبا إلى أهلكما من هذا الطريق..!!!!...
وفعلا ذهبا ووصلا إلى الصرب.......
أين هذه الأخلاق من معاملة الصرب لأخواتنا المسلمات .....
وسألت احد الإخوة الذين أسروهما لماذا تركتموهم يهربون..؟؟؟؟؟....
قال لي يا حمد أنهما نساء وليسا رجال.......
ونحن رحمناهما ودللناهما الطريق.....
فقلت الله اكبر ما أعظمها والله من أخلاق......
ولكنها قلوب المؤمنين المجاهدين الرحيمة.....

حمد القطري

new investor
30-01-2009, 06:17 PM
يا الله
جزاك الله خيراٌ

اللهم قوّ عزائمنا وأيقظ هممنا على عبادتك و طاعتك و على الجهاد الاصغر والأكبر في النفس و المال

(السيف)
30-01-2009, 08:26 PM
يا الله
جزاك الله خيراٌ

اللهم قوّ عزائمنا وأيقظ هممنا على عبادتك و طاعتك و على الجهاد الاصغر والأكبر في النفس و المال

وجزاكم خيرا ان شاء الله

اللهم آمين بارك الله فيك

(السيف)
30-01-2009, 08:27 PM
القصة السابعة والاربعون


طبخة عجيبه




طبخة عجيبه.........
في صيف عام 1994م الهادئ....
وتحت أشعة الشمس الدافئه .....
وبين انسام الهواء البارد المنعش......
وبين حفيف الأشجار المورقه....
وداخل بستان تفوح فيه انواع الروائح النباتيه الزكيه......
في جبهة شريشا في البوسنه والهرسك.....
كان هذا المشهد.....
وصل لنا بوعبدالله الليبي رحمه الله ......
للجبهه ومعاه احد طلبة العلم الافاضل من السعوديه.....
يانا في الجبهه يقضي معانا فترات من الرباط ويعلمنا امور ديننا....
الريال اول مره يطلع من السعوديه بكبرها....
وفجأه الريال في اوروبا وقلب اوروبا يه يه يه ....
الله يهداهم اللي دلوه ؟؟؟؟؟
جان راحوا فيه ابها بعدين سوريا بعدين ييبونه عندنا ......
التدرج زين ...يلله ماعلينا...
كان معاه مبلغ من المال معطينه ربعه يشتري فيه غنم ويوزعه على المجاهدين في الخط....
واحنا طايح حظنا من الجوع يوعانيييين ....
ماكو الا فاصوليا وخبز يابس بس.....
المهم الريال اشترى هذيك الذبايح الطيبه ويلله سلخ....
والربع ما صدقوا خبر سلخ باخلاص .....
حتى القطاوه اللي يالسه تنتظر قطعة لحم بالغلط تطيع عندهم مالقوا شي....
ملت القطاوه وما وقفت ...
وانى للحم ان يبقى من عيون وبطون الربع..
المهم انا ومعاي كم شاب لطيف راحت على خندقنا البيعه؟؟؟.....
يانا قسمنا من اللحم احنا خمسة اشخاص......
وآخر خندق بالخط هو خندقنا .....
يعني الاكل والتموين وكل شي يوصلنا منه الباقي وقليل......
حتى اني رحت لبو عاصم القصيمي رحمه الله نائب امير الخط.....
قلت له يه شنو هذا ؟؟؟؟
خندقنا انا مسميه خندق احتسب !!!!.....
كل شي يينا ناقص واذا طلبنا مثل غيرنا قالوا لنا اخوانكم سبقوكم وما بقوا لكم الا هذا احتسبوا؟؟؟....
ما صرنا مجاهدين صار خندق الدريوليه .......
ما علينا المهم......
وصلنا اللحم بسلام وامان والسعابيل سايله لولا الحياء جان اكلناه ني بدون طبخ......
انزين عندنا الحين مشكله يديده ؟؟؟.....
شلون نطبخ اللحم ما عندنا جدر.....؟؟؟.....
قلبنا دورنا استنفرنا الخط كل القدور واشباه القدور مشغوله الكل يطبخ موفاضي لحد......
بدت الريحه تيينا لحم مطبوخ ......
وجيرانا الله يسامحهم معاهم رز مدري من وين يايبينه .....
وتعالي ياريحة المشبوس.......
لقيت في طرف الخندق مالنا علبة بسكويت (تنكه) بحكم آخر خندق يوصلنا الباجي.....
غسلتها والربع معاي لو يونا صرب جان اسرونا .......
هاه يالربع من معاه بصل....؟؟؟....
طلع لنا واحد حبة بصل نصفها خربان ......
والثاني معاه ملح والثالث راح لواحد يعرفه من المجاهدين في خندق ثاني ...
ياب لنا منه بهارات .....
حتى تجمعت ادوات الخلطه السريه .....
ونملا التنكه ماي وكشنه ولحم ......
انتهت هذي الطبخه وبدينا في الافتراس .......
كانت من الذ الوجبات في حياتي .......
اللهم اعد علينا تلك الايام.....
والطبخة العجيبه....

حمد القطري

(السيف)
30-01-2009, 09:02 PM
القصة الثامنة والاربعون



نفوس نقيه




الناس أجناس ....
هكذا خلقهم الله سبحانه.....
البشر كلهم من دم ولحم وعصب ......
لا يختلف شخص عن آخر بشي؟؟؟.......
الاختلاف في ما يقر في النفوس .....
نفس شجاعه ونفس جبانه.....
نفس نقيه ونفس شريه.....
فسبحان واهب الانفس لاهلها .....
حديثي اليوم عن الشهيد ان شاء الله بوعمر الحربي........
وسبق وان كتبت قصته ضمن سلسلة الشهداء العرب.....
اذا اردت ان تعرف من هو ابو عمر فاسأل عنه كل من ذهب الى البوسنه......
الخلق الرفيع التواضع الجم النفس النقيه وخدمة الاخوان.....
كنت دايم راز ويهي معاه.....
وين مايروح حمد وراه ....
نزلنا مره من الخط للخط الخلفي للراحه ....
ثلاثة ايام حراسه في الخنادق ويوم نزول للخط الخلفي للراحه.....
قعدنا نسولف هذيج الليله وضحك وطنازه حتى نمنا....
صحينا الفير صلينا وردينا نمنا.....
صحينا الصباح ويهي جدام ويهه.....
قلت بسم الله الرحمن الرحيم....
بوعمر بالله لاتتحرك بييب لك مرايه طالع ويهك شلون......
قمت ويبت له مرايه ويمعت الشباب ....
بالله يبوعمر هذا ويه شهيد؟؟؟.....
طالع شعرك جنه سفن اب مطشم ؟؟؟......
ولا ويهك جنه ويه مطلقه .....
شوف شوف ملابسك جنك هندي منتهيه اقامته......
والربع طايحين ضحك......
قال حمد والله استشهد ان شاء الله غصب عنك.....
والحوريه هي اللي ترتبني وتزيني انت شمدخلك بيني وبين الحوريه زوجتي ؟؟؟.....
قلت بس بس خلوووووووووووه ...
هذا ويهي جانك قتلت....
يبه روح انا وهو انا ما قتلت ......
طبعا هذا مقطع يتكرر يوميا مع الشباب وين مايروح بوعمر الكل يمزح معاه والكل يحيه......
وضع الله له القبول في الارض ....
رقيق القلب طيب الذكر....
رحم الله هذه النفس الطيبه ....
رحم الله هذه النفس النقيه......

حمد القطري

(السيف)
30-01-2009, 09:46 PM
القصة التاسعة والاربعون


صفحة من الذكريات


بقول لكم شي يالربع........
الواحد أول ما يوصل ارض جديده عليه....
وهو طبعا رايح للجهاد تعتبر الذ واجمل الاوقات هي اوقات وصوله......
خصوصا اذا كان الطريق محفوفا بالمخاطر والعوائق.....
كالطريق الى البوسنه او الشيشان اوغيرهما من البلاد......
حينما وطأت قدمي لأول مره بلاد البوسنه والهرسك.....
انتابني شعور بالعزه والسعاده .....والبلاهه..؟؟؟؟....
حقيقة كنت انظر الى المذابح التي يجريها كلاب النصارى بالمسلمين....
وما تنقله لنا شاشات التلفزيونات من مآسي ومناظر يندى لها الجبين......
وضعف حيلتك وقلة قدرتك على الوصول اليهم.....
خصوصا اننا كانت تصلنا اشرطة الفيديو اولا بأول فنشاهد مالم يشاهده غيرنا......
بداية في الطائره ومن طائرة لاخرى.....
حتى انتهى بي المطاف الى طائرة تابعة للخطوط الجويه الكرواتيه.....
ركبت هذه الطائره والتي اشبهها بباص كبير لاخدمات ولا اخلاق ولا....
المهم انظر الى حقد الكروات على العرب......
اتت المضيفه لتقوم بتوزيع الوجبه الغذائيه كما هو المعتاد على المسافرين ....
فأعطت كل راكب اكله ووجبته الا انا لم تعطيني شيئا...!!!؟؟؟!!...
بل وتنظر الي بحقد وكراهيه شديدين وتتمتم بلعنات وسبات لا اشك في ذلك.....
ماعلينا ...المهم قلت اهم شي ان اصل الى مبتغاي ولو وطأوا على جسدي....
نزلت الى مطار زاغرب في كرواتيا اللعينه قبحها الله ودمرها......
المطار وقد تحول الى ثكنة عسكريه للجيش الكرواتي وللأمم المتحده......
تناوشني الجنود من كل حدب وصوب ......
اهانات وسباب واستحقار واستفزاز ....
وما قصروا معاهم جنود الأمم المتحده......
قلت ايه يا حمد ما عليه يا حمد اهم شي انك تدخل .....
وبعد ساعات وساعات...يسر الله لي الدخول الى زاغرب......
ذهبت الى محطة الباصات وقطعت تذكرة الى البوسنه.....
استغرقت الرحله 48 ساعه حتى وصلت الى زينيتسا....
تنوعت نظرات الركاب الي مابين مستنكر وحاقد ومستفز .....ومتعاطف..؟؟؟!!..
ما ان تركنا كرواتيا ودخلنا الى مناطق كروات الهرسك حتى بدأت المضايقات .....
عموما يسر الله ونجوت منهم وما ان توقفنا عند نقطة تفتيش اخرى حتى ارتجف قلبي....
رأى الشرطي الجواز وقبل الجواز وقال اهلا بك في ديار المسلمين........
انفرجت اساريري وابتهجت وفرحت وقام نصف الباص وسلم علي......
كانوا مسلمين ونظراتهم مشفقة علي وكلهم عطف تجاهي....
ولكنهم لم يبدوا اتجاهي أي اهتمام خوفا من الكروات اللذين كانوا معهم في الباص.....
وصلنا زينيتسا ومنها الى كتيبة المجاهدين ومنها الى جنة الدنيا....

حمد القطري

(السيف)
30-01-2009, 10:11 PM
القصة الخمسون


جزى الله سبينه كل خير



سبينه ......
اسم امرأة كبيرة في السن ....
قد تجاوز عمرها السبعين عاما......
تميل إلى الدين والتمسك بتعاليمه والمحافظة على الصلاة.....
هوايتها خدمة المجاهدين .....
تسكن في قرية في أعالي جبال زافيدوفيتش.....
حين انتقلنا من جبهة شريشا في البوسنة والهرسك إلى جبهة زافيدوفيتش.....
كنت قد استقليت سيارة جيب مع بعض المجاهدين.....
وصل موكبنا المهيب تحت جنح الظلام ....
السماء غائمه....
والقذائف الصربيه تهطل علينا من كل جانب....
الليل مظلم والتعب ارهقنا والقذائف تلاحقنا......
وصلت مواكبنا المهيبه ثلاث شاحنات بعضها ثلاجه خضار....
وسيارتين جيب وواحدة لاند روفر حوض.....
قسمنا الأمير إلى مجموعات متفرقة .....
كل خمسة أشخاص مع بعضهم ....
ومن ثم يوزعون على البيوت البوسنويه عند العوائل....
بحيث كل عائلة تعطينا غرفة من بيتهم لنا .....
توزعت المجموعات على بيوت القرية وكنا قرابة الثمانين مجاهدا عربيا....
كان نصيبي عند عائلة في آخر القرية معزولة بالجبال....
وفي بيت صغير أهله فقراء.....
امرأة عجوز كبيرة في السن وابنها وزوجته وحفيديها....
استقبلتنا استقبال الام لابنها القادم من السفر.....
وجلبت لنا الحطب وأشعلت نار التدفئة ....
تتحرك بكل خفة نفس ولا تفارق محياها الابتسامة الجميلة الحنونة....
استغرقنا بالنوم العميق واعتلى صوت الشخير الهدوء الذي كان مخيما على البيت .....
أصبحنا وصلينا صلاة الفجر ومن ثم أخذنا غفوة بسيطة حتى خروج الشمس....
عندها أطلقت الطلقات المتفق عليها للاجتماع ....
نهضنا بسرعة وخرجنا وكلنا هم من احذيتنا(اجلكم الله) كلها طين .....
خرجت أول شخص واذ بمنظر اقشعر منه جلدي ودمعت له عيني.....
المرأه العجوز سبينه تمسح الأحذية بيديها مع شدة بروده الجو وهي بكل سعادة.....
هويت إليها وقبلت رأسها وأخذت منها ما بيدها فغضبت علي ....
وقالت يا ابني الا تريدني ان أشاركك الأجر؟؟؟؟ أنت ومن معك؟! ؟؟؟....
أحرجتني بكلامها وتواضعها وحبها للمجاهدين....
ذهبنا للاجتماع وانطلقنا إلى الجبهة يومين ومن ثم رجعنا إلى بيوتنا....
واذا بسبينه ترانا من بعيد .....
جهزت لنا الماء الحار والقهوة البوسنويه وكل ما تملك من اكل لخدمتنا.....
كل يوم نكون عندها تقوم الفجر وتصلي وتذهب الى بقراتها وتحلبها لنا وتعد الافطار والحليب الساخن...
وتدعو لنا وتمازحنا وتلاطفنا وتحنو علينا....
حتى ان باقي المجاهدين غبطونا على هذه المرأه سبينه....
دارت الأيام وذهبنا في استنفار وتبدلت المجموعات وغبنا عنها شهرا ونصف.....ذات يوم كنت مع ابي معاذ الكويتي رحمه الله في سيارته اتينا من منطقة لاخرى....
ومررنا على القرية فقلت لأبي معاذ سألتك بالله ان تقف لأسلم على أمنا سبينه؟؟؟...
أوقف السيارة ونزلت مسرعا نحو البيت ....
كطفل قادم من المدرسة ليرى أمه .....
وأصيح بأعلى صوتي....
أمي سبينه ...أمي سبينه ...أمي سبينه.....
خرج علي ابنها بوجهه الحزين .....
اعتنقته بحراره أين أمنا ؟؟؟؟؟؟؟.....
قال لقد توفاها الله قبل أسبوع .........
اهويت عليه احتضنه ودموعي تهطل بغزاره وأنا أصبره وهو يصبرني....رحم الله سبينه واسكنها فسيح جناته ........
اللهم جازها عنا كل خير وارفع قدرها في عليين ....
رحم الله امنا سبينه......

حمد القطري

(السيف)
31-01-2009, 12:04 AM
القصة الواحدة والخمسون


العود السنع




العود ودهن العود.....
من أجود وأنفس وأغلى أنواع الطيب.....
وحبب إلى رسولنا عليه الصلاة والسلام الطيب.....
ويقول احد الأئمة الأربعة لو أنفقت ربع مالك في الطيب لست مسرفا....
معليش قولوا ما شاء الله لا تعطوني عين ماني سهل بالاستدلالات الشرعية.....

والعود منه أنواع ....
شي طيب وشي مغشوش وشي مشي حالك....
السالفة اللي بقولها لكم في البوسنة....
وقع علينا حصار أربعة اشهر لا احد جديد يصل إلينا.....
ولا نهتم بالطيب والعود لأنه غير متوفر عندنا.....
واذا كان عند احد من المجاهدين شي منه يا ويله مننا.....
نصف سرا عنده طابور حتى يطيبنا إلى ان تنتهي القاروره....
كسروا خاطري الشباب .....
قلت لهم ابشروا بالطيب بعد الجمعة ان شاء الله ......
فرحوا وكلهم يدعوا لي....
انا ما عندي طيب ولا شي؟؟؟؟.....
عندنا زيت مال تنظيف الأسلحة وفيه مشكله.....
أول ما يلمس يدك الزيت بعد شوي تبدا فيك حكه قويه تستمر ثواني......
عندي قارورة طيب صغيره فارغة.....
عبيتها من الزيت ....
وشكله جنه عود كمبودي اصلي....
وبعد اليمعه تيمع الربع ورا بعض....
وانا أطيبهم وأزيد للواحد في شنبه وجبهته......
ويا سلام يالدعوات الطيبة منهم.....
وانا حاط عيني على أول واحد طيبته ....
بحيث أول ما يبدا يحك جسمه أنحاش هرووووب....
وفعلا بدا أول ريال يحك جسمه ....
واقط القارورة وانحاش صوب الجبل .....
المشكلة الأرض كلها ثلج وبدا الربع يحكون أجسامهم حك جماعي ....
ما قدرت اصبر وجان اطيح ضحك عليهم.....
ولحقوني وطاحوا فيني طق سنه بيوم.....
المقصود ان الواحد اذا يبي يشتري عود يتأكد منه....
وسلامتكم.....



حمد القطري

سهم مديون
31-01-2009, 12:25 AM
رزقنا الله الشهادة في سبيل الله مقبلين غير مدبرين !

(السيف)
31-01-2009, 03:41 PM
رزقنا الله الشهادة في سبيل الله مقبلين غير مدبرين !

اللهم آمين بارك الله فيك

(السيف)
31-01-2009, 03:45 PM
القصة الثانية والخمسون



الشجاعة يالربع ......خرطي!!




اترك شارع الشرطة في ظهرك.....
واتجه صوب البوشطه(التلفونات).....
وخلها على يسارك وكمل طريجك.....
ييك تقاطع بسيط تركه وكمل....
راح تدش في شارع ضيج ينزلك على السوق مباشره.....
أول ما أدش الشارع راح يجيك دخله شارع فرعي صغير على يسارك....
دش معها راح تلقى ساحه جدامها مطعم راسم ....
هاه عرفتوه؟؟؟؟؟.....

مطعم راسم في زينيتسا في البوسنة والهرسك....
ييونه العرب من كل صوب يايعيين وهلكانين...
يذكروني بمطاعم بيشاور ...
الله يرحم أيام مطعم العثمانية وشيراز في بيشاور .....
المهم .....
اخونا صاحب المطعم حاط جدام المطعم ماله قفص اجلكم الله فيه خمسة كلاب بوليسيه شرسه.....
والله من يوم ما ندش الساحه والنباح والازعاج كلاب دوبر مان شرسه وكبيره وضخمه....
ايه عاد انا كل ما يانا واحد يديد تعرفون الجدد معاهم فلوس....
ويا حبة عيني ما ياكلون اكلنا من اول اسبوع ما تعودوا....
لكن ما نفوت الفرصه آخذهم من الكتيبه قبل المغرب ....
واستاذن من اميرنا ذاك الوقت بوخباب المصري اني انا ومعاي كم يديد....
بنروح ادلهم البوشطه عشان يتصلون....
وحمد كسبان ماكو الا اسياخ كباب واوصال وكله ببلاش ......
وكل ما ايي للمطعم احارش الكلاب اقط عليهم حصى ....
واضربهم بقطع الخشب ويعصبون وانا ميت ضحك عليهم لانهم في قفص والقفص مفتوح .....
لكنهم مربوطين بسلاسل لو ربطت بها سياره ما تحركت.....
وانا اعرف حد السلاسل ....
ويلله حتى من اول ما يشوفوني ياي للمطعم تحمر عيون الكلاب من النباح والقهر....
عرفوني خلاص .....
ما اطول عليكم ....
مره يونا اثنين اماراتيين من الشباب الطيبين ......
عزمتهم او عزموني ما نختلف المهم رحنا للمطعم .....
وتعرفون البرنامج لازم احارش الكلاب شوي....
رحت لاكبرهم وصفقته بويهه بقطعة خشبه وانا اضحك....
وجان ينفك علي وهو ينابح بأعلى صوته وأنيابه مثل السكاكين....
تعرفون اخوكم حمد شجاع .....
من هول الموقف وصدمة المفاجأه طحت على ظهري....
وانا انتظره يقطع فيني.....
تصدقون مغيرين السلسلة مالته ومكبرينها شوي.....
والمكان اللي اوقف عنده في العاده زاد متر....
المهم تفشلت وضحكوا علي الربع ومن سمع ضحك.....
المهم ان الشجاعه من الله ......
واثبات من الله ......
ونصيحة لا احد يمزح مع الكلاب......

حمد القطري

(السيف)
01-02-2009, 12:15 PM
القصة الثالثة والخمسون







استقبال مهيب وحزين




شاب من شباب الأمة الإسلامية.....
خرج من بلاده من سوريا ......
يسكن قرية حدوديه مع العراق وتغلب عليه لهجة العراقيين....
من عائلة متدينة محافظه .....
ومن قبيلة عربية أصيلة تمتد جذورها في كل الخليج تقريبا.....
انهى الدراسة الثانوية وله قريب يدرس في ايطاليا .....
استطاع قريبه ان يجد له منحة دراسية للقدوم إلى ايطاليا....
وفعلا رتب نفسه واستأذن أهله في السفر فأذنوا لولدهم ....
كانوا فرحين جدا بذهاب ابنهم مثل حزنهم على فراقه ...
نعم ذهب ليدرس الطب ويعود إليهم طبيبا خبيرا له مكانته ووجاهته.....
وصل في عام 1992م إلى ايطاليا ....
وبحكم محافظته الدينية كان يتردد على جامع مدينة ميلانو....
هناك التقى بفضيلة الشيخ أنور شعبان رحمه الله وتقبله....
وكان يستمع باهتمام إلى خطب الشيخ عن الجهاد ومآسي البوسنة والهرسك....
عندها قرر الذهاب إلى البوسنة لنصرة إخوانه هناك....
وفعلا طار الى هناك ويسر الله له الدخول إلى البوسنة عام 1992م....
واستمر مرابطا مجاهدا مصابرا ....
حتى تزوج من امرأة بوسنويه ورزق منها بابناء ....
وكله شوق الى قريته وبلده ووالدته وابوه ...
ولكن سبقت اخباريه الى المخابرات السوريه انه من المجاهدين فطلب بالاسم.....
والدته كانت تتصل به وكلها شوق لرؤية ابنها وزوجة ابنها وابناء ابنها ....
انتهت أحداث البوسنة واخينا صابرا محتسبا أمره إلى الله ...
ذهبت في زيارة الى البوسنة عام 1997م وقدر الله لي ان رأيته في مطار سراييفو....
المطار عباره عن صالة صغيره وواجهتها زجاج بحيث تستطيع رؤية القادم من الطائره .....
رأيته متشبثا بيديه ورجليه وقلبه وبصره على احدى هذه الزجاجات ...
يرقب وكله أمل ان تستطيع والدته الكبيرة من الوصول إليه ...
حيث اتصلت به وأخبرته انها في الطريق إليه ....
رأيته وسلمت عليه وعانقته ودموعه تهطل بغزاره ....
وصدره ينفث الزفرات املا بلقاء والدته الحبيبة....
وما هي الا لحظات حتى حطت طائرة الخطوط الجوية التركية.....
اخذ قلبه يرجف وانا معه وانا اعلم شوق الأم لابنها والابن لامه بعد غيبة وانقطاع......
نزل الركاب من الطائرة الواحد بعد الآخر.....
حتى نزل جميع الركاب ......
نزل طاقم الطائره وصاحبي دمعت عيناه ....
أين أمي؟؟؟؟؟ لم تأتي؟؟؟؟ لعل مكروه حصل لها ؟؟؟....
وبينما هو يسترجع ويذكر الله اذ فتح باب خلفي للطائره وصعد رجل عسكري ....
ومعه عربة واخرج عجوزا طاعنة في السن ووضعها في العربة وانزلها .....
ونحن نشاهد من خلف زجاج المطار .....
صاح صاحبي ..أمي...أمي....الله اكبر ....
انهمرت الدموع الحارة واخذ يركض الى مدخل المطار ....
وصلت أمه الكبيرة في السن ودموعها تنهمر بغزاره .....
سقط الابن الكبير بحضن والدته كطفل ذو عام واحد....
وهو يبكي وهي تبكي وكلنا نبكي وهي تمسح رأسه وتتمتم....
تقول بلهجتها وفطرتها الطيبه....
حرموني منك الله يحرمهم عيشتهم....
والله يا عيني الزاد ماله طعم من دونك.....
والله ياغاتي ماتريقت من يومين وما اكلت ولاحاجه مشتاقه إلك....
غمر المطار حزن عارم ودموع هاطله ....
وحين هم بالتحرك بوالدته الكل فسح له المجال وكأنه رئيس دوله.....
شيعناه الى سيارته واركب والدته وذهبا ......
تذكرت هذا الموقف حين رأيت رابطا في منتدى انا المسلم .....
وفيه قصيده لابنها المأسور بعد رجوعه من الجهاد.....
الله اكبر....
كم من ام تنتظر ابنها على أحر من الجمر .....
كم من ام مكلومة في بلادنا تبكي ابنها ليلا نهارا....
كم من ابن يبكي والدته وهو في كوبا ....
كم من امة مظلومة ترزح تحت وطأة السجون الظالمة .....
آه لو علموا عن الحساب والعقاب لما تجرأوا بسجن هؤلاء الصالحين....
اللهم فك قيد اخواننا المأسورين في كل مكان ....
اللهم فك قيد أسرهم ....
اللهم ردهم سالمين إلى أوطانهم وأهلهم...
اللهم اجمع شملهم بأمهاتهم ...
اللهم اقر عيون الأمهات المكلومات برؤية أبنائهم....
يا ارحم الراحمين....

حمد القطري

(السيف)
01-02-2009, 10:51 PM
القصة الرابعة والخمسون


الاستئذان الأخير



في ليلة ماطرة مظلمة مخيفة.........
وفي ارض جديدة لا نعرف مداخلها ومخارجها......
وقفت سيارات المجاهدين الخمس....
شاحنتان كميون وسيارة جيب لاندروفر وسيارتي جيب باترول....
ترجل من احدى السيارات الجيب اسد من اسود الله....
ترجل منها الاسدابومعاذ الكويتي رحمة الله عليه......
قسمنا الى مجموعات اربع على كل مجموعة امير......
تم توزيعنا على اهل قرية ليفادا الصغيره.......
تلك القرية الهادئة الوديعه التي تتربع على قمم جبال زافيدوفيتش في البوسنه .....
كنت مع اربع اخوة من العرب .....
كويتي وسعوديان ويمني في منزل واحد نتقاسمه.......
بتنا تلك الليلة متعبين مجهدين......
على ان نلتقي بالامراء في صباح اليوم التالي لننطلق الى الجبهة......
تجمعنا قبيل الفجر بساعة وكان تحركنا من انحاء القرية مهيبا.....
تجمع المجاهدون وتقسمت المجموعات وتوزع الامراء.....
وقف ابومعاذ الكويتي رحمه الله خطيبا فينا ...
يحثنا على الاحتساب والاثخان في العدو والسمع والطاعه ....
بدأنا بالمسير نحو اعالي الجبال الشاهقه المظلمه....
الليله ليلة باردة ماطره مخيفه يمزق صمتها وهدوئها اصوات مسيرنا...
واصوات القذائف الصربيه التي تنهال علينا يمنة ويسره.....
كنت اتحدث مع نفسي هل ياترى هذه آخر ليلة لي في هذه الدنيا؟؟؟؟؟
هل سأرى اليوم التالي ام اكون في القبر مجندلا ....
هل سأرى ابومحمد الكويتي مرة اخرى وكان يسير امامي بكل نشاط وحيويه.....
وهكذا حتى وصلنا الى قرية في اعلى الجبل مع اذان الفجر.....
صلينا جماعة كلنا وكان امامنا الشيخ انور شعبان رحمه الله والمؤذن صلاح اليمني....
بعد الصلاة اخذ الاخوه المسؤلين عن الذخيرة والتموين يمرون علينا ....
ويزودوننا بما نستطيع حمله من الذخيرة والمؤن(علب تونه وخبز يابس).....
كان اميرنا ابومعاذ الكويتي فبدأ يعطينا التوجيهات.....
وقال هذه ليست عمليه انما تعرض على الصرب....
لان الجيش البوسنوي سيشن حملة قويه اليوم فجرا على الصرب....
ومهمتنا هي اشغال الصرب ومحاولة ايقاع اكبر عدد منهم جرحى او قتلى......
وصلنا الى القمة قمة الجبل 702 وتوزعنا على الخنادق ......
بدأنا باطلاق النار على الصرب وبدأوا كذلك.......
وتعالت اصوات التكبير تجلجل في انحاء قمة الجبل معلنة وصول المجاهدين اليها.....
تملك الصرب الخوف والفزع لانهم يعلمون من هم المجاهدين؟؟؟؟
وجه الصرب كل اسلحتهم الخفيفة والثقيله علينا ...
مضادات طيران من شلكه ودشكه وزيكوياك ومدفع DC ومدفع75 ملم......
احرقوا قمة الجبل حرقا وحرثوها حرثا......
وهم يظنون ان المجاهدين يريدون التقدم.........
كنت انا وابوذر الطائفي تقبله الله ود.ابوبكر الليبي في خندق واحد......
كان بيننا وبين الصرب مسافة اقل من 50 مترا......
كان معنا سلاح R.P.G وبعض القذائف غير اسلحتنا الكلاشنات.....
بالقرب منا يوجد خندقا للصرب.....
وقد اشتد هذا الخندق علينا بكثرة قذائفه وغزارة نيرانه ودقة تصويبه.......
اشغلنا وحاصرنا هذا الخندق بشكل مقلق.....
كنا مرابطين في الخندق الصغير ثلاثتنا ...
ود.ابوبكر الليبي يراجع حفظه من القرآن ...
لانه حفظ كتاب الله في الجبهة وفي الخنادق على مدار ستة اشهر......
انتفض الليث ابوبكر وقال سأذهب لأبي معاذ واستأذن منه .....
قلنا تستأذنه من ماذا؟؟؟
قال استأذنه ان اذهب بنفسي واسكت هذا الخندق الخبيث.....
دعونا له وفعلا ذهب الى ابي معاذ الكويتي امير الخط .......
استأذنه واذن له في ذلك.....
رجع الى الخندق واخبرنا بالاذن وهو يكاد يطير فرحا واخذ الآربي جي .....
وانطلق صوب الخندق الصربي ....
بعد خروجه بلحظات سقطت علينا قذيفة هاون اخترقت سقف الخندق.....
وسقطت بيني وبين ابوذر الطائفي .....
ولكن شاء الله ان لاتنفجر هذه القذيفه حيث كانت رطبه وفاسده.....
تجاذبنا اطراف الحديث وشكرنا الله على ماقدر لنا....
ثم مرت بنا لحظات ساكنه طويله....
مزق هذه اللحظات صوت انفجار قذيفة آر بي جي قريبا منا وصوت صرخة خفيفه.......
خرجنا من الخندق مهرولين باتجاه الصوت......
واذا بنا نرى صاحبنا د.ابوبكر الليبي مجندلا على الارض بدمه الطاهر .....
انفجرت امامه قذيفة ار بي جي ودخلت شظاياها في نحره وصدره ......
هرولت مسرعا باتجاه ابومعاذ الكويتي وامرنا بسحبه الى الخط الخلفي......
انزلناه ونحن نمطره بالدموع الغزيره .....
ونودعه بنظرات حزينه....
وصلنا للقرية الخلفيه ووضعناه ممدا امام بيت الاماره .....
تجمع الاخوة المجاهدون ليلقوا عليه النظرة الاخيره.......
وقد ارتسمت على شفتاه ابتسامة جميله ....
ووجه مشرق كالشمس والله ...
لطالما احببناه واحبنا .....
دفناه على غير القبله خطأ منا باتجاهها .....
ثم استفتينا احد العلماء(اظنه ابن عثيمين رحمه الله)...
فأمرنا بحفر قبره وتعديل القبلة .....
وكان ذلك بعد اكثر من عشرين يوما من دفنه.....
وفعلا تم الحفر والكل يرقب المشهد ماذا سترى عيناه بعد عشرين يوما.....
خرج والله الشاهد كأننا وضعناه للتو ...
آية وعلامة من الله جل وعلا وكرامة له ولا نزكيه على الله....
فرحم الله ذلك الشهيد....
ورحم الله تلك الأيام السالفة......
وفعلا كان ذلك هو ......
الاستئذان الأخير...............


حمد القطري

فاكس727
02-02-2009, 03:32 AM
اتحفتنا و شوقتنا .

لا حرمك الله الأجر .

(السيف)
02-02-2009, 11:46 AM
القصة الخامسة والخمسون


أيُّ فتى أضاعوا ... !!



لم أكن أعرف سهيل السهلي من قبل
كانت تلك أول مرة أراه فيها .. في الديوانية
قدموه لي باسم (ياسين) على أنه مندوب عن أخواننا أنصار الإسلام في كردستان العراق
كان قادماً لتوه من كردستان و يريد العودة مرة أخرى .. جاء ليقضي بضعة أيام يرتب فيها أمور الأخوة هناك و الطريق و الإمدادات و التمويل و غيرها من أمور الجبهة و المعسكرات ..
كان جاداً في طرح القضية ملما بكل تفاصيلها متحمساً لها . حماساً جعلني أظن أنها أول جبهة يذهب إليها.
كان ذقنه يلمع من أثر الموسى فهو بالطبع لم يدخل بأوراق رسمية و لم يكن مرغوبا به في البلاد
و لكنه رغم ذلك كان هادئا بسّاماً واثقاً لا يبدو عليه أي أثر للخوف ..
و أظن أنه من نافلة القول أن نقول أن هؤلاء القوم لا تقف أمامهم أي حدود في العالم
و لا تضطرهم نقاط التفتيش لتغيير وجهتهم التي عزموا على قصدها.
الأطلس عندهم غير الذي كنا نأخذه في المدرسة .. أطلسهم بلا حدود الدولية أو الإقليمية.
يدخلون أي بلد شاءوا متى شاءوا و يخرجون متى شاءوا و هذا ما يقض مضجع أمريكا الخرقاء.
عرفت عن سهيل بعد مقتله ما لم أعرفه عنه تلك الليلة . بل اتضح أني لم أعرف عنه شيئا تلك الليلة
سبحان ربي .. أفغانستان طاجكستان البوسنة داغستان الشيشان السجن كردستان .. آلة حرب متنقلة..
هذا ما تبحث عنه أمريكا .. سلاح دمار شامل يمشي على الأرض ..
سبحان ربي .. عرف الأعداء قدرهم و خطرهم .. و ما زلت الأمة ترفض الإعتراف بهم
و تصر على تهميشهم و تحييدهم و تجاهلهم و تسفيه آرائهم ..
لم أتفاجأ عندما علمت أنه ينتمي إلى ذلك الجيل الأول ..
الجيل الذي أراد الله أن يعده عبر عدة جبهات مختلفة .. ليكون طليعة الأمة في زمن الملاحم و الفتن .
أولئك الرجال اختارهم الله لحمل راية الجهاد في هذا العصر .. و رسم لهم طريقاً مليئا بالمحن و البلاءات
ليخرجوا بعد كل أزمة و محنة أصلب عوداً و أشد حرداً و أدق فهماً و علماً و حكمة و دراية.
جيل الإعداد .. الذي رسم الله له خطة الإعداد و يسرها له ..
عشرون عاماً من الإعداد المتواصل في مختلف التضاريس و الأجواء
قاتلوا في زمهرير الثلوج و في شدة القيظ .. قاتلوا فوق ذرى الجبال و في السهول و في المدن ..
قاتلوا في الصحارى و الخنادق .. و في المنتجعات و الفنادق .. حتى نضجوا .. و تمرسوا
و تأهلوا لقيادة الأمة .. عسكريا .. في ملحمتها القادمة ..
وما زالوا ..يعدون و يقاتلون .. لا يضرهم من خذلهم أو من خالفهم ..
حتى يقاتل آخرهم الدجال ..
لا تسقط الراية من يد أحدهم .. حتى يرفعها أخوه ..
يقتل أحدهم .. فتحيا بمقتله أمة .. حياتهم خير للأمة .. و مقتلهم خير للأمة ..
أينما نظرت ..
في أي جبهة تقام بها راية الجهاد من البوسنة إلى الشيشان إلى كشمير و أندونيسيا حتى العراق ..
وجدتهم .. رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه .. ربما ظهروا جليا من خلال أفراد على رأس القيادة ..
فإذا لم تجدهم في القمة .. وجدتهم في الساقة
وراء الكواليس يديرون أمور الإمداد و التموين و الإتصالات و الدعم اللوجستي المادي والمعنوي
في التحريض و نسف العوائق و تذليل الصعوبات و تمهيد الطرق و حل المعضلات و فتح المضافات.
المجهولون منهم أضعاف المعروفون . لا يعرف أحدهم حتى يقتل أو يؤسر ..
و عندئذ .. يتضح جليا حجم الثغر الذي كان يرابط عليه ..
فيظن الناس أنه آخرهم و خيرتهم .. فإذا الجعبة ما تزال ملأى .. بفضل الله ثم ساحات الجهاد .
هذا الجيل .. كان الأولى بالعلماء و المصلحين و الدعاة من هذه الأمة ..
احتوائه و ادخاره للملمات فهو بحق ذخر الأمة .. و هو سلس القياد سهل الانقياد ..
بدلا من مصادمته و محاولة تهميشه و تحييده و إقصاءه عن المشاركة في طرح رأيه على أقل تقدير
و تجاهل حقه في تقديم اقتراحاته و آرائه في إيجاد حلول لمشاكل الأمة ..
إذا كانت الأمة فعلا تستعد ليوم المواجهة المحتومة.. و ترى الأعداء يحيطون بها من كل جانب
فبأي جيش ستلاقي الأعداء ..و بأي إعداد ؟ ..
إذا لم يكن هذا الجيش الذي ثبت أنه الجيش الذي لا يقهر بإذن الله
و لا يجتث من أصله رغم شدة الضربات التي توجه إليه
و يعود بعد كل ضربة موجعة فيلملم شعثه و يضمد جراحه و ينظم صفوفه ويتشكل ثانية
و يرجع أقوى مما كان و أكثر عددا و عدة .. ليعيد الكرة و يضرب .. و يقاتل ..
قال تعالى : و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم ..
إن أهم ما يجب أن تسعى إليه الأمة في هذا الوقت .. هو رص الصفوف و توحيد الجبهة الداخلية
و هذا لا يتم إلا بالإتحاد ..
نعم .. الأمة الآن أحوج ما تكون إلى الإتحاد و جمع قوى الأمة و قدراتها في صف واحد ..
على مختلف مجالاتها و تنوع حقولها .. و اختلاف توجهاتها .. اختلاف التنوع و ليس اختلاف التضاد
و عليها أن تأخذ بأسباب القوة من جميع نواحيها ..
الدينية الإيمانية .. و العسكرية القتالية .. و السياسية الفكرية .. و الإجتماعية التكافلية ..
و لا يستغني بعضها عن بعض ..
هذا ما نقوله و يقوله علماء الأمة وعامتها و كل عاقل .. الإتحاد .. بين جميع القوى ..
نسمعه في المحاضرات و الندوات و الخطب و نقرأه في المقالات و البيانات ..
لقد علمت الأمة إذاً موضع الخلل .. بفضل الله عرفت الداء .. و عرفت الدواء.
لكن .. هل يكفي مجرد المعرفة ؟
ماذا تغني معرفتك للدواء إذا لم تتعاطاه ؟ ..
إذا كنا متفقين على وجوب الإتحاد .. مالنا لا نتحد ؟ ..
مالنا نرى الأمة تأخذ بالإعداد من جوانبه الدينية الإيمانية و السياسية والفكرية و تهمل الجانب العسكري
و هو الذي عناه الله تعالى تحديدا في قوله و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل .
لماذا نغفل هذا الجانب الخطير .. خاصة و أن في الأمة رجال يتقنون هذا الفن
كما يتقن المفكرون الإسلاميون التفكير للإسلام .. أو أكثر
و لماذا تحتوى جميع شرائح الأمة ..و يطرد المجاهدون ؟
و هم يقاتلون باسم الأمة .. و تسفك دماؤهم من أجل الأمة و للدفاع عن حرمات الأمة ..
و بعد أن رأينا بأم أعيننا و على الواقع الحسي المشاهد .. عجز الجيوش النظامية عن حماية حوزة الدين
و عمالتها و خيانتها و سرعة انهيارها و سقوطها و عدم صمودها وقت الجد أمام الأعداء ..
و بعد أن رأينا كذلك .. قوة المجاهدين و قدرتهم على الصمود و المقاومة و القتال و النكاية في الأعداء رغم الطعن في الظهر و رغم قلة الدعم و ضعف الإمدادت
ألا ينبغي على الأمة أن تحتوي و تدعم و تساند و تغذي هذا الجيش المعد و المتمرس الجاهز ليكون ذراعها الضاربة و درعها الحصين يذود عن بيضتها و يحمي حوزتها و يدفع عنها عدوها و يكسر شوكته ..
أنا لا أزعم بعد المجاهدين عن العلماء أو بعد العلماء عن المجاهدين
بل أعلم يقينا أن علاقتهم ببعضهم طيبة جدا .. رغم ما يروج له الذين لا يعقلون ..
و أعلم أن المجاهدين لا يصدرون إلا عن آراء العلماء و فتاواهم و رضاهم
لكن نحتاج لمزيد من التلاحم و الإندماج .. لنكون جسدا واحدا ..
العلم بلا سيف .. قد يضعف عن أداء رسالته
و السيف بلا علم .. قد يجهل رسالته
و كلاهما محتاج للآخر .. فلمصلحة من يقصى المجاهدين عن العلماء و يحذَّر العلماء من المجاهدين ؟
أيها العلماء الأفاضل .. المجاهدون بحاجة إلى علمكم و أنتم بحاجة إلى قوتهم و شوكتهم
فلا يحول بينكم و بينهم الذين لا يعقلون ..
استمعوا لهم و حاوروهم .. و ربّي لن تجدوهم سذجا و لا حمقى و لا قليلي أدب و وعي و إدراك
كما يصورهم الذين لا يعقلون ..
بل عقلاء مؤدبون يحبون العلم و أهله و يتوقون للإنطلاق من تحت عباءة العلماء
المجاهدون يرحبون بالإتحاد .. و ينادون به
و لكن ليس الإتحاد الذي يعني .. إلغاء الآخر
الإتحاد لا يعني الإلغاء ..
الإتحاد يعني التناصر و التعاضد و التكامل ..
خاصة إذا لم يكن هناك تعارض و لا تناقض و لا تضارب بين أعمال المتحدين ..
فعندما ننادي باتحاد الدعاة مع المجاهدين مع العلماء مع المثقفين مع عامة الناس و توحيد جهودهم ..
فهذا لا يعني أننا نطلب من الدعاة أن يتركوا دعوتهم و نشاطهم المبارك و يلحقوا بالمجاهدين
و لا أن يترك العلماء .. تعليمهم و دروسهم إرشادهم و فتاواهم .. و ينفروا للجهاد ..
و لا نطلب من (أصحاب المشاريع) .. أن يتركوا مشاريعهم و ينفروا للقتال ..
و كذلك أيضا .. لا نطلب من المجاهدين أن يتركوا جهادهم و يضعوا سلاحهم .. و يوقفوا القتال
كيف و العدو على الأبواب و قد اقتحم بلاد المسلمين و عاث فيها و عربد.
بل نتكامل .. و نتواصى .. و نتراص .. و يعين بعضنا بعضاً ..
أيها الأحباب .. علماءنا الأفاضل و دعاتنا المباركين .. و مثقفينا و مفكرينا المخلصين
ضعوا أيديكم في أيدينا .. أو اسمحوا لنا أن نضع أيدينا في أيديكم ..
و لنتحد و نوحد الجبهة الداخلية .. قبل فوات الأوان
آخر كلام :
أي فتية أضاعت الأمة .. .. .. ليومِ كريهةٍ و سدادِ ثغرِ

همام....

طبشور
02-02-2009, 11:35 PM
القبض على سعودي في الكويت بتهمة تجنيد الشباب للقتال


محمد العنزي ـ الدمام

أكدت مصادر أمنية في الكويت أمس، أن الاستخبارات الكويتية
ألقت القبض على مواطن سعودي بتهمة تجنيد 20 شابا للقتال في أفغانستان.
وقالت هذه المصادر إن المتهم يعمل عسكريا بالكويت برتبة وكيل ضابط
وإن لديه 3 أبناء أحدهم قتل في أفغانستان، وآخر انقطع الاتصال به
بعد ذهابه إلى أفغانستان .
من جهته، أشار المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي
إلى أن السؤال عن وضع هذا المواطن الذي ألقي القبض عليه يوجه للجهة
التي ألقت القبض عليه.
وقال ردا على سؤال لـ«عكاظ» حول معلومات وزارة الداخلية عن المواطن
الموجود في الكويت :
من يقبض عليه خارج المملكة تسأل عنه السلطات التي قبضت عليه.

المصدر للأطلاع :

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0129255488.htm

(السيف)
02-02-2009, 11:59 PM
اتحفتنا و شوقتنا .

لا حرمك الله الأجر .

بارك الله فيك وجزاك الله خير اخي وحبيبي في الله



القبض على سعودي في الكويت بتهمة تجنيد الشباب للقتال


محمد العنزي ـ الدمام

أكدت مصادر أمنية في الكويت أمس، أن الاستخبارات الكويتية
ألقت القبض على مواطن سعودي بتهمة تجنيد 20 شابا للقتال في أفغانستان.
وقالت هذه المصادر إن المتهم يعمل عسكريا بالكويت برتبة وكيل ضابط
وإن لديه 3 أبناء أحدهم قتل في أفغانستان، وآخر انقطع الاتصال به
بعد ذهابه إلى أفغانستان .
من جهته، أشار المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي
إلى أن السؤال عن وضع هذا المواطن الذي ألقي القبض عليه يوجه للجهة
التي ألقت القبض عليه.
وقال ردا على سؤال لـ«عكاظ» حول معلومات وزارة الداخلية عن المواطن
الموجود في الكويت :
من يقبض عليه خارج المملكة تسأل عنه السلطات التي قبضت عليه.

المصدر للأطلاع :

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0129255488.htm


فك الله قيده وجزاه الله خيرا واسأل الله ان يثيبه على عمله والى ميزانه ان شاء الله

(السيف)
03-02-2009, 12:01 AM
القصة السادسة والخمسون



الثأر... ولكن على الطريق الجهاديه ...




الثأر عادة من عادات العالم......
وهي عادة منشرة بين الرجال الأحرار في العالم....
بغض النظر عن دينهم وعرقهم ودولهم......
كان الثأر منتشرا قبل مجيئ الإسلام ...
وكان يقتل من أهل القاتل الخمسة والعشرة ليس لهم ذنب سوى قرابتهم من القاتل.....
حتى اتى الإسلام وحدد الثأر وأطره بتأطير شرعي ....
وجعل القاتل يقتل حدا وثأرا لأهل المقتول.....
وقال الله عزوجل( ولاتزر وازرة وزر اخرى).....
ثم طور الإسلام خصلة الثأر الموجودة بكل نفس حره ابيه....
وجعلها تختص وتثور حينما تنتهك محارم الله .....
وحينما تنتهك أعراض المسلمات ......
حينها تغلي عروق الأحرار المسلمين بأخذ الثأر لاخواتهم والدفاع عن اعراضهم.....
لذا تجد عمليات المجاهدين في كل بقاع الأرض تأخذ الثأر للمسلمات ....
وتدك صروح الكفر وتضرب هاماتهم الدنيئه ...
ليعلنوا ان لا حياة بلا عزة وكرامه.....
في احدى القرى الشيشانيه الهادئة....
توقف احد الجنرالات الروس ويدعى (بودانوف)....
دخل إلى احد البيوت الشيشانيه المسلمة الهادئة.....
واذ به يرى فتاة صغيرة تبلغ من العمر 18 سنه....
حرة طاهرة ابيه متحجبة مطيعة لربها حافظة لفرجها......
واذ بالخبيث يسحبها بكل عنف من بين والدتها العجوز المكسينه ووالدها الكهل الضعيف....
وهي تصرخ به طالبة منه الرحمة .....
والأم تتعلق برجل العلج الروسي وهو يسوقها مهددا بهتك عرضها...
وطفلة مثل حسن الشمس اذ ظهرت ............. كأنها الياقوت والمرجـــــان
يســوقــهـا العلج للمكـروه مكـرهـة ............. والعين باكية والقلب حيران
ادخلها الى احدى الغياهب وماهي الا لحظات حتى هتك العرض...
وسقط الشرف ...
وارتفعت الصرخات والزفرات.....
ولكن العلج الخبيث لم ينتهي عند هذا الحد من الطغيان.....
لأن المسلمين ونساؤهم ارخص من ان يفكر بالعاقبة والمعاقبه .....
فبالله عليكم لو كانت أمريكية او بريطانية هل يجرؤ ان يتلفظ عليها؟؟؟؟.......
فأحضر حبلا غليظا....
ولفه حول رقبتها الطرية وهي تئن من الفاجعة وانتهاك العرض.....
ثم قام بشد الحبل وخنقها وهي تصرخ ......
وامها تصرخ والناس تصرخ ...
واسلاماه....واسلاماه.....وااسلاماه....
حتى فارقت روحها الطاهرة جسدها المعذب.......
ولم يكتفي بهذا القدر من الاعتداء ......
بل قذف بها تحت جنازير الدبابه وامر الجندي ان يسحقها.....
ومرت تلك المدرعة على جسدها الطاهر الممزق بالأسى.......
وهو يبادل جنوده الضحكات والاستهزاء بالمسلمين والاسلام......
وصلت تلك الأخبار السيئة الى اسود الله .....
وصلت الى المجاهدين في الشيشان .....
وصلت الى سيف الله المسلول خطاب وشامل وابوالوليد ......
فأقسموا على اخذ الثأر .....
طالبوا الروس بتسليم هذا الضابط لهم او سيعدموا تسعة اسرى لديهم.....
وأعلنوا أسماء الأسرى وهم من القوات الخاصة الروسيه .....
وامهلوهم 24 ساعة فقط.....
وانقضت المهله ولم يسلم الروس العلج.....
فقاموا بأعطاء اخو الفتاة المغتصبة سيفا ...
ومددوا التسعة الاسرى وقام بفصل رأس كل علج عن رأسه انتقاما لأخته...
وانتقاما للاسلام ولمن انتهك عرضها وقتل ابنها.....
ولم يكتف المجاهدون بذلك....
بل طالبوا بهذا الضابط والا سيطولهم الشيئ الكثير.....
حبس الروس انفاسهم بانتظار ما سيحل بهم......
انقضت المهلة المعطاه 72 ساعه........
واذ بشاحنة محملة من المتفجرات تدخل على اقوى تحصين للقوات الروسية .....
بعملية استشهادية بطوليه قتل فيها أكثر من الف وخمسمائة روسي من القوات الخاصه......
ليعلم العلوج من هم المسلمين وماهي اعراضهم....
فلله درهم وياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما......
فبالله عليكم ...
ايأتي بعد ذلك من ...... والعلمانيه والمخذلين....
فينتقصوا المجاهدين ويصموهم بأقبح الأوصاف...
ويسموهم بقلة العلم والتسرع وعدم استشارة الراسخين في العلم عفوا الراسخين في التخذيل......
ويل امك يامن تسب المجاهدين وانت قاعد بين افخاذ نسائك وشهوات بطنك .....
تطلق التهم الجزاف والتحقير لهم ولجهادهم......
ولكن حمزة لابواكي له......
وعند الله تجتمع الخصوم.....

حمد القطري

(السيف)
03-02-2009, 03:50 AM
القصة السابعة والخمسون



دايمي بمبونه


في احد الأيام الخوالي ....
الغالية ذكراها على قلبي ونفسي ....
انطلقنا إلى احد الجبهات الأمامية مع الصرب ....
كان طريقنا يمر عبر قرية صغيره بها عدة منازل.....
مسافة الطريق مشيا على الأقدام حتى الجبهة ما يقارب الساعة والنصف.....
لا نستطيع ركوب السيارات لانكشاف المنطقه ولصوت المحركات.....
كنا تسعة أشخاص عرب......
كنت في ساقة المسيره .....
ومن عادتنا ان نشتري لبان وحلويات للأطفال ...
كل مانرى طفلا نمد له لبان او قطعة حلويات......
حتى اذا مررنا على القريه خرج اطفالها كلهم لاستقبالنا.....
كان مرورنا على القرية بعد الفجر بساعة تقريبا .....
خرج علينا من احد المنازل طفلة كأنها الشمس والله .....
عمرها اربع سنوات مثل الوردة المتفتحه......
وقفت بجانبها قبلتها حملتها لاعبتها ...
والاخوة المجاهدون يستقون الماء من صنبور قريب.......
اتاني اخوها البالغ من العمر سبع سنوات ....
قالت لي الطفلة بكل براءه (دايمي بمبونه)...
أي اعطني علكة لبان......
أخرجت لها اللبان والحلويات لها ولأخيها.......
مكثت معهم ما يقارب الربع ساعة وامهم ترقبني وهي تغسل الثياب....
وتدعو لنا وهي فرحة بملاعبتي لأبنائها.....
ودعتهم ورمقتني البنت الصغيرة بنظرات غريبة.....
كاد ان يختلع قلبي لها وكأن شيئا غريبا بدا منها .....
ابتعدنا عن المنزل قليلا وانا اودعهم ويودعونني بصوت مرتفع.....
واذا يقذيفة قريناي تسقط بالقرب منا ...
وقعنا جميعنا على الأرض ولم يصب منا احد ....
ثم سقطت قذيفة اخرى قريناي وتعالى الغبار وارتفع.....
وانا اسمع أصوات صراخ واستغاثات......
نهضت مسرعا نحو المنزل الذي به الصغيرة حبيبتي....
واذ بي ارى منظرا لازالت ذكراه محفورة في ذاكرتي.....
أصابت رقبتها الطريه شظية ورجلها وبطنها .....
وهي ترمقني وتبكي من الالم .....
قبلتها واحتضنتها وحملتها مسرعا نحو مكان آمن.....
والله لقد غسلت دمها بدموعي المسكوبة عليها بحرارة المنظر....
فارقت الحياة وخمد صوتها العذب ......
انكببت عليها باكيا والله كأنها ابنتي الصغيرة.......
ولما رفعني عنها الاخوه تحركت جثتها الصغيره......
وسقط منها علكة اللبان التي اعطيتها لها وقطعة الحلويات......
رجعت مسرعا صوب منزل اهلها .....
واذ بالأم قد أصيبت إصابة بالغة ولكنها لم تقتل.....
وكذا ابنها الصغير إصابة بالغة....
احتملناها على نقالة كانت معنا ....
نزلنا بهما سريعا نحو القريه تبعد نصف ساعه جريا ...
اعطيناها الدكتور صلاح السوري ......
فعالجها وضمد جراحها وجراح ابنها......
ومازالت ذكراها في ذاكرتي ....
دايمي بمبونه......

حمد القطري

(السيف)
03-02-2009, 02:20 PM
القصة الثامنة والخمسون


قردش وقرادش



في شتاء عام 1995م ............
وكانت أحداث الشيشان الأولى لها سنه تقريبا مستعره.....
حاولت الدخول إلى الشيشان طمعا في الجهاد....
ذكر لنا الطريق على النحو التالي.....
اذربيجان وعاصمتها باكو ومنها يكون الانطلاق الى الشيشان ....
رتبت نفسي ورتبت حجوزاتي على تلك الدولة....
وكان السفر عن طريق احد الدول الخليجيه.....
ركبت اتعب خطوط سفر في حياتي ....
لا اشبهها الا بطائرات الهيوشن في افغانستان ....
والذي ذهب الى طاجكستان يعرف هذه الطائرات العسكريه المهترئه......
طائرة تابعة للخطوط الجوية الاذربيجانيه ....
طائرة قديمه من نوع انتينوف بالكاد تقلع......
المقاعد متحركه وغير ثابته لنقص في عدد المسامير......
خدمة الطاقم يعاملون المسافرين كأسرى حرب؟؟؟؟؟
عموما وصلنا بفضل الله وسلامته الى باكو.....
مطار قديم جدا وخدمات تحت خط الصفر .......
سبحان الله رأت عيناي العجب العجاب.......
شعب يغلف وجهه البؤس والفقر والشقاء......
شوارعهم ممتلئة بالنفط يخرج متسربا من الابار.....
شعب يشكل سبعين بالمائة منه الرافضه ........
وصلت الى بيت خطاب رحمه الله .......
وجدت ضالتي وشممت رائحة الجهاد مرة اخرى.....
والله اكاد الامس النجوم بهامتي من الفرح والسرور ......
كان قريبا منا بيتا للاخوة الاتراك المجاهدين....
ذهبت لزيارتهم فوجدتهم اناس صالحين متحمسين ذوي اخلاق فاضله......
وعرفت بعضا منهم كانوا معنا في البوسنة والهرسك .....
ينادوا بعضهم قردش (أي اخي او صاحبي )......
عشت معهم اياما طيبه كلها الخير والطاعة والمحبه......
احد هؤلاء المجاهدين الاتراك اظن كنيته ابواحمد.....
كان وسيما جدا جدا جدا......
فقال لي احد الإخوة الأتراك أرأيت هذا الرجل الوسيم....
قلت نعم ماشاء الله تبارك الله......
قال هذا احد طلبة الجامعه في اسطنبول .....
وكانت الفتيات يضايقنه كثيرا ويحاولن التقرب منه....
وقامت شركات كثيرة بتقديم عروض عمل لديه كعارض ازياء او ممثل....
او القيام بعمل الدعاية لاحد المنتجات....
ولكنه رجل طيب القلب فطرته سليمة لم يتربى على الأمور الرذيلة....
فأبى كل هذه العروض....
وكان عنده في حارته التي يسكن بها شخص مجاهد ممن سبق له الجهاد في البوسنة.....
لازم هذا الأخ حتى وصلوا الى اذربيجان للذهاب الى الشيشان ....
تجاذبت أطراف الحديث مع ابي احمد (كما اظن)....
وجدته رجلا بسيطا متواضعا يبكي من الفرحه انه وجد راحته النفسيه.....
تحدثت مع الأتراك حيث كان لهم مجموعة كامله معنا في البوسنه .....
وتذاكرت معهم قصة عبدالمتين التركي كان اميرهم وشيخهم....
وتذاكرنا اخلاقه وصفاته واستشهاده.....
ثم انشد احد الاتراك قصيدة باللغة التركيه في عبدالمتين....
اخذ الجميع يبكي على لحنها الحزين....
حتى اني حفظت القصيده باللغة التركيه وبلحنها الحزين.....
وهكذا مرت ايام معهم كلها خير وطاعه ومحبة والفه...
حتى اتى يومنا المشهود ....
اليوم المعد لتهريبنا الى ارض الشيشان عبر داغستان من اذربيجان....
تجهزنا وانتقلنا الى الحدود الداغستانيه .....
وقام دليلنا الشيشاني بالمشي امامنا ......
كنا مجموعة من المجاهدين ...
خمسة اتراك وقطري(انا) وسعودي......
كانوا يمشون امامنا وخلفنا ويحملون عنا حقائبنا....
واذا جلسنا للراحه نادوا علينا قردش كيف حالك.....
كان الطريق متعبا ومخيفا حيث كان المشي لأيام متواصله .....
واذا توقف الدليل للراحه نسقط من التعب ......
ولكن القرادش الاتراك يذهبوا ليحتطبوا.....
ويشعلوا لنا النار ويقوموا بمساج ارجلنا ورؤوسنا .....
فكم احببناهم والله واحبونا هؤلاء القرادش......

حمد القطري

(السيف)
03-02-2009, 04:09 PM
القصة التاسعة والخمسون


معركة الامراء


أبو مسلم الإماراتي....
من دولة الامارات العربيه .......
أصله من اليمن حيث هاجر والداه منها.....
كريم الطباع سهل المعشر حسن الخلق........
نشأ نشأة صالحه على يد والديه حتى شب وترعرع......
حينها قرر والداه ان يزوجاه...
وفعلا تزوج بامرأة صالحه وهو في حدود العشرين من عمره......
مكث معها فترة بسيطة ينعمان بالهدوء والطمأنينة.....
ثم سمع استغاثات إخوانه القادمة من البوسنة والهرسك....
حينها عزم على السفر إليها لنصرة إخوانه هناك......
اعد العدة واستعد وحزم حقائبه وودع أهله......
وفعلا وصل إلى ارض البوسنة والهرسك.....
التحق بكتيبة المجاهدين العرب ...
فكان حسن الخلق طيب المعشر .....
احبه اخوانه العرب والبوسنويين وكل من عاشره....
كان يحرص على القراءة في كتب اهل العلم....
وكان ملازما لكل طالب علم يأتي الى ارض الجهاد لينهل من علمه.....
كان صاحب صيام وقيام في الليل......
يتحلى بالشجاعة والاقدام ولا يهاب الا من الله .....
رأى المعتز بالله صفاته عن قرب فقرر ان يكون من المقربين اليه.....
فدربه على الأسلحة المختلفة وعلى القيادة....
فأصبح احد القادة الميدانيين في المعارك وفي الجبهات......
رزق بمولود ذكر وهو في الجبهة فهنأناه وباركنا له ودعونا له بالصلاح .....
مر على وجوده عدة اشهر واتى الثلج فتوقعت ان ينزل إلى أهله ليرى ولده.....
ولكنه لم يسافر بل مكث وكأن شيئا لم يكن.....
وصلت إليه رسالة من أهله من الامارات .....
كنت بجانبه وهو يقرأها ....
تركته حين رأيت ملامح وجهه تغيرت قلت لعل خبرا كدر خاطره .......
رجعت إليه من الغد فسألته ممازحا عن الرسالة انها غزلية من زوجته......
فقال أرسلوا لي رسالة بها شريط كاسيت فيه صوت ابني .....
وتترجاني زوجتي ووالدتي ان انزل لتكتمل فرحتهم بنا كلنا......
قلت له ....
هل ستنزل لهم يا أبا مسلم؟؟؟؟؟
قال الآن لا ...
نحن مقدمون على معارك كبيرة في الصيف لعله بعد الصيف اذا بقينا في الحياة...
تركته وانا ارمقه بنظرة اكبار ماشاء الله تبارك الله على صبره واحتسابه....
مرت الأيام واتت معركة الفتح المبين ......
ابلي بهذه المعركة البلاء الحسن .....
وأصيب إصابة لتكون خاتما له للشهادة ان شاء الله ......
بقي مرابطا في الجبهة موجها لإخوانه مدربا لهم.....
وبعدها بفترة كان من قروب الترصد على مناطق الصرب.....
ووضعوا اللمسات الأخيرة لمعركة الكرامة......
تسلل الإخوة الى ارض المعركة وتعتمد المعركة على المفاجأه.....
ولكننا تفاجأنا بعلم الصرب بقدومنا عليهم .....
حيث كانت قوات الامم المتحده UN تراقبنا وتبلغ الصرب بتحركاتنا....
بدأت المعركة بضراوة شديدة استبسل فيها المجاهدون ....
حتى فتح الله علينا المنطقة واكثر مما كنا نتوقع ......
قتل في هذه المعركة خيارنا من المجاهدين.....
ابو معاذ الكويتي وابو عمر الحربي .....
ابن الوليد المصري وابو مسلم الاماراتي .....
فكانت هذه المعركة لقبت بمعركة الامراء...
لأن اكثر الشهداء كانوا امراء المجموعات......
سقط فيها هذا الليث الاماراتي ...
نسأل الله ان يتقبله ويثبت اهله ......
ويرزق زوجته وولده الصبر والاحتساب ...
وان يصلح له ابنه ليخلف اباه في ميادين النزال ....

حمد القطري

(السيف)
04-02-2009, 11:07 PM
القصة الستون


ابو عمير الجداوي


هو درة من درر بحر جدة الزاخر بالأصداف والآلئ والمرجان والدرر….
ولد وترعرع هناك رحمة الله عليه ونشأ نشأة طيبه مباركه …
وسبق له الجهاد في ارض افغانستان …
مصنع الرجال الأوائل فقد كان رحمه الله في منطقة قندهار مع ابو حسين المدني رحمه الله…
وبعد انتهاء الجهاد في تلك الأرض المباركة رجع الى جدة …ولازم احد المشائخ الفضلاء وحفظ على يديه القرآن الكريم …
عن ظهر قلب…..
في عام 1994م قرر الذهاب الى البوسنة والهرسك ومشاركة اخوانه الجهاد هناك …
وفعلا اعد واستعد وانطلق الى إخوانه في بلاد البلقان والتحق بمجموعة المجاهدين العرب في منطقة جليزونوبولي …
تميز عن اخوانه بخدمتهم … وكثرة المزح الطيب معهم … وتسليتهم …
نادى الأمير على المجاهدين ان استعدوا لخوض معركة كبيرة …
تتكون من عمليتين على قمتي جبل وتلك العملية هي عملية سمولين …
والخطه كانت ان تقسم مجموعة المجاهدين الى مجموعتين …
تقتحم الأولى الجبل الأول وترتاح وتكمل المجموعة الأخرى العملية على الجبل الآخر …
فأصر رحمه الله ان يدخل كلا العمليتين …
فرفض الأمير وكان معروفا بلياقته البدنية العالية …
فألح على الأمير وأدخل الواسطات تلو الواسطات حتى قبل الأمير ان يدخل كلا المعركتين …
فكانت فرحته لا توصف …وسعادته بهذا القبول لا توصف …
قبل المعركة بليله اخذ يوزع تركته ….ماله وملابسه وما يملكه على الشباب .
وكان يقول لاخوانه انني اشم رائحة طيب أيوجد احد منكم متطيب؟؟؟ فردوا بالنفي … وأتوا له بكل العطورات التي كانت بحوزتهم …هل هذه هي الرائحة التي تشمها ام لا؟؟ حتى داروا على كل العطورات وهو يقول لا بل غيرها وأفضل منها …
قبل المعركة كذلك قال لصاحبه البوسنوي درويش غدا بعد العملية عندي لك مفاجأة سارة ان شاء الله …. وسكت وأخبر الشباب ان قتل فان ساعته الكاسيو لدرويش البوسنوي…
اتى يوم المعركة وهو يشم رائحة الطيب ملازمة له ….
وبدأت المعركة وتقدم المجاهدون واقتحموا أول جبل فسقط ولم يتقدم البوسنويون من الجهات الأخرى فانحصر المجاهدون العرب ومن معهم بين القمتين …
التفت ابو عمير على من ورائه وابتسم ابتسامة غريبة عجيبة ملؤها الفرح والسرور فأتته طلقة في قلبه مباشره فسقط بعدها قتيلا شهيدا ان شاء الله …
انحاز المجاهدون ورجعوا …فاذا بصاحب ابي عمير …درويش البوسنوي اين ابو عمير…. فأخرجوا له ساعته وقالوا هذه المفاجأة التي وعدك بها ابوعمير ….انه قتل …
فخر درويش على ركبتيه يبكي كبكاء الأطفال …..
بل كل قد بكى على فراقه ولكنها مشيئة الله سبحانه …….
فرحم الله ابو عمير وأبدل الأمة خير منه ….


حمد القطري