Muslim Investor
31-01-2009, 05:12 PM
في مقال نشرته "الفاينانشال تايمز" البريطانيا بتاريخ 23/1/2009 للأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية (سفير السعودية السابق لدى المملكة المتحدة، وأيرلندا، وأمريكا)، ذكر الأمير فيه:
طوال خدمتي المدنية شجعت بقوة عملية السلام العربية الإسرائيلية. خلال الأشهر الأخيرة، اعتقدت أن خطة السلام التي اقترحتها المملكة العربية السعودية يمكن أن تنفذ في ظل إدارة أوباما في حال قدم الإسرائيليين والفلسطينيين تنازلات صعبة.
ولكن بعد أن بدأت اسرائيل عملياتها العسكرية بهجوم دموي على غزة، هذه النداءات إلى التفاؤل والتعاون تبدو الآن من ذكريات الماضي البعيد. ما لم تأخذ الإدارة الامريكية الجديدة خطوات قوية لمنع المزيد من المعاناة وذبح الفلسطينيين، فستكون عملية السلام ، والعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية واستقرار المنطقة معرضة للخطر.
الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية السعودية، قال لمجلس الأمن أنه إن لم تكن هنالك تسوية عادلة، "فسيدير العرب ظهورهم للأمم المتحدة". الملك عبد الله خاطب العرب والمسلمين في القمة العربية في الكويت قائلا أنه بالرغم من أن مبادرة السلام العربية كانت لا تزال على الطاولة، إلا أنها لن تبقى كذلك لوقت طويل.
أمريكا ليست بريئة في هذه الكارثة. ليس فقط أن إدارة بوش قد تركت إرثا مقززة في المنطقة ، ولكن أيضا ، من خلال موقف متعجرف حول المجزرة في غزة ، ساهمت في ذبح الأبرياء. إذا كانت الولايات المتحدة تريد مواصلة لعب دور قيادي في الشرق الأوسط ، وإبقاء التحالفات الاستراتيجية سليمة - وخصوصا "العلاقة الخاصة" مع المملكة العربية السعودية - سيتعين عليها مراجعة سياساتها بشكل جذري حيال إسرائيل وفلسطين.
الإدارة الامريكية سوف ترث "سلة كاملة من الثعابين" في المنطقة، ولكن هناك أشياء يمكن القيام بها للمساعدة على تهدئة الوضع. أولا، يجب على الرئيس باراك أوباما معالجة الكارثة التي وقعت في غزة وأسبابها. حتما، سوف يدين حماس لإطلاقها الصواريخ على اسرائيل. عندما يفعل ذلك، ينبغي أيضا أن يدين الفظائع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ودعم قرار الأمم المتحدة لهذا الغرض؛ إدانة الإجراءات الإسرائيلية التي أدت إلى هذا الصراع، من بناء المستوطنات في الضفة الغربية لحصار غزة وعمليات القتل المستهدف والاعتقالات تعسفية للفلسطينيين؛ أن يعلن نية أمريكا في العمل من أجل شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، مع توفير مظلة أمنية للبلدان التي توقع وعقوبات على التي ترفض التوقيع؛ الدعوة لانسحاب فوري للقوات الاسرائيلية من مزارع شبعا في لبنان، وتشجيع المفاوضات بين إسرائيل وسوريا من أجل السلام، ودعم قرار الأمم المتحدة لضمان سلامة أراضى العراق.
ينبغي على أوباما تعزيز وبقوة مبادرة عبد الله للسلام، التي تدعو إسرائيل إلى مواصلة المسار المحدد في مختلف القرارات والقوانين الدولية: الإنسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، والعودة إلى خطوط 4 يونيو 1967؛ لقبول حل عادل متفق عليه لمشكلة اللاجئين وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. في المقابل، ستكون هناك نهاية للأعمال العدائية بين إسرائيل وجميع الدول العربية ، وإسرائيل ستحصل على علاقا دبلوماسية كاملة.
الأسبوع الماضي بعث الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد رسالة إلى الملك عبد الله، تعترف صراحة بوصف المملكة العربية السعودية زعيمة للعالمين العربي والإسلامي ، وتدعو الملك إلى اتخاذ دورا أكثر مواجهة حيال "هذا العمل الوحشي وتقتيل أطفالنا" في قطاع غزة. هذا البيان مهم لأنه يعترف بدور المملكة من من واحدة من أشد خصومها المتحمسين، وكشف كيف أن الحرب وحدت المنطقة بأكملها، الشيعة والسنة على حد سواء. علاوة على ذلك، إن دعوة السيد نجاد السعودية إلى تزعم الجهاد ضد إسرائيل ستؤدي، لو لُبّيت، إلى فوضى وسفك دماء لم يحدث لهما مثيل من قبل.
حتى الآن ، المملكة قاومت هذه الدعوات ، ولكن كل يوم يصبح من الصعب ضبط النفس أكثر. كما تأسف العالم، مرة أخرى، لمعاناة الفلسطينيين ، أصحاب الضمائر الحية من كل ركن من أركان العالم تطالب باتخاذ موقف. في نهاية المطاف، فإن المملكة لن تكون قادرة على منع مواطنيها من الانضمام إلى الانتفاضة العالمية ضد إسرائيل. كل سعودي هو اليوم غزاوي، ونحن نتذكر جيدا كلمات المغفور له الملك فيصل : "أرجو أن تعذروني على فيض المشاعر ، فإنني حينما أتذكر أن حرمنا الشريف ومقدساتنا تنتهك وتستباح ويمثل فيها بالمخازي والمعاصي والانحلال الخلقي، فإني أدعو الله مخلصا إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات ألا يبقيني لحظة واحدة على قيد الحياة". دعونا جميعا نصلي من أجل أن أوباما يمتلك البصيرة والإنصاف، ونعقد العزم على كبح جماح القتلة في النظام الإسرائيلي ، وفتح صفحة جديدة في واحد من أصعب الصراعات.
ترجمة بتصرف من المقال الأصلي المنشور في الفاينانشال تايمز:
http://www.ft.com/cms/s/0/a11a77b0-e8ef-11dd-a4d0-0000779fd2ac.html?nclick_check=1
وأترك لكم حرية التعليق :)
طوال خدمتي المدنية شجعت بقوة عملية السلام العربية الإسرائيلية. خلال الأشهر الأخيرة، اعتقدت أن خطة السلام التي اقترحتها المملكة العربية السعودية يمكن أن تنفذ في ظل إدارة أوباما في حال قدم الإسرائيليين والفلسطينيين تنازلات صعبة.
ولكن بعد أن بدأت اسرائيل عملياتها العسكرية بهجوم دموي على غزة، هذه النداءات إلى التفاؤل والتعاون تبدو الآن من ذكريات الماضي البعيد. ما لم تأخذ الإدارة الامريكية الجديدة خطوات قوية لمنع المزيد من المعاناة وذبح الفلسطينيين، فستكون عملية السلام ، والعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية واستقرار المنطقة معرضة للخطر.
الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية السعودية، قال لمجلس الأمن أنه إن لم تكن هنالك تسوية عادلة، "فسيدير العرب ظهورهم للأمم المتحدة". الملك عبد الله خاطب العرب والمسلمين في القمة العربية في الكويت قائلا أنه بالرغم من أن مبادرة السلام العربية كانت لا تزال على الطاولة، إلا أنها لن تبقى كذلك لوقت طويل.
أمريكا ليست بريئة في هذه الكارثة. ليس فقط أن إدارة بوش قد تركت إرثا مقززة في المنطقة ، ولكن أيضا ، من خلال موقف متعجرف حول المجزرة في غزة ، ساهمت في ذبح الأبرياء. إذا كانت الولايات المتحدة تريد مواصلة لعب دور قيادي في الشرق الأوسط ، وإبقاء التحالفات الاستراتيجية سليمة - وخصوصا "العلاقة الخاصة" مع المملكة العربية السعودية - سيتعين عليها مراجعة سياساتها بشكل جذري حيال إسرائيل وفلسطين.
الإدارة الامريكية سوف ترث "سلة كاملة من الثعابين" في المنطقة، ولكن هناك أشياء يمكن القيام بها للمساعدة على تهدئة الوضع. أولا، يجب على الرئيس باراك أوباما معالجة الكارثة التي وقعت في غزة وأسبابها. حتما، سوف يدين حماس لإطلاقها الصواريخ على اسرائيل. عندما يفعل ذلك، ينبغي أيضا أن يدين الفظائع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ودعم قرار الأمم المتحدة لهذا الغرض؛ إدانة الإجراءات الإسرائيلية التي أدت إلى هذا الصراع، من بناء المستوطنات في الضفة الغربية لحصار غزة وعمليات القتل المستهدف والاعتقالات تعسفية للفلسطينيين؛ أن يعلن نية أمريكا في العمل من أجل شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، مع توفير مظلة أمنية للبلدان التي توقع وعقوبات على التي ترفض التوقيع؛ الدعوة لانسحاب فوري للقوات الاسرائيلية من مزارع شبعا في لبنان، وتشجيع المفاوضات بين إسرائيل وسوريا من أجل السلام، ودعم قرار الأمم المتحدة لضمان سلامة أراضى العراق.
ينبغي على أوباما تعزيز وبقوة مبادرة عبد الله للسلام، التي تدعو إسرائيل إلى مواصلة المسار المحدد في مختلف القرارات والقوانين الدولية: الإنسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، والعودة إلى خطوط 4 يونيو 1967؛ لقبول حل عادل متفق عليه لمشكلة اللاجئين وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. في المقابل، ستكون هناك نهاية للأعمال العدائية بين إسرائيل وجميع الدول العربية ، وإسرائيل ستحصل على علاقا دبلوماسية كاملة.
الأسبوع الماضي بعث الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد رسالة إلى الملك عبد الله، تعترف صراحة بوصف المملكة العربية السعودية زعيمة للعالمين العربي والإسلامي ، وتدعو الملك إلى اتخاذ دورا أكثر مواجهة حيال "هذا العمل الوحشي وتقتيل أطفالنا" في قطاع غزة. هذا البيان مهم لأنه يعترف بدور المملكة من من واحدة من أشد خصومها المتحمسين، وكشف كيف أن الحرب وحدت المنطقة بأكملها، الشيعة والسنة على حد سواء. علاوة على ذلك، إن دعوة السيد نجاد السعودية إلى تزعم الجهاد ضد إسرائيل ستؤدي، لو لُبّيت، إلى فوضى وسفك دماء لم يحدث لهما مثيل من قبل.
حتى الآن ، المملكة قاومت هذه الدعوات ، ولكن كل يوم يصبح من الصعب ضبط النفس أكثر. كما تأسف العالم، مرة أخرى، لمعاناة الفلسطينيين ، أصحاب الضمائر الحية من كل ركن من أركان العالم تطالب باتخاذ موقف. في نهاية المطاف، فإن المملكة لن تكون قادرة على منع مواطنيها من الانضمام إلى الانتفاضة العالمية ضد إسرائيل. كل سعودي هو اليوم غزاوي، ونحن نتذكر جيدا كلمات المغفور له الملك فيصل : "أرجو أن تعذروني على فيض المشاعر ، فإنني حينما أتذكر أن حرمنا الشريف ومقدساتنا تنتهك وتستباح ويمثل فيها بالمخازي والمعاصي والانحلال الخلقي، فإني أدعو الله مخلصا إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات ألا يبقيني لحظة واحدة على قيد الحياة". دعونا جميعا نصلي من أجل أن أوباما يمتلك البصيرة والإنصاف، ونعقد العزم على كبح جماح القتلة في النظام الإسرائيلي ، وفتح صفحة جديدة في واحد من أصعب الصراعات.
ترجمة بتصرف من المقال الأصلي المنشور في الفاينانشال تايمز:
http://www.ft.com/cms/s/0/a11a77b0-e8ef-11dd-a4d0-0000779fd2ac.html?nclick_check=1
وأترك لكم حرية التعليق :)