( الفهد )
18-03-2009, 11:47 AM
ماذا لو كان "داو" بيننا اليوم ؟
قد يعرف البعض منا أن الصحافي الأمريكي "تشارلز داو" هو من أسس مؤشر الداو جونز الصناعي (أشهر مؤشرات الأسهم الأمريكية حالياً)، كما أنه أسس صحيفة "الوول ستريت جورنال" (أشهر صحف المال والأعمال وأكثرها احتراماً إلى هذا اليوم)، لكن ما يهمني هنا هو المقالات التي كتبها "داو" قبل وفاته عام 1902 التي بلغت 255 مقالاً في محاولة منه لفهم وتحليل سلوك الأسواق المالية للوصول إلى صورة أكثر وضوحاً عن حركة أسعار الأسهم، ذلك اللغز الكبير.
في الحقيقة، لم تلق هذه المقالات اهتماما يذكر إلا بعد وقوع الكساد الاقتصادي العظيم وانهيار الأسواق المالية الأمريكية في عام 1929، حيث عاد المستثمرون إلى مقالات "داو" ليكتشفوا حينها أنه كان قد تنبأ بالانهيار قبل وقوعه بنحو 30 عاماً، بل اكتشفوا أنه كان قد وضع أسسا علمية تساعد أي مستثمر على اتخاذ القرارات الاستثمارية، لتتطور هذه المقالات لاحقاً (خلال الفترة من الثلاثينيات إلى الأربعينيات الميلادية) إلى نظرية عرفت لاحقاً باسم نظرية داو من قبل تلاميذه "شيفر" و"هاملتون" و"ريا" الذين بالتأكيد لم يلتقوه يوماً ما!
اللافت أن هذه النظرية تصلح للتطبيق في أي وقت من الأوقات وعلى أي سوق مالية في العالم (بما فيها السوق المالية السعودية)، حيث تضمنت، على سبيل المثال، تقسيماً لحركة الأسهم من المنظور الزمني إلى ثلاثة أنواع عرفت بالأوج والموج والرقرقة وتحليل مكونات الاتجاه، سواء كان صاعداً أم هابطاً (بما في ذلك حالات التجميع والتصريف) وتطرقت إلى مفهوم كفاءة السوق، كما تطرقت أيضاً إلى ترابط الأداء بين المؤشر والقطاعات المكونة له، إضافة إلى أهمية قيم التداولات لتأكيد الاتجاه والأهم من كل ذلك قدمت إطاراً لإشارات انعكاس الاتجاه من خلال نظرية القمم والقيعان التي طورها "هاملتون" و"ريا" قبل أكثر من 70 عاما من هذه المقالات!
لا يختلف اثنان على أن "داو" قدم لنا إطاراً من المفاهيم والأفكار التي تعد بلا شك الأهم في عالم الأسواق المالية حتى يومنا هذا في إنجاز لم يوازه في ذلك شخص آخر على مدى التاريخ، ولطالما تناقشت كثيراً مع أخي الغالي مساعد السعيد (وهو أحد تلامذة "داو" في المملكة) عن هذه المفاهيم والأفكار، لكننا كنا نقف دائماً عند تساؤلات مهمة تتمثل في ماذا لو كان "داو" بيننا اليوم؟ وهل كان يتوقع أن يحدث له كل ذلك؟ وماذا ستكون ردة فعله لو عرف أن مقالاته أصبحت نظرية رائدة، وأن مؤشره أصبح أهم مؤشرات الأسهم العالمية وأن صحيفته أصبحت أشهر الصحف المالية حول العالم؟
الاقتصادية - محمد بن فهد العمران 18/03/2009
قد يعرف البعض منا أن الصحافي الأمريكي "تشارلز داو" هو من أسس مؤشر الداو جونز الصناعي (أشهر مؤشرات الأسهم الأمريكية حالياً)، كما أنه أسس صحيفة "الوول ستريت جورنال" (أشهر صحف المال والأعمال وأكثرها احتراماً إلى هذا اليوم)، لكن ما يهمني هنا هو المقالات التي كتبها "داو" قبل وفاته عام 1902 التي بلغت 255 مقالاً في محاولة منه لفهم وتحليل سلوك الأسواق المالية للوصول إلى صورة أكثر وضوحاً عن حركة أسعار الأسهم، ذلك اللغز الكبير.
في الحقيقة، لم تلق هذه المقالات اهتماما يذكر إلا بعد وقوع الكساد الاقتصادي العظيم وانهيار الأسواق المالية الأمريكية في عام 1929، حيث عاد المستثمرون إلى مقالات "داو" ليكتشفوا حينها أنه كان قد تنبأ بالانهيار قبل وقوعه بنحو 30 عاماً، بل اكتشفوا أنه كان قد وضع أسسا علمية تساعد أي مستثمر على اتخاذ القرارات الاستثمارية، لتتطور هذه المقالات لاحقاً (خلال الفترة من الثلاثينيات إلى الأربعينيات الميلادية) إلى نظرية عرفت لاحقاً باسم نظرية داو من قبل تلاميذه "شيفر" و"هاملتون" و"ريا" الذين بالتأكيد لم يلتقوه يوماً ما!
اللافت أن هذه النظرية تصلح للتطبيق في أي وقت من الأوقات وعلى أي سوق مالية في العالم (بما فيها السوق المالية السعودية)، حيث تضمنت، على سبيل المثال، تقسيماً لحركة الأسهم من المنظور الزمني إلى ثلاثة أنواع عرفت بالأوج والموج والرقرقة وتحليل مكونات الاتجاه، سواء كان صاعداً أم هابطاً (بما في ذلك حالات التجميع والتصريف) وتطرقت إلى مفهوم كفاءة السوق، كما تطرقت أيضاً إلى ترابط الأداء بين المؤشر والقطاعات المكونة له، إضافة إلى أهمية قيم التداولات لتأكيد الاتجاه والأهم من كل ذلك قدمت إطاراً لإشارات انعكاس الاتجاه من خلال نظرية القمم والقيعان التي طورها "هاملتون" و"ريا" قبل أكثر من 70 عاما من هذه المقالات!
لا يختلف اثنان على أن "داو" قدم لنا إطاراً من المفاهيم والأفكار التي تعد بلا شك الأهم في عالم الأسواق المالية حتى يومنا هذا في إنجاز لم يوازه في ذلك شخص آخر على مدى التاريخ، ولطالما تناقشت كثيراً مع أخي الغالي مساعد السعيد (وهو أحد تلامذة "داو" في المملكة) عن هذه المفاهيم والأفكار، لكننا كنا نقف دائماً عند تساؤلات مهمة تتمثل في ماذا لو كان "داو" بيننا اليوم؟ وهل كان يتوقع أن يحدث له كل ذلك؟ وماذا ستكون ردة فعله لو عرف أن مقالاته أصبحت نظرية رائدة، وأن مؤشره أصبح أهم مؤشرات الأسهم العالمية وأن صحيفته أصبحت أشهر الصحف المالية حول العالم؟
الاقتصادية - محمد بن فهد العمران 18/03/2009