Love143
26-12-2005, 01:46 AM
سوق الأسهم المحلية تعوض بعض خسائرها والمستثمرون يتنفسون الصعداء
عاطف فتحي - صالح الحمصي- حسين الحمادي:
تنفس المستثمرون في سوق الأسهم المحلية الصعداء أمس ولهجت الألسنة بالدعاء حمدا لله على ما أبدته الأسهم من تماسك سرعان ما تحول إلى ارتداد تصاعدي مريح رفع أسعار العديد من الأسهم إلى الحد الأعلى فِِّ/ُّىٍىٌف أو بالقرب منه، الأمر الذي أسهم في تعويض جانب لا بأس به من الخسائر التي منيت بها السوق في الأيام القليلة الماضية، وعلمت ''الاتحاد'' أن طلبا كثيفا من جانب محافظ استثمارية رئيسية ومستثمرين أفراد كبارا أسهم في إعطاء السوق قوة دفع كبيرة خاصة بعد أن نزلت أسعار العديد من الأسهم أمس الأول إلى مستويات لا تصدق، ومن ثم حمل دخول المحافظ معه نوعا من الاطمئنان النسبي لصغار المستثمرين، غير أن خبراء ماليين أكدوا على ضرورة أن يعتاد المستثمرون على مسألة التقلب التي تعد أمرا طبيعيا في سوق نشطة وفي ظل دخول الاستثمارات الأجنبية لان المستثمر الأجنبي في غالب الأحوال ''نهاز للفرص'' ويحول استثماراته من سوق لأخرى في ضوء تطورات الأسواق·
وعاد المستثمرون في سوق دبي المالي أمس إلى التصفيق مع كل إشارة صعود تبثها الشاشات وسادت حالة من التفاؤل الحذر إزاء إمكانية استمرار الارتداد التصاعدي خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة وقد وصل إجمالي قيمة المعاملات في سوق دبي المالي وحده إلى 1,8 مليار درهم الأمر الذي يؤشر إلى حضور متزايد لكبار المستثمرين والمحافظ بعد أن غاب بعضهم إن لم يكن اغلبهم لفترة ليست بالقصيرة·
وقال سوريش كومار مدير عام الإمارات للخدمات المالية التابعة لبنك الإمارات في تصريحات لـ ''الاتحاد'': تملك سوق الأسهم المحلية مقومات ايجابية عديدة ومن ثم فهي مرشحة لمواصلة النمو لكن من الصعب القطع بشيء بالنسبة لقدرة السوق على مواكبة ما حققته في السنتين الأخيرتين، وأضاف ''على الرغم من أن أسعار العديد من الأسهم شهدت تمددا مبالغا فيه إلا أن هناك أسهما أخرى مازالت أسعارها جذابة للشراء ويتوقف ذلك على رؤية المستثمر وحدود التدفقات المالية المستقبلية وفرص تطور أعمال كل شركة·
ولفت كومار إلى أمر في غاية الأهمية هو تأثير الاستثمارات الأجنبية على السوق من حيث التقلب الدائم، حيث أشار إلى أن التقلب أمر ينبغي أن يعتاد عليه المتداولون في السوق، فالاستثمارات الأجنبية تأتي وتذهب وهي ليست استثمارات طويلة الأجل بل تتحرك مع حركة الأسواق وهذا هو احد تبعات فتح الأسواق أمام رأس المال الأجنبي وهي ليست شيئا سيئا بالضرورة بل نتيجة طبيعية يتعين القبول بها·
مستثمر أم تاجر؟
وأوضح كومار انه يتعين أيضا على المتداولين في سوق الأسهم أن يحددوا وضعهم بالضبط وهل هم مستثمرون أم تجار أسهم ''تريدرز''، فالمستثمر يشتري الأسهم في ضوء تقييمه للشركة ومدى اقتناعه بأدائها وفرص نمو أعمالها في المستقبل وهو بالتالي لا ينظر إلى تقلب سعر سهمها في المدى القصير أما التاجر فهو ينظر لحركة السهم على المدى القصير ويبيع ويشترى يوميا ولا يهمه أداء الشركة أو مجال عملها أو آفاقها المستقبلية· وقال كومار ''للأسف ما يحدث في السوق يتلخص في أن تحركات التجار تترك أثرها على المستثمرين خاصة الصغار منهم وتصيبهم بالذعر، وهذا غير مطلوب فكما قلت على المتداول في سوق الأسهم أن يحدد إلى أي فئة ينتمي وعندها ستتضح الصورة بالنسبة له وسيعرف ما ينبغي أن يخشاه وما ينبغي إلا يلقي إليه بالا·
المحافظ والإنقاذ
وجاء الارتفاع وسط أنباء في السوق عن تدخل محفظة استثمارية يديرها المستثمر عادل الحوسني تبعتها بعض المحافظ الأخرى والتي قامت بضخ مبالغ ضخمة بهدف إنقاذ السوق، وكان ذلك السبب الرئيسي في حالة الانتعاش التي شهدها السوق مع نهاية تداولات الأمس·
وقال زياد الدباس المستشار في السوق المالي الداخلي لبنك أبوظبي الوطني إن الفرص الاستثمارية أصبحت واضحة في أسواق المال المحلية وخصوصاً أسهم الشركات القيادية، وأضاف الدباس أن ارتفاع حجم الطلب على بعض الأسهم القيادية رفع معه معنويات المستثمرين الذين استجابوا سريعاً للأداء الايجابي·
وأشار إلى أن المستثمرين تخلصوا من هواجسهم وتوقعاتهم السلبية الأمر الذي أدى إلى تحسن أحجام التداول وتغلبت قوى الطلب على قوى العرض وتحركت أسعار معظم الأسهم صعودا، وأوضح الدباس أن أداء أسواق المال المحلية أمس يبشر ببدء عودتها إلى وضعها الطبيعي داعياً المستثمرين عموماً وصغار المستثمرين بشكل خاص إلى العقلانية باتخاذ قراراتهم الاستثمارية وعدم التسرع ، مشيرا إلى ضرورة إعطاء الأسواق الفرصة للوصول إلى مرحلة التوازن·
من جهته قال محمد علي ياسين مدير عام شركة الإمارات للأسهم والسندات إن الأسواق تلقت دعماً مؤسسياً حال من دون استمرار الهبوط وأضاف أن مديري المحافظ الاستثمارية رأوا أيضا أن الأسعار وصلت إلى مستويات جيدة مما رفع حجم الطلب على بعض الأسهم، وأوضح ياسين أن ما جرى في الأسواق خلال الأيام الماضية يعتبر درساً يجب الاستفادة منه محذرا من أن المضاربات المتهورة هي التي أوصلت السوق إلى حاله هذه الأيام·
وقال إن مؤشرات الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات ايجابية إضافة إلى أن نتائج الشركات المالية المتوقع الإفصاح عنها في يناير المقبل ستدعم أجواء الانتعاش التي أطلت على الأسواق أثناء جلسة أمس، وحذر ياسين المستثمرين من العودة لشراء الأسهم على المكشوف قائلا إن الممارسات الخاطئة في الاستثمار في أسواق المال ستؤدي حتما إلى نتائج خطيرة·
وقال عادل الحوسني لـ ''الاتحاد'' إن الهبوط الذي حدث يوم السبت الماضي كان مبالغا فيه إلى حد كبير، ودفعت هذه الحالة الكثير من المستثمرين للبيع خوفا مما كان يثار عن حدوث انهيار للسوق، والشائعات التي تناقلها بعض المستثمرين والتي تحدثت عن عوامل مثل تسييل بعض المحافظ وتسييل المستثمرين السعوديين وغير ذلك من الشائعات التي لم تكن في محلها، منتقدا في هذا الخصوص قيام بعض وسائل الإعلام بعرض خسائر السوق المالي في صورة تراجع بالمليارات، مشيرا إلى أن التراجع يعد أمرا طبيعيا في أسواق المال التي تمر بفترات تصحيح وارتفاع·
وأشار الحوسني إلى انه بالرغم من حالة الانخفاض وتخوف الكثير من المستثمرين كان هناك مستثمرون ومحافظ حرصت على الشراء يوم السبت الماضي، خصوصا وان مؤشرات أداء الاقتصاد الوطني للدولة وأداء الشركات مبشرة للغاية خلال العام الحالي، وقال: قمنا بدخول السوق خلال يومي السبت والأحد مستندين لهذه الأوضاع الاقتصادية·
وحول الأنباء التي تحدثت عن دخوله للسوق وما وصفه بعض المستثمرين بعملية ''الإنقاذ'' للسوق قال عادل الحوسني: نفذنا عمليات شراء بكميات كبيرة، كما كانت هناك اتصالات مكثفة لنا مع عدد من مدراء المحافظ الاستثمارية للتنسيق بهذا الشأن، واعتقد ان عددا من المحافظ والمستثمرين ساهموا ايضا في الانتعاش الذي رأيناه امس بالرغم من اننا دخلنا بقوة اكبر وكنا اول من اقدم على هذه الخطوة، مشددا على ان الوضع الاقتصادي بالدولة يشجع على الاستثمارات طويلة الاجل·
مخاوف التكرار
واضاف: نتمنى من صغار المستثمرين التريث وعدم التسرع والرجوع الى المختصين قبل تنفيذ عمليات كبيرة، داعيا في الوقت نفسه المحللين الى الكف عن التذكير بانهيار عام 1998 والتخويف من تكرار ما حدث، كما دعا وسائل الاعلام ايضا الى نقل التحليلات المالية من محللين مختصين وليس من وسطاء يعملون بالسوق، كما دعا الشركات المصدرة لتقارير الشركات الى الحياد وان تكون تقاريرها عملية وموضوعية وليست افتراضية·
وبالنسبة لتوقعاته لاداء الاسواق خلال الايام القليلة القادمة قال عادل الحوسني: نأمل ان تستمر حالة الانتعاش في الايام المقبلة، كما نأمل ان تكون حالة الانخفاض قد انتهت خصوصا مع اقتراب نهاية السنة المالية واقتراب توزيعات الارباح التي ستقوم بها الكثير من الشركات التي تمكنت من تحقيق نتائج مميزة خلال العام الحالي·
وقال أحد المستثمرين فضل عدم الكشف عن اسمه، ان محفظة استثمارية واحدة هي التي قامت بانقاذ السوق من حالة الهبوط والانخفاض الذي حدث في الايام الاخيرة، مشيرا الى ان هناك مجموعة من العوامل التي ادت الى الانخفاض تتصل بالشفافية ووجود مصالح بين بعض اعضاء مجالس الادارات واشخاص في السوق المالي، وقال: معظم الذين تخوفوا من سقوط السوق خلال اليومين الأخيرين وضعوا اللوم على المحافظ الاستثمارية، واعتقد انه أمر خاطئ، خاصة في ظل وجود مجموعة من المشاكل الاخرى تتصل بضعف الشفافية وتسريبات اخبار الشركات من قبل مجالس ادارات بعض الشركات، بالاضافة الى وجود مصالح بين بعض اعضاء مجالس الإدارات الذين لديهم محافظ استثمارية غير معلنة· وقال: حالة الارتباك وعدم الوضوح ولدت نوعا من التخوف لدى المستثمرين ودفعت بعضهم للبيع، واعتقد ان السوق بحاجة الآن الى ما يسمى بصناع السوق وهي ''المحافظ الوطنية'' التي تتدخل في حالات الهبوط او الارتفاع الحادين لاعادة التوازن، مشيرا الى انه لا توجد لدينا حاليا محفظة تقوم بهذا الدور بشكل اساسي وتفصح عن نفسها ودورها بصورة واضحة، وهذا ما نراه في اسواق اخرى مثل السعودية التي قامت بدعم السوق واعادة التوازن اليه في عدة حالات· وارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية و السلع خلال جلسة تداول أمس بنسبة 2,98% ليغلق على مستوى 6599,34 نقطة، وجرى تداول ما يقارب 240 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 2,30 مليار درهم من خلال 17,302 صفقة، وسجل مؤشر قطاع الصناعات ارتفاعاً بنسبة 4,05% تلاه مؤشر قطاع البنوك ارتفاعاً بنسبة 2,99% تلاه مؤشر قطاع الخدمات ارتفاعاً بنسبة 2,90% تلاه مؤشر قطاع التأمين ارتفاعاً بنسبة 0,36%، وارتفع مؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية أمس بنسبة 2,6% ليصل إلى 4975,84 نقطة من خلال تداول نحو 88,8 مليون سهم نفذت عبر 5890 صفقة بقيمة بلغت قيمتها نحو535,2 مليون درهم·
عاطف فتحي - صالح الحمصي- حسين الحمادي:
تنفس المستثمرون في سوق الأسهم المحلية الصعداء أمس ولهجت الألسنة بالدعاء حمدا لله على ما أبدته الأسهم من تماسك سرعان ما تحول إلى ارتداد تصاعدي مريح رفع أسعار العديد من الأسهم إلى الحد الأعلى فِِّ/ُّىٍىٌف أو بالقرب منه، الأمر الذي أسهم في تعويض جانب لا بأس به من الخسائر التي منيت بها السوق في الأيام القليلة الماضية، وعلمت ''الاتحاد'' أن طلبا كثيفا من جانب محافظ استثمارية رئيسية ومستثمرين أفراد كبارا أسهم في إعطاء السوق قوة دفع كبيرة خاصة بعد أن نزلت أسعار العديد من الأسهم أمس الأول إلى مستويات لا تصدق، ومن ثم حمل دخول المحافظ معه نوعا من الاطمئنان النسبي لصغار المستثمرين، غير أن خبراء ماليين أكدوا على ضرورة أن يعتاد المستثمرون على مسألة التقلب التي تعد أمرا طبيعيا في سوق نشطة وفي ظل دخول الاستثمارات الأجنبية لان المستثمر الأجنبي في غالب الأحوال ''نهاز للفرص'' ويحول استثماراته من سوق لأخرى في ضوء تطورات الأسواق·
وعاد المستثمرون في سوق دبي المالي أمس إلى التصفيق مع كل إشارة صعود تبثها الشاشات وسادت حالة من التفاؤل الحذر إزاء إمكانية استمرار الارتداد التصاعدي خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة وقد وصل إجمالي قيمة المعاملات في سوق دبي المالي وحده إلى 1,8 مليار درهم الأمر الذي يؤشر إلى حضور متزايد لكبار المستثمرين والمحافظ بعد أن غاب بعضهم إن لم يكن اغلبهم لفترة ليست بالقصيرة·
وقال سوريش كومار مدير عام الإمارات للخدمات المالية التابعة لبنك الإمارات في تصريحات لـ ''الاتحاد'': تملك سوق الأسهم المحلية مقومات ايجابية عديدة ومن ثم فهي مرشحة لمواصلة النمو لكن من الصعب القطع بشيء بالنسبة لقدرة السوق على مواكبة ما حققته في السنتين الأخيرتين، وأضاف ''على الرغم من أن أسعار العديد من الأسهم شهدت تمددا مبالغا فيه إلا أن هناك أسهما أخرى مازالت أسعارها جذابة للشراء ويتوقف ذلك على رؤية المستثمر وحدود التدفقات المالية المستقبلية وفرص تطور أعمال كل شركة·
ولفت كومار إلى أمر في غاية الأهمية هو تأثير الاستثمارات الأجنبية على السوق من حيث التقلب الدائم، حيث أشار إلى أن التقلب أمر ينبغي أن يعتاد عليه المتداولون في السوق، فالاستثمارات الأجنبية تأتي وتذهب وهي ليست استثمارات طويلة الأجل بل تتحرك مع حركة الأسواق وهذا هو احد تبعات فتح الأسواق أمام رأس المال الأجنبي وهي ليست شيئا سيئا بالضرورة بل نتيجة طبيعية يتعين القبول بها·
مستثمر أم تاجر؟
وأوضح كومار انه يتعين أيضا على المتداولين في سوق الأسهم أن يحددوا وضعهم بالضبط وهل هم مستثمرون أم تجار أسهم ''تريدرز''، فالمستثمر يشتري الأسهم في ضوء تقييمه للشركة ومدى اقتناعه بأدائها وفرص نمو أعمالها في المستقبل وهو بالتالي لا ينظر إلى تقلب سعر سهمها في المدى القصير أما التاجر فهو ينظر لحركة السهم على المدى القصير ويبيع ويشترى يوميا ولا يهمه أداء الشركة أو مجال عملها أو آفاقها المستقبلية· وقال كومار ''للأسف ما يحدث في السوق يتلخص في أن تحركات التجار تترك أثرها على المستثمرين خاصة الصغار منهم وتصيبهم بالذعر، وهذا غير مطلوب فكما قلت على المتداول في سوق الأسهم أن يحدد إلى أي فئة ينتمي وعندها ستتضح الصورة بالنسبة له وسيعرف ما ينبغي أن يخشاه وما ينبغي إلا يلقي إليه بالا·
المحافظ والإنقاذ
وجاء الارتفاع وسط أنباء في السوق عن تدخل محفظة استثمارية يديرها المستثمر عادل الحوسني تبعتها بعض المحافظ الأخرى والتي قامت بضخ مبالغ ضخمة بهدف إنقاذ السوق، وكان ذلك السبب الرئيسي في حالة الانتعاش التي شهدها السوق مع نهاية تداولات الأمس·
وقال زياد الدباس المستشار في السوق المالي الداخلي لبنك أبوظبي الوطني إن الفرص الاستثمارية أصبحت واضحة في أسواق المال المحلية وخصوصاً أسهم الشركات القيادية، وأضاف الدباس أن ارتفاع حجم الطلب على بعض الأسهم القيادية رفع معه معنويات المستثمرين الذين استجابوا سريعاً للأداء الايجابي·
وأشار إلى أن المستثمرين تخلصوا من هواجسهم وتوقعاتهم السلبية الأمر الذي أدى إلى تحسن أحجام التداول وتغلبت قوى الطلب على قوى العرض وتحركت أسعار معظم الأسهم صعودا، وأوضح الدباس أن أداء أسواق المال المحلية أمس يبشر ببدء عودتها إلى وضعها الطبيعي داعياً المستثمرين عموماً وصغار المستثمرين بشكل خاص إلى العقلانية باتخاذ قراراتهم الاستثمارية وعدم التسرع ، مشيرا إلى ضرورة إعطاء الأسواق الفرصة للوصول إلى مرحلة التوازن·
من جهته قال محمد علي ياسين مدير عام شركة الإمارات للأسهم والسندات إن الأسواق تلقت دعماً مؤسسياً حال من دون استمرار الهبوط وأضاف أن مديري المحافظ الاستثمارية رأوا أيضا أن الأسعار وصلت إلى مستويات جيدة مما رفع حجم الطلب على بعض الأسهم، وأوضح ياسين أن ما جرى في الأسواق خلال الأيام الماضية يعتبر درساً يجب الاستفادة منه محذرا من أن المضاربات المتهورة هي التي أوصلت السوق إلى حاله هذه الأيام·
وقال إن مؤشرات الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات ايجابية إضافة إلى أن نتائج الشركات المالية المتوقع الإفصاح عنها في يناير المقبل ستدعم أجواء الانتعاش التي أطلت على الأسواق أثناء جلسة أمس، وحذر ياسين المستثمرين من العودة لشراء الأسهم على المكشوف قائلا إن الممارسات الخاطئة في الاستثمار في أسواق المال ستؤدي حتما إلى نتائج خطيرة·
وقال عادل الحوسني لـ ''الاتحاد'' إن الهبوط الذي حدث يوم السبت الماضي كان مبالغا فيه إلى حد كبير، ودفعت هذه الحالة الكثير من المستثمرين للبيع خوفا مما كان يثار عن حدوث انهيار للسوق، والشائعات التي تناقلها بعض المستثمرين والتي تحدثت عن عوامل مثل تسييل بعض المحافظ وتسييل المستثمرين السعوديين وغير ذلك من الشائعات التي لم تكن في محلها، منتقدا في هذا الخصوص قيام بعض وسائل الإعلام بعرض خسائر السوق المالي في صورة تراجع بالمليارات، مشيرا إلى أن التراجع يعد أمرا طبيعيا في أسواق المال التي تمر بفترات تصحيح وارتفاع·
وأشار الحوسني إلى انه بالرغم من حالة الانخفاض وتخوف الكثير من المستثمرين كان هناك مستثمرون ومحافظ حرصت على الشراء يوم السبت الماضي، خصوصا وان مؤشرات أداء الاقتصاد الوطني للدولة وأداء الشركات مبشرة للغاية خلال العام الحالي، وقال: قمنا بدخول السوق خلال يومي السبت والأحد مستندين لهذه الأوضاع الاقتصادية·
وحول الأنباء التي تحدثت عن دخوله للسوق وما وصفه بعض المستثمرين بعملية ''الإنقاذ'' للسوق قال عادل الحوسني: نفذنا عمليات شراء بكميات كبيرة، كما كانت هناك اتصالات مكثفة لنا مع عدد من مدراء المحافظ الاستثمارية للتنسيق بهذا الشأن، واعتقد ان عددا من المحافظ والمستثمرين ساهموا ايضا في الانتعاش الذي رأيناه امس بالرغم من اننا دخلنا بقوة اكبر وكنا اول من اقدم على هذه الخطوة، مشددا على ان الوضع الاقتصادي بالدولة يشجع على الاستثمارات طويلة الاجل·
مخاوف التكرار
واضاف: نتمنى من صغار المستثمرين التريث وعدم التسرع والرجوع الى المختصين قبل تنفيذ عمليات كبيرة، داعيا في الوقت نفسه المحللين الى الكف عن التذكير بانهيار عام 1998 والتخويف من تكرار ما حدث، كما دعا وسائل الاعلام ايضا الى نقل التحليلات المالية من محللين مختصين وليس من وسطاء يعملون بالسوق، كما دعا الشركات المصدرة لتقارير الشركات الى الحياد وان تكون تقاريرها عملية وموضوعية وليست افتراضية·
وبالنسبة لتوقعاته لاداء الاسواق خلال الايام القليلة القادمة قال عادل الحوسني: نأمل ان تستمر حالة الانتعاش في الايام المقبلة، كما نأمل ان تكون حالة الانخفاض قد انتهت خصوصا مع اقتراب نهاية السنة المالية واقتراب توزيعات الارباح التي ستقوم بها الكثير من الشركات التي تمكنت من تحقيق نتائج مميزة خلال العام الحالي·
وقال أحد المستثمرين فضل عدم الكشف عن اسمه، ان محفظة استثمارية واحدة هي التي قامت بانقاذ السوق من حالة الهبوط والانخفاض الذي حدث في الايام الاخيرة، مشيرا الى ان هناك مجموعة من العوامل التي ادت الى الانخفاض تتصل بالشفافية ووجود مصالح بين بعض اعضاء مجالس الادارات واشخاص في السوق المالي، وقال: معظم الذين تخوفوا من سقوط السوق خلال اليومين الأخيرين وضعوا اللوم على المحافظ الاستثمارية، واعتقد انه أمر خاطئ، خاصة في ظل وجود مجموعة من المشاكل الاخرى تتصل بضعف الشفافية وتسريبات اخبار الشركات من قبل مجالس ادارات بعض الشركات، بالاضافة الى وجود مصالح بين بعض اعضاء مجالس الإدارات الذين لديهم محافظ استثمارية غير معلنة· وقال: حالة الارتباك وعدم الوضوح ولدت نوعا من التخوف لدى المستثمرين ودفعت بعضهم للبيع، واعتقد ان السوق بحاجة الآن الى ما يسمى بصناع السوق وهي ''المحافظ الوطنية'' التي تتدخل في حالات الهبوط او الارتفاع الحادين لاعادة التوازن، مشيرا الى انه لا توجد لدينا حاليا محفظة تقوم بهذا الدور بشكل اساسي وتفصح عن نفسها ودورها بصورة واضحة، وهذا ما نراه في اسواق اخرى مثل السعودية التي قامت بدعم السوق واعادة التوازن اليه في عدة حالات· وارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية و السلع خلال جلسة تداول أمس بنسبة 2,98% ليغلق على مستوى 6599,34 نقطة، وجرى تداول ما يقارب 240 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 2,30 مليار درهم من خلال 17,302 صفقة، وسجل مؤشر قطاع الصناعات ارتفاعاً بنسبة 4,05% تلاه مؤشر قطاع البنوك ارتفاعاً بنسبة 2,99% تلاه مؤشر قطاع الخدمات ارتفاعاً بنسبة 2,90% تلاه مؤشر قطاع التأمين ارتفاعاً بنسبة 0,36%، وارتفع مؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية أمس بنسبة 2,6% ليصل إلى 4975,84 نقطة من خلال تداول نحو 88,8 مليون سهم نفذت عبر 5890 صفقة بقيمة بلغت قيمتها نحو535,2 مليون درهم·