Love143
30-12-2005, 12:17 PM
حصاد 2005: نمو أرباح الشركات 100 في المئة ومكرر الأسعار يظهر أن الارتفاعات حقيقية... لا طفرة
اعتبر تقرير الاستثمارات الوطنية ان العام 2005 شكل نقلة نوعية جديدة لتداولات سوق الكويت للاوراق المالية دخل خلالها السوق بمرحلة تاريخية كسر فيها المؤشر السعري مستوى الـ 11,960 نقطة وزاد عدد الشركات فيها الى 158 شركة لاحقا بركب المكاسب القوية التي تحققت لمعظم الاسواق المشابهة القريبة الذي لايزال السوق فيه أرخص الاسواق، فقد ارتفعت ارباح الشركات المدرجة فيه لآخر ارباح معلنة بالربع الثالث بنسبة 99,8 في المئة عن الفترة المثيلة السابقة واستطاع السوق من خلالها المحافظة على مكرر سعر الى ربحية بمعدلات منخفضة بلغت 14,2 مرة مما يضفي ميزة تنافسية لا تضاهي مقارنة مع مكررات الاسواق الاقليمية الاخرى، وهذا انما يؤكد على ان الارتفاعات الناتجة خلال تلك الفترة لا تنم عن طفرة بقدر ما تعبر عن نمو حقيقي وان كان هناك من تلك الارباح غير تشكيلية والتي قدرت بنسبة 30 في المئة منها إلا ان الاوضاع بشكل عام جاءت مبشرة وايجابية على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وارتفعت خلال هذه الفترة جميع المؤشرات المالية مثل (nic 50 - السعري - الوزني) التي ارتفعت بنسب 83,0 في المئة - 78,6 في المئة - 67,4 في المئة على التوالي بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي وانعكس ذلك بالطبع على المتغيرات العامة (القيمة - الكمية - عدد الصفقات) والتي ارتفعت بنسب 85,3 في المئة - 55,1 في المئة - 84,3 في المئة على التوالي وساهم هذا النشاط بوصول أسعار العديد من الاسهم الى مستويات غير مسبوقة، فقد وصلت القيمة الرأسمالية للشركات المدرجة بسوق الكويت للاوراق المالية الى مستوى الـ 42,0 مليار دينار كويتي خلال نهاية العام 2005 ( 21,6 مليار دينار كويتي بنهاية 2004)، حيث زخرت هذه الفترة بالعديد من الاحداث المهمة التي سوف نأتي على ذكرها في سياق تحليلنا المفصل، ولمزيد من التحليل سوف نعمل على تقسيم السوق الى فترات مختلفة والتي شهد السوق من خلالها عمليات صعود وهبوط على مستوى المؤشرين السعري والوزني وان كان اتجاه الصعود هو الغالب لكن بلاشك مر السوق ايضا بعمليات هبوط وتصحيح.
الربع الاول (يناير - فبراير - مارس)
أنهى سوق الكويت للاوراق المالية تعاملاته للربع الاول بارتفاع المؤشرات العامة (nic 50 - السعري - الوزني) بنسب 47,8 في المئة و59,0 في المئة و41,0 في المئة على التوالي اغلق فيها المؤشر السعري على مستوى 7,869,1 نقطة مقابل انخفاض في المتغيرين العامين (الكمية - عدد الصفقات) بنسب 5,6 في المئة و0,1 في المئة على التوالي وارتفاع في المتغير العام (القيمة) وهذا ما أعطى مؤشراً واضحاً حينها بتركيز التداول على الاسهم ذات الاسعار المرتفعة نسبيا، وبمجمل الربع الاول انقسم الاداء فيه الى مرحلتين:
المرحلة الاولى: شهدت هذه المرحلة تفاوتاً في أداء المؤشرات العامة من حيث الاتجاهات سواء بالانخفاض او الارتفاع والتي امتدت الى منتصف شهر فبراير،وقد سجل المؤشر السعري خلال هذه الفترة رقما جديدا بوصوله الى مستوى 65000 نقطة والتي حصل عندها عمليات مقاومة محدودة أدت الى خسارة المؤشر جزءاً بسيطاً ومحدوداً من مكاسبه السوقية حيث ساد هــذه الفــترة نوع من الهدوء النسبي والــــــتي نستطيع ان نرجع اسبابه الى عدة عوامل ولعل ابرزها:
ترقب بيان واتضاح الرؤية لنتائج ارباح وأداء بعض الشركات، مما عزز من عامل الانتقائية الذي مر به السوق بالفترة الاخيرة في الوقت الذي قلت فيه الكميات المطلوبة عن المعروضة منها.
عزوف الكثيرين عن الشراء وتفضيل الانتظار حتى تتضح الاوضاع أكثر خاصة عند حلول موعد اجراء انتـــخابات الرئاسة العراقية الذي تكلل بالنجاح،والذي لعب دورا بارزا في الاجواء السياسية والاقتصادية على الوضع الداخلي.
من جهة أخرى شهدت دولة الكويت في الآونة الاخيرة من الشهر الاول للربع الاول حالة من التدهور الامني من جهة رحالة سيطرة واحكام على الاوضاع الامنية من جهة اخرى، مما عكسه الوضع الاقتصادي العام الذي لم يتأثر سواء ان كان على الصعيد السياحي أو كان على صعيد أداء سوق الاوراق المالية، ايضا ساهم بخلق نوع من الحذر والترقب في عمليات الشراء الى استتباب الاوضاع بمجملها.
محاولة العديد من ادارات الشركات على التحكم والسيطرة النسبية على أسعار أسهمها وذلك منعا لأي تضخم في مستوياتها قد يفرض عليها توزيعات ارباح تبرر ارتفاع اسعارها، وهذا ما يخشاه الكثيرون وهذا ما يحرص عليه مدراء المحافظ والصناديق الذين يعيرون اهتماما كبيرا بما سوف يؤديه السوق على المدى الطويل.
المرحلة الثانية:
استعاد سوق الكويت للاوراق المالية توازنه خلال منتصف شهر فبراير وبدأ بالصعود مجددا حيث سجل السوق رقما قياسيا لم يشهده من قبل عندما وصل المؤشر السعري الى مستوى لامس فيه حاجز الثمانمئة نقطة بعد السبعة آلاف كنتيجة مباشرة لاعلان البنتاغون الاميركية عن تلزيم شركة المخازن العمومية بمناقصة لتقديم خدمات لوجستية متنوعة للجيش الاميركي لمدة عشرة شهور بمبلغ 3,27 مليار دولار أميركي، ومما لاشك فيه بأن هذا العقد أعطى السوق دفعة معنوية كبيرة جدا علاوة على ازدياد حجم السيولة اليومية مما دفع بأسعار شركة المخازن العمومية والشركات المتأثرة بها الى مستويات قياسية لم تشهده هذه الاسهم من قبل اضافة الى ذلك بعض الشركات والتي لها استثمار مباشر مع شركة المخازن العمومية طالها ايضا الارتفاعات السعرية علاوة على ذلك تواتر الاخبار حول الاداء المتميز لبعض الشركات واعلان شركة الهواتف المتنقلة عن شرائها حصة مؤثرة في شركة سلتل الهولندية ما ساهم في خلق مناخ استثماري مميز لدى المتداولين حول اداء بعض الشركات المدرجة واتجاهها نحو ابرام صفقات عملاقة.
الربع الثاني (ابريل - مايو - يونيو)
انهى سوق الكويت للاوراق المالية تعاملاته للربع الثاني بارتفاع المؤشرات العامة (nic 50- السعري - الوزني) بنسب 83,3 في المئة و61,5 في المئة و54,4 في المئة أغلق فيها المؤشر السعري على مستوى 8,811,3 نقطة هذا وقد ارتفعت بالمقابل المتغيرات العامة (الكمية - عدد الصفقات - قيمتها) بنسب 24,1 في المئة و46,6 في المئة و54,3 في المئة على التوالي، هذا وقد انقسم التداول في الربع الثاني الى مرحلتين:
المرحلة الاولى: بداية هذه المرحلة كانت تمثل تكملة طبيعية وشبيهة بتداولات نهاية الربع الاول التي كانت قد زخمت بعدة عوامل ايجابية ساعدت على بلوغ التداول الى مستويات غير مسبوقة في بداية الربع الثاني والتي سجلت في تلك الفترة رقماً قياسياً في قيمة تداول وصلت الى 199,8 مليون دينار وذلك بيوم 26 ابريل 2005 وهي أعلى قيمة تداول مرت على سوق الكويت للاوراق المالية في ذلك الحين، وتجدر الاشارة الى انه خلال تلك الفترة اكتمل الوجه العام عن الارباح السنوية للشركات بصفة عامة وبعض ارباح الربع الاول لبعض الشركات والتي جاءت قياسية للبعض منها ما ساهم مع العوامل الاخرى في خلق نشاط محموم حول قطاعات الاستثمار والخدمات والعقار وقتها.
وتعتبر تلك الفترة من أهم الفترات التي مرت على السوق حيث غلب طابع الانخفاض الشديد بالمؤشرات على الرغم من العوامل الجانبية التي حاولت الحد من نزول السوق واستعادة اتجاهه الصعودي وابرز ما تم في ذلك تصريحات سمو رئيس مجلس الوزراء يوم 10/5/2005 بأن السوق سوف يعود الى سابق عهده وان ما يحصل ليس إلا تصحيحاً طبيعياً يمر به أي سوق وأعطى هذا التصريح مفعوله الايجابي ولكن الاتجاه النزولي ما لبث وان عاود مرة اخرى متأثرا باتجاه نزول سهم شركة المخازن العمومية والشركات المرتبطة معها بطريقة تنم عن الحاجة النفسية للتصحيح السعري لاسعار تلك الاسهم على الرغم من ان العوامل الفنية تشير الى غير ذلك، وساهم في هذا التصحيح هلع وخوف المتداولين بالسوق من ان القادم اكبر من الذي مضى وساعد ذلك احجام كبار اللاعبين من محافظ وصناديق ومستثمرين كبار من التحرك نحو الشراء المجدي انتظارا لانخفاضات اخرى قد تكون قادمة وهو ما أدى الى تدهور اكبر للسوق وصولا الى حالة فقدان الثقة، ويجب ان نشير الى ان عملية التصحيح التي طالت بعض الاسهم كان لها جانب ايجابي في تحريك اسهم ذات أداء تشغيلي جيد جدا ولكنها ظلمت في السوق نتيجة عدم انتباه المستثمرين لها وانشغالهم بأسهم اخرى على الرغم من ان المتداولين لايزالوا يؤمنون بأن الاتجاه الايجابي لن يتأتى إلا برجوع سهم المخازن الى اسعاره السابقة.
ان الخطوط العامة لمجريات التداول في المرحلة الاولى من الربع الثاني كانت تشير بطريقة واضحة الى ان عمليات البيع والتصريف كانت السمة الغالبة للتداول خاصة نحو الاسهم التي تضخمت تضخما كبيرا في الاسعار دون وجود نتائج تشغيلية ملموسة وانما أرباح كبيرة مبنية على نشاط غير تشغيلي يتأثر بارتفاع وهبوط السوق.
المرحلة الثانية: تم في هذه المرحلة والتي بدأت من اول يوم في شهر يونيو بالاعلان عن العقد الجامبو لشركة المخازن العمومية والذي تبلغ قيمته القصوى 14 مليار دولار في حال امتد العقد لفترة 5 سنوات وكان لوقع الاعلان عن هذا الخبر الدفعة الايجابية الكبيرة على نفوس المتداولين والمستثمرين بعد ان سادت حالة من التذبذب والتململ جموع المستثمرين وذلك لتأخر الاعلان ولكن رغبة الناس وتعلق أملهم على هذا العقد هو ما خلق حالة عدم التأكد من وضع السوق المستقبلي والرغبة في البيع اكثر من الشراء وسبب النزول المتواصل للمؤشرات والاسعار في هذه الفترة دون ان يستطيع السوق من خلال لاعبيه ان يكبحوا جماح النزول غير المنطقي الى ان تم الاعلان عن العقد والذي غير مسار التداول من الهبوط الى الصعود وبث روح التفاؤل بين جموع المتداولين.
لم يصمد السوق مع ما تمت الاشارة إليه في المرحلة السابقة حيث ما لبث أن عاود نزوله وفقد خلالها المزيد من النقاط على مستوى المؤشر السعري ولكن الناحية الايجابية آنذاك هي وجود قيم تداول يومية قريبة من 85 مليونا (والتي تمثل قيمة تداول جيدة وقتها) وساعد في تلك القيمة اعلان البورصة يوم 11 يونيو 2005 حول فوز شركة المخازن العمومية بعقد ضخم تصل قيمته الى 1,5 مليار دولار لمدة خمس سنوات كحد اقصى ساعد في تماسك السوق الى حد ما والحد من تذبذباته الحادة على الرغم من اللغط الذي صاحب هذا العقد خاصة وان السهم الذي يقود السوق طلوعا ونزولا وقتها (المخازن العمومية) استطاع ان يؤسس على سعر معين دون نزول وطلوع وهي كانت فرصة مناسبة للسوق وللمتعاملين لاستعادة ثقتهم مرة اخرى بالسوق بعد ان فقدوها جزئيا بسبب العامل النفسي وحالة عدم الاتزان وعدم وضوح الرؤية التي صاحبت تداولات بداية هذه الفترة.
الربع الثالث (يوليو - اغسطس - سبتمبر)
تعد فترة الثلاثة اشهر الاخيرة من الفترة المنتهية في سبتمبر عام 2005 من اهم الفترات التي اخذت في سوق الاوراق المالية منعطفا جديدا من حيث طبيعة التداولات وماهيتها دخل خلالها السوق مرحلة تاريخية كسر فيها المؤشر السعري مستوى الـ10,000 نقطة واسس عليه بعدما اغلق على مستوى 10,233 نقطة، كما تعتبر هذه الفترة مميزة على جميع الاصعدة والتي وصلت خلال تداولاتها رسملة السوق الى 35 مليار دينار كويتي، هذا وقد انقسم التداول خلال الربع الثالث الى مرحلتين:
اعتبر تقرير الاستثمارات الوطنية ان العام 2005 شكل نقلة نوعية جديدة لتداولات سوق الكويت للاوراق المالية دخل خلالها السوق بمرحلة تاريخية كسر فيها المؤشر السعري مستوى الـ 11,960 نقطة وزاد عدد الشركات فيها الى 158 شركة لاحقا بركب المكاسب القوية التي تحققت لمعظم الاسواق المشابهة القريبة الذي لايزال السوق فيه أرخص الاسواق، فقد ارتفعت ارباح الشركات المدرجة فيه لآخر ارباح معلنة بالربع الثالث بنسبة 99,8 في المئة عن الفترة المثيلة السابقة واستطاع السوق من خلالها المحافظة على مكرر سعر الى ربحية بمعدلات منخفضة بلغت 14,2 مرة مما يضفي ميزة تنافسية لا تضاهي مقارنة مع مكررات الاسواق الاقليمية الاخرى، وهذا انما يؤكد على ان الارتفاعات الناتجة خلال تلك الفترة لا تنم عن طفرة بقدر ما تعبر عن نمو حقيقي وان كان هناك من تلك الارباح غير تشكيلية والتي قدرت بنسبة 30 في المئة منها إلا ان الاوضاع بشكل عام جاءت مبشرة وايجابية على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وارتفعت خلال هذه الفترة جميع المؤشرات المالية مثل (nic 50 - السعري - الوزني) التي ارتفعت بنسب 83,0 في المئة - 78,6 في المئة - 67,4 في المئة على التوالي بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي وانعكس ذلك بالطبع على المتغيرات العامة (القيمة - الكمية - عدد الصفقات) والتي ارتفعت بنسب 85,3 في المئة - 55,1 في المئة - 84,3 في المئة على التوالي وساهم هذا النشاط بوصول أسعار العديد من الاسهم الى مستويات غير مسبوقة، فقد وصلت القيمة الرأسمالية للشركات المدرجة بسوق الكويت للاوراق المالية الى مستوى الـ 42,0 مليار دينار كويتي خلال نهاية العام 2005 ( 21,6 مليار دينار كويتي بنهاية 2004)، حيث زخرت هذه الفترة بالعديد من الاحداث المهمة التي سوف نأتي على ذكرها في سياق تحليلنا المفصل، ولمزيد من التحليل سوف نعمل على تقسيم السوق الى فترات مختلفة والتي شهد السوق من خلالها عمليات صعود وهبوط على مستوى المؤشرين السعري والوزني وان كان اتجاه الصعود هو الغالب لكن بلاشك مر السوق ايضا بعمليات هبوط وتصحيح.
الربع الاول (يناير - فبراير - مارس)
أنهى سوق الكويت للاوراق المالية تعاملاته للربع الاول بارتفاع المؤشرات العامة (nic 50 - السعري - الوزني) بنسب 47,8 في المئة و59,0 في المئة و41,0 في المئة على التوالي اغلق فيها المؤشر السعري على مستوى 7,869,1 نقطة مقابل انخفاض في المتغيرين العامين (الكمية - عدد الصفقات) بنسب 5,6 في المئة و0,1 في المئة على التوالي وارتفاع في المتغير العام (القيمة) وهذا ما أعطى مؤشراً واضحاً حينها بتركيز التداول على الاسهم ذات الاسعار المرتفعة نسبيا، وبمجمل الربع الاول انقسم الاداء فيه الى مرحلتين:
المرحلة الاولى: شهدت هذه المرحلة تفاوتاً في أداء المؤشرات العامة من حيث الاتجاهات سواء بالانخفاض او الارتفاع والتي امتدت الى منتصف شهر فبراير،وقد سجل المؤشر السعري خلال هذه الفترة رقما جديدا بوصوله الى مستوى 65000 نقطة والتي حصل عندها عمليات مقاومة محدودة أدت الى خسارة المؤشر جزءاً بسيطاً ومحدوداً من مكاسبه السوقية حيث ساد هــذه الفــترة نوع من الهدوء النسبي والــــــتي نستطيع ان نرجع اسبابه الى عدة عوامل ولعل ابرزها:
ترقب بيان واتضاح الرؤية لنتائج ارباح وأداء بعض الشركات، مما عزز من عامل الانتقائية الذي مر به السوق بالفترة الاخيرة في الوقت الذي قلت فيه الكميات المطلوبة عن المعروضة منها.
عزوف الكثيرين عن الشراء وتفضيل الانتظار حتى تتضح الاوضاع أكثر خاصة عند حلول موعد اجراء انتـــخابات الرئاسة العراقية الذي تكلل بالنجاح،والذي لعب دورا بارزا في الاجواء السياسية والاقتصادية على الوضع الداخلي.
من جهة أخرى شهدت دولة الكويت في الآونة الاخيرة من الشهر الاول للربع الاول حالة من التدهور الامني من جهة رحالة سيطرة واحكام على الاوضاع الامنية من جهة اخرى، مما عكسه الوضع الاقتصادي العام الذي لم يتأثر سواء ان كان على الصعيد السياحي أو كان على صعيد أداء سوق الاوراق المالية، ايضا ساهم بخلق نوع من الحذر والترقب في عمليات الشراء الى استتباب الاوضاع بمجملها.
محاولة العديد من ادارات الشركات على التحكم والسيطرة النسبية على أسعار أسهمها وذلك منعا لأي تضخم في مستوياتها قد يفرض عليها توزيعات ارباح تبرر ارتفاع اسعارها، وهذا ما يخشاه الكثيرون وهذا ما يحرص عليه مدراء المحافظ والصناديق الذين يعيرون اهتماما كبيرا بما سوف يؤديه السوق على المدى الطويل.
المرحلة الثانية:
استعاد سوق الكويت للاوراق المالية توازنه خلال منتصف شهر فبراير وبدأ بالصعود مجددا حيث سجل السوق رقما قياسيا لم يشهده من قبل عندما وصل المؤشر السعري الى مستوى لامس فيه حاجز الثمانمئة نقطة بعد السبعة آلاف كنتيجة مباشرة لاعلان البنتاغون الاميركية عن تلزيم شركة المخازن العمومية بمناقصة لتقديم خدمات لوجستية متنوعة للجيش الاميركي لمدة عشرة شهور بمبلغ 3,27 مليار دولار أميركي، ومما لاشك فيه بأن هذا العقد أعطى السوق دفعة معنوية كبيرة جدا علاوة على ازدياد حجم السيولة اليومية مما دفع بأسعار شركة المخازن العمومية والشركات المتأثرة بها الى مستويات قياسية لم تشهده هذه الاسهم من قبل اضافة الى ذلك بعض الشركات والتي لها استثمار مباشر مع شركة المخازن العمومية طالها ايضا الارتفاعات السعرية علاوة على ذلك تواتر الاخبار حول الاداء المتميز لبعض الشركات واعلان شركة الهواتف المتنقلة عن شرائها حصة مؤثرة في شركة سلتل الهولندية ما ساهم في خلق مناخ استثماري مميز لدى المتداولين حول اداء بعض الشركات المدرجة واتجاهها نحو ابرام صفقات عملاقة.
الربع الثاني (ابريل - مايو - يونيو)
انهى سوق الكويت للاوراق المالية تعاملاته للربع الثاني بارتفاع المؤشرات العامة (nic 50- السعري - الوزني) بنسب 83,3 في المئة و61,5 في المئة و54,4 في المئة أغلق فيها المؤشر السعري على مستوى 8,811,3 نقطة هذا وقد ارتفعت بالمقابل المتغيرات العامة (الكمية - عدد الصفقات - قيمتها) بنسب 24,1 في المئة و46,6 في المئة و54,3 في المئة على التوالي، هذا وقد انقسم التداول في الربع الثاني الى مرحلتين:
المرحلة الاولى: بداية هذه المرحلة كانت تمثل تكملة طبيعية وشبيهة بتداولات نهاية الربع الاول التي كانت قد زخمت بعدة عوامل ايجابية ساعدت على بلوغ التداول الى مستويات غير مسبوقة في بداية الربع الثاني والتي سجلت في تلك الفترة رقماً قياسياً في قيمة تداول وصلت الى 199,8 مليون دينار وذلك بيوم 26 ابريل 2005 وهي أعلى قيمة تداول مرت على سوق الكويت للاوراق المالية في ذلك الحين، وتجدر الاشارة الى انه خلال تلك الفترة اكتمل الوجه العام عن الارباح السنوية للشركات بصفة عامة وبعض ارباح الربع الاول لبعض الشركات والتي جاءت قياسية للبعض منها ما ساهم مع العوامل الاخرى في خلق نشاط محموم حول قطاعات الاستثمار والخدمات والعقار وقتها.
وتعتبر تلك الفترة من أهم الفترات التي مرت على السوق حيث غلب طابع الانخفاض الشديد بالمؤشرات على الرغم من العوامل الجانبية التي حاولت الحد من نزول السوق واستعادة اتجاهه الصعودي وابرز ما تم في ذلك تصريحات سمو رئيس مجلس الوزراء يوم 10/5/2005 بأن السوق سوف يعود الى سابق عهده وان ما يحصل ليس إلا تصحيحاً طبيعياً يمر به أي سوق وأعطى هذا التصريح مفعوله الايجابي ولكن الاتجاه النزولي ما لبث وان عاود مرة اخرى متأثرا باتجاه نزول سهم شركة المخازن العمومية والشركات المرتبطة معها بطريقة تنم عن الحاجة النفسية للتصحيح السعري لاسعار تلك الاسهم على الرغم من ان العوامل الفنية تشير الى غير ذلك، وساهم في هذا التصحيح هلع وخوف المتداولين بالسوق من ان القادم اكبر من الذي مضى وساعد ذلك احجام كبار اللاعبين من محافظ وصناديق ومستثمرين كبار من التحرك نحو الشراء المجدي انتظارا لانخفاضات اخرى قد تكون قادمة وهو ما أدى الى تدهور اكبر للسوق وصولا الى حالة فقدان الثقة، ويجب ان نشير الى ان عملية التصحيح التي طالت بعض الاسهم كان لها جانب ايجابي في تحريك اسهم ذات أداء تشغيلي جيد جدا ولكنها ظلمت في السوق نتيجة عدم انتباه المستثمرين لها وانشغالهم بأسهم اخرى على الرغم من ان المتداولين لايزالوا يؤمنون بأن الاتجاه الايجابي لن يتأتى إلا برجوع سهم المخازن الى اسعاره السابقة.
ان الخطوط العامة لمجريات التداول في المرحلة الاولى من الربع الثاني كانت تشير بطريقة واضحة الى ان عمليات البيع والتصريف كانت السمة الغالبة للتداول خاصة نحو الاسهم التي تضخمت تضخما كبيرا في الاسعار دون وجود نتائج تشغيلية ملموسة وانما أرباح كبيرة مبنية على نشاط غير تشغيلي يتأثر بارتفاع وهبوط السوق.
المرحلة الثانية: تم في هذه المرحلة والتي بدأت من اول يوم في شهر يونيو بالاعلان عن العقد الجامبو لشركة المخازن العمومية والذي تبلغ قيمته القصوى 14 مليار دولار في حال امتد العقد لفترة 5 سنوات وكان لوقع الاعلان عن هذا الخبر الدفعة الايجابية الكبيرة على نفوس المتداولين والمستثمرين بعد ان سادت حالة من التذبذب والتململ جموع المستثمرين وذلك لتأخر الاعلان ولكن رغبة الناس وتعلق أملهم على هذا العقد هو ما خلق حالة عدم التأكد من وضع السوق المستقبلي والرغبة في البيع اكثر من الشراء وسبب النزول المتواصل للمؤشرات والاسعار في هذه الفترة دون ان يستطيع السوق من خلال لاعبيه ان يكبحوا جماح النزول غير المنطقي الى ان تم الاعلان عن العقد والذي غير مسار التداول من الهبوط الى الصعود وبث روح التفاؤل بين جموع المتداولين.
لم يصمد السوق مع ما تمت الاشارة إليه في المرحلة السابقة حيث ما لبث أن عاود نزوله وفقد خلالها المزيد من النقاط على مستوى المؤشر السعري ولكن الناحية الايجابية آنذاك هي وجود قيم تداول يومية قريبة من 85 مليونا (والتي تمثل قيمة تداول جيدة وقتها) وساعد في تلك القيمة اعلان البورصة يوم 11 يونيو 2005 حول فوز شركة المخازن العمومية بعقد ضخم تصل قيمته الى 1,5 مليار دولار لمدة خمس سنوات كحد اقصى ساعد في تماسك السوق الى حد ما والحد من تذبذباته الحادة على الرغم من اللغط الذي صاحب هذا العقد خاصة وان السهم الذي يقود السوق طلوعا ونزولا وقتها (المخازن العمومية) استطاع ان يؤسس على سعر معين دون نزول وطلوع وهي كانت فرصة مناسبة للسوق وللمتعاملين لاستعادة ثقتهم مرة اخرى بالسوق بعد ان فقدوها جزئيا بسبب العامل النفسي وحالة عدم الاتزان وعدم وضوح الرؤية التي صاحبت تداولات بداية هذه الفترة.
الربع الثالث (يوليو - اغسطس - سبتمبر)
تعد فترة الثلاثة اشهر الاخيرة من الفترة المنتهية في سبتمبر عام 2005 من اهم الفترات التي اخذت في سوق الاوراق المالية منعطفا جديدا من حيث طبيعة التداولات وماهيتها دخل خلالها السوق مرحلة تاريخية كسر فيها المؤشر السعري مستوى الـ10,000 نقطة واسس عليه بعدما اغلق على مستوى 10,233 نقطة، كما تعتبر هذه الفترة مميزة على جميع الاصعدة والتي وصلت خلال تداولاتها رسملة السوق الى 35 مليار دينار كويتي، هذا وقد انقسم التداول خلال الربع الثالث الى مرحلتين: