المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تصبح فلسطين اندلس اخر ونقراء من يرثيها



السعدي999
11-02-2009, 06:31 PM
ان بلاد الأندلس هي أسبانيا والبرتغال الآن
لا يسكنها من المسلمين الآن إلا أعداد قليلة جداً
لا تتناسب مطلقاً مع التاريخ المجيد الطويل للمسلمين في هذه البلاد
فلقد عاش المسلمون في بلاد الأندلس أكثر من800 عام
والآن لا يسكن في أسبانيا أكثر من مليون مسلم فقط
ما تفسير ذلك؟
ولماذا أحتُلت كثير من البلاد الأسلاميةالأخرى
مثل مصروالجزائر وليبيا وسورياوغيرها
ومع ذلك مازال معظم السكان في هذه البلاد من المسلمين؟
تفسير ذلك أن الأحتلال الأسباني كان أحتلالاً من نوعاً فريد
ما تكرر في العالم إلا قليلاً
كان الحتلال الأسباني أحتلالاً أستيطانياً أحلالياً
بمعنى أنهم كانوا إذا أغاروا على بلد من بلاد المسلمين
قتلوا أهلهم جميعاً أو هجروهم خارجها ثم يأتون بالأسبان من أماكن أخرى
يوطنونهم في هذه البلاد
وبذلك قاموا بعملية إحلالاً للشعب الأسلامي بالشعب الأسباني
حتى إذا أنتهوا من آخر مدن الأندلس
لم يبقى في أرض الأندلس مسلم واحد
ولما طردا المسلمون من الأندلس أو قُتلوا بعد تعذيب وحشي
تعلقت قلوب المسلمين في البلاد الأسلامية الأخرى بأرض الأندلس الأسلامية
أشتاقت نفوس البعض إلى تحريرها
ولكن مرت سنة وسنتان وقرن وقرنان ثم الآن خمسة قرون
ونسيا المسلمون قصة الأندلس
وما عادوا يذكرون الآن غير أسبانيا والبرتغال
دولتان أوربيتان تضمان في أرضهما عدداً مهولاً من الآثار والأبنية الأسلامية
والمساجد التي حولت إلى كنائس ولا حول ولا قوة إلا بالله
كان هذا هو الأحتلال الأسباني الأحلالي الأستيطاني
يستبدل بشعبٍ شعباً آخر يُحل شعباً مكان شعب
أحتلال البلاد الأسلامية الأخرى لم يكن على هذه الشاكلة
أحتلال مصر أو الجزائرأو ليبيا كان بالجيوش
وأحتلال الجيوش لابد وأن ينتهي
الجيوش لابد أن تعود إلى بلادها مهما طال الزمان أو قصر
الوضع في فلسطين الآن شديد الشبة بالأندلس
اليهود يقومون بعملية أحلال منظمة للشعب الفلسطيني بالشعب اليهودي
ولو بقي الحال على ما هو عليه دون أن يتحرك المسلمون
فسيأتي يوماً تصبح فيه فلسطين أندلساً أخرى
وسيقبل -المسلمون كما قبل بعضهم الآن- بما لم يقبلوا به قديماً
سيقبلون بوجود دولةً جديدة في المنطقة أسمها أسرائيل
إذا تقادم العهد على الأحتلال فسيصبح هذا أمرً واقعاً
المسلمون على سبيل المثال منذ أكثر من 30سنة كانوا لا يعترفون بالكيان الصهيوني مطلقاً
بل كانوا يصفون اليهود بأنهم مجموعة من اللصوص سطوا على أرضاً ليست أرضهم
فنهبوها وأستوطنوها
ثم مرت الأيام
وسبحان الله قبل الرافضون القدماء بوجود أسرائيل وعلى مساحة 78% من الأرض الأسلامية
وهي كل أرض فلسطين خلا الضفة الغربية وغزة
ثم سيقبلون بعد ذلك وسترون بأن تحتل أسرائيل مساحة 60%
من الضفة الغربية وغزة بالأضافة إلى ال78% الأصلية
وذلك على هيئة مستوطنات يهودية داخل الضفة الغربية ثم ستأتي مرحلة جديدة لا محالة
يسعى فيها اليهود لأنها الوجود الفلسطيني بالكلية
وحينها قد يوماً أو يومين أو سنةً أو سنتين أو قرناً أو قرنين ويتقادم العهد
وتصبح فلسطين أندلساً أخرى
ويرتبط الملمون معها بما يرتبطون به مع أسبانيا والبرتغال
وقد يأتي زمانٌ على المسلمين يزورون فيه المسجد الأقصى بتأشرة سياحية "فيزا" من السفارة الأسرائيلية
كما يزورون الآن أكبر مسجد في العالم مسجد قرطبة بتأشيرة سفرسياحية من السفارة الأسبانية

وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55الذاريات)

هذه قصيدة رائعة لأبي البقاء الرندي رحمه الله تعالى قالها في رثاء الأندلس حينما سقطت في أيدي النصارى، فإليكموها:

لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يغر بطيب العيش إنسانُ

هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ من سره زمن ساءتهُ أزمانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ ولا يدومُ على حالٍ لها شــانُ

أينَ الملوكُ ذوو التيجان من يَمَنٍ وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجــانُ؟

وأينَ ما شَادهُ شدادُ في إرمٍ ؟ وأينَ ماساسهُ في الفرسِ ساسانُ

وأينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ وأينَ عادٌ وشدّاد وقحطان؟

أتى على الكل أمرٌ لا مَردّ لهُ حتى قضوا فكأنّ القومَ ما كانوا

و صارَ ما كانَ من مُلكٍ ومن مَلكٍ كما حَكى عن خيال الطيف وسنانُ

فجائع الدهر أنواع منوعة وللزمانِ مَسراتٌ وأحزان

وللحوادثِ سُلوانٌ يُسهلها وما لمَا حل بالإسلام سُلوانُ

دَهى الجزيرة أمرٌ لا عَزاء لهُ هوى لهُ أحدٌ وأنهدّ ثهلانُ

أصابها العين في الإسلام فارتزأت حتى خلت منه أقطــــــــــار وبلـدان

فاسأل بلنسية ماشأن مرسيــــــــة وأين شاطبــــــــة أم أين جيــــــــان

وأين قرطبــــة دار العلـــــــوم فكم من عالــــــــم قد سما فيها له شـان

وأين حمص وما تحويه من نــــــــزه ونهرهاالعـــــذب فيــــاض وملآن

قواعد كن أركان البـــــــــــــــلاد فما عسى البقاء إذا لم تبق أركــــــان

تبكي الحنيفية البيضاءُ من أسفٍ كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ

عَلى ديارٍ من الإسلام خالية قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ

حيثُ المساجدُ قد صَارت كنائسَ ما فيهنّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ

حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ حتى المنابر تَرثي وهي عيدانُ

ياغافلاً ولهُ في الدهر موعظة إن كنتَ في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ

وماشيا مرحـــــا يلهيه موطنـــــــــه أبعد حمص تغر المـــــــرء أوطـــان

تلك المصيبةُ أنست ما تقدمها وما لها من طوال الدهر نسيانُ

ياراكبينَ عِتاقَ الخيلِ ضَامرة كأنّها في مجال السبقِ عُقبانُ

وحاملينَ سيوفَ الهندِ مُرهفة كأنها في ظلام النقعِ نيرانُ

أعندَ كمُ نبأ من أهلِ أندلسٍ فقد سَرى بحديث القوم ركبانُ

كم يستغيث بنا المستضعفونَ وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ

مَاذا التقاطعُ في الإسلام بينكمُ وأنتمُ ياعبادَ الله إخوانُ

ألا نُفوسٌ أبياتٌ لها هِمَمٌ أمَا على الخير أنصارٌ وأعوانُ

يَا مَن لذلة قومٍ بعد عِزهمُ أحالَ حالهمُ جَورٌ وطغيانُ

بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم واليومَ هُم في بلاد الكفر عُبدانُ

فلو تراهم حيارى لادليــــــــل لهـــــــم عليهم من ثياب الــــــــــــذل ألـــــوان

ولو رأيت بكاهم عنــــــتد بيعهــــــــــم لهالك الأمر واستهوتك أحـــــــــــزان

يارب أم وطفل حيـــــــــــــــــــل بينهما كما تفــــــــرق أرواح وأبـــــــــــــدان

وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعـــــت كأنما هي ياقــــــــــــــوت ومرجــــان

يقودها العلج للمكروه مكرهــــــــــــة والعين باكية والقلـــــــــــــــب حيران

لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ مِن كمَـــدٍ إن كانَ في القلب إسلامٌ وإيمانُ

والواقع أن من تأمل القصيدة يجدها تلامس ماتعانيه الأمة الاسلامية اليوم من تفرق وتفكك......
وكأن أبا البقاء بين أوساطنا بل ولكأنه يرثينا!!!!!!!!!!!!

منقول

الموضوعي
11-02-2009, 07:39 PM
سبق ان قام الصليبيون بإبادة وتهجير المسلمين من فلسطين لكن الله اعادها للمسلمين على يد صلاح الدين الأيوبي الكردي رحمه الله وستعود فلسطين مره اخرى ان شاءالله