المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي عقيدة الولاء والبراء وما يربطها مع عقيدة الجهاد في سبيل الله (دقائق تنجيكم)



(السيف)
10-02-2009, 10:05 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :


اخي العضو - اخيتي ... اتقوا الله فإنه الجبار ..... اتقوا الله فإن عذابه أليم ....


5 دقائق قد تنجيكم



اعلم - يا عبد الله.. يا مسلم - أنه لا شيء من الإسلام يغيظ ملل الكفر والنفاق.. ويقلقهم.. ويحملهم على النقمة.. كعقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!

كيف ذلك؟!!!


حسنا اقرأ يا هداك الله


الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .


ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .

والبراء هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .

فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته . وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .

والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [ أخرجه أبو داود ] .

وقال تعالى : ( ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .

روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .

يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله - : ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .

أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر ، قال تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .

يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ، وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .

ومن صور موالاة الكفار أمور شتى ، منها :

1- مساندتهم في حصار المسلمين وسجنهم وقتلهم وتجويعهم وتعذيبهم وملاحقتهم وذلهم ومضايقتهم والفرح لخسارة المسلمين والحزن والغضب لنصرهم.
2- التشبه بهم في اللباس والكلام .
3- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
4- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس .
5- اتخاذهم بطانة ومستشارين .
6- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي .
7- التسمي بأسمائهم .
8- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
9- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد .
10- الاستغفار لهم والترحم عليهم .



الآن مايربطها مع عقيدة الجهاد في سبيل الله - مقطع آخر صغير وتكتمل الصورة ان شاء الله


تابعونا بارك الله فيكم

(السيف)
10-02-2009, 10:26 PM
كما قلنا أنه لا شيء من الإسلام يغيظ ملل الكفر والنفاق.. ويقلقهم.. ويحملهم على النقمة.. كعقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!


لا شيء يُخيفهم من دين المسلمين.. كما تخيفهم عقيدة الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله!
فأيما إسلام يتخلى عن عقيدة الولاء والبراء.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله.. فهو إسلام مرضي عنه من قبل ملل الكفر.. وهو إسلام متحضر.. متحرر.. يمكن التعايش معه وبكل سرور وسهولة!

وأيما طائفة أو جماعة.. تتخلى عن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. والجهاد في سبيل الله.. وتستثني من خطابها ومنهاجها عقيدَتي الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله.. فهي جماعة تحظى بالقرب والقبول، وبكل العطايا والامتيازات.. والحريات.. لا توجد معها أدنى مشكلة!
أظهِر من شعائر الإسلام ما تشاء.. فلا حرج عليك في شيء من ذلك.. ولك كامل الحق والحرية.. لكن إياك ثم إياك أن تتكلم أو تحيي في الأمة عقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!

لك كامل الحق في أن تصلي وأنت على سفنهم الحربية.. وأن تلبس العمامة الإسلامية.. وأن تُرخي لحيتك لو شئت.. وأن تصوم رمضان.. وهم على كامل الاستعداد أن يُحضروا لك الطعام المعد على الطريقة الإسلامية.. لكن بشرط أن تعطيهم الولاء.. وتتخلى عن عقيدة الجهاد في سبيل الله!!

لك كامل الحق والحرية.. أن تصلي وأنت على سفنهم الحربية.. شريطة أن لا تقول لهم.. لا.. عندما تطلق سفنهم الصواريخ العابرة للقارات لتقتل شيوخ ونساء وأطفال المسلمين.. وتهدم على الآمنين منهم منازلهم!!

يقدمون لك الطعام المذبوح على الطريقة الإسلامية.. والمغلف بعبارة ذبح حلال..

شريطة أن لا تقول لهم.. لا.. عندما يذبحون أخاك المسلم !!

إلى كل من يريد أن يتجنس بجنسيات القوم.. يشترطون عليه شرطاً واحداً.. وله بعد ذلك منهم ما يشاء إن وافقهم عليه.. وأعطاهم إياه.. ألا وهو شرط أن يدخل في موالاتهم ونصرتهم - بلا أدنى تحفظ - ويتخلى عن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. وله بعد ذلك كامل الحقوق!!
الإسلام المتحضر.. المتفتح.. المعتدل.. الأمريكي.. يعنون به: الإسلام الذي يتخلى عن عقيدَتي الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله!!

يسمعون منك كل شيء إلا حديث الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله لا يمكن أن يسمعوه!
يكفي لكي تُرمى بالتشدد.. والتعصب.. والإرهاب.. والتطرف - إلى آخر مفردات الناقمين على الإسلام - أن تُظهر أو تتكلم عن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله !!

لو تأملت حملات الكيد والتحريف.. والتشويه التي تعرض لها الإسلام عبر تاريخه كله.. من قبل ملل الكفر والنفاق.. لن تجد شيئاً من الدين تعرض لتلك الحملات البغيضة كما تعرضت له عقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله..؟!!

عندما يتكلمون عن ضرورة تعديل ومراقبة مناهج الدراسة التي تُدرس لأبناء المسلمين..
يستهدفون بذلك تحديداً عقيدَتي الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله.. وكل ما له صلة بهاتين العقيدتين.. لتبقى الأمة بلا عقيدة.. ولا ولاء ولا براء!

هذه النقمة المعلنة على الإرهاب.. زعموا!.. ما هي في حقيقتها إلا نقمة على عقيدة الولاء والبراء.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!

لذلك تراهم يصرحون بكل وقاحة.. وعلى لسان كبيرهم.. إما أن تكونوا معنا أو تكونوا علينا.. ولا يوجد خيار وسط.. وإذا لم تكن معنا.. فأنت الإرهابي.. وأنت المستهدف من حربنا هذه التي نخوضها ضد الإرهاب!!

لماذا كل ذلك.. لماذا ينقمون منا ومن ديننا وعقيدتنا.. عقيدَتي الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله.. وكأنه ليس من حقنا أن نوالي من نشاء.. ونعادي من نشاء وفق ما تمليه علينا عقيدتنا السمحاء..؟!!

لماذا من حق الجميع أن يُجاهدوا ويُقاتلوا.. ويجيشوا الجيوش والعساكر.. انتصاراً لأهوائهم وأطماعهم ومخططاتهم.. وليس من حقنا كمسلمين الجهاد والقتال من أجل حماية حقوقنا وثوابتنا.. وحرماتنا.. والكليات العامة التي جاء من أجلها ديننا الحنيف..؟!!

لماذا قتال غيرنا - وفي الباطل.. وفي سبيل الشيطان - يُعد حقاً وتحضراً.. وواجباً.. بينما نحن مجرد التفكير بالجهاد للذود عن الحقوق والحرمات المغتصبة يُعد جريمة نكراء.. وإرهاباً يجب أن يُطارد ويُحارب..؟!!

لماذا كل ذلك؟!!

أقول: لتضعف المقاومة.. ويموت في الأمة جهاز المناعة.. فيسهل عليهم غزو البلاد والعباد.. وقبل ذلك غزو العقول والمبادئ والأفكار!

ليسهل عليهم.. التعايش بأمانٍ مع الحق المعتدى عليه.. من دون منغصات أو أدنى اعتراضات!
حتى لا يُقال لهم.. لا.. وهم يُمارسون عملية الهدم والتخريب، والإفساد في حق البلاد والعباد!!
حتى لا يُقال لهم.. لا.. وهم يذبحون في الأمة عقيدتها، وأخلاقها، وقيمها.. ويهدمون آخر حصنٍ من حصونها!

حتى لا يُقال لهم.. لا.. وهم يُمارسون عملية النهب والسلب لخيرات الأمة.. لتصب في بنوكهم وجيوبهم!

ولأن تغييب عقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله.. عن ساحة الشعور والاعتقاد.. وواقع الحياة.. يضمن لهم العيش مع أموات لا حراك لهم إلا فيما يُشبع غرائزهم وشهواتهم.. كالأنعام بل أضل!

أمة بلا ولاء ولا براء.. ولا قوة ولا جهاد.. سهلة المنال.. والكبير والحقير يطمع بها.. ويتجرأ عليها!

وهل فكرة عملية السلام مع لصوص الصهاينة اليهود.. المعتدين المحتلين للبلاد والعباد.. وفكرة التعايش معهم بأمان.. والرضى بالفُتات اليسير مما اغتُصِب.. نالت شيئاً من القبول عند الأمة.. إلا بعد تغييب عقيدَتي الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله.. من ساحة الشعور والوجدان.. بل والاعتقاد..؟!

تأمل التاريخ كله.. تجد ما من خرق أصاب ويُصيب الأمة.. إلا وتجده من جهة التخلي عن عقيدة الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله!

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:" إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "!

فكيف إذا ضموا إلى ترك الجهاد.. ترك عقيدة الولاء والبراء.. فإنه يكون حينئذٍ ذل مركب ومضاعف يعلو بعضه بعضا.. بل قل هو الكفر والنفاق، والمروق من الدين!

وإلى هؤلاء الواهمين.. الذين يريدون أن يعيشوا الإسلام بعيداً عن عقيدة الولاء والبراء كما جاء بها الإسلام.. ومن دون أن يعيشوا عقيدة الجهاد في سبيل الله.. ويتحملوا شيئاً من تبعاته.. ثم يحسبون أنفسهم على شيء أو أنهم يُحسنون صُنعاً.. نقول لهم وبكل وضوح مشفقين ومحذرين وناصحين: أنتم لستم على شيء.. وإن تسميتم زوراً بالمسلمين.. وبأسماء إسلامية.. وانتسبتم لبلاد المسلمين!

لا ولاء ولا براء.. ولا جهاد في سبيل الله.. فبِمَ تدخلون الجنة..؟!

راجعوا دينكم.. واقرأوا كتاب الله من جديد.. واسألوا الله تعالى الهداية والتوفيق!

قال تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} آل عمران:28. وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} المائدة:51.


لله در الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إذ يقول:" فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم، وأوله وآخره وأسه ورأسه، شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها، وأحبوها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوهم، وابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال: ما علي منهم، أو قال: ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، فقد كلفه الله بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم، فالله الله، تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً، اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين ". اللهم آمين.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



نقلت ودمجت ونقحت من أصل كتابات عبد المنعم مصطفى حليمة و عبدالملك قاسم جزاهم الله خيرا.

لوسيل
10-02-2009, 10:58 PM
بوركت الأنامل التي خطت ونقلت الموضوع

جزاك ربي الجنه أخوي الغالي السيف والله يجعله في موازين أعمالك

الموضوعي
10-02-2009, 11:20 PM
جزاك الله خير

بوعلي2
10-02-2009, 11:30 PM
جزاك الجنه

اسعاف
10-02-2009, 11:44 PM
الولاء والبراء بين النظرية والتطبيق في نازلة غزة المرابطة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً – أما بعد:

فالمقصود من عنوان هذه المقالة:
التفريق بين من يعلم حقيقة التوحيد، ومقوماته، وأنواعه ونواقضه مجرد علم نظري مع ضعف في تطبيقه والتحرك به، وبين من يجمع مع العلم العمل والتطبيق، وظهور آثار التوحيد في حاله وأعماله ومواقفه.

يبين الإمام ابن القيم - رحمه الله - المعاني عندما تحدث عن التوكل، وحقيقته، والفرق بين مجرد العلم به وبين التحرك به عملاً وحالاً، فيقول: "فكثير من الناس يعرف التوكُّل وحقيقته وتفاصيله، فيظن أنه متوكل، وليس من أهل التوكل، فحال التوكل: أمر آخر من وراء العلم به، وهذا كمعرفة المحبة والعلم بها وأسبابها ودواعيها، وحال المحب العاشق وراء ذلك، وكمعرفة علم الخوف، وحال الخائف وراء ذلك، وهو شبيه بمعرفة المريضِ ماهيةَ الصحة وحقيقَتها وحاله بخلافها. فهذا الباب يكثر اشتباه الدعاوى فيه بالحقائق، والعوارض بالمطالب، والآفات القاطعة بالأسباب الموصلة، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" (مدارج السالكين 2/125).

وحري بهذا الكلام أن تعقد عليه الخناصر، وتعض به النواجذ، وأن يهتم به المربُّون مع أنفسهم ومن تحت أيديهم، فلقد كان من مضى من العلماء الصالحين الربانيين يخافون على أنفسهم من الضعف العملي، أو ضعف الحال مقابل ما عندهم من العلم الكثير، وكانوا لا يركنون إلى شهرتهم العلمية، بل كانوا يكرهون أن يتضخم علمهم ويشتهروا به بين الناس وليس في قلوبهم وأحوالهم ما يكافئ ذلك من الأعمال الصالحة، والأحوال الشريفة، والتي هي مقتضى الفهم والعلم.

ولنا أن نتساءل ونفكر: أيهما أسعد حالاً ومنـزلة عند الله – عز وجل - رجل أوتي من العلم ما يتمكن به من حشد النصوص الدالة على فضل قيام الليل والأسباب المعينة على ذلك ثم هو لا يقوم الليل، وآخر لا يعلم من ذلك إلا أن قيام الليل مستحب وأجره عظيم فاجتهد ليله بين يدي ربه – تعالى – ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه؟، فالمرء لا يكون قائماً الليل بمجرد علمه بفضل ذلك وأحكامه، ولا يكون ورعاً بمجرد علمه بالورع، ولا يكون صابراً بمجرد علمه بالصبر وتعريفاته وأنواعه، ولا يكون متوكلاً بمجرد علمه بالتوكل وأقسامه.

وبعد هذه المقدمة التوضيحية لمصطلح العلم والحال أدخل في صلب الموضوع الذي بات يؤرق كل مسلم صادق، ويشغل بال كل موحِّد لله – عز وجل –، وذلك في هذه الأيام العصيبة التي نزلت فيها بأمة الإسلام، نازلة عظيمة، وذالك بما يدور الآن من عدوان و محرقة على إخواننا المسلمين في غزة على يد إخوان القردة و الخنازير، وكل ذنبهم أنهم مسلمون رافضون لمؤامرات الذلة والاستسلام التي تعترف لليهود بالاحتلال و تقرهم على مقدسات المسلمين ويعلنون ولاءهم لله – عز وجل – ولدينه وللمسلمين، كما يعلنون براءتهم من الكفر والكافرين.

وإن مما يقض المضاجع ويثير الأشجان أن تغيب كلمة الحق عند كثير من دعاة المسلمين وعلمائهم في هذا الحدث الذي تمتحن فيه العقيدة وبخاصة الأصل الأصيل لكلمة التوحيد ألا وهو "الولاء والبراء"، والذي هو واضح في هذا الصراع غاية الوضوح وجلي أشد الجلاء.

وإن المسلم ليحتار ويتساءل: أين ما كنا نتعلمه من ديننا وعقيدتنا من أن كلمة التوحيد إنما تقوم على الولاء والبراء، الولاء لله – عز وجل – وعبادته وحده ومحبة ما يحبه ومن يحبه والبراءة من الشرك وأهله ومن كل ما يبغضه - سبحانه - ومن يبغضه، وإعلان العداوة له وهذه هي وصية الله – تعالى – لهذه الأمة {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [سورة الممتحنة: 4].

إي والله إنه لسؤال محير: أين دروس المساجد؟، وأين محاضرات أهل العلم، وأشرطتهم المسجلة، وبيانهم للناس فيها عقيدة التوحيد القائمة على الولاء والبراء؟، أين الاعتزاز بدعوة المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدعوة من بعده، والذين كان جل كلامهم ورسائلهم في شرح هذه العقيدة ولوازمها والتحذير مما يخالفها وينقضها؟، أين نحن، وأين علماؤنا من بيان هذا الحق الأصيل للناس؟!، أين هم عن ذلك والأمة تمر في ساعات عصيبة تحتاج مَنْ يبعث فيها عقيدة الولاء والبراء، وبناء المواقف في ضوئها؟

وهنا أعود إلى عنوان هذه المقالة بعد أن تبين لنا معناها، وأقول: إن هناك فرق بين تناول التوحيد كعلم مجرد وبين أخذه علماً وحالاً وسلوكاً.

إن المواقف المتخاذلة اليوم أمام أمريكا الكافرة وربيبتها دولة اليهود، وعدم الصدع والجهر بعداوتها والبراءة منها ومن يتولاها من المنافقين من بني جلدتنا لهو أكبر دليل على أن التوحيد عند الكثير منا بقي في حدود العلم المجرد، أما أخذه علماً وحالاً وعملاً فإنه - ويا للأسف - أصبح مغيباً عن الأمة، ومغيباً عن المواقف والممارسات.

إن هذا الدين يرفض اختزال المعارف الباردة في الأذهان المجردة.

إن العلم في هذا الدين يقتضي العمل، ويتحول في قلب المسلم إلى حركة وأحوال ومواقف، إذ لا قيمة للمعرفة المجردة التي لا تتحول لتوِّها إلى حركة ومواقف. نعم، لا قيمة للدراسات الإسلامية في شتى مناهجها ومعاهدها، ولا قيمة لاكتظاظ الأدمغة بمضمونات هذه المعارف إن لم يصحبها عمل ومواقف.

إن العلم المجرد حجة على صاحبه إذا لم يقتضِ عنده العمل.

إن العلم بالدين لابد أن يزاول في الحياة، ويطبق في المجتمع، ويعيش في الواقع، وإلا فما قيمة الدروس المكثفة عن الولاء والبراء وأنواعه، وما يضاده من الشرك وما ينقضه من النواقض، ثم لما جاءت المواقف التي نحتاج فيها إلى تطبيق ما تعلمناه من مشائخنا فإذا بالسكوت، بل والتشنيع على من ترجم ما تعلمه إلى سلوك وحال مع أعداء الله – عز وجل – فأعلن براءته وصرَّح بما تعلمه من علمائه ومشائخه من أن تولي الكفار ومناصرتهم على المسلمين رِدَّة وناقض من نواقض الإسلام.

إن شأن التوحيد شأن عظيم من أجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، وقام سوق الجهاد وسوق الجنة والنار، ومن أجل الولاء والبراء – الذي هو أس التوحيد وركنه الركين – هاجر المسلمون السابقون الأولون من ديارهم، وضحّوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وفاصلوا آباءهم وأبناءهم وإخوانهم وعشائرهم الذين ليسوا على دينهم متمثلين في ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [سورة التوبة: 23-24].

ولما كانت عقيدة الولاء والبراء هي صلب كلمة التوحيد، وأنها تستلزم أقوالاً وأعمالاً ومواقف وبذلاً وتضحيات اهتم بها السلف اهتماماً عظيماً، وعلموها لأولادهم، وتواصوا بها، وهاجروا، وجاهدوا من أجلها، وعادوا، ووالوا على أساسها.

يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى-: "فاللهَ اللهَ إخواني: تمسّكوا بأصل دينكم أوله وآخره أسّهِ ورأسه، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها وأَحِبّوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم، ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت، عادوهم، وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم، أو قال: ما عليّ منهم، أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب على الله وافترى، بل كلفه الله بهم وفرض عليه الكفر بهم، والبراءة منهم ولو كانوا إخوانه وأولاده، فالله الله تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً" (الدرر السنية (2/119)).

وقال في موطن آخر: "إن الواجب على الرجل أن يعلم عياله وأهل بيته الحب في الله والبغض في الله، والموالاة في الله، والمعاداة فيه قبل تعليم الوضوء والصلاة؛ لأنه لا صحة لإسلام المرء إلا بصحة صلاته ولا صحة لإسلامه – أيضاً – إلا بصحة الموالاة والمعاداة في الله" (الرسائل الشخصية ص 323).

ولما تواجه المسلمون في تاريخهم الطويل مع أعدائهم الكافرين بشتى مللهم برز دور العلماء في وقتهم، وهم يحرِّضون على نصرة المسلمين وإعانتهم على الكافرين ويحذرون من تولي الكافرين، ومناصرتهم بأي نوع من أنواع النصرة، ويفتون بأن من ظَاهَر الكافرين على المسلمين فهو مرتد خارج عن ملة الإسلام.

فهذا الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – قال عن بابك الخرمي عندما خرج على المسلمين وحاربهم وهو بأرض المشركين: "خرج إلينا يحاربنا وهو مقيم بأرض الشرك، أيّ شيء حكمه؟، إن كان هكذا فحكمه حكم الارتداد" (الفروع (6/163)).

وعندما هجم التتار على أراضي الإسلام في بلاد الشام وغيرها أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – برِدِّة من قفز إلى معسكر التتار من بعض المنتسبين إلى الإسلام (الفتاوى 28/530).

وعندما هجمت جيوش المشركين على أراضي نجد لقتال أهل التوحيد، وأعانهم بعض المنتسبين إلى الإسلام، وذلك بين عامي 1223 – 1226 أفتى علماء نجد بردة من أعانهم، وألف الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ كتاب (الدلائل) في إثبات كفر هؤلاء.

وفي أوائل القرن الرابع عشر أعانت بعض قبائل الجزائر الفرنسيين ضد المسلمين، فأفتى فقيه المغرب أبو الحسن التسولي بكفرهم (أجوبة التسولي على مسائل الأمير عبد القادر الجزائري ص 210).

وفي منتصف القرن الرابع عشر اعتدى الفرنسيون والبريطانيون على المسلمين في مصر وغيرها فأفتى الشيخ أحمد شاكر بكفر من أعان هؤلاء بأي إعانة (كلمة حق: ص 126 وما بعدها).

وعندما استولى اليهود على فلسطين في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وأعانهم بعض المنتسبين إلى الإسلام أفتت لجنة الفتوى بالأزهر برئاسة الشيخ عبد المجيد سليم عام 1366هـ بكفر من أعانهم.

وفي هذه الأيام و في غزة التي تحالف على حربها اليهود والمنافقون، ما أحوجنا إلى من يعلنها اليوم من أهل العلم في وجه كل من يتعاون من الحكومات العربية مع اليهود في ذبح أهلنا في غزة ليقال لهم إن ذلك من المظاهرة للكافرين والتي أجمع فيها أهل العلم في القديم و الحديث – كما سبق بيانه – على كفر فاعلها و ردته، ونخص منهم الحكومة التي جندت جنودها في غلق معبر رفح ليُخنَقَ المسلمون في غزة ويمنع عنهم ضروريات الحياة من غذاء ودواء ونقل لجرحاهم ويسلموهم لمحرقة اليهود و جحيمهم، فأيّ تولٍّ لليهود أكبر من هذا...؟!، قال الله عز و جل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة المائدة: 51].

وإن مما يتعلق بالولاء والبراء في مصاب غزة وجوب نصرة إخواننا هناك والحذر من خذلانهم وإسلامهم لعدوهم في هذه الظروف العصيبة. وإنه لمن المحزن والمؤلم لقلب كل مسلم أن يوجد في هذه الأيام من المنتسبين للعلم والدعوة – ولا أقول من العلمانيين والمنافقين – من يرفع عقيرته أو يسخر قلمه للنيل من المجاهدين في غزة ونقدهم بل والشماتة أحيانًا بهم عياذا بالله .

ونقول لهؤلاء: اتقوا الله وخافوا ربكم، أفي هذا الوقت الذي تتطاير فيه أشلاء النساء و الأطفال وتهدم البيوت على أهلها و تصب عليهم نار القنابل العنقودية والفسفورية التي تصهر اللحم والعظم يقال هذا الكلام؟

إنكم بصنيعكم هذا تضعون أنفسكم في خندق المعتدي وتعطونه المبرر لارتكاب محرقته من حيث لا تشعرون.

إن أخطاء المجاهدين لا تُسوِّغ خذلانهم أمام عدوهم فهم بشر وليسوا بمعصومين، قال الله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [سورة التوبة : 71]، وأخطاء المؤمنين لا ترفع الولاية عنهم.

ويا ليت أن نقد هؤلاء توجه إلى فضح إرهاب الكافرين ونفاق الموالين لهم وخياناتهم وبيان جرائمهم كالذي تمارسه الحكومة المصرية وعصبة عباس العلمانية من تواطؤ مع العدو على أهلنا في غزة.

يا إخواننا "اتقوا الله في أنفسكم و أمتكم، واعلموا أنكم ظلمتم أنفسكم فتوبوا إلى بارئكم واذكروا قوله صلى الله عليه و سلم: «ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» [حسنه الألباني].

ألا يكفي المسلمين من الحزن والحرقة والألم مما يصيب إخوانهم في غزة حتى يأت هؤلاء بما يزيد الألم آلامًا من هذه المواقف المخذلة والشامتة.

إن ما يحصل في غزة إنما هو حرب يهودية صليبية على الإسلام والمسلمين وليس على حماس وحدها، حرب تميز الناس فيها إلى فئتين متقابلتين: فئة مسلمة لا ترضى بغير الإسلام حلاً وبديلاً وترفض الخنوع والاستسلام والتنازل لليهود عن فلسطين، وفئة أخرى كافرة يتحالف فيها اليهود وإخوانهم من المنافقين على الإسلام و أهله، فمع أي الفئتين يضع المسلم نفسه، وفي أيِّ الخندقين يجب أن يكون، أفي خندق الكفر الحاقد على الإسلام وأهله أم في خندق الإسلام وأهله؟، أفي ذلك غموض واشتباه؟، إنه والله لا غموض فيه ولا لبس... وإن الأمر جِدُّ خطير، وامتحان للتوحيد في قلب المؤمن القائم على عبادة الله وحده والكفر بما سواه والموالاة والمعاداة فيه.نسأل الله عز و جل أن يجعلنا من الموحدين الصادقين سلمًا لأوليائه حربًا على أعدائه، كما نسأله سبحانه أن يجعل لإخواننا في غزة من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ومن كل بلاء عافيةً والحمد لله رب العالمين.

الشيخ عبدالعزيز ناصر الجليل

(السيف)
11-02-2009, 12:28 AM
بوركت الأنامل التي خطت ونقلت الموضوع

جزاك ربي الجنه أخوي الغالي السيف والله يجعله في موازين أعمالك




بارك الله فيك اخي وحبيبي في الله لوسيل

وجزاك خيرا وفي ميزانك وميزان القاريء والكتَّاب ان شاء الله

(السيف)
11-02-2009, 12:36 PM
جزاك الله خير

وجزاكم خيرا ان شاء الله

بيسان
11-02-2009, 12:49 PM
بوركتم ،،، جميعاً،،،،
التصديق قولاً وفعلاً وعملاً،،، ،،،،

سيزن
11-02-2009, 02:27 PM
الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .

ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .

والبراء هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين


فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .







اااااالله يرحم والديك يا السيف .

روووح الله يرضى عليك دنيا واخره .

اسعاف
11-02-2009, 10:48 PM
سؤال

ما حكم التعاون مع اسرائيل ضد المجاهدين في غزة؟

بوحارب
11-02-2009, 10:57 PM
http://www.pusup.com/up/get-2-2009-itb1hs9h.gif (http://www.pusup.com/up)

اهل الخبرة
11-02-2009, 11:50 PM
بيان جبهة علماء الازهر حول الموقف من غزة ( منقول عن موقع الجبهة )


إلى الأمة المكلومة بساستها وأنظمتها وكبرائها

الأمة الإسلامية والعرب في مقدمتها أمة عزيزة، كريمة، تأبى الضيم طبعا،و لا تستنيم للخسف خلقا ودينا، وماكان لليهود والصليبيين أن يطمعوا في عزتها على هذا الوجه الشائه لولا اطمئنان هؤلاء المجرمين إلى فاعلية القوانين الجائرة في أمتنا، وخور الساسة وسوء طوياتهم تجاهنا.

تُرى هل كانت تستطيع إسرائيل أو غيرها أن تقدم على هذه الجريمة الشنعاء في غزة لوأن المساجد في مصر وفي غيرها كانت على حالها الذي كانت عليه مُذْ أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، تؤي الغياري، وتستجيب لنداء الحياري، وتفتح أبوابها بحكم شرع الله للمتظاهرين المكلومين كما كانت تفعل من قبل حتى في أيام المستعمر الغشوم، بغير تجريمٍ ولا مطاردة، ولا تأثيم، كما فُعل بها اليوم من تلك الحكومات الوطنية، فوقعت الواقعة بعد أن رسخ في الضمائر واستقر في الأذهان أنَّ الجهاد والنداء له بالمساجد بعد الصلوات الجامعة جريمة من الجرائم وإثم من الآثام، لهذا لم يجد المكلومون لفجيعتهم غير نقابة الصحفيين التي لاتزال بموقفها المشر ف تقف وحيدة يتيمة حتى الآن في الميدان بعد أن غُلَّت أيادي نقابة الأطباء بما فُعِل مع مقرر لجنة الإغاثة بها مؤخرا؟

أم كانت إسرائيل المجرمة التي تلقبت كذبا وزورا بدولة إسرائيل تستطيع أن تستجيب الآن لهواتف الغدر الذي جُبِل عليه اليهود، ففعلوا مافعلوا، لو لا أنها سعدت وسوعدت بتصريح صديق وحبيب المجرم بيريز الذي استخف بالأعراف المستقيمة، و بدهيات العقول الصحيحة بعد أن ربت بكلتا يديه على يد أخيه بيريز الملوثة بدماء شهداء قانا وتل الزعتر، ومرج الزهور، وبحر البقر، ثم استخف بنا الشيخ بعد أن ركع واقترب، وداور وناور فقال بعد أن ضُبِط مُتَلبِّسا إنه لم يكن يعلم أنه هو أخاه المقصود،وأنه أيضا لا يعلم أنَّ غزة محاصرة، وأن الحديث عن الحصار هو "قرف مقزز لفضيلته"- حصار إيه وقرف إيه، واحنا مالنا دا كلام سخيف [ الطريق العدد71]،- فقدَّم بهذا الصنيع من حيث يدري أو لا يدري المسوِّغ والغطاء للجريمة الجديدة ؟

هل كان هؤلاء المجرمون تسوِّل لهم أنفسهم أن يقدموا على ما أجرموا لو أنهم أيقنوا أن للنظام الحاكم في مصر ديناً يوجب عليه فتحَ المعابر أمام القاصدين من أبناء غزة القائمين بشرف الجهاد وفريضته عنهم وعن الأمة إعانة وتأييدا، لا أن يغلقها في وجوههم وهم يطمعون أن يجدوا المتنفس في أحضانها، أو اللقمة السائغة ولو من فتات طعامها، وهي التي قدمت من قبل ولا تزال تقدم من عزيز دمائها وفلذات أكبادها دفاعا عن الأمة والملة.

لقد اختارت إسرائيل لجريمتها الجديدة وما هي بالأخيرة هذا التوقيت والمسلمون يودعون عاما هجريا ويستقبلون عاما جديدا استخفافا بها واستهزاءً بقدرها .

إن الجبهة القائمة بالحق باسم الله وقد أنزلتها الأمة المنزلة اللا ئقة بها فكانت هي الرائد الذي لايكذب أهله، لتتقدم إلى الأمة كلها بواجب النصيحة مشفوعة بهذا الرجاء على أمل أن تراجع الأمة كلها على وجه السرعة مواقفها من دينها وأعدائها قبل أن تكون فتنة عمم، فتطلب باسم جموع علماء الأزهر الشريف :

أولا: من حكومات الدول العربية والإسلامية التي لها علاقات دبلواسية مع هؤلاء المجرمين، تطلب منها أن تحقق لنفسها أضعف الإيمان اليوم وذلك بسرعة اتخاذ الإجراءات الرسمية المعلنة وغير المعلنة بتصفية تلك العلاقات السياسية، وعدم التذرع بأية ذريعة من ذرائع الدبلوماسيات المقيتة، وقد أذن الله تعالى لنا إذا عاهدنا أنظمة معتبرة أن ننبذ إليهم عهدهم إذا أظهروا الخيانة فقال تعالى ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال:58) فكيف إذا كان الغدر مُحققا وواقعا من كيان لاحق له في عهد ولاحظ له من اعتبار،لأنه مع ماعرف عنه من وضيع الأخلاق قد قام على أساس اعتبار الجريمة نهجا له مقدسا، إقاد النيران هي على الدوام سبيلهم وسياستهم مع المم والشعوب،لهذا لم يكن لهم غير الإسلام سبيلا للمواجهة،فإنهم على الدوام ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة:64) ، ووالله الذي لاأله سواه ليس وراء ذلك الذي نطالب به الحكومات من الإيمان حبة خردل، وإَّن مادون ذلك يعده الله العزيز الحكيم مسارعة من الأنظمة في غضب الله، وهو ما تحرص عليه اليهود لتوسيع الفجوة والهوة بين الشعوب وحكوماتها،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة51 : 52)

ثانيا: ضرورة المسارعة من الحكومات في فك القيود والأغلال التي قيدت بها أقدام شعوبها من أوضاع جائرة، وقوانين فاسدة حالت وتحول بين الأمة وبين حقها في التعبير عن مواقفها على وفق مايفرضه عليها دينها وتطلبه كرامتها.

إنها إن فعلت تكون قد كسبت رصيدا، وأمنت غدرا، وأعدت لنفسها غدا كريما ، ووفرَّت ظهرا أبيا، وإن لم تفعل اليوم قبل غد لن يكون إلا ما حذَّر الله منه من قبل، فتنة عمم يدفع بها بها انفجارات مكبوتة لا تبقي ولا تذر،(يوم يأتي لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)

ثالثا: ضرورة اتخاذ التدابير المناسبة لإعداد الأمة إعدادا لائقا لمواجهة المكائد التي أُعد لها بالليل والنهار لمحو هويتنا واستئصال شأفتنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران:118).

رابعا: وإلى أمة الجهاد أمة المسلمين جميعا، ليس لنا ولا لكم خيار بعد اليوم ولا بديل في غير قول الله رب العالمين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التوبة 38 :39 ).

إبدؤا من اليوم أمركم بالاستجابة لأمر ربكم بكل ممكن ولو في الاعتكاف في المساجد الذي يحسبونه اعتصاما، لاتفكوه ولا تفارقوه حتي يستجاب لكم، ويفتح لكم الطريق للتواصل مع ذويكم بغزة وإخوانكم على وفق ما كان من قبل،ومن يوم أن كانت غزة تحت الإدارة المصرية.

خامسا: إننا والأمة كلها لندعوا أهل القانون وخبراء السياسة والقضاء إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة قانونيا لمقضاة مجرمي الحرب من اليهود وأشياعيهم على وفق ماتقضي به العراف السياسية والقانونية المجرمة لحصار الأبرياء و للقتل الجماعي،فهذه من فرائض الوقت التي لاتقبل تأخيرا ،ولا تحتمل تأجيلا.

سادسا: وإلى المجاهدين والمرابطين في غزة وبقية أرض الأقصى، من قضى نحبه منهم ومن ينتظر،ثبَّت الله أقدامكم، وأدال لكم من عدونا وعدوِّكم،وإن ماأنتم فيه لهو إن شاء الله ثمن الشرف الغالي الذي لن يضيعه الله لكم ،وتلك الدماء هي التي جعل الله منا ماء الحياة لمن سياتي على أقدامكم من بعدكم حتى تسترد امتكم عافيتها،وقد رفع الله في العالمين ذكركم،(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:169).

فاللهم اقبل شهداءنا، ودمِّر على أعدائنا، واهتك أستار المتآمرين، وافضح أسرار الخائنين، واربط على قلوب المرابطين ،وأنر بصائر سادتنا وأئمتنا لما تحب وترضى.

(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (ابراهيم:42)

صدر عن الجبهة 29ذي الحجة1429هـ المرافق 27ديسمبر2008م

(السيف)
12-02-2009, 06:31 AM
جزاك الجنه

وجزاك ان شاء الله

msis98
12-02-2009, 08:12 AM
جزالك الله خيراً.

(السيف)
12-02-2009, 02:25 PM
الولاء والبراء بين النظرية والتطبيق في نازلة غزة المرابطة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً – أما بعد:

فالمقصود من عنوان هذه المقالة:
التفريق بين من يعلم حقيقة التوحيد، ومقوماته، وأنواعه ونواقضه مجرد علم نظري مع ضعف في تطبيقه والتحرك به، وبين من يجمع مع العلم العمل والتطبيق، وظهور آثار التوحيد في حاله وأعماله ومواقفه.

يبين الإمام ابن القيم - رحمه الله - المعاني عندما تحدث عن التوكل، وحقيقته، والفرق بين مجرد العلم به وبين التحرك به عملاً وحالاً، فيقول: "فكثير من الناس يعرف التوكُّل وحقيقته وتفاصيله، فيظن أنه متوكل، وليس من أهل التوكل، فحال التوكل: أمر آخر من وراء العلم به، وهذا كمعرفة المحبة والعلم بها وأسبابها ودواعيها، وحال المحب العاشق وراء ذلك، وكمعرفة علم الخوف، وحال الخائف وراء ذلك، وهو شبيه بمعرفة المريضِ ماهيةَ الصحة وحقيقَتها وحاله بخلافها. فهذا الباب يكثر اشتباه الدعاوى فيه بالحقائق، والعوارض بالمطالب، والآفات القاطعة بالأسباب الموصلة، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" (مدارج السالكين 2/125).

وحري بهذا الكلام أن تعقد عليه الخناصر، وتعض به النواجذ، وأن يهتم به المربُّون مع أنفسهم ومن تحت أيديهم، فلقد كان من مضى من العلماء الصالحين الربانيين يخافون على أنفسهم من الضعف العملي، أو ضعف الحال مقابل ما عندهم من العلم الكثير، وكانوا لا يركنون إلى شهرتهم العلمية، بل كانوا يكرهون أن يتضخم علمهم ويشتهروا به بين الناس وليس في قلوبهم وأحوالهم ما يكافئ ذلك من الأعمال الصالحة، والأحوال الشريفة، والتي هي مقتضى الفهم والعلم.

ولنا أن نتساءل ونفكر: أيهما أسعد حالاً ومنـزلة عند الله – عز وجل - رجل أوتي من العلم ما يتمكن به من حشد النصوص الدالة على فضل قيام الليل والأسباب المعينة على ذلك ثم هو لا يقوم الليل، وآخر لا يعلم من ذلك إلا أن قيام الليل مستحب وأجره عظيم فاجتهد ليله بين يدي ربه – تعالى – ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه؟، فالمرء لا يكون قائماً الليل بمجرد علمه بفضل ذلك وأحكامه، ولا يكون ورعاً بمجرد علمه بالورع، ولا يكون صابراً بمجرد علمه بالصبر وتعريفاته وأنواعه، ولا يكون متوكلاً بمجرد علمه بالتوكل وأقسامه.

وبعد هذه المقدمة التوضيحية لمصطلح العلم والحال أدخل في صلب الموضوع الذي بات يؤرق كل مسلم صادق، ويشغل بال كل موحِّد لله – عز وجل –، وذلك في هذه الأيام العصيبة التي نزلت فيها بأمة الإسلام، نازلة عظيمة، وذالك بما يدور الآن من عدوان و محرقة على إخواننا المسلمين في غزة على يد إخوان القردة و الخنازير، وكل ذنبهم أنهم مسلمون رافضون لمؤامرات الذلة والاستسلام التي تعترف لليهود بالاحتلال و تقرهم على مقدسات المسلمين ويعلنون ولاءهم لله – عز وجل – ولدينه وللمسلمين، كما يعلنون براءتهم من الكفر والكافرين.

وإن مما يقض المضاجع ويثير الأشجان أن تغيب كلمة الحق عند كثير من دعاة المسلمين وعلمائهم في هذا الحدث الذي تمتحن فيه العقيدة وبخاصة الأصل الأصيل لكلمة التوحيد ألا وهو "الولاء والبراء"، والذي هو واضح في هذا الصراع غاية الوضوح وجلي أشد الجلاء.

وإن المسلم ليحتار ويتساءل: أين ما كنا نتعلمه من ديننا وعقيدتنا من أن كلمة التوحيد إنما تقوم على الولاء والبراء، الولاء لله – عز وجل – وعبادته وحده ومحبة ما يحبه ومن يحبه والبراءة من الشرك وأهله ومن كل ما يبغضه - سبحانه - ومن يبغضه، وإعلان العداوة له وهذه هي وصية الله – تعالى – لهذه الأمة {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [سورة الممتحنة: 4].

إي والله إنه لسؤال محير: أين دروس المساجد؟، وأين محاضرات أهل العلم، وأشرطتهم المسجلة، وبيانهم للناس فيها عقيدة التوحيد القائمة على الولاء والبراء؟، أين الاعتزاز بدعوة المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدعوة من بعده، والذين كان جل كلامهم ورسائلهم في شرح هذه العقيدة ولوازمها والتحذير مما يخالفها وينقضها؟، أين نحن، وأين علماؤنا من بيان هذا الحق الأصيل للناس؟!، أين هم عن ذلك والأمة تمر في ساعات عصيبة تحتاج مَنْ يبعث فيها عقيدة الولاء والبراء، وبناء المواقف في ضوئها؟

وهنا أعود إلى عنوان هذه المقالة بعد أن تبين لنا معناها، وأقول: إن هناك فرق بين تناول التوحيد كعلم مجرد وبين أخذه علماً وحالاً وسلوكاً.

إن المواقف المتخاذلة اليوم أمام أمريكا الكافرة وربيبتها دولة اليهود، وعدم الصدع والجهر بعداوتها والبراءة منها ومن يتولاها من المنافقين من بني جلدتنا لهو أكبر دليل على أن التوحيد عند الكثير منا بقي في حدود العلم المجرد، أما أخذه علماً وحالاً وعملاً فإنه - ويا للأسف - أصبح مغيباً عن الأمة، ومغيباً عن المواقف والممارسات.

إن هذا الدين يرفض اختزال المعارف الباردة في الأذهان المجردة.

إن العلم في هذا الدين يقتضي العمل، ويتحول في قلب المسلم إلى حركة وأحوال ومواقف، إذ لا قيمة للمعرفة المجردة التي لا تتحول لتوِّها إلى حركة ومواقف. نعم، لا قيمة للدراسات الإسلامية في شتى مناهجها ومعاهدها، ولا قيمة لاكتظاظ الأدمغة بمضمونات هذه المعارف إن لم يصحبها عمل ومواقف.

إن العلم المجرد حجة على صاحبه إذا لم يقتضِ عنده العمل.

إن العلم بالدين لابد أن يزاول في الحياة، ويطبق في المجتمع، ويعيش في الواقع، وإلا فما قيمة الدروس المكثفة عن الولاء والبراء وأنواعه، وما يضاده من الشرك وما ينقضه من النواقض، ثم لما جاءت المواقف التي نحتاج فيها إلى تطبيق ما تعلمناه من مشائخنا فإذا بالسكوت، بل والتشنيع على من ترجم ما تعلمه إلى سلوك وحال مع أعداء الله – عز وجل – فأعلن براءته وصرَّح بما تعلمه من علمائه ومشائخه من أن تولي الكفار ومناصرتهم على المسلمين رِدَّة وناقض من نواقض الإسلام.

إن شأن التوحيد شأن عظيم من أجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، وقام سوق الجهاد وسوق الجنة والنار، ومن أجل الولاء والبراء – الذي هو أس التوحيد وركنه الركين – هاجر المسلمون السابقون الأولون من ديارهم، وضحّوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وفاصلوا آباءهم وأبناءهم وإخوانهم وعشائرهم الذين ليسوا على دينهم متمثلين في ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [سورة التوبة: 23-24].

ولما كانت عقيدة الولاء والبراء هي صلب كلمة التوحيد، وأنها تستلزم أقوالاً وأعمالاً ومواقف وبذلاً وتضحيات اهتم بها السلف اهتماماً عظيماً، وعلموها لأولادهم، وتواصوا بها، وهاجروا، وجاهدوا من أجلها، وعادوا، ووالوا على أساسها.

يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى-: "فاللهَ اللهَ إخواني: تمسّكوا بأصل دينكم أوله وآخره أسّهِ ورأسه، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها وأَحِبّوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم، ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت، عادوهم، وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم، أو قال: ما عليّ منهم، أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب على الله وافترى، بل كلفه الله بهم وفرض عليه الكفر بهم، والبراءة منهم ولو كانوا إخوانه وأولاده، فالله الله تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً" (الدرر السنية (2/119)).

وقال في موطن آخر: "إن الواجب على الرجل أن يعلم عياله وأهل بيته الحب في الله والبغض في الله، والموالاة في الله، والمعاداة فيه قبل تعليم الوضوء والصلاة؛ لأنه لا صحة لإسلام المرء إلا بصحة صلاته ولا صحة لإسلامه – أيضاً – إلا بصحة الموالاة والمعاداة في الله" (الرسائل الشخصية ص 323).

ولما تواجه المسلمون في تاريخهم الطويل مع أعدائهم الكافرين بشتى مللهم برز دور العلماء في وقتهم، وهم يحرِّضون على نصرة المسلمين وإعانتهم على الكافرين ويحذرون من تولي الكافرين، ومناصرتهم بأي نوع من أنواع النصرة، ويفتون بأن من ظَاهَر الكافرين على المسلمين فهو مرتد خارج عن ملة الإسلام.

فهذا الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – قال عن بابك الخرمي عندما خرج على المسلمين وحاربهم وهو بأرض المشركين: "خرج إلينا يحاربنا وهو مقيم بأرض الشرك، أيّ شيء حكمه؟، إن كان هكذا فحكمه حكم الارتداد" (الفروع (6/163)).

وعندما هجم التتار على أراضي الإسلام في بلاد الشام وغيرها أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – برِدِّة من قفز إلى معسكر التتار من بعض المنتسبين إلى الإسلام (الفتاوى 28/530).

وعندما هجمت جيوش المشركين على أراضي نجد لقتال أهل التوحيد، وأعانهم بعض المنتسبين إلى الإسلام، وذلك بين عامي 1223 – 1226 أفتى علماء نجد بردة من أعانهم، وألف الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ كتاب (الدلائل) في إثبات كفر هؤلاء.

وفي أوائل القرن الرابع عشر أعانت بعض قبائل الجزائر الفرنسيين ضد المسلمين، فأفتى فقيه المغرب أبو الحسن التسولي بكفرهم (أجوبة التسولي على مسائل الأمير عبد القادر الجزائري ص 210).

وفي منتصف القرن الرابع عشر اعتدى الفرنسيون والبريطانيون على المسلمين في مصر وغيرها فأفتى الشيخ أحمد شاكر بكفر من أعان هؤلاء بأي إعانة (كلمة حق: ص 126 وما بعدها).

وعندما استولى اليهود على فلسطين في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وأعانهم بعض المنتسبين إلى الإسلام أفتت لجنة الفتوى بالأزهر برئاسة الشيخ عبد المجيد سليم عام 1366هـ بكفر من أعانهم.

وفي هذه الأيام و في غزة التي تحالف على حربها اليهود والمنافقون، ما أحوجنا إلى من يعلنها اليوم من أهل العلم في وجه كل من يتعاون من الحكومات العربية مع اليهود في ذبح أهلنا في غزة ليقال لهم إن ذلك من المظاهرة للكافرين والتي أجمع فيها أهل العلم في القديم و الحديث – كما سبق بيانه – على كفر فاعلها و ردته، ونخص منهم الحكومة التي جندت جنودها في غلق معبر رفح ليُخنَقَ المسلمون في غزة ويمنع عنهم ضروريات الحياة من غذاء ودواء ونقل لجرحاهم ويسلموهم لمحرقة اليهود و جحيمهم، فأيّ تولٍّ لليهود أكبر من هذا...؟!، قال الله عز و جل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة المائدة: 51].

وإن مما يتعلق بالولاء والبراء في مصاب غزة وجوب نصرة إخواننا هناك والحذر من خذلانهم وإسلامهم لعدوهم في هذه الظروف العصيبة. وإنه لمن المحزن والمؤلم لقلب كل مسلم أن يوجد في هذه الأيام من المنتسبين للعلم والدعوة – ولا أقول من العلمانيين والمنافقين – من يرفع عقيرته أو يسخر قلمه للنيل من المجاهدين في غزة ونقدهم بل والشماتة أحيانًا بهم عياذا بالله .

ونقول لهؤلاء: اتقوا الله وخافوا ربكم، أفي هذا الوقت الذي تتطاير فيه أشلاء النساء و الأطفال وتهدم البيوت على أهلها و تصب عليهم نار القنابل العنقودية والفسفورية التي تصهر اللحم والعظم يقال هذا الكلام؟

إنكم بصنيعكم هذا تضعون أنفسكم في خندق المعتدي وتعطونه المبرر لارتكاب محرقته من حيث لا تشعرون.

إن أخطاء المجاهدين لا تُسوِّغ خذلانهم أمام عدوهم فهم بشر وليسوا بمعصومين، قال الله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [سورة التوبة : 71]، وأخطاء المؤمنين لا ترفع الولاية عنهم.

ويا ليت أن نقد هؤلاء توجه إلى فضح إرهاب الكافرين ونفاق الموالين لهم وخياناتهم وبيان جرائمهم كالذي تمارسه الحكومة المصرية وعصبة عباس العلمانية من تواطؤ مع العدو على أهلنا في غزة.

يا إخواننا "اتقوا الله في أنفسكم و أمتكم، واعلموا أنكم ظلمتم أنفسكم فتوبوا إلى بارئكم واذكروا قوله صلى الله عليه و سلم: «ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» [حسنه الألباني].

ألا يكفي المسلمين من الحزن والحرقة والألم مما يصيب إخوانهم في غزة حتى يأت هؤلاء بما يزيد الألم آلامًا من هذه المواقف المخذلة والشامتة.

إن ما يحصل في غزة إنما هو حرب يهودية صليبية على الإسلام والمسلمين وليس على حماس وحدها، حرب تميز الناس فيها إلى فئتين متقابلتين: فئة مسلمة لا ترضى بغير الإسلام حلاً وبديلاً وترفض الخنوع والاستسلام والتنازل لليهود عن فلسطين، وفئة أخرى كافرة يتحالف فيها اليهود وإخوانهم من المنافقين على الإسلام و أهله، فمع أي الفئتين يضع المسلم نفسه، وفي أيِّ الخندقين يجب أن يكون، أفي خندق الكفر الحاقد على الإسلام وأهله أم في خندق الإسلام وأهله؟، أفي ذلك غموض واشتباه؟، إنه والله لا غموض فيه ولا لبس... وإن الأمر جِدُّ خطير، وامتحان للتوحيد في قلب المؤمن القائم على عبادة الله وحده والكفر بما سواه والموالاة والمعاداة فيه.نسأل الله عز و جل أن يجعلنا من الموحدين الصادقين سلمًا لأوليائه حربًا على أعدائه، كما نسأله سبحانه أن يجعل لإخواننا في غزة من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ومن كل بلاء عافيةً والحمد لله رب العالمين.

الشيخ عبدالعزيز ناصر الجليل




اضافة مباركة وفي ميزانك ان شاء الله

امـ حمد
12-02-2009, 04:49 PM
الله يجزيك خير اخوي

دار_الزين
13-02-2009, 07:46 PM
http://www.gallery.7oob.net/data/media/19/188_1172377399.gif

(السيف)
15-02-2009, 06:13 AM
بوركتم ،،، جميعاً،،،،
التصديق قولاً وفعلاً وعملاً،،، ،،،،


بارك الله فيكم

روميت
19-02-2009, 02:01 PM
أحسنت .

فارس العرب
21-02-2009, 07:18 PM
بوركت الأنامل التي خطت ونقلت الموضوع

جزاك ربي الجنه أخوي الغالي السيف والله يجعله في موازين أعمالك

(السيف)
16-05-2009, 10:43 PM
أحسنت .


بوركت الأنامل التي خطت ونقلت الموضوع

جزاك ربي الجنه أخوي الغالي السيف والله يجعله في موازين أعمالك

بارك الله فيكم

الصارم
17-05-2009, 06:44 PM
جزاك الله خيراً أخي السيف