الدوحة ودبي والنمو الاقتصادي

[==©==]

بدعوة من بورصة القطرية قبل عدة أشهر اتجهت لدوحة قطر ورغم أنه كان بالإمكان السفر على الدرجة الأولى بالطائرة، إلا أنني فضلت السفر البري لسبب أساسي لدي وهو المشاهدة على الواقع من دخول قطر إلى الدوحة وكانت الأجواء الربيعية مساعدة جدا، حين وصلت الحدود القطرية وعبرتها لدخول قطر بدأت مشاريع لا تتوقف من المنفذ الحدودي حتى وسط الدوحة، مشاريع عقارية ضخمة كبيرة، وأيضا مشاريع بترولية كبيرة وقطر تتميز بالمخزون الكبير من الغاز وتصنف من المراكز الأولى عالميا، فهناك توازن في النمو الاقتصادي بالدوحة عقاري نفطي سياحي من خلال برامج المعارض والمؤتمرات التجارية أو حتى السياسية والاقتصادية، هناك عمل كبير متوازن في الدوحة يتم، وشهدت ذلك بمشاهده طبيعية، لم يكن هناك اندفاع كبير ولا تمويل بلا غطاء أو أسس اقتصادية متينة، لم يكن هناك تدفق أجنبي كبير طغى على البلاد والعباد، استمرت بتوازن مميز وكبير وهذا يسجل للدوحة، وحتى حين حصلت الأزمة المالية لم نشهد الألم والمعاناة الاقتصادية كما يحدث بجارتها دبي خصوصا، فهناك مقارنة يجب أن نشاهدها بين ما يتم في "دبي" و "الدوحة"، فدبي ترتكز على مرونتها وتسهيلاتها والقادم إليها من الخارج والقروض والتمويل بلا حدود وتوقف وبدون رافد اقتصادي آخر، والدوحة ترتكز على على مرونتها أيضا ونموها الاقتصادي بتوازن وتمويل بقدر ما لديك، وصناعة نفطية كبيرة خاصة الغاز عزز قوتها الاقتصادية أمام الصدمات، لم يكن هناك من يتوقع كثيرا ما يحدث لدبي الآن وهذا مؤلم حقيقة، إعمار تعلن عن خسائر للربع الرابع تقارب 1,7 مليار درهم، توقف التمويل، خروج الأجانب بقروضهم وعدم سداد, والحاجة إلى 110 مليارات درهم لإعادة الحياة لاقتصاد دبي, شقق تهجر، تسريح عمالة, حالة من المتغيرات الكبيرة تحدث لدبي الآن يصعب تقدير ضررها وحجم الخسائر أو أين تقف وهذا أصعب ما يمكن أن يتم في الاقتصاد أن لا تعرف أين تتجه وأين تتوقف الأزمة. ما يحدث بدبي لسببين في تقديري وهما القروض بأعلى من القدرة على سدادها, وعدم وجود رافد أقتصادي صلب للاقتصاد في إمارة دبي كالنفط أو الغاز، وهذه هي القصة كلها في دبي, وهذا ما يضع إمارة "ابوظبي" الآن هي المسيطر والمتحكم بالشأن الاقتصادي في الإمارات، وهناك كثير من الحديث عن كيفية قيام أمارة أبوظبي لدعم شقيقتها "دبي" ما هو الثمن الذي ستدفعه دبي ما هو المقابل؟ وهذا سيخلق ويوجد نفقا مظلما لإمارة دبي, فلن يكون هناك ممولون للإمارة بلا ثمن، وسنوات العسل انتهت الآن ولا يعرف متى تعود إن قدر لها العودة، دبي لن تنجو من أزمتها بدون ضخ مالي ودعم فمن أين سيأتي وهي الفقيرة نفطيا؟ وهذا هو الفارق عن الدوحة بقطر التي تسير بوتيرة هادئة متوازنة فهناك غاز قطري وأنابيب تضخ للخارج، حتى أصبح الغاز هو الوقود الحقيقي، ما مضى جزء والأصعب للإمارة سيكون أكبر مع مرور الوقت وانكشاف أكثر للحسابات التمويلية والقروض فمن سيغطي ويسدد بدون غاز ونفط؟



راشد محمد الفوزان

الرياض الاقتصادي
لأربعاء 23 صفر 1430هـ - 18 فبراير2009م - العدد 14849

[السيف5]

الله يعينهم اخوانا أهل دبي ويستاهلون الوقوف معاهم

وكلنا ان شاء الله في بيت خليجي واحد