المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 7.3 - 11 مليار درهم سيولة لدى "الإمارات" تكفي لسداد التزاماتها بسهولة



بوخالد2
28-12-2005, 02:54 PM
معدلات نموها العالية وصفقاتها الضخمة الشغل الشاغل لأوساط الطيران العالمية
7.3 - 11 مليار درهم سيولة لدى "الإمارات" تكفي لسداد التزاماتها بسهولة




ترجمة: عبير أبو شمالة

ما الذي تعتزم طيران “الإمارات” فعله بالطائرات ال45 من طراز 380a التي طلبتها من “إيرباص” أخيراً؟ هذا هو السؤال الذي يشغل أوساط الطيران العالمية في الوقت الراهن بحسب الموقع الإلكتروني لمؤسسة “فلايت إنترناشيونال” المعنية بأخبار الطيران في العالم والتي أصدرت أخيراً تقريراً تناول حركة التوسع والنمو اللافتة في المنطقة خاصة الازدهار أو ما أسمته ظاهرة النمو الفائق التي تعيشها “طيران الإمارات”.

وقال التقرير إن عمليات التوسع المستمرة بدأت تزداد بشكل لافت بين شركات الطيران الخليجية بداية من طيران الإمارات إلى خطوط الاتحاد والخطوط القطرية. وتوقع التقرير أن ينمو سرب طائرات الناقلات الجوية الخليجية إلى 3 أضعاف مستواه الحالي في غضون أقل من عقد واحد.



خطط التطوير في أبوظبي تفتح آفاقاً واسعة أمام نمو “الاتحاد”



وأكد التقرير أن السياسات الحكيمة التي وقفت وراء تحول دبي إلى مركز عالمي للسياحة والتسوق والأعمال لعبت دوراً مهماً كذلك في تعزيز جهود نمو “طيران الإمارات” بتوفير قاعدة مسافرين واسعة رفعت الطلب على رحلات الشركة. وتساءل التقرير إن كان بإمكان مدن الخليج الأخرى أن توفر قاعدة الطلب الكافية لدعم أداء شركات الطيران فيها.

وحمل التقرير الإجابة عن تساؤله من خلال التوقعات التي قدرت أن ينمو عدد المسافرين في الدولة من 34 مليون مسافر في العام الجاري إلى 78 مليون مسافر بحلول عام 2010. ويقدر عدد المسافرين عبر مطار دبي الدولي بنحو 60 مليون مسافر بحلول عام 2010 مقارنة بنحو 25 مليون مسافر هذا العام. ويتوقع أن تنمو كذلك حركة السفر عبر مطار أبوظبي الدولي خلال الفترة نفسها من 6 إلى 12 مليون مسافر.

وبحسب بيانات شركة الأبحاث المعنية ببيانات شركات الطيران الدولية “أفسوفت” يتوقع أن ينمو عدد طائرات شركات “طيران الإمارات” و”الاتحاد” و”الخطوط القطرية” إلى أكثر من ضعف مستواه الحالي في غضون السنوات الست المقبلة. ومن المتوقع أن تحتاج دول الخليج والشرق الأوسط وعموماً إلى نحو 650 طائرة بتكلفة 64 مليار دولار في غضون العقدين المقبلين.

ومن جانبه قال تيم كلارك رئيس “طيران الإمارات”: “لو لم نكن على ثقة تامة بقدرتنا على الوصول إلى ظاهرة النمو الفائق التي نشهدها اليوم لما بادرنا من الأساس لعقد صفقات بهذا الحجم”. وأضاف أن الناس ينسون أن طلبيات الطائرات الجديدة هذه سوف تسلم على دفعات وعلى مدى عدد من السنوات ولن تصل في التو واللحظة.

وقال كلارك: إن الطلب على رحلات الشركة نما بمعدل 15% منذ عام 2001 عندما أطلقت طيران الإمارات برنامجها التوسعي وتوقع أن تواجه الشركة قصورا في قدرتها على تلبية الطلب المتنامي بنسبة 50% بحلول عام 2012.

ويعزز الازدهار القوي الذي تعيشه دبي التفاؤل حيال مستقبل الناقلة الوطنية. فبحسب التقديرات الحديثة ينمو إجمالي الناتج المحلي لدبي بمعدل سنوي يتراوح بين 16 و24%. وقال كلارك إن أنشطة العمران في المدينة تمضي على قدم وساق وقدر حجم الاستثمار في قطاع العقارات بدبي بنحو 65 مليار دولار (6.238 مليار درهم). ويتوقع أن تسهم الثورة العمرانية هذه في استقطاب المزيد من الوافدين للعمل في المدينة من الآن وحتى عام 2015. وبحسب التقديرات الحكومية من المنتظر أن ينمو عدد المقيمين في الدولة ليصل إلى ما يتراوح بين 7 و10 ملايين فرد بحلول عام 2015. وإضافة إلى ذلك يتوقع أن تستقطب مدينة “دبي لاند” الترفيهية أكثر من 20 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2015.

وينتظر أن تسهم ثورة العقارات في دبي في الحد من الاعتماد على العائدات النفطية من خلال بناء قاعدة اقتصادية متنوعة ومستدامة تقوم على خدمات القيمة المضافة ذات القيمة العالية. وعلى ضوء هذه البيانات والتوقعات فإن خطط “طيران الإمارات” التوسعية تبدو على حد تعبير كلارك محدودة ومتواضعة، ولن تكفي لتغطية متطلبات النمو القوي والمتسارع في حجم الطلب على رحلاتها”.

ومن جهة أخرى استبعد كلارك أن يشكل تحرير سوق الطيران في الهند التي تشكل الرحلات بينها وبين القارة الأوروبية جزءاً مهماً من رحلات طيران الإمارات تهديداً في المستقبل. وقال: “يتوقع أن تسهم هذه التطورات، خاصة في ظل تنامي أعداد الهنود ميسوري الحال، في تعزيز الطلب بصورة أكبر بحيث يستوعب السوق كل العرض المنتظر تزايده في المستقبل”.

وقال كلارك إن حركة السفر بين الهند ودبي تمثل نحو 15% من حركة السفر بالنسبة لطيران الإمارات ويصل متوسط الإشغال على متن هذه الرحلات إلى نحو 93%. وأضاف: ان نسبة الإشغال على الرغم من ارتفاعها محدودة بالقيود التي تفرضها الحكومة الهندية على حركة الملاحة الجوية ومن المتوقع بالتالي أن ينمو الطلب على رحلات “طيران الإمارات” بمجرد قيام الحكومة بتحرير الأجواء الأمر الذي سيتيح للشركة تقديم رحلات إلى المدن الهندية المختلفة.

وأكد تقرير حديث لبنك “إتش إس بي سي” أن خطط النمو التي تعتزم شركات “الإمارات” و”الاتحاد” و”الخطوط القطرية” تطبيقها تفوق ما يتوقع تحقيقه من نمو على مستوى منطقة الشرق الأوسط قاطبة، موضحاً أن هذا الأمر يتطلب لضمان نجاحه عدداً من الشروط الرئيسية أهمها نمو يفوق المتوسط بالنسبة لحركة السفر بين الدولة المضيفة والوجهات الأساسية وتوظيف المدينة المضيفة محوراً لاستقطاب حركة السفر من بقية وجهات الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية إضافة إلى تباطؤ نمو بقية الخطوط الرئيسية.

وأوضح كلارك أن الطريق ممهدة في الوقت الحاضر أمام المزيد من النمو في حركة السفر بين دبي والوجهات المختلفة، وقال إن نحو 99% من المقيمين في دبي يسافرون عبر الجو. واضافة إلى ذلك تقوم دبي ببناء مركز سفر عالمي المستوى يساعد “طيران الإمارات” مع ما يشترى من طائرات جديدة على النمو والتوسع بصورة اكبر.

وقال كلارك إن موقع دبي الجغرافي يعزز من قدرتها التنافسية كمركز عالمي للسياحة والسفر وأوضح قائلاً: “خلال 8 ساعات فقط يمكن لنا تغطية وجهات تضم اكثر من 5.3 مليار نسمة. إن منهاجنا في التفكير قائم على أسس التوسع عالمياً، ويمكن القول ان طموحنا يكمن في الخروج من إطار العلاقات الثنائية الضيق الذي يحكم سوق الطيران العالمي، ولنترك قوى السوق تحدد من يسير رحلات إلى أين ومتى”.

وأقر كلارك من جهة أخرى بأن مطار دبي الدولي في الوقت الراهن لن يكفي وحده لاستيعاب النمو فائق السرعة الذي تشهده حركة الملاحة الجوية، وقال إن العوامل والضغوط البيئية ستؤدي على المدى البعيد إلى كبح جماح النمو بعض الشيء. وأضاف إن مطار دبي الدولي ينمو بمعدل يتراوح بين 15 و22% سنوياً وبحسب الخطط ينتظر أن ترتفع طاقة المطار الاستيعابية ليقدر على استضافة 70 مليون مسافر سنوياً، لكن لن يكون هناك من الناحية الفعلية إمكانية لزيادة طاقة المطار الاستيعابية بصورة أكبر بعد الانتهاء من تنفيذ خطط التوسع الحالية. إلا أنه أضاف أن حكومة دبي تمكنت من إدراك هذه الفجوة وحرصت على سدها من خلال خطط بناء مطار جبل علي الذي ينتظر أن يتسع لاستيعاب أكثر من 120 مليون مسافر سنوياً.

واستبعد كلارك أن تقوم “طيران الإمارات” بعقد صفقات تحالف مع شركات طيران عالمية لدعم خططها التوسعية في الأسواق العالمية قائلاً: “تمكنا على مدى العقود الثلاثة الماضية من تجاوز أزمات وحروب وتفادينا انعكاسات مشكلات عدة مثل انتشار فيروس “السارس” في آسيا وانهيار العملات الآسيوية لنواصل النمو بخطى سريعة وثابتة سواء من حيث الأرباح أو العائدات”. وأضاف: “نحن نصر على الإمساك بمقاليد الأمور لنتحكم في قدرنا ونصنع مستقبلنا، ونعتزم النمو بالمعدل الذي نختار وننوي تسيير الرحلات إلى الوجهات التي نروم. وسنحافظ دوماً على سيطرتنا على كل ما نقوم به”.

وكانت صفقات شراء طائرات A380 وغيرها من الصفقات الضخمة التي أبرمتها مؤخراً “طيران الإمارات”، أعطت انطباعاً بإمكانية قيام حكومة دبي بطرح أسهم الناقلة الوطنية للاكتتاب العام بغية تمويل الاستثمارات الضخمة. وأقر كلارك بأن الأمر قد طرح بالفعل للنقاش، إلا أنه أكد أن عملية الإدراج لن تكون على أي حال في المستقبل القريب.

وقال إن الشركة ليست بحاجة للتمويل وإنها لم تكن لتبادر إلى عقد صفقات الشراء ما لم تملك بالفعل رأس المال اللازم، وأكد أن لدى الشركة سيولة كبيرة تتراوح بين 2 و3 مليارات دولار (7.34 و11 مليار درهم) بما يساعدها على تغطية التزاماتها بسهولة ويسر خاصة مع قدرتها على الاقتراض من أسواق المال العالمية.

وتطرق التقرير كذلك للحديث عن خطط أبوظبي وطموحاتها التوسعية في مجال الملاحة الجوية والتوسع الذي بدأ بتدشين خطوط “طيران الاتحاد” في يوليو/ تموز 2003.

وقال التقرير إن الشركة تمضي بالفعل بسرعة وقوة على مسار النمو والتوسع لتثبت نفسها كشركة طيران فاعلة وقادرة على النمو، وأوضح أن قدرة الشركة على المحافظة على ما حققته من نمو يعتمد بالدرجة الأولى على السرعة التي ستنجح فيها أبوظبي في توسعة قاعدتها الاقتصادية للحد من الاعتماد على العائدات النفطية.

وكانت حكومة أبوظبي قد قامت في يوليو/ تموز الماضي بتعيين روبرت سترودل كأول رئيس تنفيذي لطيران الاتحاد، وهو يعكف في الوقت الراهن على صياغة استراتيجية التوسع والنمو للشركة والتي تركز بالدرجة الأولى على ربط أبوظبي برحلات مباشرة إلى عواصم مختلفة في العالم، على أن تتم إضافة وجهة جديدة كل شهر.