المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تذبذب البورصة.. غير طبيعي



حالي الذوق
26-12-2005, 11:33 PM
شهد الأسبوع الماضي انخفاضا حاداً في القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة في سوق الدوحة للأوراق المالية وما زال مسلسل الهبوط مستمراً في ظل هروب عدد كبير من المستثمرين من السوق والذين بدأوا بتسييل أسهمهم بهدف الاستعداد للاكتتاب في الشركات الجديدة التي تم الاعلان عن طرحها للاكتتاب العام، وهو ما أثر علي السوق بشكل سلبي اعتبره البعض نتيجة الاعلان عن طرح هذه الشركات بصورة متتابعة وفي وقت متقارب.

الراية الاقتصادية طرحت بعض الأسئلة علي المستثمرين حول فائدة الاكتتابات الجديدة للاقتصاد الوطني وهل من الممكن ان يكون هناك توازن بين تحقيق استقرار في السوق المالي مع تنفيذ استراتيجية الدولة في تأسيس الشركات الجديدة وهل يخدم تأسيس الشركات الجديدة الاستثمار طويل الاجل، ولماذا يضحي المستثمر باسهم ستحقق له عوائد سنوية خلال شهر او شهرين ويقوم بالتسييل استعدادا للاكتتاب في الشركات الجديدة وهل لدي المواطن القطري استراتيجية او تخطيط واضح للاكتتاب في الشركات الجديدة عن طريق الادخار بمبالغ معينة بعيدة عن اموالهم في السوق!

في البداية يقول احد الأكاديميين في جامعة قطر ان المغزي من طرح عدد من الشركات في فترات متلاحقة هو جعل المستثمرين يحتفظون باسهمهم وعدم بيعها مشيرا الي ان هبوط سعر السهم يجعل المستثمر مالك السهم يحتفظ بسهمه وخاصة في فترة جني الارباح.

وأضاف ان توقيت طرح الشركات التي تم الاعلان عنها غير مناسب علي الاطلاق وذلك لعدة اسباب منها ان سوق الدوحة للأوراق له طبيعة خاصة عن باقي اسواق المنطقة بسبب ضيق السوق نتيجة قلة عدد المتعاملين به مقارنة بالاسواق الأخري.

وأشار الي ان السهم يتحول الي صالح المشتري في فترة الهبوط التي تأتي نتيجة تأثر السوق بتحركات عدد من المتعاملين الذين يلجأون الي تسييل اسهمهم والتخلص منها بأي سعر.

وقال ان سوق الدوحة يمر بمرحلة تذبذب غير طبيعي بسب عدم مراعاة او النظر لخصوصية السوق التي تتمثل في عدد المتعاملين وكمية الأسهم وعدد الشركات الموجودة في السوق.

وأوضح ان هبوط الأسعار حاليا قد يخدم المستثمرين الذين يلجأون للاستثمار طويل الاجل لافتاً الي ان المغزي من طرح الشركات الجديدة للاكتتاب في هذه الفترة من العام هو احتفاظ المستثمرين بأسهمهم وعدم التخلص منها.

وقال الأكاديمي انه من المهم ان يكون هناك عدد من الضوابط التي تحكم السوق وألا يتم ادراج اي شركة حديثة غير قائمة في السوق الا بعد عامين من تأسيسها، لأنه ليس من المنطقي ادراج اي شركة جديدة في السوق بعد الاكتتاب مباشرة ولكن المنطقي ادراج شركات قائمة بالفعل.

ويوضح الأكاديمي ان مستثمري سوق الدوحة ثلاثة انواع، النوع الأول مستثمر غير واع بما يجري في السوق وآخر لديه مصادر تمويل معدومة وليس له مصدر سوي اسهمه في البورصة والتي يكون مضطرا لتسييلها ومستثمر ثالث طويل الاجل ولا يلجأ الي تسييل اسهمه ويميل الي الاحتفاظ بها.

وأشار الي انه لابد من ان يكون هناك تنظيم لطرح الشركات الجديدة وكذلك ان يكون هناك وقت كاف قبل طرح هذه الشركات للاعلان، وليس من المنطقي الاعلان عن وجود نية لطرح شركات جديدة في السوق في خلال شهر او اثنين، كما انه لا يجب طرح شركات جديدة في الاسواق دفعة واحدة او في فترات متتابعة مع مراعاة عدم ادراج الشركات الجديدة في السوق الا بعد عامين من طرحها للاكتتاب.

من جهته اعتبر سعيد الصيفي ان الهبوط الحاد في اسعار الاسهم ليس بسبب طرح شركات جديدة للاكتتاب بقدر ما هو ان ارباح الشركات المدرجة بالسوق جاءت علي غير المتوقع مثل ما حدث مع شركة صناعات قطر والتي قامت بتوزيع 5ر3 ريال لكل سهم، وكان المستثمرون يطمحون في ان يكون التوزيع الربحي لسهم صناعات باعتباره من الاسهم القيادية اعلي من ذلك ولكن حدث العكس وهوما اثر علي باقي القطاعات الأخري بالسوق.

وقال الصيفي ان ظاهرة الاكتتاب في شركات جديدة من الظواهر الايجابية في الاقتصاد القطري ولكنها ليست السبب الرئيسي فيما يحدث بالسوق مشيرا الي ان هناك خللا في ثقافة المستثمر حيث يقوم العديد من المستثمرين بتسييل اسهم يملكونها ليس بسبب اكتتابات جديدة ولكن من اجل اعادة شرائها بسعر اقل مما باعها به وهو ما عزز من ترسيخ ثقافة المضاربة لدي مستثمري السوق.

واضاف ان اي شيء صغير يؤثر في وضع السوق مثل نشر اي خبر في صحيفة يجعل السوق يرتفع لأعلي نقطة مشيرا الي ان الحد من الاكتتابات المتلاحقة سوف يعمل علي استقرار السوق والحد من قيام المستثمرين بالهرولة لبيع اسهمهم والقيام بتسييلها من اجل اللحاق بفرصة الاكتتاب.

وقال الصيفي انه لعلاج الخلل في ثقافة المستثمرين بالسوق والذين يلجأون لتسييل اسهمهم بطريقة تضر السوق يجب زيادة عمليات التوعية من خلال الندوات.

أسعد الجرجاوي قال: ان السبب في انتكاسة السوق مجهولة، ولا احد من المستثمرين يعرف ماذا يحدث بالضبط كانوا يقولون من قبل ان كبار المستثمرين هم المسؤولون عما يحدث في السوق ارتفاعا او هبوطا ولكن الان اصبح الجميع متضررين سواء صغار او كبار المستثمرين.

واشار الجرجاوي الي ان الارتفاعات القياسية التي حدثت في السوق مع انتهاء فترة الصيف ربما كانت سببا في هبوط الاسعار ولكن ليس الي هذا الحد.

وأوضح الجرجاوي ان كل المؤشرات تقول انه من المفروض ان يحقق مؤشر السوق 13 الف نقطة في هذا الوقت الذي هبط فيه المؤشر الي 10 آلاف نقطة وهو وضع خطير لافتا الي ان هذا الوضع جيد جدا للشراء وذلك للاستثمار علي المدي البعيد وهو ما يتضح من خلال بدء عودة المستثمرين الخليجيين الي السوق القطري للاستفادة من الهبوط الحاد الذي حدث وهو بالطبع يأتي علي حساب المستثمرين الموجودين حاليا في السوق والذين يضطرون لبيع اسهمهم لعدة اسباب اهمها تلاحق الهبوط في الشركات وعلم المستثمرين بطرح شركات جديدة قبل اعلانها من قبل ادارة السوق.

وقال الجرجاوي ان المستثمر يضحي باسهمه التي تحقق له عوائد سنوية بسبب غياب عنصر الثقة حيث يسمع المستثمر بالارباح لكنه لا يلمسها فهي مجرد ارقام تعلن عنها الشركات او ادارة السوق وهو ذاته ما حدث مع شركة صناعات والتي كانت كل المؤشرات تظهر انها من افضل الشركات التي حققت ارباحا هذا العام. مع توجيه النصح للمستثمرين بأن يحتفظوا بأسهمهم في صناعات وان ينتظروا الارباح ولكن حدث العكس وجاءت التوزيعات علي عكس التوقعات فالمستثمر لا ينتظر ثلاثة او اربعة ريالات لكل سهم.

واشار الجرجاوي الي ان كبار المستثمرين لديهم استراتيجية من خلال توزيع الثلث للاستثمار والثلث للادخار والثلث الآخر للمشاريع التجارية ولكن المستثمر المتوسط لا يستطيع ان يتبع استراتيجية محددة لانه في ذلك الوقت سوف يضحي بمبالغ كبيرة في ظل الاكتتابات المتلاحقة للشركات والعجلة السريعة في هبوط الاسهم وزيادة رأسمال الشركات المدرجة بالسوق، وقال انه في ظل كثرة الاصوات التي تنادي بضرورة الاستفادة من الشركات المطروحة للاكتتاب اضطر العديد من المستثمرين الي تسييل اسهمهم، حيث انه اذا اكتتب في شركة واحدة فمن اين يأتي بالسيولة للاكتتاب في الشركة الثانية وهذه هي المشكلة في طرح الشركات بطريقة متتابعة واضاف انه ليس من المنطق طرح اربع شركات في بضعة شهور وبرؤوس اموال ضخمة وقد يتفاجأ المستثمرون بشركات جديدة اخري لافتا الي انه من حق الدولة طرح شركات جديدة للاكتتاب ولكن في الوقت نفسه فان من حق المستثمر ان يتم اشعاره بطرح الشركات الجديدة في وقت مناسب مع ضرورة وجود فترات ملائمة بين طرح شركة واخري.

ويقول بدر جمال ان ما حدث من هبوط في السوق جاء بسبب غياب مناخ الثقة اضف الي ذلك ان طرح الشركات الجديدة للاكتتاب جعل عدداً كبيراً من المستثمرين الذين يرغبون في الاكتتاب يعجلون بتسييل اسهمهم.

واضاف ان المستثمر ونتيجة للاستفادة بشكل كبير من الاكتتابات السابقة فانه يفضل الاكتتاب وبكميات كبيرة في الشركات الجديدة والذي يعتبر افضل الي حد ما من القيام بعمليات المضاربة والتي تكون نتيجتها غير مبشرة مشيرا الي ان الاكتتاب تكون ارباحه اضعافا مضاعفة ولهذا اتجهت كل الاموال الي الاكتتابات.

واوضح ان قيام عدد من المستثمرين بتسييل اسهمهم جاء بسبب حاجتهم الشديدة للأموال والسيولة، كما انهم يعرضون كميات من الأسهم هم اساسا قد ربحوا فيها وبالتالي يقومون بالاكتتاب بها في الشركات الجديدة المطروحة في السوق.

من ناحيته اعتبر يوسف آل شريم مشكلة السوق حاليا ليست في الاكتتابات في الشركات الجديدة ولكن المشكلة تكمن في ضعف ارباح الشركات التي تم الاعلان عن ان ارباحها قياسية وهو ما لم يتضح مع ما قامت به شركة صناعات عندما قامت بتوزيع ارباح 5ر3 ريال لكل سهم وهو ما لم يكن يطمح له المستثمرون.

http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=111110&version=1&template_id=35&parent_id=34