GPC
24-02-2009, 03:05 AM
صحيفة "همشري الإيرانية" التي تصدر باللغة الانجليزية هي إحدي صحف النخبة في طهران.. يهتم بها الصحفيون الأجانب الذين يعيشون في العاصمة باعتبارها المرآة التي يستطيعون من خلالها معرفة ما يجري في الجمهورية الإسلامية وأحوالها وتوازناتها وغير ذلك.
صحيفة "همشري" لها أيضا طبعة تصدر باللغة الفارسية لكنها ليست الجريدة الأولي عند من يتحدثون لغة الفرس. ومن ثم فإن الطبعة الانجليزية هي الأهم والأكثر قراءة.
هذه الطبعة الانجليزية تستقطب أكاديميين كبارا بجامعات طهران واصفهان وشيراز للكتابة فيها وهي أيضا محل اهتمام الدوائر الغربية والأوروبية تحديدا.
في مطلع الأسبوع الماضي كتب عبدالحسين تسخيري - الذي يمت بصلة قرابة للسفير الإيراني السابق في دمشق والأب الروحي لحزب الله محمد حسن اختري - مقالا في الصحيفة يدعو فيه "اليهود" إلي الحصول علي تعويضات كبيرة من مصر لأن لهم فضلا علي مصر والمصريين حيث شاركوا في فتحها مع الصحابي الجليل عمرو بن العاص عام 693 ميلادية "20 هجرية" زاعما ان 30 ألف يهودي انضموا إلي جيشه وحاربوا معه الرومان وكان لهم دور كبير في النصر الذي حققه حيث أمدوه بتفاصيل الكباري والأنهار ورسموا له مداخل ومخارج الحصون التي سقطت أمام الفتح الإسلامي ومنها حصن بابليون.
وبلغ به الشطط مبلغه عندما طالب في مقاله إسرائيل واليهود بضرورة الحصول علي حقوقهم الضائعة في مصر لأنها حق أصيل لهم ولأبنائهم.
أضاف تسخيري الذي يعمل أستاذا للتاريخ الإسلامي بجامعة طهران ان هناك أراضي ومباني في مصر تخص اليهود ولابد أن تدفع لهم القاهرة أموالاً في صورة تعويضات.. حدد تسخيري هذه المناطق بجوار الكنيسة المعلقة في مصر القديمة ومعابد القرائين والقاهرة الفاطمية بأكملها بما فيها باب زويلة ودار بن فرقة وعدد من حارات الحمزاوي وحوش قدم وحوش بردق وغيرها.
طبعا هذه التخاريف التي أطلقها عالم التاريخ الإيراني لا تستحق الرد لكنها توضح إلي حد بعيد ان هناك استهدافا لمصر من إيران وانها تستعين في ذلك بإسرائيل واليهود.
إيران تلعب نفس اللعبة التي لعبتها انجلترا بعد الحرب العالمية الثانية عندما ضغطت علي ألمانيا لدفع تعويضات لليهود نتيجة لما زعموا انه "محرقة".. وسددت ألمانيا ومازالت الكثير لليهود.
الباحث الإيراني يقدم قصة من نسج خياله المريض ليقول لنا ان اليهود الذين ناصروا عمرو بن العاص في مصر كانوا من أصل إيراني.. إذن لا مانع أن تطالب إيران بعد ذلك بتعويضات من مصر لأن التجار اليهود في بلادنا كانوا من أصول فارسية.. ونصبح بين "كماشة" إيرانية ويهودية للضغط علي اقتصادنا.
زعم الباحث أن اليهود الإيرانيين ادخلوا تجارة التجزئة في مصر وكانوا أول من تاجر في الطعام واحتياجات المنازل ومنهم يعقوب بن كلس وأبوسعيد التستري وأبونصر هارون ويوسف بن عوكل تاجر الكتان والفلفل وابوحزقيال وموسي كوهين وغيرهم.
المقال المنشور في صورة بحث بصحيفة "همشري" الإيرانية يؤكد ان إيران اطماعها في مصر لا تقف عند سقف وليس لديها مانع من تزوير التاريخ وفبركة امتلاك اليهود لمنازل وحارات عندنا كي تتعرض القاهرة لضغوط اقتصادية تؤثر عليها بالإضافة إلي تحريك الضغائن الإسرائيلية ضد مصر والتي يبدو انها لم تهدأ بعد.
المقال الإيراني توطئة كي تطالب طهران فيما بعد بتعويضات من مصر هي الأخري.
ويبقي أن نؤكد ما سبق وأكده د.أحمد عبدالتواب لموقع "المصريون" ولإحدي الصحف بأن اليهود لم يساعدوا عمرو بن العاص في فتح مصر خوفا من أن ينتصر الرومان فيتعرضوا للاضطهاد كما ان كتب التاريخ أفادت ان عدد اليهود وصل إلي أعلي رقم في بداية الخمسينات وهو 23 ألف يهودي الأمر الذي يقطع بأنهم قبل 13 قرنا لم يكونوا سوي بضع مئات.
التاريخ يؤكد ان اليهود كانوا أقل عددا من الأقباط بكثير وانهم لم يتملكوا أراضي أو منازل ولكن الحكام المسلمين "الفاطميين والأيوبيين" أعطوهم أراضي لإقامة "معابد" فقط.. الأراضي كانت مكافأة من الخليفة للموظفين اليهود حتي يضمن ولاءهم.
تواجد اليهود في مصر جاء لعدة عوامل وكلها تلت الفتح الإسلامي.. أولها الموقع الممتاز الذي يمكنهم من التجارة مع الشرق والغرب وقرب مصر من أوروبا التي تم اضطهادهم فيها وطردهم منها وانهم "أهل ذمة" وبالتالي لهم حقوق كفلها الدين الإسلامي.
إيران بدأت تستخدم أوراقا خبيثة للضغط علي مصر.. فانتبهوا.. ولا تصدقوا ان تل أبيب وطهران اعداء إذا ما تعلق الأمر بمصر ساعتها ستجدهم حلفاء.
المصدر جريدة الجمهورية المصرية
مقال رئيس التحرير عدد 24/2/2009
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/temp1res/images/mm.jpg
صحيفة "همشري" لها أيضا طبعة تصدر باللغة الفارسية لكنها ليست الجريدة الأولي عند من يتحدثون لغة الفرس. ومن ثم فإن الطبعة الانجليزية هي الأهم والأكثر قراءة.
هذه الطبعة الانجليزية تستقطب أكاديميين كبارا بجامعات طهران واصفهان وشيراز للكتابة فيها وهي أيضا محل اهتمام الدوائر الغربية والأوروبية تحديدا.
في مطلع الأسبوع الماضي كتب عبدالحسين تسخيري - الذي يمت بصلة قرابة للسفير الإيراني السابق في دمشق والأب الروحي لحزب الله محمد حسن اختري - مقالا في الصحيفة يدعو فيه "اليهود" إلي الحصول علي تعويضات كبيرة من مصر لأن لهم فضلا علي مصر والمصريين حيث شاركوا في فتحها مع الصحابي الجليل عمرو بن العاص عام 693 ميلادية "20 هجرية" زاعما ان 30 ألف يهودي انضموا إلي جيشه وحاربوا معه الرومان وكان لهم دور كبير في النصر الذي حققه حيث أمدوه بتفاصيل الكباري والأنهار ورسموا له مداخل ومخارج الحصون التي سقطت أمام الفتح الإسلامي ومنها حصن بابليون.
وبلغ به الشطط مبلغه عندما طالب في مقاله إسرائيل واليهود بضرورة الحصول علي حقوقهم الضائعة في مصر لأنها حق أصيل لهم ولأبنائهم.
أضاف تسخيري الذي يعمل أستاذا للتاريخ الإسلامي بجامعة طهران ان هناك أراضي ومباني في مصر تخص اليهود ولابد أن تدفع لهم القاهرة أموالاً في صورة تعويضات.. حدد تسخيري هذه المناطق بجوار الكنيسة المعلقة في مصر القديمة ومعابد القرائين والقاهرة الفاطمية بأكملها بما فيها باب زويلة ودار بن فرقة وعدد من حارات الحمزاوي وحوش قدم وحوش بردق وغيرها.
طبعا هذه التخاريف التي أطلقها عالم التاريخ الإيراني لا تستحق الرد لكنها توضح إلي حد بعيد ان هناك استهدافا لمصر من إيران وانها تستعين في ذلك بإسرائيل واليهود.
إيران تلعب نفس اللعبة التي لعبتها انجلترا بعد الحرب العالمية الثانية عندما ضغطت علي ألمانيا لدفع تعويضات لليهود نتيجة لما زعموا انه "محرقة".. وسددت ألمانيا ومازالت الكثير لليهود.
الباحث الإيراني يقدم قصة من نسج خياله المريض ليقول لنا ان اليهود الذين ناصروا عمرو بن العاص في مصر كانوا من أصل إيراني.. إذن لا مانع أن تطالب إيران بعد ذلك بتعويضات من مصر لأن التجار اليهود في بلادنا كانوا من أصول فارسية.. ونصبح بين "كماشة" إيرانية ويهودية للضغط علي اقتصادنا.
زعم الباحث أن اليهود الإيرانيين ادخلوا تجارة التجزئة في مصر وكانوا أول من تاجر في الطعام واحتياجات المنازل ومنهم يعقوب بن كلس وأبوسعيد التستري وأبونصر هارون ويوسف بن عوكل تاجر الكتان والفلفل وابوحزقيال وموسي كوهين وغيرهم.
المقال المنشور في صورة بحث بصحيفة "همشري" الإيرانية يؤكد ان إيران اطماعها في مصر لا تقف عند سقف وليس لديها مانع من تزوير التاريخ وفبركة امتلاك اليهود لمنازل وحارات عندنا كي تتعرض القاهرة لضغوط اقتصادية تؤثر عليها بالإضافة إلي تحريك الضغائن الإسرائيلية ضد مصر والتي يبدو انها لم تهدأ بعد.
المقال الإيراني توطئة كي تطالب طهران فيما بعد بتعويضات من مصر هي الأخري.
ويبقي أن نؤكد ما سبق وأكده د.أحمد عبدالتواب لموقع "المصريون" ولإحدي الصحف بأن اليهود لم يساعدوا عمرو بن العاص في فتح مصر خوفا من أن ينتصر الرومان فيتعرضوا للاضطهاد كما ان كتب التاريخ أفادت ان عدد اليهود وصل إلي أعلي رقم في بداية الخمسينات وهو 23 ألف يهودي الأمر الذي يقطع بأنهم قبل 13 قرنا لم يكونوا سوي بضع مئات.
التاريخ يؤكد ان اليهود كانوا أقل عددا من الأقباط بكثير وانهم لم يتملكوا أراضي أو منازل ولكن الحكام المسلمين "الفاطميين والأيوبيين" أعطوهم أراضي لإقامة "معابد" فقط.. الأراضي كانت مكافأة من الخليفة للموظفين اليهود حتي يضمن ولاءهم.
تواجد اليهود في مصر جاء لعدة عوامل وكلها تلت الفتح الإسلامي.. أولها الموقع الممتاز الذي يمكنهم من التجارة مع الشرق والغرب وقرب مصر من أوروبا التي تم اضطهادهم فيها وطردهم منها وانهم "أهل ذمة" وبالتالي لهم حقوق كفلها الدين الإسلامي.
إيران بدأت تستخدم أوراقا خبيثة للضغط علي مصر.. فانتبهوا.. ولا تصدقوا ان تل أبيب وطهران اعداء إذا ما تعلق الأمر بمصر ساعتها ستجدهم حلفاء.
المصدر جريدة الجمهورية المصرية
مقال رئيس التحرير عدد 24/2/2009
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/temp1res/images/mm.jpg