راعي البورصه
11-02-2009, 12:50 PM
:anger1::anger1:2009-02-11
الدوحة ـ إسماعيل طلاي
«50 ألف ريال لقضاء أغلى ليلة فالنتاين في الخليج»، الإعلان ليس في إحدى الدول الخليجية التي بات فيها الاحتفال بعيد الحب في الرابع عشر من فبراير كل عام تقليداً شائعاً، إنها دعوة «مغرية» من قلب الدوحة، أطلقتها أحد الفنادق لاستقطاب العشاق في بلد، لا يزال فيه الانقسام واضحاً بين المؤيدين والمعارضين للاحتفال بهذا اليوم، في حين انبرت فنادق أخرى مدافعة عن القيم الإسلامية، رافضة بشدة الاحتفال بهذا اليوم.
وسط هذا الجدل القديم المتجدد، يتزايد عدد الشباب الذين يتوقون لهذا اليوم، ويبتدعون حيلا «مسلية» و»مدهشة» لإيصال الهدية إلى الحبيب.
ولئن كانت محلات المجمعات التجارية قد بدأت تأخذ تدريجيا حلتها الجديدة، فإن المطاعم والفنادق بدأت في الاستعداد باكراً لعيد الحب، والكثير منها أعلنت إغلاق الحجوزات، بسبب تهافت العشاق على الحجز مبكرا، وبأسعار متفاوتة.
بعض الفنادق استعدت باكرا للاحتفال بعيد الحب، وعقدت لقاءات عمل مكثفة للبحث عن التميز لهذه السنة عن تلك خلت. وفي حين تراهن بعض الفنادق على الوجبات النوعية، وتعلن عبر وسائل الإعلام مسبقا عن وجبات خصيصة للمناسبة، فإن فنادق أخرى تحسست جيوب «المحبين» فاختارت أن توفر أسعار «ترحم» جيوب العشاق المهزوزين بفعل أزمة مالية لم ترحم أحداً، بينما كان خيار فنادق أخرى على ليلة «الحلم» مهما كان السعر خيالياً.
البحث عن التميز وإغراء العشاق بليلة حالمة، مهما كان ثمنها، كان رهان فندق ....... الذي قرر أن يرفع سقف المنافسة عالياً هذا العام، وقرر أن يكون نطاق تنافسه خليجياً، وليس قطرياً فحسب، فكانت المفاجأة التي حضرتها إدارة الفندق تتمثل في أغلى ليلة (فالنتاين) على مستوى الخليج، في فندق على شاطئ البحر، بسعر 50 ألف ريال.
وتحت شعار: «لحظات ساحرة بفندق ...... «، أعد مدير العلاقات العامة بالفندق إعلاناً دعائياً «مغريا» بلغة رومانسية يفقهها أصحاب النفوس المتلهفة في مثل هذا اليوم؛ لأن يكون مختلفاً عن باقي أيام السنة، فخاطبهم قائلاً: «يقدم ......... هذه السنة عيد حب متميز لكل العشاق.. يمكن لكل العشاق الاستمتاع بقوائم جديدة تشمل عشاء رومانسي لاثنين في جلسة خاصة على الشاطئ، تحت تلألؤ النجوم».
وخلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير الجاري، أعد الفندق عروضاً مختلفة للاستمتاع بليال مختلفة، تتراوح أسعارها ما بين 2000 ريال لشخصين الى 1600 ريال .بينما يمكن الإقامة في جناح ليلة واحدة بسعر 3000 ريال . ويذهب الفندق أبعد، معلناً عن ما يسميه أغلى ليلة حب في الخليج، أو ما يسمى «عرض الحب الملكي»، تتضمن الإقامة في الجناح الملكي ليلة واحدة بسعر 50 ألف ريال، مع ما يصاحبها من امتيازات.
وقالت سارة، فتاة قادمة من إحدى الدول العربية وتعيش أولى أيام علاقتها العاطفية: «أدرك أن الاحتفال بالفالنتاين ليس من عاداتنا، لكني لا أقدر أن أقاوم شعور الفرحة في هذه الليلة حينما أتسلم هدية جميلة، خاصة»، لكنها عقبت متحسرة: «للأسف قصدنا فندق ...... للاستمتاع ببيئته العربية قبيل أسبوع من يوم عيد الحب، لكننا وجدنا كل الأماكن محجوزة سلفا لسهرة بمبلغ 1600 ريال».
بدوره، فإن فندق ...... قرر أن يتنافس على استقطاب الزبائن، حيث أعلن مدير العلاقات العامة بالفندق أن «الفندق خصص أجواء رومانسية لكل شخص للاحتفال بهذا اليوم الخاص، عيد الحب الذي يصادف 14 فبراير»، مضيفاً: «قمنا بإعداد وجبة الفالنتاين كاملة للاحتفال برفقة الشخص الذي يحب، كل شخص مقابل 950 ريال». أما وجبة العشاء فتتضمن مأكولات مختلفة تبدأ تكلفتها من 240 ريال فما فوق.
وعن نوعية الزبائن الذين يستقبلهم الفندق ، يقول مسؤول العلاقات العامة: «إن 80 % من الزبائن الذين يقصدون الفندق للاحتفال بعيد الحب هم مقيمون من دول أوروبية، إلى جانب عرب.
مقاطعون..غير مبالين بالأرباح
وعلى النقيض، تبرز فنادق ترفض مطلقا الاحتفال بعيد الحب، ومثيله من المناسبات، بحجة أنها منافية للقيم الإسلامية، ويبرز منتجع تاج ريان في صدارة هذه الفنادق التي تجاهر بمقاطعتها الاحتفال بأعياد رأس السنة وحفلات أعياد الميلاد، وعيد الحب وما شابهها.
مسعود يوسف الشهابي، مسؤول العلاقات العامة في فندق تاج ريان، يبرر خيار الفندق بالمقاطعة في حديثه لـ «العرب» قائلا: «نحن نرفض الاحتفال بعيد الحب في فندق تاج ريان؛ لأننا فندق شبه إسلامي، ونحن لا نعترف بهذه المعتقدات، كما أننا لا نحتفل برأس السنة الميلادية، ونحن متشددون في الدين أكثر من أي أمر آخر، كما أن المشروبات الروحية ممنوعة، باعتبار شركة «ريان» شركة شبة حكومية وتتبعها هيئة الأوقاف ومؤسسة عيد الخيرية وشؤون القاصرين التي تساهم كلها في الفندق».
وعن سؤال حول ما إذا كان الامتناع عن الاحتفال بعيد الحب نفّر منهم الزبائن قال: «الحمد لله حصلنا على زبائن، وخاصة من دول خليجية، ونحن نتميز بأننا فنادق عائلية، ولسنا وحدنا في قطر الذين نمتنع عن المشروبات الروحية، فهناك فنادق أخرى على ما أعلم أيضا لا يوفرونها».
وبشأن الإقبال على الاحتفال بـ»الفالنتاين» في قطر، قال: «أعتقد أن هناك إقبالا من الجيل الجديد، وهي تقاليد استوردوها من قيم غربية. للأسف هذا الجيل لم يعلم السلوك القويم في المدارس، مضيفا: «للمجتمع والأسرة دورها أيضا».
وختم يقول: «رغم ذلك، في قطر لا يمكن الحديث عن احتفالات بمعنى الكلمة، بل تبادل للهدايا، وتجد شبانا يحتفلون خارج بيوتهم دون علم أهاليهم، ولكن لا تجد شبابا وفتيات عشاق يقصدون مقاهي أو مطاعم كما هو الحال في دول عربية».
ويرى مسعود أن الحل لمواجهة هذه «الظاهرة» يكمن في النصيحة، لكن يُعقِّب بلهجة حسرة: «النصيحة أصبحت صعبة أيضاً، لأن الاحتفال بعيد الحب ومثيل هذه المناسبات ترسخ في ذهن الكثير من الشباب من الجنسين، والمشكلة الرئيسية أن المحلات في المجمعات التجارية تروج لهذه الاحتفالات، وعلى عاتق الدولة التي تتساهل مع هذه الشركات والمحلات التي تسوق للهدايا في عيد الحب».
محلات الهدايا..يوم عادي
ولئن كانت الفنادق المنتشرة في قطر منقسمة حول الاحتفال بعيد الحب من عدمه، فإن محلات بيع الورود والشكولاتة استعدت باكرا وقد أضفت على واجهاتها حلة حمراء من ورود، ودببة، وقلوب ورقية وغيرها.
أحد المحلات بمجمع «سيتي سانتر»، يعرض أنواعا فاخرة من الشكولاتة، ومعظمها ملفوف في ورق أحمر، أو في علب مرتبة في شكل تحف فنية، يمنع تصويرها، احتراما لسر المهنة، كما قال محمد أبو همين المشرف على المحل، وعلق قائلا: «ليس هناك ما يميز يوم عيد الحب بالنسبة لباقي الأيام بالنسبة لقطر على خلاف دول عربية أخرى» مضيفا: «الأسعار هي نفسها لم تتغير، وقد تصل إلى 5 آلاف ريال لطبق متكامل من الشكولاتة أحيانا. لكن ليس هناك إقبال غير عادي في نظري، بل يكاد اليوم يكون عاديا جدا».
أولياء..الذنب كله على الإعلام
لن نأتي بالجديد إن قلنا إن المجتمع القطري منقسم كحال الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية بين أنصار، ومعارضي الاحتفال بعيد الحب. لكن مع تزايد الاحتفالات بهذا اليوم، بدأت الأصوات تتعالى في قطر، منددة بـ «الصمت» أو «تجاهل» انتشار العادة بين الشباب وإن في صمت حاليا، لكنهم يتخوفون من مرحلة أن يتحول الصمت مع الوقت إلى «علامة للرضا»، لاسيما وأن المحلات التجارية في المجمعات باتت تعد العدة استعداداً لهذا اليوم الذي يدر أرباحاً خيالية أحياناً.
هذه القناعة تترجمها أم عبد الله من جامعة قطر، بقولها: «لا أعتقد أن لدينا في قطر احتفالات كما هو متعارف عليه على إيقاع الموسيقى وبالونات الحب، والخروج في سهرات حالمة بالمطاعم، ولو وجدت ذلك، فهي حالات نادرة جدا. لا يمكن أن ننكر وجود شباب ينتظرون هذا اليوم، لكن ما يقومون لا يتعدى حدود تبادل الهدايا، بينما تبالغ محلات الورود والهدايا والشكولاتة في تزيين واجهاتها، وتلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في الترويج لهذا اليوم».
الثقة المفرطة للأولياء هي السبب
أم عبد الله لا تنفي إمكانية أن يكون ابنها ذو الـ 18 ربيعا من المؤيدين للاحتفال بعيد الحب، وتقول ضاحكة: «بصراحة، لا أدري، لكن بالتأكيد حتى لو كانت له فتاة يحبها فسيهديها هدية، ولكن من دون أن أعلم، وسيفعل ذلك سراً».
بدورها، تعقب السيدة «م.أ»، كما فضلت أن تسمي نفسها، على كلام صديقتها بالقول: «المجتمع القطري محافظ جدا، رغم أنني لا أنكر أن الفتيات أصبحن يتوافدن في قوافل إلى المجمعات التجارية لاقتناء الهدايا من القلوب الحمراء وإهدائها سرا، أمر لم يعرفه جيلنا، وفي نظري أن هذا مرده إلى الثقة المبالغ فيها للأولياء في أبنائهم، فلم يكن مسموحا في سنوات ماضية لشلة من الفتيات أن يخرجن بمفردهن إلى المولات التجارية، وهناك يحدث العجب».
أسرار البنات: كيف توصل الهدية إلى الحبيب
بعض الطالبات كشفت لـ «العرب» عما وصفنه حيل البنات وأسرارهن لإيصال الهدية إلى الحبيب، في مجتمع محافظ، لا يسمح بالتواصل مباشرة بين الحبيبين علنا، احتراما للتعاليم الإسلاميـــــــــــــــة الحنيفــــــــــــــــة والتقاليد العربية.
تقول هند، طالبة عراقية في كلية الهندسة: «أنا صراحة لا أحتفل بعيد الحب، لكن أحترم من يحتفل به، لأنني أرى ذلك من باب حرية الرأي والقناعات الشخصية. وأعرف الكثيرات من الفتيات اللائي يحتفلن طبعا، بل إن الجامعة تتحول في هذا اليوم وقبله بأيام إلى فضاء أحمر، وترى كل شيء في الوجود باللون الأحمر، من قمصان حمراء، وأحمر شفاه بارز، وأحذية حمراء، وساعات يد حمراء، ناهيك طبعا عن القلوب الحمراء التي تفارق الأيدي و..و...و...».
وبالمثل تقول مروة، طالبة بكلية القانون: «أنا شخصيا لا أحتفل، لكن شقيقتي الصغيرة مهووسة بهذا اليوم، وعبثا تحاول أن تقنعها بالمواعظ أو أي كلام، وترد علينا دوما: صديقاتي كلهن يحتفلن، فهل أبدو أنا شاذة عنهن؟».
وتضيف مروة: «طبعا هناك شريحة كبيرة من الفتيات اللائي يحتفلن بهذا اليوم، بل إن الاحتفال ازداد اتساعاً حتى لدى طلاب الابتدائية من كلا الجنسين».
وعن طريقة التهــــــــــــادي التي تتبعها الفتيــــــــــــــات لإيصال الهدايا إلى الحبيب، قالت مروة: «طبعا في مجتمع محافظ، يصعب على الفتاة أن تجلس مع حبيبها في مجمع تجاري، أو تقصد السينما، أو مطعما فاخراً، لكن لدى البنات أسرارهن أيضا، ومما سمعته عن صديقاتي أنهم يلتقين الحبيب في المجمعات حيث يبدأ الاحتفال بتبادل الابتسامات وربما أيضا عبارات الحب العابرة، ويمضين ذهابا وإيابا بين المحلات، وتتهاطل عشرات رسائل الغرام عبر الهاتف الجوال، خاصة بفضل تقنية البلوتوث».
وتستطرد مازحة: «بعد أن يلتقي الأحبة تأتي المرحلة الثانية لإيصال الهدية إلى الحبيب، وهنا يكون الاستنجاد طبعا بالشقيقة الصغرى، أو ابنة الجيران، أو الأخ الصغير، وحتى امرأة قريبة تتولى إيصال الهدية إلى الحبيب مباشرة، أو إلى بيته لمن كان أهله متفتحين ولا يعارضون بشدة تلك العلاقات العاطفية».
جدل قديم متجدد
هذا السبت يعود فالنتاين، ويعود معه جدل قديم متجدد حول المؤيدين، والمتحفظين، والرافضين بشدة للاحتفال بعيد الحب في كل الدول العربية والإسلامية، رغم أن دولاً من قبيل المملكة العربية السعودية تحرم الاحتفال به بالمطلق، بل وتطارد الشباب المحتفلين به وتعاقبهم.
في قطر: مرة أخرى، يبدو أن الاحتفالات بعيد الحب ستتواصل، ولكن دوما «خفية» و»على استحياء»، وبعيدا عن نظرات المجتمع، لكن المحلات ستواصل عرض القلوب الحمراء، والفنادق باتت تبدع كل سنة عن تلك التي سبقتها عروض مغرية لجلب عشاق، معظمهم عرب وأجانب، في تزايد ولو سراً!
ربما الجديد هذا العام في قطر، تحرك إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف التي يبدو أنها قررت أن ترفع حدة لهجتها، فلجأت إلى رسائل «الوعد والوعيد».
منقول من جريده العرب...
الدوحة ـ إسماعيل طلاي
«50 ألف ريال لقضاء أغلى ليلة فالنتاين في الخليج»، الإعلان ليس في إحدى الدول الخليجية التي بات فيها الاحتفال بعيد الحب في الرابع عشر من فبراير كل عام تقليداً شائعاً، إنها دعوة «مغرية» من قلب الدوحة، أطلقتها أحد الفنادق لاستقطاب العشاق في بلد، لا يزال فيه الانقسام واضحاً بين المؤيدين والمعارضين للاحتفال بهذا اليوم، في حين انبرت فنادق أخرى مدافعة عن القيم الإسلامية، رافضة بشدة الاحتفال بهذا اليوم.
وسط هذا الجدل القديم المتجدد، يتزايد عدد الشباب الذين يتوقون لهذا اليوم، ويبتدعون حيلا «مسلية» و»مدهشة» لإيصال الهدية إلى الحبيب.
ولئن كانت محلات المجمعات التجارية قد بدأت تأخذ تدريجيا حلتها الجديدة، فإن المطاعم والفنادق بدأت في الاستعداد باكراً لعيد الحب، والكثير منها أعلنت إغلاق الحجوزات، بسبب تهافت العشاق على الحجز مبكرا، وبأسعار متفاوتة.
بعض الفنادق استعدت باكرا للاحتفال بعيد الحب، وعقدت لقاءات عمل مكثفة للبحث عن التميز لهذه السنة عن تلك خلت. وفي حين تراهن بعض الفنادق على الوجبات النوعية، وتعلن عبر وسائل الإعلام مسبقا عن وجبات خصيصة للمناسبة، فإن فنادق أخرى تحسست جيوب «المحبين» فاختارت أن توفر أسعار «ترحم» جيوب العشاق المهزوزين بفعل أزمة مالية لم ترحم أحداً، بينما كان خيار فنادق أخرى على ليلة «الحلم» مهما كان السعر خيالياً.
البحث عن التميز وإغراء العشاق بليلة حالمة، مهما كان ثمنها، كان رهان فندق ....... الذي قرر أن يرفع سقف المنافسة عالياً هذا العام، وقرر أن يكون نطاق تنافسه خليجياً، وليس قطرياً فحسب، فكانت المفاجأة التي حضرتها إدارة الفندق تتمثل في أغلى ليلة (فالنتاين) على مستوى الخليج، في فندق على شاطئ البحر، بسعر 50 ألف ريال.
وتحت شعار: «لحظات ساحرة بفندق ...... «، أعد مدير العلاقات العامة بالفندق إعلاناً دعائياً «مغريا» بلغة رومانسية يفقهها أصحاب النفوس المتلهفة في مثل هذا اليوم؛ لأن يكون مختلفاً عن باقي أيام السنة، فخاطبهم قائلاً: «يقدم ......... هذه السنة عيد حب متميز لكل العشاق.. يمكن لكل العشاق الاستمتاع بقوائم جديدة تشمل عشاء رومانسي لاثنين في جلسة خاصة على الشاطئ، تحت تلألؤ النجوم».
وخلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير الجاري، أعد الفندق عروضاً مختلفة للاستمتاع بليال مختلفة، تتراوح أسعارها ما بين 2000 ريال لشخصين الى 1600 ريال .بينما يمكن الإقامة في جناح ليلة واحدة بسعر 3000 ريال . ويذهب الفندق أبعد، معلناً عن ما يسميه أغلى ليلة حب في الخليج، أو ما يسمى «عرض الحب الملكي»، تتضمن الإقامة في الجناح الملكي ليلة واحدة بسعر 50 ألف ريال، مع ما يصاحبها من امتيازات.
وقالت سارة، فتاة قادمة من إحدى الدول العربية وتعيش أولى أيام علاقتها العاطفية: «أدرك أن الاحتفال بالفالنتاين ليس من عاداتنا، لكني لا أقدر أن أقاوم شعور الفرحة في هذه الليلة حينما أتسلم هدية جميلة، خاصة»، لكنها عقبت متحسرة: «للأسف قصدنا فندق ...... للاستمتاع ببيئته العربية قبيل أسبوع من يوم عيد الحب، لكننا وجدنا كل الأماكن محجوزة سلفا لسهرة بمبلغ 1600 ريال».
بدوره، فإن فندق ...... قرر أن يتنافس على استقطاب الزبائن، حيث أعلن مدير العلاقات العامة بالفندق أن «الفندق خصص أجواء رومانسية لكل شخص للاحتفال بهذا اليوم الخاص، عيد الحب الذي يصادف 14 فبراير»، مضيفاً: «قمنا بإعداد وجبة الفالنتاين كاملة للاحتفال برفقة الشخص الذي يحب، كل شخص مقابل 950 ريال». أما وجبة العشاء فتتضمن مأكولات مختلفة تبدأ تكلفتها من 240 ريال فما فوق.
وعن نوعية الزبائن الذين يستقبلهم الفندق ، يقول مسؤول العلاقات العامة: «إن 80 % من الزبائن الذين يقصدون الفندق للاحتفال بعيد الحب هم مقيمون من دول أوروبية، إلى جانب عرب.
مقاطعون..غير مبالين بالأرباح
وعلى النقيض، تبرز فنادق ترفض مطلقا الاحتفال بعيد الحب، ومثيله من المناسبات، بحجة أنها منافية للقيم الإسلامية، ويبرز منتجع تاج ريان في صدارة هذه الفنادق التي تجاهر بمقاطعتها الاحتفال بأعياد رأس السنة وحفلات أعياد الميلاد، وعيد الحب وما شابهها.
مسعود يوسف الشهابي، مسؤول العلاقات العامة في فندق تاج ريان، يبرر خيار الفندق بالمقاطعة في حديثه لـ «العرب» قائلا: «نحن نرفض الاحتفال بعيد الحب في فندق تاج ريان؛ لأننا فندق شبه إسلامي، ونحن لا نعترف بهذه المعتقدات، كما أننا لا نحتفل برأس السنة الميلادية، ونحن متشددون في الدين أكثر من أي أمر آخر، كما أن المشروبات الروحية ممنوعة، باعتبار شركة «ريان» شركة شبة حكومية وتتبعها هيئة الأوقاف ومؤسسة عيد الخيرية وشؤون القاصرين التي تساهم كلها في الفندق».
وعن سؤال حول ما إذا كان الامتناع عن الاحتفال بعيد الحب نفّر منهم الزبائن قال: «الحمد لله حصلنا على زبائن، وخاصة من دول خليجية، ونحن نتميز بأننا فنادق عائلية، ولسنا وحدنا في قطر الذين نمتنع عن المشروبات الروحية، فهناك فنادق أخرى على ما أعلم أيضا لا يوفرونها».
وبشأن الإقبال على الاحتفال بـ»الفالنتاين» في قطر، قال: «أعتقد أن هناك إقبالا من الجيل الجديد، وهي تقاليد استوردوها من قيم غربية. للأسف هذا الجيل لم يعلم السلوك القويم في المدارس، مضيفا: «للمجتمع والأسرة دورها أيضا».
وختم يقول: «رغم ذلك، في قطر لا يمكن الحديث عن احتفالات بمعنى الكلمة، بل تبادل للهدايا، وتجد شبانا يحتفلون خارج بيوتهم دون علم أهاليهم، ولكن لا تجد شبابا وفتيات عشاق يقصدون مقاهي أو مطاعم كما هو الحال في دول عربية».
ويرى مسعود أن الحل لمواجهة هذه «الظاهرة» يكمن في النصيحة، لكن يُعقِّب بلهجة حسرة: «النصيحة أصبحت صعبة أيضاً، لأن الاحتفال بعيد الحب ومثيل هذه المناسبات ترسخ في ذهن الكثير من الشباب من الجنسين، والمشكلة الرئيسية أن المحلات في المجمعات التجارية تروج لهذه الاحتفالات، وعلى عاتق الدولة التي تتساهل مع هذه الشركات والمحلات التي تسوق للهدايا في عيد الحب».
محلات الهدايا..يوم عادي
ولئن كانت الفنادق المنتشرة في قطر منقسمة حول الاحتفال بعيد الحب من عدمه، فإن محلات بيع الورود والشكولاتة استعدت باكرا وقد أضفت على واجهاتها حلة حمراء من ورود، ودببة، وقلوب ورقية وغيرها.
أحد المحلات بمجمع «سيتي سانتر»، يعرض أنواعا فاخرة من الشكولاتة، ومعظمها ملفوف في ورق أحمر، أو في علب مرتبة في شكل تحف فنية، يمنع تصويرها، احتراما لسر المهنة، كما قال محمد أبو همين المشرف على المحل، وعلق قائلا: «ليس هناك ما يميز يوم عيد الحب بالنسبة لباقي الأيام بالنسبة لقطر على خلاف دول عربية أخرى» مضيفا: «الأسعار هي نفسها لم تتغير، وقد تصل إلى 5 آلاف ريال لطبق متكامل من الشكولاتة أحيانا. لكن ليس هناك إقبال غير عادي في نظري، بل يكاد اليوم يكون عاديا جدا».
أولياء..الذنب كله على الإعلام
لن نأتي بالجديد إن قلنا إن المجتمع القطري منقسم كحال الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية بين أنصار، ومعارضي الاحتفال بعيد الحب. لكن مع تزايد الاحتفالات بهذا اليوم، بدأت الأصوات تتعالى في قطر، منددة بـ «الصمت» أو «تجاهل» انتشار العادة بين الشباب وإن في صمت حاليا، لكنهم يتخوفون من مرحلة أن يتحول الصمت مع الوقت إلى «علامة للرضا»، لاسيما وأن المحلات التجارية في المجمعات باتت تعد العدة استعداداً لهذا اليوم الذي يدر أرباحاً خيالية أحياناً.
هذه القناعة تترجمها أم عبد الله من جامعة قطر، بقولها: «لا أعتقد أن لدينا في قطر احتفالات كما هو متعارف عليه على إيقاع الموسيقى وبالونات الحب، والخروج في سهرات حالمة بالمطاعم، ولو وجدت ذلك، فهي حالات نادرة جدا. لا يمكن أن ننكر وجود شباب ينتظرون هذا اليوم، لكن ما يقومون لا يتعدى حدود تبادل الهدايا، بينما تبالغ محلات الورود والهدايا والشكولاتة في تزيين واجهاتها، وتلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في الترويج لهذا اليوم».
الثقة المفرطة للأولياء هي السبب
أم عبد الله لا تنفي إمكانية أن يكون ابنها ذو الـ 18 ربيعا من المؤيدين للاحتفال بعيد الحب، وتقول ضاحكة: «بصراحة، لا أدري، لكن بالتأكيد حتى لو كانت له فتاة يحبها فسيهديها هدية، ولكن من دون أن أعلم، وسيفعل ذلك سراً».
بدورها، تعقب السيدة «م.أ»، كما فضلت أن تسمي نفسها، على كلام صديقتها بالقول: «المجتمع القطري محافظ جدا، رغم أنني لا أنكر أن الفتيات أصبحن يتوافدن في قوافل إلى المجمعات التجارية لاقتناء الهدايا من القلوب الحمراء وإهدائها سرا، أمر لم يعرفه جيلنا، وفي نظري أن هذا مرده إلى الثقة المبالغ فيها للأولياء في أبنائهم، فلم يكن مسموحا في سنوات ماضية لشلة من الفتيات أن يخرجن بمفردهن إلى المولات التجارية، وهناك يحدث العجب».
أسرار البنات: كيف توصل الهدية إلى الحبيب
بعض الطالبات كشفت لـ «العرب» عما وصفنه حيل البنات وأسرارهن لإيصال الهدية إلى الحبيب، في مجتمع محافظ، لا يسمح بالتواصل مباشرة بين الحبيبين علنا، احتراما للتعاليم الإسلاميـــــــــــــــة الحنيفــــــــــــــــة والتقاليد العربية.
تقول هند، طالبة عراقية في كلية الهندسة: «أنا صراحة لا أحتفل بعيد الحب، لكن أحترم من يحتفل به، لأنني أرى ذلك من باب حرية الرأي والقناعات الشخصية. وأعرف الكثيرات من الفتيات اللائي يحتفلن طبعا، بل إن الجامعة تتحول في هذا اليوم وقبله بأيام إلى فضاء أحمر، وترى كل شيء في الوجود باللون الأحمر، من قمصان حمراء، وأحمر شفاه بارز، وأحذية حمراء، وساعات يد حمراء، ناهيك طبعا عن القلوب الحمراء التي تفارق الأيدي و..و...و...».
وبالمثل تقول مروة، طالبة بكلية القانون: «أنا شخصيا لا أحتفل، لكن شقيقتي الصغيرة مهووسة بهذا اليوم، وعبثا تحاول أن تقنعها بالمواعظ أو أي كلام، وترد علينا دوما: صديقاتي كلهن يحتفلن، فهل أبدو أنا شاذة عنهن؟».
وتضيف مروة: «طبعا هناك شريحة كبيرة من الفتيات اللائي يحتفلن بهذا اليوم، بل إن الاحتفال ازداد اتساعاً حتى لدى طلاب الابتدائية من كلا الجنسين».
وعن طريقة التهــــــــــــادي التي تتبعها الفتيــــــــــــــات لإيصال الهدايا إلى الحبيب، قالت مروة: «طبعا في مجتمع محافظ، يصعب على الفتاة أن تجلس مع حبيبها في مجمع تجاري، أو تقصد السينما، أو مطعما فاخراً، لكن لدى البنات أسرارهن أيضا، ومما سمعته عن صديقاتي أنهم يلتقين الحبيب في المجمعات حيث يبدأ الاحتفال بتبادل الابتسامات وربما أيضا عبارات الحب العابرة، ويمضين ذهابا وإيابا بين المحلات، وتتهاطل عشرات رسائل الغرام عبر الهاتف الجوال، خاصة بفضل تقنية البلوتوث».
وتستطرد مازحة: «بعد أن يلتقي الأحبة تأتي المرحلة الثانية لإيصال الهدية إلى الحبيب، وهنا يكون الاستنجاد طبعا بالشقيقة الصغرى، أو ابنة الجيران، أو الأخ الصغير، وحتى امرأة قريبة تتولى إيصال الهدية إلى الحبيب مباشرة، أو إلى بيته لمن كان أهله متفتحين ولا يعارضون بشدة تلك العلاقات العاطفية».
جدل قديم متجدد
هذا السبت يعود فالنتاين، ويعود معه جدل قديم متجدد حول المؤيدين، والمتحفظين، والرافضين بشدة للاحتفال بعيد الحب في كل الدول العربية والإسلامية، رغم أن دولاً من قبيل المملكة العربية السعودية تحرم الاحتفال به بالمطلق، بل وتطارد الشباب المحتفلين به وتعاقبهم.
في قطر: مرة أخرى، يبدو أن الاحتفالات بعيد الحب ستتواصل، ولكن دوما «خفية» و»على استحياء»، وبعيدا عن نظرات المجتمع، لكن المحلات ستواصل عرض القلوب الحمراء، والفنادق باتت تبدع كل سنة عن تلك التي سبقتها عروض مغرية لجلب عشاق، معظمهم عرب وأجانب، في تزايد ولو سراً!
ربما الجديد هذا العام في قطر، تحرك إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف التي يبدو أنها قررت أن ترفع حدة لهجتها، فلجأت إلى رسائل «الوعد والوعيد».
منقول من جريده العرب...