تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بعد أسبوع من التذبذب السعري الذي أرهق أعصاب المستثمرين



بوخالد2
26-12-2005, 12:11 AM
بعد أسبوع من التذبذب السعري الذي أرهق أعصاب المستثمرين
«سبت أحمر» في أسواق مال الإمارات
دبي - نور عبدالله:
واصل سوق الإمارات المالي بفرعيه: سوق دبي وسوق أبوظبي تراجعه مكملا أسبوعا من التذبذبات السعرية التي حيرت المراقبين الماليين، ورسمت الوجوم على وجوه المستثمرين الذين تغص بهم قاعات التداول ومجالس شركات الوساطة.. إذ هوى مؤشر سوق دبي أمس بمقدار 4.79 في المائة ليقف مؤشره عند 1003.72 نقطة (بعد أن كان يوم السبت الماضي 1102)، في حين فقد مؤشر سوق أبوظبي 134.38 نقطة ليغلق عند 4849 نقطة (بعد أن كان يوم السبت الماضي 5286).

وطغى اللون الأحمر أمس على شاشات العرض ليرتفع معها "ضغط" المستثمرين، وبخاصة الصغار منهم، في وقت يبدي فيه المراقبون المحللون الاقتصاديون تفاؤلا حيال القابل من الأيام، معتبرين ما يجري تصحيحا صحيا لأسعار بلغت مستوى عاليا كان من الصعب الحفاظ عليه.

وفي دبي التي تم تداول 78466398 سهما بقيمة اقتربت من مليار و 150 مليون درهم (95 مليون دينار كويتي تقريبا) لم ترتفع أي شركة من بين 19 تم تداولها بينما حافظت ثلاث فقط على سعرها.

أما في سوق أبوظبي الذي يتداول في أسهم 39 شركة فكان الارتفاع نصيب خمس شركات فقط بينما انخفضت 34. وتم تداول 66905469 سهما بقيمة 408 ملايين درهم تقريبا (50 مليون دينار كويتي تقريبا).

وكان سهم شركة «إعمار» العقارية الكبرى التي فازت قبل أربعة أيام بعقد تشييد عملاق في المملكة العربية السعودية 100 مليار ريال سعودي أحد أعلى شركتين انخفاضا، وهو ما سبب الكثير من الحيرة للمستثمرين الذين توقعوا أن تكون الصفقة بمثابة "قوة دفع» كبرى له.

وفي هذا السياق، حافظ سهم شركة الاستشارات المالية الدولية (إيفا) الكويتية على سعره بينما انخفض سعر سهم بيت الاستثمار العالمي (غلوبل) بنسبة 1.51% .

«القبس» استطلعت آراء الخبراء الماليين في الإمارات الذين لم يبدو قلقا تجاه ما يجري في سوقي دبي وأبو ظبي منذ أسبوع، واعتبروا الأمر طبيعيا ومنطقيا مع نهاية العام، وعددوا بعض مسببات هذا المشهد. فقال مدير عام شركة الإمارات للأسهم والسندات محمد علي ياسين أن الانخفاض الحاصل ناتج عن مجموعة أسباب أبرزها الحالة النفسية، حيث تسود حالة من عدم الثقة أوساط صغار المستثمرين الذين أرعبتهم حالة التراجع منذ نحو شهر فاندفعوا نحو البيع.

وعن الأسباب التي تسحب سوق دبي نحو الانخفاض أشار علي ياسين إلى إحجام محافظ البنوك ومحافظ كبار المستثمرين عن الشراء في هذه المرحلة حيث نهاية السنة على الأبواب، فضلا عن عمليات تسييل كبيرة من قبل المضاربين الذين يضاربون بأموال مقترضة من البنوك التي يبدو أنها تضغط عليهم لتسوية أوضاعهم، إلى جانب حدوث طفرة عمرانية قوية جدا في إمارة أبوظبي والتي سحبت الشركات العقارية التي تأسست فيها أخيرا مئات الملايين من الدراهم.

وقال إن أداء سوق دبي وسوق أبوظبي في المجمل خلال العام الماضي كان ممتازا، وتوقع أن تحرك توزيعات الشركات المرتقبة السوق.

وأعرب عدد من المتعاملين في الأسهم في صالة تداول الشركة "الإسلامي" في دبي لـ«القبس» عن عدم قدرتهم على فهم ما يجري معتبرين أنه غير منطقي.

يشار إلى أن سوق الإمارات المالي بفرعيه (في دبي وأبوظبي) اجتذب في النصف الثاني من العام أعدادا كبيرة من المستثمرين من عشرات الجنسيات، وسجل أمس تداول 43.59% من الأجانب بينهم 14.85% من الخليجيين، و 16.6% من العرب والباقي من جنسيات متعددة.

وكانت إحصاءات مالية أشارت إلى أن قيمة التداول في أسواق المال الإماراتية لامست حاجز نصف تريليون درهم (40 مليار دينار كويتي) وذلك للمرة الأولى منذ تأسيسها رسميا قبل ست سنوات. وطبقا لإحصائيات هيئة الأوراق المالية والسلع فإن قيمة التداول بلغت حتى نهاية تعاملات الأمس 499.3 مليار درهم وبزيادة نسبتها 800% عن قيمة التداول في العام الماضي والبالغة 68 مليار درهم.

وتبعا لذلك فإن قيمة التداول في أسواق المال تزيد بنسبة 47% عن إجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2004.

وفي هذا السياق، أشارت إلى أن مضاعفات الأرباح لأسهم 58 شركة مساهمة عامة محتسبة على أساس الأرباح المقدرة لها في عام 2005 رأى ان انخفاض الأسعار الذي شهدته الأسهم أخيرا جعلها في وضع سعري أفضل من حيث مدى توافق الأسعار مع الأرباح المتوقعة ما يجعلها في وضع مغرٍ للشراء في حال توافرت بقية المعطيات التي تدفع المستثمرين للإقبال على الأسهم وفي مقدمتها توافر السيولة بكميات مناسبة قادرة على تحريك الكم الحالي من الأسهم، التي تزايدت بنسب عالية خلال العام الحالي مع تأسيس وإدراج العديد من الشركات المساهمة وكذلك الزيادة الكبيرة في أعداد أسهم الشركات القائمة من خلال الزيادة التي أحدثتها في أحجام رأس المال.

ورأى التحليل الذي أجرته صحيفة «الخليج» أنه في ظل الأسعار الحالية للأسهم يمكن لتوزيعات أرباح الشركات عن عام 2005 ان تلعب دوراً مهماً في تحريك عجلة السوق إذا كانت هذه التوزيعات تتناسب مع النمو القياسي الذي حققته الشركات المساهمة في أرباحها، ويتمثل هذا الدور في إعطاء محفز للمستثمرين يدفعهم لشراء الأسهم من أجل الحصول على التوزيعات فضلاً عن إمكان مساهمة التوزيعات في ضخ سيولة جديدة الى السوق.

ويعتبر الخبراء، أن المستويات الحالية لأسعار النفط وقدرة المستثمرين على تحقيق الأرباح في مختلف القطاعات الاقتصادية تجعلان هناك إمكانا كبيرا لنمو مستمر في السيولة داخل الاقتصاد الوطني ستؤمن احتياجات مختلف القطاعات وفي مقدمتها الأسواق.