المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تكلم الهامستر قال :



دون سيرفانتس
06-03-2009, 01:55 AM
عندما تكلم الهامستر
مسودة اولية


http://www.uaepigeon.com/vb/image.php?u=7987&dateline=1208034422


نهض الهامستر من نومه باكرا على غير عادته , وجد امامه قطعة جزر فبدأ بقرضها تحركه غريزة البقاء والجوع والعادة , ارتعش ارتعاشة اخيرة لكي يطرد عنه بقايا كسل النوم , واتجه الى عجلته الفضية الصغيرة لكي يبدأ دوارنه اليومي .

يطل قفص هذا الهامستر على مكتب مالكه الرجل الاول في الادارة , ويبقى هو الوحيد المطلع على كل ما يدور في هذا المكتب من استراتيجات وخطط ومشاحنات واتفاقات ويكون شاهدا بالنظر على الميزانية المعتمدة والشيكات الموقعة وغيرها الكثير والكثير .

وفي يوم من الايام سمع الهامستر مالكه يتحدث بالهاتف ويخطط للاستغناء عنه واستبداله بسمكة ذهبية لكي يجدد الاجواء في مكتبه , وخصوصا وان الهامستر لم يستطع ان يضفي الحيوية المطلوبة على ديكورات المكتب وبدأ المالك يتصل باصدقائه محاولا التخلص من الهامستر وان كان يظهر عليه من الضيق وردوده المقتضبة انه يفشل في كل اتصال وبالاخص حين سمعه يقول لاخر متصليه اتوقع ان القى به بالشارع اذا لم اجد من يقبل به .

احس الهامستر بالمصير المجهول والخطر يحدق به , وبدأ التوتر يظهر على جسمه الصغير وبدأ يصبح عدائيا في تصرفاته , وصارت ساعة الحائط المثبتة فوق راسه توحي له بانها ساعة للعد التنازلي لطرده من هذا المكتب الذي قضى به ثلاثة اشهر وتعتبر فترة طويلة في حياة الهامستر الذي قد يعمر كمتوسط عمر مابين سنتين الى ثلاثة سنوات .

لاحظ المالك التغيرات الغريبة التي طرات على الهامستر وبدأ يراقب تصرفاته وكيف يحاول ان يقرض القفص الحديدي او كيف يقضى وقته في الدوران على العجلة حتى يصاب بالاعياء , نظر المالك الى الهامستر ببرود فتلاقت عينيه مع عيني الهامستر الصغيرة وكانت المفاجاءة ...

اقترب المالك من القفص وكأن قوة غريبة تسحبه , قوة تحيط به وتسلبه كل ارداة على المقاومة كالمنوم مغناطيسيا , احس بان الهامستر يحاول ان يحرك فمه وان وبدأت اسنانة الطويلة تظهر بوضوح واصيب بالصاعقة حين سمع الهامستر يتكلم قائلا :
انت ايها المدير هل تستمع الى ...؟

هز المالك رأسه مبتعدا عن القفص مستغربا وغير مصدق وكأنه في حلم يريد الاستيقاظ منه , عاد مرتبكا الى كرسية الوثير محاولا تجنب النظر الى مكان القفص وان كان لا شعوريا يعود للنظر اليه بين حين واخر غير قادر على ان يصدق ماحدث , بدأ يحدث نفسه عن حقيقة ماحصل وهل اكثر من شرب المسكرات ليله امس في احتفال تدشين شركتة الخاصة الجديدة , ام انه بدأ يكبر ويصل الى درجة الخرف والتخيل.

استجمع المالك قوته ورباطة جأشة محدثا نفسه بانه من الشخصيات الاجتماعية القوية والتي لا يمر يوم او يومين دون ان يكون حديث المجتمع ومرصود الاعلام بحديث هنا وتصريح هناك , وانه معروف بقوة الحجة في جميع القضايا التي يناقشها ولم يستطع اين كان ان يجاريه وان كان يقر بنفسه هروبه من بعض القضايا التي يعتبرها لا تقدم او تؤخر وان مناقشته لها تضييع لوقته وجهده وان الصالح العام يقتضي ان لا يخوض فيها وبينما هو غارق في كلام الذات التقت عينيه مرة اخرى مع قفص الهامستر فحدث نفسه بان ما حدث لا يعدو ان يكون سببا لكثرة ارهاقة في العمل والساعات الطويلة التي يقضيها في هذا المكتب فقرر العودة الى قفص الهامستر لكي يحسم الامر ويطرد هذا الامر من باله.


عاد المالك بثبات ناحية قفص الهامستر وقرب يديه وبدأ يضرب القفص بخفة وهو يهمس بكلمات غير مفهومة فقترب الهامستر ناحية القفص متكلما :
مابالك ايها المدير خائف...
هل اختفت شجاعتك التي يتحدث الناس جمعيا عنها ...
ام انك غير مصدق انني استطيع الكلام ...
عقدت الدهشة لسان المدير واحس بالشلل يسيطر علىه وانه لا يستطيع ان يتقدم او يتأخر خطوة ولا يستطيع ان يتحكم باصابعة ابتلع ريقه وقال موجها كلامه الى العدم:
كيف يمكن ...
كيف تستطيع ...
هل انت شيطان ...
قاطعه الهامستر وهو يبتسم :
مهلك ايها المدير لا تجعل هول الموقف يضيع العقل الموجود في جمجمتك فتفقد الشيء الوحيد الذي يميزك عني.

هدأت اعصاب المدير وبدأ يحس بالاسترخاء في اطرافه والقى بنفسه على الكرسي القريب من قفص الهامستر وهو غير مصدق انه قادر على الكلام بينما اقترب الهامستر من اسلاك القفص وبدأ يتحدث موجه كلامه الى المدير :
هل ارتاحت اعصابك الان
صدقني لم ارد ان اخضعك الى هذه التجربة مرة اخرى
ولكن تصرفاتك تجعلني اخرج من طوري
فكيف تتصور ان تتخلص مني بهذة الطريقة اللا انسانية بعد ان قضيت معك 3 شهور جميلة, وهي ليست بالفترة القصيرة في حياتي , قد كنت نعم الصديق الذي يؤنس وحدتك ويخرجك من حالات الضيق والارهاق والتوتر التي كنت تمر بها بمجرد ان تشاهدني اقرض شيئا او ادور على عجلتي الفضية كيف خطر في بالك انك تستطيع ان تتحكم في مستقبلي دون ان تأخذ رايىء .

حاول المسئول ان يرد ولكن شيئا كان يعيق خروج الكلمات من فمه فلزم الصمت وان كانت تعابير التوتر بادية على وجهه وحركات اصابعة , استمر الهامستر في اطلاق الكلمات بعصبية :

مالذي كنت تفكر فيه حين خطرت في بالك فكرة الاستغناء عني , الا استحق ان اعامل على اقل تقدير مثل الكثير من الموظفين الذين استطعت ان تخرجهم من وزارتك بتعاملك السيء ولانهم اعترضوا على سياساتك العشوائية وغبائك الاداري فبدأت تترصد لهم حتى غادروا بمنتهى ارادتهم وخرجت تصرح للصحف بان هذه الاستقالات مبررة في العرف الاداري وبان من يذهب سيأتي غيره.

مالذي كنت تفكر فيه وانا كنت تسلية اجتماعاتك الخاصة والتي لا علاقة لها بعملك في الوزراة وانا كنت بطل الاستعراض الاخير في احاديث شركائك في اعمالك الخاصة , وكم نلت انت من المدح والاعجاب بسبب حسك المرهف اتجاه الحيوانات الاليفة , هل نسيت كيف كنت ترقص طربا امامي بمجرد خروجهم وانت تغنى بصوتك المزعج وكأنك حققت نصرا بمجهودك وتعبك متناسيا بان كل هذه الصفقات عبارة عن نقل من حساب الادارة الى حسابك الخاص عن طريق شركاتك الاخرى والتي تملكها من الباطن .

هل تريد معاملتي مثل المحاسب السابق الذي اكتشف التجاوزات المالية وحاول ان يبلغك بها فلفقت له التهم والقيت به بالسجن وكنت البطل الذي امسك بسارق الحقوق ولقبت بالامين والعين التي لا تنام .

تبا لك
انهض واطمئن
فلا يمكن للهامستر ان يتكلم ولكنه ضميرك النائم من يتكلم الآن.

استيقظ المالك يبلل العرق جبينه ويشعر ببعض الدوار في راسه , نظر باتجاه الهامستر وابتسم وبدأ يكمل مكالماته بحثا له عن مأوى جديد.




ملاحظة :
الهامستر للبيع لاعلى سعر

!الشايمه!
07-03-2009, 06:24 AM
مسودة اولية .....لرواية .......؟

مصدعه ......لكن سأرجع لقرأتها رغم......كرهي للفأر.....المدلع...المدعو هامستر

تحية