al-fahad
26-02-2009, 01:59 PM
بقلم : د. علي محمد فخرو (كاتب ومفكر بحريني ) ..كل الدلائل تشير إلى فشل الدولة الوطنية القطرية العربية.
لقد فشلت في المحافظة على الاستقلال الوطني بعودة الاحتلال الاستعماري لبعضها وهيمنة النفوذ الأجنبي على بعضها الآخر.
وفشلت في احداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عندما أخفقت في بناء اقتصاد انتاجي معرفي وفي نقل مجتمعاتها من الحكم الاستبدادي إلى الحكم الديمقراطي ولم تستطع تطوير نظامها الإقليمي المشترك ، الممثل في الجامعة العربية على الأخص، ليحميها أمنيا وليساعدها على بناء منظومات حضارية تنهضها من التخلف وحتى الدول النفطية لم تستفد بما فيه الكفاية من ثرواتها البترولية لبناء أسس تنميتها المستدامة من جهة ولمساعدة شقيقاتها الدول العربية الفقيرة في نهوضها من العوز والتخلف من جهة أخرى.
صورة الدولة القطرية هي إذن صورة مفجعة تستدعي طرح الطريق الآخر، طريق التوحيد العربي من جديد وهو طرح لابد منه وذلك بالرغم من عثراته السابقة ومن تشكيك البعض في جدوى أي فكر قومي وحدوى باعتباره من الأحلام الطوباوية.
لكننا نحتاج إلى أن نكون منصفين مع أنفسنا .فالدولة القطرية قد حصلت على وقت كاف وفرص كثيرة لتثبيت مدى جدواها وقدراتها لإحداث نهضة وطنية غير أنها لم تنجح وبالمقارنة مع دول مثل كوريا الجنوبية أو ماليزيا أو سنغافورة أو تركيا، التي استطاعت خلال بضع عقود أن تحدث نهضات اقتصادية نوعية، فإن الدول العربية الوطنية قد أخفقت بصورة مخزنة.
والسؤال: كيف السبيل للتوجه من جديد نحو المشروع الوحدوي لأوطان الأمة العربية؟ من البديهيات أن الأنظمة السياسية العربية التي فشلت على المستوى الوطني المحلي لايمكن التعويل عليها في المستوى القومي، وأن قوى المجتمع المدني السياسية ضعيفة وعاجزة عن أخذ زمام المبادرة، وأن القوى الخارجية التي تعمل على عرقلة خطوات التوحيد العربي، وعلى رأسها الصهيونية والإمبريالية الغربية، لن تردعها إلا مواجهة كبيرة ومنظمة، فما العمل تحت مثل هذه الظروف المحبطة؟
أعتقد، مع كثيرين آخرين، بأن الخطوة الأولى هي تكوين حركة أو جبهة أو شبكة سِّمها ما شئت تتبنى هذه المهمة، مهمة العمل للتوحيد العربي، حركة لا تقحم نفسها في الإيديولوجيات المتعلقة بنظام الحكم أو بالنظم الاقتصادية - الاجتماعية - الثقافية في الكيان الاتحادي المستقبلي، بل تترك تلك الأمور لغيرها، وتركز كلياً على موضوع الوحدة كمطلب قومي حياتي يهم الجميع، وفي صالح الجميع، ويعلو على كل الإيديولوجيات. فوحدة الأمة هي من الثوابت بينما الإيديولوجيات هي من المتغيرات الخاضعة للظروف وعوامل التاريخ.
الحركة اذن ستكون معنية بالتحقيق التدريجي لكل أنواع التوحيد، وعلى كل المستويات، وذلك من خلال نضال سلمي ديموقراطي متعدد الوسائل، ولأنه مشروع قومي للجميع فأنه يتحقق بالجميع.
من هنا فان الحركة يجب ان تضم كل القوى والمؤسسات والأفراد الذين يؤمنون بضرورة التوجه نحو الوحدة، وذلك بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الفكرية. ولذلك فان وجود القوميين والإسلاميين واليساريين واليبراليين، اضافة لقوى المجتمع المدني الأخرى كالنقابات والتنظيمات المهنية والفنية والنسائية والشبابية وغيرها، هو شرط لتكوين حركة مجتمعية جامعة شاملة من اجل هذا الهدف الذي طال تيهه في أودية النزاعات والمصالح الآنية.
ان هذه الحركة لن تدخل في صراع مع أحد ولن تقحم نفسها فيما هو مختلف حوله. انها ستسعى لاقناع ودفع الكل، سواء أكانوا حكومات أو قوى اقتصادية أو برلمانات او احزاب او جموع شعبية او مؤسسات اقليمية قومية، لاقناع ودفع الجميع لاتمام خطوات وحدوية عملية تتراكم مع الزمن وتصب في صالح الجميع. هناك تفصيلات كثيرة حول من سيقوم بالخطوات الأولى، وكيف، وعلى أي أسس، وحول طريقة عمل الحركة وساحات تحركها وتنظيماتها وتمويلها.
لكن هذا المقال ليس معنيا بها. ما يعنينا الآن هو الإقتناع بأن الدولة الوطنية قد وصلت الى طريق مسدود وأن التوجه نحو طريق التوحيد العربي قد أصبح أحد المخارج الكبرى لهذه الأمة المفجوعة صباح كل يوم.
لقد فشلت في المحافظة على الاستقلال الوطني بعودة الاحتلال الاستعماري لبعضها وهيمنة النفوذ الأجنبي على بعضها الآخر.
وفشلت في احداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عندما أخفقت في بناء اقتصاد انتاجي معرفي وفي نقل مجتمعاتها من الحكم الاستبدادي إلى الحكم الديمقراطي ولم تستطع تطوير نظامها الإقليمي المشترك ، الممثل في الجامعة العربية على الأخص، ليحميها أمنيا وليساعدها على بناء منظومات حضارية تنهضها من التخلف وحتى الدول النفطية لم تستفد بما فيه الكفاية من ثرواتها البترولية لبناء أسس تنميتها المستدامة من جهة ولمساعدة شقيقاتها الدول العربية الفقيرة في نهوضها من العوز والتخلف من جهة أخرى.
صورة الدولة القطرية هي إذن صورة مفجعة تستدعي طرح الطريق الآخر، طريق التوحيد العربي من جديد وهو طرح لابد منه وذلك بالرغم من عثراته السابقة ومن تشكيك البعض في جدوى أي فكر قومي وحدوى باعتباره من الأحلام الطوباوية.
لكننا نحتاج إلى أن نكون منصفين مع أنفسنا .فالدولة القطرية قد حصلت على وقت كاف وفرص كثيرة لتثبيت مدى جدواها وقدراتها لإحداث نهضة وطنية غير أنها لم تنجح وبالمقارنة مع دول مثل كوريا الجنوبية أو ماليزيا أو سنغافورة أو تركيا، التي استطاعت خلال بضع عقود أن تحدث نهضات اقتصادية نوعية، فإن الدول العربية الوطنية قد أخفقت بصورة مخزنة.
والسؤال: كيف السبيل للتوجه من جديد نحو المشروع الوحدوي لأوطان الأمة العربية؟ من البديهيات أن الأنظمة السياسية العربية التي فشلت على المستوى الوطني المحلي لايمكن التعويل عليها في المستوى القومي، وأن قوى المجتمع المدني السياسية ضعيفة وعاجزة عن أخذ زمام المبادرة، وأن القوى الخارجية التي تعمل على عرقلة خطوات التوحيد العربي، وعلى رأسها الصهيونية والإمبريالية الغربية، لن تردعها إلا مواجهة كبيرة ومنظمة، فما العمل تحت مثل هذه الظروف المحبطة؟
أعتقد، مع كثيرين آخرين، بأن الخطوة الأولى هي تكوين حركة أو جبهة أو شبكة سِّمها ما شئت تتبنى هذه المهمة، مهمة العمل للتوحيد العربي، حركة لا تقحم نفسها في الإيديولوجيات المتعلقة بنظام الحكم أو بالنظم الاقتصادية - الاجتماعية - الثقافية في الكيان الاتحادي المستقبلي، بل تترك تلك الأمور لغيرها، وتركز كلياً على موضوع الوحدة كمطلب قومي حياتي يهم الجميع، وفي صالح الجميع، ويعلو على كل الإيديولوجيات. فوحدة الأمة هي من الثوابت بينما الإيديولوجيات هي من المتغيرات الخاضعة للظروف وعوامل التاريخ.
الحركة اذن ستكون معنية بالتحقيق التدريجي لكل أنواع التوحيد، وعلى كل المستويات، وذلك من خلال نضال سلمي ديموقراطي متعدد الوسائل، ولأنه مشروع قومي للجميع فأنه يتحقق بالجميع.
من هنا فان الحركة يجب ان تضم كل القوى والمؤسسات والأفراد الذين يؤمنون بضرورة التوجه نحو الوحدة، وذلك بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الفكرية. ولذلك فان وجود القوميين والإسلاميين واليساريين واليبراليين، اضافة لقوى المجتمع المدني الأخرى كالنقابات والتنظيمات المهنية والفنية والنسائية والشبابية وغيرها، هو شرط لتكوين حركة مجتمعية جامعة شاملة من اجل هذا الهدف الذي طال تيهه في أودية النزاعات والمصالح الآنية.
ان هذه الحركة لن تدخل في صراع مع أحد ولن تقحم نفسها فيما هو مختلف حوله. انها ستسعى لاقناع ودفع الكل، سواء أكانوا حكومات أو قوى اقتصادية أو برلمانات او احزاب او جموع شعبية او مؤسسات اقليمية قومية، لاقناع ودفع الجميع لاتمام خطوات وحدوية عملية تتراكم مع الزمن وتصب في صالح الجميع. هناك تفصيلات كثيرة حول من سيقوم بالخطوات الأولى، وكيف، وعلى أي أسس، وحول طريقة عمل الحركة وساحات تحركها وتنظيماتها وتمويلها.
لكن هذا المقال ليس معنيا بها. ما يعنينا الآن هو الإقتناع بأن الدولة الوطنية قد وصلت الى طريق مسدود وأن التوجه نحو طريق التوحيد العربي قد أصبح أحد المخارج الكبرى لهذه الأمة المفجوعة صباح كل يوم.