المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كسائر رحلتي



شارع الأصمخ
11-04-2009, 03:20 PM
لابد لى فى رحلتى هذه كسائر المسافرين من مركب يأوينى وقارب يحمل امتعتى ومرافئ ترسو بها سفنى.
لكن مركبى مختلف , وامتعتى مختلفة , ومرافئى مختلفة ...
إن مركبى عيون ...............
وامتعتى آلام واحلام وطموحات ...........
ومرافئى قلب وروح وإحساس وشعور ...

ليس لسفرى هذا شكل السفر المعهود..
إنه سفر فى سكون ورحلة فى هدوء ..
إنه انتقال من الشاطئ إلى البحر ومن ظلال الأشياء إلى الأشياء ومن العتمة إلى الضياء ومن الامبالاة إلى الإهتمام ومن لا شيئ إلى كل شيئ ....

قررت السفر وكتبت سيرتى الذاتية ...
لم اكتب فى سيرتى الذاتية ان لى تجربة عشرين حولا كما يكتب البعض..
فالتجربة فى الحب تصريح بالفشل...
كنت صادقا وواقعيا إلى أبعد الحدود فى كتابة سيرتى الذاتية...
كتبت اننى شاب فى الربيع الخامس والعشرين من عمرى ..
كتبت أننى من برج الثور وأننى مولود زوال الأحد المكمل الثلاثين من نيسان ابريل .
لم يسبق لى الزواج ....
لا أمتلك أي خبرة فلازلت صفحة بيضاء فى انتظار من ينقش عليها حروفا أويرسم صورا ونحوتا..
أما عن هواياتى فقد كتبت اننى أعشق الليل وأحب القمر ويذبحنى من الوريد إلى الوريد تكسرُ الأمواج المرهقة على الشواطئ ...
أقدر لليل سكونه وللقمر نوره وأفهم عن البحر هديره وامواجه ...

أودعت سيرتى الذاتية نسائم الصباح وأريج الورود وامواج البحار وامطار السماء وقهقهة الصبيان ليوصلها كل إلى وجهته ...

فأنا أومن بأمانة النسيم ونزاهة الورد وعفة البحر ونقاوة المطر وبراءة الأطفال..
أدت الطبيعة أمانتها وأبلغت قهقهة الصبيان رسالتها...
وكان الرد أحسن ما يكون ...
فقد وصلنى على اجنحة الحمام الزاجل طرد بريدي رائق الشكل جميل المنظر عذب المضمون...
لم يك فى ذلك الطرد الانيق اكثر من هذه الكلمات "تم قبولك فتهيأ للقاء"
حينها لم أزل مسكونا بواقعيتنا وقوانيننا وتشاؤمنا...
فسألت نفسى عن تذكرة الذهاب وسمة الدخول وحجز الفندق وتحويل الأموال...
وفجأة انبثق نور عجيب طرد غيمة الواقع وكوابيس القوانين وبارح التشاؤم .لأتذكر من جديد.
"أن لى مركبا مختلفا وامتعة مختلفة ومرافئ مختلفة "
وقبل ان اصحو من سكر نشوة التخلص من الواقع وهمومه. عم المكان روح المسك ونفح الطيب وأريج الورد واعطت السكينة المكان صبغة الهدوء والوقار...
ولا حت من خلال الأفق هالة من نور ادركت فيما بعد أنها جائت لتطهرنى من حيوانيتى وتحررنى من جسمانيتى لأفهم واعى ماأسمع وأستوعب وادرك ما أرى وأشاهد..
ففى الحب طلاسم ورموز لا تدركها العقول ..
ومناظر ومشاهد لا ترنو إليها العيون ..
ودخلت المدينة الجديدة فإذا بى امام ثياب من سندس خضر مكتوب عليها باحرف من نور "مرحبا بكم فى مدينة الحب"...
وتقدمت خطوة فإذا بى أمام حائط جميل كتب عليه بخط ناعم رقيق ..
إن نواميس وقوانين هذه المدينة تختلف عما تعودتم عليه فى واقعكم البائس..
إن النظام هنا هو ترك النظام ...
والعقل هنا يكمن فى تعطيل العقل...
إن الكلام هنا بالرمز والإشارة والتفاهم بالعيون والإبتسامة ..
إن الألم حلو والحلو ضرب من جنان النعيم ...

كنت كلما قرأت سطرا أرتسمت على وجهى ردود أفعال كانت تفهمها مضيفتى (حبيبتى) بكل تفاصيلها..
وأنتقلنا إلى إدارة الهجرة والجوازات لإكمال أوراق الإقامة على كفالة حبيبتى ...
فمدينة الحب تشبه دول الخليج فى ترفها وأمنها وحتى فى نظام الكفيل فيها ..
أما موضوع نقل الكفالة فسأترك لكم الحديث عنه لأننى ببساطة لا أفكر فى نقل الكفالة عن حبيبتى .....


لو كان فى إمكان بشر ما أن ينجز المستحيل أو يصنع المعجزات لأتخذت من قلبى سماء تظلك ومن لحمى أرضا تقلك ولجعلت لك من عظامى واعصابى دروعا دلاصا تحميك وأجهزة إنذار مبكر تستشعر لك الخطر الداهم قبل الوقوع..
لو كان بالإمكان لأبدلت قمر السماء بوجهك الوضاء ولفرضت عليه التواجد فى كل لحظة وحين لكي أظل استلهم من جماله الأسطوري روائع القوافى وبدائع القصص ولكي أظل استلذ بالنظر إلى ذلك المحيا الوسيم ولكي اظل أكثر من ذلك أحس بوجودى واستشعر كيانى فأنا لا أكون موجودا إلا عندما أراك أو اسمع عنك أو أقرأ لك ..

لو كان بالإمكان لأتخذت لك من حدقة العين سحبا تمطرك فى كل لحظة وفى كل حين وتداعبك بزخات ماء الشؤون الدافئة ولو كان بالإمكان لعملت لك من عويل بكائى المزعج رعودا تذكرك كل ما أمطرتك حدقة العين أن هنالك محبا كلفا وعاشقا وامقا يبكيك ويرجوك ويتمناك ...

لو كان بالإمكان لتنكرت للحروف الأبجدية واخترعت لغة جديدة وحروفا جديدة هي كلها حرف الباء واللأم والسين والميم ولكتبتها بخط يزرى بخط ابن مقلة ويفتخر على الخط الكوفي ويتيه على الرسم المغربي ولعملت لها مدادا من دموعى المتقاطرة ودمائى النازفة ولصنعت لها يراعا من أعصابى وسويداء قلبى ولأقمت لها من الكبد صحفا وأوراقا...

لو كان بالإمكان لأتخذت من بيتك كعبة أطوفها كل يوم ومن سؤر شرابك ماء استشفى به من العلل والأسقام ولأتخذت من ثغرك مزارا شريفا ومن خدودك مقاما كريما اتعهده بالزيارة والخضوع والخشوع ولرميت كل من عكر صفوك بالجمرات ....

لو كان بالإمكان وآه لو كان بأمكانى لأقمت عندك مدى الحياة ولنزعت عن العيون الجفون لكي لا تحول بينى وبين وجهك الجميل ولهجرت كل العالمين لكي أستانسك بك وبحديثك العذب وجمالك العربي الأصيل ...

لو كان بالإمكان لأبدلت كل نعيمى فى هذه الحياة بنظرة منك ولو عابرة ولأعطيت الغالي وبذلت النفيس فى سبيل كلمة واحدة منك فأنت كل شيئ بالنسبة لى فى هذه الدنيا
...
لو كان بالإمكان لكتبت إسمك بعيدا على صفحات السماء لكي يراه الجميع ولكي لا تدنسه لمسات الأيدى ولو كان بالإمكان لأفترشت لك العيون لكي تكون دروبك بين الجفون ولو كان بالإمكان لنسخت من أجلك تقليد السجادة الحمراء وأفترشت لك القلب الأحمر والخد الأحمر لو كان بالإمكان لأسمعتك نشيدا كتبه القلب ولحنه الإحساس وعزفته الأعصاب...........

لو كان بالإمكان لأقمت بين يديك لألعب بضفائر شعرك وأستلذ ببهاء وجهك وأسكر بعقار حديثك وأأخذ الدفئ من لهيب حضنك وحرارة ذراعيك ..

لو كان بالإمكان لأنمتك كل ليلة على قصة وحكاية من قصص وحكايات حبنا الخالد ولو كان بالإمكان لأسمعك القلب أنشودة الحب وأشارت عليك العيون بتراتيل العشق ولقرأت جليا على صفحات الوجه علامت الصدق والوفاء...

لو كان بالإمكان لملأت الدنيا شعرا وقصصا وخواطرا تحدث عن سحر عينيك وجمال خديك وتنبأ عن عشقى وهيامى الشديد بك يا توأم الروح وحبيبة القلب وهيام الإحساس ..

بابا الضحية
11-04-2009, 03:24 PM
لو كان بالإمكان لملأت الدنيا شعرا وقصصا وخواطرا تحدث عن سحر عينيك وجمال خديك وتنبأ عن عشقى وهيامى الشديد بك يا توأم الروح وحبيبة القلب وهيام الإحساس ..


ابداع

اعشق الشعر الذي يتغزل بالعين :shy:

شارع الأصمخ
12-04-2009, 05:34 PM
تسلم اخوي على المرور الرائع