حبر سري
04-02-2009, 06:06 PM
لا أذكر للفنان الكوميدي عادل إمام ـ في السنوات الأخيرة ـ عملا فنيا ترك "طبعة" في الوجدان المصري العام.. أعلم أن لـ إمام، تراثا ضخما من الدراما التليفزيونية والأفلام السينمائية، غالبيتها ـ بمعايير الوسط الذي عايشه ـ كانت ناجحة، ومن حقه أن يشعر بأنه "الزعيم" .. بعد أن خلت الساحة التي يعمل بها، من "الزعماء" أو من المنافسين.. فزعامته تقاس بالنسبة لمن عاصروه ، وليس بمن سبقوه من أساطين الفن المصري "الفطري" الذي ظهر منذ العقد الرابع من القرن الماضي، وإلى ما بعد منتصفه بسنوات قليلة
لقد بلغ إمام من العمر، ما يفترض أن يكون أكثر عقلا وحصافة وهدوءا، وأن يحترم سنه وعمره، ويقدر "سُنّة" التداول و الاستبدال، ويعترف أن الزمن لم يعد زمنه، وموهبته أصابها "القعود" وتحتاج إلى "الراحة" والإحالة إلى المعاش
هذا هو "عين العقل".. غير أن الفنان الكبير لا يريد إلا أن يكون "تحت الأضواء" رغم أن حاله، لم يعد يسمح له بأن يحافظ على "وقاره" أمام المشاهدين
مشكلة إمام أنه لا يزال يظن في نفسه، أنه قادر ـ وهو الرجل الطاعن في السن ـ على إضحاك الناس.. وهذا ربما يكون صحيحا.. إذا استطاع أن يفهم ـ وأشك في ذلك ـ أن ثمة فارقا بين "إضحاك" الناس بـ"نقد واقعهم" وبين أن "يُضحك" الناس عليه هو، بعد أن بات "فرجة"، وغير قادر على أن يتحكم فيما يصدر منه من تصريحات
أتمنى من الفنان الكبير أن يشاهد مجددا، اللقاءات التي أجراها مؤخرا، سواء لقنوات فضائية، أو في منتديات وحفلات عامة..حتى يتبين له الفارق بين إضحاك الناس على أنفسهم، وبين أن يُضحكهم عليه هو نفسه
منذ أسابيع حاول إمام، إضحاك الناس على فتوى "شاذة" أثارت جدلا في حينها، فأضحك الدنيا كلها عليه.. عندما استخدم مفردات "مهينة" و"جارحة" لـ"حياء" ،أقرب الناس إليه، لم نستطع نحن هنا في "المصريون" أن ننشرها، إجلالا لعائلة "الزعيم"! .... يوم 29 يناير الماضي.. أي منذ ثلاث أيام، و خلال كلمته بصالون د."وسيم السيسى"، والذي كان تحت لافتة "محطات في حياة الفنان عادل إمام" قال الأخير بالنص :" فكرت ذات يوم في خلع ملابسي والسير في الشارع عارياً، رداً على المنشورات التى وزعها السلفيون ضدي، وأشاعوا فيها أني مخنث، إبان زيارتي أسيوط في قافلة ضد الإرهاب
قد يبدو كلام "الزعيم" سوقيا، أو هو كذلك بالفعل، غير أنه من الموضوعية، أن نعيد لصقه على "الخلفية العمرية"، لرجل في العقد الثامن من العمر.. فإن النتيجة ـ والحال كذلك ـ ربما تكون أكثر ملامسة لأزمة إمام، أو بالأحرى "محنته"، التي لا يريد أحد ، ولا حتى المقربين إليه، أن يلفتوا انتباهه إليها.إمام يعيش "مراهقة" آخر العمر، يريد أن يحقق في "السياسة" ما فشل في تحقيقه في شيخوخته.. لم تعد أعماله تثير "جلبة" كما كانت في الماضي، أيام الصبا والشقاوة.. فشرع في "مشاغبة" الرأي العام، واستفزازه بالهجوم على "المقاومة" وتبرئة الكيان الصهيوني من مجازر غزة
إمام اليوم يتكلم في السياسة أكثر من عمله في التمثيل.. وهي ظاهرة طبيعية، فالسياسة والثقافة ـ أحيانا ـ يستسهل العاطلون عن العمل، سُبل الارتزاق على أطراف أسواقها الصاخبة
محمود سلطان
عن جريدة (المصريون) الالكترونية المصرية February 03 2009
لقد بلغ إمام من العمر، ما يفترض أن يكون أكثر عقلا وحصافة وهدوءا، وأن يحترم سنه وعمره، ويقدر "سُنّة" التداول و الاستبدال، ويعترف أن الزمن لم يعد زمنه، وموهبته أصابها "القعود" وتحتاج إلى "الراحة" والإحالة إلى المعاش
هذا هو "عين العقل".. غير أن الفنان الكبير لا يريد إلا أن يكون "تحت الأضواء" رغم أن حاله، لم يعد يسمح له بأن يحافظ على "وقاره" أمام المشاهدين
مشكلة إمام أنه لا يزال يظن في نفسه، أنه قادر ـ وهو الرجل الطاعن في السن ـ على إضحاك الناس.. وهذا ربما يكون صحيحا.. إذا استطاع أن يفهم ـ وأشك في ذلك ـ أن ثمة فارقا بين "إضحاك" الناس بـ"نقد واقعهم" وبين أن "يُضحك" الناس عليه هو، بعد أن بات "فرجة"، وغير قادر على أن يتحكم فيما يصدر منه من تصريحات
أتمنى من الفنان الكبير أن يشاهد مجددا، اللقاءات التي أجراها مؤخرا، سواء لقنوات فضائية، أو في منتديات وحفلات عامة..حتى يتبين له الفارق بين إضحاك الناس على أنفسهم، وبين أن يُضحكهم عليه هو نفسه
منذ أسابيع حاول إمام، إضحاك الناس على فتوى "شاذة" أثارت جدلا في حينها، فأضحك الدنيا كلها عليه.. عندما استخدم مفردات "مهينة" و"جارحة" لـ"حياء" ،أقرب الناس إليه، لم نستطع نحن هنا في "المصريون" أن ننشرها، إجلالا لعائلة "الزعيم"! .... يوم 29 يناير الماضي.. أي منذ ثلاث أيام، و خلال كلمته بصالون د."وسيم السيسى"، والذي كان تحت لافتة "محطات في حياة الفنان عادل إمام" قال الأخير بالنص :" فكرت ذات يوم في خلع ملابسي والسير في الشارع عارياً، رداً على المنشورات التى وزعها السلفيون ضدي، وأشاعوا فيها أني مخنث، إبان زيارتي أسيوط في قافلة ضد الإرهاب
قد يبدو كلام "الزعيم" سوقيا، أو هو كذلك بالفعل، غير أنه من الموضوعية، أن نعيد لصقه على "الخلفية العمرية"، لرجل في العقد الثامن من العمر.. فإن النتيجة ـ والحال كذلك ـ ربما تكون أكثر ملامسة لأزمة إمام، أو بالأحرى "محنته"، التي لا يريد أحد ، ولا حتى المقربين إليه، أن يلفتوا انتباهه إليها.إمام يعيش "مراهقة" آخر العمر، يريد أن يحقق في "السياسة" ما فشل في تحقيقه في شيخوخته.. لم تعد أعماله تثير "جلبة" كما كانت في الماضي، أيام الصبا والشقاوة.. فشرع في "مشاغبة" الرأي العام، واستفزازه بالهجوم على "المقاومة" وتبرئة الكيان الصهيوني من مجازر غزة
إمام اليوم يتكلم في السياسة أكثر من عمله في التمثيل.. وهي ظاهرة طبيعية، فالسياسة والثقافة ـ أحيانا ـ يستسهل العاطلون عن العمل، سُبل الارتزاق على أطراف أسواقها الصاخبة
محمود سلطان
عن جريدة (المصريون) الالكترونية المصرية February 03 2009