المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسهم القطرية تخسر 23.8 مليار ريال



said454
24-12-2005, 02:34 PM
بسبب تزاحم صغار المستثمرين على البيع خلال الأسبوع الماضي
الأسهم القطرية تخسر 23.8 مليار ريال

الدوحة - القبس:
واصلت الأسهم القطرية الأسبوع الفائت تسجيل «الأرقام القياسية غير المسبوقة في الانخفاض»، ضمن مسلسل الانحدار الذي تواجهه بورصة الدوحة منذ بضعة أسابيع ولا أحد يعرف متى يمكن أن يتوقف.

وبلغت قيمة ما خسرته الأسهم القطرية خلال الأسبوع الفائت نحو 23.8 مليار ريال (6.5 مليارات دولار)، وذلك بعد أن تراجعت القيمة السوقية للأسهم بنسبة 7.2 في المائة من 329.5 مليار ريال الأسبوع قبل الفائت الى 305.7 مليارات ريال نهاية الأسبوع الفائت.

وعزا مستثمرون النزيف الذي تعرضت له بورصة الدوحة الأسبوع الفائت تحديدا الى الاعلان الرسمي عن طرح مصرف الريان الاسلامي الجديد للاكتتاب العام منتصف الشهر المقبل والذي يبلغ رأس ماله 7.5 مليارات ريال (أكثر من ملياري دولار)، ما حدا بكثير من المستثمرين وخاصة الصغار منهم الى تسييل الأسهم التي يمتلكونها في بورصة الدوحة من أجل توفير الأموال اللازمة للاكتتاب في المصرف الجديد.


تزاحم على البيع
ولوحظ تزاحم أعداد كبيرة من المستثمرين والمتعاملين في الأسهم في بورصة الدوحة طيلة الأسبوع الفائت بهدف تسييل الأسهم استعدادا للاكتتاب في المصرف الجديد.

مستثمرون في بورصة الدوحة قالوا لـ «القبس» ان عدم وجود محافظ استثمارية كبرى يساهم الى حد بعيد في هذا التذبذب الذي يسود حالة السوق المالي ويجعله يتأثر سلبا عند طرح اي شركة جديدة للاكتتاب، في حين ان اسواق اخرى في المنطقة لا تتأثر بالاكتتابات الجديدة لان فيها صناديق استثمارية كبرى تحافظ على توازن السوق المالي في حالتي الارتفاع الحاد والانخفاض الحاد.

ويتوقع المستثمرون أن يكون لهذه المحافظ الاستثمارية تأثير ايجابي كبير على حركة السوق المالي اذا ما تم العمل بها خلال الفترة القريبة المقبلة، خاصة وأنه يتوقع أن تستقطب نحو 5ر1 مليار ريال في بداية انطلاقتها.

ويعتقد محللون ماليون أن المحافظ الاستثمارية ستعمل على زيادة السيولة المالية في سوق الدوحة للأوراق المالية عن طريق دخول أموال جديدة، خاصة وأن هذه المحافظ ستكون بمثابة جسر مالي، أي بمعنى أن الأموال التي كانت لا تستطيع دخول السوق المالي ستدخل الآن عبر هذه الصناديق التي ستعمل أيضا على خلق عمق جديد في السوق المالي، وستنشط العملاء والمتعاملين والمستثمرين بالأسهم، وستعزز حركة التعاملات أيضا.

تحت رحمة «الصغار»

والأهم من ذلك، فان محافظ الاستثمار ستعطي دورا أكبر للأجانب للمشاركة والمساهمة في الاقتصاد القطري، كما أنها ستشكل عامل دعم للأنشطة الداخلية، وخاصة عندما يتم طرح أو تأسيس شركات كبيرة رأسمالها بالمليارات، ففي هذه الحالة، الأجانب الذين لا يستطيعون الاستثمار في هذه الشركة يستطيعون ذلك من خلال محافظ الاستثمار.

ودعا مستثمر قطري في الأسهم يدعى عبد الرحمن الهيدوس الى ضرورة ان تقدم المؤسسات المالية الكبرى على انشاء محافظ مالية كبيرة، لان بقاء بورصة الدوحة تحت رحمة صغار المستثمرين سوف يبقينا في دائرة التذبذب التي تضر السوق المالي ولا تنفعه، لافتا الى أن المحافظ الاستثمارية هي التي تضبط السوق المالي وتحافظ على عملية توازن التداولات.

وأكد بعض صناع السوق في بورصة الدوحة أن سيطرة صغار المستثمرين بقراراتهم الفردية - التي لا تكون في اغلب الاحيان قرارات مدروسة - على تعاملات السوق المالي، تجعل أي أنباء جديدة تتعلق بالاكتتابات تترك تأثيرا كبيرا على تعاملات الأسهم، وذلك لان صغار المستثمرين والمتعاملين يستثمرون جميع اموالهم في السوق المالي، وبالتالي فانه عندما يستعدون لاكتتاب جديد يضطرون الى بيع اسهمهم المملوكة في مختلف الشركات لكي يؤمنوا مبلغ الاكتتاب اللازم، وغالبا ما يدفعهم الاندفاع والرغبة في شراء اكبر كمية من الاسهم عن طريق الاكتتاب الى تسييل اضعاف المبلغ المطلوب للاكتتاب رغم درايتهم المسبقة بان عملية التخصيص لن تعطيهم العدد الذي يتوقعونه من الاسهم.


سحب سيولة بنسبة 40%


بات مألوفا لدى أوساط رجال الأعمال والمستثمرين القطريين تأثر بورصة الدوحة سلبا بأي شركة جديدة يتم طرحها للاكتتاب العام، حيث ما ان يتناهى أي خبر عن شركة جديدة الى أسماع المستثمرين حتى يقوم عدد كبير منهم بسحب ما يملكه من سيولة ليشتري بها ما يستطيع من أسهم الشركة الجديدة أملا في جني أرباح وفيرة.

ويتوقع مستثمرون أن تسجل بورصة الدوحة سحب كميات كبيرة من السيولة المالية قدروا نسبتها بـ 40 في المائة خلال الأيام القليلة المقبلة مع قرب موعد طرح مصرف الريان الجديد للاكتتاب العام.

ولا يخفي عدد من أولئك المستثمرين قلقهم من أن تواجه بورصة الدوحة الأسوأ في ظل اكتتابات الشركات المساهمة الجديدة.

ويبلغ عدد المستثمرين في بورصة الدوحة حاليا نحو 250 الف مستثمر، معظمهم من المواطنين.

وقال مستثمر الأسهم القطري المعروف محمد الكبيسي ان صغار المستثمرين الذين يريدون الخروج من السوق المالي والاكتتاب في مصرف الريان الجديد، هم الذين احدثوا هذا التراجع الكبير في تداولات السوق المالي خلال الأسبوع الفائت، حيث انهم في العادة يستثمرون كل اموالهم في السوق المالي وبالتالي فانهم يضطرون الى بيع اسهمهم الحالية عندما يريدون المشاركة في أي اكتتاب جديد، موضحا أن ذلك يأتي على عكس كبار المستثمرين الذين لا توجد لديهم مشكلة في الاكتتابات الجديدة ولا يكونون مضطرين الى تسييل الأسهم، وبالتالي فان كبار المستثمرين هم الذين يضبطون السوق المالي.