المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعصار الأزمة يضرب سياحة دبي بعدما عصف بمال وعقار الإمارة



الوعب
14-02-2009, 06:02 PM
إعداد: إيمان عطية
مر علي سول كيرزينير الذي لايزال يعمل في مجال ادارة الفنادق وهو في عمر الثالثة والسبعين، 4 ازمات اقتصادية، بدءا من ركود عام 1987 وحتى الانهيار الذي اصاب الطيران الجوي في اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر في 2001.
«لكن هذه الازمة هي الاسوأ على الاطلاق» يقول كيرزينير في مقابلة اجريت معه في آخر فندق افتتح في دبي وهو اتلانتيس.
فبعد اقل من ثلاثة اشهر على استضافة الفندق لمئات من المشاهير لحدث الافتتاح الكبير، يقول كيرزينير ان معدل الاشغال في الفندق الذي يديره يراوح عند نحو 70%.
غير ان ذلك الحدث البراق، وبكل الهالة التي صاحبت الهرج والمرج لذلك الافتتاح كان البهرجة الاخيرة قبل ان تضرب الازمة الاقتصادية العالمية ضربتها وتسببت بتوقف مفاجئ لتوسع دبي الذي دام ست سنوات.
وقد ألغيت آلاف الوظائف في قطاعي المال والعقار في دبي، ومن المستبعد ان تكون السياحة بعيدة عن تلك المشكلات مع اضطرار الفنادق لخفض الاسعار بما يصل الى 50% سعيا وراء جذب الزبائن. إذ يقول أليكسيس كيرياكيديس، المدير الشريك للضيافة في شركة ديلويت للاستشارات، ان سوق دبي تحول بشكل سريع من تحقيق اعلى الايرادات للغرفة الى معدل نمو سلبي للايرادات منذ اكتوبر الماضي.
ويضيف ان 75% من السياح الذين زاروا دبي للسياحة في الربع الاخير من عام 2008، لديهم حجوزات مسبقة. وتشهد فنادق دبي التي تقع على الشاطئ تراجعا في الاشغال في موسم الذروة بمعدل 25% مقارنة بالعام السابق، وانخفاضا في الاشغال يصل الى نحو 60%.
وتظهر آخر الارقام الرسمية ان معدل الاشغال تراجع بمعدل 14% في الربع الثالث في 2008، حيث عدلت الزيادة المعتدلة في عدد زوار دبي بزيادة 10% في المعروض من الغرف.
اما فنادق المدينة التي تخدم بشكل اساسي 25% من المسافرين الذين يحضرون الى دبي بدافع العمل والبيزنس فهي تعاني بشكل اكبر. فاقتصاد دبي المعولم يعاني اصلا من المتاعب فضلا عن ان الشركات تخفض من نفقات سفر البيزنس.
وتواجه اكبر شريحة سياحية تزور دبي وهي البريطانيون الذين يشكلون 15% من اجمالي الزوار معضلة ثنائية تتمثل في الركود وتراجع حاد في اسعار المنازل في بلدهم، اذ يقول كيرياكيديس «لقد اصيب البريطانيون بازمة مضاعفة، فقيمة الجنيه الاسترليني انهارت مقابل الدرهم الاماراتي على مدى الاشهر الثلاثة الماضية، مما رفع التكاليف في دبي الى 30%، وجعل من دبي مكلفة جدا بالنسبة للبريطانيين».
ويشكل مواطنو دول الخليج 45% من السياح الى دبي. اما الباقي فمعظمهم يأتي من اوروبا.
ويقول كيرزنير الذي سيكون سعيدا لو استطاع ان يحافظ على مستويات الاشغال في فندقه عند «اواخر الستينات» ان روسيا والهند تشكلان سوق نمو واعدتين لفندق اتلانتيس.
كيرزنير انترناشيونال المملوكة جزئيا من شركة نخيل للتطوير العقاري المملوكة لحكومة دبي لا تخطط لخفض الاسعار. لكن كيرزنير يقول انه يتعين على الفنادق ان تقدم قيمة مقابل المال المدفوع، وهو يعرض صفقات تشمل سبع ليال بسعر خمس ليال.
ويحذر كيرياكيديس من ان دبي بحاجة إلى توسيع نطاق جاذبيتها بشكل اكبر اذا ما كانت تريد استقطاب بعض من الـ50% من السياح الذين يبحثون عما هو اكثر من مجرد شواطئ ومراكز تسوق.
دبي لاند وهو عبارة عن منتزه على مشارف المدينة سيساعد على تعزيز جاذبيتها، لكن المتمولين يحذرون من ازمة الائتمان تهدد بتأجيل او الغاء العديد من المشروعات قيد العمل.
وقد دفع انهيار الائتمان بدبي الى ايقاف خطط بناء بعض الفنادق التي كان الهدف منها زيادة عدد الزوار من 10 ملايين زائر في 2008 الى 15 مليونا بحلول 2015.
وقد تم ايقاف العمل في خور الجميرة بسبب المشاكل المالية التي تعاني منها الشركة المالكة للمشروع، وهي شركة تطوير. كما يتعين على دبي ان تعمل حاليا على تطوير عروض فيها مزيد من الابداع والابتكار، وهو ما كان مفقودا في السنوات القليلة الماضية كون الامارة كانت تسوق نفسها وسط المسافرين الافراد الاثرياء.
يقول كيرياكيديس «سنبدأ برؤية دبي وهي تسوق نفسها بين اوساط الجمهور العادي».

¶ فايننشال تايمز ¶