المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للرجال فقط



المخفي
25-02-2009, 07:25 AM
الموضوع منقول من منتدى بناء للكاتب أبو الحسين

تحذير : ناقل الموضوع غير مسئول عن أي قرارات يتخذها القارئ و يبري ذمته من أي أضرار تصيبه أو عاهات

اذا كنتي أمراة فالموضوع ليس لكن أو كنت تخاف على حياتك أو سلامتك فالرجاء الرجوع الى الصفحة الرئيسية

ينصح بقراءة الموضوع بعد منتصف الليل لدواعي السلامة

أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الأولى)....

قال الراوي:

تزوجت قبل عشرين عاما....فتاة جامعية بيضاء البشرة ذات ملامح جذابة....

وكان اختيارها عن طريق الوالدة التي تنقلت بين بيوت عدة.....حتى وقع الاختيار على تلك الفتاة....

فتاة جميلة متعلمة متدينة خلوقة من أسرة طيبة....ولا غرو في ذلك الاختيار ولا غضاضة...

فالوالدة يرحمها الله كانت على شرط الإمام البخاري في الاختيار....

لن أطيل....تمت الخطبة وعقد النكاح وتجهيز بيت الزوجية والدخول خلال أربعة أشهر....

والتحقت برابطة المتزوجين....وصرت أنظر نظرة غريبة إلى بقايا العزاب من أصدقائي...نظرة تغلب عليها

الشفقة وأحياناً الاعتزاز بالنفس أكثر مما يجب...ولا أقول العجب أو الخيلاء....

كنت حينها في أوائل العشرين....قد أنهيت دراستي الجامعية والتحقت بركب المعلمين....

وكذلك صنعت زوجتي المصون فقد عملت في حقل التعليم هي الأخرى.....

بدأت حياتنا الزوجية سعيدة فريدة تختال بين المنتزهات والرحلات....وتميس بين الولائم والدعوات....

أيام خلت وأيام رحلت.......ما أعذب تلك الأيام....ألا ليتها تعود يوماً....حين كانت همومي هماً....

واليوم فقد تشعبت بي الهموم....وهجمت عليَّ المهمات من كل طريق....

قابلت صديقا يوماً وقد تزوج قبلي بعدة سنوات....ولم يمض على زواجي سوى عدة أشهر....فقال لي:

هيه.....ألا تفكر في الزواج؟؟...

قلت:أنسيت أنني ما زلت عروساً(عريساً)....

قال:وماذا يعني هذا؟؟؟...وزيادة الخير خيران(خيرين)....

زيادة الخير خيرين....هذه الجملة غدت ناموس كثير من المعددين ومنهاج طوائف من المتزوجين.....

كما رأيت بعد وسمعت......

تركته بعد أن تبادلنا الأخبار السريعة....وعدت وأنا والله أفكر في كلام الرجل....

هل من المعقول أن يتزوج هذا الرجل على امرأته....وهل هو سعيد معها....

وهل يمكن وأنا أتقلب في مراتب السعادة ومجالس الهناء مع زوجتي أن أتزوج عليها؟؟؟؟....

لقد نظرت إليه نظرة اشمئزاز ونكير!!!!....وأنه متسرع بل متهور....لا يراعي مشاعر النساء...ولا يقيم وزناً

لبنات حواء!!!!....

أما صديقي فقد تزوج بالفعل بامرأة أخرى...وقامت بينه وبين زوجته الأولى معارك وخصومات....طال

أمدها....واستعرَّ لهيبها....

أما أنا فقد عدت إلى زوجتي الحبيبة أضمها وأقبلها....وكأني أحاول التكفير عن لقائي بذلك الصديق الذي

لم يقدر لزوجته قدرها....ولم يعرف لها حقها.....

مرت سنتان....ونحن على أحسن حال....تفاهم وتودد....آآآآآآآه......ما أجمل تودد النساء...وما أطيبه....

لم يكن يعكر صفو ذلك العيش سوى تحرشات الحماة بين الفينة والأخرى....ولكن كانت زوجتي بحكمتها

ودرايتها بأمها تبطل مفعول تلك التحرشات....فإذا بها تتحول مع الأيام إلى باقة من الطرائف والنكات!!!

جاء الحمل الأول لزوجتي بعد هاتين السنتين الحلوتين العذبتين.......وبدأ الحلم الجميل الذي كنت

أعيشه يختفي قليلا قليلا....لقد كدت أطير في السماء فرحا ومرحا بهذا الحمل....ولم أعلم أن هذا الحمل

سوف يكون حِملاً جاثما فوق راحتي وسعادتي!!!!!....

بدأت تظهر علامات الحمل وأعراض الوحم....دوران وضعف وذهول.....قيء وإضراب عن الطعام

والشراب....

مطالبات غريبة بجلب بعض أنواع التربة والطين لتلتهمها الزوجة....صارت تعشق الكبريت(أعواد الثقاب)

وتستنشقه!!!

تقلب في المزاج....وتحول كبير مفاجئ حتى صار مزاجها حادا وتحولت إلى عصبية ثائرة....

وكانت تهدأ أحيانا وتعتذر وتبكي وأنا أمسح دمعتها وأدخل الطمئنينة إلى قلبها....وأحاول أن أعيد

السكون إلى نفسها....

طبعا...كنت شابا أكاد أنفجر حيوية وقوة ونشاطاً.....وقد حفظني ربي منذ كنت صغيرا....فنشأت

عفيفا شريفا....لا أمد عيني....ولا أتطلع إلى الحرام.....

زوجتي كانت تتأسف بلطف....إذا هدأت سورة غضبها....وأنا كنت أصبر وأرابط عند ثغر حملها لعل

الله يأتي بالفرج....وكنت في بعض الأحيان أكاد أتميز من الغيظ حين أنظر لحالي وكيف انقطع حلمي

الجميل....وأعقبه كابوس منغص أليم.....

مرت أيام الوحم وأنا بأسوأ حال....وكنت أستمع لقصص بعض زملائي في المدرسة وطرائفهم حول

الزواج من زوجة ثانية....فلم يعد لديَّ ذلك التحفظ القديم....

خفت الوطأة نوعا ما بعد زوال الوحم...ألا قاتل الله أيام الوحم....وأعان الله الزوج على ما سيناله من

تلك النقم!!!...

في الشهرين الآخيرين من الحمل استبد القلق والخوف بزوجتي...فهذا أول حمل..كانت خائفة متوترة.

وقد استغرقت مراجعات الطبيبة منا وقتا وجهدا وتفكيرا....

واقتربت ساعة الصفر...في ذات صباح قارس من أيام الشتاء الباردة....وكنت متدثرا بغطاء ثقيل...

فلم أرع إلا وزوجتي توقظني وهي تبكي وتتأوه.....هيا انهض.....

كانت تصرخ في السيارة وأنا أصبرها وأسليها....ولكن ضاع ذلك مع اشتداد موجات الطلق....

وطرق المولود المتتابع بعنف جدار الرحم يريد الخروج إلى هذه الحياة....

تمت الولادة بسلام....ورزقنا الله بغلام جميل.....وبعد يومين عدنا إلى عشنا الصغير...وقد حملنا حلمنا

الكبير...

من الطبيعي أن تنزل حماتي علينا في بيتنا ضيفة مهابة الجانب....مضيفة لنا في الحقيقة...تعتني بابنتها

ووليدها الصغير....

يا سادة......أنا شــــــــــــــــاب!!!!!.....هل فهمتم ما أعني.....

مكثت أعاني على بوابة الحرمان منذ أوائل الشهر التاسع....وهذه الأربعون قد كشرت عن أنيابها....

وصار كل يوم منها عقربا أو حية تلدغني فتجرح إحساسي ومشاعري واحتياجي....

وأما المولود الصغير فلم يشأ إلا أن يشارك هو أيضاً ببكائه وصراخه في أكثر الليل والنهار....

كنت في غاية الشوق والالتياع والوجد لزوجتي....وكانت منصرفة تماما إلى وليدها تحتضنه وترضعه

وتناغيه....

لا أخفيكم لقد تضايقت كثيرا....هل صرت أغار من هذا الطفل الصغير...إنه ابني وفلذة كبدي....

أحاول الاقتراب منها فأمسك بيدها....كيف أنت يا حبيبتي....لقد كدت أذوب شوقا إليك....فترد عليَّ

ببرود وفتور.....وتقول:انظرْ إليه إنه يشبهك تماماً....وكل من زارنا من الأقارب قال ذلك...

إنني في واد الحرمان والشوق والوجد والهيام والحب....

وهي في وادي الأمومة بفروعها والطفولة بأصولها....

فأعود كاسفا وأنا حزين!!!!!.....

مرت الأربعون.....وتهيأت زوجتي بعد رحيل النفاس....وتزينت.....وراودني شعوري الجميل يوم زُفت

لي ليلة العرس السعيد....

كنت كمن فقد الماء في صحراء أياما حتى كاد يهلك.....ثم وجد عينا من الماء العذب السلسبيل....

فاقام يشرب ويشرب دون انقطاع....

تحسنت الحال....ولكن الوليد الصغير ربما أفسد علينا فرحة اللقاء في كثير من الأحيان....

وكأن هناك من يقوم بتسليطه علينا!!!!...

وما أقبح الحال.....حين تقطع صرخات الأطفال وبكاؤهم لحظات الرومانسية والوصال.....

تغيرت زوجتي-حتى أكون منصفا-أكثر من خمسين بالمائة....وقل اهتمامها بي...وانصرف إلى طفلنا

الصغير...

كنت أتضايق وأغضب ولكن كنت أسلي نفسي بأن اهتمامها بابننا وفلذة كبدنا.....فلا ضير أن أحتمل

وأصطبر!!!...

ومرت سنتان أخريان....وأطل الحمل الثاني....فقعدت أفكر هل سأعاني مثل ما كنت في الأول أعاني....

حملت زوجتي ووضعت وليدها الثاني غلاما....بعد معاناة أليمة مريرة لها ولي...

وفي ليلة من ليالي النفاس الحالكة....حدث تغير هائل في حياتي!!!!!.....

سوف أروي لكم ما حدث في الحلقة القادمة....

:{أبو الحسين}:

المخفي
25-02-2009, 07:26 AM
أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الثانية)....

في تلك الليلة الحالكة.....كنت أجلس مع أثنين من الأصدقاء جلسة أنس وسمر....

ما أطيب مجالس الأصدقاء....وما أجمل سمر الأصفياء....

خصوصا عندما تكون بعد وجبة عشاء لذيذة....حين يتكئ كل منا على أريكته....ونتجاذب أطراف الحديث في عدة شؤون....

وما شأن النساء منا ببعيد....ونحتسي أكوابا من الشاي الأخضر والأحمر على حد سواء.....

وأطيب من تلك المجالس جلسة نجوى وهوى مع عروس كالقمر....آآه.....ما أحلى تلك المجالس....

حين تنظر إليك غادتك بعينين ناعستين جميلتين فاترتين....تتبعها نصف ابتسامة.....

قال أحد الصديقين لي مازحا.....عندنا جارة مطلقة....وعندها ابن وبنت صغيران...جميلة لطيفة ظريفة....

وأما الجسم فلا تسلني عنه....

تقول أمي عنها:إنها ملكة جمال....وتاج حسن بين ربات الحجال!!!!!.....

ما رأيك يا عزيزي...يا صاحب النفاس....في الزواج بها؟؟؟؟؟؟؟......

قلت:أعد عليَّ ما ذكرته آنفاً.....فصاح على الفور قائلاً:هيـــــــــــــــــه....أنا أمزح فقط.....

ولكن رب مزاح أعقبه نكاح.....

كان كلام صديقي وإن كان خرج من مخرج المزاح وقد دخل به.....أشبه بالهزة التي توقظ النعسان حين تقع

السيارة التي يستقلها في حفرة متوسطة....

ركبت راحلة الإصرار....وأخذت بزمام الجد....وطلبت من زميلي....تفصيلات عن الموضوع يوافيني بها من

والدته....

وأيم الله إن فرائصي تكاد ترتعد....وقلبي يخفق رهبة ورغبة....وأضلاعي من الإقدام على مثل هذه

الخطوة الخطيرة تضطرب وتمور......

حاولت التجلد....وأظهرت مزيدا من الشجاعة....وعدم الاكتراث....وقد فغر كل من الصديقين فاهه...دهشة

واستغرابا....وحيرة وذهولا.....

وجاءني صاحبي يسعى بالمعلومات....أكبر مني بعام....وليس لديها مانع في الزواج من رجل عنده زوجة....

وأما ولداها....فسيأخذهما والدهما إلى المدينة التي يعيش بها....

وتعددت اللقاءات....وتكررت الواسطات....وضربنا موعدا للرؤية الشرعية....

وطلبت من صديقي وأكدت عليه بأن الموضوع سر بيننا....والله ثالثنا.....والنساء يتربصن بنا....والخميس

موعدنا.....

عدت إلى منزلي بعد تحديد الموعد وقابلت زوجتي وضممت ابني الأكبر...وأودعت قبلة على جبين الطفل

الصغير النائم...

ونظرت إلى وجه زوجتي ووجه ابني الكبير....ثم عطفت بنظرة إلى وجه الصغير....فشعرت والله بالذنب

الكبير..ووخزات الوجدان وتأنيب الضمير.....

حاولت أن أكون متماسكا مترابطاً...لأن ما أقدمت عليه من تفكير وتخطيط....قد يجلب لي بعض المشكلات....

ويحيل حياتي إلى منغصات....

ولكن أنا معذور....وشاب محتاج إلى الزواج.....وما أقدمت عليه حلال بلال.....وبنات المسلمين من

للعوانس والمطلقات والأرامل منهن....إذا اكتفيت أنا وأمثالي بواحدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....

كنت أحسب لكل كلمة تلفظها زوجتي حسابا.....يحسبون كل صيحة عليهم.....

أتلفت يمينا وشمالا....وما في البيت أحد غيرنا....ولكن جو البيت استحال في فؤادي إلى مكان يخيم عليه

السكون والغربة والمجهول.....

لا يقولن لي قائل:أنت صنعت ذلك بنفسك....وأنت من جنيت....

أنا أحب زوجتي وأحترمها وأكاد أجن حين أتخيل أنني سوف أخسرها....

وكل ما انتابني من مخاوف وحيرة بسبب حبي لها ولطفلينا الصغيرين.....

وجاء يوم الخميس....وانطلقت إلى صاحبي خائفا أترقب....وقلت:هات الأخبار....وقلبي بين الضلوع

يعلو تارة وينخفض تارات....

قال:الأخبار هي اركب معي....واتجه بنا صوب بيت المخطوبة.....

كنت قلقا وجلا مشوشا....ولكن أظهرت الجد والحزم والجرأة أمام صاحبي...

ودخلنا المنزل....ودار نقاش لطيف خفيف مع إخوتها.....وكنت أحاول التبسم والمشاركة وقد جثم

الهم بكلكله فوق صدري....وجاء أبوه الخوف فحط برحاله في جوف فؤادي....

كنت أنتظر الرؤية....وأخشاها....ولكنها أمر لا مفر منه...فهذا ما جئنا له يا سادة....

وكنت شارد الذهن متوتر الفكر....داهمتني الخطرات والوساوس والمخاوف....وكأنني في قاعة

محاكمة انتظر صدور حكم الإعدام...ولست في صالون أهل العروس أنتظر إطلالتها عليَّ....

هذه الحالة من الخوف والترقب والإنزعاج صرت أسميها فيما بعد....سنة أولى تعدد....

وربما أطلقت عليها السنة التمهيدية....

هذه السنة التمهيدية على صعوبة ما فيها فذكرياتها ما تزال جميلة ترفرف في أغصان الذاكرة...وتغرد

في زوايا الوجدان....

وجاء الداعي يقول:تفضل إلى الغرفة المجاورة....

تمالكت وقمت خلف الداعي وكأنني أجر إلى حبل المشنقة....وقد بدأت اتمتم بآية الكرسي وغيرها من

الأوراد.

دخلت الغرفة وجلست على مقعد وثير....وجلس الأخ مقابل وجهي.....

كانت تلك اللحظات التي سبقت دخول المخطوبة المنتظرة لحظات قاسية ثقيلة مخيفة مزعجة....

والله وكأنَّ الذي سوف يدخل عليَّ غول متوحش...وليس إنسانا من فصيلة الجنس اللطيف....

ما شكلها؟؟؟؟...وما لونها؟؟؟؟....وماذا سأقول لها؟؟؟....ومن خلال الأوصاف التي جاءتني كنت قد رسمت

في مخيلتي لها صورة جذابة....جميلة....وهذه مشكلة كثير من الخطاب....يرسمون في مخيلاتهم صورا لا

تعدو عن كونها أوهاما....ومن جملة السراب....فإذا عاينوا الحقيقة تفاجئوا بما لم يكن لهم في الحسبان...

وآخيرا وفي غمرة الحديث مع أخيها أطلت المخطوبة....تحمل كأسا مليئاً بشراب التوت أو البيبسي....لا

أذكر بالضبط....

ووضعته على الطاولة أمامي وجلست قريبا من أخيها....

كنت أواصل الحديث وأنا أسترق النظر إليها....وأحاول إظهار الاهتمام بحديثي مع أخيها....

ثم فكرت أن صنيعي هذا حماقة ما بعدها حماقة....فكيف أدع العروس لأتحدث مع أخيها حديثا ثقيلا غليظا!!!..

على نفسي..وربما على نفسه أيضاً...

فاعتذرت بلباقة من أخيها...وأقبلت بوجهي وحديثي عليها وربط الله على قلبي وأنطلق لساني

يتلاعب بفنون المحاورة..وأركان المناورة وزالت مخاوفي وتبددت في أجواء من اللطافة والأنس الجميل....

طبعا....الأسئلة المعتادة....عن الإسم....والمؤهل....والدراسة....وقد فتح الله عليَّ في ذلك المجال:

وقلت لها:اسألي عما تريدين....فكلي صفحة ناطقة....وطفقت أتكلم معها بنشوة وربما جئت بنكتة....(من باب

استخفاف الدم كما يقول الكثيرون)....وما نغص علينا إلا ذلك الأخ الثقيل...الذي كان ينظر إليَّ نظرات

شزرا...فإذا التفت إليه حاول التبسم فظهرت أنيابه تحكي ابتسامة سبع طاوٍ مفترس....

ولم يقطع ذلك الجو الودود إلا صوت الأخ معلنا انتهاء الجلسة....معتذرا بأننا قد تأخرنا على

الرجال في مجلسهم....

قمت بعد أن تبادلت مع المخطوبة الابتسامة....وتيقنت تماما أنني قد حزت على إعجابها...واستوليت

على مركز التحكم في قلبها.....خلال تلك الجلسة القصيرة.....

وفي الطريق...قعدت ألملم افكاري المبعثرة....وأستذكر شريط تلك الليلة لأدرسه وأتأمله....

خرجت بانطباعات عدة....المرأة حنطية البشرة برونزية اللون....ملامحها حلوة وجذابة...وأما

ابتسامتها فأكثر من رائعة....وأم جسمها....وأنا من مدرسة كمال الأجسام....الأنثوي....

فقوام ممشوق....وجسد راوٍ بالنعومة والأنوثة.....

كل المؤشرات تقول:اقدم ولا تتردد....وجرب ولا تخف....

لا أخفيكم سرا...بأن وضع زوجتي الحبيبة في فترة النفاس كان من الأسباب الكبيرة التي دفعتني لخوض هذه

التجربة الجديدة....

استخرت الله عز وجل....واستشرت واستنصحت.....

وعزمت على خوض المسيرة مهما كلف الأمر....

وبعد عدة مداولات....وضعنا النقاط على الحروف....وأسفرت المحادثات عن تحديد موعد العقد

(المِلْكة)بعد معرفة مقدار المهر وبقية الشروط.....

وجاء اليوم المشهود....ورتبت مع أصدقاء العمر إحضار المأذون والشهود....

وخرجت من البيت بعد أن أوصلت زوجتي وطفليها إلى بيت أهلها....كالمعتاد....

وللنساء حاسة شم غريبة تفوق حاسة الشم عند القطط وربما الكلاب....أعز الله نساءنا....

إلى أين تذهب؟؟؟....وما المناسبة....الله يعطيني خير هذه الليلة....أنا قلبي منقبض....لا أعلم لماذا!!

ماذا تخطط له هذه الليلة؟؟؟....

كانت هذه باقة من كلمات زوجتي ذلك اليوم قبل خروجنا من المنزل وفي أثناء الطريق إلى منزل

أهلها....

حاولت تطمينها....وتهدئتها....وأن هذه وساوس شيطانية لا أساس لها من الصحة....

وما أن أنزلتها حتى شعرت بأن حملا كبيرا وعبئا عظيما كان على ظهري وقد أعانني الله على التخلص

منه......

وانطلقت من بيت الأصهار القديم إلى بيت الأصهار الجديد......

وأنا أمشي بين رغبة ورهبة....

المخفي
25-02-2009, 07:26 AM
أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الثالثة)...



في الطريق إلى منزل المخطوبة.....كان يجلس بجواري في السيارة عديلي القديم.....

وقد جلس في المقعد الخلفي صديق عزيز....

كان وجود هذين الزميلين الحميمين إلى جواري في تلك الليلة مهم للغاية....حيث كنت قلقا خائفا....وقد
أدخل وجودهما شيئا من الطمئنينة البعيدة إلى نفسي....
وزاد مساحة الطمئنينة تلك بانضمام ثلاثة من الأصدقاء الأعزاء إلى ركبنا الكريم....
حيث التقينا جميعا أمام بيت العروس.....
دخلنا مجلس الرجال نرد على الترحاب بمثله....والتحايا بأحسن منها!!!!....
وقد انتباتني موجة من النشوة والاعتزاز....في وسط المجلس....حين كان الجميع يتطلع للتعرف عليَّ....
وداخلني بعض الامتعاض حين رأيت بعض أقارب العروس يرمقونني بنظرات ملؤها تساؤلات بسعة المجلس
الكبير...
فهمت فيما بعد من جناب العروس أن بعض أقاربها هالهم صغر سني وإصراري على التعدد.....
كفانا الله شر العائنين والحاسدين.....
وجاء المأذون شيخ وإمام وخطيب جامع كبير في الحي....
وشرع في إجراءات مراسم عقد النكاح.....وجاء على ذكر الصداق....
فانبرى الأخ الأكبر وذكر مهرا يزيد عن ضعف ما اتفقنا عليه....
فالتفت الشيخ إليَّ يسألني:هذا هو المهر؟؟؟؟!!!!....
فارتج عليَّ في الكلام....
وبادر غضنفر المجلس العديل القديم بالتدخل وأن هذا خلاف ما اتفقنا عليه....
واحتد النقاش خصوصا من جانب شقيق الزوجة الكبير....
وزاد الطين بلة تدخل فضيلة الشيخ المأذون بقوله:الذهب غالي!!!!!!....
وبعد نقاش ومحاولات استطعنا تخفيض المهر ولكن فوق ما اتفقنا عليه سابقا بنحو النصف.....
الاختلاف في تحديد الصداق كم هو مؤلم وكم هو محرج للعريس والعروسة.....على حد سواء....ولكن
كثيرا من الأولياء لا يفقهون....
وتم عقد النكاح بعد مناقشات بنجاح.....
وأقبل من في المجلس يهنوئنني ويباركون لي....
شعرت والله بعد إتمام مراسم عقد النكاح كأن حملاً عظيما سقط على ظهري....
وانحسرت موجات الطمئنينة حتى اختفت تماما....من شواطئ نفسي المترددة.....
ووقعت بعض المواقف المحرجة والطريفة....
أحاول الإمساك بنفجان القهوة فينفلت من يدي....ويقع منسكبا على الأرض....
وعلى مائدة العشاء مددت يدي إلى كأس الماء فدفقتها برؤوس أناملي دون شعور....فانطلق الماء بين
الأطباق والصحون....
ولم أفق من ذهولي إلا على كلمات الضيوف والمضيفين....أسلم....عساها فداك.....وانتهى العشاء بشيء
من سلام!!!!...
استعنت بالله ودعوته بثبات الجنان....والأركان....وكان قلبي يرجف....ولم تفلح مداعبات الأصدقاء في
تخفيف ذلك....
وكنت أحاول معهم المجاملة فأحاول مدَّ شفتي متبسما...وأما الضحك والقهقهة فلم يكن إليها من سبيل....
كنت أفكر في زوجتي وابنيّ الصغيرين....ماذا لو عرفت وماذا ستفعل؟؟؟....وكيف أتصرف....
كيف الحال لو أصرت على طلب الطلاق....وما مصير طفليّ الحبيبين.....
أسئلة وخواطر ووساوس تصرخ فوق رأسي هنا وهناك....وتنعق كالبوم وكنت كمن يمشي في غابة مظلمة
في الليل...لا يدري أين يتجه.....
وجاء المنادي المنتظر بعد أن انصرف اكثر الضيوف وذهب هزيع من الليل:تفضل يا سيادة العريس....
فانتفضت مرتبكا...وتماسكت وتجلدت وقمت مبتسما ابتسامة صفراء لمرافقي الخاصين اللذين أصرا على
البقاء....تضامنا معي ومع قضيتي العادلة....
وما إن دخلت الحجرة وقد تضمخت أجواؤها بالبخور والعود.....ونصبت الورود والزهور في سرتها.....
ورفعت بصري فإذا بالعروس واقفة تميس في الحسن وترفل في الزينة.....فإذا بالحال يتبدل!!!....
فزالت المخاوف.....وفرت الوساوس وجاء فارس الاطمئنان ورفع صولجانه في فضاء نفسي...
أقبلت عليها وبادرتها بالمصافحة....والابتسامة البيضاء.....وليست الصفراء...وجلست بجوارها....
وكانت حماة الهنا تجلس قريبا منا....وقد أخذت سامحها الله وأشغلها بطاعته من وقتنا جزء ثمينا....
كان لا بد من صرف أقساط من بنك المجاملة لأم العروس على وجه السرعة....التي لا تكاد تقنع ولا تشبع....
وقد صرفها الله عنا حيث استأذنت بعد مدة طويلة ثقيلة...فقلت في نفسي:إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم....
وبعد أن خرجت وأغلقت الباب بلا مفتاح أقبلت على العروس.......
تبادلنا ما كتب الله لنا من الملاطفة والمداعبة والملاسنة البريئة....بعد جولة من التعارف والاستكشاف
بيننا....
وكانت جلسة على قصرها جميلة حلوة....لذيذة....آآه....ما أحلى ليلة الملْكة بين الليالي....
وطرق الباب ثقيل الظل....خفيف الغياب.....الأخ الأكبر....معلنا انتهاء الجلسة وأن رفيقيي يجلسان في
السيارة خارج المنزل وأنهما قد تضايقا من تأخري....
وانطلت عليَّ الخدعة....فودعت العروس على عجل....وخرجت إلى الصديقين وقد تميزت منهما غيظا....
فبادرني أحدهما:خيراً ما الذي أخرجك وما أعجلك؟؟؟.....
فقلت:أنتما من أعجلني وأخرجني....
فقال:غريبة!!!!نحن كلمنا أخاها وقلنا دع الأخ يأخذ راحته تماما....واستأذنا في الخروج.....
فعرفت أنها حيلة من ذلك الأخ الذي سوف يكون له دور كبير في سيناريو الأحداث القادمة....بتعجله وحمقه هداه
الله....
وركبت السيارة.....وراحت السكرة وجاءت الفكرة كما يقال....
وغادرت منزل الأصهار الجديد إلى منزل الأصهار القديم.....وعند توقفي أمام بابه....وتأملي
معالمه....شعرت بشعور غريب....ينم عن عدم الوفاء لهذه الأسرة وابنتها المصون....
وعدت بأسرتي الصغيرة إلى المنزل....وقد تضايقت زوجتي جدا من تأخري....وأمطرتني بسيل فيه برد من
الأسئلة....وكأنها محقق جنائي يبحث عن الحقيقة في جريمة قتل مروعة....
لم يكن عصر الجوال قد أطل على الآفاق....
وكنت استرق الأوقات وأتحين الفرص لمهاتفة العروس الجديدة.....
وبعد نحو عشرة أيام وفي عصر يوم لا أنساه.....بعد أن اطمئننت أن زوجتي قد غطت في سبات عميق...
هرعت أحمل الهاتف إلى أبعد غرفة في الدار....
وبادرت بالاتصال على عروسي وحبيبة قلبي.....
أين أنت يا القطوع؟؟؟؟؟من أمس لا تتصل؟؟؟؟وأنا طوال الليل والنهار مشغولة من أجلك....تصدقْ أنني لم
أتناول العشاء البارحة ولا الفطور والغداء اليوم....بسببك الله يسامحك...
وطال الكلام وطاب....فما ألذه مع حديثي الأحباب....عتب المحبين....وشوق المدنفين....وآهات
العاشقين....
ومر الوقت سريعا....يا أيها الوقت القاسي....لماذا تقسو على المحبين.....وعلام تبخل على المتشوقين؟؟
بينما أنت كريم مع المعذبين....تغدق على المرضى والمعانين....
كنت أراوح بين أذن وأخرى من جراء طول المكالمة الذي لم أكن أشعر به....
وبينما أنا في روضة الأحلام وبستان الخيال أسرح وأروح مع عروسي.....
إذا بأمر لم يكن لي في الحسبان....
زوجتي المصون....تقف فوق رأسي وقد استمعت بعض حديثي....وتمسك بي بالجرم المشهود....
جحظت عيناي...وفتحت فمي....وتوقفت عن الكلام!!!!....

المخفي
25-02-2009, 07:27 AM
أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الرابعة)...



كانت زوجتي المصون قد استيقظت فخرجت من حجرة النوم تبحث عني.....فوجدتني مستلقيا أتجاذب

الحديث العذب مع العروس....

وكنت قد أمضيت وقتا طويلا دون أن أشعر بمروره....آآه...آه....ما أعذب الأوقات وما أحلى الخلوات مع

العروس خفيفة الدم...قبل الدخول....ولكن ما أفظع المنظر حين تهبط عليك أم العيال في تلك الحال وأنت سارح لا

تدري....

يا للهول....حلم جميل فجأة ينقلب إلى كابوس مريع....

انهارت زوجتي بالبكاء والنحيب ودخلت في موجة من العويل والندب.....

حاولت جاهدا التخفيف عنها....ولم تعد تفلح كلمات اللف والدوران كما يقولون....مثل:أنت فاهمة غلط....

والموضوع له أبعاد لا تعرفينها....

كانت تبكي بحرارة....وقد ألهبت قلبي حين رأيت دموعها تنهمر بغزارة.....وتسأل بحرقة ولهفة وتقول:

من هذه التي كنت تتكلم معها؟؟؟....من هذه؟؟؟؟من؟؟؟؟؟؟......

اضطررت للرضوخ بعد عدة محاولات للتهرب....واعترفت في النهاية....والاعتراف سيد الأدلة....

لم تعد زوجتي تتمالك نفسها....وقد خشيت عليها...وكنت كما ذكرت سابقا إنني ما زلت في سنة أولى تعدد...

أخذت بيديها ويممت بها إلى غرفة النوم.....وطلبت منها أن تستريح وأن تهدأ....وأن تذكر الله....وتستعيذ

بالله من نزغات الشيطان الرجيم.....

وطفقت أذكر لها مكانتها.....وأحلف لها بصدق محبتها....وطيب ودادها ولكنه نصيب مكتوب...وقدر

محتوم يا قرة العين....

قدر!!!!وأنت الذي بحثت عنها وسعيت خلفها حتى تزوجتها.....ثم تقول:قدر.....

اهدئي يا بنت الحلال.....وأبشري بالخير....وبما يرضيك.....وأرجوك من أجلك ومن أجل طفلينا أرجئي

النقاش إلى وقت آخر....أنت بأشد الحاجة إلى نيل قسط كبير من الراحة.....لا عليك يا حبيبتي.....

كانت المسكينة مصدومة صدمة هائلة....أضعفت قواها.....ولم تعد تستطيع التحدث إلا بصوت ضعيف كبله

الذهول والتفكير......وأما أنا فلم يعد لي شغل سوى البحث عن حل للخروج من المأزق الكبير....تماما كحال

الغول الأمريكي في المأزق العراقي....مع أنني لست غولاً..

هرولت إلى المطبخ وأعددت لها كوبا من العصير بعد أن عانيت في تحضيره وأحدثت في نظام المطبخ فوضى

مزعجة....

شربت شيئا من العصير بعد توسلات خجلى وترجيات بتداعيات المفاجأة حبلى.....

واستأذنتها للخروج.....وخرجت لا أكاد ألوى على شيء...وأخذت أبحث في دفتر الأفكار....ومجلد الخطرات عن

وسيلة وطريقة للتعامل مع هذا الحدث الجديد....والنازل الفريد؟؟..

أخبرت العديل المحترم....فأوصاني بالحزم والشدة وضرب الحديد وهو في غاية السخونة...

ولا غرابة في ذلك وهو يحمل قدرا من ثقافة الشدة والاستبداد كالتي يحملها الحرس القديم في عدد لا بأس به من

الأنظمة العربية العتيدة....التي تقوم على الإقصاء والشمولية وضرب المعارضين بيد من حديد....وأخرى من فولاذ..

وعدت بعد نحو ساعتين ودقات قلبي تسبقني وتتساءل ما هي الأخبار؟وما حال الزوجة الحزينة؟؟؟...

دخلت عليها فوجدتها مستغرقة في البكاء والنحيب....فتألمت ولكنه كان ألما ممزوجا بجرعة صغيرة من التغيظ

والحنق...لأنني لا أريد أن تتعب أكثر....وتعاني....ولا أريد أن أعاني أيضاً...

كانت ليلة عصيبة....كأننا فقدنا عزيزا علينا....أووووه...من غيرة النساء حين تبدأ كلهب صغير أحدثه عود

الثقاب ثم تشتعل شيئا فشيئا حتى تصبح حريقا مخيفا....ونارا تلتهم الأخضر واليابس وما بينهما....

وغيرة النساء منها سريع الاشتعال بطيء الانطفاء....ومنها بطيء الاشتعال بطيء الانطفاء....ولعل غيرة زوجتي

من هذا النوع....

كانت ليلة خيمت عليها غيوم الأحزان وسحب الاكتئاب....وزاد من تعكير أجواء هذه الليلة أن حالة الطوارئ

أعني حالة النفاس معلنة في منزلنا....

هذه الحالة الكئيبة لو رفعت لكان بالامكان قطع شوط كبير في سبيل إنهاء النزاع....وإظهار شيء من حسن النوايا

التي من المهم إظهارها قبل إبرام صفقة الحل النهائي وإنهاء جميع المشكلات العالقة بين الطرفين....

وانبلج الإصباح وخرجت للصلاة وكأنني خارج من زنزانة....فقد عشت صراعا نفسيا لا يطاق....

خصوصا وقد اعتصمت زوجتي بالصمت وأضربت عن الطعام....

وحاولت في تلك الليلة أن أكون أباً وأماً في نفس الوقت لطفلينا الصغيرين...اللذين لم يكفا عن الصراخ أكثر تلك

الليلة العصيبة....متضامنين مع قضية أمهما العادلة....

نسيت أن أقول إنه حين فاجأتني زوجتي بالدخول ألقيت سماعة الهاتف....وقد تطرق إلى مسامع العروس

شيء من الصخب والضوضاء.....فانفتحت لي جبهة أخرى.....فصرت أدافع على جبهتين....وإحاول إرضاء

زوجتين....

اتصلت بالعروس من خارج المنزل....معتذرا عن انقطاع المكالمة التي أوردتني الموارد...فوجئت بكلمات

العروس الغاضبة....أنا أعرف أن زوجتك دخلت عليك....وأنت خائف منها.....وأنا لا تلقي لي بالاً....

هل اكتشفت أمرك يا مسكين؟؟؟....هل تنوي أن تخفي موضوع زواجنا عنها وعن الناس أجمعين...

يا بنت الحلال...اذكري الله....اسمعيني...أنت فاهمة غلط....وكل شيء في وقته حلو يا حلــــــــــــــو....

وبالتي واللتيا وبعد سجال غير متكافئ....هدئت قليلا....فعرفت مقدار طيبة زوجتي الأولى....وأن غيرتها بالنسبة

لغيرة تلك العروس....كشبلة صغيرة مروضة بجوار لبؤة جائعة حانقة....

قدمت لعروسي خلال تلك المكالمة عبارات المدح والإغراء وكلمات الشوق والعناء لأمتص نقمتها....وأبدد

غضبتها....

تضايقت منها....ولكنها امرأة تغار....فعذرتها....وإذا لم أعذر العروس فعلى الدنيا العفاء....

كانت قوارب الشوق في نفسي تحن إلى الوصول إلى مرافئها الجميلة....وشواطئها الخلابة....

ووعدتها بالزيارة.....

المخفي
25-02-2009, 07:28 AM
أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الخامسة)...









كان موضوع زيارة العروس هو شغلي الشاغل....وتم الاتفاق مع جنابها العالي على أن تكون الزيارة مساء

يوم الثلاثاء...وقد تضمن برنامج الزيارة وجبة العشاء....

انطلقت إلى بيت العروس بسيارتي وقلبي تخفق الأشواق فيه فرحاً وطرباً بلقاء الحبيب الجديد...

وكنت قد أفرغت على رأس زوجتي دلواً من التطمينات والتبريرات وأنني مدعو إلى وليمة مهمة لا بد من

إجابتها...وهكذا كان....

وصلت بيت العروس....وسرعان ما أوقفت السيارة ونزلت منها متعجلاً....وحين وقفت أمام الباب...التفت

نحو السيارة فوجدت أن زجاج السيارة بباب السائق قد بقي مفتوحاً....فعدت مسرعاً وأغلقته على الفور...

طرقت الباب.....وجاء صبي وضيء في العاشرة وفتح الباب....هذا الصبي عرفت فيما بعد أنه ابن أخت

العروس...ولم أكن أعلم أنه سيكون أحد أبطال فيلمنا هذه الليلة....على مسرح بيت العروس....

دخلت مجلس الرجال....وأتكأت على أريكة وثيرة....واسترجعت بعض أنفاسي بعمق وهدوء...وكنت أجلس

متململاً متشوقا انتظر إطلالة الحبيب....

مضى من الزمن ربع ساعة كانت على قلبي من أثقل الأوقات....ودخلت العروس ترفل في زينتها...وتميس

في حلتها....

كانت طيور الشوق والحب والهيام ترفرف فوق رأسينا حين الالتقاء....وطال وقوفنا....كما طال تغريد

وغناء ورفرفة تلك الطيور الجميلة فوقنا....

ثم اخترنا سوياً مكاناً في المجلس قصياً....نريد أن نجلس معاً خاليين في أبعد مكان عن الناس...ولكن أنى

لنا؟

وبعد مدة يسيرة جاء طائر العتاب وحط في مجلسنا....وطفقت عروسي تعاتبني....وارتفعت وتيرة العتاب....

وغدا عتابها كموج خفيف....ولكنه على أية حال مخيف....خصوصا لقليل الخبرة مثلي...وأخذت أتلطف معها

في الخطاب..وركبت قارب المعاذير ولكن لم يلبث العتاب أن خفت موجته....وتوارى طائره بعيدا عن الأنظار..

وعادت طيورنا الحبيبة تغرد في أجواء بهجتنا....وتغني في ليل أنسنا الجميل....

آآه....ما أحلى تلك الليالي....وما أطيب تلك المجالس الخوالي....

وطوبى للرومانسية الحلال....إنها كالماء الزلال....بل كطيب الشهد في أعالي الجبال....

كنت مبتدئاً في عالم الرومانسية والحب والهوى....وكانت عروسي متقدمة عني في ذلك المجال...

لم يقطع لحظات الهوى والرومانسية والوداد سوى طرق متتابع على الباب....

إنها أم العروس....

حيا الله حماتي الغالية....مرحباً بحماة الهناء!!!!....حماة السعد!!!...

لا بد للمعدد-حتى ولغير المعدد-من حفظ منظومة من عبارات المجاملة والثناء والإطراء....

هذه المنظومة حتى وإن بدت ثقيلة على النفس في كثير من الأحيان إلا إنها ذات مفعول قوي في العلاقات

مع الآخرين...خصوصا طوائف من النساء....وخفيفات الظل من بنات حواء!!!!!....

كنت ما أزال أعيش أجواء الرومانسية والخيال وأعيش أحلى الأحلام حتى أيقظتني أسئلة حماتي التي

أمطرتني بها وكادت تفسد علينا فرحة تلك الليلة....

وأما التنغيص فقد كان كمثل الغراب ينعق من بين تلك الأسئلة والتحقيقات...

في البداية قامت الحماة-وهناك صنف من الحموات أو الحمأت خطير وذو دهاء وشر مستطير-بتخديري

بواسطة بعض الأسئلة الخفيفة التي عرفت فيما بعد أن هذه الأسئلة كان ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب....

بشرني يا ولدي:كيف حال أبيك؟؟....وكيف حال أمك؟؟....

وطمني!!!(قالت أطمنها!!!)على أم عيالك...(تعني زوجتي)....كيف حالها....وكيف صحتها....وبشرني عن

صحة طفليك؟؟؟...

وكنت تحت هذه التأثير والتخدير سعيداً بهذه الحماة التي تهتم مثل هذا الاهتمام بأخبار أسرتي وأحوالها....

وقلت في نفسي:هذه الحماة المثالية....وليست كحماتي الأولى....

وبعد أن فعل التخدير في نفسي وقلبي وعقلي فعله بادرتني هذه الحماة الجديدة لتخرج من جعبتها سهاماً

حادة....وتنهال عليَّ بسيل من الأسئلة الثقيلة....والتحقيقات الغليظة...

هل عرف والداك بخبر الزواج؟؟...ولماذا لم تخبرهما حتى الآن....

نريد أن تزورنا الوالدة في أقرب وقت....

ومتى ستخبر أم عيالك بهذا الموضوع...

ترى يا ولدي نحن أناس لا نحب المشاكل (المشكلات)....وابنتي هذه-يا حبة عيني-لا تحب(المشكلات)أيضاً....

كنت أختلس النظر إلى عروسي خلال تلك الجلسة الثقيلة التي لو وزع ثقلها على حي بكامله لتضجر سكان

الحي منه ولضجوا....فكيف بواحد مسكين مثلي...ولكن من طلب العلا سهر الليالي...

فأجد العروس واجمة محرجة!!أما أنا فلم أحد عن جوابي على جميع الأسئلة سوى قولي :خيراً إن شاء الله

وبعد أن نفثت هذه العجوز ما في صدرها من أسئلة وتحرشات...وصالت بي وجالت يميناً وشمالاً....

أنهت مجلسها بالتحية والترحاب بعد أن أخرجت ذلك من خزانة قديمة للمجاملة في ذاكرتها قد أكل الدهر

عليها وشرب....

ما إن خرجت الحماة-هداها الله وكفانا وكفاكم تحرشات الحموات أو الحمأت-حتى أخذت أحاول التقاط

أنفاسي التي بعثرتها حماتي هنا وهناك....

أفـــــــــــــــــــــــــــــــــف..ما هذا؟؟؟...

أقبلت عروسي تعتذر بحرارة....وقدمت لي كأس ماء متوسط البرودة....فشربت الكأس سريعا....ولم يكن بي

عطش سوى أنني جلست حوالي نصف ساعة تحت أشعة شمس حماتي العزيزة في ضحاها...وليس في

ظهيرتها...

بقبلة ود واحدة.....وابتسامة صادقة من عروسي الحبيبة أنستني معاناتي وحرجي مع والدتها....

لولا ألطاف الزوجات....وتدليل المتبعلات....لفر كثير من المتزوجين-من ترويع-الحموات أو الحمأت إلى

جزر نائية....ولكن الله سلم....

أبحرت بي عروسي من جديد في قاربها الصغير الدافئ في بحر الهوى والحب والوداد....

كان الليل جميلاً ساكناً....وكم تجاذبنا في تلك الليلة كلمات المحبة والشوق والالتياع وكم

تناجينا....وضكنا....

لا تسلني عن الزمان والمكان....فقد ذبت في هوى المحبوب....ولقد تهت في دروب الوجد والصبابة...

وفجأة طرق الباب!!!!....

الخير كله
25-02-2009, 07:36 AM
يا صبَاح يا كريم يا رزاق يا عليم....:anger1:شسالفه يا اخوان ساعه حاطين لنا حملة خلوها تعنس والحين حاطين خلوه يعرس وبعدين...:anger1:ترى باقود حمله ضد الرجال بالمنتدى ومواضيعي باخليها على النحو التالي(كيف تخلينه يعاف حياته):)....(اشلون تصرفين كل بيزاته):eek5:....(من البيت للشغل وبس).:eek5:...(الطريقه الفعاله..علشان يغربلونه اعياله):tease:...ها اشرايكم...انا يوم شفت الموضوع للرجال عرفت ان النسوان مهب معينين خير من وراه....:telephone:

الـمـحـنـك
25-02-2009, 07:38 AM
في حالة ورود فكرة للتعدد " يجب ان ندرسها من جميع النواحي بكل هدؤ وروية . ولا ننساق لكلام الآخرين
لأنهم أجبن من أن يقدمو على ذلك !! بل قد يكون منهم من مر بهذه التجربة ويعاني الأمرين والمشاكل الأزلية
ولكنه وللأسف يحاول إيقاع الآخرين بهذه الشباك الشائكة ..
ولكن إذا حصل الأقتناع الشخصي التام ؛ بدون أي مؤثرات خارجية . والثقة والتمكن من العدل
والقدرة المالية الكافية لفتح منزل آخر وما يترتب عليه من مصاريف مالية باهضة .
عند ذلك فليتوكل على الله . واعلانه للملاءِ مباشرةً بلا أي تردد !! لأن من نتائج ذلك أسرة وأطفال ونسب وأرث
وما إلى ذلك ... إذاً لا داعي إطلاقاً للخوف أو الكتمان ؛ إذا كان واثقاً من نفسه ورجولته ..

عاشق الشهادة
25-02-2009, 07:40 AM
يا صبَاح يا كريم يا رزاق يا عليم....:anger1:شسالفه يا اخوان ساعه حاطين لنا حملة خلوها تعنس والحين حاطين خلوه يعرس وبعدين...:anger1:ترى باقود حمله ضد الرجال بالمنتدى ومواضيعي باخليها على النحو التالي(كيف تخلينه يعاف حياته:weeping::weeping:):)....(اشلون تصرفين كل بيزاته):eek5:....(من البيت للشغل وبس).:eek5:...(الطريقه الفعاله..علشان يغربلونه اعياله):tease:...ها اشرايكم...انا يوم شفت الموضوع للرجال عرفت ان النسوان مهب معينين خير من وراه....:telephone:




اصبحنا واصبح الملك لله

الخير كله
25-02-2009, 07:46 AM
اصبحنا واصبح الملك لله

االهم اني اسالك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده واعوذبك من شر هذا اليوم وشر ما بعده:)

بو الجوري
25-02-2009, 08:00 AM
أصبحنا وأصبح الملك لله ..

خلو الرجال يكمل ..

يالمبروكه قلنا للرجال فقط .. :anger1:

تفضل أخوي المخفي كمل :shy:

الخير كله
25-02-2009, 08:05 AM
أصبحنا وأصبح الملك لله ..

خلو الرجال يكمل ..

يالمبروكه قلنا للرجال فقط .. :anger1:

تفضل أخوي المخفي كمل :shy:

ان شالله...:sneaky:

المخفي
25-02-2009, 08:13 AM
الحلقة السادسة
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات


من الطارق...

قالت:لا أدري...وقامت عروسي ترفل في مشيتها وفتحت الباب...لتجد ابن اختها...

ماذا تريد؟؟...

قال:جدتي تسأل عنك...هيا تعالي إليها....

استأذنت عروس مني وقد دخلت في طور من الامتعاض والنرفزة بسبب هذه الدعوة التي قطعت علينا

جلستنا الجميلة...

أما أنا فقد بلغت بي حالة التذمر مبلغاً....تبرأت فيه من الغلاسة والغلسين والثقالة والثقيلين....

عادت عروسي بعد ربع ساعة وكأنها عادت بعد ساعات...

حيا الله القمر!!!حيا الله ست العرايس...

فقالت:أهلا وسهلا بشيخ العرسان....العشاء...يا بعد عمري على السفرة...

بالنسبة لي كنت أفضل تأخير العشاء أو حتى إلغاءه من برنامج الزيارة...

مع أنه سبق لي التفاهم مع عروسي على أن نتعشا معاً....

ومشت عروسي أمامي...وأنا خلفها أمني نفسي بعشوة عرسان معتبرة....نتبادل الضحكات واللقم...

وتطعمني وأطعمها....ونعيش بعض الأحلام ولا في الأفلام...

في البداية انتشاني فرح غامر وسرور كبير حين رأيت صالة الطعام خالية من أهل المنزل...

ورأيت الدجاج المحمر على صينية الأرز....طبعاً الدجاج حسب طلبي لأني لست من أنصار اللحوم الحمراء!!

قاتل الله أنفلونزا الطيور لم تكن شرفت وانتشرت....ورأيت صحون الفاصلويا والباميا وأطباق السمبوسك

التي أكن لها كل مودة وتقدير...وصحون السلطة الخضراء التي أكلها من باب الطب والتداوي لحالة

الإمساك التي أعاني منها كثيراً...با لإضافة إلى بعض أطباق الحلوى كبلح الشام...والكريم كرميلا...

وبينما كنت أنسج خيوط أحلامي الوردية وأنا أستدير حول المائدة العامرة وأضع خطط الجلوس لي

ولعروسي...أنا سوف أجلس هنا وهي مقابلي وجها لوجه...لا...لا...لا....سوف أجلسها بجواري...

لأن جلسات المحبين كلما كانت أقرب كانت أطيب...

إذا بشقيق الزوجة...وابن أختها...يلجان غرفة الطعام...وقد دخلا وتدثرا بثقالة لو حُمّلت بها شاحنة لما

أقلَّتها...

يا فرحة ما تمت...ويا للعشوة التي خربت...والجلسة التي فسدت....

وبدلاً من أن نتبادل اللقميات....والابتسامات....أصبحنا نسترق النظرات الحائرات...والكلمات القليلات...

سُدت نفسي عن العشاء....واعتبرت مجلسه ثقيلا مملا مزعجا عليَّ أن أغادره سريعا...

ولكن من باب المجاملة...كان عليَّ أن أتحدث قليلاً باستظراف مع شقيق العروس الأصغر....

الذي أخذ يكيل لي المكاييل والأرادب في مدح عائلتهم ومقدار كرمهم ونبل عاداتهم....

وأنا لا أملك إلا أن أطئطئ رأسي موافقاً ومتعجباً....

وأما الغلام الصغير ابن أختها فقد ظل يرمقني بعينين كعيني القط الذي يرقب لحمة معلقة في السقف يتحين

متى تسقط لينقض عليها ويلتهمها....

كان لي مداخلة وحيدة مع عروسي التي كانت حذرة في الكلام معي على سفرة الطعام...بأن سألتها:هل هذا

الطعام من إعداد يديك...

فأومأت برأسها إلى الأسفل...أي نعم....

تسلم ها الأيادي....ما شاء الله كبسة مرة ممتازة...وإيدامات في غاية الروعة...والسبموسك شيء ثانٍ...

والحلا نجم السهرة....

حقيقة لقد كانت أصناف الطعام لذيذة وشهية....ولكن وجود هذين أفسد لذتها وأغلق شهيتها...

أما هما فقد أقبلا على المائدة يلتهمان الطعام حيث تركتهما مشغولين بذلك...وأما أنا فبعد أن قمت بغسل

يدي عدت إلى مجلسي لأحسب أرباحي وخسائري هذه الليلة بعد أن نغص العشاء علينا....

وخطرت لي فكرة...وقلت في نفسي:يبدو أنني وقعت على امرأة ماهرة في الطهي والطبخ...

وتذكرت المثل الشهير:أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته....ومع أنني لم أكن مقتنعا بهذا المثل لكن ربما

أكون مخطئا في عدم قناعتي....

كنت أنتظر على أحر من الجمر مجيئ عروسي لأعاتبها على مخالفة الاتفاقية بيننا في تناول العشاء

منفردين...وكنت منتظرا أن آخذ أقساطا من الراحة والدعابة إذا جاءت....

ولكن كانت كل هذه الأفكار أوهاما لا وجود لها في أرض الواقع....

لم تجئني العروس...بل جاء شقيقها....ثم جاء ابن أختها....والعروس ما جاءت ولا تكلمت...

ما الأمر؟؟؟...كان أخوها يحاول فتح الحديث معي عن حفلة الزفاف...وتفصيلات ذلك...وكنت أحاول

تجنب الحديث معه....لأنني فضلت الحديث حول ذلك مع زوجتي نفسها...ومع شقيقها الأكبر....

ولكن صاحبنا هذا يبدو أن جبل على الإلحاح واللجاجة والجدال...وفهمت فيما بعد أنه كان يعاني من

مرض نفسي كنت ضحية له تلك الليلة....

يتكلم معي يميناً آخذه شمالاً....يطلع فوق...أنزل أسفل...

كلما حصل عليه مني...وعد بأن الأمور مرتبة بإذن الله وتحتاج إلى مزيد من الوقت....

طال انتظاري للعروس...وطال صبري لتمحلات واستفزازات شقيقها...

ماذا حدث؟؟وش السالفة؟؟؟؟أتواصوا به؟؟؟....

ساعة تقريبا مضت وأنا أكابد وأعاني من ذلك الحمل الثقيل...والجليس العليل...حتى انصرف وابن أخته

بعد كدت أقول:لا أعاد الله مثل هذه الليلة....

هيـــــــــــــــــــــــه أيها العرسان....يا من ترغب بالتعدد....لا بد من صــعوبات...ومن غثـــــات...ومن

مضايقات...ولكن ستات الحسن والجمال..ووربات الغنج والدلال...متخصصات في إذابة جبل من جليد ثقلاء

الظل...

جاءت العروس....تتبسم وتقول:ضايقك فلان(شقيقها)بأسئلته...معليش...إنه مريض....

لا يا عمري....لم يضايقني...بالعكس ولكنه أتى لي بالجنون أصنافا وأصنافا...ودوت ضحكتها في أرجاء

المجلس....وكانت ضحكة جميلة أزاحت عن كاهلي ذلك الكابوس الثقيل....

وجلست إلى جواري...وشعرت بالاطمئنان والحنان....

وإذا بالباب يطرق بعنف....

وسرعان ما طار الاطمئنان وحل الخوف....

وقامت عروسي....الله يهديك تدعو لابن أختها...دائما يستعجل ويتهور....الشاي....

لا أريد شايا...ولا ماء..تعالي يا بنت الحلال جنبي خلينا نتكلم ونستأنس ونتجاذب كؤوس الهوى والوداد...

أنتم يا الرجال دائما مستعجلون....قالت ذلك وهي تبستم وتسكب الشاي...

كم تريد ملعقة سكر؟؟؟أحب الشاي منعنعا أو محبقاً ويميل إلى الحلاوة قليلاً....

قالت:كيف الشاي؟؟؟...

قلت:كيف الشاي؟؟؟

أحلى وأجمل من دم الغزال(هكذا حفظنا من أمهاتنا أثابهن الله)....وأحلى شيء لما أشربه من أحلى وأجمل

وأرق يد في العالم....

صحيح يا شيخ....صحيح وألف بل ومليون صحيح...

ما خلصت كلمة صحيح حتى جاء الفتى الصريح يطرق الباب ويدخل هذه المرة....لا إحم إحم ولا تستور أو

دستور ولا هم يحزنون...

خالة!!!جدتي تريدك!!!!...

الله يخارجنا من هذي العجوز...ومن هذا الوليد الصغير....

معليش يا حبيبي لحظة وأرجع لك....

هاه يا بو الشباب التنغيص والغلاسة والمضايقات أكثر اليوم من الحلاوة والبهجة والتجاذب!!!!...

بقي الولد الصغير في المجلس معي....فقلت:لماذا لا أبادره ببعض الأسئلة لعلها تكشف لي شيئا من

المعلومات أستفيد به خلال خوضي لهذه التجربة الجديدة...

وش اسمك يا شاطر؟؟؟..وفي أية سنة تدرس...وفي أية مدرسة....أسئلة روتينية ومختلفة...

وفهمت أن والدته مطلقة....وهو يعيش مع أمه....

حاولت التلطف معه في الخطاب لأكتفي مشاكساته وإزعاجاته....

أين خالتك يا شاطر؟؟؟

خالتي!!!!فقام على الفور...ليدعوها....فقلت في نفسي:يا الله استفدنا من هذا المشاكس الصغير هذي

المرة!!!..

ولكن يا حسرة!!!!عاد المشاكس الصغير برفقة جدته حماة الهنا!!!!!....

يا الله إنك تعدي هذه الليلة على خير....

فتحت لي العجوز تاريخ حياتها...وأنها تزوجت مرتين...وبدأت تقص لي سيرتها الأولى مع زوجها الأول...

وعدلت في جلستي وكنت متكئاً...لا لأستمع حكايات في الغابرين ولكن لأضرب أخماساً بأسداس في هذه

المصيبة التي وقعت على رأسي...

دخلت عروسي وخرجت...ودخلت وجلست ثم خرجت....وأمها تنتقل بنا من قصة إلى قصة....على أنها أحسن

الله إليها تقف عند كثير من الحكايات التي ترويها وتقصها لنأخذ العبرة والعظة منها سويا...

شفت يا وليدي كيف كان الناس؟؟؟...في أحد في ها الزمان يسوي كذا!!!!جاوبني يا وليدي...

وليدها الذي هو أنا كنت مظطرا لأجاوبها لعل في إجابتها قطعا لذلك السيناريو الفظيع الذي كاد يلتهم ليلتنا

عن بكرة أبيها....

كنت أتميز غيظاً...وأما هي فكانت تفضفض وتتحدث...وكأنها كانت مسجونة عن الكلام والبشر خمسين سنة

في سجن أبي غريب في إحدى جزر واق الواق....

يا إلهي..كيف الخلاص؟؟؟...والله لكأنما ابتعلت مسجلاً غذي بالكهرباء فلا يحتاج شحنا ولا تحويلاً...

حاولت مقاطعتها بلطف....وأن قصصكم معاشر الأولين والمسنين لا تمل...

اصبر...خلك تسمع..وتعرف...كم عانينا...وكم تعبنا....وأنتم اليوم يا شباب ويا بنات ما تدرون....ولا تعرفون..

رباه..هل كتب عليَّ هذه الليلة أن أسمع مواعظ طويلة لا تنتهي بالقوة والإكراه....

كنت أغلي في داخلي....

و أما العجوز فقد وجدت في العبد الفقير العريس المسكين ضالتها المنشودة لتنفس عنها عناء السنين

الخوالي....

ولما طال فلم الرعب ذلك....وقد زودتها العجوز ليس حبة ولا حبتين...بل عشرون وسقاً من الحب...

دخلت عروسي مرتها الرابعة أو الخامسة...وتجرأت وقالت:

مساك بالله الخير أمي....الساعة الثانية بعد منتصف الليل...
الساعة كــــــــــــــــــــــــــــــــم؟؟؟؟....

المخفي
25-02-2009, 08:13 AM
أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة السابعة)...








صاحت العجوز:الساعة كـــــــــــــــــــم....



الساعة ثنتين....خلاص قرب الصبح يطلع....

والله يا بنيتي ما حسيت بنفسي...سالفة تروح وسالفة تجي...

والسوالف مع خطيبك يا زينها...ربي يسلم لي عمرك وعمره....والله ذكرني أيام زمان...وكادت أن تعيد تلك

الاسطوانة الثقيلة المملة لولا تدخل ابنتها الحكيم....

قامت العجوز تتهادى في مشيتها وقد أعياها طول الجلوس....واقتربت مني لتوديعي في ظاهر الأمر...

وفي الحقيقة لإعلامي بأن الزيارة أوشكت على الانتهاء...ولسان حالها يقول:تصبح على خير مع السلامة...

عرفت ذلك من بعض كلماتها التي أخذت تنال من سرعة انقضاء الزمن...ومرور الوقت وختمتها ببعض النصائح

التي تحث على اعتماد النوم مبكرا لحصول موفور النشاط وكامل الحيوية في اليوم التالي....

وأنا أهز رأسي موافقا لتوجيهاتها المباركة وقد طال وقوفها -حفظها الله-....

ثم انصرفت عنا-صرفها الله لطاعته وعبادته-بعد أن بلغ مني التذمر والملل والسآمة مبلغا عظيما...

وأقبلت عليَّ العروس وهي تبتسم...وأنا أكاد أتميز من الغيظ والحنق على الوقت الضائع مع أمها....

هـــــــــــــــــــاه....أعجبتك سوالف الوالدة....

كيف ما تعجبني...بس الله يهديها زودتها شوية حبتين...معروفات العجايز هداهن الله...

معروفات بأيش...

معروفات...الله يهديك...

قلي بأ يش معروفات...

يعني معروفات بكثرة الكلام وحب الثرثرة وو........

لا يا حبيبي...وقفْ وقفْ....أمي الله يطولي بعمرها ما هي من هذا الصنف الي قاعد تشرح فيه وتقول...

طيب...أنا من المتأسفين....وفي وصفي لوالدتك من المتعسفين....وقلت في نفسي....يستاهل الي على بيت الحنش

يَهَب أيده...

وهذه بعض من فوائد صنف من الحموات....متخصصات في جلب الكدر والتنغيص لأزواج بناتهن....ولديهن

حرفية عالية في ذلك المضمار ولذلك يظل تأثيرهن في مجريات حياة الزوجين قويا وفعالا حتى مع عدم

وجودهن..

بعد ذلك الفصل أردت أن أسـتأنف رحلة الرومانسية من جديد والتي قطعتها حماتي العجوز قسرا....وبدا لي

أنني محتاج لنوع من التأهيل السريع لتلافي آثار تلك الجلسة الطويلة مع الحماة العزيزة وتداعياتها المريعة في

نفسي....

ولكن عروسي فاجأتني بالسؤال التالي:

هاه متى ستحجز قصر الأفراح؟؟؟؟..سؤال مفاجئ كان بمثابة هجوم مباغت لطرف استيقظ من النوم للتو!!!..

كان التخطيط الذي قررت أن أعتمده في ذلك المشروع الجديد أن يكون مبدأ الترشيد والتسهيل هو الأساس الذي

سوف يقوم عليه ذلك المشروع....

ليس شحاً بالمال الذي لم يكن يتوافر في حسابي بقدر ما هو الابتعاد عن الشوشرة وخوفا من تسرب الأخبار قبل

أن يكتمل المشروع....وفوق ذلك مراعاة مشاعر زوجتي الأولى الغالية على قلبي ونفسي....

هاه....أين سرحت....لماذا لم تجبني على سؤالي؟؟؟..

فقررت على الفور المواجهة ولكنني استعرت مركب الملاطفة لأصل إلى مرادي دون أن أستثير حفيظتها....فما

اُستثارت النساء وأغضبن بمثل مخالفة آرائهن في عادات وتقاليد الزفاف وطقوسها المقدسة عندهن...

قلت:أنا في الحقيقة لا أشجع ولا أحبذ قصور الأفراح....وأنا أريد أن أقيم عرسا مختصرا بالنسبة على الأقل من

جهتي أنا....وأما أنتِ وأهلك ِ فالأمر مفتوح لكم لدعوة من تشاءون من أقاربكم وأصدقائكم....

وأما أنا فأظن أن من سيحضر العرس من طرفي لا يجاوزون العشرين على أكثر تقدير...

كنت ألقي كلامي وأنا خائف أترقب ردة فعلها...

ولكن أين سنقيم العرس يا حبيبي؟؟؟...

عندما سمعت كلمة حبيبي تخرج من فمها وقد اتشحت بوشاح الرقة والحب أدركت أنني قد أخذت بمقاليد الحديث

في الموضوع...ولذا بدأت أعصابي تعود إلى الهدوء....وأعلنت في نفسي إيقاف حالة الطوارئ....

بالنسبة للنساء يا عمري ويا روحي سوف نقوم بتجهيز فناء منزلكم الكبير وإنارة سوره العالي...ونضع الفرش

وكل ما تحتاجه المدعوات ونجلب بعض الخادمات ليباشرن الضيافة والخدمة....

وأما الرجال فقد استعد بعض زملائي أن يجهز سطح عمارتهم-وهو سطح كبير-لاستقبال الضيوف من الرجال...

كان هذا هو المتن لما جرى وخلاصة الحديث....وطبعا فقد جرى شرح طويل تتخلله عبارات رقراقة...

وكلمات جذابة....كانت كفيلة بعد أن تم إخراجها في سيناريو مثير أن تقنع عروسي بإلغاء فكرة صالة الأفراح

والقبول بمقترحاتي حول حفلة الزفاف....

قلت لها:دعينا من التفكير في حفلة العرس...وهيا بنا في رحلة الهوى والوداد....

قالت:لقد تأخر الوقت جدا....وأمي وإخواني لا شك أنهم متضايقون الآن من هذا الـتأخر...

ولكن سبب التأخر والدتك التي التهمت أغلب الوقت يا حبيبتي...

وفي أثناء ذلك جاء الصبي المشاكس ابن أختها يدعو خالته العروس....فخرجت وعادت بعد برهة قصيرة...

فقلت في نفسي:سوف أبادر إلى الاستئذان والخروج وآخذها برأسي قبل أن أدخل نفسي في دوامة الإحراج...

استأذنكِ يا روحي....سوف أنصرف....كنت أتمنى أن أقضي معك حتى اليوم التالي....ولكن تجري الرياح بما

لا تشتهي السفن....

آآآه....كانت تلك زفرات أطلقتها العروس....معلنة بها أنها مرغمة على انتهاء اللقاء...فاستقرت تلك الزفرات في

شغاف قلبي...

ودعتها وداعا حارا....ودعتها وقد عادت طيور الشوق ترفرف فوق رأسينا ولما أفارق محياها الجميل بعد...

وعندما هممت لأخرج من الفناء وقد أمسكت بيدي بدفء فاجأتني مجددا بسؤال!!!!....

أنت مصمم يا حبيبي على إلغاء فكرة القصر نهائيا....

فقلت في نفسي:يا الله مساء خير....هل تقوض بنياني من أساسه....وهل أثرَّ عليها أحد من أهلها...خلال مفارقتها

لي في تلك الدقائق القصيرة....

فاضطررت لإعادة شيء من السيناريو السابق ولكن بالحركة السريعة على عكس الحركة البطيئة....

فأظهرت قناعتها وقبولها بطيب خاطر....ووعدتها وعدا حسنا بحياة أفضل....ومستقبل زاهر...

وهكذا يصنع كثير من الأزواج حيث يطلقون لزوجاتهم في فترة الملكة وعودا خلابة وأحلاما وردية أشبه

بوعود المرشحين للرئاسة في الانتخابات....

فمن الأزواج من يفي بوعوده....ومنهم من يخلف....وأما أنا فما زلت أعتقد أنني وفيٌ لوعودي...ولا أزكي نفسي.

خرجت وقد بقيت عيناي وعيناها مترابطتين بوصلة من لغة العيون التي تنمو على ينابيع المحبة...وسلسبيل

المودة...

فارقتها وكأني قد رأيت دمعتين في عينيها الجميلتين تلمعان في جوف الليل الآخر....وفي قلبي من اللهفة والشوق

والوجد ما الله به عليم...

ركبت سيارتي...وقد أطل التعب برأسه البغيض...وجاء طائر الحذر سريعا فوقع على عقلي وقلبي....

لقد تأخرت كثيرا...فما عساني أقول لزوجتي الأولى!!!...

انطلقت بالسيارة...وقد تجاذبتني خواطر متقابلة....وأفكار متضادة....

أفكر في عروسي فأتذكر ابتسامتها ورقتها ونعومتها وضحكها ودلالها....فتشتعل نيران الهوى والشوق في قلبي...

وأفكر في زوجتي وفي طفلي الصغيرين...فأخشى أن أعرضهم لشيء من الإيذاء والإزعاج....

وصلت المنزل وسارت الأمور على المعتاد...وإن كانت زوجتي ما زالت الشكوك تساورها....والظنون لا تكاد

تفارقها....

وكان دوري في غالب الأحيان كدور المتهم الذي يحاول الدفاع عن نفسه دون جدوى...ولكن لا بد من التحمل

وأما الصبر فعند فقهاء المعددين ليس له حدود....ولا قيود....

كنت ألاطف زوجتي الأولى....وأتودد إليها وأتحبب...وأتقرب....فأنا أحبها وما الحب إلا للحبيب الأول...

ولكن والحق يقال-وهذا من طبيعة الإنسان-أنني كنت مشغولا بالتفكير في العروس....فالجديد له طابع قوي من

الجذب والقبول....

في أحد الأيام ذهبت زوجتي بطفلينا لزيارة أهلها....فقلت في نفسي فرحا:

خلالك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري....

فانطلقت إلى الهاتف....والأشواق تسبقني إلى السماعة قبل أن أرفعها إلى أذني....

وبادرت بالاتصال على بيت العروس...وأيم الله إن قلبي ليخفق بشدة شوقا وهياما....

وكانت المفاجأة العصيبة!!!!..

المخفي
25-02-2009, 08:17 AM
(أطيب الذكريات لمعدد الزوجات (الحلقة الثامنة



السلام عليكم...كيف حالك يا روحي!!!..



ردت عروسي بتثاقل يكاد يسقط سماعة الهاتف من يدي:وعليــــــــــــــــك السلام....



كيف حال القمر....

قمر مين يا حبيبي؟؟...



قمر ميــــــــــــــن؟؟؟وفي قمر غيرك يا روحي...



صحيح أنا قمر....



نعم قمر ومائة قمر....ومن غضب فليشرب من البحر ملحا أجاجا...



لو كنت قمرا كما تقول لما أهنتني وتخليت عني....



أنا أهنتك....وأنا تخليت عنك....بسم الله الرحمن الرحيم...



هل أنت صادقة فيما تقولين؟؟؟...يا بنت الحلال؟؟؟...



أجل وإلا أنا مجنونة يا حبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيب قلبي....خرجت منها تلك الكلمتان من بوابة التهكم



والإزدراء تلك البوابة التي لا تكاد تخلو حياة امرأة منها قط....وتفتحها متى شاءت...



يا عالم يا هـــــــــــــــــــوه...وش السالفة؟؟؟...



السالفة...إنك للأسف الشديد....ما قدرتني ولا راعيتني....



ما قدرتك!!!!!ولا راعيتك...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم....وش هذي الكلمات؟؟؟أنت شكلك تمزحين....أكيد



تمزحين....معقولة القمر الحلو يطلع منه مثل هذه الكلمات...



صاحت قائلة:أي ي ي ي ي....أنا ما أمزح....وأرجوك لا تستخف دمك يا عيونـــــــــي.....طبعا كلمة عيوني



خرجت أيضا من تلك البوابة القاتمة البغيضة....



كلمات:يا عيوني....وحبيب قلبي....وروحي....ما أعذبها من كلمات حنونة وما أجمل وقعها في قلب الرجل حين



تخرج من قلب الزوجة المحبة العاشقة....



ولكن ما أثقل هذه الكلمات وما أقبح أثرها في القلب إن هي خرجت مخرج التهكم والسخرية...



يا الله مساء خير....يا الله إنك تعدي هذي الليلة على خير....



كنت كمن كان ينتظر زائرا محبوبا يحمل هدايا ثمينة.....فجاءه آخر ثقيل الظل يتشاجر معه ويمعن في الخصومة.



وزادت الحسرة بعدما علم أن الزائر الأول قد ألغى الزيارة نهائيا....



حاولت تلطيف الجو معها بكل سبيل....وكنت كمن أخذت ألسنة النيران تلتهم ما حوله في الحجرة وهو يحاول



إطفاءها هنا أو هناك....فإذا أخمدها في جهة عادت واشتعلت في جهة أخرى....



وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقال....



كانت صالة الأفراح هي السبب وراء تلك المشكلة المشتعلة؟؟؟...بل لم يكن ذلك هو السبب الحقيقي بل كان سببا



ظاهرا يخفي خلفه شخصية عصبية منزعجة تسلطية تكشفت لي فيما بعد....



حاولت إقناعها أننا نستطيع أن نتفق على صالة الأفراح....وأبشري بالخير....ولا يصير إلا ما تريدين...



فصرخت:أنا لست واثقة منك....أنا لم أر حتى صورة لبطاقتك!!!!...ولا أعرف حتى رقم منزلك....



صورة لبطاقتي.....بعد كل هذه المدة....وكيف تم عقد القران إذن بيننا؟؟؟؟ألم ير إخوتك بطاقتي....



قالت:لا يا حبيبي....أريد صورة من بطاقتك....



وهل أنكرت زواجي بك؟؟؟.. أنتِ صاحية وإلا جرى لعقلك حاجة على قول إخواننا المصريين!!...



ومن هنا بدأت القصة تأخذا منحنى جديدا....وذلك أنني كنت حتى هذه اللحظة أداريها وأراعيها....وأحاول إفهامها



بلطف والاعتذار منها من أشياء لا يعتذر منها ولكن حرصا على إرضائها...



ولكنني عبثا كنت أريد...



ورقم الهاتف...لماذا لا تعطيني إياه؟؟؟....



رقم الهاتف يا عزيزتي في بيت زوجتي الأولى وهو حق للأسرة هناك....وعندما يكتمل بيتك سوف يكون لك



هاتف خاص بك...قاتل الله الجوال لم يكن أطل علينا بعد و إلا لما جاءت هذه المشكلة من أصلها....



شفت....كيف إنك خايف على زوجتك الأولى....وأما أنا ففي ستين داهية.....



يا بنت الحلال....أنا في كل يوم أتصل عليك مرة أو مرتين....ماذا تريدين بالضبط من هاتف منزلي؟؟؟....



وفي هذه الأثناء اختفى صوتها من الهاتف....فاعتقدت أنها قد قطعت الخط...وليتها صنعت...



ولكن حدث ما لم أكن أتوقعه....إذ أمسك شقيقها الأصغر-وكان يملك عفا الله عنه قدرا لا بأس به من الحماقة



والرعونة بسبب مرضه النفسي-فانطلق يصرخ عليَّ بصوت عالٍ وهو منفعل....وقد بدأ صراخه وانتهى بشأن



صالة الأفراح...



ثم أخذ يتهمني صراحة بأنني لم أعطه قدره من الاحترام والتقدير....وذلك حين سألني مرة عن موعد الزواج



ومراسمه فقلت له بحسن نية:سوف أتباحث في هذا الموضوع مع عروسي....وكنت قد أتفقت معها ومع أشقائها



الكبار على أغلب الأشياء....فساءت ظنونه....



ثم أخذ يكرر على مسامعي وأنا مذهول مما يجري معي ترى أنا رجال وأحسن من مائة رجال...انتبه لنفسك...



لازم تعرف مع من تتكلم....



حاولت تلافي الحديث معه ولكن لا فائدة....فاضطررت آسفا لقطع المكالمة....



وضعت سماعة الهاتف وعرقي يتصبب....وقلبي من هول المفاجأة ينبض بسرعة وحسرة....



هل هذا كابوس؟؟؟تجرعت المرارة...وتذكرت كلمة أحد الخبراء في ميدان التعدد بدرجة بيرفسور:



من بغى الدح لا يقول أح....



فقلت:أح.....وقلت....أوه....ولكن في نفسي جريا على منهاج المعددين....وهربا من شماتة الشامتين....



أتكأت على ظهري وطفقت أستعرض الشريط المريع وأحاول تفسير ما حدث....



وإذا بالهاتف يعلن الرنين....





قررت عدم الرد....فلم تكن حالتي النفسية مهيأة للكلام مع أية شخص كان...



وعاد الهاتف مرة ومرتين للرنين....فرفعت السماعة وكأنني أحاول رفع أفعى ألفها حول عنقي...



كانت زوجتي الأولى هي الطرف الآخر على الخط....



فقلت في نفسي....اكتمل المشهد الآن....



كيف حالك يا عزيزي؟؟؟..لماذا كان الخط مشغولا كل هذه المدة؟؟؟...



رددت عليها ببطء وتثاقل....وأن أحد أصحابي قد اتصل عليَّ....



قالت:صرتم معشر الرجال مثل الحريم في طول المكالمات!!!!...



ولكن زوجتي قد أدركت من نبرة صوتي أن أمرً قد حدث....



طمني يا حبيبي...هل أنت متعب....لماذا صوتك متغير؟؟؟...



طمنتها بأنني مرهق وأن الصداع قد قام بزيارة رأسي....



قالت:ولكنني خرجت وأنت مثل الحصان فماذا طرأ عليك؟؟؟...



المهم أنهيت المكالمة....وعدت إلى شريطي أتذكره وأحاول فهم ما جرى وأتهيأ للخروج من هذه الأزمة نفسيا...



طرأت لي فكرة....وقد رفضها سلطان عقلي في بداية الأمر....ولكن قلبي فرضها في نهاية المطاف....



لماذا لا أتصل بها...وأستطلع الأمر معها....



اتصلت...فلم يرد عليَّ أحد....فزادت همومي وغمومي...



ثم اتصلت أخرى ولا من مجيب....



ثم انتظرت برهة وأنا أتقلب على جمر الحزن والألم والمرارة....فعاودت الاتصال فرفعت السماعة...

وكان الجواب دموعا وبكاء ونشيجا.....

مرتبش
25-02-2009, 08:19 AM
صباح الخير للجميع
صج موضوع طويل
مافي رؤوس اقلام؟

غناتي1
25-02-2009, 08:23 AM
الله يهداج يا المبروكة دخلتي عرررررض

قطعتي حبل افكارنا 00 كنا مندمجين مع القصة

قاعد اقراها للشباب في الدوام --

المخفي
25-02-2009, 08:31 AM
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات الحلقة التاسعة





ارحمني يا حبيبي..أرجوك أرحمني..الله يخليك..





ارحمك؟؟ارحمك من أيش؟وش السالفة..وش الحكاية..





كان بكاؤها يتواصل وينقطع قليلا لتحاول التحدث ولكن البكاء كان يغلب ولقد أحسست بحرارة دموعها في صميم فؤادي عبر سماعة الهاتف..





اضطررت لوضع السماعة وأنا أضرب أخماساً بأسداس واتكأت على الجدار وبدأت رحلة الذكرى في ماضي الزمن القريب وبدأت أحاول استرجاع آخر الأحداث التي أعقبها التوتر

في العلاقة الجديدة

وبعد الرجوع من رحلة الذكرى التي كانت تختلف مشاهدها بين الفرح

والألم إلى الواقع الذي بدأت تطل في سماه مشكلات وخلافات ويا فرحة

ما تمت





خرجت من المنزل بعد أن هاتفت العديل المحترم ليركب معي في سيارتي

بعد أن تولى قيادتها حيث كان يكفيني ما أنا فيه من هم وغم وطلبت منه أن نتجه صوب بيت العروس..



وفي الطريق شرحت له الموقف فهدأني وطمأنني ولكنه عارض فكرة

الذهاب إلى بيتهم حتى نستوضح الأمور







وليس للمعدد في مثل هذه الظروف الحالكة والأجواء الصعبة من صديق

صدوق صاحب رأي فإن كان عديلا فقد اجتمع الحسنيان





ولكنني طلبت منه أن يقترب من بيت العروس لعلني أجد في مرأى منزلها شيئا من السلوان







وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا





وبينما نحن نلف وندور في الحي الذي يوجد فيه منزل أهل العروس رأينا صديقا لنا فسلمنا عليه وصرنا ثلاثة وصرنا ركبا













وكان حديثنا منصبا على مشكلتي مع العروس وأهلها..





طلب هذا الصديق أن أنزل لاتصل بالعروس من إحدى الكبائن وأكلمها ثانية..





ففعلت ونزلت إلى الكابينة ورجلاي لا تكادان تحملاني وقلبي يرتجف لأنني لا أعرف ماذا ستئول إليه الأمور











اتصلت فردت أختها وسألت عنها وأنا أتوجس خيفة فلطعتني على الخط



دقائق حتى انقطع الخط أو قطعته لم أعد أذكر.. نحوا من خمس





اتصلت ثانية فردت امرأة أخرى لا أدري من هي وقالت:إنها نائمة في



غرفتها وقد أغلقت الباب





فعدت بخفي حنين إلى صاحبي..





وفي هذا الأثناء واليوم كان جميلا من أوله كما تعلمون اكتمل المشهد حيث

التقينا بأخيها الأكبر في أحد الشوراع الضيقة وجهاً لوجه..





واضطررنا للنزول والسلام فقابلنا كما يقابل الأسد الجائع الهصور مجموعة من الضباع-معليش-وكان في غاية الغضب والغضب يرى في وجهه









بل ويتناثر على منخريه اللذينِ بديا لنا غاضبينِ أيضاً..







وفجأة انقض عليَّ بسؤال هادر قاصف عاصف:





أنت يا الأخو وش بينك وبين فلانة أخته العروس؟؟هكذا في عرض الشارع وقدام الله وخلقه وقدام اللي يسوى والذين لا يساوون قيراطاً ولا قطميرا وكان مجموعة من البنقالة علينا يتفرجون ويسمعون ولا يفهمون غير أنهم بأن قرقر زعلان كتير يجزمون.





.





طبعا صاحباي والله والنعم فيهم يسوون ويسوون





فقلت:ما بيننا إلا كل خير

فرد علي بعنف :وش الخير الذي يجي منك ومن أمثالك؟؟..



فرددت عليه بلطف خصوصا وقد أوتي بسطة في الجسم والحمق:يا بن الحلال صلِّ على النبي..واذكر الله..



وهنا تدخل العديل وأخذ يهدئه وأن الكلام هذا لا يصلح في الشارع.



فقال مغاضبا:وأين يصلح يعني..في المسجد في الحرم في الجامعة..



فأخذه عديلي جانبا وقال :خير..ما الذي حدث؟؟وش الي صار بين نسيبك وأختك..



فقال ساخرا:نسيبي الله يقطع اليوم والساعة اللي صار هذا نسيبا لي..



طبعا كنت أستمع كل تلك الشتائم وكأن المقصود بها رجل في جنوب إفريقيا كان يعيش إبان حكم الفصل العنصري وقبل خروج نيلسون مانديلا من السجن..



وما كان ذلك الرجل ليهدأ وأنى له أن يسكت فنزع يده من يد العديل واقترب نحوي وصاح في وجهي:أنت وش واللي سويته في فلانة -عروسي-وخلاها





قاعدة تبكي كل وقتها وقافلة على نفسها باب الغرفة ولا هي راضية لا تأكل ولا تشرب ولا تكلم أحد..



يا شيخ حرام عليك..أنت ما في قلبك رحمة؟؟..





حاول صديقنا الآخر مع العديل تهدئة الموقف دون جدوى..

وهنا رأيت أنه لا مندوحة أبدا من المواجهة طبعا المواجهة الفكرية لا الجسدية التي ربما كان المذكور يتوق إليها..وأتوقع أنه يتفوق فيها أيضاً



فقلت بصوت مرتفع:اسمعني زين..الكلام هذا ما يصلح في الشارع قدام الناس..وإذا كنت تبغى التفاهم فاسبقنا إلى بيتك..أو في بيت فلان -صديقنا الذي لقيناه وأشركناه في همنا وغمنا-

وأما رفع الصوت فأرجوك أن تكف عنه..ماله أي داعي..وأقبل عليه عديلي وصاحبنا يوبخانه حتى تم التفاهم على اللقاء ليلا بعد العشاء في منزل صاحبنا هذا..



وما إن ركبت في السيارة حتى شعرت بأنني بدأت أتنفس من جديد وكأني كنت في قاع محيط مظلم أصارع قرشا مخيفا مفترسا..



وبعد مداولات في السيارة جاء رأي يقول بتجديد محاولة الاتصال ثانية ففعلت وليتني لم أفعل..



ردت عليَّ حماة الهنا وعجوز العنا وبادرتني بنفس الاسطوانة المشروخة التي سمعتها من ابنها..



غير أنها أكثرت حفظها الله وكفاكم وكفانا الهموم والغموم من قولها:خاف الله واتق الله وراقب الله..وكأنني مجرم أثيم جاء من السجن..



طبعا كانت عباراتي تتخذ نمطا واحدا من التصميم الجرافيكسي التقليدي:



أبشري يا عمة..لبيك يا خالة..من عيوني يا أم فلان..ولا يهمك أنت تأمرين..

ولم نكن نعرف في ذلك الحين الجرافكيس ولا الثري دي ماكس ولا المساير بقس ولا المطيار طس



طبعا نجحت هذه التصاميم والتعابير في تخدير الحماة قليلا هكذا خُيل إليَّ..



ولكن تبين أنني أسير وراء سراب خادع..ظهر ذلك حين توسلت إليها أن أكلم عروسي..



فهبت في السماعة صائحة حتى لكأنما خرجت منها لتقول:لا شبيك ولا لبيك





وعروسك ليست إليك..ولن تكون بين أيديك



فلانة يعني عروسي..تعبانة و زعلانة وطفشانة وجوعانة وعطشانة وزهقانة وباختصار ما تبغى تكلم سيادتي ولا سعادتي ولا حتى تعاستي..



عدت إلى الصديقين وأخبرتهما الخبر..فقالا عليك بالصبر..



وجلست في المرتبة الخلفية أهوجس وأتفكر وجاءت مجموعة مخيفة من طيور الوساوس وأعقبتها أسراب من غربان القلق والنكد..



فاستعذت بالله وقطع المشهد الكئيب الذي أعيشه في عقلي ونفسي ووجداني سؤال صديقي:

ما الذي تتوقع أن يكون سببا لذلك التوتر بينك وبين عروسك وهل أنت لحقت تشبع وإلا تتهنأ وإلا تعيش زي بقية العرسان..



لا شبعت وهل أكلت أصلا..ولا تهنيت..كلها كم ليلة حلوة ولكن لا أدري ما هو السبب..



هل هو قصر الأفراح..وإقامة ليلة الملاح..فنحن ما زلنا في طور النقاش؟؟؟



المهم جاء الموعد المنتظر..وجاء أخوها ومعه ثلاثة رجال تبين أن اثنين هما نسيبان له يعني عديلين لسيادة تعاستي..طبعا عديلي القديم جاءته نفحة من غيرة..وأما الثالث فهو قريب له أظن أنه ابن خالته..



صاحبنا أعد القهوة وعرض على الفريقين المجتمعين العشاء فاعتذر الفريقان-طبعا فريقنا اعتذر ظاهرا وإلا في الباطن فقد بتنا في ذمة صديقنا ومعزبنا تلك الليلة-



كنت أحاول أتصنع الهدوء ولكن القلق والارتباك يكادان يفضحان ذلك الهدوء المصطنع الزائف..



وبدأ النقاش..وأخذ النسيب يكيل مجموعة من التهم..



طبعا كنت أنا المتهم..وهو سامحه الله المدعي العام..والقضاة أصحابه..والمحامي عديلي وصاحبنا راعي البيت الجمهور المحايد!!



التهمة الأولى:أخطأت بحق أخيه الصغير..

التهمة الثانية:أخطأت بحق عروسي في عدة مواقف..وما في داعي حسب قوله يعددها لأنه ما يبغى يكبر الموضوع بزعمه لأن ما في شيء أصلا!!!!.

التهمة الثالثة:أنني لم أبلغ إلى الآن والديي حفظهما الله ورعاهما..

التهمة الرابعة:لم يعطنا هاتف منزله واكتفى بإعطائنا هاتف عمله..

التهمة الخامسة:لم يعط زوجته صورة من بطاقته تحتفظ بها عندها..



طبعا هنا انفلتت مني كلمة ساخرة حانقة:فقلت وصورة من الرخصة حتى تطمئن إذا ركبتك أختك معي أني أعرف أسوق من صح..عشان سلامتها وسلامتك..



وهنا وكزني عديلي بمرفقه في جنبي وكزة أعادت إليَّ هدوئي المصطنع..



فقال أحد أنسابه:لو سمحت خل الرجال يكمل كلامه وبعدين تكلم زي ما تبغى..



فقال النسيب:لا ما نبي رخصتك خلها في جيبك..إحنا يهمنا نحافظ على حقوق بنتنا!!



واستأنف سلسلة التهم التي كان يقرأها من ورقة صغيرة..



التهمة السادسة:إنه إلى الآن لم يجد بيتا للعروس..



التهمة السابعة:إنه إلى الآن لم يحجز قصرا للأفراح والليالي الكلاح..



التهمة الثامنة:إنه إذا جاء بيت الوالدة للزيارة فإنه يطيل اللبث والجلوس حتى يلحق بأهل البيت وبالجيران وبالحارة الضرر والأضرار..



التهمة التاسعة:حاول أن يقرأها ولم يكن الخط واضحا..فقال أحسن الله إليه وزاده ورعا:



هاذي لا لا ما هي واضحة..بلاشي منها..تكفِّي اللي فوق..



تكِّفي اللي في فوق!!!طبعا تكفِّي وتكفِّي وتدخل السجن وربما أوصلت إلى حبل المشنقة..أقول ربما..



وهنا بادر رئيس المحكمة أعني نسيب النسيب الذي يساوي عديل المستقبل القريب فقال بورك فيه:

طبعا هذا كلام خطير..وغلط عظيم..وفي الحقيقة ما كان يتوقع أنه كل هذي الأشياء تصدر مني..بالرغم من أنه لا يعرفني..ولكنه سمع عني خيرا..

وحملق فيني بعينين كعيني ذئب غادر وقال:بصراحة وخلني أكون معك صريح..ما كنت أتوقع أنك تسوي كل هذه الأشياء..



يا أخي إذا كنت ما أنت قد المسئولية فليش تتزوج من الأصل..ترى بنات الناس ما هي لعبة لك ولأمثالك..



طبعا لم يكن الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله قد حوكم بعد وإلا لهانت عليَّ هذه المحاكمة ولم أعبأ بها شيئاً..



هنا انتفض عديلي البطل وقال:فلان وأشار بيده الكريمة نحوي..قد المسئولية وقدها وقدود وأبو جد قدة وقدات وقدود..



وأنت الآن يا حبيبنا صدقت كلام نسيبك وحكمت على الرجال وكنت عفا الله عني مطرقا برأسي لا أدري ربما كنوع من الإنحناء لجلب بعض مظاهر التعاطف في تلك المحكمة التي كانت رياحها تسير عكس اتجاهنا..



وكان الأولى وما زال الكلام لمحامي المتهم عديلي وصديقي ورفيقي وزميلي وعزيزي أن تسمتع لجواب المتهم عفوا عديلك يقصدني فأنا عديل القاضي..وإذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي..



طبعا كان القاضي قبل أن يأتينا قد أفرغت زوجته أخت العروس على رأسه مجموعة من الشائعات والقصص الفارغات والتهم العريضات..وأثارت في نفسه شيئا من البطولة الزائفة ضدي وأنه بطل العائلة ولا بد أن ينتصر لأختها المظلومة ويقوم بتلقين ذلك العريس الجديد العريس المتطاول درسا في احترام بنات الناس..



وكلمته أم الزوجة أيضا حماتي وحماته وقالت:إن الأمل معقود عليه في إصلاح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح..وأخذت تترجاه بأن يكون قويا حازما فإن ابنها(المدعي العام)طيب القلب..وأخاف ما يعرف يأخذ بحق أخته..مسكين!!!!..

ولا بد من إعادة الهيبة لمكانة العائلة الكبيرة التي أسيء إليها من جنابي المحترم



ومن هنا كان هذا النسيب لنسيبي والعديل لي مشتدا في الكلام معي..



لم نكن نعلم أن هناك شخصا آخر كان حاضرا لأكثر اجتماعنا ومستمعا لأغلب كلامنا..



وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..

بو الجوري
25-02-2009, 08:43 AM
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..



أخوي المخفي امتعتني ..

متى الحلقه القادمه ؟ :omg:

قطر 95
25-02-2009, 08:58 AM
المخفي
هذي قصه على صباح
شناوي علينا

عنيــــد
25-02-2009, 10:22 AM
خوش قصص و عبر :nice:

المخفي
25-02-2009, 03:08 PM
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة العاشرة



كانت زوجة صاحبنا وراعي المنزل الذي تحول إلى محاكمة غير عادلة لجنابي تسترق السمع..واستطاعت بأذنيها اللتين تشبهان أذني الأرنب ليس في الشكل وإنما في الوظيفة والأداء والمهارة أن تسمع شيئا مما جرى..وأن تجمع معلومات استخبارتية مهمة لصالح دولة أجنبية عفوا أعني لصديقة لها ألا وهي زوجة عديلنا الثالث الذي كان وما زال فيه من مكر الثعالب ما يطول وصفه وشرحه..وسيأتي بعض ذلك..

طبعا حاولت جاهدا أن أدافع عن موقفي وكذلك صنع عديلي والمحامي الخاص لي..

ولكن نتيجة المحاكمة قد عرفناها سلفا حين حكموا بأنني مخطئ أشد الخطأ..مذنب أعظم الذنب..معتد أكبر العدوان..

والنتيجة أننا خرجنا أو بالأصح خرجوا من المجلس دون أن نصل إلى نتيجة..

كل الذي حدث كلام واتهام..ولقد وجدت أنهم مجمعون بأنهم عائلة عريقة وأفرادها ذوو مناصب مهمة وشخصيات مرموقة..

وأخذوا يكررون ذلك ويلتُّونه ويعجنونه ويخبزونه ويلبزونه..مع أن عائلة جنابي المحترم لو جاريت مفهومهم أشد عراقة ومنصبا وجاها..

ولكنني آثرت السكوت ورأيت أن من الحمق أن أجاري أناساً يمثلون عقول وتفكير نسائهم فحسب..

وخرجوا ساخطين بعد أن قال شقيقها الأكبر:إذا ما أنت كفو المواضيع هاذي فطلق أحسن لك..

وبقيت في صاحبيّ ساخطين..ومسخوطين..

زوجة صاحبنا جزاها الله كل خير وأكلت لحم طير نيئاً أو محروقا كل يومً بدأت في اتصالاتها ونحن ما زلنا في منزلها مسارعة باعتقادها إلى الخيرات ونصيحة لذوات الوداد من الصديقات..

دخلنا بيت صديقنا لنعالج مشكلة وخرجنا من منزله عفا الله عنه وأيقظه من رقدات الغافلين لنعالج مشكلتين كبيرتين سمينتين..

تناولنا العشاء عند صاحبنا وما علمنا حين كنا نتناول الشاي أن الاتصالات الساخنة تجري بين النساوين..

وكم كانت لهفة زوجة صديقنا على هذا الصيد الثمين الذي جاء إلى منزلها لأنها يبدو سامحها الله وشغلها بطاعته تعشق الأخبار النادرة والأنباء السارة خصوصا الواردة إلى منزلها..

المهم الصيد الثمين الذي هو أنا العبد الغلبان المسكين وقع في الفخ..بقي عديلاي..وبقي زوجها الذي لم يسلم حتى هو من شرهها الإخباري العجيب..

عرفتْ أنني أنا بطل المسرحية التي سمعت شيئا من الحديث عنها بين المخرجين والمنتجين والممثلين..ولكنها آثرت ألا تكتفي بذلك بل تواصل المهمة العظيمة فربما يقع في الفخ صيد آخر حتى ولو لم يكن صيدا ثمينا..

غير أنها كانت كنصف حال جان الكهان تسمع كلمة وتزيد عليه خمسين كلمة من كيسها..

خرجنا آخر الليل من بيت صاحبنا الذي ودعنا بحفاوة وتكريم ولم نعلم أننا سندفع ثمن كرمه وعشائه واستضافته للمحاكمة نكدا وهما وغلبا..ولكن ذلك مصير المعددين فليصبروا فإن الله مع الصابرين..

عدت إلى منزلي وكانت زوجتي ترقد وطفلاها فألقيت نظرة عليهم

وقلت في نفسي:ويحك ما الذي أوردك الموارد؟؟وجعلك تقتحم المخاطر؟؟هلا أكتفيت بزوجتك الجميلة الحنونة..وكنت حينها أطالع في وجه زوجتي وهي نائمة..فألتفت فورا حتى لا أشعر بشيء من تأنيب الضمير ولكني قلت في نفسي لأرد بشكل عاجل على تلك النوازع الخطيرة التي لو استرسل معها المعدد الجديد لنكص على عقبيه وفشل في مشروعه العتيد:

اصمد اصمد وخلك رجَّال.. وماذا صنعت يا حساس يا رهيف!!!

أنت لم تصنع شيئا وزوجتك الحبيبة وطفلاك الحبيبان في قلبك وفوق رأسك وبين عينيك..

استلقيت على الأرض لأن سعادة الطفلين كان يرقدان في المكان المخصص لجناب والدهما بجوار والدتهما على السرير..

فقلت في نفسي:آه و آخ و أح و أووه و أفف لو كانت زوجتي الثانية على رأس العمل لنمت في حضنها الدافئ..

ولكني تذكرت سريعا بألم وحرقة تجربتي الحديثة المريرة..وبينما كنت أجول بين تذكار واعتذار غلبتني عيناي فأخلدت إلى منام وشيء من أحلام...

في اليوم التالي ودعت زوجتي بعد أن تناولت معها الإفطار..ولم تكن قد وصلت إليها الأخبار..وذهبت إلى عديلي لأتدارس معه الحلول لمشكلتي مع عروسي الجديدة التي تحولت كالغول أعني المشكلة وليس العروس..

فاجأني عديلي بالقول:إنه ينصحني بالتراجع عن المشروع نهائيا!!!

قلت:وكيف ذاك؟؟وعروسي؟؟وأحلامي وآمالي؟؟..

فذكر أنه يخشى أنني سوف أتعب وسوف ألقى صنوف الغلب والنكد إن لم يكن منها فمن أهلها..

وأنت كما قال لي يا حيبي مرتاح مع زوجتك الأولى وتزوجت الثانية لتزداد راحة وسعادة لا لتشقى وفي الغلب تعيش وتبقى..

كانت كلماته في قلبي تطعن كالسهام لمعرفتي بأن لها من الواقع والحقائق سندا ورصيدا..ولكني كنت في بادئ الأمر مكابرا عنيدا..

سرحت بتفكيري طويلا:تذكرت ليلة الخطبة وتذكرت حلاوة الملكة وتذكرت ابتسامة العروس وتذكرت مشيتها وكلامها فكانت تلك الذكريات تتراقص في مخيلتي كأنها مجموعة من الطيور البيضاء الجميلة تحلق فوق واحة خضراء وارفة غنَّاء..تشدو بلحنها العذب الأخاذ..

ثم فجأة تذكرت مشاهد الخلاف ومشهد المحاكمة في بيت صديقنا وتذكرت كلام شقيقيها وزوج أختها فأحسست بظلام يسدل رداءه فوق عيني..حتى لكأنما تلك الذكريات الأليمة قد تحولت إلى مجموعات من الغربان والخفافيش تطير حول رأسي..

صاح العديل:هيه..أين ذهبت يا عريس الهنا؟؟..

فانتبهت وقلت:سوف ابذل محاولة آخيرة واتصل بالعروس..فأيد الفكرة أيده الله بنصره..

ذهبنا لمكتب أحد المعارف فاتصلت وطلبت العروس مرات وكرات فاعُتذر مني..مرات بلطف ومرات بعنف..

وفي مرة قيل لي عن العروس:إنها لا تريد أن تكلمك أو حتى تشوف رقعة.....

فأخذتني الحمية وزاد فيها ونفخ عديلي إذ هو بطبعه أقشر ذو عصبية..يميل إلى الحلول التصادمية لا التسامحية..

فقلت بصوت مرتفع:اللذي لا يعدك مكسبا لا تعده رأس مال..

هدأت قليلا وفكرت كثيرا واستخرت الله فرأيت أن الفراق أسلم طريق والحال ما ذكرت والظرف ما شرحت وعنه أبنت..

فقلت لعديلي:الطلاق أحسن حل..فأدركني بشاهد آخر كي نتوجه للمحكمة لإيقاع الطلاق وأخبر صهر الهنا ونسيب العنا حتى يوافينا هناك لأن الطلاق قبل الدخول لا بد فيه أيها السادة من حضور المرأة أو وكيلها الشرعي..

تواعدنا في يوم قريب..وأنا في نفسي أودي وأجيب..وعندما دخلت بيتي قابلتني زوجتي بوجه كئيب وحال جد صعيب..

فقلت:ما الذي حصل..وخيرا ما هذا الزعل...

فبكت وقالت:يا ليتك تزوجت بسرعة وفكيتني من مشاكلك ولكن جالس يا بطل تزور أصحابك وتفتخر أمامهم بأنك تزوجت وعددت وتنصحهم بالتعدد بل وتشجعهم عليه..بل وتقول لهم إنك ما تحسب لي ألف حساب..وأن الذي رجال لازم يعدد ويقهر زوجته بعد..

كل هذا عشان أنا طيبة معك وصابرة ومحتسبة!!!

ففتحت فمي لسببين:

أولاً:لاستنكاري هذا الكلام واستغرابي من زوجة صاحبنا كيف حبكت ذلك السيناريو الفظيع..

وثانيا:أنني بقيت كالمحارب على جبهتين..حيث كنت مهموما مشغولا بأمر مشكلة العروس التي توشك أن تكون مطلقة.

حاولت تهدأتها وطمأنتها وحلفت أن هذا إفك مفترى...

وعرفت بعد تحقيق لطيف سريع سلسلة الأخبار وسند النسوان..حتى وصل الخبر لزوجتي الأولى..

وفي اليوم التالي توجهنا للمحكمة أنا وعديلي وصديق ثالث..ورأينا شقيق العروس ينتظر في الصالة كضبع جريح..

وحين رأنا هرول إلينا فحاولنا التلطف معه فغضب وثار..وأخذ يزمجر ويصرخ وجلب بفعله إلينا الأنظار..

فقلت:يا الله صباح خير...وتذكرت صيحة المدرس الشرس بنا أيام كنا طلابا مع الصغار..

ودخلنا إلى مجلس القاضي حيث هذه أول مرة أدخل فيها إلى المحكمة..وسلمنا على القاضي..ودخل شقيقها يزمجر وحاول أن ينال مني في حضرة القاضي وأخذ يمتدح أسرته وآباءه وأجداده وأسلافه فأسكته القاضي بلطف وكان القاضي والحق يقال لطيفا ذا خلق..

بل وأخذ القاضي يمتدح أسرتي أيضاً..فما أعجب ذلك صاحبنا..

وسأل القاضي شقيق الزوجة:هل الزوجة مدخول بها؟؟..

فأجاب :نعم..

فاعترضت وقلت:يا شيخ أحسن الله إليك العروس لم أدخل بها..

فصاح شقيقها:ألا تخاف الله بل لقد دخلت بها...

دخلت بها ولم أدخل بها...

دعوني أقص عليكم تفاصيل ذلك في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى...

بو الجوري
26-02-2009, 07:26 AM
يعطيك العافيه أخوي ..

ويــــــــــنكـ نبي نكمل .. :)

لا تتأخر

هتـان قطر
26-02-2009, 08:01 AM
متابعه....:secret:

المخفي
26-02-2009, 10:01 AM
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الحادية عشرة"





بعد شد وجذب أقر شقيق الزوجة ووكيلها بأنه لم يكن هناك





دخول شرعي خصوصا..أنه كان حريصا على ذلك ليحصل





على المهر كاملا..ويلحق بي في اعتقاده أكبر ضرر ممكن.





بينما سيحصل على نصف المهر إذا لم يكن هناك دخول..





وقد أفهمه حضرة القاضي أن الطلاق قبل الدخول في صالح





شقيقته لأنه ليس عليها والحال ما ذُكر عدة تعتدها..ويمكن





أن يتقدم لها عريس جديد ويعوضها ربي..





فانبلجت عشرة بالمائة من أسارير وجهه المتجهمة وقال:





إن شاء الله ربي يعوضها أحسن من هذا ألف مرة..





فنظر إليه القاضي والتفت إلي وقال:وبعد هذا ربي يعوضه





إن شاء الله..





طبعا كنت قد دفعت المهر كاملاً فأخذتني عاطفة فقررت أمام





القاضي التنازل عن نصف المهر الثاني لعروسي السابقة





ومطلقتي الجديدة..





ولقد قابل أخوها ذلك الموقف الشهم النبيل من طرف العبد





الفقير بتصعير الخد وقوطبة الجبين وحملقة العينين..





وحين طلب مني القاضي التلفظ بالطلاق ارتج عليّ وشعرت





والله برهبة وخوف وقلق..





ولكنني استعنت بالله وتجلدت وقلت:زوجتي فلانة طالق طلقة





واحدة..





انتهى المشهد المهيب وخرجنا من القاعة ونظرات صهري





السابق تلاحقني ولقد كان بوده لو أمكنه الفتك بي..





وركبت السيارة وأنا شارد الذهن حيران..





ولقد ركبتني موجتان من الشعور في هذه الحال:





الموجة الأولى:أحسست بعبء ثقيل ينزاح عن كاهلي..وهم





كبير يسقط عني..ولكن سرعان ما توارت هذه الموجة..





الموجة الثانية:شعرت بطلائع خفيفة من الحزن بدأت تظهر





في فضاء قلبي ووجداني..





وكانت هذه الأحزان تتزايد وتتعاظم شيئا فشيئاً حتى تُوجت





بدمعتين في محاجري..





صاح العديل:أين سرحت يا عريس الهنا؟؟..خيرها في





غيرها..إن شاء الله ربي يعوضك أحسن منها..





والغريب أن عديلي هذا كحال كثير من زعماء عصرنا





يحسن التنظير والتأطير في قضايا التعدد غير أنه لم يعدد





حتى تلك اللحظة..





أنزلنا صاحبنا وتوجهنا إلى المنزل حيث أنزلني عديل الهنا





ودخلت بيتي وكان الوقت قبيل الظهر..





وجدت طفلي نائمين وأما أمهما فقد بدأت تستعد لتحضير





وجبة الغداء..





دخلت واجما حزينا وسلمت ويممت صوب السرير وألقيت





بجسدي المنهك عليه..





وبدأت من جديد أستعرض شريط الذكريات في هذه التجربة





التي كانت على مرارة ختامها ومع إخفاقها تجربة فيها





ذكريات حلوة جميلة ومشاعر حب وهوى قُتلت في عز





شبابها..





كان منظر عروسي والطلاق مهما كان فإن وقعه على المرأة





شديد..أقول كان منظرها أمامي أتخيلها تبكي وتكفكف





دموعها وهي تندب حظها العاثر وكل شيء عند الله بمقدار





ثم تسرح بي ذاكرتي من جديد فأتذكر اللحظات الحلوة





والذكريات الجميلة والابتسامات والضحكات والنكات فأكاد





أتبسم وعيناي قد اغرورقتا بالدمع..





ثم أتصورها وهي تجهش بالبكاء..فأشعر بمثل السكاكين في





صدري وقلبي..





وفي هذه اللحظات العصيبة دخلت زوجتي ورأت حالي





الكئيب فاقتربت مني على غير رغبة مني في مثل هذه الحال





وقالت:خيرا يا حبيبي..وش فيك..أنت جالس تبكي..





فتمالكت نفسي بصعوبة بالغة وأوقفت حركة البكاء القسري





وأما عيناي فقد بقيت تذرفان الدمع دون توقف..





لم أجد بداً من إخبار زوجتي بطلاق عروسي..فقعدت بجنبي





تبكي أيضا..





ولقد لامتني والحق يقال على موضوع الطلاق وقالت:مهما





يكن من شيء فهي لا تحب لبنت الناس إلا مثل ما تحب





لنفسها..وكانت وما زالت صاحبة خلق ودين..





خرجت زوجتي بالطفل الكبير الذي استيقظ باكيا ومضفيا





على تلك الأجواء الحزينة مزيداً من الإزعاج والبكاء





والعويل..





بقيت لوحدي وأطلقت لنفسي ما كتمته من البكاء لعلي





أخفف بعض الشيء عما يلتهب في صدري وقلبي من





حزن وألم..





عموما انقضت عدة أسابيع وأنا أداوي جراح قلبي التي كانت





تطيب وتندمل بهدوء..





وفي هذه الفترة أقبلت على عملي وزوجتي وطفلي





الصغيرين..





وفي مرة دُعيت إلى حفل زفاف لأحد الأصدقاء لزواجه





بالثالثة..وجلس بعض الرفاق يتمازحون حول التعدد





ويتضاحكون كعادة جماهير الرجال خصوصا في مثل حفلات





الزفاف..





فسألني بعضُهم وقد أوتي حظه من ثقالة الظل والجسد:





وش أخبارك يا عريس؟؟متى الحفلة؟؟..





ولقد عرف بعض الأصدقاء نبأ زواجي ولم يعرفوا خبر





طلاقي..





فحاولت أتجنب الإجابة على سؤاله الممل دون جدوى..





فقلت:قريباً إن شاء الله..





عدت من الحفلة وبدأت أستذكر من جديد فصول قصتي التي





انقضى على الفصل الآخير منها نحو الشهرين..





على أن معنوياتي التعددية بدأت ترتفع فوق خط الصفر شيئا





فشيئا بعد أن هبط المؤشر بعد الطلاق تحت الصفر..





ولكن والحمد لله ها هو يعاود الارتفاع من جديد..





وذات يوم قابلت أحد الأصدقاء فتجاذبنا الحديث يمينا وشمالا





حتى ذكر امرأة من عائلة أصهاره..وأنها أرملة وتعيش مع





أولادها الخمسة..وترغب في زوج يخاف الله يسيِّر عليها





ويأتيها حسب ظروفه حيث تقيم في شقة في عمارة





والدها ويعيش معها في نفس العمارة والداها وإخوتها





والعمارة خاصة بهم لا يشاركهم في سكناها أحد..





طبعا صديقي هذا كان طيب القلب جدا وذا عفوية وسهولة





فقد ذكر تلك المعلومات في كلامه العابر..ثم أردف بكلام آخر





وقد كان حالي مع تلكم المعلومات كحال صقر يوشك أن ينام





على صخرة مرتفعة فمرت في الوادي تحته فريسة





فاستعد لينقض عليها..





فقلت:يا أبا فلان..قال:ٍسم..فقلت:سم الله أعداءك وسممهم





الله أجمعين أكتعين أبتعين..





قال:سم تفضل وش عندك؟؟..





فقلت متصنعا للرزانة والهدوء وكأن تلك المعلومات لا





تهمني وإنما قد تهم غيري:على فكرة قريبة أصهارك هذي





ما تزوجت ولا جاءها أحد..





فضحك وقال:لا يكون أنت ناوي –طبعا و لم يعلم حفظه الله





بتجربتي السابقة-وأنني ناوي وهاوي..





فقلت:يا ريت..ولكن أمكن لو مر عليَّ أحد يخاف الله بس





ودي تعطيني بعض معلومات عشان لو لقينا لها ابن حلال..





ما شاء الله صرت الحين أزوج الآخرين!!..وأهتم ببنات





المسلمين..





فقال لي:عندها ثلاث بنات وولدين وبنتها الكبيرة في أولى





جامعة والباقين في الثانوية والمتوسطة والابتدائية





فقلت ساخطا في نفسي وقد اندلقت موجة من التذمر فوق





كلماتي الخارجة من فمي:





يعني الحرمة كبيرة..كم عمرها؟؟..





فقال لي:شكلك يوم تسأل وتدقق كأنك أنت اللي بتتزوجها!





فقلت مستغلا تلك الفرصة ولألقي بعض التمهيد للمشروع





الجديد:والله ما في أحد يكره الخير..بس أنا حاليا ليس لدي





رغبة في التعدد..





مع أن مؤشر الرغبة قد وصل قبيل الذروة بقليل!!..





فقال:لعلمك لقد تزوجت هذه المرأة المسكينة وهي صغيرة





ربما في الرابعة عشر من عمرها..يعني عمرها حوالي





الخامسة والثلاثين..





فحولت الموضوع إلى جانب المزاح كي أبني عزيمتي على





جدار الجدية بعد ذلك بحرية!..





فقلت مازحا ومستظرفا ومستخفا دمي:





قالت العرب:ابنة العشرين لذةٌ للناظرين!!..





وابنة الثلاثين لذةٌ للمعانقين!!..





وابنة الأربعين لحم وشحم ولين!!..





وابنة الخمسين كثيرة الأنين!!..





وابنة الستين عجوز في الغابرين..





وضحكنا وقهقهنا وقررت أن أصارح صديقي فالوقت





كالسيف إن لم تقطعه قطعك..والصراحة راحة..





وأحسن شيء الدغري يا برعي..ومحسوبكم دغري على





طول..





فقلت:وش رأيك لو تقدمت أنا عند أنسابك وخطبت أم فلانة





تعتقد وش ماذا يكون الرد؟؟..





فقال:خلاص نويت وأنت قبل شوي تقول ما لك رغبة..خلك





صريح والعب على المكشوف..





فقلت:أنا دائما أحب اللعب على المكشوف..وقلبي على





العرس يا هو ملهوف..ولكن لم تجب على سؤالي وش





تتوقع يكون رد أنسابك؟؟..





قال:وهل سيجدون أحسن منك..





فقلت متواضعا وقد نظرت إلى الأرض:إن شاء الله نكون عند





حسن الظن..





ثم قلت له:تكفى يا بو فلان ودي ببعض الوصف للعروس





يعني طويلة قصيرة سمراء بيضاء نحيفة غليظة..





فقال لي:ما شاء الله عليها الأهل يثنون عليها وكل شيء





فيها سوف يعجبك بإذن الله لكن يقولون عنها:





إنها مليانة شوية؟؟..





طبعا وأنا من الصنف الرجالي الملّواني أعني الذين يحبون





المليانات والمربربات من النساء مع أن سيادتي غير





مربرب..





بل ميديم وسط والحمد لله..





قلت:مليانة شوية!!! والله هذا عز الطلب..





فقال:سوف أطلب من الأهل أن يجسوا نبض العروس وأن





يعطوها طرفا من الموضوع..





فقلت:ومتى الرد؟؟..





قال:بإذن الله بعد أسبوع؟؟..فقلت:هذه مدة طويلة تكفى أرجو











أن يأتيني الرد خلال يومين أو ثلاثة..





فقال سوف أحاول..وأبشر بالذي يسرك..بس هدي اللعب





شوية..





قلت:أنا مهدي بس لا تبطي علينا يا بو الأخبار الحلوة..





وافترقنا وبدأت طيور السعادة تزقزق فوق رأس طول





الطريق..وبدأت أتنعنش وأحلم بعالم الرومانسية والحب





بالحلال الزلال..





وعندما دخلت منزلي اشتغلت الحاسة السابعة في زوجتي





وهي الحاسة التي تدرك بها بعض النساء شيئا من نشاط





زوجها التعددي..وهي تختلف من امرأة إلى أخرى حيث





تقوى وتضعف بحسب طبيعة كل امرأة وبحسب الظروف





والأحوال في بعض الأحيان..





وانهالت علي بسيل هائل من الأسئلة والتحقيقات والتدقيقات





والتفريعات والتمحكات والاتهامات..





وحاولت أجيب مرة وأغضب أخرى..ولكن يكاد المريب أن





يقول خذوني..





وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..

المخفي
26-02-2009, 10:02 AM
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الثانية عشر"


جائني رد صديقي بعد حوالي أسبوع ظللت خلال تلك المدة متشوقاً ملتهب الظلوع..


قابلني صاحبي في المدرسة وقال أبشر بما يسرك..وهنا احتبست أنفاسي



فرحاً وخوفاً وإن كانت موجات الخوف والتوجس استطاعت أن تطوي موجات الفرح




بداخلها فاختفت أو كادت



حاولت استعادة رباطة جأشي سريعا وتمالكت قائلاً:ما هي البشارة بشرك الله بالجنة



قال :الجماعة موافقين وموعد الرؤية بعد يومين



فقلت:الله يبشرك بالخير وبدأت على الفور أسترد ذكريات الماضي القريب وأنظر بشيء من الوجل والخوف للمستقبل المهيب




افترقت عن صديقي ولكن الخوف لم يفارقني وظل القلق يصحبني حتى وصولي




إلى المنزل..




طبعا الحاسة السادسة التي شرحنا طرفا من سيرتها سابقا بدأت تعمل كالعادة




لدى زوجتي الأولى




هذه الحاسة تزيد قدرتها على الكشف والاستنتاج كلما زاد القلق والخوف والتوتر




لدى سعادتي الذي كم حاولت جاهدا أن أبدو طبيعيا ولكن دون فائدة




وحين ألحت علي بكثرة الأسئلة ذكرت بأن هناك ضغوطا في العمل من المدير ووكيله




لم تبتلع زوجتي تلك التبريرات وأما أنا فقد بدأت أتهيأ نفسيا للقاء الموعود..





وجاء اللقاء الموعود بعد ترقب وتوجس وطول انتظار مع قصر المدة ولكنها الحالة




التي كنت عليها أطالت القصير ويوشك أن تقصِّر الطويل





ركبت سيارتي وتوجهت إلى منزل المخطوبة بعد أن أخذت الوصف بدقة متناهية




ووصلت المكان وأوقفت السيارة ونزلت منها مترقبا متلفتا ذات اليمين وذات الشمال




ثم طرقت الباب بعد أن قرأت آية الكرسي وفاتحة الكتاب..




فخرج لي رجل أظنه في الأربعين ملامحه قوية ومساحة التقطيب في وجهه كمساحة المياه بالنسبة لليابسة على الكرة الأرضية..



سلمت فرد السلام فعرفت بنفسي معكم الفقير لله الراجي عفو مولاه الخاطب





من طرف فلان..




فقال تفضل والله والنِّعم في فلان يعني صديقي وأما أنا فلا ونِّعم ولا هم يحزنون





دخلنا إلى صالون كبير وثير المقاعد فاتجهت بخبرتي الضعيفة إلى صدر المجلس




لأكون في أحسن وضع حين تدخل العروس إلينا فأراها من أول إطلالتها وحتى آخر





انصرافها كاملة غير منقوصة..





شعرت حين جلست أو هكذا خُيل إليَّ بأني ضيف ثقيل الظل مطفش ممِل



طبعا حاولت أن أقطع الصمت المطبق الذي أعقب الجلوس لأنني أحسست بالاختناق من ذلك الجو الخانق والحانق



فقلت الجو حار هذه الأيام وكان عرقي يتصبب على جبيني فلست أدري أمن ضعف التكييف أو من عدم رباطة جأش شخصي الضعيف



فرد علي بصوت مرتفع نعم الجو حار جداً



فقلت:نعوذ بالله من حر جهنم فالتفت عني ولم يجبني ولو حتى بآمين ودعا أخاه



الأصغر بصوت عال يوشك أن يسمع به من بين لابتي الحارة وين القهوة؟




وجاءت القهوة واحتسيت فنجانا واحدا وقيل لي بصوت قوي:تقهو..فقلت شكرا




واضطررت لرفع صوتي بها منطلقا من المبدأ الدستوري :لكل حزة لبوس





وعاد الصمت ليطبق على مجلسنا من جديد وسمعت صوت خطوات أو شعرت بأن




أحدا يبدو أنه يتأهب لدخول المجلس فقمت بعملية تشييك سريعة على الفور أتأكد




فيها من وزن المرزاب على نقطة السنتر فوق مفرقي المتهلل بالعرق كما أتأكد




خلالها من أن جميع أزرار العنق قد أحكم إغلاقها وأخذت أعتدل في المجلس




مرة أسترخي بظهري ومرة أرفع ظهري كل ذلك استعدادا لطلة العروس





وجاءت الطلة المنتظرة لا لأرى العروس ولكن لأرى شقيقها الأكبر حيث دخل علينا




بوجه عبوس وسلم سلاما ثقيلا كأنه كابوس..




وإذا كنت فيما سبق من مجلسي أشكو من الصمت المطبق فلقد عانيت بعد




دخول هذا الآخير من الكلام المقلق..





حيث أنهال علي حفظه الله ورعاه بسيل عرمرم مؤذ من الأسئلة المتنوعة المختلفة المتناقضة أحياناً..



ما أسمك؟ومن أين أنت؟وكم عمرك؟وأين تعمل؟وكم خدمتك؟وما مقدار مرتبك؟




وأين يعيش والدك؟وهل أمك على قيد الحياة؟وهل لكم أقارب هنا في المدينة؟




طبعا هذه الأسئلة أو أغلبها تمت الإجابة عليها من قبل صديقي وصهرهم ولكن



اللحاحة أعيت من يداويها..



ثم بدأ في طرح نوع من السؤالات ذات الوزن الثقيل واللقافة في التطويل..



قلي بصراحة لماذا تريد أن تتزوج على زوجتك؟هل قصرت معك زوجتك في شيء




وقبل أن أحاول أن أبدأ الإجابة تلقف قائلاً:وعلى فكرة وهل تقرب لك زوجتك ؟وكم مضى لك منذ زواجها..




طبعا لم أجد مفرا من الإجابة على هذا الكم الكبير من الأسئلة الثقيلة الممرضة



ولكن لأجل عين تكرم مدينة وهل رأيت بالله شيئا عليكم حتى أحتمل هذا الطوفان




العظيم من هذه التحقيقات الغليظة؟؟




نسيت أن أذكر أن هذا الشقيق كان إذا التفت إلى أخويه هش وبش وإذا توجه بالحديث إلي عبس وبسر وكشر وشزر..



طبعا طال المجلس وكان الوقت بعد العشاء فقلت في نفسي:يا ولد لماذا لا تبادر



بالهجوم فهي أحسن وسيلة للدفاع..فقلت:يا جماعة الخير فضلاً وليس أمراً أنا عندي موعد مهم بعد حوالي ساعة ويا ليت تأتي العروس لأراها وتراني الرؤية



الشرعية بارك الله فيكم..



طبعا طلبي لم يلق ترحابا عند صاحبنا هذا المهذار الثرثار معليش نسيبي وأنا حر يغفر الله لي وله ولكم فلستم تعرفونه ولا تعرفونني



ويبدو أن الجهات الداخلية في المنزل من النساء قد ضقن ذرعا بذلك الشقيق



فما هي إلا لحظات حيث قام أصغرهم رعاه الله وأيده ليدعو العروس لتأتي للنظر



والجلوس..




وبدأت أنفاسي تحتبس حين وقف شقيقها الأصغر على باب المجلس وهو يقول:



هيا أدخلي يا الله يا بنت الحلال أدخلي هذا شرع الله والحمد لله ما فيه شيء



وهي تتلكأ في الدخول ونبضاتي تخفق في قلبي بسرعة وتصول وتجول..




وآخيراً دخلت العروس وهي تنظر عند قدميها وأما أنا فقد فتحت حدقة العينين على مصراعيها حتى أرى



أكبر مساحة لأرى المملوح ثم أضطررت إلى غض بصري بعد أن رأيت أعين القوم



ترمقني بوضوح ..




جاءت وجلست وهي خجلى وقد أدركت أنها مربربة بل فوق الربربة ربربة..





وساد الصمت قليلاً وهنا قررت أن أكون سيد الموقف بلا نزاع فقررت أن أسألها




بضعة أسئلة وكان منها سؤال سخيف لا أعرف كيف خرج من رأسي ولا أدري




هل استساغه القوم أم سألقى بسببه التقريع واللوم..




هذا السؤال لفظه كان ما يلي:هل أنت مقتنعة بالزواج؟لا أحد يلومني ويقول أو




تسأل امرأة في بيت أهلها خرجت إليك في مجلسهم لتراها من أجل الزواج هل




هي مقتعنة بالزواج؟هذا الذي حدث وأقصه كما وقع!!





طبعا أجابت العروس على هذا السؤال السخيف برد لطيف تمثل في هز رأسها




هزة خفيفة فوق تحت وتحت وفوق وأظنها عدة هزات ولست متأكدا..




طبعا أنا أفضل عند الرؤية الشرعية وكما يقول خبراء القانون عفوا التعدد رؤية




العروس واقفة ذاهبة آيبة..




فترددت في أن أطلب أن تهب واقفة وأن تذهب وتجيء..وبينما أنا متردد متوجل




إذا بالعروس قد هبت قائمة وانصرفت من المجلس حاولت أن ألاحقها بنظرة حسيرة ولكن هيهات هيهات..



حتى هذه الرؤية لم تكتمل وابتدرني القوم بنظراتهم وكأنني قرأت على وجوههم





بعض تساؤلاتهم التي تطلب مني الانصراف




فقلت في نفسي خلك رجال واطلب رؤيتها مرة ثانية وفعلا طلبت ذلك معللا بأنها




لم تجلس معي فترة كافية وأخذت أسوق تبريرات اجتماعية معروفة بأن هذا زواج




وعشرة عمر وليس سنة أو سنتين..




فاختلفوا واعترض الأغلبية منهم أعني اعترض اثنان ووافق أصغرهم ورفع طلبي




إلى الجهات الداخلية المسئولة التي سرعان ما قامت مشكورة بتلبية الطلب كحالة استثنائية





وجاءت عروسي ترفل من جديد وجعلت أرمقها من بعيد..




وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى

المخفي
26-02-2009, 10:05 AM
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الثالثة عشر



دخلت عروسي من جديد..وقررت بعد أن استوت في مجلسها أن أكون هادئا ثقيلا..لأراها مرة ثانية بشكل دقيق..

ويبدو أنها هي الأخرى اتخذت القرار نفسه حيث كانت تبادلني النظرات..وأما الكلمات فقد اختفت من لساني.. وحين استمر الصمت قليلا أخذت أردد هاتين الكلمتين:ما شاء الله تبارك الله..

هاتان الكلمتان يا سادة هما شعار كثير من الخطاب حين يرون مخطوباتهم..إما حقيقة وتعبيرا عن إعجابهم..وإما مجاملة وتخلصا من الإحراج في ذلك المجلس..

أما أنا والحق يقال فلم أدر من أي النوعين كانت كلمتاي!!..

طبعاً لم أشأ أن أزودها حبتين فقررت إنهاء المجلس فقلت:خيرا إن شاء الله..والتفت إلى بعض إخوتها قائلاً:

إذا أرادت الأخت الانصراف فلتتفضلْ..وفعلا انصرفت ولم تغب عن عيني حتى خرجت من المجلس تماماً..

وبعدها استأذنت للانصراف وما أتممت استئذاني حتى هب القوم وقوفاً فقمت على الفور..وقصدت الباب..

وعند الباب الخارجي قال الأكبر منهم:إذا صار معك شيء فأخبر نسيبنا..

فقلت:أبشر وسم..

ركبت سيارتي وصورة خطيبتي لا تفارق مخيلتي..

وانطلقت بالسيارة وأنا لا أدري أين أذهب!!..حيث كانت الأفكار والتخيلات تموج في رأسي وصدري ووجداني..

قررت أن أتوقف قليلا وأسترجع ما حدث لأعرف حقيقة موقفي مما رأيت وشاهدت..

تذكرت دخولها وإطلالتها بجسمها الريان بل الزائد رياًَ..وكما تعرفون فسيادتي من هواة المربربات..

وقلت في نفسي بل لقد قلت بلساني:جاك يا مهنا ما تمنى..

وكان الحمل ولعله أثر على جسم زوجتي الأولى حيث كان وزنها بالنسبة لي ناقصاً..على الأقل لأني أميل إلى ربربة جسم المرأة..

وتذكرت نظراتها الحلوة خصوصا في الإطلالة الثانية..فقلت في نفسي:هذا النظرات من أولها!!!

وكنت قد عرفت بل تيقنت أنني قد حزت على بعض إعجابها إن لم يكن على وافره و كامله..

عرفت ذلك من نظراتها وقد صار لي خبرة قليلة برؤية النساء في الخطبة..ثم تيقنت منه بعد ذلك عن طريق صديقي صهرهم حين هاتفته لأعطيه أخبار زيارتي لأصهاره..حين سألته سؤالاً يحمل قدراً من خفة الدم والاستظراف:

هاه يا أبا فلان..عسى فلانة اسم الخطيبة ارتاحت للموضوع!!..يعني حين رأتني ماذا قالت..

وكان صاحبنا طيباً الذي في قلبه ينطق به لسانه..فأجاب إجابة أحاطتني بشبكة من الإعجاب بالنفس هذه الشبكة الإعجابية كانت بعض خيوطها ولم أنتبه لها قد نسجت من الغرور..

ولئن قال شوقي:والغواني-يعني النساء-يغرهن الثناء..فإن معاشر الخطاب والخاطبين والمقبلين على الزواج وخصوصا المعددين يغرهم ويغريهم الثناء والإطراء بالوسامة والفخامة والهندامة مع أن كثيرين بينهم وبين تلك الأوصاف بعد المشرقين..

قال:فلانة مرة مبسوطة وسعيدة..وتقول:ما شاء الله تبارك الله..ثم سكت وليته لم يسكت..

فقلت:ما شاء الله تبارك الله..وبعدين..ماذا قالت:

فقال:لا بعدين ولا قبلين ما قالت إلا كل خير..

لكن أخبرني عن نفسك؟؟كيف وجدت فلانة..إن شاء الله أعجبتك..

فاجأني بسؤاله..حيث كنت أستمتع بإعجاب خطيبتي بي ولم أتوقع سؤاله هذا!!..

سكت قليلاً..فقال:ولِمَ سكت؟؟فقلت:أبداً المرأة بنت حلال وشكلها طيب وحبوبة..

فقال:يعني أنت موافق على الزواج بها!!..

ترددت قليلا ثم بادرت بالقول:موافق نعم بل بالعشرة..

كلمة بالعشرة لم تكن لقناعتي الكاملة بالمخطوبة بقدر ما كانت لإظهار قوة الشخصية أمام صديقي الذي أعرف أنه سينقل ما يدور بيننا إلى زوجته لتنقله بدورها إلى الجماعة..

أغلقت السماعة..ثم قلت كعادتي:راحت السكرة وجاءت الفكرة!!!..

وبدأت أفكر في زوجتي الأولى وفي الأطفال..فقررت المضي قدما في هذا المشروع الجديد وبدء النضال..

أخبرت عديلي بالخبر فهلل وكبر وعاتب على عدم إخباره بتلك التفاصيل فقلت:أبشر بالخير ما زلنا في أول المشوار..

وعدت إلى منزلي وكانت الأمور مع زوجتي طبيعية إلى حد ما وإن كنت أعاني من بعض التوتر الذي أحاول إخفاءه كمثل الموظف الذي يدخل مديره عليه ويسأله عن عمله الذي لم ينجزه فهو يحاول التظاهر بأنه قد أتم العمل وأنه يحاول جمع الأوراق..

مر على الرؤية يومان وأنا كالحبة في المقلاة أو كالمقلاة التي فيها حبة تحمص بلا زيت..

وعزمت على بدأ تنفيذ المشروع واتصلت بصديقي وواعدته والتقيت به وطلبت منه أن يكون العقد والزواج بعد أسبوع إذا كان ممكنا..فتقاصر المدة..فطلبت منه أن يكلمهم بإلحاح فكلمهم وكانت المفاجأة أن وافقوا-طبعا وافقت الحريم-والرجال لهن تابعون..

أسبوع وأكون عريساً..أسبوع وأكون معدداً..أسبوع ويكون عندي زوجتان..يا الله من فضلك!!!..

وجاء يوم العرس الموعود..وذهبت مع عديلي المحترم إلى محل لبيع الذهب واختار لي طقم ذهب بأربعة آلاف..فليس لي بالبيع والشراء خبرة ولا دراية..واشترينا ساعة بألف وخمسمائة ريال..وطقم عطور نسيت ثمنه ولكنه غال..

وكان أصهاري الجدد على عكس المحافظين عفوا الأصهار القديمين ميسرين مسهلين ولم يتكلموا في مهر ولا حفلة..

ثم ذهبنا إلى مطبخ معروف واخترنا –اختار عديلي-ثلاثة من الخراف لوليمة الزواج..فنظرت شزرا إلى أحدها وتذكرت يوم زواجي الأول حين ذهبت مع والدي لشراء الخراف فوطأ أحدها لا سامحه ذابحه بظلفه على قدمي وطأة صرخت منها فالتفت إلي والدي محملقا وقال بصوت حاد:أتصرخ من خروف!!!!!..

طبعا كان الاتفاق على أن يكون الزفاف في بيت الأصهار وأن تبقى الزوجة في شقتها وأنا أمر عليها مرور المسيار..وأن أعطيها مصروفا شهريا..

و بعد العصر تم عقد النكاح وكان المهر ميسرا وليس في العقد قيود ولا شروط..

وجاء الليل السعيد وكان يوم أربعاء..ما أحسن يوم الأربعاء..-ولا حقق الله أمنية من يريد تغيير الإجازة من الخميس إلى السبت..ما علينا-..

وكنت قد أوصلت أسرتي الحبيبة إلى بيت أهلها وزوجتي تقول في الطريق:إن قلبها منقبض ولا تدري لماذا..وقالت لي:الله يعطينا خيرك ويكفينا شرك..فقلت:اللهم آمين..وطمأنتها وأوصيتها بترك الوساوس وقلت وكنت صادقا بأن لدي موعدا و رحلة مع الزملاء!!!..

نعم لقد دعوت بعض زملائي الموحدين الذي يتطلعون إلى التعدد يوما من الأيام والخروج من معتقل جوانتنامو الكبير الذي تسيطر عليه النساء..

عفوا وأستغفر الله من هذا التشبيه ولكن بعضهم حاله صعب وصعيب مع زوجته..ووضعه كئيب..من تسلطها وتعجرفها ولكن دعوا الخلق للخالق!!!..

عدت إلى منزلي واغتسلت ولبست ثوبا جديدا و شماغا جديدا وتأبطت مشلحي وما هي إلا نصف ساعة إلا وأنا أمام منزل العروس..

وكان نفر من زملائي قد وصلوا قبلي إلى المكان فهم ينتظرون وصولي أيدني الله في تلك الليلة..

وترجل موكبنا من السيارات حيث جاء كل واحد في سيارته..ودخلنا المنزل وأنا في المقدمة وقد ارتديت المشلح..واستقبلت استقبال الفاتحين!!..

كان زملائي خمسة..دخلنا المجلس وتربعت في صدره فأنا بطل الحفل الليلة..

وأما أصهارنا و أضيافهم فكانوا يفوقون العشرين..يعني نحن الأقلية..

التفت نحو عديلي وقد عملت إحصاء تقريبيا للقوم..فقلت:القوم هنا يزيدون على العشرين ونحن ستة أشخاص..والنساء لا ندري كم عددهن..فهل تظن أن عشاءنا وطعامنا يكفي!!!!!..

فقرصني في ذراعي قرصة حركتني في مجلسي وقال:العشاء يكفي..ومن لم يشبع فالمطاعم موجودة..خلك في نفسك..ولا تفكر في أي شيء آخر..

كانت كلماته تنزل علي قلبي عسلاً خالصًا..ولم أعد أحس بألم القرصة..فقلت في نفسي:

أنا أمامي عروس وآهات وأشواق..و من لم يشبع فالبطقاق..

كنا نتحدث وقد أحاط بي زملائي ونتضاحك..وكان القوم يتحدثون فيما بينهم ويتضاحكون مثلنا أو أشد منا..

وجاء العشاء ووضعت المائدة وكنا قد جلبنا بعض الفاكهة والمرطبات فقمت مرحبا بالقوم على اعتبار أنني المضيف..

فأمسك عديلي بيدي وشدني وكان قد جلس على أحد الصحون التي احتوت على نصف خروف وقال:اجلس لا أبا لك! فأنت العريس وأنت الضيف..فامتثلت النصحية شاكرا ومقدرا على الفور وخررت جالساً..

وكان أحسن الله إليه يتعاهدني بقطع خالصة من الشحم من ظهر الخروف..ويقول لي:كلْ فعليك ليل طويل!!!!..

أكلت ما تيسر فلم تكن شهيتي مفتوحة بالرغم من إلحاح عديلي عليَّ بالأكل..

و كنت مهتما بتلك الليلة ومغتما بحال زوجتي وأطفالي..

وتناول الجميع طعام العشاء وشُرب الشاي الأحمر والأخضر والنعناع..وانصرف الأكثرون وانصرف زملائي وبقي معي عديلي يؤازرني ويتحدث معي وأنا مشغول البال..

وفي تمام الساعة الثانية عشرة والنصف جاءني داع كريم:

يقول:أيها العريس هلم إلى العروس!!!...
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..

عالم الخليج
26-02-2009, 10:27 AM
انا اقولك شى واحد انت غلطة غلطه كبيره
احد يتزوج على زوجته بسرعه ليش زوجتك الاوليه فيها شى
علشان تزوج عليها ثاني .........حرام عليك
والزواج الثاني كبره ومصيبه ...
:cry::cry::cry:

عنيــــد
26-02-2009, 12:22 PM
اشكر حياته ما عنده لعبه :nice:

المخفي
26-02-2009, 02:55 PM
انا اقولك شى واحد انت غلطة غلطه كبيره
احد يتزوج على زوجته بسرعه ليش زوجتك الاوليه فيها شى
علشان تزوج عليها ثاني .........حرام عليك
والزواج الثاني كبره ومصيبه ...
:cry::cry::cry:

انا ناقل القصة فقط لا تودينا في داهية :looking:

!الشايمه!
26-02-2009, 06:03 PM
الله يسامحك ...يا ابا الحسين :)

منتظرين......

تحية

المخفي
26-02-2009, 09:11 PM
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات" الحلقة الرابعة عشر



نهضت سريعا حين سمعت الداعي الكريم يطلب حضوري إلى قسم النساء من المنزل..و لبست مشلحي وعدلت من هندامي..وودعت عديلي الذي رأيت في عينيه شيئا غريبا يبدو أنه مزيج من عنصر التطفل للاطلاع على مشروعي الجديد بالإضافة إلى عنصر آخر لم أتبينه لعله نوع من الحسد اللطيف الذي لا يكاد يشعر به صاحبه..وسامحني يا عديلي المحترم..

ومشيت خلف أخيها الأكبر وقد انتابني الفرح الملهوف المحاط بشباك من القلق الخفيف وقطعت ممرا وصالة ثم ممرا وهناك التفت إلي وقال:خلك واقف!!!..

فامتثلت الأمر ووقفت وكان هناك باب مفتوح دخل منه الصهر الجديد..وتداعت إلى سمعي أصوات النساء مختلطة بصرخات للأطفال..

ثم دعاني بقوله:تفضلْ ادخل اقلط..

فلم أتردد لحظة ودخلت متصنعا الهدوء وبدأت أشعر بأن قلبي يخرج عن نطاق السيطرة..

وانصرف صهري و دخلت مجلساً كبيراً فرأيت عروسي جالسة في صدر المجلس وحولها الأطفال يلعبون ويصرخون ويزعجون وينكدون..و ورأيت امرأتين..تبين أن إحداهما أم العروس وحماة الهنا..والأخرى خالة العروس وكانت الاثنتان من القواعد من النساء..

فقطعت الطريق إلى عروسي بين جموع الأطفال المحتشدة وهتافاتهم المؤيدة وتعلق أحدهم بمشلحي وعرفت بعد ذلك أنه أصغر أبناء زوجتي في السابعة من العمر ولكن شقاوته وغلبته تغلب شقاوة جميع من رأيت من الأطفال..

فنهره خاله..وواصلت سيري سالما حيث قامت العروس حين اقتربت والابتسامة الحلوة قد أطلت فوق وجهها المشرق..

فمددت يدي الكريمة لمصافحتها وكدت أصنع معها ما يصنعه الرجال حين الالتقاء من الأسفار من التقبيل على الخد..ولكني تذكرت وتوقفت وفرملت ولله الحمد..

ومكثت هنيهة أو ثلاث هنيهات وهو الراجح..ممسكا بيدها الدافئة الناعمة المليئة بالحب والحنان أو هكذا خيل إلي..

حتى سمعت صوتا انبعث من جواري قائلاً:

مبروك يا وليدي مبروك..فالتفتُ فإذا بوالدتها بجلبابها الأبيض تتبسم..

فقالت عروسي:هذه الوالدة الله يطول لنا في عمرها..

فأسرعت بالتأمين..اللهم آمين..اللهم آمين..

وقلت:الله يبارك فيك يا أم فلان ..وصافحتها وسألتها عن صحتها..وأشارت إلى العجوز التي بجوارها حيث كان ترمقني بعينين قويتين..وقالت هذه أختي خالة فلانة أي عروسي..

فسلمت عليها من بعيد..وتذكرت المثل الرائع:خلك بعيد حبك يزيد..

ووجدت أنها تنظر إلي بتركيز شديد..فحاولت استعادة شريط اليوم وخفق قلبي وتساءلت في نفسي سريعا:هل قرأت الأوراد مساء هذا اليوم!!!..فإن نظرات تلكم العجوز بعينين كالجوز ربما ينالني منها مكروه كفانا الله عين الحسود..

طبعا كانت تلك المواقف السريعة تكاد تضيع وسط صراخ الأطفال وتشاجرهم وتلاعبهم..

وبينما كنا وقوفا جاءت بناتها الثلاث ربائب سعادتي وسيادتي بنات زوجتي للسلام علينا وجاء الابنان يسلمان على زوج أمهما..ولكن الصغير حين أمسك بيدي أخذ يحاول التعلق بي فأردت أن أجامل-وقاتل الله المجاملة في بعض الأحيان-وأقوم بحمله كي أظهر قدرا من اللطافة والظرافة وكان خفيف الوزن..ولكنه ما كان ليدع ذلك المشهد ليكتمل..حيث قام يصادم ويلاكم فصوب إلى وجهي لكمة ثقيلة فوق أنفي أطاحت بنظارتي أرضاً..وصرت أحاول الخلاص منه وهو يسعى بكل وسيلة للاشتباك معي حتى جره من ياقة عنقه أخوه الكبير..

طبعا لم تنفع معه كل كلمات: عيب و خلاص يا ولد ابتعد التي سمعتها من أمه العروس وجدته وأخواته..

حيث يبدو أنه قد أعلن حالة العصيان والتمرد على الأوامر العليا والسفلى..

ناولني أحد الأطفال نظارتي بعد أن فركها بيده المدهونة ببقايا الشكولاتة..

وصرت في موقف صعب..وبدأت أتوجس خيفة من نظرات الخالة العجوز..وأقول في نفسي:الله يعدِّي هذه الليلة على خير..

وإذا بكلمات كالنسمة العذبة..تنساب على مسامعي..

معليش يا حبيبي..معليش ما يصير بخاطرك شيء..فالتفت فإذا بهذه الكلمات تنساب كالشهد من فم عروسي من خلال ابتسامة محرجة بموقف الطفل العنيد..

ثم هجم عليَّ الأطفال ذكورا وإناثا للسلام علي وكان عددهم يربو على العشرين-ما شاء الله تبارك الله وعيني دائما باردة –وأخذوا يتزاحمون وكان موقفا طريفا..لعله كسر عين العجوز عن تركيز النظر إلي..

وكنت أتبادل الابتسامات مع عروسي خلال ذلك المشهد الطريف..

وإذا بصهري يعود مرة أخرى..فقالت العروس بصوت هادئ:يا الله نمشي..وكأنما أطلق سراحي من سجن به سجناء مشاغبون يقومون بأعمال تمرد وعصيان..سامحوني يا أصهاري..ولكن هؤلاء أطفالكم وخالتكم..

مشيت بجوار عروسي لنتجه إلى شقتها أو شقتنا..فنهرني شقيقها:أمسك بيد عروسك..

فكانت نهرة باطنها الرحمة وظاهرها الشدة..

فأمسكت بيدها مسكة جيدة وكأن من أمسك بها تريد الفرار!!!..

ووصلنا باب شقتنا..وقد استطاع نفر من الأطفال مغافلة الكبار وتخطي الحواجز والوصول معنا وكان منهم صاحبي الذي أطاح بنظارتي بلكمة فاضية..وليست قاضية..

وفتحنا الباب ودخلنا..وحين أرادت عروسي إغلاق الباب..قام ابنها الصغير يدفع الباب بقوة..وهي تحاول إقناعه وصرفه..ولكن هيهات فقد أصر حفظه الله على الدخول مهما كلف الأمر...

فجاءتني عاطفة سريعة وقلت في نفسي:هذا يتيم..ولماذا لا أسمح له بالدخول وألاطفه قليلاً..

فقلت لعروسي:دعيه يدخل سوف أقوم بتصريفه سريعاً..فقالت وهي تدفع الباب:لا لا إنه معاند وعنودي وعنادي من الطراز الأول..

فقلت:لا بأس دعيه يدخل ..فتركت الباب..فدفعه بقوة حتى ارتطم الباب بالجدار وانطلق بسرعة وقصد غرفة النوم التي لم تكن قد أغلق بابها..

فرأيت أن خيوط اللعبة بدأت تفلت من بين أصابعي..وأن بطل المسرحية قد خرج تماما عن السيناريو الذي أعددت له في تفكيري..

ولحقت به تتبعني عروسي فوجدته قد جلس على السرير..وهو يحملق فيَّ بعينين ماكرتين وقد تبسم ابتسامة المنتصر..وكان صدره يرتفع وينخفض بعد أن تسارعت أنفاسه من الركض والمدافعة والمغالبة..

فقررت المواجهة ولكن بالفكر أولاً:

قلت:كيف حالك يا بطل؟؟..

فقال:طيب..

فقلت:طيب مرة وإلا شوية..

فقال:طيب وبس..

قلت:أين الأولاد يا بطل؟؟..

قال:لا أدري عنهم..

قلت:أكيد ذهبوا للنوم..

قال:نعم ذهبوا ينامون..

قلت:وأنت لماذا لا تذهب لتنام يا حبيبي؟؟..

قال:سأنام هنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..ووضع أصبعه السبابة على لحاف السرير!!!..

فالتفتُ إلى أمه العروس..فرأيتها متبسمة..وكانت قد هرعت إلى الهاتف واتصلت بأخته الكبيرة وطلبت مجيئها لإخراج المشاكس الصغير..

ونظرت إليه فرأيته يعض شفتيه وهو ينظر إلى أمه..كأنما يريد الانتقام منها..

فاقتربت منه وأمسكت بيده الصغيرة وقلت:يا الله يا حبيبي..

فصاح:يا الله فين..

فقلت:يا الله تذهب إلى أخواتك وأخيك وجدتك..وبدأت أسحبه تدريجيا..

غير أنه فك يده..وقال:سأنام مع ماما..

فتدخلت أمه قائلة:يا الله يا بابا..عمك يريد أن يرتاح وينام..

وأمسكت بيده وقام معها وأخذت تتكلم معه بكلام لا أسمعه وتحاول إقناعه وتقترب به من الباب..

ودق جرس الباب..وتقدمت العروس ففتحته بيد وبيدها الأخرى ابنها وكانت ابنتها في الخارج فدفعته إليها..ولكنه صرخ واستطاع الدخول من جديد..

وهنا قررت التخلي عن سياسة المواجهة الفكرية وانتهاج سياسة القوة والصرامة..فأمسكت بساعديه وأخرجته خارج الباب وفي تلك اللحظة مر أحد أخواله فرأه فصاح به فأخذته أخته فانصرفت به..وسارعتُ وأغلقت الباب بقفلتين..

وهنا التفت إلى عروسي فوجدتها قد اتكأت بظهرها ورأسها على الجدار وهي تبتسم بخجل..

آه ما أحلى ابتسامات الخجل..حتى ولو كانت على عجل!!!..

فقالت:معليش يا روحي..الولد هذا متعلق فيني مرة..

فقلت في نفسي:الله يكفيني آذاه وشره..وقلت بلساني:الله لا يحرمك منه ولا يحرمه منك..

فقالت:وأنت بعد يا حبيبي الله لا يحرمني منك يا حياتي..

كانت تلك الكلمات الحلوة تزيل سريعا ما علق بنفسي من مضايقات تلك الليلة كمساحات زجاج السيارة الجديدة الذي يعلوه غبار..

فاقتربت منها فقبلت جبينها..وأمسكت بيدي فقبلتها ووضعتها على خدها ثم على صدرها..

فقلت:هل سنظل واقفين هكذا..

وسحبتها بلطف ودخلنا غرفتنا..

وما إن قعدنا قليلا حتى رن جرس الهاتف..فقالت:

بعد إذنك يا حبيبي..

فقامت ثم عادت بعد حوالي دقيقتين أحسست كأنها ساعتين..

وقالت:إنه صاحبك-ابنها المشاكس-يريد أن يسمع صوتي قبل أن ينام..

فقلت:إن شاء الله ينام يريح نفسه ويريحنا فضحكت..

وبدأ الحديث العذب بيني وبينها..

وبدأت الأشواق تتقابل وتتعانق وتحلق في أجواء الوداد والحب والحنان..

ما أحلى تلك اللحظات..حين تلتقي النظرات والآهات والكلمات..

وكانت تشرح لي صادقة معاناتها بعد حصول الرؤية الشرعية وشدة تعلقها بي وأنها صارت لا تنام ولا تهنأ بطعام ولا شراب من كثرة التفكير في حبيبها الذي هو أنا..

طبعا لم أكن بمثل حالها..ولكني اضطررت لمجاملتها بعض الشيء..

كانت طوال الجلسة تمسك بيدي بين يديها وكأنها تخاف أن أفلت منها..

وكانت ليلة عرس جميلة..لولا تفكري بين ساعة وأخرى في زوجتي الأولى التي لم تكن تدري عن تلك الليلة و ما حدث فيها أي شيء..

وطلع الفجر ولم يعرف النوم طريقا إلى غرفتنا..وبعد صلاة الفجر وضعت رأسي من شدة التعب حيث أنني لم أنم منذ فجر الأمس وبقيت عروسي تحتضن رأسي جالسة تحادثني وتلاطفني حتى دخلت في الأحلام واستولى عليَّ المنام..

وقبل الظهر بساعة دق جرس الباب..ورن جرس الهاتف..فقامت عروسي تفتح الباب فهجم علينا عدد من الأطفال يصرخون ويضحكون وفي مقدمتهم صاحبي الصغير الذي لم أفتح عيني إلا ووجدته قائما عند رأسي فأغمضت عيني من جديد وقلت لعله كابوس عتيد..



وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى

المخفي
26-02-2009, 10:05 PM
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الخامسة عشرة



فوجئت بهذا السيل المنهمر من أحبابنا الأطفال-ما شاء الله تبارك الله-وتذكرت فلذات أكبادي وتذكرت زوجتي الأولى..وقمت متثاقلا وسط صراخ الأطفال وتحلقهم حول العروس يعتنقونها ويقبلونها ويتزاحمون ويتعاركون من أجل ذلك..

فذهبت إلى المغسلة وغسلت وجهي بالماء دون الصابون..وعدت إلى الغرفة فهرع إليَّ شرذمة من الأطفال للسلام علينا ومباركة مشروعنا الجديد..وأنهيت هذه المهمة بسلام..

وبينما كنت أستعد لتغيير ملابس النوم إذا بشقيق العروس التي دخلت الحمام للتو يتوسط غرفتنا ويطوف حوله الأطفال وهم يصرخون ويضحكون وهو يلاعب هذا ويمازح ذاك وقد بدا كزعيم قومي حقق نصرا وعاد ليحتفل به أنصاره ومؤيدوه..

وشعرت بالإحراج لأنني لم أكن قد خلعت ملابس النوم بعد..ولكنه سلم علي وبارك لي مجدداً وقد رأى معالم الإحراج تتقاطع فوق ملامحي كتقاطع عدد كبير من السيارات في نقطة التقاء لأربعة شوارع حين تتعطل إشارة المرور..

فسأل عن العروس ثم استأذن وأنسحب في هدوء..فأذنت له بكل سرور..وقلت له شكرا ومتشكرا ومشكور..

وبعد نحو نصف ساعة أو أقل جاءنا طعام الإفطار..وقامت عروسي بدور عظيم في إفراغ الغرفة من زائريها الجدد..

غير أن صاحبنا الأول بقي في الغرفة يقفز من مكان إلى آخر و قال بكل إصرار إنه سيتناول طعام الإفطار معنا شاء من شاء وأبى من أبى..

وقلت في نفسي:ها أنا أترك أطفالي فلا أفطر معهم وآتي إلى هنا لأفطر مع عيال خلق الله!!!..ولكن تذكرت أنه يتيم فهان الأمر..

ثم تذكرت إنني عريس ومن حقي أن أستمتع بأيام العرس الثلاثة على الأقل..

ومن حقه هو أن يلهو مع الأطفال الباقين من إخوة وأخوات وأقارب..

ولكن ما الحيلة في إخراج هذا الصغير؟؟..

قررت أن أتنازل عن بعض موقفي لأستطيع الوصول إلى هدفي..

كانت أمه طيلة تلك الفترة مشغولة باللبس والتزين وجاءت ترفل في زينتها ونعمتها وجلسنا نحن الثلاثة على المائدة وأصر الصغير على أن يستأثر بجوار والدته جنبا إلى جنب..

كانت مائدة الإفطار تحتوي على أكثر من خمسة عشر صنفا دون مبالغة..طبق من الفول والبيض بأنواعه الثلاثة مسلوق ومقلي وشكشوكة..والأجبان أكثر من خمسة أنواع..والقشطة نوعان والمربى عدة أنواع وطبق العسل وطبق زبدة الفول السوداني والزيتون نوعان..

طبعا لقد عددت الأطباق..وقلت لعروسي:لماذا هذه الكلفة؟؟..فقالت:الله يحييك يا عمري وش سوينا شوية نواشف..

وبعد أن أكل الصغير عدة لقيمات يقمن صلبه ويدعمن نشاطه وطاقته ومشاكسته سألته:

أين الأطفال؟؟..

فقالت العروس:في الصالة يفطرون ويتفرجون في التلفزيون..

فهب وصاح:سوف أذهب إليهم..

فخرج محفوفا بدعوات الرعاية والسلامة وطول الإقامة..

وأقبلت أنا وعروسي نأكل ونمزح ونضحك..وبعد كل فترة وجيزة تسألني ماذا تريد؟فأجيب لتضع لقمة بيدها الحانية في فمي..واضطررت للرد بالمثل..ووضعت في فمها بضعا من اللقيمات..

وبعد أن أفطرت فطورا ثقيلا هنيئا مريئاً وشربت الشاي بالحليب حتى كأنني من إقليم البنجاب العجيب استلقيت على السرير بينما أنشغلت العروس برفع المائدة وإخراج أجزائها مع الصغار خارج الغرفة..

وأخذت أفكر في زوجتي الأولى وأتذكر ابتسامتها وإشراقتها..

وأتذكر بكاءها و دمعتها..وأتذكر الأطفال وأشعر بالشوق والقلق..

ولكن ما إن عادت عروسي حتى جاءت معها بموجة من الطمأنينة والسلام..

وقامت خلال تلك اللحظات وما تبعها من تأملات بحملة ناجحة من المساج والتدليك لقدمي وساقي وركبتي..فلقد قصصت عليكم ما عانيته يوم العرس من تعب ونصب ووصب..

وأنا كوالدي يحفظه الله مدمن مساج ولا أكاد أستغني عنه ليلة بل في اليوم ربما عدة مرات..

كان المساج الرائع قد أدخلني في نوبة عميقة من التأملات في حالي بين زوجتي الأولى وزوجتي الجديدة..

بالرغم من أن العروس كانت تسأل بين فترة وأخرى أسئلة استطلاعية عن زوجتي الأولى وعن أهلي..

وكنت أجيب على أسئلتها بحذر شديد..

وبعد أن صلينا الظهر سألتني عن الغداء وش نفسك فيه؟؟..فقلت:غداء!!!وما يزال الإفطار جاثما في معدتي يرفض التحرك حتى الآن..

فقالت:سوف نتغدى بعد العصر إن شاء الله..

فقلت:حتى ولو كان بعد المغرب..

فقالت:لا لابد من الغداء أتريد أن تزعل الوالدة علينا وأنت يا حبيبي عريس وضيف اثنين في واحد..وضحكت وضحكت مجاملة لها..

ويبدو أنني لم آخذ كفايتي من النوم فطلبت منها أن تأذن لي بأخذ قسط متوسط من النوم..

فوافقت وقالت:سوف أذهب للسلام على الوالدة وأهلي وودعتني بقبلة في يدي..

وحاولت النوم ولكن مندوبه من النعاس قال إن مولانا النوم يرفض القدوم إليك وأنت تحيط برأسك الهموم والوساوس..

فرجوته أن يفهم سيده أنني سوف أقوم بإبعادها بل بطردها إن لزم الأمر..ولكنها قاتلها الله أبت أن تخرج أو أن تغادر..بل حتى رفضت أن تهدأ..

وأخذت أتقلب في فراشي وأتذكر زوجتي..

طبعا زوجتي لم أتصل بها منذ يوم تقريبا ومن المتوقع أن القلق قد استبد بها..ولكن ما العمل وأنا في غرفة العروس؟؟؟..

جلست في سريري بعد أن يئست من النوم وحيدا فريدا أتفكر في حالي ومآلي..

ثم قررت توجيه نداء للعروس ولكن كيف أقوم بذلك؟؟..عندي جهاز هاتف ولكن ما هو الرقم الذي أطلبه؟؟لا أعرف..

وهل أقوم بفتح باب الصالة الداخلية وأطلق نداءي!!!..

وقررت اختيار الثاني..وفتحت الباب..وأخذت أنادي عروسي مرتين:يا أم فلان يا أم فلان..

وسمعت امرأة تنادي عروسي باسمها وتقول:كلموا فلانة ترى زوجها يريدها..

وما هي إلا دقائق حتى جاءت العروس وقالت باستغراب:ما نمت!!!!وأنا كنت أحسبك في سابع نومة..

فقلت:لا سابع ولا ثامن..ما جاني النوم وأنت بعيدة عني طبعا لا أدري كيف جمعت هذه الكلمات ودفعت بها سريعا من بوابة المجاملة التي قمت بترميمها حديثاً..

فابتسمت وقالت:أنا جنبك على طول يا روحي..وما كادت تكمل كلماتها تلك حتى كان الصغير هو الآخر بجنبي وليس بجنبها..

فشخطت فيه ونفخت وأمرته بالخروج وخرج بعد تمنع وبعد ترهيب وترغيب..

جلسنا نتحدث سويا ورأسي في حجرها تداعبه بأناملها الحمراء التي صبغتها أوراق الحناء..مع أنني لا أحب الحناء ولا رائحتها ولكن نجامل ونتجمل..

وصليت العصر بمسجد صغير جوار المنزل وعدت إلى غرفتي ولم أجد عروسي..

وبعد مدة يسيرة جاءت ومعها ابنتها الكبيرة تحملان أطباق الغداء..وكان عبارة عن كبسة باللحم حمراء وطبقي جريش وقرصان وسلطة وعصير البرتقال الذي أكن له أعظم التقدير..

وكنت بين الشبع والجوع ولكن شهيتي بدأت تحاول الانفتاح..وتغدينا معا..

ثم شربنا الشاي..ثم عقدنا اجتماعا مغلقاً لم يسمح فيه بدخول أحد وخرجنا بقرار بالإجماع ألا وهو الخروج للنزهة وقضاء تلك الليلة في الفندق..

وبدأنا نجهز حقيبتنا للخروج..وقبيل المغرب قمنا خارجين من المنزل فتلقانا الصغير وحين رأى أمه بالعباءة صرخ صرخة سمعها من بين لابتي الحارة..وأخذ يبكي ويصرخ بهستيريا عنيفة..ويتعلق بأطراف عباءة عروسي التي هي والدته..

فقلت في نفسي بلهجة مصرية حزينة:يا دي النيلة ودي الليلة اللي متنيلة على الآخر..

وحاولت تهدئته فصرخ في وجهي كقط صغير متوحش:أنت ما لك شغل أنا أكلم أمي!!..

فسكت وقلت:صح وأنا وش لي شغل خله يكلم أمه..

وعبثا كانت تحاول أمه معه تهديه وتلاطفه وهو يحلف ويقسم أنه ليخرجن معنا ولا يطيع أحداً منا..

فظننت أنني خسرت المعركة وأنه سوف يبر بقسمه وينتصر علينا في نهاية الجولة ويكون جليسا بيننا في السيارة..

ولكن الحريم يا سادة..لقد تقطع قلبي حزنا وزعلا منه في نفس الوقت..

الحريم إذا قررن أخذ زمام المبادرة وتلقين المتعدي درساً فسوف ترون الأعاجيب..

وهذا ما سوف أرويه لكم في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..

mirage
27-02-2009, 03:10 PM
أبطيت علينا

نبي تلاياها

ام يوسف
27-02-2009, 08:25 PM
ننتظر بفارغ الصبر

المخفي
27-02-2009, 11:54 PM
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الخامسة عشرة



فوجئت بهذا السيل المنهمر من أحبابنا الأطفال-ما شاء الله تبارك الله-وتذكرت فلذات أكبادي وتذكرت زوجتي الأولى..وقمت متثاقلا وسط صراخ الأطفال وتحلقهم حول العروس يعتنقونها ويقبلونها ويتزاحمون ويتعاركون من أجل ذلك..

فذهبت إلى المغسلة وغسلت وجهي بالماء دون الصابون..وعدت إلى الغرفة فهرع إليَّ شرذمة من الأطفال للسلام علينا ومباركة مشروعنا الجديد..وأنهيت هذه المهمة بسلام..

وبينما كنت أستعد لتغيير ملابس النوم إذا بشقيق العروس التي دخلت الحمام للتو يتوسط غرفتنا ويطوف حوله الأطفال وهم يصرخون ويضحكون وهو يلاعب هذا ويمازح ذاك وقد بدا كزعيم قومي حقق نصرا وعاد ليحتفل به أنصاره ومؤيدوه..

وشعرت بالإحراج لأنني لم أكن قد خلعت ملابس النوم بعد..ولكنه سلم علي وبارك لي مجدداً وقد رأى معالم الإحراج تتقاطع فوق ملامحي كتقاطع عدد كبير من السيارات في نقطة التقاء لأربعة شوارع حين تتعطل إشارة المرور..

فسأل عن العروس ثم استأذن وأنسحب في هدوء..فأذنت له بكل سرور..وقلت له شكرا ومتشكرا ومشكور..

وبعد نحو نصف ساعة أو أقل جاءنا طعام الإفطار..وقامت عروسي بدور عظيم في إفراغ الغرفة من زائريها الجدد..

غير أن صاحبنا الأول بقي في الغرفة يقفز من مكان إلى آخر و قال بكل إصرار إنه سيتناول طعام الإفطار معنا شاء من شاء وأبى من أبى..

وقلت في نفسي:ها أنا أترك أطفالي فلا أفطر معهم وآتي إلى هنا لأفطر مع عيال خلق الله!!!..ولكن تذكرت أنه يتيم فهان الأمر..

ثم تذكرت إنني عريس ومن حقي أن أستمتع بأيام العرس الثلاثة على الأقل..

ومن حقه هو أن يلهو مع الأطفال الباقين من إخوة وأخوات وأقارب..

ولكن ما الحيلة في إخراج هذا الصغير؟؟..

قررت أن أتنازل عن بعض موقفي لأستطيع الوصول إلى هدفي..

كانت أمه طيلة تلك الفترة مشغولة باللبس والتزين وجاءت ترفل في زينتها ونعمتها وجلسنا نحن الثلاثة على المائدة وأصر الصغير على أن يستأثر بجوار والدته جنبا إلى جنب..

كانت مائدة الإفطار تحتوي على أكثر من خمسة عشر صنفا دون مبالغة..طبق من الفول والبيض بأنواعه الثلاثة مسلوق ومقلي وشكشوكة..والأجبان أكثر من خمسة أنواع..والقشطة نوعان والمربى عدة أنواع وطبق العسل وطبق زبدة الفول السوداني والزيتون نوعان..

طبعا لقد عددت الأطباق..وقلت لعروسي:لماذا هذه الكلفة؟؟..فقالت:الله يحييك يا عمري وش سوينا شوية نواشف..

وبعد أن أكل الصغير عدة لقيمات يقمن صلبه ويدعمن نشاطه وطاقته ومشاكسته سألته:

أين الأطفال؟؟..

فقالت العروس:في الصالة يفطرون ويتفرجون في التلفزيون..

فهب وصاح:سوف أذهب إليهم..

فخرج محفوفا بدعوات الرعاية والسلامة وطول الإقامة..

وأقبلت أنا وعروسي نأكل ونمزح ونضحك..وبعد كل فترة وجيزة تسألني ماذا تريد؟فأجيب لتضع لقمة بيدها الحانية في فمي..واضطررت للرد بالمثل..ووضعت في فمها بضعا من اللقيمات..

وبعد أن أفطرت فطورا ثقيلا هنيئا مريئاً وشربت الشاي بالحليب حتى كأنني من إقليم البنجاب العجيب استلقيت على السرير بينما أنشغلت العروس برفع المائدة وإخراج أجزائها مع الصغار خارج الغرفة..

وأخذت أفكر في زوجتي الأولى وأتذكر ابتسامتها وإشراقتها..

وأتذكر بكاءها و دمعتها..وأتذكر الأطفال وأشعر بالشوق والقلق..

ولكن ما إن عادت عروسي حتى جاءت معها بموجة من الطمأنينة والسلام..

وقامت خلال تلك اللحظات وما تبعها من تأملات بحملة ناجحة من المساج والتدليك لقدمي وساقي وركبتي..فلقد قصصت عليكم ما عانيته يوم العرس من تعب ونصب ووصب..

وأنا كوالدي يحفظه الله مدمن مساج ولا أكاد أستغني عنه ليلة بل في اليوم ربما عدة مرات..

كان المساج الرائع قد أدخلني في نوبة عميقة من التأملات في حالي بين زوجتي الأولى وزوجتي الجديدة..

بالرغم من أن العروس كانت تسأل بين فترة وأخرى أسئلة استطلاعية عن زوجتي الأولى وعن أهلي..

وكنت أجيب على أسئلتها بحذر شديد..

وبعد أن صلينا الظهر سألتني عن الغداء وش نفسك فيه؟؟..فقلت:غداء!!!وما يزال الإفطار جاثما في معدتي يرفض التحرك حتى الآن..

فقالت:سوف نتغدى بعد العصر إن شاء الله..

فقلت:حتى ولو كان بعد المغرب..

فقالت:لا لابد من الغداء أتريد أن تزعل الوالدة علينا وأنت يا حبيبي عريس وضيف اثنين في واحد..وضحكت وضحكت مجاملة لها..

ويبدو أنني لم آخذ كفايتي من النوم فطلبت منها أن تأذن لي بأخذ قسط متوسط من النوم..

فوافقت وقالت:سوف أذهب للسلام على الوالدة وأهلي وودعتني بقبلة في يدي..

وحاولت النوم ولكن مندوبه من النعاس قال إن مولانا النوم يرفض القدوم إليك وأنت تحيط برأسك الهموم والوساوس..

فرجوته أن يفهم سيده أنني سوف أقوم بإبعادها بل بطردها إن لزم الأمر..ولكنها قاتلها الله أبت أن تخرج أو أن تغادر..بل حتى رفضت أن تهدأ..

وأخذت أتقلب في فراشي وأتذكر زوجتي..

طبعا زوجتي لم أتصل بها منذ يوم تقريبا ومن المتوقع أن القلق قد استبد بها..ولكن ما العمل وأنا في غرفة العروس؟؟؟..

جلست في سريري بعد أن يئست من النوم وحيدا فريدا أتفكر في حالي ومآلي..

ثم قررت توجيه نداء للعروس ولكن كيف أقوم بذلك؟؟..عندي جهاز هاتف ولكن ما هو الرقم الذي أطلبه؟؟لا أعرف..

وهل أقوم بفتح باب الصالة الداخلية وأطلق نداءي!!!..

وقررت اختيار الثاني..وفتحت الباب..وأخذت أنادي عروسي مرتين:يا أم فلان يا أم فلان..

وسمعت امرأة تنادي عروسي باسمها وتقول:كلموا فلانة ترى زوجها يريدها..

وما هي إلا دقائق حتى جاءت العروس وقالت باستغراب:ما نمت!!!!وأنا كنت أحسبك في سابع نومة..

فقلت:لا سابع ولا ثامن..ما جاني النوم وأنت بعيدة عني طبعا لا أدري كيف جمعت هذه الكلمات ودفعت بها سريعا من بوابة المجاملة التي قمت بترميمها حديثاً..

فابتسمت وقالت:أنا جنبك على طول يا روحي..وما كادت تكمل كلماتها تلك حتى كان الصغير هو الآخر بجنبي وليس بجنبها..

فشخطت فيه ونفخت وأمرته بالخروج وخرج بعد تمنع وبعد ترهيب وترغيب..

جلسنا نتحدث سويا ورأسي في حجرها تداعبه بأناملها الحمراء التي صبغتها أوراق الحناء..مع أنني لا أحب الحناء ولا رائحتها ولكن نجامل ونتجمل..

وصليت العصر بمسجد صغير جوار المنزل وعدت إلى غرفتي ولم أجد عروسي..

وبعد مدة يسيرة جاءت ومعها ابنتها الكبيرة تحملان أطباق الغداء..وكان عبارة عن كبسة باللحم حمراء وطبقي جريش وقرصان وسلطة وعصير البرتقال الذي أكن له أعظم التقدير..

وكنت بين الشبع والجوع ولكن شهيتي بدأت تحاول الانفتاح..وتغدينا معا..

ثم شربنا الشاي..ثم عقدنا اجتماعا مغلقاً لم يسمح فيه بدخول أحد وخرجنا بقرار بالإجماع ألا وهو الخروج للنزهة وقضاء تلك الليلة في الفندق..

وبدأنا نجهز حقيبتنا للخروج..وقبيل المغرب قمنا خارجين من المنزل فتلقانا الصغير وحين رأى أمه بالعباءة صرخ صرخة سمعها من بين لابتي الحارة..وأخذ يبكي ويصرخ بهستيريا عنيفة..ويتعلق بأطراف عباءة عروسي التي هي والدته..

فقلت في نفسي بلهجة مصرية حزينة:يا دي النيلة ودي الليلة اللي متنيلة على الآخر..

وحاولت تهدئته فصرخ في وجهي كقط صغير متوحش:أنت ما لك شغل أنا أكلم أمي!!..

فسكت وقلت:صح وأنا وش لي شغل خله يكلم أمه..

وعبثا كانت تحاول أمه معه تهديه وتلاطفه وهو يحلف ويقسم أنه ليخرجن معنا ولا يطيع أحداً منا..

فظننت أنني خسرت المعركة وأنه سوف يبر بقسمه وينتصر علينا في نهاية الجولة ويكون جليسا بيننا في السيارة..

ولكن الحريم يا سادة..لقد تقطع قلبي حزنا وزعلا منه في نفس الوقت..

الحريم إذا قررن أخذ زمام المبادرة وتلقين المتعدي درساً فسوف ترون الأعاجيب..

وهذا ما سوف أرويه لكم في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..

المخفي
27-02-2009, 11:57 PM
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة السادسة عشر

عندما أصر المشاكس الصغير على التعلق بعبائة أمه العروس وكان مصرا -أبعده الله عنا إلى بر الأمان- على تحويل ليلتنا في الفندق إلى كابوس وقد بلغت شقاوة الصغير منتهاها وتجاوزت المسموح به عادة أمسكت العروس بتلابيبه مسكة لو أمسكت بها تلابيبي لزاغت عيناي وتعلقت قدماي وخارت قواي..

وحملته وألقته داخل السور وأغلقت باب المنزل وأمرت لا أذكر بالضبط بعض الفتيان من بني إخوتها بالتحفظ عليه مع السماح له بممارسة بعض هواياته المحببة حتى لو كانت على حساب راحة سكان المنزل..

وسرعان ما ركبت ولم تكد تغلق باب السيارة حتى انطلقت بسيارتي سريعا وكأنني قمت باختطاف المرأة والتواري بها بأقصى سرعة عن الأنظار..

طبعا لا أخفيكم فحين انطلقت بالسيارة وسمعت عروسي تردد عبارة:

الله يهديك يا فلان على اسم ابنها المشاكس الصغير..

ما يبي يكبر ولا يفهم..شعرت بوخزة للضمير العرساني أو هكذا ظننت..

ولكن يبدو أن هذه الوخزة ليست بسبب ما حل بهذا المشاكس الصغير بقدر ما كان الموقف قد ذكرني بأسرتي الصغيرة وحمل صورة طفلي الكبير الذي يصغر صاحبنا هذا ربما بثلاث سنوات تقريباً..

وبينما كنت أحاول تجرع آثار وخزة الضمير هذه وتلافي آثارها الجانبية إذا بيد عروسي اليسرى تمسك بيدي اليمنى والتي كانت مع أختها الأخرى تمسكان بالمقود..

وتشدها إلى قلبها!!!...إلى صدرها..وأطلقت زفرة جريحة وآهة مكلومة..

آه يا روحي..ما أدري يا بعد عمري أنا في حلم وإلا في علم..

لا يا روحي أنتي في أحلى حلم..ولكنه أحلى علم..

وكنت بين الفينة والأخرى أنتزع يدي لأمسك بمقود السيارة وهي تشدها وكأنها ستغرق في بحر لجي ويدي تمثل طوق النجاة لها..

وكانت الشوارع مزدحمة بقدر إزدحام الأفكار في رأسي..

ويبدو أن هذه العملية الحنونة قد نالت استحساني وإعجابي..وذلك حين وجدت نفسي أندفع لأعطيها يدي بعيدا عن المقود لتربت عليها وتمسحها بكفها بل ليزداد الموقف حرارة وسعادة وذلك حين كانت تقوم في حركة لطيفة خفيفة بإدخال يدي تحت خمارها لتقبلها وتضعها على خدها وكأنها وسادة تريد النوم عليها..

وكنت أخشى أن ترمقنا بعض الأعين في السيارات الذاهبة والآيبة..

فطلبت منها مشكورة مأجورة التوقف عن ذلك حتى حين..

أعني حين ترفع يدي لتقبلها وأما بقاء يدي رهينة في يدها وحجرها فذلك أدنى الواجب و هو غاية الطالب والمطلوب..

كنا نتكلم عن حفلة زفافنا الصغيرة وقد أسمعتها طرفا صالحاً وجزءً لا بأس به عن فضل الاقتصاد في حفلات الأفراح ومناسبات الليالي الملاح وأنها أكثر يمنا وبركة وسعادة..

فردت بأنها لا يهمها في هذه الدنيا إلا رضاي وليس لها غاية في حياتها إلا مناي..

فصحت ضاحكا مازحا:يا سلام يا سلام يا روحي أنتي وهواي..

ويبدو على قول الإخوة المصريين أن ذلك المشاكس الصغير كان قد فرسني على الآخر وقهرني..

فلم أشعر إلا وسيرته العطرة تنساب فوق لساني..

حيث قلت:يبدو أن فلانا متعلق بك كثيرا..فقالت وقد ألجمتني:

أنساه ما عليك منه..خلنا في حياتنا يا حبيبي..

فقلت في نفسي:أنساه هذا كلام!!!أنساه كيف يا مدام..أهو هذا الذي لا يمكن أن يكون..

وإن نسيته فلن ينساني!!!...

وسؤالي عن هذا الصغير كان هدفا استطلاعيا لأقيس به مقدار تشويشه وتنغيصه عليَّ وعلى أمه في المستقبل..

وقد كانت إجابة أمه ولله الحمد إجابة واضحة مطمئنة لا لبس فيها ولا غموض..

حيث أكدت حفظها الله بأن حياتنا وراحتنا لن تكون مهددة من أي أحد كائنا من كان..

ويبدو أن الأسئلة الاستطلاعية كانت لعبة الطرفين..حيث طرحت علي سؤالاً مفاجئا:

وهل أطفالك متعلقون بك؟؟..

وقبل أن أجيب تولت هي الإجابة قائلة:شكلك ما هو الأطفال متعلقين فيك...حتى أمهم متعلقة فيك بعد؟؟؟؟!!!!...

وهنا بدأت أهرع إلى دنيا العلم فراراً بعقلي من دنيا الحلم..

وبدأت أحاول تلطيف الأجواء التي بدأت الغيوم الداكنة تتجمع فيها هنا وهناك..

فذكرت أن أطفالي متعلقون بي نوعاً ما كبقية الأطفال..

وأما أمهم فتعرفين أنتي يا روحي الحريم والنساء...طبعا...وقبل أن أكمل كلامي وأنهي فلسفتي قالت:

طبعاً وزوجتك متعلقة فيك وتموت فيك وأنت بعد متعلق فيها وتموت فيها..

أفــــــــ...أفـــــــ...كتمت تلك التأففات في قاع نفسي وأهلت عليها أكواما من الصبر والتحمل..

وقلت:

الله يهديك يا روحي..خل الحرمة في حالها..وخلينا نستمتع بحياتنا وبنزهتنا الجميلة..

وكانت كلماتي تلك تحاول لملمة ذلك الموقف المفاجئ وتدارك ثورة الغضب والانفعال من بركان الغيرة المخيف....

كان ذلك في الوقت الذي أمسكت فيه بيدها وبدأت أضغط عليها برفق وأقول لها متحاملا ومجاملا:

أنتي التي تعلق القلب بها..أنتي التي أشعر أن الحياة معك لها طعم آخر..إلى آخر تلك الكلمات الحلوة..التي لولاها لتحولت نزهتنا إلى حلبة للنزال الفكري والنفسي..

وما زلت أفتل في الذروة والغارب وأسمع معسول الكلام الحبايب حتى شعرت بأن حمم الغيرة قد هدأت وسكنت..فإذا بعروسي تعود لسيرتها الأولى...

تتبسم وتضحك وكأن شيئا لم يكن..

فقلت في نفسي:هذه إحدى فوائد المشاكس الصغير من بداية المشوار..

عقب ذلك تذكرت زوجتي الأولى وتذكرت طيبتها وأصالتها ودلالها وصفاءها وإشراقتها وتذكرت أطفالي فشعرت بشيء من المرارة..

ولكن هل سيفيد هذا الشعور زوجتي وأطفالي في شيء..

فتذكرت نصيحة لأحد أساتذة التعدد بدرجة بريفيسور حين قال:خذ بيوم السعد حده..

وتذكرت بيت الشعر الذائع الرائع:



إذا صفا لك زمانك عل يا ظامي

واشرب قبل لا يحوس الطين صافيها

وصلنا الفندق وكنت قد حجزت سويتا من قبل...غرفة بصالة..وسرعان ما تمت إجراءات التسكين..

وإذا بنا في غرفتنا منفردين لا أحد معنا لا المشاكس الصغير..ولا أخوه الكبير..

استلقيت بعد أن خلعت ثوبي على السرير متعبا مرهقا..وجلست عروسي على طرفه تفرك قدميَّ وتغمزهما..

ثم وجهت حفظها الله سيادتي بأن أنهض إلى دورة المياه لآخذ حماما معتدل البرودة لأكون منتعشا ومنعنشا ويعود لي النشاط..

فقلت:سمعا وطاعة..وقمت بتنفيذ التوجيه على الفور..

وبينما أنا في الحمام سمعت طرقا على الباب خفيفاً..فقلت:

نعم..فإذا بالعروس تعرض خدمة تحميمي وتدليكي..

فاعتذرت منها بلطف..فلم أكن معتادا على دخول أحد معي الحمام تحت الدش سوى شقيقي الذي كنت وإياه ندخل للاستحمام معا ونحن صغار قبل دخول المدرسة..

طبعا كان هذا في بداية أمري...

ولقد سمعت بعد ذلك من بعض الراسخين في التعدد أن استحمام الزوجين معا يحتوي على قدر كبير من المرح والراحة والبهجة و الوداد..

ولكن هذا ما حصل حيث اعتذرت من طلب عروسي..والغريب أنها لم تسألني بعد ذلك عن سبب امتناعي ورفضي..لا أدري هل نسيت أم استحيت..

خرجت من الحمام لتدخله بعدي وتأخذ هي الأخرى قسطها من الاستحمام..

ثم خرجت ودخلت غرفة النوم لتتزين وأما أنا فقد ذهبت للصالة وفتحت التلفاز وجلست أتفرج على برنامج للحيوانات في أفريقيا..



فأنا مولع ببرامج الحيوانات منذ الصغر..

والسؤال الذي كان يشغل ذهني الصغير وما زال حتى هذه اللحظة يلاحقني أيهما يغلب:

الأسد أم الفيل؟؟؟..

جاءت عروسي ترفل في حلتها وتميس في زينتها إلى الصالة فقلت:

ما شاء الله تبارك الله..أيش الحلاوة؟؟وأيش الشياكة؟؟فقالت:قل ما شاء الله..

فقلت:قلت و بأقول...ماشاء الله..وما شاء الله...وما شاء الله...

هاه عجبتك وإلا بس مجاملة..

حلوة عجبتيني!!!..إلا عجبتيني وعجبتي بعد أبو جدي!!!!..

الله يخليك يكفيني إعجابك..الله يستر على جدك وأبو جدك.....

وجلست بجواري على الكنب وألصقت جنبها بجنبي فقلت:

حيا الله حياتي وحبي..

فقالت:الله يحييك ويغليك يا روح....فلانة....

وأخذت تحاول الالتصاق بي بقوة كأنها خائفة وقد وجدت مأمنا مما تخاف..

وألصقت خدها بخدي وأخذت تتكلم بهدوء وتشرح قصة تعلقها بي منذ لحظات الرؤية الأولى..

وأنها تعبت وكادت تمرض بل ومرضت حتى جاء اليوم الجميل وتم الزفاف...

وأنها لا تكاد تصدق أنها الآن معي وأن الزواج قد تم بهذا اليسر والسهولة..

وبالرغم من قصر مدة الانتظار التي لم تكد تجاوز الأسبوع إلا أنها كانت تشعر بها وكأنها سنة طويلة ثقيلة من فرط الشوق والهيام..

وأخذت تناديني باسمي وتكرر ذلك فإذا قلت:نعم..

فتقول:نعم حاف جاف..ما في كلمة نعم يا روحي...نعم يا حياتي...

فقلت:نعمين يا روحي ونعمين يا حياتي..نعـــــم في شيء يا قمر؟؟..

قالت:أتحبـــــــــــــني؟؟؟..

فقلت:أحبـــــــــك؟؟؟حلوة أحبك!!!!طبعا أحبك وأموت فيك-غفر الله لي ولها-

كيف ما أحبك يا روحي..وإذا ما حبيتك أحب مين يعني؟؟..

فقالت بصوت منخفض جدا وبعبارة فاترة:تحب ميـــــــن؟؟؟..ومدت كلمة مين قليلا...

ورأيت في عينيها علامات تدل على الحيرة والغيرة...

فقلت في نفسي:اللهم استر يا رب واجعلنا من الناجين السالمين..



أحب مين؟؟؟..طبعا أحبك أنتي يا قلبي..

أنتي عروسي الحلوة وأغنيتي الجميلة ونظرات عيونك تجعلني أسبح في بحر هواك..وأبحث عن سعادتك ورضاك..

وكان حديثا وديا قلبيا..وجلسة رومانسية متوسطة الرومانسية تبادلنا فيها الآهات القلبية...والأحاسيس الوجدانية...

وكنا نطالع التلفاز بين الفينة والأخرى ثم نكمل أحاديثنا ونبحر في هوانا و نتيه في نجوانا..

ثم اتفقنا على الخروج للتنزه في الليل...فما أحلى نزهات الليالي مع الحبيب الغالي..

حتى لو كانت جولة فقط في السيارة...

فلليل على العاشقين والمحبين سلطان عجيب بظلامه وسكونه وأنواره المتناثرة هنا وهناك..

وخرجنا وركبنا السيارة وأخذنا نتبادل الطرائف والنكات نكتة من عندي وأخرى من عندها ونضحك ونمزح..

ثم رأيت أثناء ذلك كابينة للهاتف...فرن في عقلي شيء كالرعد القاصف...وتذكرت زوجتي وأطفالي..وقد مضى أكثر من يوم ولم أسمع لهم صوتاً ولا حساً...

ولكني أظهرت أن عندي اتصالا ضروريا ولا بد أن أتوقف لأجري هذا الاتصال..

فسألتني:تتصل على مين؟؟..

فقلت:اتصال مهم وسوف أخبرك حين أعود...

وكان في جيبي عدة من أنصاف الريال...وترجلت من السيارة ويممت صوب الكابينة وقلبي والحق يقال بدأ يتراقص على أنغام الخوف والقلق...

وكان قلبي يتوزع تارة وينقسم تارة أخرى..

مرة مع اتصالي بزوجتي التي تنتظر هذا الاتصال بفارغ من الصبر ومرة مع عروسي التي تنتظر عودتي إليها في السيارة...

ترددت قليلاً قبل الاتصال بزوجتي الأولى...ثم توكلت على الله وأجريت الاتصال وردت حماتي...

فقلت سراً:يا لطيف ألطف...ويارب خفف...

وقالت:كيف حالك وما هي أخبارك؟؟؟...

ولماذا لم تتصل لتطمئن على زوجتك وأطفالك...

مشغول إلى هذه الدرجة يا عيني...مع أنني لست عينها...

فحاولت الاعتذار ولذت بالفرار...وطلبت زوجتي وقلت:

أعطيني فلانة...

فقالت على هيئة الساخرة المتهكمة:أعطيك فــــــــــلانة...ومطت كلمة فلانة كأنها لبانة...ونادت زوجتي...

وجاءت زوجتي وقالت نعم...

وخفق قلبي....

وإلى اللقاء بإذن الله تعالى في الحلقة القادمة...

المخفي
27-02-2009, 11:58 PM
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة السابعة عشر



فقلت:أنعم الله عليك يا روحي..السلام عليكم..

فردت:وعليكم السلام..روحك!!!..باين روحك..ولقد خرجت كلمة روحك وكلمتي باين روحك من فمها مخرجا حزيناً..

فقلت:نعم روحي ومائة روحي..ورفعت بها صوتي..ثم تذكرت العروس في السيارة وأنها ربما تكون قد فتحت زجاج الباب المجاور لها فاسترقت شيئا من السمع..

فانتفض قلبي مرة أخرى..وجاء رسول الخوف وصاح بي قائلاً:

صحصح يا عم..وانتبه..فالحبايب المتنافسون من بين يديك ومن خلفك يتربصون..

لو كنت يا حبيبــــي روحك ما تركتني أنا وأولادي يومين ولا فكرت تسأل عنا لو باتصال ما يأخذ منك دقيقة وإلا دقيقتين!!!

طبعا قالت كلمة حبيبي على سبيل التهكم والاشمئزاز..

فأوردت قائمة من الأعذار والمعاذير والحجج لعلها تقتنع أو ترضى..

ولكنها كانت حزينة غاضبة وإن كان غضبها لا يخرجها عن حدود الأدب واللياقة..

وحلفت لها صادقا أنها كانت هي والأطفال على بالي ولم تفارقني صورتها ولا صورهم..

فلم تكن ترد عليَّ إلا بكلمة:باين..

فسألتها عن الأولاد..فقالت:يهمك تعرف عنهم شيء..

فقلت: يهمــــني!!!!..كيف لا يهمني أن أعرف أخبار فلذات كبدي..يا سبحان الله..

فقالت:خلاص خلاص..ثم نادت الكبير..وقالت :تعال كلم بابا..

فقلت:اسمعيني يا روحي..أرجوك..ولم أكملْ رجائي حتى أمسك ابني بالسماعة وصار يتكلم بصوت مرتفع:

آلو بابا..بابا..أنا أحبك يا بابا..فين رحت؟؟..

فأجبته وقد شعرت بأن قلبي قد بدأت أجزاؤه تتقطع وتتوزع..

وسألته عن شقيقه فقال:إنه نائم..

ثم طلبت منه أن يناول السماعة أمه..فقال:ماما راحت..

فطلبت منه أن يناديها..

فنادى:ماما..ماما..ثم ترك السماعة ولم أعد أسمع إلا كلمة ماما تتردد من بعيد على سماعة الهاتف..

وتذكرت أنني قد زودتها في هذه المكالمة وتأخرت على العروس التي كانت في عناء الترقب والانتظار..

فقلت في نفسي:جاءت منك يا مسجد..وهو مثل يروى لرجل كان يدع صلاة الجماعة ولم يكن حريصا عليها وأنه فكر يوما في الصلاة في المسجد فذهب وبينما كان يهم بالدخول ارتطم رأسه بباب المسجد فترك الدخول وانصرف راجعا غاضبا وقال تلك القولة التي صارت مثلا..

وأغلقت السماعة وعدت إلى عروسي..وما إن ركبت وانطلقت بالسيارة حتى قالت:

خير يا حبيبي لماذا تأخرت..

غريبـــــــة..وش سالفة هذه المكالمة الطويلة؟؟؟...

فقلت وقد بدأت أحاول التكيف مع وضعي السابق الذي كنت قبل نزولي من السيارة لإجراء المحادثة:

ما غريب إلا الشيطان يا روحي...

بس شوية مشاكل مع ناس الله يهديهم..

فقالت:مع ناس وإلا مع حريــــــــــم...ومطت كلمة حريم مطة طويلة مخيفة..

فقلت:يا رب يا لطيف يا رحيم..عدْ هذه الليلة على خير..

وقبل أن أحاول البحث عن إجابة ذكية كقنابل أمريكا الذكية فاجأتني بالقول:

على فكرة!!ما اتصلت بحبيبة القلب؟؟؟..

فقلت متغافلاً:ومن حبيبة القلب؟؟..

وفي عندي حبيبة قلب غيرك يا روحي..

فقالت وقد رفعت وتيرة صوتها:أقصد زوجتك زوجتك يا حبيبي..

فقلت وقد أظهرت عدم الاكتراث واللامبالاة:

اتصلت على بيت أهلها لاطمأن على الأولاد ولكن رد علي الولد الكبير الله يهديه وما رضي يفك سماعة الهاتف!!..فقلت:خيرة..وخيرها في غيرها..

يعني ما كلمتها..

فقلت وقد رفعت صوتي قليلا..وقررت استخدام العين تحت الحمراء :

وأنتِ مع احترامي(وداخل قلبي مع غيظي وحنقي):

وش يهمك..كلمتها وإلا ما كلمتها..

يا بنت الحلال..خليك في نفسك..وبلاش لقــــــ.......

ولكن الله سلم حيث كبحت سريعا تلك الكلمة الشديدة..وأدركت أني قد زدت الموقف حرارة وتأجيجاً..

فقررت التخلي عن العين تحت الحمراء واستخدام العين الضعيفة الصفراء..

وقبل أن أنطق قالت:

يا حليلك..وشفيك بديت تتعصب وتتنرفز؟؟..

وش قلت أنا..حتى ترفع صوتك ..بسم الله الرحمن الرحيم..

فقلت:ماني معصب يا روحي..وحقك عليَّ..وأنتِ فهمتيني غلط..

وتكفين وتفكين خلينا ننبسط ونتهنأ ونهيّص على قول إخوانا المصريين المهيصين..

فضحكت وقالت:نهيص..نهيص..يا الله بينا نهيص..

وضحكت وقلت:ماذا تريدين العشاء يا روحي؟؟..

آمري وتدللي شبيك لبيك أنا بين أيديك...

فقالت:أي شيء يا حبيبي نفسك فيه آكل معاك..

فقلت:مندي...مضبي....بخاري.....مشاوي......أسماك.... ...

شاورما......فطائر.....بروست........

فقالت مازحة:أبغاها كلها...

فقلت:من عيوني...أبشري بالخير والله..

غالي والطلب رخيص ومرخوص..

فقالت:لا لا تراني أمزح معاك...وأنت صدقت عـــــــاد!!!..من يقدر يأكل هذي كلها...

فقلت:ما رأيك في السمك المشوي؟؟؟..

فقالت:بصراحة أنا ما قد أكلت إلا السمك المقلي..وأما المشوي ما عمري أكلته..أمكن مرة واحدة جابوه إخواني لنا بالبيت..بس بصراحة ما عجبني..

أنتِ وافقي يا روحي وجربي المرة هذي عشاني وكلي وادعيلي..لا وبعد غنيلي..

فقالت ضاحكة مغنية:غني لي شوي شوي..

فقلت:يا سلام...أيش الصوت هذا..

ويممت صوب مطعم السمك..ووصلنا فاستأذنتها ونزلت لشراء العشاء..

وطلبت كيلوين من السمك المشوي على الفحم..

فقال لي النادل:يحتاج من الزمن إلى ثلاثة أرباع الساعة..

فقلت:وما له...أخذ لفة وإلا لفتين بالجماعة..

ثم تذكرت زوجتي الأولى وكيف انتهت المكالمة معها بشكل لا يرضيني فطلبت من مدير المطعم أن يتفضل لي ويسمح بأن أجري اتصالاً داخليا..فقال:تفضل..

وبعد أن تفضلت قمت بالاتصال فردت أخت زوجتي وحمدت الله أنها لم تكن حماتي التي تحاول التصعيد في الحرب الباردة معي..

وطلبت زوجتي فقالت:لحظة ثم ذهبت لحظات وعادت لتقول:

فلانة في الحمام!!!..

وقررت الانتظار وإعادة الاتصال والتكرار..كما قررت إلغاء فكرة اللفة بالسيارة أو اللفتين..

وأنزلت السماعة..وقلت للمدير متلقفا عفوا متلطفاً..ترى قالوا لي :اتصل بعد خمس أو عشر دقائق..

ثم اتصلت بعد مرور حوالي ربع ساعة فردت حماتي رئيسة ومهندسة الحرب الباردة..

فكدت أغلق السماعة..وتذكرت فظاظتها وفظاعتها وأنها تعمل من الحبة قبة كما يقال..فقررت الاستمرار والمواجهة وسلمت عليها وطلبت منها بسرعة أن أكلم زوجتي..

فقالت:اسمعني زين يا فلان ونادتني باسمي الصريح دون تكنية..

فقلت:تفضلي أنا سامعك زين!!!!..

ويا ليتنا عرفنا حينها الاتصالات وموبايلي وزين حتى لو نهشت أموالنا نهشا..لم أكن لاضطر إلى مكالمة حماتي التي قفشتني قفشا!!!!..

قالت:اسمع...ترى طريقتك هذي في التعامل مع زوجتك وتطنيشك وإهمالاك ما تعجبني ولا تعجب حتى أبوها...

فقلت:اسمحيلي يا حماتي...ما في داعي لتكبير الموضوع...وبلاش الكلمات الكبيرة هاذي تطنيش وإهمال..

وبعدين:هل اشتكت لك بنتك؟؟وطلبت منك التدخل؟؟؟..

فقالت:والله حالة...وضحكت ضحكة سخرية ملئت بها شدقيها..

بنتي ما تبغاني أتدخل في حياتها؟؟؟...ليه يا حبة عيني....يبغى لي استئذان من أحد...ومن ميــــــن؟؟؟..منك وإلا من أمك؟؟؟..

فقلت:الله يخليك لا تجبين سيرة أمي خليها بعيدة عن المشاكل...

فردت:والله ما أحد جاب المشاكل إلا أنت وأشكالك...

يا بنت الحلال..صلي على النبي وأعطيني زوجتي أكلمها...

فقالت:زوجتك نامت وأنت روح نام مع اللي مشغول معاهم....

طبعا كان مدير المطعم عربيا ويستمع بشيء من التطفل واللقافة وينظر إليَّ فإذا التفت إليه صرف بصره عني..

وكان ذلك مما زاد في غيظي..

فقلت لحماتي:يا الله تصبحين على خير وسلمي لي على فلانة..

وأغلقت السماعة وقررت أن أنفس شيئا من غيظي على حماتي في هذا الملقوف بعد أن أشكره على المكالمة..

فانتظرت عدة دقائق وقلت بصوت مرتفع..يا أخي تراكم زودتموها...أين العشاء؟؟..ما يصير هذا التأخر..هذا صار سحور...ما صار عشاء...

فقال:نحن قلنا إن طلبك يحتاج إلى ساعة إلا ربع...والآن مرت خمس وثلاثون دقيقة يعني لسا فاضل عشر دقائق...

فقلت:لا يا حبيبي لنا الآن حوالي ساعة إلا...وأرجوك قم وشف طلبي ترى الأهل معي في السيارة..ما يصير هذا التأخير..

فلم يلتفت لكلامي وعدت لساعتي ووجدت أن كلامه هو الصحيح...فانتظرت حتى جاء طلبي ونقدت الثمن وحملت العشاء إلى السيارة...

وما إن دخلت حتى قالت عروسي:أفـــــــــــــــف..

وش هذا التأخير؟؟؟..ساعة ملطوعة في السيارة!!!تراني طفشت وكرهت نفسي...

فقلت:معليش وقعنا في عمالة غثيثة بطيئة وكأنهم راحوا يصيدون السمك من البحر!!!..

وانطلقنا بالسيارة نحو الفندق ونزلنا نحمل عشاءنا وفاكهتنا...

وتناولنا العشاء...ونال السمك المشوي على الفحم إعجاب عروسي واستحسانها...

وأكلنا شيئا من الفاكهة ونحن نشاهد فيلما عن الحرب العالمية الثانية ونتحدث...

وجاء وقت النوم...ورجوت العروس أن تقوم-بما أهواه وأتمناه دائما-بحملة تدليك ومساج فقد بلغ مني التعب مبلغاً خصوصا حين شُدت أعصابي بسبب موقف زوجتي وموقف حماتي سامحها الله...

وكانت عروسي والحق يقال بارعة محترفة في المساج والتدليك...

ألا فلتعلم النساء أن التدليك البارع والمساج الناجع من أفضل ما يحبه الأزواج ويجذبهم إلى نسائهم...

وبعد أن أخذت قسطا وافرا منهما أخلدنا إلى النوم العميق....

ولم أشعر إلا وعروسي جالسة بجواري وقد لبست ملاية الصلاة توقظني لصلاة الفجر وهي تقول:قم يا حبيبي ألحق الصلاة قبل ما تطلع الشمس..

وبعد أن أديت الصلاة..جاءت عروسي وقبلت جبيني وقالت:عساك ارتحت في النوم يا روحي.. ثم جلست بجنبي ووضعت رأسها في حجري وبدأت تنظر في عيني وتتبسم...

فقلت:

في عيونك كلام...

في عيونك غرام....

في عيونك هيام.....

فقالت وهي تضحك:يا سلام يا سلام...

ما شاء الله تعالى عليك إثرك شاعر وأنا ما ني عارفة...

ثم قالت:أبي أسالك سؤال وتجاوبني عليه بصراحة بصراحة بصراحة...

فقلت:أجاوبك عليه بصراحة بصراحة بصراحة..تفضلي يا قلبي واسألي...

فقالت:توعدني إنك تجاوبني بصراحة..

أنا وعدتك يا روحي...يا الله اسألي...

فقالت:

قلي بصراحة...من تحب أكثر؟؟؟...أنا أو زوجتك الأولى...

فتفاجأت بالسؤال!!!!...

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى...

المخفي
28-02-2009, 12:00 AM
شكراً يا أخوان و أخوات على الردود
هذا آخر ما وصل اليه الكاتب و إن شاء الله اذا بد جديد سأعلمك به

!الشايمه!
28-02-2009, 02:04 AM
جني به بيقول قصة حياته كلها......ولا درينا شنهي الزبدة <<<من مربع مسلسلات مهند

القصة كانت مشوقه...خاصة لما تناول الجانب النفسي للزوجة الاولى وله شخصياً

في تجربة الزواج الثاني.....كل هذا الفهم لمشاعر الزوجة الاولى ....والاخ مطنش

ويقول هل من مزيد ....طيب .....وبعدين؟ القصة تاهت...وسط دوشة عيال الزوجة

المتينه :)

تحية

mirage
01-03-2009, 04:31 PM
نحن في الانتظار

ام يوسف
03-03-2009, 06:38 PM
متابعه

المخفي
16-05-2009, 12:35 AM
"أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الثامنة عشر



من تحب؟؟..أنا أو زوجتك الأولى..



كان هذا سؤال عروسي الذي كان بمثابة قنبلة جاءت بغتة



أحد المرابطين للحراسة وقد غلبه النوم فهو يقاومه فلم ينتبه إلا ودوي القنبلة يصم أذنيه..



طبعاً لجأت إلى خطة للطوارئ استفدتها قديماً من بعض ثعالب الرجال حين كان يفاجأ بسؤال لم يكن له على الحسبان حيث يتظاهر بأنه لم يفهم السؤال ويطلب من السائل أن يعيده مرة ومرتين ليتمكن من إيجاد إجابة مناسبة في دهاليز دماغه الماكر..

ولقد أضفت على هذه الميزة ميزة أخرى حيث أظهرت حينما سمعت السؤال أنني سارح الذهن وكأنني في عالم آخر..

ثم لما قامت عروسي-الله يعطيها الصحة-بهز عضدي وهي تقول:أييييي...وين رحت يا حبيبي توك تكلمني وش فيك سرحت بهذي السرعة..

فأظهرت أنني قد انتبهت وأنا في باطني في قمة الانتباه والترقب والتحفز والاستعداد ولجأت إلى خطة صاحبنا وطلبت منها أن تعيد السؤال كأني لم أسمعه..

فقالت:حاضر ولا يهمك..السؤال يا حبيبي هو :من تحب أكثر أنا أو زوجتك الأولى..

فقلت بعد أن سكت قليلاً:وليش هذا السؤال بالذات؟؟..

فقالت وقد بدأت النرفزة الحريمية تشق طريقها السهل في جبينها الذي تدلت فوقه خصلة من شعرها الناعم كأنما تريدهذه الخصلة أن تعيق تقدم تلك الغضبة البغيضة:ليه يا حبيبي؟؟؟وش في هذا السؤال..سؤال بريء..

كل حرمة تبغى تعرف منزلتها عند زوجها..

فقلت:وأنتِ إلى الآن ما تعرفين منزلتك عندي يا عيوني..

فردت:وش فيك تقول كلمة عيوني من غير نفس..

فقلت:لا يا روحي بالعكس طالعة من قلبي وروحي..

وبدأت أسترسل في وصف حبي لها ومقدار تولعي بها وإقبالي عليها وأنها أحدثت نقلة هائلة في حياتي إلى آخر تلك الاسطوانة الممغنطة بأساليب الرجال ومكرهم..وظننت أنني قد أنجح في صرفها عن السؤال الحريمي الأول في حياة أي امرأة اقترن بها زوج متزوج قبلها أو بعدها..

وبعد أن أنهيت قصتي كاملة في وصف حبي لها قالت:هاه بعدك ما جاوبتني يا حبيبي على سؤالي..

فحاولت إدخال شيء من المرح والظرف على الموقف:

وقلت:أي سؤال..

أي ســـــــــــؤال..

جاوبني يا حبيبي وبلاش تتهرب من الإجابة!!!..

عندئذ استويت في جلستي وقلت في نفسي ما يقوله ظراف المصريين:الله الله على القَّد (الجِّد) والقَّد (الجِّد) الله الله عليه..

وقلت:ضروري الإجابة على هذا السؤال..ضروري مرة!!!..

فقالت:نعم ضروري وضروري وضروري..

وإلا شكلك ما تبغى تجاوب لأنك عارف نفسك زين...وما تبغى تزعلني...

لا ....جاوب بصراحة...أرجوك خلك صريح معي...وبلاش لف ودوران وتدخل وتخرج في الكلام!!!!...

مسكينات هؤلاء النساء فهل ستظن الواحدة منهن أن لو كان زوجها عاقلا و يحب غيرها أكثر منها هل سيخبرها بذلك ليجرح مشاعرها..وينال من كرامتها؟؟؟؟؟....

وحيث أن سعادتي أعمل في حقل التعليم وقد تعلمنا طرق التدريس وتوصيل المعلومة ونصف كل هذا من الفلسفة..فقد قررت أن أدخل بعروسي في جو من الفلسفة والمنطق وأخبرها أنني لو قلت لها أنها هي التي أحبها أكثر من الأولى فقد يتطرق الشك إليكِ وتقولين:وأكيد وأكيدين وثلاثماية أكيدوه إنه بيقول هذا الكلام لزوجته الأولى...

ففجأتني بقولها:بس أنت زوجتك الأولى ما تعرف إنك تزوجت عليها...فيكف يعقل أن تذهب إليها وتقول لها:إنك تحبها أكثر من غيرها...

فارتبكت قليلا ثم استعدت التوازن وذكرت لها شيئاً من تجربتي الأولى في التعدد وأن زوجتي عرفت بها وأنها ربما سألتني السؤال نفسه!!!...

وآخيراً قطب جبينها بعد أن رفعت خصلة شعرها المتدلية عليه ولوت فمها قائلة:على كيفك يا حبيبي...لست مجبوراً على الإجابة...أنت حر....

وبدأت قطعان الحزن تستولي على مساحات التقطيب في جبينها ووجهها وتختم كلامها بقولها:

أنا آسفة إذا كنت أحرجتك...أو زودتها حبتين معاك...ولكن أردت أعرف مقدار حبك لي...ولكن يا خسارة..اللي ما لها بخت ولا حظ الله يكون في عونها...

ول ول ول ول...طبعا كانت هذه الولولات في قلبي تطرق فوق سقف مشاعري التي بدأ الحزن يحاول الاستيلاء عليها..

فقررت تطييب خاطرها...فاقتربت منها ووضعت كفي على خدها...وطبعت قبلة صادقة على جبينها...

ألا يا سقى الله قبلة الجبين...

قبلة الجبين إرضاء الحبيب الحزين...ومفتاح جلاء الحزن الدفين!!!!

فأمالت بخدها على راحة يدي كأنها تريد أن تنام وتتخذ من كفي وسادة...

وطفقت أسترضيها وأذكر منزتها في قلبي وحبي لها...وأن الحب في القلب لا يعلم مقداره إلا خالقنا جل في علاه...

واستعنت بشيء من الوعظ فقلوب النساء أشد قبولاً وأكثر تأثراً...

فألقت بوجهها بين كفي وقد ترقرقت عيناها بدمعتين محبوستين سرعان ما أطلق سراحهما فانطلقتا تسعيان على محاجرها حتى اختفتا بين أناملي..

وبقينا صامتين لحظات ولم تتوقف كفَّاي عن مداعبة شعرها وتلمس وجنتيها..

أما هي فكانت تمسك بيدها على معصمي كأنها تريد أن يبقى يحرك كفي بين خصلات شعرها...

ثم جاء منادي الجوع ينادي...وطلبنا الإفطار في الغرفة...وأفطرنا فطوراً متوسطاً...ثم شربنا الشاي وأخذنا نتبادل الحديث الودي فيما بيننا...

ثم وجدتني أحتاج شيئاً من النوم...فاستأذنتها فأذنت وبقيت جواري تداعب شعري كأنها تبحث عن إجابة لسؤالها الذي لم تسمع إجابته....

وجاءت صلاة الظهر وصلينا ثم هاتفت استقبال الفندق وذكرت له أننا سنغادر بحفظ الله ورعايته الغرفة بعد تناول الغداء...

طبعا كان هذا اتفاقي مع عروسي على قضاء ليلة وردية نرجسية رومانسية عسلية في الفندق...

فالتفتت إليَّ عروسي وقالت:تكفى خلينا نقعد ليلة ثانية عشان خاطري يا حبيبي...

فقلت:غالي والطلب رخيص ولكن يا روحي أنت عارفة إن عندي موعد مهم جداً ولا أستطيع تأجيله كما ذكرت لك سابقاً..

وأبشري بالخير يا نور العين...والجايات بإذن الله تعالى أكثر وأحلى وأجمل من الرايحات...

والحمد لله فلم تناقشني في هذه المسئلة كثيراً ومرت الأمور بسلام...تمام على تمام...

وتناولنا الغداء في الغرفة أيضاً...

ثم حزمنا حقائبنا وطلبنا العامل فجاء سريعا وحملها إلى السيارة...

وفي الطريق أخذت وعروسي نقيم نزهتنا الصغيرة تلك...وكانت محل إجماعنا بحلاوتها وروعتها...

وكانت العروس طوال الطريق تمسك يدي اليمين كما صنعت حين الذهاب بيديها ...

ووصلنا منزل أهلها ونزلت ببطء ونزلت معها وأنزلت الحقائب..وجاءنا من تفضل بحملها إلى الداخل...

واستأذنت منها للانصراف فقد بدأ التوتر والقلق يغلبان علي بسبب ما قد يسفر عنه لقائي الأول بزوجتي الأولى...

فرجتني أن أدخل ولو لفترة قليلة...فلبيت الطلب مجاملة ومدارة...

ودخلت معها ووصلنا غرفة النوم...وأخذت بيدي وأجلستني على طرف السرير...ثم أطلقت نظرات حائرة نظرات والهة نظرات حزينة...

ثم أعقبتها بابتسامة خفيفة ضعيفة سرعان ما انهملت الدموع فوق تلك الابتسامة الحلوة...

فكأنها شمس الأصيل حين تمطر السحاب هتاناً خفيفاً جميلاً...

ثم ألقت برأسها في حجري وبدأ صوت بكائها في الارتفاع...

وأنا أحاول إسكاتها بكل رفق ولين...

وأعدها بأنني لن أتأخر عنها وسوف أضعها داخل بؤبؤ عيني وفي شغاف قلبي...

ثم أخذت بيدها ونهضت بها...فبادرت و اعتنقتني وهي لا تكف عن البكاء...

فاسترضيتها وقبلتها بين عينيها وبينما كنت أهم بالمغادرة إذا بالمشاكس الصغير يدخل صارخاً :أمي..أمي...ويتعلق بطرف ثوبها...

فكان مجيئه حفظه الله ورعاه في الوقت المناسب..

فانحنت عليه تقبله وتداعبه...فقلت على سبيل اللقافة:

طبعاً يا عم....من لقي أحبابه نسي أصحابه...

فالتفتت ضاحكة وهي تبعد ابنها برفق...وتقول:

تعال أنت يا عم...وهمت بمعانقتي ...وصاحبنا قد شخص ببصره يطالع فيَّ مرة وفي أمه مرة أخرى...

فأوقفتها وقلت:إحم إحم...قف لا تلتحم...هذا الصغير قد اقتحم!!!!!...

وخرجت من الباب مسرعاً :مع السلامة يا روحي..

خلي بالك على نفسك...

خلي بالك على نفسك..هذه الكلمة لها عند النساء معنيان:ظاهر وباطن...

فأما الظاهر فأظنه لا يخفى على أحد...

وأما الباطن فيعني:أن ينتبه لنفسه من الحريم خصوصا من الزوجة الأخرى وألا يأمن جانبها وألا يطيل المكث عندها وألا يطمئن إليها...

خرجت وركبت سيارتي ويممت صوب منزل أصهاري وقلبي يخفق...

وفي الطريق اتصلت على منزل أصهاري وكلمت شقيق زوجتي الصغير وطلبت منه أن يخبر أخته بأنني قادم لأخذها حتى تأخذ أهبة الاستعداد...

ووصلت وناديت من جهاز النداء...أنا فلان خلوا فلانة تنزل...

وقررت حماتي استخدام إحدى المواد الثانوية في دستورها الجبروتي وهي أن تلطعني على الباب قرابة النصف ساعة...

مع أن بين اتصالي ومجيئي أكثر من نصف ساعة...

وانتظرت وتصبرت وأنا عدو الانتظار في العالم...

وانتهى المشهد المتوتر بنزول زوجتي وأطفالي من المنزل وحين رأيتهم اهتز قلبا فرحاً ولكن القلق غدا كلجام يخطم فرحي المندفع في مضمار الأشواق الحبيب...

ونزلت مسرعاً وفتحت باب السيارة لزوجتي...واعتنقت أطفالي..ثم ركبنا السيارة...

وسلمت على زوجتي فردت عليَّ ببرود...وحاولت الإمساك بيدها وكانت تبعد يدها عني...

ولكني آخيراً تمكنت من الإمساك بيدها...ولكن الطفل الكبير جثا بركبتيه بيني وبين أمه ووضع إحدى ركبتيه فوق أصابعي وكاد يكسر لي بعضها فكدت أنهره فتمالكت وسكت..

والتفت إليه فإذا هو يضحك...وجاء الآخر يزاحمه على المكان...وكاد أحدهما أن يسقط بين أقدامنا...

فطلبت منهما أن يبقيا في المرتبة الخلفية...

وكنت أحاول تطييب خاطر زوجتي والسؤال عنها وعن أهلها خصوصاً والدها...

وكانت تجيب ببرود...وظهر لي أنها في حالة حزن وشرود...

ووصلنا المنزل...ونزلنا...

وتوضأت ومكثت قليلاً وهي تغير ملابسها وملابس أطفالها..

وخرجت لأصلي المغرب...وعدت...ووجدتها قد أعدت القهوة والتمر والمعمول وبعض البسكويت الذي أحبه...

وبدأت ألعب مع أطفالي فأنا في شوق إليهم كبير...

وكنت ألمح في وجه زوجتي بين الفينة والأخرى وأنا ألاعب أطفالي فكنت أرى علامات الحزن والوجوم...

وقررت أن أقوم بعملية سريعة لإبعاد الأطفال...فأخذتهما إلى الغرفة التي بها ألعابهما فلما رأيا ذلك فرحا وانطلقا نحوها...

وعدت سريعا إلى زوجتي وحبيبتي وسعادتي...

هاه يا قمر...لا تكون زعلان...وهي ساكتة لا ترد...

حبيبتي عمري حياتي قلبي روحي أملي وش فيك؟؟؟وش الي يرضيك...وفكرت في الكلمة الآخيرة هذه في نفسي وكأنني عملت عملة خطيرة...بلى قد عملت...

وأقبلت أسترضيها وأستعطفها وأستدر ودادها وحبها وكانت تتبسم قليلا وتوجم كثيراً...

وما زلت بها حتى بدأت ترضى وإذا بوجهها يتهلل ويشرق إشراقة الشمس في صباح مطير...

وقررت استخدام قبلة الجبين إرضاء وإكراماً...

وما إن بدأت ترضى حتى عاد إليها شيء من الحزن وانكبت بين ذراعي باكية ولهى...

فأخذت أحاول تهدئتها وتطييب خاطرها وأسمعها والحق يقال كلمات الحب والود والعطف والحنان حتى رفعت رأسها ونطقت باسمي ثم وضعت عينيها في عيني وقالت:

أتحبــــــــــــــــــــــــــني؟؟؟...

وإلى اللقاء بإذن الله في الحلقة القادمة..

بـن عدوان
16-05-2009, 06:15 AM
فـــــــي انتظار الحلقة القادمة وبشوق كبيييييييير

Q-tr
16-05-2009, 06:43 AM
الحلقة 18 .. متى الحلقة الأخيرة مشاء الله صارت قصة درامية... طيب ليش مايتم أنتاج القصة ونشوف المسلسل.... احسن من القراءة

استغفر الله العظيم بس

بنت^البحرين1
16-05-2009, 01:09 PM
حبته القرادة طايح الحظ

الله يبعد هالنوعية من الرياييل عن خواتي المسلمات ان شاءالله ويفكنا من شرهم

جذاب وبياع حجي ويبين من الكلام فنان في هالسوالف، ووووووع استغفر الله العظيم هالنوعية تلوع الجبد راعي حريم

qewc
16-05-2009, 03:04 PM
مشروع طيب تعدد الزوجات

technical
16-05-2009, 04:58 PM
مين الي ربي عطاه هذا الخيال وفنتز منه هذه القصه ؟

eastqatar
17-05-2009, 03:34 PM
يقول أحد طلبة العلم....
من الأجوبة اللطيفة التي سمعتها عن سؤال يقول فيه صاحبه انه متزوج ويريد الزواج بالثانية بنية اعفاف فتاة فقال له الشيخ ابن عثيمين اعط المال لشاب فقير يتزوجها وتأخذ اجر الاثنين?

منقول من الميل

القلب المؤمن
17-05-2009, 03:42 PM
يقول أحد طلبة العلم....
من الأجوبة اللطيفة التي سمعتها عن سؤال يقول فيه صاحبه انه متزوج ويريد الزواج بالثانية بنية اعفاف فتاة فقال له الشيخ ابن عثيمين اعط المال لشاب فقير يتزوجها وتأخذ اجر الاثنين?

منقول من الميل


:nice: هههههههههههههه حلوه والله :nice:

i.qatar
17-05-2009, 04:18 PM
يا صبَاح يا كريم يا رزاق يا عليم....:anger1:شسالفه يا اخوان ساعه حاطين لنا حملة خلوها تعنس والحين حاطين خلوه يعرس وبعدين...:anger1:ترى باقود حمله ضد الرجال بالمنتدى ومواضيعي باخليها على النحو التالي(كيف تخلينه يعاف حياته):)....(اشلون تصرفين كل بيزاته):eek5:....(من البيت للشغل وبس).:eek5:...(الطريقه الفعاله..علشان يغربلونه اعياله):tease:...ها اشرايكم...انا يوم شفت الموضوع للرجال عرفت ان النسوان مهب معينين خير من وراه....:telephone:


ههههههههههههههه :nice:

-----------------

لي عوده بعد قراءة الموضوع بالكامل
والله يعطيك العافيه يالمخفي مقدما

أم وضحى
18-05-2009, 02:16 PM
ماشاء الله ..

ابدع الكاتب في وصف الجانب النفسي والحسي للرجل ..
والصراع النفسي الذي يعايشه بطل القصة ..
واستطاع بدقة وصفه ان يجعل الشخصيات وكأنها صور حية للقارئ ..



تحية لهذا النقل الرائع ..
وكلنا شوق لقراءة المزيد من هذا الابداع ..

وتبقى الدنيا حلوه
18-05-2009, 06:31 PM
قريت كم جزي و عورررررني راسي الرجال اللي يقص القصه هذاااااار يا اخي اختصر

أنا مع الرجل اللي يتعدد بالزوجات ولكن تكون عنده اسباب

هدى ورحمه
18-05-2009, 10:36 PM
عددوا يعلكم الفقاع هههههههههههههههههههههههههههههههههه

القلب المؤمن
19-05-2009, 04:14 AM
عددوا يعلكم الفقاع هههههههههههههههههههههههههههههههههه

:nice: وأنا أؤيد هههههههه