تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يدعو دول الخليج لزيادة الانفاق العام



alzaeem
03-03-2009, 11:34 AM
العريان: أدعو حكومات الكويت والخليج لزيادة الإنفاق العام
القبس 03/03/2009
تطرق الخبير الاقتصادي العالمي وعضو المجلس الاستشاري الدولي لمجموعة بنك الكويت الوطني والرئيس التنفيذي لشركة بيمكو العالمية الدكتور محمد العريان إلى مسائل جادة تواجه العالم اليوم، ألا وهي الثروات والدخل واستقرار النظام المالي العالمي، وقال «هناك أمران مهمان على الهيئات الحكومية والمؤسسات في المنطقة مراعاتهما ألا وهما الإبحار في هذه الرحلة، وتهيئة نفسها للمسافة التي ستقطعها»، وقال إن وضع منطقة الخليج يبقى جيدا، لكن هذا لا يعني بأن المنطقة ستكون بعيدة عن تأثيرات الأزمة، لذا دعا العريان الحكومات الخليجية إلى تقديم خطط تحفيزية، واتخاذ بعض السياسات لإنقاذ الاقتصادات بشكل أسرع.

إنفاق الكويت

وقال العريان: «يجب على حكومات المنطقة و الكويت تحديدا أن تزيد إنفاقها على المشروعات لدعم وتنشيط عجلة الاقتصاد المحلي للخروج من الأزمة. معتبرا أن بنك الكويت المركزي يمتلك القدرة الكافية للأداء بشكل فعال و صائب في ظل هذه الأزمة، لذا تبدو الكويت حتى اليوم بوضع اقتصادي أفضل».

ونصح العريان كل من يملك «النقدي» (الكاش) و أراد أن يستثمر، فليستثمر في الجوانب التي تكون قليلة المخاطر في السنوات الأربع المقبلة. فيما اعتبر وضع البلدان الناشئة أفضل بكثير من الدول الصناعية الكبرى، و بأن بلدان آسيا تملك القدرة على الخروج من الأزمة بوضع أسرع من غيرها.

وأشار العريان إلى أن تقاعس القوى الدافعة للاقتصاد العالمي وانكماشها هو الذي أفضى لما نشهده الآن من إجراءات وسياسات تصحيحية غير مسبوقة، موضحاً أن الأزمة الراهنة ستفضي إلى تبدلات جوهرية، تشتمل على تغيير جذري في الأدوار، ولاسيما لجهة ممارسة المزيد من الضبط والمراقبة من جانب الحكومات، التي سيتحول دورها من متفرج ومشجع للفريق إلى لاعب أساسي وسط الملعب، علاوة على التبدل الجذري في دور البنوك التي ستتحول لمجرد أدوات وذلك بالتزامن مع التوجه نحو إدارة المخاطر بصورة أفضل لتفادي المخاطر.

تراكم الأزمات

جاء ذلك خلال محاضرة نظمها بنك الكويت الوطني، أمس الأول، تحت عنوان «تأملات في الأزمة المالية العالمية وعالم ما بعد الأزمة» حضرها حشد كبير من رجال الأعمال والمصرفيين ورؤساء كبريات الشركات الكويتية، ورأى العريان خلال اللقاء أن ما نعيشه اليوم من أزمة يمكن وضعه تحت ثلاث قنوات:

الأولى أن الأزمة سببها النظام العالمي والسياسات المالية، وان ما يحدث جاء نتيجة تسلسل وتراكم لازمات متلاحقة، وما دامت الأزمة قد أصابت جانبا معينا فسرعان ما تنتقل الى جوانب أخرى، والسبب يعود في رأيه الى غياب الاقنية اللازمة في الحد من انتقال الأزمة.
أما الخانة الثانية فهي: يجب أن نعلم جيدا بأن النظام المالي لا يمكن اعادة تشغيله بمجرد الضغط على زر اعادة التشغيل ولا يمكن طيه والبدء من جديد.

أما ثالثا، فعلينا أن نخمن بأن النظام مكون من أشياء مخيرة وأخرى حتمية، واذا أردنا أن ننجو من أزمة النظام فعلينا معرفة الاتجاهين.

سياسات خاصة

واعتبر العريان خلال اللقاء، ان الاستمرار في البنية الضعيفة في الأساسيات الاقتصادية وغياب التوازن العالمي وسوء ادارة المخاطر التي اعتمدت، وخاصة في الولايات المتحدة، على خطط قصيرة الأمد، هي الأسباب المباشرة للازمة، وقد ظهرت عوامل عدة تشير الى خطورة الوضع، الا أن صانعي السياسات ظنوا أن مسألة حدوث أزمة لا تزال بعيدة.

ورأى أن الابتكار المالي الهائل احد أسباب الأزمة، اذ ان الابتكار في شكله العام عندما تراه المجتمعات تسعى الى التعرف عليه أولا، ومن ثم الحصول عليه وثالثا انتاجه، والمجتمعات بطبيعتها تحب الابتكارات والاختراعات، لأنها تخول الافراد القيام بمسائل يعجزون عن القيام بها. وقال: ممكن أن تسمح للعاجزين عن شراء منزل ان يشتروا منزل الأحلام.

وتابع: «هم لا يستطيعون شراء منزل، لكن السياسات المبتكرة التي تعطي تسهيلات كبيرة من دون أية شروط تدفع الجميع الى الاسراع في حجز بيوت أحلامهم المفضلة».

أما القضية الثالثة الدافعة نحو الأزمة، فهي البنى التحتية في القطاعين الخاص والعام التي لم تواكب سرعة تطور الأنظمة، واستمرت البنية الأساسية على ما هي عليه من ضعف، والنظام المالي خصوصا في الولايات المتحدة قد بني على أساس طبقة تغطيها طبقة أخرى والأساس غير مؤهل لذلك.

الأكسجين الحكومي

ووصف العريان ما حدث بقوله: «تخيلوا أن هناك غرفة مليئة بالأكسجين، يدخلها بشكل فجائي أربعة أنابيب تبدأ في تنشق الأكسجين في وقت واحد، عندها القوي والضعيف سيصاب بضيق التنفس».

ورأى العريان أن هذا ما حدث في الاقتصاد العالمي اليوم، اذ تسعى القطاعات الأساسية في الاقتصاد الى العودة بقوة في الوقت نفسه، في حين يستحيل تحقيق ذلك.

وأشار العريان الى ان ما يحدث اليوم يسمى اقتصاديا بخطوات العودة السلبية، وهذه الحركة تضعف النظام المالي بشكل اكبر.
وشرح العريان نظرته في المسألة قائلا: «القطاع الأول الذي حاول العودة كان في صيف العام 2006، هو القطاع العقاري في الولايات المتحدة، الذي شهد موجة ارتفاع نتيجة السماح لكل من يحلم في الحصول على منزل، أن يحقق حلمه. و ما دفع إلى هذه الأزمة هو قطاع الرهن العقاري الذي سمح للأفراد باقتناء منزل لا يمكنهم سداد ثمنه، ويأتي ذلك نتيجة السياسات الخاطئة المتبعة في الولايات المتحدة.

وفي صيف العام 2007 بدأ القطاع المالي بالتأثر بموجة الرهن العقاري اذ ساهم القطاع في إعطاء القروض لمن يريد شراء منزل.
وفي صيف 2008 ظهرت مشكلة الاستهلاك حتى تفاقمت المشكلة.

15 سبتمبر

ورد العريان شرارة تفجير الأزمة إلى تاريخ 15 سبتمبر مع إفلاس بنك ليمان براذرز، واصفا اياه باليوم التاريخي. فيما اعتبر أن الثقة هي أساس استقرار النظام، وهي التي تسمح لحركة التحويلات المالية بأن تسري بشكل طبيعي.

ورأى العريان أن دور السياسات العالمية بالغ الأهمية في بث الأوكسجين من جديد في الأسواق والسعي إلى إنقاذ القطاعات كافة، معتبرا ذلك دور الحكومات. وأشار إلى انه في كل يوم نستيقظ فيه نسمع عن تحركات حكومية سواء في الولايات المتحدة أو بريطانيا، و هذه التحركات هي الأكسجين.

واعتبر العريان أن الأمر مختلف بالنسبة للأسواق الناشئة، اذ لا توجد فيها سياسات متعددة ولا تأتي منها ردة فعل فائقة السرعة من حيث السياسات.

ورأى العريان انه مع الوقت ستنجح هذه السياسات المالية التي تتبع اليوم، لكن ذلك لن يكون في العام الحالي، الذي ستتضرر فيه المناطق الصناعية كافة، والتي ستسجل نتائج سلبية على مدار العام، إلى جانب ذلك سيظهر الاقتصاد العالمي خلال العام مؤشرات سلبية إضافية تؤثر بدورها على الاقتصادات الناشئة.

مفاجآت النظام

وتابع: «في حقيقة الأمر لا نعلم ما يخبئه لنا النظام المالي في المستقبل، لكننا سنرى تحركات على مستوى واسع في كل من أميركا و بريطانيا و سنلحظ نقلة نوعية في التحركات الحكومية لكل من البلدين.

ووصف الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي بلعبة « المونوبولي» اذ ان هناك جوانب في اللعبة عليك أن تشتريها لتستمر دون الانتفاع منها، وهذا ما يحصل في مسألة البنوك اذ تعمل الدول الصناعية على شراء حصص، علما بأنها لن تعود عليها بالنفع في الوقت الحالي، لذا ستعمل الحكومات إلى التوجه نحو سوق الخدمات او ما يسمى بسوق المرافق.

نهاية الرأسمالية!

سأل احد الحاضرين خلال اللقاء: هل الأزمة تعني فشل ونهاية الرأسمالية؟
أجاب العريان: «الأزمة لا تعني فشل وزوال الرأسمالية، لكن يمكن تشبيه الرأسمالية بالمنزل، فهو دائما بحاجة الى «التوضيب» والتعديل».

أزمة مفتعلة!

أجاب الرئيس التنفيذي في بنك الكويت الوطني عن سؤال: هل من الممكن أن تكون هذه الأزمة مفتعلة من قبل أميركا لإضعاف اقتصادات المنطقة بالقول: من الغير المنطقي أن تكبد دولة نفسها خسائر بقيمة 15 تريليون دولار كي تضعف اقتصادات المنطقة.

نمو المال الإسلامي

أجاب العريان عن أحد الأسئلة الخاصة بصناعة المال الإسلامي قائلا: «إن صناعة المال الإسلامي وضعها جيد حتى الآن ولم تتأثر بشكل كبير، كما انها ستواصل النمو في الفترة المقبلة».

اعتزاز بـ «الوطني»

أعرب الدكتور العريان في مستهل محاضرته عن اعتزازه البالغ لتمتعه بعضوية المجلس الاستشاري العالمي لمجموعة بنك الكويت الوطني قبل أن يشير إلى جسامة الأزمة الاقتصادية العالمية التي تشكل الموضوع الرئيس لمحاضرته بقوله «إن ما نشهده ونعيشه الآن ليس مجرد أزمة في النظام العالمي، وإنما هي أزمة في بنية النظام العالمي بحد ذاته».

ماكدونالد وبرغر كينغ

قال العريان: «لقد قمت أخيرا بشرح أهمية الثقة بالنسبة للأسواق لزوجتي على الشكل التالي: «تخيلي أننا ذاهبان إلى احد أفرع ماكدونالد فعند الطلب هناك نافذتان: الأولى يتم دفع النقود فيها وطلب الوجبة، فيما يتم استلام الطلب من النافذة الثانية. وما حدث في 15 سبتمبر أنني أريد أن ادفع واستلم الطلب من النافذة نفسها، لأنني معتاد على أن افعل ذلك عند مطاعم بيرغر كينغ»، ولم أثق بما قاله لي الموظف بأنه يتوجب علي الذهاب إلى النافذة الثانية التي تبعد 10 أمتار، وعندها كنت قد دفعت ثمن الوجبة إلا أنني خفت من المخاطرة في الذهاب إلى النافذة الثانية، فعدت الى المنزل من دون وجبة، قد دفعت ثمنها. علما انه تم إعداد الوجبة في النافذة الثانية ولم يأت مستلمها.

وهذا ما حصل في البنوك، اختفت الثقة، والجميع جلس في حال ترقب لما يحدث، لذا أصبحت الأزمة الأميركية أزمة عالمية.

3 أسباب للتفاقم

عرض العريان بشيء من التفصيل للتفاقم المطرد الذي تشهده الأزمة، مرجعاً الأمر إلى ثلاثة أسباب رئيسية تتمثل في:
ـــ الضعف البنيوي للنظام
ـــ كيفية إدارة المخاطر
ـــ عجز التطور التقني على صعيد البنية المالية التحتية عن تلبية احتياجات القاعدة المتنامية للنظام المالي العالمي.

رحلة بحرية صعبة

خلص العريان إلى القول: «إن ما نحتاجه جميعاً هو أن تكون لدينا استراتيجيات واضحة سواء للإبحار في خضم هذه الأزمة أو لجهة الوصول التي نقصدها، وليس أمامنا من سبيل للعودة إلى العالم القديم، وينبغي علينا مواجهة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا للإبحار برؤية واضحة للوصول إلى بر الأمان، وهو أمر ليس باليسير، ولهذا يتعين علينا بداية أن نطرح على أنفسنا السؤال التالي: هل لدينا بالفعل استراتيجيات واضحة لمسار الرحلة والمآل الذي نتطلع إلى بلوغه؟».

3 نتائج رئيسية

أوضح العريان أن ثمة ثلاث نتائج رئيسية يمكن استخلاصها من مجريات الأزمة المالية العالمية حتى الآن، أولها يتمثل في أن انعدام آليات التحكم والضبط قد دفع باتجاه تفاقم الأزمة بصورة أشد وأكبر، وثانيها أن فشل النظام المالي العالمي على إعادة التصحيح ستفضي إلى عملية تحول هذا النظام بالذات، مضيفاً أنه يمكن تلخيص الاستنتاج الثالث الذي تم استخلاصه من هذه الأزمة بتعبير دأبنا على استخدامه على مدى الشهور العشرة التي انقضت منذ اندلاع الأزمة ويتمثل في «توقع كل ما هو غير متوقع».

قصة عائلية

قال الدكتور العريان خلال اللقاء انه على مدار الـ16 شهراً الماضية كان كلما يدخل منزله، يقول لزوجته يوميا «لن تصدقي ما حدث في السوق اليوم وفي الأوضاع الاقتصادية العالمية»، وأضاف قائلا: «في كل يوم كانت زوجتي تبتسم وتقول لي ماذا حدث؟»، وأكمل: «بعد 5 دقائق من حديثي كانت تعمد زوجتي إلى تغيير الحديث لأنني أكون قد بدأت في تكرار الحديث اليومي نفسه». وتابع العريان: «لكن في شهر سبتمبر عندما ضربت الأزمة القطاع المالي ودخل الذعر في نفوس الأفراد في أميركا، وتراجعت المبيعات في كل مكان، انقلب الدور وبدأت زوجتي في كل يوم تبادرني بالسؤال عما حدث.

وأضاف: «الدور لم يقتصر على أسئلة زوجتي بل بدأت جميع أفراد العائلة بالاتصال بي للاستفسار عما يجري في العالم من أحداث».
واعتبر العريان السبب أننا نعيش فترة تاريخية سنخبرها في المستقبل لأولادنا وأحفادنا بأننا عاصرنا اكبر أزمة مالية عالمية.

انفجار «ليمان» وصلت شظاياه كل العالم

قال الدكتور العريان ان تفاقم الأزمة بهذا القدر من الزخم المتزايد أدى إلى تراجع
وانكماش واضح في عدد من القطاعات الرئيسية للاقتصاد الأميركي كالإسكان، والصناعة المصرفية والقدرة الشرائية للمستهلك. وأوضح أن بداية الأزمة في الاقتصاد الأميركي تعود إلى عام 2006 مع اندلاع أزمة الرهن العقاري التي أعقبتها الأزمة المالية في النظام المصرفي عام 2007 وصولاً إلى صيف عام 2008 الذي شهد تراجع القوة الشرائية للمستهلك. وقال انه كان من الممكن أن تقتصر حدود هذه الأزمة وامتداداتها على الولايات المتحدة الأميركية لو أن ماحدث في الخامس عشر من سبتمبر2008 لم يحدث، مشيراً بذلك إلى أنه «اليوم الذي أعلن فيه انهيار بنك ليمان براذرز Lehman Brothers، وهو «اليوم الذي أصيب فيه النظام المالي العالمي بسكتة قلبية».

دبدوب: نعتز بهذا العربي.. العالمي

كانت الندوة قد انطلقت بكلمة موجزة ألقاها الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني إبراهيم شكري دبدوب رحب فيها بالحضور وبضيف الوطني والمتحدث في الندوة الدكتور محمد العريان، معرباً عن اعتزازه باستضافة الوطني لأحد أبرز الكفاءات العربية القليلة التي نجحت في تبوؤ مكانة مرموقة على الصعيد العالمي. واستعرض دبدوب بإيجاز السيرة اللافتة للدكتور العريان الذي حصل على شهادته الجامعية العليا في الاقتصاد من جامعة كامبريدج قبل نيله شهادتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة اكسفورد في المملكة المتحدة، ومن ثم عمله لمدة 15 عاماً لدى صندوق النقد الدولي في واشنطن قبل تحوله للعمل في القطاع الخاص وتوليه للعديد من المناصب التنفيذية في كبريات المؤسسات المالية في العالم. وأكد دبدوب في كلمته حرص الوطني على تعريف عملائه بأهم ما يدور من تطورات وتغيرات حول العالم.