التاج
22-12-2005, 11:30 PM
دعاء من القلب بأن يحفظ الله السوق
بقلم بشير يوسف الكحلوت
ما حدث في سوق الدوحة للأوراق المالية يوم أمس لا يمكن وصفه بأقل من إنهيار حاد في الأسعار، وعلامة الإنهيار هي انخفاض بـ 501 نقطة أو ما نسبته 4.44%في يوم واحد مع تراجع القيمة الرأسمالية لأسهم السوق بنحو 8 مليار ريال إلى المستوى الذي كانت عليه تلك القيمة في مارس الماضي أي إلى 319 مليار ريال. ليس ذلك فحسب بل تحول السوق من سوق كانت تبدو بالكاد متوازنة ما بين العرض والطلب، إلى حالة من الهرولة الشديدة نحو البيع، بحيث عدنا ثانية إلى ظاهرة تكدس عروض البيع في مواجهة طلب صفري في أغلب الشركات. ومؤدى هذا- إذا ظل الحال على ما هو عليه- أن يتكرر الأمر في الأيام التالية بحيث تخسر السوق مئات النقاط وعشرات المليارات من الريالات قبل أن تدرك توازنها المنشود. وإذا كان المتعاملون قد عانوا من خسائر كبيرة في مشترياتهم من الأسهم على مدى الشهور الثلاثة الماضية، فلمصلحة من يستمر هذا المسلسل المؤلم في الأيام والأسابيع القادمة؟
إن الاستقرار المالي هو من الأمور التي باتت تحرص عليها كل الدول في عالمنا المعاصر وخاصة بعد الأزمات المالية الحادة التي أصابت مناطق كثيرة في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها في السنوات العشر الماضية. وفي قطر، كنا إلى عهد قريب نفتخر بأن لدينا أسرع الأسواق المالية نمواً وازدهاراً في العالم، فما الذي حصل حتى نترك العربة تنقلب على من فيها بهذه البساطة!!!!
أليس من الغريب أن يحدث هذا في الوقت الذي تحقق فيه أغلب الشركات نتائج مالية مبهرة وأن تتجاوز أرباح الشركات المساهمة في مجموعها في الشهور التسعة الأولى من العام الـ 8 مليار ريال!!!! وأن لا نسمع عن أي مشاكل مالية تذكر لدى أي شركة مساهمة قطرية؟
أليس من الغريب أن يحدث هذا في الوقت الذي يتمتع فيه الاقتصاد القطري بأعلى معدل نمو في العالم نتيجة المشروعات الحقيقية الضخمة التي يجري تشييدها على الأرض القطرية في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات؟ وفي ظل ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، وتحول المجاميع الاقتصادية كلها إلى فائض ضخم سواء في مجال ميزان المدفوعات أو المالية العامة؟
أليس من الغريب أن يحدث ذلك في وقت يتمتع فيه الريال القطري بأعلى قدر من الثبات والمصداقية في ظل احتياطيات ضخمة من العملات الأجنبية؟
إن التراجع الذي أصاب أسعار الأسهم منذ سبتمبر الماضي والذي تحول إلى إنهيار بالأمس ، له آثار سلبية كبيرة على جميع أفراد المجتمع وعلى الاقتصاد القطري ككل، وأتحدى أن يكون بيت واحد داخل قطر لم تلحق به أضرار فادحة من جراء هذا التراجع الشديد. إن عشرات الآلاف من القطريين وغير القطريين قد خسروا منذ سبتمبر الماضي ما مجموعه 50 مليار ريال نتيجة هذا التراجع. ومن المؤكد أنه قد حدثت الآن حالات من الإفلاس لكثير ممن كانت لديه أسهم بضمانات مصرفية وقروض. بل إن كافة الشركات المساهمة التي اعتمدت على سوق الأسهم في تعزيز أرباحها ومراكزها المالية سوف لن تنجو من تراجع أرباحها بشدة في الربع الرابع وقد يغرق بعضها في خسائر مالية.
لقد كنا نرجو ونتأمل أن يتم تأجيل الاكتتاب في أسهم مصرف الريان إلى شهر أبريل القادم حتى يتدبر الناس أمورهم ويوفروا المال اللازم للاكتتاب دونما حاجة لبيع الأسهم بخسارة كبيرة كما يحدث هذه الأيام. إن عنصر المفاجأة في الإعلان عن قُرب الاكتتاب كان مدوياً خاصة بعد سلسلة التطمينات التي صدرت عن المسؤولين في الآونة الأخيرة، مما يجعل السوق مستقبلاً في حالة من البلبلة الدائمة وعدم الاطمئنان. وفي تقديري الشخصي أنه كان من الممكن تجاوز حدوث هذه الأزمة لو كانت هناك شفافية أكبر في التعامل مع موضوع الاكتتابات منذ البداية، وفي كل الأحوال نسأل الله السلامة لهذا البلد وأهله وأسأل الله مخلصاً أن يحفظ السوق
بقلم بشير يوسف الكحلوت
ما حدث في سوق الدوحة للأوراق المالية يوم أمس لا يمكن وصفه بأقل من إنهيار حاد في الأسعار، وعلامة الإنهيار هي انخفاض بـ 501 نقطة أو ما نسبته 4.44%في يوم واحد مع تراجع القيمة الرأسمالية لأسهم السوق بنحو 8 مليار ريال إلى المستوى الذي كانت عليه تلك القيمة في مارس الماضي أي إلى 319 مليار ريال. ليس ذلك فحسب بل تحول السوق من سوق كانت تبدو بالكاد متوازنة ما بين العرض والطلب، إلى حالة من الهرولة الشديدة نحو البيع، بحيث عدنا ثانية إلى ظاهرة تكدس عروض البيع في مواجهة طلب صفري في أغلب الشركات. ومؤدى هذا- إذا ظل الحال على ما هو عليه- أن يتكرر الأمر في الأيام التالية بحيث تخسر السوق مئات النقاط وعشرات المليارات من الريالات قبل أن تدرك توازنها المنشود. وإذا كان المتعاملون قد عانوا من خسائر كبيرة في مشترياتهم من الأسهم على مدى الشهور الثلاثة الماضية، فلمصلحة من يستمر هذا المسلسل المؤلم في الأيام والأسابيع القادمة؟
إن الاستقرار المالي هو من الأمور التي باتت تحرص عليها كل الدول في عالمنا المعاصر وخاصة بعد الأزمات المالية الحادة التي أصابت مناطق كثيرة في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها في السنوات العشر الماضية. وفي قطر، كنا إلى عهد قريب نفتخر بأن لدينا أسرع الأسواق المالية نمواً وازدهاراً في العالم، فما الذي حصل حتى نترك العربة تنقلب على من فيها بهذه البساطة!!!!
أليس من الغريب أن يحدث هذا في الوقت الذي تحقق فيه أغلب الشركات نتائج مالية مبهرة وأن تتجاوز أرباح الشركات المساهمة في مجموعها في الشهور التسعة الأولى من العام الـ 8 مليار ريال!!!! وأن لا نسمع عن أي مشاكل مالية تذكر لدى أي شركة مساهمة قطرية؟
أليس من الغريب أن يحدث هذا في الوقت الذي يتمتع فيه الاقتصاد القطري بأعلى معدل نمو في العالم نتيجة المشروعات الحقيقية الضخمة التي يجري تشييدها على الأرض القطرية في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات؟ وفي ظل ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، وتحول المجاميع الاقتصادية كلها إلى فائض ضخم سواء في مجال ميزان المدفوعات أو المالية العامة؟
أليس من الغريب أن يحدث ذلك في وقت يتمتع فيه الريال القطري بأعلى قدر من الثبات والمصداقية في ظل احتياطيات ضخمة من العملات الأجنبية؟
إن التراجع الذي أصاب أسعار الأسهم منذ سبتمبر الماضي والذي تحول إلى إنهيار بالأمس ، له آثار سلبية كبيرة على جميع أفراد المجتمع وعلى الاقتصاد القطري ككل، وأتحدى أن يكون بيت واحد داخل قطر لم تلحق به أضرار فادحة من جراء هذا التراجع الشديد. إن عشرات الآلاف من القطريين وغير القطريين قد خسروا منذ سبتمبر الماضي ما مجموعه 50 مليار ريال نتيجة هذا التراجع. ومن المؤكد أنه قد حدثت الآن حالات من الإفلاس لكثير ممن كانت لديه أسهم بضمانات مصرفية وقروض. بل إن كافة الشركات المساهمة التي اعتمدت على سوق الأسهم في تعزيز أرباحها ومراكزها المالية سوف لن تنجو من تراجع أرباحها بشدة في الربع الرابع وقد يغرق بعضها في خسائر مالية.
لقد كنا نرجو ونتأمل أن يتم تأجيل الاكتتاب في أسهم مصرف الريان إلى شهر أبريل القادم حتى يتدبر الناس أمورهم ويوفروا المال اللازم للاكتتاب دونما حاجة لبيع الأسهم بخسارة كبيرة كما يحدث هذه الأيام. إن عنصر المفاجأة في الإعلان عن قُرب الاكتتاب كان مدوياً خاصة بعد سلسلة التطمينات التي صدرت عن المسؤولين في الآونة الأخيرة، مما يجعل السوق مستقبلاً في حالة من البلبلة الدائمة وعدم الاطمئنان. وفي تقديري الشخصي أنه كان من الممكن تجاوز حدوث هذه الأزمة لو كانت هناك شفافية أكبر في التعامل مع موضوع الاكتتابات منذ البداية، وفي كل الأحوال نسأل الله السلامة لهذا البلد وأهله وأسأل الله مخلصاً أن يحفظ السوق